للترفيه:
على مواقع التواصل رسمت لي الصديقات صورة معينة، فأسبغوا علي القوة والذكاء والجدية، بينما لا يعرفون حقيقة أنها أكثر ثلاث صفات لا أتمتع بها، بل أتصف بنقيضها، انما نحن نكتب عن الأمور التي تنقصنا.
أما المحيطون بي في الواقع، فلي معهم ذكريات ومواقف (تفشل)، كما يقول اخواننا بالخليج.
فغير بعيد كنت حين يشاهد أبي واخوتي مقابلة في كرة القدم، وأراهم في قمة الحماسة والانفعال، أندس بينهم في الصالون لإلقاء نظرة، ثم أقوم بالتشجيع على طريقتي، فأهتف(gooooooal) حين يقوم أصحاب البدلة الزرقاء بإحراز الهدف.
لأستفز غضب اخوتي الذين لا يكتفون بنعتي بأوصاف لا تنبغي(بلهاء، غبية، حركية)، ولسان حالهم يقول: لماذا تشجعين الأعداء، والخصوم؟
أستفسر ببلاهة: أليس هو ذاك منتخبنا؟
فيجيبونني بحنق: أن اللون الأخضر لبدلة منتخبنا مأخوذ من ألوان العلم الوطني، وأن هذه معلومة لا تغيب عن طفل صغير.
أغمغم أنا بيني وبين نفسي( لكنها بدلة غير جميلة، ولونها حشيشي غير مناسب)، ماذنبي أنا إن كان القائمون على الفريق لا يتمتعون بحس الجمال.
ولتصحيح زلتي تلك، أقوم بطرح سؤال آخر، لماذا تخلى مورينيو وغوارديولا عن تدريب منتخب البرتغال والأرجنتين، ودعم كريستيانو وميسي، أويعتزلون التدريب في هذا الوقت الحرج بالذات؟
لأفاجأ بردة فعل غاضبة من اخوتي على طريقة أبي جهل وسادات قريش قائلين(فارقي مجلسنا هذا)
ليس هذا فحسب، بل يقومون برميي بالوسائد، وكل ما يصل إلى أيديهم، لطردي من الصالون.
لست مخطئة حين خمنت أن الذكورية والجاهلية تعود بقوة، هؤلاء يكرهون البنات من دون سبب.
ومن ذكريات المونديال أيضا، سؤال عبقري لم يدر بخلد أحد من أمة العرب، سألته لوالدي قائلة: لو اجتمع منتخب(زيدان) فرنسا، مع المنتخب الجزائري، فمن سنشجع وقتها يا أبي؟
لينزع والدي نظارتيه، ويحملق بتعجب قائلا: اغربي عن وجهي!!
- (عجبا ما تراه أغضب والدي، إن مزاجه لسيء اليوم)، ثم أشغل خاصية المحقق كونان النائمة لدي، وأوعز السبب إلى مشكلة عويصة يخفيها عنا والدي.
أما حكايتي مع الرياضيات والأرقام فقصة بغض لا تنتهي، فلازلت إلى يوم الناس هذا أستعمل أصابعي في العد، وتسبب لي الأرقام والمعادلات الدوار، وتلقبني أختاي بلقب(london Tibton)، وهو اسم لبطلة مسلسل أمريكي معروفة بالغباء.
ولازلت أعجز عن قراءة فواتير الماء والكهرباء، وكل مرة يضحك فيها والدي من ذلك ثم يقول مقولته الشهيرة عني( النقاط والمعدلات المرتفعة التي كنت تتحصلين عليها، كانت صدقة من الأساتذة عليك).
لا أدري لم علي معرفة الأصفار، وحل المعادلات، ولم يسمى غبيا من لا يجيد الرياضيات؟
لقد ضاع عمري وأنا أحاول حل المعادلات الرياضية، فما زادني ذلك إلا ضياعا.
أما عن المواقف الشجاعة فلا يتذكر الأهل عنك سوى (المواقف البايخة).
من ذلك أنني كنت أعد نفسي فتاة شجاعة، وأتخيل دوما سيناريوهات مرعبة أكون فيها دوما البطلة والمنقذة التي يشيد بها الجميع، غير أني اكتشفت ذاتي الحقيقية في أول موقف تعرضت له، فقد كنت برفقة والدي (الذي كان مريضا وضعيفا وقتها) في وسط المدينة، حين برز مختل عقلي وأشهر السلاح الأبيض في وجه والدي، لكني لن أخبركم بما حدث، وكيف تصرفت يومها، لأني لا أتذكر شيئا، فقد تعرضت لإغماءة فورية، خذلت فيها والدي في أحلك موقف تعرض له.
أما الموقف الآخر، فحين تعرضت ابنة خالي (طفلة بعمر الخمس سنوات) لحادثة شجت رأسها، فطفق الدم ينز بغزارة من جبينها، و أحاط بها الجميع فوجدوها تضحك ببراءة، وأنا ملقاة على الأرض بجانبها بسبب إغماءة تعرضت لها بفعل رؤيتي للدماء.
ومع ذلك أرفض أن أنعت بالجبن، فلدى كل الكائنات سلاح أودعه الله، يظهر وقت الحاجة، وقد قرأت فيما قرأت أن هنالك حيوانا في استراليا (يسمى البوسوم)، يتعرض للاغماء بسبب الخوف كلما تعرض لموقف خطير، فيظن المفترس أنه ميت فلا يقربه.
لذا لا زلت أعتقد أن لدي شجاعة عنترة، وستظهر حتما في الأوقات الصعبة.🙈
أما عن ذاكرتي التصويرية، فمنعدمة تماما، لا يمكنني المشي في الشوارع بمفردي، وإذا ولجت مبنى ما فإني أنسى الباب الذي دخلت منه حتى أسأل.
لذلك لا يسمح والداي بخروجي دون رفقة أحد من اخوتي الشباب، ويضطر هؤلاء لمرافقتي دوما كما يرافق معتز أخواته في باب الحارة، ويجعلون بيني وبينهم مسافة تكفي لاختطافي دون أن يشعر مرافقي بذلك.
ناهيك أنني لا أهاب الأخطار المتوقعة كما أهاب أصغر اخوتي فلإخوتي شخصية ذات قوة وهيبة، وعنفوان، ناهيك أنهم شديدو الغيرة، لذلك أجد نفسي منصاعة تماما ومنساقة لهم، مثل نعجة صغيرة تتعلم المشي خلف أمها.
أما عن الجدية فحدثتني أكثر من فتاة أنها كانت تراني فتاة جادة، مهابة الجانب، وترددت كثيرا قبل محادثتي خوفا من ردة فعلي.
والصراحة أني عكس ذلك تماما، وأرتعب لدرجة الرعب من نمط الشخصيات الجادة الوقورة، وأهابها وأحترمها، غير أني أمقت نصفهم الآخر بسبب قسوتهم، وغلظة طبعهم.
وأكثر أوقاتي أقضيها في اللعب مع الأطفال ومحادثتهم.
وبعد كل هذا أقول( لم لا يدرك المحيطون بي عبقريتي المتقدة؟)
#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق