الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

عن الخطبة في وسائل التواصل الاجتماعي

 عن الخطبة في وسائل التواصل الاجتماعي:



حدثتني صديقتي الطبيبة تقول، خطبني على مواقع التواصل شخصان، أنا فتاة عادية، ولكني كنت أريد الارتباط مع شخص ملتزم يخاف الله، ولكن الحياة وضعتني أمام خيارين وإليك القصة.


خطبة الملتزم على وسائل التواصل الاجتماعي:



الأسبوع الأول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأسبوع الثاني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأسبوع الثالث: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

\

\

\

واستمر هكذا لمدة سنة، هو شاب من مجموعة علوم شرعية ملتزم، لم يسبق لي التقاطع في نقاش معه، يخفي اسمه وينشط باسم مستعار، وحسابه لا يحوي أشياء أو كتابات تكشف عن شخصه أو ميولاته أو طريقة أفكاره.


خطبة(مسلم عادي) على وسائل التواصل الاجتماعي:


ابتدأ رسالته الفرنسية بعبارة(Salut princesse).

وقال أنه تصادف تعليقا لي حول الموضوع الفلاني(وقام بتسميته)، فراقته طريقة تفكيري جداا.

وعرض في رسالته معلومات كاملة عنه(شاب ثلاثيني واثق، مهندس، مطلق وأب لطفلتين)

يريد فرصة جادة، وحسابه على الفيس بوك يحمل اسمه، وصورته الشخصية، ويعطي لمحة عن شخصيته، إضافة لعنوان منزله، كما أنه لا يخفي قائمة الأصدقاء.


بيني وبينك كنت كل مرة أتأمل رسالته، وأذوب في جملته (مرحبا أيتها الأميرة).

لكني لم أرغب في إعطاءه فرصة، كوني كنت أبحث عن شخص ملتزم.

لكن بعد مدة قصيرة صرت عضوة في مجموعة كتب وكنت أتقاطع واياه في نقاشات كثيرة، وحدث أن أعاد طلبه بعد اكتشافه لجانب آخر من شخصيتي، وكانت رسالته هذه المرة بالفرنسية أيضا.

هذه المرة قررت أن أمنحه فرصة، استأذنت من والدي أن أمنحه عنوان بيتنا فوافقا، تمت الرؤية الشرعية.

في يوم الشوفة سألني عدة أسئلة، وسألته أنا بدوري أسئلة كثيرة، لكن سؤالا ما بقي يلح بقلبي، ولم أجرؤ على طرحه، وكنت متخوفة في ذلك الجانب أيما خوف.

لكن شخصيته وعفويته في طرح الأسئلة والإجابات، حفزتني وشجعتني لسؤاله.

وكان السؤال رغم أني طبيبة إلا أن الفرنسية كانت ثقيلة على لساني في خطاباتي اليومية:

- علاش تحكي بالفرونسي معايا؟ تبانلي نتا فحشوش ومدلل من والديك.

(بمعنى أنك ولدت وملعقة ذهب في فمك).

فرد علي ضاحكا:

رغبت في كسب ودك، وخطابك بلغة تناسبك لأنك طبيبة.

لكن في الحقيقة ورغم أني قبائلي، إلا أنني أتكلم العربية في حياتي اليومية.

وأنا شخص كادح (بعت الساشيات، وخدمت فالأرض، وغسلت الماعن في المطاعم.)


خاتمة القصة:

الطبيبة اختارت الشخص الثاني، وتعيش معه بسعادة، تركها تكمل التخصص، يساعدها ويرفق بها في المنزل، وعندهما ثلاث سنوات زواج.


على هذا تعززت قناعتي التي تقول بانجذاب النساء لل (bad boy)، الذين يمتازون بقوة الشخصية والجرأة والإقدام، عكس أولئك المحافظين الخجولين المترددين.

وتذكرت قصة من التراث ترويها الجدات تقول:

أن شخصا ذهب لخطبة فتاة من قبيلة مجاورة، وعندما وصل للبيت المطلوب، جلس مدة دون أن يفصح عن طلبه، وشرب القهوة، ومكث مدة ينتظر طعام الغداء، وفي تلك الأثناء جاء شخص آخر إلى ذلك المجلس، وسلم وحيا الحاضرين، فأراد والد الفتاة أن يضيفه فنجان قهوة وفق الأصول، فرفض الشاب شرب القهوة حتى يتم الموافقة على طلبه، فسأله المضيف عن طلبه، فقال (أريد طلب يد ابنتك فلانة).

فوافق والد الفتاة فورا، وقرأ الحضور الفاتحة.

فانتفض الشاب الأول، وقال أن الفتاة من حقه، لأنه وصل قبل الثاني، وأن زيارته كانت لخطبة الفتاة، ولكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة لمفاتحة والدها في الأمر، فرد عليه والد الفتاة بعبارة أصبحت مثلا متداولا تقول:( فلانة اداها اللي مشربش القهوة)


#شمس_الهمة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...