‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوميات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوميات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 3 أغسطس 2022

نساء مجاهدات!!

 نساء مجاهدات!!


زرت ذات مرة مدينة برتبة دائرة بإحدى ولايات الغرب الجزائري الداخلية..وكان مما رأيته وعاينته عادات لا أدري أأصفها بالصالحة المحمودة أم الطالحة المردودة..فهذه العادات تحمل جانبا إيجابيا لمعنى التكافل والتآزر..ومعاني سلبية من إرهاق الجيوب..وشقاء النساء..وضياع الأوقات وو

هذه المناطق فيها مغالاة في كل شيء..مغالاة في المأكل والملبس..في الولائم والعزائم..في الأفراح وحتى الأقراح أيضا..قد تستغربون لو قلت لكم أن مصيبة الموت عندهم تُستٓغٓلُ ليصنعوا منها احتفالا "فيشطة" كما يقول أبي..

فتنصب الخيام..ويوقد على القدور..ويقدم الشواء..والطعام..وكذا يقدمون ما يسمى بالرفيس والبرزقان مع القهوة والشاي..وكذا المشروبات والفواكه الموسمية أيضا حاضرة..

وتخيلوا أن لديهم عادة أن جار أهل الميت مثلا..إذا أراد المساعدة يتكفل بإخراج ما مقداره على الأقل 16 "زلافة تاع طعام" ..16 صحن طعام .حتى الثلاثين لوحده..ومن جيبه..وتقوم بإعداده امرأة واحدة ألا وهي زوجته!! 

وحين ذكرت لهم أننا في مدينتي كانت لدينا عادة تحضير أربع زلايف طعام مع أهل الميت..وتم تقليل العدد الى اثنتين فقط، بعد شكاوى توجه بها الناس للأئمة بسبب غلاء المعيشة وعدم قدرة الفرد على ذلك البذل كل مرة..بدا لهن أننا مدللات جدا..

أما الأعراس فحدث ولا حرج..الطعام مع الشواء..والتحليات والمكسرات ووو...هؤلاء القوم يقدمون الضيافة كل ساعة حتى يتخم المدعوون..

كنت ضيفة لبضعة أيام بمناسبة عودة الحجيج..واكتشفت أن الناس هناك يساعدون الحاج فيذبح شخص كل يوم كبشا، ويتكفل بمعازيم الحاج ليوم كامل...بعدها يكون الدور على آخر ثم آخر...لقد ذبحت خمسة كباش على مدار خمسة أيام..ولا يزال الأمر مفتوحا للمزيد..والمصيبة أن من يأكل الطعام عندهم ليس الأغراب والقادمين من ولايات بعيدة...انما يلتهمه الأقارب والجيران الذين يغلقون منازلهم..ويستمرون بالحضور كلما حان موعد الطعام..يروحون ويجيئون دون كلل أو ملل ..إنه الفراغ!!

دخلت الفناء الذي نصبت فيه القدور..فهالني المنظر..نساء يقبعن هناك لتحضير كميات هائلة من الطعام..وصبايا يتساعدن في حمل القدور العملاقة...وتقطيع الخضر المختلفة بكميات رهيبة...

لم تطب نفسي بالتفرج عليهن..ولدي عادة أني لا أحب أن يخدمني أحد..فأنا شخص خدوم..تعودت دوما على خدمة أشقائي والآخرين دوما...لذلك أعرف معنى التعب وأقدر المجهود المبذول..وأتعاطف مع من يعملن بجد لراحة الضيوف..لذاك غالبا ما أمد يد العون..فلا أحب البقاء مكتوفة اليدين أتفرج ..

كنت أساعدهن بمرح..وأستمع لقصص العجائز بحب واهتمام..

لطالما راقتني مجالس كبار السن..فأستمع إليهن وألاطفهن...

هذا إضافة أن مظهري وأنا أساعدهن وأشمر عن ساعد الجد جعل مني حديث المجالس، ومحط أنظار النسوة وإعجابهن..

فالأخيرات كن يلمحن تارة ويصرحن تارة بأنهن يرغبن بي كزوجة لأبنائهن واخوانهن..تضحك شقيقتي من الأمر وتهمس لي أنني من جلب ذلك لنفسي.."قلت لك كفي عن مجالسة العجائز...لكنك تضعين نفسك في مواقف بايخة"!!

وأنا أتبرم في داخلي وأعترض على عروضهن..فمع حبي لأولئك النسوة وشفقتي عليهن..صحيح أني خدومة ومطيعة ونشيطة...لكن بحدود.. ولا يمكنني العيش وفق أسلوب الحياة لدى هؤلاء ومثيلاتهن ...ولا أرتضيه لنفسي..ولا لغيري من النساء..

فمآلاته السلبية كثيرة على الجيب والمرأة والصحة والنشء..وهو أحد أسباب تخلفنا كعرب ومسلمين ..

أحد ميزات تلك المنطقة .ان سكناتهم هشة..من زمن المستعمر..بيوت بالقرميد على مد البصر..لا يوجد هنا منازل فخمة أو فيلات..فالناس هنا تعمل لأجل ملء البطون وحسب..لا توجد مشاريع أخرى..لأبي جملة مشهورة حول هذا السلوك تقول." القاوري صعد القمر وقومي مازالوا ديرو خمسة خمسة وسوق الربح تربحوا"

ما يميز نساء المنطقة هنا عن غيرهن..تشوه في العمود الفقري وآلام الظهر المبرحة..احداهن تمشي مائلة..وأخرى محدبة...احداهن تضع مشد الظهر..وفتاة عزباء تضع مشد الأكتاف..وعروس قابلتها هناك من ثلاث سنوات فارعة الطول جميلة..ثم فوجئت بها وقد تشوه قوامها المنتصب..وانحنت أكتافها حتى لكأنها عجوز في السبعين..وهي لا تزال في عز الشباب..ويكأنك في ساحة لمعطوبي الحرب؟!

النساء هنا يستهلكن بسرعة ويتم استبدالهن بعد عجزهن عن الخدمة..فالتعدد هنا شائع جدا ورائج بكثرة..والسبب الأول أتزوج امرأة قادرة على الخدمة و تحضير الولائم..

الجميع هنا سواسية..الجميلة..والمتعلمة..وحتى العاملة فوجئت بشابة ثلاثينية تأخذ عطلة عاجلة لمدة خمسة أيام للمساعدة في تحضير الوليمة..

عروس أخرى من مدينة تلمسان..تطبعت بطباع المنطقة وحين سألتها مالذي جلبها إلى هذا المكان..أجابتني أنه الحب!!

بعد انقضاء مدة إقامتي بذلك المكان، جمعتني واياهن جلسة سمر..فسألنني بدافع الحماسة والفضول إن كانت المدينة والضيافة تروقني..كن متأكدات جدا..أنني مسرورة في هذا المكان..وذلك بسبب إسرافي في الضحك والمرح .والأكل اللذيذ..

لكني ليلتها كنت لئيمة قليلا، وأخرجت الفمنست التي كانت نائمة بداخلي..ورحت أشرح لهن مضار هذه العادات وهذا النمط من العيش..ورحت أذم الفخر والبذخ والمغالاة..وأشرح لهن كيف تعيش النساء في المناطق الأخرى..وأنكن هنا مجاهدات..فما تقمن به جهاد حقيقي..

الصبايا كن يحملقن بي بعيون مشعة..تحمل رغبة دفينة في التمرد والتغيير..

أما العجائز فكن بالكاد يخفين امتعاضهن من كلامي ..ويقذفنني بكلمات ومعان..ولسان حالهن يقول:" سقط القناع" ومن ظنوها ملاكا..صارت في نظرهن بمثابة الشيطان!!

لا عجب أنني أخسر كل مرة..فلساني يجلب لي كل ذلك!!

المرة القادمة باءذن الله. ان سألوا عن مذهبي لم أبح به..أكتمه كتمانه لي أسلم -_-

#شمس_الهمة





كانت إحدى زميلاتي اللاتي تلقين دراستهن في أمريكا تقول "رأيت النساء الأوربيات أكثر أناقة من الأمريكيات..ثم أتيت إلى طهران فرأيت النساء الطهرانيات أكثر أناقة من النساء الأوربيات...ثم ذهبت إلى محافظتي فرأيت الأقلية العصرية من نساء تلك المحافظة أكثر أناقة من الطهرانيات"

وقلت لها: " لو كنت واصلت المسير ، وذهبت إلى المحافظات الأصغر ، بل إلى بعض القرى لرأيت أنهن أكثر أناقة من الطهرانيات و الأمريكيات.."





العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...