الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

القصة الأولى:

 



القصة الأولى:


كان شابا سلفيا قارب الثلاثين، قد أرهقه البحث عن زوجة سلفية منقبة تناسبه...

كانت والدته وشقيقته تعرضان عليه نماذج فتيات لكن لم ترقه ولا واحدة منهن..

وكان أصدقاؤه يرشحون له فتيات من معارفهن..

لكن ذوقه في النساء كان صعبا جدا..

وقال عنه الناس لن يتزوج أبدا..

كان يريدها صغيرة السن، فائقة الجمال، تحفظ القرآن كاملا، ومهتمة بطلب العلم الشرعي..تغطي وجهها وترتدي الإسدال، لا تعرف وسائل التواصل الاجتماعي، بكر لم يمسس عاطفتها أحد، وماضيها ناصع البياض..

كان صديقه مرهقا من الجدال معه بشأن الموضوع، وكذلك والدته وأصدقاءه..

قال صديقه له يوما أنت تريد الكمال، وهذه مواصفات حورية من الجنة...مستحيل أن تتزوج وأنت تحمل هذا التفكير..

وأجابه الأخير بأن يقينه بالله كبير، وهل أنت تستكثر أن يجيب الله دعوة بسيطة مثل هاته، وله سبحانه مفاتيح خزائن الأرض والسماء!!

فأجابه صديقه بأن النموذج الذي تبحث عنه من سابع المستحيلات.

والدته كانت تقول له أن كل الفتيات يكملن تعليمهن اليوم، ومن لا تكمل تعليمها غالبا تتزوج بسرعة، أو تكون غير دينة، ناهيك أن حفظ القرآن آخر اهتمامات بنات هذه الأيام.

توالت الأيام وبلغ ذلك الشاب سن الأربعين وهو دون زواج، لكن يقول صديقه: لم يفقد ثقته ويقينه بالله.

ولم يفقد رباطة جأشه، وكان يستكثر من الطاعات والعبادات وقيام الليل، وكذا يلح بالدعاء.

حفظ بصره عن النساء وعف نفسه طوال تلك المدة.

وهل يعجب الله إلا من شاب ليس له صبوة.

فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:« إن الله يعجب لشاب ليس له صبوة»

بمعنى أن الله يعجب لشاب صان نفسه ولم يرتكب المعاصي أو يقع في الحرام.

كان له سلسلة محلات لتجهيز العرائس، فقد من الله عليه بنجاح كبير ومال وفير..

وذات يوم زارته في أحد المحلات الكبرى التي يشرف عليها، امرأة كبيرة وابنة لها ترافقها لا يبدو منها شيء. ترتدي جلبابا أسودا فلا يرى منها شيء.

تقدمت والدة الفتاة، بينما ابتعدت الفتاة عن عيون صاحب المحل وشغلت نفسها بتفقد السلع والبضائع ريثما تنهي والدتها أمورها.

كانت والدتها تساومه على بعض القماش، فسألها ممازحا: ألا تريدين غيره؟ لم لا تجهزين جهازا كاملا من عندي؟

فأجابته المرأة أنها زوجت كل أبناءها، ولم يتبق لها سوى هذه الفتاة التي لم يأت نصيبها بعد.

ووعدته أنه إذا أتى النصيب فستقوم بتجهيزها من عنده.

فسألها عن سنها فقالت أنها في السابعة عشر من العمر.

فسألها إن كانت تدرس، فأجابته أنها كانت متفوقة لكنها توقفت عن الدراسة، لكنها تحفظ القرآن كاملا، وحاليا بدأت مسيرتها في طلب العلم الشرعي.

فانفرجت أسارير الرجل، وقال لها من فرط حماسه، إن كانت قد توافق على شخص بنفس عمره.

فأجابته الأم أن يزور بيتها وان شاء الله خير، وأعطته العنوان.

وفعلا تمت الخطبة والزواج.

وقد رزقه الله بفتاة الأحلام، وبنفس المواصفات التي كان يريدها.

يقول صديقه صدمة الجميع بزواجه، وأن العروس كانت بنفس المواصفات التي اشترطها جعلتنا نتأمل مليا فتوحات الله على عباده، وإجابة الدعاء ولو كان مستحيلا بنواميس البشر، بشرط لزوم الدعاء واليقين به عز وجل.

وقفة:

القصة لا تشجع على طلب واشتراط الكمال في الطرف الآخر، إنما ذكرتها لأنها حدثت بالفعل ولتعزيز جانب اليقين بالله، والإلحاح بالدعاء، وكذا صون النفس عن الحرام. 


#شمس_الهمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...