كتاب عظماء بلا مدارس:
سألتني صديقة جديدة بقائمتي بالأمس إن كنت أستاذة، فأجبتها أني دون ذلك بكثيير، وأني لم أكمل تعليمي.
فسألت سؤالا آخر(هل تؤلمك رؤية الفتيات ممن أكملن تعليمهن، في هذا الفضاء وهن يتمتعن بعديد المعارف، وتحصلن على الشهادات، بينما أنت لاشيء أمامهن).
ماهو شعورك، اصدقيني القول؟
فكانت إجابتي لها ولنفسي ولكل شخص لم يكمل تعليمه:
(عدم اتمامي التعليم، انعدام الثقة بالنفس، الغباء وبطء الفهم)، كلها أمور كنت أتألم كثيرا لأنها تلازمني، وهي من أخص صفاتي، وهي تشعرني بغصة وألم كبيرين.
تلك الغصة وذلك الاحساس بالنقص سيلازمني طيلة حياتي، وهو الذي يدفعني للمزيد من التعلم، وعدم الرغبة في التوقف، أو الاحساس بالامتلاء، أشعر دوما أنني بحاجة للقراءة أكثر، والبحث أكثر، وكلما ازددت قراءة ازددت ظمأ.
حكمة الله قضت بأن ذلك الألم كان ولا يزال وقودي للرغبة في التعلم المستمر، ولولاه لما كانت لدي تلك الرغبة .
فائدة أخرى لإحساسي الدائم بالنقص والغباء، تجعلني لا أصدق الثناء، شيء ما في داخلي يرفض الأمر، ويجعلني لا أؤمن بكلمات الثناء تلك، فهي لا تؤثر بي، إحساس بداخلي يشعرني دوما أني لاشيء، وسأبقى لاشيء، مهما قالوا في من كلمات.
الخوف الدائم هو مكسب آخر، ستستخير الله حين تود نشر موضوع، وتضع موضوعك في مجموعات شتى لتلقي ردود الأفعال ومن ثم التعديل والتصحيح إن تطلب الأمر، لا تثق في مقالاتك، وتخاف من نفسك ومن كتاباتك، ولا تقدس آرائك، وتخشى دوما الاستبداد بالرأي، والتعصب، والثقة المفرطة.
في السابق كنت أبكي كثيرا إحساسي بالنقص...والآن فهمت الحكمة...ورضيت بالأمر.
"ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء.”-أحمد بن عطاء الله السكندري.
أكثر كتاب غير حياتي جذريا هو كتاب " عظماء بلا مدارس" لصاحبه عبد الله جمعة، كتبه وهو في الثامنة عشر من عمره.
الكتاب مناسب لأمثالي ممن لم يكملو تعليمهم، لذلك الفرصة أمامك لتغيير نفسك، القراءة هي الحل.
لكنه قد يفهم بالمعكوس لمن يدرس ويود التوقف عن الدراسة. لذلك الكتاب ليس موجها لهم.
#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق