الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

لماذا لا يستجيب الله دعائي؟!

 لماذا لا يستجيب الله دعائي؟!


في مرحلة المتوسط، كانت تدرسني أستاذة لغة إنجليزية جميلة وملتزمة، وتدرس المادة بإتقان وحب.

وكان من أثر ذلك على كل تلاميذها، أنهم أتقنوا المادة وتفوقوا بها وأحبوا اللغة الانجليزية بسببها..

وكان زوجها يدرس أخي اللغة العربية، والتربية الإسلامية، وكان شخصا دينا ملتحيا ومتخلقا..

وكان يقول أخي؛ يحب الأدب ويستعذب الشعر، ويحبب اللغة العربية للتلاميذ..وكان حين تأتي حصة التربية الإسلامية، ينتهز الفرصة ليهرب من المقرر الجاف، ليحكي لهم قصصا من السيرة العطرة، والصحابة الأطهار، وكذا أخبار المعارك وبطولات المجاهدين الأبرار.

وكنا نحن الذكور ننسجم مع قصص المجاهدين، وبطولات الشهداء..

بينما كانت الإناث تذرف الدموع مع الأستاذ شوقا للرسول صلى الله عليه وسلم، أو حزنا على خبر مقتل هذا الصحابي أو ذاك...وكان الأستاذ إذ يرى مدامعهن، يرق حاله ويذرف الدمع أيضا، فلا نصبر نحن، ويجهش الفصل كله بالبكاء.

تلك الأستاذة كانت تخبرنا أن زوجها يحلم أن يصير محاميا، وكانت تقول بحسرة أنه يدعو الله كثيرا ويقوم الليل من أجل تحقيق هذا الحلم...وكثيرا ما طلبت من الدعاء لزوجها وأب أولادها..

وكان هو حين يتذكر أنه يفشل فء مسابقات المحاماة لمدة تزيد عن خمسة عشر عاما، تخنقه العبرات، على تلك الغصة بقلبه..

لقد كانت المحاماة شغفه وحلمه..

وكان الجميع من بعيد أو قريب يعرف ذلك..

في أواخر دراستي بالطور المتوسط...سمعت أنه نجح أخيرا...

فرحت وقتها من قلبي لأجله...

بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ...قال لي أخي مرة هل تذكرين الأستاذ فلان وزوجته؟

فأجبته أن نعم...فمثلهما لا ينسى..

فقال لي أن الأستاذ حين أصبح محاميا طلق زوجته وشتت أطفاله الخمسة، وقضى على بيته السعيد

وهو الآن يعربد في الليل ويأخذ الرشاوى على القضايا الفاسدة في النهار..

نعم، هكذا أصبح ذلك الأستاذ النبيل...

نسأل الله العافية..

كلما تذكر أخي أستاذه وقدوته ذاك، فاضت مآقيه بالدموع..

ليته ما ربح...ليته ما صار محاميا...ليته ما دعا


#شمس_الهمة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...