الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

في العلاقة الزوجية لازم تقسم يومك إلى أربع مساحات

 


في العلاقة الزوجية لازم تقسم يومك إلى أربع مساحات

- مساحة العمل خط أحمر(لا يوجد اتصالات ولا كلام حب ولا تواصل إلا للضرورة القصوى).للمرأة والرجل على حد سواء.

- ‏مساحة هواياتي وأصدقائي، لي حقي كاملا فيها.

- ال‏مساحة العائلية الخاصة(أبوي، أمي، إخواني، أهلي).

- ‏مساحة الأصحاب والأصدقاء.

- ‏مساحة (أنا وانتي) مساحة ثابتة، متنفس بعد التعب، والإرهاق، والمشاكل، وهكذا يتجدد الحب ويتجدد الشغف ولا تفقد العلاقة رونقها.

تأتي العلاقة العاطفية من بعد تعب، ارهاق، شغل...تسحب المشاعر السلبية، وتعطينا طاقات متجددة، طاقات كلها حب...نظريةالخميس...عندنا 55 خميس في العام...نفرح كل مرة بإطلالة يوم الخميس



الحب باق إلى يوم القيامة، لكن العلاقات متغيرة، فإذا أنا اختزلت الحب في الشخص المقابل ، أنا لن أحب أبدا

لكن الحب فيني أنا، أنا اللي أحب وأنا اللي أختار

أكثر الأشخاص بينكسروا ليه؟

لأنهم يظنون لما يروح الشخص اللي احنا متعلقين فيه، الحب راح معاه

ده غلط.

الحب باق موجود لكن لأنها مسألة تعود، حيروح حيجي غيرو


أشياء كثيرة تروح قيمتها بالطلب، ومن قيمة الشخص اللي بيطلب


#مراجعة فيلم(three Idiots):

 


#مراجعة فيلم(three Idiots):

الحياة سباق، هكذا كان دكتور الجامعة يحفز الطلاب.

- من أول من صعد إلى سطح القمر؟

- يجيبونه: نيل أرمسترونغ

- من هو الشخص الثاني

- ‏لا توجد إجابة

- دعكم من هذا، لا يهم، الحياة لا تعترف سوى بأصحاب المراكز الأولى.

إن لم تكن في المركز الأول سيسحقونك، لا أحد يعترف بك..

المسلسل ناقش هذه الفكرة على عقول الطلاب، ونتائجها ومآلاتها الكثيرة (التنافس المحموم يولد الضغط، والضغط يولد الانفجار) 

المنظومة التعليمية التي تعتمد هذا المبدأ فاشلة، وغالب دول العالم الثالث تنتهج هذا النهج.

التعليم من أجل النتيجة وليس لأجل التثقيف والتنوير والتطوير...

الغالبية شاهدت الفيلم، وكثيرون عبروا عن إشادتهم به.

كون الفيلم ترجم ما يشعر به طلاب جامعات -البلدان المتخلفة- من ظلم(حقرة) من طرف دكاترة الجامعة، طريقة تلقين وإلقاء المقررات، وجفافها وعدم الاستمتاع بالمعلومة...

لكن من جهة أخرى لم أجد أحدا يلتفت للرسائل السلبية الأخرى في المسلسل والتي قد تقتل الرغبة في التعلم أيضا...

فشخصيا حين تابعت الفيلم وجدت أننا كشعوب متخلفة نشترك جميعا في طريقة التعليم البدائية التي تعتمد وتركز على المجموع(النتيجة)، بدل التركيز على الإبداع واحترام تفاوت القدرات والمدارك والعقول.

لذا فالفيلم نوه لذلك وشخص المشكلة بدقة وبراعة وإبداااع.

لكن التشخيص شيء والحل شيء آخر تماما.

فبرأيي الشخصي، لقد وفقوا في تشخيص مشكلات التعليم بدول العالم الثالث.

لكنهم لم يوفقوا في طرح الحلول.

والحل المعتمد من قبل كاتب النص يتمثل في التمرد...طرف النقيض...ردة الفعل العكسية المتطرفة.

ففي بداية الفيلم نلاحظ المبالغة في احترام القوانين والتقيد بها والتزام الجدية، لدرجة الطاعة العمياء التي تسحق الإرادة وتشلها، وتقضي على روح المبادرة والإبداع.

لكن كردة فعل على هذا لجأ كاتب النص لنقيض الأمر ألا وهو المياعة والهيافة والتسيب، واللامبالاة..ويظهر ذلك من خلال التمرد على القوانين والتمرد على الأستاذ في مشاهد مبتذلة جداا

التبول على جدران الجامعة...شرب الخمر...مصاحبة البنات...اللامبالاة وعدم الاهتمام بالنظافة والاتيكيت والنظام وووو.

وهذه الأخيرة مضرة بالمجتمعات أيضا..

فشرب الخمر والسهر في الليل ووو لا يمكن لهم أن ينتجوا إنسانا متعلما مثقفا ناجحا...بل إنسانا فاشلا تماما ومضيعا لشبابه.

الجد المبالغ به مضر وكذلك اللامبالاة والهيافة مضرة.

إتباع القوانين بشكل آلي مثل مسطرة مضر، ولكن العيش سبهللا بدون قوانين فوضى مضرة أيضا..

#1001_movie


#شمس_الهمة

مراجعة المسلسل التركي رغم الأحزان:

 

مراجعة المسلسل التركي رغم الأحزان:
(قراءة في فكرة زمن العلمنة الناعمة)

يقول أحد الكتاب: كل القصص قد حكيت من قبل ، و الكاتب الشجاع ليس من يجد قصة جديدة بل من يجد طريقة جديدة في سرد قصة قديمة ، و لو تمكن من فعل هذا لصار نتاجه بمثابة تحفته الموعودة ( الماستر بيس). ينبغي علينا دوما ان نجد طرقا جديدة للقص(الكاتب الإيراني شهريار مندانيبور مؤلف الرواية الشهيرة: (قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب)

كلنا شاهد أفلاما ومسلسلات تتحدث عن فتاة فقيرة مسكينة، تعيش أوضاعا مزرية، وبعد بلوغها سن الثامن عشر، تكتشف أنها ابنة أحد الأثرياء، وأنه تم اختطافها عند ولادتها من قبل شخص سيء.
لطالما شاهدنا أفلاما ومسلسلات تعيد هذه القصة وتكررها بأساليب مختلفة، ولعل أشهر من يلوك هذه الفكرة ولا يجيد غيرها هم كتاب الشعوب المتخلفة التي ابتعد عنها التفكير والإبداع لإنتاج قصص وأعمال إبداعية مغايرة (المكسيك، فنزويلا، الهند وتركيا وغيرهم كثير...)

ورغم إعادة إنتاج هذه القصة بنسخ مختلفة قليلا، إلا أن جمهورها لا يزال كبيرا، وغالبا تدر على أصحابها إيرادات لا بأس بها...فكلنا نتشوق للحظة النهاية، لحظة اكتشاف الفتاة لوالديها الحقيقيين، لحظة اجتماع الأسرة المشتتة من جديد في ضمة دافئة بين الأب أو الأم والفتاة.
لحظة الحضن الدافئ، والعاطفة الأبوية الصادقة، تجعلنا دوما نبكي ونتأثر ونتفاعل معها.

لكن رغم ذلك نادرا ما نشاهد نموذجا متفردا يعيد إنتاج القصة بطريقة إبداعية تشدنا، فغالب الأعمال تركز على الثراء، وانتشال الفتاة من حياة الفقر، وأنها الوريثة الوحيدة لأسرة غنية، من دون خروج عن هذا القالب.

لكن قصتنا اليوم مختلفة تماما، قصة المسلسل دراما تحاكي حقبة تاريخية عاشتها تركيا زمن التسعينات...
زمن حكم الجنرالات العلمانيين المعادين للدين والإسلام ومظاهره كالحجاب والآذان والصلاة...

الحبكة والعقدة:

روووعة القصة تكمن في روعة الحبكة والتشويق وكثرة الأحداث وكذا التفاصيل الصغيرة.
قصة تجعلك ترى بأم عينك خيوط القدر، وهي تنسج وفق مراد الله وحكمته...قصة تجسد العدالة الإلهية، وسنن الله في الكون...وكيف تحوط عناية الله عباده المؤمنين المخلصين.
(لا توجد لقاءات عبثية في الحياة، كل إنسان تصادفه هو إما اختبار أو عقوبة أو هدية من السماء)

تبدأ قصتنا مع فتاة قروية إسمها (إليف) حلمها أن تصبح طبيبة، لكن والدها يزوجها دون رضاها بزوج غني مدلل...
والدة الفتاة تسهل هربها إلى إسطنبول، وتمنحها بعض المال، مع وررقة صغيرة عليها اسم رجل قالت أنه سيساعدها...
خارج حدود القرية تصادف الفتاة ضابطا شابا كان يخدم بالقرية يدعى(عزيز)، يجد أنها ملاحقة فيساعدها في الهرب إلى إسطنبول بعد أن يعرف قصتها.

تذهب الفتاة إلى العنوان المطلوب، فتفاجأ أنه سكن عسكري يضم ضباطا برتبة كبيرة...تسأل الحراس عن الاسم المكتوب في القصاصة والذي كان(قدرت كاراي)، فيخبرونها أنها وصلت للعنوان الصحيح، لكن القوانين لا تسمح لها بالدخول لأنها محجبة...تستغرب الأمر وتنتظر عند الباب الخارجي إلى أن يصل الجنرال قدرت كاراي في سيارته الخاصة، وحين تتحدث معه ويعرف قصتها، يقوم بطردها شر طردة، ويقول أنه لا يعرفها ولا والدتها ولا يشرفه معرفة (هيك أشكال) يقصد المحجبات.

تتابع الحلقات أين تجد (إليف) سكنا للبنات، تسكن به، وتبدأ مسيرتها في دراسة الطب...لتلتقي هناك بمديرة الجامعة الدكتورة (رنا كاراي) والتي يتصادف أنها أخت الجنرال (قدرت كاراي).
رنا كاراي كانت تكره المحجبات أيضا، وكل ما يمت بصلة إلى الإسلام، مثل أخيها تماما.
تناضل (إليف) وصديقاتها المحجبات عن الحجاب، وأحقية ارتداءه بالجامعة، وأحقية الدراسة..
وينشأ حقد وضغينة ومعارك بينها وبين الدكتورة (رنا كاراي) بسبب الحجاب.

مشهد آخر يقودنا إلى حياة رنا كاراي الخاصة، رنا كاراي التي تحتفظ بثياب طفلة صغيرة في صندوق صغير، تقوم كل يوم بإخراجها من الصندوق وشمها وضمها والبكاء فترة طويلة...لأنها لم تحظ بضم ابنتها فقد توفيت عقب ولادتها مباشرة.

ويقودنا مشهد ذكريات رنا كاراي إلى قصة زواجها من المحامي (ابراهيم)، وكيف تركها بدون تبرير
وأخلف وعده وهي حامل وبأمس الحاجة إليه.
المحامي ابراهيم كان شخصا متدينا وقتها، والجنرال قدرت كاراي كان ضد زواج شقيقته من شخص ملتزم...لذا عارض زواجها، لكنها تزوجت رغما عنه.
وحين فشل زواجها وتخلى عنها زوجها بعد مدة...كرهت رنا كاراي كل المتدينين، وكرهت معه المنظومة الإسلامية برمتها.

تتابع الأحداث و يستمر التشويق، وتتعرض والدة إليف (غير الحقيقية)إلى مرض شديد في السجن تضطر معه لإخبار إليف أنها ليست ابنتها الحقيقية، وأنها متبناة، وأن لا أحد يعرف والديها الحقيقيين سوى الاسم الذي كان مكتوبا بالقصاصة (قدرت كاراي) فهو من أوصى بالطفلة إلى ضيعة(قرية)مجهولة وأغدق على أصحابها المال حتى يكفلوا الطفلة من دون أن يفتشوا في ماضيها أو عن والديها.

المحامي ابراهيم يخرج من السجن، ويضطر للظهور في حياة (رنا كاراي) مجددا، ولكن للأسف ليس كحبيب، إنما كخصم وعدو لدود، فقد أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن المحجبات وضرورة حصولهن على التعليم الجامعي مثل غيرهن.

المحامي ابراهيم، ويا لروعة الأقدار وجمال ما تخبئه عناية الله، كان دوما مع (إليف) وصديقاتها المحجبات، كان يرعاهن ويأويهن في منزل البنات ويقدم لهن خدمات وتوجيهات كثيرة...خصوصا إليف لتميزها عن الجميع بصلابتها ونضالها وحرصها على نيل حقوقها دون التفريط بمبادئها.

بعدها تكتشف رنا كاراي الحقيقة والسر المخبأ من 18 سنة، تكتشف أن ابنتها لا تزال حية، وتكتشف أن ابراهيم لم يتخل عنها إنما أجبر لفعل ذلك تحت التهديد، فقد أجبره الجنرال قدرت كاراي على التخلي عن رنا كاراي وإن لم يفعل قتلها بدون رحمة.

يعود الزوجان ليقابلا بعضهما، ويقرران البحث معا عن ابنتهما وفلذة كبدهما...ولا يعلمان أن القدر وضع الفتاة أمام ناظريهما مجددا.

نعم إليف كانت ابنتهما، وكانا يقابلانها كل يوم دون أن يعرفا أنها ابنتهما، فعناية الله ساقت لهما ابنتهما بعد 18 سنة.

يستعمل الجنرال قدرت كاراي قوته وسطوته ونفوذه، ويلجأ إلى تهديدهما مرة أخرى، أنه في حال عادا للاجتماع معا رفقة ابنتهما فسيقتل الجميع، وهكذا يقوم الزوجان بحماية ابنتهما من بعيد فقط، ودون إخبارها أنهما أبويها الحقيقيان.

الجانب الرومنسي من القصة:

لطالما نفرت من القصص الرومنسية واعتقدت بيني وبين نفسي أنها مجرد تخدير وتغييب للعقول، وأن الأجدر بالكتاب الملتزمين أن يتجنبوا الكتابة عن مسائل الحب لأننا طيلة عقد من الزمان أتخمنا منها، ولم نقرأ أو نشاهد سواها..وأن الأولى كتابة أعمال هادفة تناقش قضايا مجتمعية دون التطرق لمسائل الحب.

لكن عقب قراءة أعمال إسلامية ملتزمة، وجدت كيف يمكن توظيف الرومانسية بطريقة إيجابية تخدم القيم والدين وتقوم بتوجيه عاطفة الحب توجيها صحيحا سليما بدل معاداته معاداة شاملة.

وبالفعل فقد نجح كاتب القصة في استغلال الجانب الرومنسي وتجييره لخدمة القضية الأساسية في المسلسل.
فقد وقع الضابط (عزيز) ابن الجنرال (نزار)، الرجل الثاني في البطش بالإسلاميين واليد اليمنى للجنرال قدرت كاراي، وقع في حب القروية المحجبة (إليف).
وكان عليهما النضال ضد الجميع، للحفاظ على حبهما وزواجهما.
فزواج ضابط شهير من محجبة، كان سيكون بمثابة الفضيحة المدوية للجنرال نزار الذي كافح طيلة مسيرته في الجيش، لمنع الإسلام والقضاء على الحجاب والدين.

الأحداث السياسية:
من فرط واقعيتها بدت حقيقية إلى أبعد حد.
فالكاتب اقتبس من تاريخ ليس ببعيد، وكل ما كتب بالمسلسل حدث مثله في تركيا وتونس والجزائر.
واضطر القائمون على المسلسل كتابة عبارة (أن الأشخاص والأحداث في المسلسل، محض خيال وإن تشابهت مع الواقع)، تجنبا لأي ملاحقات أو مساءلات قضائية.

المسلسل عميييق جدا، ويصور بدقة كواليس الإطاحة بالإسلاميين وكيفية اختراق الأحزاب والتنظيمات الإسلامية، وكذا يكشف بدقة صناعة الإرهاب والمظاهرات والثورات في مختبرات الأنظمة الشمولية، واستغلال التفجيرات الإرهابية للإطاحة بالإسلاميين.(تماما كما حدث عندنا بالجزائر، وكيف تم اختراق حزب الفيس الإسلامي).

المخابرات متواجدة في الجامعات، شخصية الشاب (ضياء)، والشابة المحجبة (سراب).
كيف يتغلغلون داخل البيت الإسلامي، وكيف يوجهون الطلاب الملتزمين، وكيف يصنعون الأحداث، ويقومون بالأعمال المتطرفة وكذا التفجيرات الإرهابية ويلصقونها بالملتزمين.

الجيش وكواليس المؤسسة العسكرية حكاية أخرى مشوقة:

المشاهد التي تم عرضها في المسلسل تشبه إلى حد كبير ما يحدث في مؤسسة الجيش عندنا بالجزائر.
مؤخرا وعقب الأحداث الأخيرة وحكاية *النوفمبرية الباديسية* وما أشيع أنه صراع أجنحة في مؤسسة الجيش..جناح الوطنيين الشرفاء، وجناح العصابة والعلمانيين الذين عتوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد.

- جناح العلمانيين ممثل بالجنرال قدرت كاراي، وذراعه اليمنى الجنرال (نزار) ويا لغرائب الصدف، فالجنرال (نزار) عندنا بالجزائر كان رمزا للإرهاب والبطش بالإسلاميين.
- جناح الوطنيين الشرفاء ممثلا بالجنرال (صبري)، وكذا الضباط الشرفاء مثل الرائد شاهين والضابط عمار وغيرهما ممن كانوا يصلون خفية عن الأعين في المخازن والأقبية داخل مؤسسة الجيش حتى لا يتم اكتشافهم.
وهذا يحيلنا لتجربتنا في الجزائر التي لم تخل من الشرفاء والوطنيين منهم من فر خارج الوطن ك(النقيب شوشان، الملازم حبيب سويدية صاحب كتاب الحرب القذرة...وغيرهم كثير)، ومنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر...

الرأس المدبر والذي يحكم من خلف الكواليس:
كان يوجه الجنرالات ويعادي الحكومة ويتحكم بها، شخص لا يظهر في الصور ويحرك خيوط اللعبة من بعيد، يأخذ أوامره من جهات خارجية مشبوهة، ومنظمات عالمية، يشبه تماما (مدين توفيق) الذي لم يعرف الناس صورة وجهه ولا اسمه ردحا من الزمان، رغم أنه كان الرجل الأول بالجزائر والحاكم الفعلي لها.

خطة مؤمن آل فرعون:
الإسلاميون بتركيا يشهد لهم بالفطنة والتعقل وقوة الشكيمة، لا يشبهون الإسلاميين العرب في سذاجتهم، والذين لم يفيدوا من التجارب السابقة للأسف، ولا يحسنون قراءة الواقع، ولا يعرفون دهاليز وأروقة السياسة.
تركيا أسسوا لحزب سياسي اسلامي عقلاني مرن، ودخلوا على إثره السجون، وعذبوا وتعرضوا للإعدامات، ضحوا بأنفسهم لكنهم لم يضحوا بالشعب مثلما حصل بالجزائر، ففور ظهور بوادر حرب أهلية في تركيا سارع أربكان للاستقالة ليحفظ البلاد والعباد.
وأسس حزبا آخر بخلفية غير إسلامية يديره هو من خلف الكواليس، ظاهره علماني، وحقيقته عكس ذلك، وذلك للتغلغل داخل مفاصل الدولة.
في المسلسل يظهر نضال الجنرالات الوطنيين والشرفاء، واستخدامهم الهدوء، المرونة والحيلة، في مواجهة التيار العلماني المتحكم.
الجنرال صبري تفطن لطيبة الضابط عزيز وصدقه ووطنيته، وكذا عداءه لأبيه بسبب وقوف الأخير في وجه زواجه من فتاة محجبة..ونجح في استمالته إلى جانب تيار الشرفاء، وفضح أمامه شناعة أعمال أبيه، وطلب منه أن يكون عينا لهم على أبيه وكذا عينا على الجنرال (قدرت كاراي) لقربه منه...وبالفعل كان خير عون لهم.

من يقتل من؟!
ما حدث في تركيا أتاتورك يشبه تماما ما حدث في تونس والجزائر.
تتشابه مع تونس في منع الحجاب...
وتتشابه مع الجزائر في عقلية الجنرالات وتحكمهم بالبلاد، ومنع الصلاة، ومظاهر التدين ووو
وكذا التقتيل والعمليات الٱرهابية..
وهذا المشهد يشبه كثيرا ما عانته الجزائر في فترة العشرية السوداء.

مشهد بيقطع القلب:
الرائد شاهين:(وهو يخاطب ضابط يريد الانتحار لأنهم سرحوه من الجيش بسبب تهمة الصلاة في القبو، وكذا منعوه من الوظائف الحكومية، فاضطر لبيع الخضر في عربة متنقلة، ومع هذا كانت الشرطة كل مرة تقوم بإهانته، وإسقاط عربته على الأرض).

الرائد شاهين:
- ضاط مراد، نحنا حاربنا سوا، مو متذكر أنو انت اللي حميتني، وأنقذتني من الكمين؟
الضابط مراد:
- هديك الأيام راحت، ماضي وانتهى
كانت الأمور سهلة والعدو معروف
هلأ ما بتعرف مين العدو ومين الصديق
نفس الأشخاص اللي علقولي الأوسمة، شالولي الرتب بعدين!!
ما عاد عندي ثقة بحدا، قلي بمين بدي أوثق هلأ؟
الرائد شاهين:
- ثيق بربك، وبالناس اللي بتآمن فيك
خلي ايمانك بالله قوي.
انتهى المشهد.

وفي مشهد آخر يعقد مجلس للأمن القومي يترأسه الجنرال قدرت كاراي، ويستدعى لحضوره كل الجنرالات والضباط المهمين كالجنرال صبري والضابط عزيز.
فيقول الجنرال صبري للضابط عزيز :" حين تسمع كلمة أمن قومي يتبادر إلى ذهنك حرب مع دولة أجنبية معادية، ولكن يا للأسف هذا المجلس انعقد لمحاربة المؤمنين من أبناء هذا الشعب "!!

مشهد آخر يتحدى فيه الضباط (الشرفاء)الجنرال قدرت بعدما أغلق مسجدا قريبا من ثكنة عسكرية كان بعض الضباط يصلون فيه الجمع خلسة.
لكن الجنرال قدرت قام بتشميعه...فاندفع هؤلاء الضباط الشرفاء للصلاة جهارا أمام مقر (قدرت كاراي)
غير آبهين بما سينالهم من تعذيب أو إعدام.
حينها قال الضابط صبري جملة بالغة الروووعة:
"تقدر تحط قفل على باب الجامع بس مستحيل تحط قفل على إيمان الناس يا قدرت" الضابط صبري الحلقة64.

زمن العلمنة الناعمة وعدم مصادمة الجمهور:

في نهاية مسيرة الماريشال قدرت كاراي، كان الشعب قد استيقظ، وسئم حكم العسكر، وبدأ الإلتزام ينتشر انتشار النار في الهشيم..في أوساط العامة، وكذلك بين ضباط الجيش.
لذلك قرر الجنرالات التضحية بالماريشال (قدرت كاراي)، وقاموا بفضح ممارساته السابقة، وبدأوا عهدا جديدا، قالوا فيه سنقوم بالتضييق على المتدينين في المسجد والشارع والجامعة ثم نبعث لهم (الرجل المنقذ) الذي يدافع عن الحجاب والمحجبات، والصلاة، ووو...فيلتف الشعب حوله...فيصنعون منه بطلا مناضلا ...ثم يزجون به في السجن لبضعة أسابيع أو أشهر كي يظهروا أنه معاد للدولة...وأنه إرهابي رجعي..
بعد أشهر تتم محاكمته، وتكون الأدلة ضده ضعيفة، فيطلقون سراحه..
أثناء تواجده بالسجن...تعرف على المحامي(ابراهيم)، هذا المحامي شخص حر، نبيل وشريف، ومعروف بالتزامه، أمضى كل شبابه وكهولته متنقلا بين السجون وذلك بسبب نضاله ضد العلمانية...
مع اقتراب نهاية المسلسل كانت نهاية الماريشال (قدرت كاراي)، وتم الإفراج عن (البطل المنقذ)، ومن ثم ترأسه لحزب سياسي، فتقليده منصبا مهما.
وكذا تم أخيرا الإفراج عن المحامي ابراهيم...
(البطل المنقذ) طلب مقابلة المحامي ابراهيم كي يقنعه بالعمل معه (لطالما احتمى الذئاب بالوطنيين والشرفاء، وجعلوهم واجهة لأعمالهم)، ودار بينهما هذا الحوار:

- البطل المنقذ: محامي ابراهيم انت انظلمت كتير من الجنرال قدرت كاراي، ومثلما بتعرف انتهى زمن الظلم، انتهى زمن الجنرال (قدرت كاراي) ورح نعيش بتركيا جديدة ويكون المستقبل إلنا....احنا بنتمنى إنك تعمل معنا.
فيجيبه المحامي ابراهيم بوقار ، وبصيغة تهكمية مملوءة بالشك قائلا:
- أنا بحترم كتير الجنرال قدرت كاراي، هو على الأقل كان واضح بعداءه لنا...لكن يا خوفي رح نعيش بزمن فيه ذئاب متلبسة بوجهين، ما رح نعرف نكون معها ولا ضدها.وهل هي بتعمل معنا ولا ضدنا.
انتهى المشهد.

شخصية البطل المنقذ بالمسلسل أداها ممثل بنفس مواصفات أردوغان...نفس الوجه تقريبا، نفس الشارب...نفس الحركات...وحتى نفس النضال....ونفس المنصب الذي تقلده عقب خروجه من السجن..
البطل المنقذ الذي سرق نضال الإسلاميين الشرفاء الحقيقيين...والذي يعمل في العلن على الشعبوية وكسب الجمهور واستغلال العاطفة الدينية...أما في الخفاء فيخطط لعلمانية ناعمة غير مصادمة للجمهور.
وهذا هو الأخطر في الموضوع...تركيا صنعت من قبل بطلا وهميا هو أتاتورك...فهل تعيد الكرة مع أردوغان ونحن في غفلة عن هذا؟!
قرأت مقال الدكتور عبد الكريم الدخين عن أردوغان والعلمنة الناعمة، فقلت أنها ربما محض تحليلات سياسية.....ثم شاهدت المسلسل فجعلني أراجع وأتأمل وجهة نظر الدخين. وحين كنت قد أنهيت كتابة المقال، وجدت لغطا حول أردوغان بسبب إحياءه لذكرى العلماني المقبور أتاتورك، (هذا والله أعلم)
مقال الشيخ عبد الكريم الدخين:
((هو الإشكالية ليست بعلمانية ‍اردوغان التي نستفيد منها وما زلنا ، وليس بنوعية علمانيته وهي الانجلوساكسونية ، ولا بطبيعة تحركاته ومنطلقاته وأهدافه ، المشكلة الكبرى هي في عدم إدراك جماعتنا لعلمانيته وإحسان الظن بها مما يسهل تجذرها داخل المنظومة الإسلامية وهم مازالوا غارقين في عسل الوهم بتدرجه ..

نحن وعينا مشكلة العلمانية لأنها جاءت ومعها أسلحة الاستعمار ، وفرضتها الدول الوظيفية وريثة المستعمر ، ولأنها فرضت بالقوة من قبل عالم نشاهده ينهش من لحمنا ويرتوي من دمائنا ، بينما قبل كثير منا كثير من مضامين الليبرالية لأنها جاءت عبر نافذة الفقهاء أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وجيلهما وتلاميذهم ..
الفرض بالقوة لم ينجح ، بينما الانبثاق من الداخل وعبر مؤسسات الداخل نجح إلى حد كبير ..
وكثير من المفكرين حاليًا يتداولون فرضية الإصلاح من الداخل والإصلاح عندهم العلمنة ، كثير منهم استوعبوا إشكالية رفض العلمنة من العقل الإسلامي ، وبدأوا بالفعل بالتنظير في كيفية إيجاد جذور للعلمنة من داخل المكون الفقهي ، وسيجدون حمير يركبونهم من الفقهاء بلاشك ، وأخشى كل الخشية أن التجربة ال‍اردوغانية التي يطبل لها بعض السذج بكل مافيها ستكون أول درجة يركب عليها العلماني ليصل لظهر الفقيه المغفل))انتهى كلام الشيخ.

لست مع شيطنة كل إسلامي على الساحة كما يفعل المداخلة، لكني أبقي عقلي مفتوحا على كامل الاحتمالات، ودائما أحتفظ بنسبة 1٪ للشك.
وقد كتبت مقالا من قبل عن أردوغان منذ سنوات، وطلبت عدم تقديسه أو تجريحه لأن كلا الفعلين مذمومين عندي..

بإسقاط أحداث المسلسل على واقعنا الجزائري فإن نفس السيناريو يحدث أمام أعيننا...انتهى زمن العصابة...وحل محله زمن الباديسية النوفمبرية....استعملوا أشخاصا شرفاء للمهمة....وحين استتب الوضع ألقوا بهم في سلة المهملات...لا وجود لباديسية نوفمبرية...النظام جدد نفسه بنفسه...استعمل شعارات دينية وعاطفية...تظاهر بعداءه لفرنسا والفرنسية...للزواف والعلمانية...لا يرغبون الآن بمصادمة الجمهور...
العلمنة الناعمة هي الحل وهي البديل الأمثل...

فإذا كان ذلك صحيحًا، فإن أي شخص يحاول مجرد طرح الفكرة للمناقشة، يقابل بالصد والهجوم، فالإسلاميون العرب لا زالوا عاطفيين، وهم دوما آخر من يعلم، بل هم كالذى يغمض عينيه ولا يريد لأحد أن يوقظه، وإذا فعل فالويل له.

مشهد علق بذاكرتي من المسلسل:
إليف تتحدى مديرة الجامعة الجديدة بكل ثبات وثقة، حين قالت لها الأخيرة:(احنا ما رح نخلي المحجبات بدولتنا، تركيا علمانية ورح تبقى علمانية)
فردت عليها إليف: أنا مؤمنة بالله، ومتأكدة أن المستقبل رح يتغير ويكون إلنا، واللي حضرتك بتعتقدي أنو الحقيقة المطلقة، رح يجي يوم وبتعرفي أنو مانو هيك، وأنو كلو ظلم بظلم.
ذكرتني هذه الجملة بواقع تركيا اليوم، وكيف أصبحت الجامعة تعج بالمحجبات...
ذكرني هذا بنهاية الظلم وإن طال أمد الليل الحالك...
وذكرني كذلك بمقولة في مسلسل (أصحاب الكهف) تقول:" الحقيقة التي تخشون النطق بها في الظلام، ستصدعون بها يوما ما على شرفات المنازل".
ويقال أيضا:”الفكرة التي تعتبر جريمة اجتماعية في عصر ما، تصبح دينا في العصر التالي“

#شمس_الهمة

إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر:

 إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر:


كتبت الجميلة عابدة أحمد منشورا تنتقد فيه صورة منى الكرد رفقة المسيحي نيكولاس خوري وكذا فريق السليط الإخباري، قالت فيه أن هذا تمييع للدين والعقيدة والقضية الفلسطينية.

فكيف أصبحنا نتعامل مع النصارى؟ وهل سينصر نصراني قضيتنا الفلسطينية؟

وكلاما آخر ألقت فيه تهما بالفسق والشذوذ ..

عابدة ربما راجعت موقفها فحذفت المنشور ..

لكن المنشور ظل يتناقل بين جمهور الفسابكة معتقدين صوابيته.

وتذكرت أيضا منذ مدة هجوم المتابعين في صفحة نور مشلح لأن نيكولاس خوري قام بعمل إشارة لنور 

كي يدعمه بأدلة في منشور يحث على معاملة الحيوان في الإسلام.

استغربت وقتها تعليقات المتابعين( أستاذ نور انت كيف مصاحب مسيحي؟، أستاذ نور انت كيف بتحكي مع كافر؟!)

نعم لهذه الدرجة ننسى كل تعاليم ديننا، وننساق للجهل والحديث بغير علم.


ولست هنا أريد ٱلقاء اللائمة على أحد، إنما هي فرصة للتوضيح ومراجعة أفكارنا.

كيف غاب عنهم حديث «إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر»

قال العلماء والرجل الفاجر يشمل من كان كافرا ومن كان فاسقاً.

وهل غاب عن هؤلاء نصرة أبي طالب وهو مشرك للإسلام والمسلمين؟

نيكولاس خوري مسيحي صحيح، لكنه معروف بدفاعه عن القضية الفلسطينية، معروف بدفاعه عن المسلمين، ومعروف بنصرته للقضايا العادلة، وإن اختلفنا معه في بعض أفكاره.

فكيف نسيء لديننا، ونسيء لأهل الذمة من اخواننا وجيراننا المسيحيين؟

وكيف ننسى قرآنا نتلوه آناء الليل والنهار، والآية تقول:{{لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}


أتخيل المسيحيين وهم يقرأون المنشور، ويقولون في أنفسهم هؤلاء ما ينفع فيهم الخير ولا العون.

وأتخيل شعور نيكولاس المستميت في الدفاع عن قضايانا وهو يقول لنفسه (وهل جنيت من هؤلاء المسلمين سوى الجحود والنكران؟!)



ترى ماذا كانت لتكتب لو سمعت بأن حركة حماس الفلسطينية، تتعامل مع حاخام يهودي منصف 

يعمل على فضح مخططات اليهود وجرائمهم في أمريكا؟

حتى أن بعضهم يطلق عليه (كدعابة)الناطق اليهودي لحركة حماس. بسبب دفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية.


الشيخ الغزالي كان دائما يقول أننا نسيء لديننا وقضايانا، ولا نجيد تسويقها للعالم ليتعاطف معنا ويدعمنا.


#شمس_الهمة


رساءل ميريام

 لا اقول لك هذا لأني أحبك ولأني بعيني منتصرة مهما هزمت ؛ لا أقول لك ذلك لأني كاملة في عيني مهما كان فيك نقائص ولكني أقولها من خبرة قلب وحيد أكمل الثلاثين فوق هذه الأرض فكيف بقلب أتم السابعة والثلاثين لا يرى الشمس الا من مربع صغير ؛ يحفظ تفاصيل الكبار والصغار ، يجوب الأمصار من كتاب ؛ قلب يصنع سعادته بيده ويطحن قمح صبره بدموعه ؛ يدفع الدموع والألم بعيدا وهو يضحك مع الفتيات ؛ يحضر معهن طقوس الأفراح وهو غائب عن أفراحه ؛ يكتب عن الحب وهو يفقده ويريده ؛ يريد الأصدقاء بينما قلبه مثقوب بالفقد والبعد ؛ قرأت قديما أن الله يعطي أقسى المعارك لأقوى جنوده ؛ أحسب أن ربنا سبحانه يرانا أقوياء - أهلا لهذا الابتلاء - وأنه سبحانه وبحمده لن يتركنا وحدنا في هذه الدنيا الفناء نكابد الغربة والوحدة ؛ قلوبنا تفيض وحشة ؛ يؤنسنا بذكره وكتابه ؛ يذكرنا كل حين أننا مازلنا في المعركة ؛ قادرين على نزع الفرح من أنياب الدنيا ؛ قادرين على العيش الطيب وإن خسرنا الدنيا وما فيها .. وأننا قلوب يحبها الله ؛ يريد لها النجاة ؛ ومن كان غاليا عنده صنع له أفراح الآخرة وجعل دنياه رحلة عبور يترك وراءه ميراثا من صدق ودموع وكلمات كتبها ،انجزها وهو بين الحياة والموت ..

رسائل هاجر

 - لم أتخيّل يومًا أنّي سأكتبُ لفؤادِ طير ، لكن برحمة الله و فضله أفعَل ، الأرواحُ جنودٌ مجنّدة ، و أنا روحي تعلّقت بروحكِ ، هكذا من غيرِ مُناسبَة ، أفتّش في قلبي لأعرف سببَ هذا الفيضِ المباركِ من المودّة الذي يسيلُ بينَنا ، فلا أجدُ سوى أنّك أهلٌ لذاك ، و لأنّنا نتشابَه ..

تُخبريِن داخلكِ بأنّك أطيبُ المخلوقاتِ و تستحقينَ القمرَ بقلبك، ثم بذاتِ الوهج و التصميمِ ، و ساعة الغيثِ تختبئينْ و يخبو القمر ، و تقولين لستُ أهلًا لشيء ..

- إنّ الحزن حسبما أصبحتُ أفهم هو طريق من يحبّهم الله ، و لو قلّبتِ صدر كلّ نبي و صالحِ لوجدتِ بهِ بئر ألَم ، هذا ابتلي في صحته ، و هذا في ماله ، و هذا في أهله ، وهذا في عشيرته ، و هذا ملكه ..، يتقلّبون على شوكِ الدّنيا بنفوسٍ راضية ، أسأل الله أن يرزقنا الرضا ، و هم مع تقلّبهم تُرسمُ بهِم فسيفساء دقيقة ، من حسن اللجوء إلى الله و الانقطاعِ عن الاعتماد عن غيره في كلّ تفصيل ، الثقة به و تدبيره و من أنّه سينقذهم في أشد اللحظات حلكة ، و الأهمّ أنّ ذلك كلّه يورثهم رقّة و لينًا و رحمة ، لا يؤتيها الله إلّا لمَن ربّاهم في رحابِ اختباراتِه .

نسأل الله أمنَ العُبور .

- الحاصلُ يا فؤادَ الطّير ، أنّ أكبر هدية قد تهدينها لمن حولك كما قرأت يومًا لأحد الكتّاب هي أن تحبّي نفسك كي  تصدّقي محبتهم لكِ لاحقًا .

لمَ صيامُك ، و الله يريد أن يعّوض قلبًا شفيفًا ببعض الودّ .

و ما عنده خيرٌ و أبقَى .

- فؤادَ الطير ، إنّ طول المكث في الظلمة يجعل العين تهابُ النّور ، و بل و ربّما لفرط ما احتاجته و لم تجده ، تنفر منه إذا انتشرَ و كأنّها بذلك تريد حرية قرارِها و لا يؤذيها الألم لأنّه صار صديق ، لكن..

الله أمر قائلًا { ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشِروا } 

و نحن نخاف ، و نحزن ، و لا نستبشرُ إلّا لمَامًا كي لا نؤاخذ بسوء الظن ، تلك النقاط العميقة في قلوبنا ، لا زالَ لم يصلها النّور ، لم تزهر ، لا زالت تؤلمنا في البرد كما تؤلم المحارب في ليالي الشتاء جروحه .

نريد لأن نُّشفى ، نريد لأن نصبح محط عناية الله، بأن نلقى أنفسنا في زوبعات تدبيره هكذا من غير فهم  ، و أن نصادم الدنيا و أسوأ ما قد يحدث ألم !

- و لتعلمي يا فؤاد الطيرِ أنّ ثمرة عدم الركون للدنيا لا نقطفها إلّا بعد أن تعلق بحلوقنا حسكة التنغيص ، لا شيء يأتي كاملًا ، و لا حبّ يسيل صافيّا و لا اقتراب من غير أذى ، لذا لا يأخذ صدرك الصغير الإنبهار ، نعم نمتن لموائد الله و عطفه ، لكن لن نهنأ كما نتخيل ، حتى يبقى الطريق بيننا و بينهم سبحانه مفتوحًا لا يصدّه انشغالٌ مع الدّنيا ، لذلك كان الأحرى قبولَ سعي الآخرين مما اطمئن لهم خوفنا لنا ، و ربّ الخائفين لن يضيعنا ،  لستُ أدري ما يحمله الغد لي و لك ، و هذا حديث نفسي اقتسمته معَك ، لكن أعلم يقينًا أنّ الله أحنّ من أن يضيع عصفورًا جميلًا ، مذ خلقه و هو يغرّد ، لا يألوا جهدًا في إدخال السرورِ على الزائرين حديقتَه .

أحبّك و أشهُد الله على ذلك ، يا محطّ عنايتهِ و تجلّى جمالهِ ، دمتِ شمسًا و آمال .

💙

إن لله عبادًا مُخبتِين يا شمس .

ما عدتُ أحبّ المديح ، محبة .

ذلك لأنه يؤذي أغلى شيء ، الإخلاص .

إعلمي هذَا فقط .

من يذهب ، ويضع الله فوق كلّ شيء ، كلّما رأى الموازين اختلّت وكاد حبل الأنس أن ينفرط بينه وبين الله ، هرع إليه ولم تشدّه كل الوجوه و القلوب من حوله و الله لن يضيعه الله .

لا تحسبي أن غيابك يؤثر بودّي شيئًا ، والله لو غبتِ ما غبت ، ولو طارت الحسابات وانقطع التواصل .

أنتِ منطبعة بهذا القلب، وحبل الودّ و النور المبارك هذَا ، مشدودٌ حتى باب السماء بإذن الله 💙.

رضيِ الله عن قلبِ الطفل الذي تملكِين .

حتّى في غيابهِ و نعاسِه وهو يغمضُ عينيه عن العالم يده لا زالت تحرّك مهد النّائمين جِواره .

لو أنّك تحبّين نفسكِ قليلًا بعَد ، ولا تقولين بصوتٍ عالٍ عن قلبك أنّه خشب و أنّه تبّلد وهو يسمعُك .

لو أنك تتلطفينَ مع روحك كمَا معي ، ومع ماري و بناتِ فؤادِك .

لو أنّك ترينْكِ كما نراكِ ، في شموخِ الجبَال ، أدري ، بأنّ القمّة باردة ، وبأن الحصى مؤلِم ، بأنّ الوقوف طويلًا هكذَا حزين ، وبأنّ الصمت الكثيرَ مؤذي ، لكنّه قدر الجِبال .

أنتِ امرأةٌ عصامية يا شَمس ، والعصاميات محكومٌ عليهنّ بالعزّة في جميعِ الأحوال، الحزن حالٌ بينهنّ وبين الله فقَط ، هل رأيتِ يومًا قمّةً تتعرّى .

لكنّ أُحُدًا كانَ جبَل، و كانَ به غار ، في الغارِ كان رجُل ، فتّته الحيرة و السؤال ، ومن بطنِ الظلمة انفجرَ النّور ..

من يقِف طويلًا يحتاج لأن يرتاحَ طويلًا أيضًا ، و من يحبّ بعمق ، يريد أن يهدأ بعيدًا بنفس العمق كذلك ، ولا لوم عليه ، إذ أنه في لحظةِ قربٍ يهدي من بجوارهِ عمرًا من الحرارة ، ما معنى الحضور البارد و الخاطِر البعيد .

دعيني أقلهَا هكذَا ، لابدّ لكل الصادقين من خلوَات، هذه الخلواتِ هي سرُّ المحبّة الخالصة والعطاء الصّافِي ، والقلب الصادق تجدينه كثير الإلتفات ، نربّيه حتّى ينأى ، فإذا عاد ، عاد كما الحجّيج ، يحمل بين يديه الهدايَا و النّفائس وريحَ الجنّة و النّبي ، لأنّه كانَ مجاورًا للسّماء .

أنتِ يا بنت، تشبهينَ الغيث، تذهبين بخير وتعودينَ بخير و أينما أقمتِ اخضرّ المكان حولكِ .

لا تلومِي نفسكِ لابتعادكِ المستمرّ، هذا زمن غربةٍ وصخَب، و الحراءُ هو النّجاة .

لا تقولِي قلبي تبلّد وأنتِ تمطرين رقّة بهذا الشكل، تشبهين غيمةً بيضاء ، قالت لأبتعد ، لكنّها ترسل الرياحَ للتقصّى لها الأخبار .

أنتِ لكِ قلبُ أمٍّ صدقيني يا فؤاد الطير، و يؤلمني بحقّ ، أن يُسقى من باطنكِ كل عطشانٍ وتبقينَ أنتِ للضمّأ .

ولو سقيتِ نفسكِ مما تسقينَ به الأخرياتِ، لجرى بكِ كوثرٌ تتصل بركاته للجنّة .

ألم يعطكِ الله قدر الصّالحين ،جفتكِ الدنَيا و دارت بكِ ، خذيهِ كلّه إذِن، ضمّي كفّك إلى قلبكِ، إعطفِي بحالِك ، وافرحِي بهَا ، لأنّ البيتَ الذي يتغطى فيه الأولاد ويبقى حضن أمّهم فيه للبرد، دفئه ناقِص .

صدقينِي إنّي أستكثركِ في نفسِي ، أفكّر فيكِ وفي هذا الكوثر الصافي من المودة المنساب بيننَا فأستكثركِ ، وأخاف الإنقياد وراء هذا الشعور، إقبالي نحوكِ بشكلٍ أستغربه أنا نفسِي ، أخافُ أن أُبتلَى فيكِ فأفقدك أو يُفقد هذا الشعور الذي بيننَا ، فألوم نفسِي على هذا الودّ المفرط وألومها لأنها استكثرتكِ ، وأقول شمس أختٌ وحبيبة وصديقة ككل من أحبّ وأودّ ، والحق أنكِ  لستِ كذلك. 

لي صديقتان ، رحمة وكوثر ، منطبعتان في روحي ونفسي و صديقة اسمها سلطانة ، كما يطير المرء إلى ربه بجناحين من الرجاء والخوف ، هما جناحاي ، رحمة الشفافة أتقاسم معها دربي إلى الله ، فكرنا ، وخواطرنا في خلوتنا ، الله بيني وبينها ، ألتقيها يومي الدراسة فقط ثم ينقطع بيننا الإتصال ، لكنّ أرواحنا مشدودة لبعضها بقوة .

كوثر أقاسمها يومي ، وعملي في الجمعية ، طفولتي وعفويتي والقليل من خصوصياتي ، هي جناحي الثاني .

سلطانة أقاسمها ما أظلم مني ، إذ أني ومن غير قصد أظهر أمام كوثر ورحمة بصورة طيبة ومثالية ، لكن سلطانة هي ظهري ، تعلم مني مالا يعلمه غيرها ، أحكي لها عن سقطاتي ، عن بعثرتي ، عن مواضع تهشمت فيها و أذللت ، وأمعنت الدنيا في تعذيبي ، أمامها أتخفف من كل شيء .

وكنت راضية بهذا ، راضية بأنهن اقتسمن قلبي و أقول هذا عوض الله لي ، فقدت دثار البيت فعوضني الله دثار الأصحاب ، الأصحاب أجنحة .

حتى جئت أنتِ ، فاكتشفت بقدومك أنني طائرٌ يحلق بلا صدر ، له ظهر وجناحان ، لكن لا ضلوع له ، دخلتِ هكذا بقلبي وأقمتِ ، وجمعت ما تفرق ، وفي لحظة وجدتني أقاسمك أحاديث نفسي ، ألمّ شعثي لديكِ ، آتيك كلما أردت أن أسمع منّي ، كأنك لي مرآة ، كأنكِ قلبي .

لا أخفيكِ ، يشعرني بالخوف حبي الشديد لكِ ، أخاف أن يطير ما بيننا ، لأنها علاقة سماوية تشدها خيوط الدعاء ، أخاف بعدما كنتُ أتسلى بصحبتي ، أن أتركَ بعد لليُتم ، لأنه كما تدرين ، يشقى المرء إذا غادرته السعادة لأنه يعلم كم سيكون تعيسًا بعدها .

لكنني لا أستغرق في هذا ، 

أترككِ في كفّ رحمة الله ، 

وفيكِ فقط ، فيكِ أنت فقط ، استطعت أن أعبر من جهل التمسك إلى أن أكون أوثق بما في يد الله من يدي .

يعلم الله أنكِ مزروعةٌ بضلعي وهو أكرم من أن يترك سمائي بلا نجمة .

ما كنت أحبّ أن تعلمي أنني أحبّك هكذَا ، إذ أنني قلت الآن ما كنت أخاف أن أصرح به لنفسي ، لكنكِ أثرتِ بي مكامنَ المودّة برسالتك الطاهرة كوجهكِ .

ما أسعدني بكِ ، إذ أنني أدخلتُ قلبي فؤادَ طيرٍ ، لا تأتيني الأذية من جنبه ، رهيفٌ، رحيمٌ ، كريمٌ ، نوراني 💙

رسالات السلام من غير توضيح المطلوب لا أهتم لها على الإطلاق هذا محسوم عندي ، لأنك تلمسن بصاحبها رغبة في التوسّع و فراغًا و انعدام جدية .

المشكلة عندي هي بين أمرين ، الأوّل هو أنني أكره التعرف و السؤال من غير واسطة لأنه يُشككني في منتهى صاحبه و غايته ، الثاني أني أكره أن أُسأل مباشرة عن الخطوبة رغم أن الشخص لم يحادثني ولو لمرة من قبل .

ذلك أن طلبًا كهذا بناء على رؤية حسابي فقط ، فيه من التسرع و الجهل مافيه ولو صدُقت النية .

فبين الأمرين أجد أن الله أعتقني ، فلا تصلني أي طلبات .

دعوت الله دعوة صادقة ، ألا يرسل لي أحدّا في طريقي حتى يأذن لي بالوصل مع من ارتضاه لي .

لأن الموضوع يسبب لي شتاتًا و إرهاقًا نفسيًا فظيعين كوني شخصية عاطفية غبية .

رسائل طلب المساعدة التي تصلني لا أرد عليها إن لم يُكتب المُراد مباشرة في رسالة .

أكره انعدام الجدية و التساهل هذا .

كونه صديقًا بالصفحة ليست معرفة أولية كافية .

و الأصدقاء يختلفون والمزاج يختلف ، قد ترد الواحدة منا وقد لا ترد 

لكن إيضاح المطلوب مباشرة لهو من الأدب ، وهكذا نتعامل مع أساتذنا و من نحتاج .

الشخص اذا كان مش حاط صورته و لا على الأقل إسمه و لقبه .

هو عندي ملغي تمامًا ، ما يقدرش الواحد يتكلم مع مجهول ، وخاصة كونه رجل يعني عنده حرية فهذا الأمر .

عن زوجة أخي المدخلية:

 عن زوجة أخي المدخلية:


كنت قد كتبت موضوعا للترفيه سابقا، عن صدمتي بفتيات بفكر مدخلي حين كنا نخطب لأخي، إلى أن فاض بي الكأس وكتبت عن آخر تجربة، كتبت المنشور بصيغة تهكمية ساخرة..

ليس سخرية من شخص الفتاة معاذ الله، ولم يسبق لي السخرية أو الحديث عن شخص بعينه حين أتحدث عن المداخلة.

إنما غالبا أسخر وأتهكم من الأفكار التي يحملونها، ولا أطيقها، وأحاول كثيرا التوعية بشأنها.

وكثيرا ما حذرتني الغالية مريم خنطوط، وكذا الجميلة هند أومدور وسألنني الكف عن هذا الأسلوب لأنه غير مجد، بل يزيد الطين بلة...لكن ولعقدة في نفسي وتجارب سلبية كثيرة مررت بها...كنت أرعوي أحيانا ثم أعود لنغمة السخرية من جديد.


والحق أقول أنه أكثر منهج أبغضه، وبغضه لي علماء كثر عانوا ولا زالوا من طلبة العلم المنتسبين لذلك المنهج، وقصص كثيرة حدثت ولازالت تحدث.

ولا أخفيكن أنني حين أراجع طلبات الصداقة، أقبل كل الأشكال مغمضة العينين ماعدا من تكتب في بروفايلها عبارات تشي بأنها من حزب المداخلة.


وذلك أني أفر منهم فرار السليم من الأجرب، أفر من نقاشهن وجدالاتهن لأنني جربتها من قبل، فوجدتها مستنزفة، وبغير طائل كونهم لا يحترمون العلماء، ويتعصبون لآراءهم ومشايخهم وآفات أخرى كثيرة كالتعالم والغرور وانعدام الأدب في النقاش.


حقيقة لم أبلغ بعد الدرجة التي تخولني احتواءهم، وامتصاص غضبهم، والصبر على أخلاقهم.

ومع معرفتي أن كثيرات منهن حديثات عهد بالتدين، وأن المنهج المدخلي تمكن منهن لأنه الغالب على الساحة الدعوية بالجزائر اليوم(صادف قلبا خاليا فتمكنا)..وغالب المنتسبين حين يتعمقون في التعلم بعدها، يتركون ذلك الطريق...لذا فالصبر على أمثال هؤلاء مطلوب أيضا..

ومع علمي كذلك بوجود مدخليات قمة في الأخلاق والأدب يشاركن في صفحتي بآراءهن باحترام

ومع علمي كذلك بأن الانسان يتغير، وبأن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيفما يشاء، وكثيرا ما وصلتني رسائل في علبة الصراحة، لبنات كن يبغضنني وأفكاري، ومع المتابعة اليومية أحببنني وتغيرت نظرتهن لكثير من الأمور.

مع علمي بكل هذا غير أن هذا الأمر نقطة ضعف لدي، ولا زلت أتجنب مجالسهن أو نقاشاتهن.


الأمر مع زوجة أخي كان مختلفا، فهي واقع علي التعامل معه، لا أخفيكن أنني خفت في البداية من التعامل مع هذا الواقع الجديد، رغم أني لمست أن الفتاة رقيقة ومؤدبة، ويسهل التعامل معها.


لقد كنت أفكر في حلين لا ثالث لهما، أن أستميلها لجانبي، وأخلصها من براثن ذلك الفكر المسموم، أو أعاملها بسطحية وبرود...لكن لم أرغب البتة في التعايش مع الأمر.


كنت شبه متأكدة من قدرتي على التأثير بها، فقد قلت بتبجح أن لدي تأثيرا خفيا أشبه بالسحر على البنات، كان ذلك هو الغرور بعينه...إضافة أني كنت سأعاملها بود مصطنع، وليس بحب لأنني أحمل ضغينة مسبقة لهؤلاء.


لكنها حلت ببيتنا، وحل معها النور والبركات، فتاة لا كالفتيات في الرقة والأدب والجمال..

تحمل بين جوانحها قلبا دافئا نقيا يفيض عذوبة وجمالا..

قرابة العام وأنا أرقب حركاتها وسكناتها من بعيد، ترقب المستنفر الذي اتخذ وضعية الهجوم.

وحين عرفتها حقا، عرفت فتاة تقرأ القرآن بقلب خاشع، وصوت ندي رائع.

حين تفزع إلى الصلاة، تهزك طريقة صلاتها وخشوعها وسكونها وكأنها تسبح في عالم غير عالمنا.

هل رأيتم في حياتكم صلاة تفتن من قبل؟! 

في حياتي كلها لم تَفْتًِنًِي صلاة أحدهم من قبل...لقد كنت أتسمر لمرآها وهي تصلي، لقد كانت غائبة عن الوعي تماما، أو في قمة الوعي، لا أدري حقا كيف تسمى تلك الحالة البهية من تماهي الروح في حضرة ملكوت الله.


لا تترك صلاة التهجد بالأسحار، حتى وهي ضيفة عندنا ولا  تنسى وردها اليومي أبدا..

إذا جلست في مجلس فإنها تترفع عن الثرثرات وتحفظ لسانها عن الغيبة والنميمة...

كثيرة الذكر والشكر، ذات لسان رطب بذكر الله، ويلهج دوما بالدعاء.

كنت أرقبها وأحس بنفسي تتضاءل أمام روعتها، وجمال تدينها..

وكنت كلما رأيت منها سلوكا حسنا صغرت نفسي في عيني كثيرا...


ثم أتاني الشيطان..من باب آخر

كذلك كان الخوارج من قبل..

كنت لتحقر صلاتك مع صلاتهم، وصيامك مع صيامهم، وقرآنك مع قرآنهم..

ألم يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك عنهم؟

لكن فلتجربيها في المعاملات، والحقوق والواجبات..

لا تضعفي، دوسي على هذا القلب، ودعي عنك لغة المشاعر، وبيتي العداوة لها، وجهزي الحرب لأجلها😈

أقتنع أنا بوجهة نظر إبليس عليه لعنة الله..

أواصل التعامل بحذر وبرود...

وأبيت النية للقضاء على الفكر المعشش برأسها...

فإما أن تكون مثلي، أو أتجاهل وجودها في حياتي إلى الأبد..

أنتظر الفرصة المناسبة...وما ستسفر عنه الشهور والأيام...

هذه المرة امتحان صعب يواجهها...خلافها مع والدتي مع أول يوم ولجت فيه بيتنا...

والدتي الحنون، العاقلة الرزان، المتدينة التي كانت تعقد جلسات صلح بين الحموات والكناين.

والدتي التي علمها أبي، وتحدثنا طويلا معها عن أحكام الشرع ومشكلات الكنة والحماة وحلولها اليسيرة في الشرع الحكيم...

كان أخي أقرب الأبناء وأبرهم بوالدتي، لذلك غارت عليه من غريبة أخذته بعيدا..

فجأة ودون سابق إنذار استيقظت (الحماة الشرقية بداخلها)، فما عدنا نعرفها..

أعيتنا معها النصائح والسبل...وخفنا على الفتاة من والدتي.

الامتحان كان صعبا للغاية..

ورغم أن والدتي لم تؤذها بعد، إلا أنها نفرت منها قليلا مع أنها كانت تشفق عليها وتظهر لها ودا مصطنعا.

لكن الفتاة تفهمت عاطفة الأم حين يشاركها شخص في فلذة كبدها..حين قلت لها: نحن النساء مهما ادعينا من ثقافة وعلم واتزان سنتصرف مثلها تماما...أنا...وأنت...وكل النساء

هذه هي طبيعة المرأة...

كانت تسألني ماذا تحب والدتي وماذا تكره..

وتتلمس مواطن رضاها وتتحسسها وتجتهد لأجل ذلك...

وكذا تحرص أن لا ترى منها ما يغضبها أو ينفرها منها...

هذا رغم أنها كانت تسكن بسكن مستقل..ولا ضرورة تدفعها لذاك الفعل..

كانت تقتني من الهدايا أفخمها، وتهديها كل مرة ما يبهجها...

لا تقدم على أمر دون استشارتها، حتى وهي بعيدة تستأذنها في زيارة أهلها..وفي أمور أخرى هي في غنى عن رأي والدتي بخصوصها...

تتظاهر بالجهل في أمور البيت والطبخ، فقط كي تسأل والدتي فتمدها بوصفة أو فكرة، تطبقها ومن ثم تثني على والدتي أمام زوجها ووالدتها وكل أفراد العائلة.


وهكذا سحرتني بأخلاقها ومعاملاتها، وسحرت كل من بالبيت وأولهن أمي..

لقد وجدت مدخلا لشخصيتها، وجعلتها تحبها أكثر من بناتها..

هذا هو السحر الحلال..

ليت كل البنات مثلها...

وليتني بمثل قلبها وجمالها..


كم كبرت في عيني وعيون الجميع..

وكم أجدني أتضائل أمام جمال قلبها..


صرنا نتسامر سوية، نثرثر ونضحك كثيرا، نتساعد في تحضير أشهى الطبخات والمخبوزات ونعجنها بماء الحب.

نقضي فترة ما بين المغرب والعشاء في الحفظ والترتيل، فتكون هي معلمتي في الأحكام لأنها متقدمة عني في الدروس.


فلنختلف أو نتفق لم يعد يهمني مادمت تحملين هذا القلب...أسأل الله أن يرضى عنك ويرضيك 

ويحفظ قلبك الطاهر البرئ...


للغزالي رحمه الله عبارة تقول: ((أن الفرق بين تدين الشكل وتدين المضمون هو قسوة القلب أو رقته)).

والدعوة فن يتطلب حكمة وصبرا...

والتنميط والحكم على الأشخاص من خلال انتمائهم وأفكارهم، أمر مذموم وغير صائب.

واستعمال أسلوب التهكم والسخرية من الأشخاص والجماعات لا يزيدهم سوى تمسك بمواقفهم وأفكارهم.


ولنعلم أن غالب المنتسبين الجدد لذلك الفكر المسموم، إنما يعتقدونه لأنه يظنون أنه الدين والإسلام...


قال الله تعالى:(( يا أيها الذين ءامنوا، لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن))


واحذر ان يبتليك الله ويهدي غيرك ويعافيه!!


#شمس_الهمة



ويعلمكم الله:

 ويعلمكم الله:



حين عرض علي تجميع مقالاتي في كتاب ورقي، نظرت في ما كتبت فلم أجد شيئا يستحق النشر.

فجل كتاباتي ظرفية، ومناسبة لحدث أو توقيت معين...لكنها لا تصلح لأن تكون كتابات مطبوعة في كتاب لأن غالبا يكون وقتها قد انتهى مع انتهاء ذلك الظرف أو الحدث الطارئ.

فغالب الكتابات توعوية تربوية تخص حدثا معينا، وكما قيل إنما تربى الأمم بالمواقف والأحداث.


ساءني وأحزنني أني لست شيئا يذكر، وأني لا أستطيع ترك ميراث يشفع لي عند الله وينفع أمة الإسلام.

لطالما دعوت الله أن يستخدمني ولا يستبدلني، وأن يجعلني على ثغر عظيم من ثغور الإسلام.

لطالما تمنيت كتابة قصص خالدة، أو روايات أصل بها ٱلى العالم أجمع وأريهم جمال رسالة الإسلام.

روايات تؤثر بالعالم، وتغير في شكله..وتنفع قضايا الإسلام والمسلمين...والقيم التي يدعو ٱليها هذا الدين.


وقتها بكيت كثيرا فشلي، وخيبتي..ولسان حالي يقول ما قاله الحجر الصغير في قصيدة إيليا أبي ماضي:


كان ذاك الأنين من حجر في السد … ّ يشكو المقادر العمياء


أيّ شأن يقول في الكون شأني … لست شيئا فيه ولست هباء


لا رخام أنا فأنحت تمثا … لا، ولا صخرة تكون بناء


لست أرضا فأرشف الماء ، … أو ماء فأروي الحدائق الغنّاء


لست دُرًّا تنافس الغادة الحســـ … ـــناء فيه المليحة الحسناء


لا أنا دمعة ولا أنا عين، … لست خالا أو وجنة حمراء


حجر أغبر أنا وحقير … لا جمالا ، لا حكمة ، لا مضاء


فلأغادر هذا الوجود وأمضي … بسلام ، إني كرهت البقاء.


بعدها ساق الله إلي نصا، قالت ماري عنه أنها أول مرة تصادف هذا المفهوم...وقلت لها ذات الشيء.

فقد اكتشفته مؤخرا أنا الأخرى..

الله ساقه إلي ليسري عني فشلي وعجزي الذي كنت أحس به.

أترون كم يعلمنا الله؟


إشكالية كنت أجدها كثيرا عند قراءتي للكتب القديمة التي كانت تناقش قضايا معينة في وقتها.. هذه الكتب قد تكون في وقتها واحدة من الطفرات التقدمية الثورية.. لكنها بمقاييس العصر الآن تعتبر "خارج التاريخ"..

كتب كثيرة قرأتها على هذا المنوال.. كيف إذن أقيمها ؟؟ هل أقيمها باعتبار الظروف الاجتماعية في وقتها أم أقيمها وحدها بمعزل عن أي اعتبارات أخرى؟

ثم وجدت الإجابة أخيرا:


فى كتاب أمين معلوف "الهويات القاتلة" ينهى معلوف سطور كتابه بأمنية ، يقول معلوف إنه على الرغم من إن الطبيعى للكاتب أن يتمنى بقاء كتابه لمئات السنين إلا إنه هو(معلوف) يتمنى العكس تماماً لكتابه هذا ف يتمنى أن (بنص قوله) "يكتشفه حفيدى يوماً، و قد أصبح راشداً ، مصادفة فى مكتبة العائلة فيتصفحه و يقرأ بعض صفحاته، ثم يعيده فوراً الى الرف المغطى بالغبار حيث تناوله، مستخفاً و مندهشاً للحاجة إلى قول هذه الأمور فى الزمن الذى عاش فيه جده". مفهوم جديد و جميل لفت أمين معلوف نظرنا إليه ، و هو إن عدم اكتراث القارئ بعض الأحيان بما كُتب فى كتاب مرت عليه عشرات السنين احيانا لا يكون سوى دليل على نجاح هذا المفكر او المصلح الإجتماعى ، هو و معاصريه بالطبع، على دفع المجتمع الى الامام و تغيير مفاهيمه و تحويلها إلى مفاهيم بالية .


غير أن الفرق هو أن مقالاتي ظرفية قصيرة جدا.

يعني ليست بالتي تجمع في كتاب لانصراف الناس عن الجدل حول تلك المسألة أو غيرها بعد فترة قصيرة جدا


لا يشترط الشيء الملموس لنحس بالنجاح، ولا يشترط أن تذكر فهناك أقوام قدموا الكثير وخفي عنا ذكرهم.


#شمس_الهمة



جانب تغفل عنه الأمهات العاملات

 جانب تغفل عنه الأمهات العاملات...أنه حين تدفع بابنها لحماتها، أو شقيقة زوجها، أو سلفتها أو حتى والدتها أو شقيقتها...فإنها غالبا لا تعطيها أجرة لقاء ذلك.

بينما إذا رفضت حماتها مثلا الاعتناء بالطفل، فإنها غالبا تدفع به لدار الحضانة، أو لامرأة أخرى أجنبية بأجرة شهرية...

ناقشت كثيرات فقلن لي أنه من المعيب أن تعتني جدة بحفيدها مقابل المال.

وتشتكي أخريات من رفض حمواتهن للعمل، وافتعال المشاكل اليومية بسبب هذا الموضوع.

بينما لو خصصت مبلغا من المال تقدمه لحماتها، لتجنبت كثيرا من المشكلات.

المثل الشعبي يقول(ادهن السير يسير)، بمعنى كل شيء بالمال يصير.

أعرف قصة لاحداهن، ليس لها طفال ومع ذلك تخصص مبلغا شهريا لحماتها، وتخصص نفس المبلغ لوالدتها، والاثنتان راضيتان عنها، وتحبانها، وتحرصان على ودها لأجل ذلك.

قصة أخرى تخصص فيها احداهن مبلغا من المال لحماتها في مقابل اعتناءها بابنها، وتقول أن المبلغ الذي تعطيه لدار حضانة أو امرأة أخرى أولى به حماتها، فهي تعلم أنه تحت رعاية آمنة.

حماتك أو والدتك، شقيقة زوجك، أو شقيقتك، ليس مكلفة بالاعتناء بأبناءك، ومهمة الاعتناء بالأطفال مهمة شاقة عسيرة، سيما إذا كانوا أطفال الغير.

وفي ديننا الجميل، مكروهة الأمور التي تكون بسيف الحياء أو خوف المجتمع أو غيرها من الأمور.

فتقبل حماتك أو والدتك الاعتناء بطفلك مخافة، أن يقال عنها اوصاف ونعوت كأنها مادية، أو غير حنون، أو قاسية ....

ولتعلمن أنه في ديننا الحنيف تأخذ الزوجة أجرة رضاع أبناءها(فلذات أكبادها) من الزوج، حال الطلاق، وبعضهم قال يحق لها ذلك حتى لو كانت معه.

ولم يقل أحد عنهن ماديات، أو استغرب كيف تأخذ الأم أجرة على إرضاع طفالها؟!


أنتن ما رأيكن؟



#شمي_الهمة

القصة الأولى:

 



القصة الأولى:


كان شابا سلفيا قارب الثلاثين، قد أرهقه البحث عن زوجة سلفية منقبة تناسبه...

كانت والدته وشقيقته تعرضان عليه نماذج فتيات لكن لم ترقه ولا واحدة منهن..

وكان أصدقاؤه يرشحون له فتيات من معارفهن..

لكن ذوقه في النساء كان صعبا جدا..

وقال عنه الناس لن يتزوج أبدا..

كان يريدها صغيرة السن، فائقة الجمال، تحفظ القرآن كاملا، ومهتمة بطلب العلم الشرعي..تغطي وجهها وترتدي الإسدال، لا تعرف وسائل التواصل الاجتماعي، بكر لم يمسس عاطفتها أحد، وماضيها ناصع البياض..

كان صديقه مرهقا من الجدال معه بشأن الموضوع، وكذلك والدته وأصدقاءه..

قال صديقه له يوما أنت تريد الكمال، وهذه مواصفات حورية من الجنة...مستحيل أن تتزوج وأنت تحمل هذا التفكير..

وأجابه الأخير بأن يقينه بالله كبير، وهل أنت تستكثر أن يجيب الله دعوة بسيطة مثل هاته، وله سبحانه مفاتيح خزائن الأرض والسماء!!

فأجابه صديقه بأن النموذج الذي تبحث عنه من سابع المستحيلات.

والدته كانت تقول له أن كل الفتيات يكملن تعليمهن اليوم، ومن لا تكمل تعليمها غالبا تتزوج بسرعة، أو تكون غير دينة، ناهيك أن حفظ القرآن آخر اهتمامات بنات هذه الأيام.

توالت الأيام وبلغ ذلك الشاب سن الأربعين وهو دون زواج، لكن يقول صديقه: لم يفقد ثقته ويقينه بالله.

ولم يفقد رباطة جأشه، وكان يستكثر من الطاعات والعبادات وقيام الليل، وكذا يلح بالدعاء.

حفظ بصره عن النساء وعف نفسه طوال تلك المدة.

وهل يعجب الله إلا من شاب ليس له صبوة.

فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:« إن الله يعجب لشاب ليس له صبوة»

بمعنى أن الله يعجب لشاب صان نفسه ولم يرتكب المعاصي أو يقع في الحرام.

كان له سلسلة محلات لتجهيز العرائس، فقد من الله عليه بنجاح كبير ومال وفير..

وذات يوم زارته في أحد المحلات الكبرى التي يشرف عليها، امرأة كبيرة وابنة لها ترافقها لا يبدو منها شيء. ترتدي جلبابا أسودا فلا يرى منها شيء.

تقدمت والدة الفتاة، بينما ابتعدت الفتاة عن عيون صاحب المحل وشغلت نفسها بتفقد السلع والبضائع ريثما تنهي والدتها أمورها.

كانت والدتها تساومه على بعض القماش، فسألها ممازحا: ألا تريدين غيره؟ لم لا تجهزين جهازا كاملا من عندي؟

فأجابته المرأة أنها زوجت كل أبناءها، ولم يتبق لها سوى هذه الفتاة التي لم يأت نصيبها بعد.

ووعدته أنه إذا أتى النصيب فستقوم بتجهيزها من عنده.

فسألها عن سنها فقالت أنها في السابعة عشر من العمر.

فسألها إن كانت تدرس، فأجابته أنها كانت متفوقة لكنها توقفت عن الدراسة، لكنها تحفظ القرآن كاملا، وحاليا بدأت مسيرتها في طلب العلم الشرعي.

فانفرجت أسارير الرجل، وقال لها من فرط حماسه، إن كانت قد توافق على شخص بنفس عمره.

فأجابته الأم أن يزور بيتها وان شاء الله خير، وأعطته العنوان.

وفعلا تمت الخطبة والزواج.

وقد رزقه الله بفتاة الأحلام، وبنفس المواصفات التي كان يريدها.

يقول صديقه صدمة الجميع بزواجه، وأن العروس كانت بنفس المواصفات التي اشترطها جعلتنا نتأمل مليا فتوحات الله على عباده، وإجابة الدعاء ولو كان مستحيلا بنواميس البشر، بشرط لزوم الدعاء واليقين به عز وجل.

وقفة:

القصة لا تشجع على طلب واشتراط الكمال في الطرف الآخر، إنما ذكرتها لأنها حدثت بالفعل ولتعزيز جانب اليقين بالله، والإلحاح بالدعاء، وكذا صون النفس عن الحرام. 


#شمس_الهمة

القصة الثانية:(الموسوسان)

 

القصة الثانية:(الموسوسان)

كان شابا جامعيا ملتحيا قد تخصص بمجال الحاسوب والمعلوماتية.
نشأ في أسرة بسيطة لم يعرف أهلها الالتزام بأوامر الشرع.
وكذا كل محيطه تقريبا..
جد واجتهد في عمله، لكنه كان معقدا من النساء لما كان يراه من تبرج وسفور.
لدرجة عزف فيها عن الزواج.
وكلما رشحوا له فتاة وجد لها عيبا..
فهذه لها علاقات..
وأخرى مشيتها لا تروقه..
وتلك جريئة جدا...
وبعد رحلة بحث طويلة، تعقد من النساء كلهن.
"لا فتاة تصلح للزواج، لم يعد هنالك فرق بين فتاة من البادية، وفتاة من المدينة جميعهن في سلة واحدة كالبيض منتهي الصلاحية."
تقدم به العمر، وتزوج كل أقرانه، وبقي وحيدا كمعلم أثري يتحدى الزمن والآفات.
القصص التي كان يسمعها أضافت لمأساته مأساة أخرى، خيانات زوجية، قصص طلاق، وانعدام أخلاق.
‏تلك القصص نكتت بقلبه وطبعت عليه بالسواد.
‏تقول شقيقته كنت أرثى لحاله، شاب وسيم خلوق يحفظ بصره، ويصون نفسه عن علاقات الحرام، لكنه يحمل فكرا ومنطقا شائها عن النساء، وكنت أراه شكاكا موسوسا وكنت أخشى على فتاة سيتزوجها من طباعه تلك.
‏لكن عبثا كنا نحاول إقناعه بفكرة الزواج، كان موسوسا لدرجة أن كل فتاة تمر من أمامه يقول عنها في نفسه أنه لا شك أن ماضيها أسود بالعلاقات المحرمة.
لكنه مع ذلك لزم القرآن والمسجد والطاعات، وظل يصون نفسه عن البنات.

*************

في جانب آخر من العالم كانت هي فتاة جامعية حسناء تخصصت بمجال الحاسوب والمعلوماتية.
فتاة ذكية، متفوقة على أقرانها، وكانت الأولى على دفعتها..
تهتم بالعلوم على اختلاف تفرعاتها، ويستهويها التاريخ والقراءة عنه.
لها إلمام كبير بالأدب والشعر والعلوم الدينية..
فوالدها كان مدرسا للعلوم الإسلامية، لذا فثقافتها الدينية كانت ممتازة...وكذلك كان تدينها مستقيما معتدلا وناضجا.
في الفترة التي كانت صويحباتها يتزوجن ويقمن علاقات مع الشباب كانت هي تسأل الله وتقف ببابه
كي يرزقها الزوج الصالح المصلح.
وحين ولجت النت، وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي نضج فكرها على مشكلات النساء، والكنة والحماة
وكذا خيانة الأزواج...وشيئا فشيئا تعقدت من الزواج وفقدت الأمل بالحصول على زوج صالح تقي نقي لم يعرف علاقات من قبل.
فكل الرجال سواء، ولا يوجد رجل لم يعرف علاقات من قبل-هكذا خمنت-
وكذا اعتبرت أن كل الحموات شريرات هدفهن التسلط على الكنة وإذلالها.
كان الخطاب يتوافدون لخطبتها، وكانت ترفضهم من أول فرصة.
كانت شقيقتها ووالدتها ترجوانها فقط إعطاء فرصة للخاطب بدل إلقاء التهم والأحكام، لكن...عبثا كانوا يحاولون.
فقد كانت عنيدة، صعبة الاقتناع، ولا تترك فرصة للنقاش والحوار..
لكنها وبعيدا عنهم كانت تقوم في جوف الليل وتبتهل إلى الله بالدعاء.
كانوا يقولون لها وقد أصبحت في الثالثة والثلاثين أنها لن تتزوج أبدا.أو أنها ستتزوج مطلقا أو أرملا أو شيخا عجوزا.
لكنها كانت تجيبهم أنها تدعو الله أن يكون شخصا جامعيا مثقفا، خلوقا، متدينا وأعزبا أيضا.
كانت تقول ذلك بثقة تستغربها الفتيات من حولها.

************
صاحبنا الأول وبعد أن فقد الأمل بالعثور على زوجة صالحة، قرر الزواج بأي نموذج كان..
فتقدم لخطبة فتاة وهو يحمل عريضة محاذير (الهاتف ممنوع، الفيس ممنوع، فتح النوافذ ممنوع وهلم جرا)
لكن الفتاة وأمها طردنه من بيتهم وقلن عنه معقد وإرهابي..
وحين انتهت حلول الأرض رفع رأسه إلى السماء مناجيا الله.
وبعد أسبوع عرض عليه صديقه زيارة فتاة من معارف زوجته، قال أنها بنفس المواصفات التي يريد.
لكن الشاب رفض الفكرة كي لا يتعرض لما تعرض له في آخر تجربة.
أما زوجة صديقه فتوجهت إلى الفتاة المعنية وطلبت منها أن تمنح الشاب فرصة للتعارف الأولى فرفضت الفتاة كونها سمعت أن سنه يقارب الأربعين ولم يتزوج...محال أنه لم يكن دون علاقات محرمة.
ومضى عام كامل على القصة.

************
بعدها عاود صديقه الكرة لعل وعسى يتمكن من إقناعه بالرؤية الشرعية على الأقل...وفعلا وافق صاحبنا أخيرا..
وكذا فعلت زوجته وأقنعت الفتاة أخيرا...
ماذا حدث بعدها؟
حصل القبول وتم الزواج في ظرف شهر فقط.

*********

‏عقب الزواج:
‏عاش الزوجان ثلاثة أشهر من الريبة والشك لبعضهما، وخمن المقربون لكلا الطرفين نهاية مأساوية لهذا الزواج.
‏فوالدة الفتاة وشقيقتها يعرفان وسواس ابنتهما، ويعرفان حقدها المسبق على الحماة.
‏وأشقاء الزوج وأصدقاؤه يعرفون غيرته الشديدة، والشك والوسواس الذي ينخر بقلبه.

خلال الثلاثة الأشهر الأولى عرف كل منهما معدن صاحبه، فالفتاة كانت كثيرة التهجد والصيام والقيام.
وكذلك كان الزوج...كان يؤمها في الصلاة، وكانا يتلوان القرآن عقب صلاة الفجر معا..
لم يتركهما الله للشك والوسواس، رأفة بقلبيهما الطاهرين..وقذف الحب في قلبيهما فتلاشت كل تلك الوساوس وكأنها ما عمرت بتلك القلوب من قبل.

كانت تملك هاتفا، وحسابا على الفيس، ورغم ذلك لم يدر بخلده مراقبتها أو التجسس عليها قط.
وحين سألته يوما بدافع الفضول قال أنه فطن ويعرف كيف تتصرف الزوجة التي تخون.
وأنه ما من داع للشك، سيما وأنك لا ترتبكين بحضوري، ولا يوجد قرائن للريبة.
وأنا حمدت الله على مثلك، ولا أريد تلويث أيامنا الجميلة بوسواس الغيرة المرضية والشك.

وفي أحد الأيام فاجأها الزوج برغبته في أن يعتمرا معا...فرفضت الفتاة.
رفضت لأنها رغبت أن تكون حماتها الجميلة معها، فحماتها كبيرة في السن ولم يسبق أن تحج أو تعتمر من قبل.
وصدمها حين قال لها أن سبب ذلك، أن والدته لا تملك دفترا عائليا، فوالده تزوجها عرفيا وسجل كل أبناءها في دفتر الزوجة الأولى.
وأنهم حاولوا تسوية وضعيتها لكن الأمر كان بالغ الصعوبة.
لكن دين الفتاة وأخلاقها منعاها من القيام بعمرة دون أن تكون حماتها الحنون موجودة معهما.
وسألت الله أن يعينهما على تقديم هذا المعروف كي يكلل زواجهما ببركة دعائها لهما.
وفعلا قضيا حولا كاملا في التنقل بين المراكز الحكومية وتكللت أخيرا مجهوداتهما بالنجاح.
وقاما بأول عمرة مصطحبين فيها ابنهما الرضيع، ووالدتهما تاجا فوق الرؤوس.
وفي العام الثاني رزقهم الله حج بيته الكريم.
والآن وبعد خمس سنوات، وطفلين يعيشان بسعادة وهناء.

لا يزالان إلى يوم الناس هذا يصومان الاثنين والخميس، يقومان الليل، ويكثران من النوافل.
وحين سئلا عن ذلك، قالا أن الله الذي أتانا سؤل قلبينا يستحق أن يعبد ويشكر.
ومحال أن نتراخى عن العبادة في الرخاء، وقد حرصنا عليها في الشدة والضراء.

وقفة1:(عن الشك والوسواس)
للأسف ما يحكمنا في هذه المسألة وغيرها تمثلات تسربت إلى أذهاننا من تجارب الآخرين، وأصبحت توجهنا إقداما وإحجاما، وكأننا نريد الشيء المأمونة نتائجه، فلا نلتفت إلى أننا بذلك نحرم أنفسنا من نعمة الاختيار واتخاذ القرار.

وقفة2:
الله مطلع على القلوب، وهو يعلم من يعبده ليرضيه، ومن يعبده فقط ليعطيه.
ويبغض الذي الذي ينساه في السراء..
ويبغض العبد الذي يعبده على حرف، فإن أعطاه سؤله صبر وشكر، وإن لم يعطه سؤله جحد وكفر.

‏#شمس_الهمة

القصة الثالثة:(لن أتزوج فتاة تعمل)

 القصة الثالثة:(لن أتزوج فتاة تعمل)


قالت إحداهن فيما ترويه عن عمها الأعزب:


كان شابا مدخليا وسيما فارع الطول، بأدب جم، تتمناه زوجا كل من تراه.

كان مستواه محدودا فهو لم يكمل تعليمه الجامعي بسبب فتاوى تحرم اختلاط الجنسين.

وهكذا قضى على مستقبله الدراسي، وحكم على حياته بالفشل، وقضى على ما حباه الله من تفوق ونبوغ.

وهو إذ ترك الاختلاط الجامعي، فإنه مارس الاختلاط أكثر حين مارس مهنة تجارة الملابس، فقد كان أغلب زبائنه من النساء.

تقول ابنة أخيه أنه كان يحرم عليها كل شيء، يمنعها من الخروج، ويحرض أباها كي يمنعها من إتمام تعليمها. ولو كان بيده أن يمنع عنها الهواء لفعل.

وبعد نجاحها في شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا، قام ببلبلة كبيرة، وأثار جدالا عائليا...رغبة في منع الفتاة من إتمام تعليمها...لكنه هذه المرة لم يتمكن من فرض سيطرته على والدها.

كون المقربين تدخلوا كي يقنعوا والدها بالسماح لها بإتمام تعليمها، فمعدلها يؤهلها لأرقى التخصصات.

وحين اختارت تخصص الطب، لم تسلم سنواتها السبع من مضايقاته وفتاويه وتسلطه.

تقول الفتاة أنها كانت تدعو الله دوما كي يخلصها منه، وكان من جملة دعائها أن يرزقها الله بزوج متفتح يخلصها من براثنه.

كل سنواتها خاضتها بطوفان من الدموع، وهي تفكر أن مستقبلها الدراسي مهدد بالضياع مادامت تحت رحمة عمها المتشدد.

كان يكره الجامعة وفتيات الجامعة، ويكره النساء العاملات ويقول عنهن فاسقات.

تأخر زواجه وكللت كل مساعيه في البحث عن زوجة صالحة بالفشل.

ولا عجب!! تقول ابنة أخيه، شدد علينا فشدد عليه الله.

ولو رحمنا لرحمه الله وأنار طريقه.

بعد قنوطه لان قليلا مع بنات أخيه، وأصبح يعاملهن بلطف.

المشكلة تقول ابنة أخيه لم تكن في التشدد فحسب، إنما كانت في المواصفات الخيالية التي كان يريدها بزوجة المستقبل، حسناء طويلة، ليست جامعية، تحفظ كتاب الله، قارئة نهمة تقرأ كتابا كل ليلة، والأهم أن لا تكون عاملة. ولا تعرف وسائل التواصل الاجتماعي.

تقول وكنت أنا أسخر من أحلامه الطفولية السخيفة، وأقول في نفسي :"نعم انتظر، ستنزل عليك فتاة الأحلام من السماء".

استمرت معاناة الشاب، واستمر كذلك بغضه لجميع النساء وخصوصا العاملات.

ثم تزوج ثلاثة من اخواله في فترة متقاربة، وكلهن كن ضد المرأة العاملة، وبارك هو اختيارهم.

وبعد مدة رأى بنفسه حصاد سوء الاختيار، فتيات فارغات لا هم لهن سوى المسلسلات، وحفلات الزفاف، والتسكع في الأسواق والطرقات، لا يرعين حق زوج فيخرجن في غياب أزواجهن عند الجارات، ولا يهتممن بتربية أطفالهن وتثقيفهم.

ولأنهن لم يكملن تعليمهن، وتوقفن عن الدراسة في سن متأخرة، فقد اكتسبن من الشارع والعجائز وكذا مجالس الغيبة والنميمة لغة وتربية شوارعية مشبعة بالجهل والخرافة والأوهام والدجل. 

وكن يعوضن عقدة النقص لديهن بالبهرجة في المأكل والملبس، والتكبر ، التكبر على الحماة، وعلى الزوج والنعم، وكذا التكبر على خلق الله.

كيف لا، وقد قيل: ”وملء السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ“.

كان يرى ويسمع كل يوم شكاوى أخواله، فتعقد أكثر من النساء.

ثم تزوج اثنان من أبناء عمه بزوجات عاملات، احداهن معلمة والأخرى أستاذة.

وكان ينتظر بشغف وقوع المشكلات، ليظهر تشفيه بعد قيامه بنصحهما لكنهما لم ينتصحا.

لكن مضت الأيام والأشهر والأسابيع هادئة هانئة والأزواج في انسجام.

ولأنهم كانوا يسكنون بفيلا مشتركة، فقد كان يسمع أخبارا طيبة عن الزوجتين الجديدتين.

وكيف كانت والدته تعقد مقارنة بينهن وبين نساء أخواله، فتجد البون شاسعا والفرق واضحا..

من حسن تبعل، ونظافة، وبراعة في فنون الطبخ، وكذا أدب وتواضع وأخلاق.

كان التنميط السائد لديه ولدى أمثاله من الشباب أن الجامعيات فاسقات، مخشوشنات، جريئات ولا يعرفن كيف يسلقن بيضة، ويعتقدون إلى ذلك أنهن بغير حياء ولا دين ولا يوجد فتاة منهن لم تعرف علاقة محرمة من قبل.

تقول ابنة أخيه وجاءت سنة التخرج، وقد كنت أحمل هم ما بعدها، فعمها وإن سمح لها بالدراسة مرغما حتى الحصول على الشهادة، فإنه مؤكد لن يسمح لها بالعمل سيما مع وجود مناوبات ليلية.

وكنت أدعو الله الخلاص.

وقبل انتهاء السنة، كان عمها قد يئس من العثور على فتاة سلفية، فطلب من والدته أن تبحث له عن فتاة عادية كي يتزوج والسلام.

لكن حتى هذا المسعى لم يوفق إليه..

لذا قرر اللجوء إلى الله بقيام الليل، ثم قرر الانطراح بين يدي الله في بيته، فقام بأداء عمرة.

كان يعمل تاجرا، والله مغدق علين بالمال الوفير، بعدها بأشهر قرر فتح مطعم للبيتزا مع صديقه، ودفع فيه كل أمواله...

وقتها ابتدأ الحراك فأفلس المطعم، وخسر أمواله وأصبح مدينا..

عرضت عليه والدته أن تخطب له فتاة صادفتها في مناسبة زفاف، فرفض كون المواصفات غير مشجعة، إضافة لإفلاسه فمن أين سينفق عليها.

ودخل في حالة يأس، وكآبة شديدة، وقرر اللجوء إلى الله والانطراح بين يديه.

لكن بعدها بأسبوع فاجأه صديقه باتصال يقول فيه أنه وجد فتاة سلفية تناسبه..

تعمل طبيبة، وقالت أنها ستتوقف عن العمل حال الزواج.

قال أنها منقبة، وجميلة، وتحفظ القرآن.

كان الشاب قد وصل إلى مرحلة القنوط واليأس بخصوص العثور على زوجة صالحة، وكذا بات يدرك أخيرا أن عمل المرأة لا ينال بالضرورة من أخلاقها وشرفها..لذلك تحمس قليلا للفكرة، ثم ما لبث أن أحس بحزن شديد، كونه لا يملك الان المال الكافي للزواج..وكونه قد يكون غير مقنع ومرغوب للفتاة. من جهة لتواضع تعليمه، ومن جهة أخرى وضعه المادي.

لم تكن الطبيبة تريد شيئا سوى شاب سلفي، وكانت قد مرت بتجربتين فاشلتين من قبل مع الخطبة والزواج.

لذلك كانت تحرص كل الحرص أن يكون سلفيا حقا، وليس مثل الآخرين لحية وقميص فقط.

ذهب لمقابلتها وهناك تم القبول وحدث الزواج بعد ثلاثة أشهر.

وفتح الله عليه بالمال من طريق وحكاية أشبه بالمعجزة، فاكترى منزلا وابتاع أثاثا ودفع مهر الفتاة.

تقول ابنة أخيه، بعد الزواج بأسابيع كنت أراه سعيدا بها، وهي سعيدة به.

كانت فتاة جميلة جدا، تقرأ الكتب، وتحفظ القرآن، وتتبع المنهج السلفي، تماما مثلما أراد.

وشعرت أنا بالقهر، كيف يستجيب الله له، وهو بهذا السوء؟

كيف يتزوج طبيبة وكان سيقضي على حلمي ومستقبلي؟

كيف تزوج هو، وبقيت أنا هنا لا أزال تحت رحمته،( الآن أصبحت لديه فرصة أكبر ليتبجح علي بزوجته الدكتورة التي قرت في البيت، ويطلب مني أن أفعل مثلها).

ثم أعود فأستغفر الله بإسراف، وأبحث عن سبب أفسر به ما حدث.

مرت الأيام والأسابيع، وأنا في حيرة شديدة..

جاء قرار عملي أخيرا بعد ستة أشهر من المكوث في البيت..

فبارك عمي وزوجته وظيفتي الجديدة، ولم يثر عمي كما كان يثور من قبل.

فهمت بعدها أن زوجته الطبيبة، غيرت بأدبها وأخلاقها كل ما كان يعتقده عن العاملات..

لكن سؤال لماذا رزقه الله وهو بهذا السوء كان صداه لا يزال يتردد بأذني..

حتى أتى ذلك اليوم الذي تسامرت فيه أنا وزوجته فحكت لي كيف كان عقب يأسه وقنوطه يدعو الله ويلح بالدعاء والصيام والقيام.

بينما نظرت إلى حالي فوجدتني مقصرة كثيرا في هذا الباب، وهو كان مجتهدا وصادقا في لجوءه إلى الله.

وعلمت أيضا أن لكل شخص ورقة امتحانه، وقد استوفى عمي شروط معادلة النجاح من صبر وإعفاف النفس ولزوم الطاعات والنوافل، فكافأه الله.

فرغم سوء الأشخاص، أو قسوتهم الظاهرية، أو المعاصي المبتلين بها، غير أننا لا نعلم حقا ماذا بينهم وبين الله، فقد تكون لهم حسنات خفية مطمورة في بحر سيئاتهم.

بعد ذلك تزوجت أنا الأخرى، تزوجت بشاب مثلما تمنيت، من قرابة زوجة عمي، وكانت هي من رشحتني له.

فأدركت وقتها حكمة الله وتدبيره، وأن ما كنت أعتقده شرا محضا، حمل لي خيرا كثيرا( الوظيفة والزوج).

ولولا تدبير الله لما كان ماكان.


#شمس_الهمة




وقفة مع قصص الزواج:

 وقفة مع قصص الزواج:


كتبت هذه القصص بهدف تعزيز اليقين بالله، وصدق اللجوء إليه، وكذا التقرب إليه بالنوافل ليرضى، فإذا رضى أرضى وأعطى، وإذا أعطى أدهش.

والناس تتفاوت في مدارك اليقين، وقد تكون هذه القصص استثناءات لعباد الله الصادقين.

إنما هل تنفع ليحتذى بها، قطعا لا، إنما الاحتذاء فقط في حسن اللجوء إلى الله.

استغربت كثيرات قصة الزواج الأولى واستنكرنها، وأنا أتفهم ذلك، فالشروط التعجيزية في اختيار شريك الحياة، وكذا فارق السن الكبير مذمومان.

لكن هذه الاستثناءات موجودة، وقد يشقى أصحابها، وقد يسعدون.

فلا نحكم على تجربة ما بالفشل ونحن نجهل تفاصيلها وحيثياتها ومراد الله وحكمته، فلله في خلقه شؤون.

ولا يعني ذكر تلك التجارب أننا نقر ما فيها من أغلاط منهجية واضحة عند الاختيار.

كما أن لكل عبد على هذه البسيطة ورقة امتحانه الخاصة، فهنالك من ينجح في امتحانه، وهنالك من يفشل، وهنالك من يتأخر في فهم مراد الله وهكذا..

ولا يشترط أن يحب الله العبد حين يعطيه، أو أنه عز وجل غير راض عنه حين يمنعه.

ولو كان هذا صحيحا لما سقى الله شربة ماء لكافر.

فقد يعطيك حبا، وقد يعطيك استدراجا والعياذ بالله من ذلك.

وقد يستوفي الشخص معادلة امتحانه، من حسن توكل، ويقين بالله، واتخاذ الأسباب، وكذا التهجد والطاعات وتحين أوقات استجابة الدعاء وكذا حضور القلب، فيكافئه الله على ذلك.


#شمس_الهمة


القصة الرابعة(الامتحان):

 القصة الرابعة(الامتحان):


كانت شابة جميلة ملتزمة، وقد جربت خيبات كثيرة في فترة الخطوبة..

فغالب الخطاب كان ظاهرهم التدين، لكن أخلاقهم كانت بعيدة عنه.

وكذا كانت متابعتها لوسائل التواصل قد أعطتها نظرة شائهة عن الحموات وأخوات الزوج.

كانت أخوف ما تخافه حماة متسلطة، وشقيقة زوج حقودة وغيورة.

ومشكلة أخرى كانت تعانيها حين تجد الخاطب المناسب، أن والدها كان يرفضه..

لقد كان الرفض مرة تلو الأخرى بأسباب واهية، فقد كان يغالي في مهرها ليمنع عنها الخطاب..

وكان إلى ذلك يشترط عليهم السكنى بنفس مدينته، فهو متعلق جدا بابنته الوحيدة..

في البداية كانت الفتاة تحسن الظن بوالدها، ثم دق ناقوس الخطر بقلبها حين تكررت خيباتها..

لقد كان والدها يعضلها(يمنعها من الزواج)، وذلك بسبب حبه الشديد لها وتعلقه بها كونها ابنته الوحيدة.

لم يكن يعرف أنه بذلك يظلمها من دون أن يدري، فكثيرا ما كان الظلم بدافع الحب أيضا.

بعدها زارها شاب متدين وسيم، رفقة شقيقته ووالدته، فارتاحت للشاب، لكنها كانت متخوفة من شقيقته ووالدته وسبب ذلك قصص الحموات التي كانت تقرأ عنها في وسائل التواصل.

منح الخاطبان نفسيهما أسبوعا للاستخارة والاستشارة والتفكير..

ثم تم القبول، وجاءت جلسة المهر، وكانت هي خائفة تتوجس من والدها..

والدها أقام مزادا علنيا وكأنه يريد بيع بقرة أو سيارة...كان يطلب مهرا خياليا إضافة إلى الذهب وكبشين أقرنين..

والشاب كان موظفا بسيطا، اشترى سكنا ولازالت عليه ديون وأقساط يجب أن يدفعها...

عاد الشاب وأهله من جلسة المزاد تلك محطمون..يائسون..

وأخذوا يفكرون ماذا سيعملون...فالفتاة نالت استحسان الشاب وأسرته ولا يريدون التفريط بها...

لكن من أين لهم تدبير مثل ذلك المبلغ وهم يعانون الديون؟!

فلو كان الشاب يملك المبلغ لدفعه كاملا لأنه رأى أنها فعلا تستحق كل خير...ولكن ما باليد حيلة

فالعين بصيرة واليد قصيرة..

ثم اهتدوا لفكرة قد ترضي والدها، أن يدفعوا المهر كاملا أما الذهب فيكتب ضمن العقد ويبقى دينا في رقبة الزوج إلى الممات، يسدده حالما يفتح الله عليه.

وفعلا تمت مهاتفة والد الفتاة وإطلاعه على هذا الخيار فرفض رفضا قاطعا..

كان أسبوعا ثقيلا على الجميع(الفتاة...الخاطب ...وأسرته أيضا).

أسقط في يد الفتاة، ولم تعرف ماذا تفعل، وخشيت أن يغادرها الخطاب كسابقيهم من دون رجعة، وشق عليها ذلك كثيرا، كونها تعلقت بهم أكثر من غيرهم..

ناقشت والدها وترجته كثيرا، لكن بدون جدوى..

ثم خطرت ببالها فكرة، فهاتفت شقيقة الخاطب تخبرها ما يلي:

قالت ادفعوا المهر كاملا، واجلبوا معكم الذهب الخاص بشقيقة الخاطب أو والدته، فقط أمام والدي

وحين ينصرف الرجال أعيد لكم الذهب كاملا، فلست أريد شيئا..

تململت أخت الخاطب، وقالت لها أن هذا حل جيد ، لكن فيه شبهة أنه قد يكون غير جائز.

قالت لها انتظري حتى أسأل أخي ووالدي ثم أخبرك بردهما..

وفعلا في المساء هاتفتها تقول أن والدها قال أن هذا تغرير وخداع للأب، وفعل غير جائز..

ولا يمكنهم القبول بهذا الحل..فالمسلمون على شروطهم..وأنهم إذا اتفقوا على شيء فسيكون كلام رجال، ومن المعيب الرجوع عن الكلمة والاتفاق والعهد.


لكنها قالت أن إحدى الأخوات في المدرسة القرآنية فعلت ذات الشيء، وقد استفت في ذلك الشيخ فركوس حسبما تذكر.

واتفقت مع شقيقة الخاطب أن يبحثوا في الأمر ويستفتوا العلماء.

أذكر يومها أنها اتصلت بي (أنا شمس)، وسألتني أن أبحث لها عن فتوى..

وقمت يومها بالسؤال في مجموعات الفتاوى، ووجدت أن المشايخ لا يجيزون ذلك.

وحين نقلت لها الفتاوى، أسقط في يدها وقالت: لماذا يحدث معي كل هذا؟!

فطيبت خاطرها، وقلت لها عسى أن يكون خيرا، وإن كان لك نصيب فسيتم الله الأمر، وإن لم يكن خيرا لك فسيصرفهم الله عنك.

فقالت كيف يكون خيرا ووالدي يصعب الأمر؟

فسألتها كيف كان شعورك حين رفضوا اقتراحك؟

فقالت أنهم كبروا بعينها أكثر، وأنها تعتقد أنهم أمناء.

فقلت لها: أرأيت؟ لقد كان امتحانا بسيطا وقد فزت أنت به وقد فازوا هم أيضا في الامتحان

فسألتني كيف ذلك؟

فقلت: أما هم فقد تأكدوا أنك فتاة طيبة لا يهمها المال، إنما كل همها الدين والأخلاق.

وأنت عرفت بعد هذا الاختبار صدق تدينهم، وورعهم، وأمانتهم، فلو كان غيرهم لربما كان قد قبل بعرضك.

فاستفاقت من دوامة الحزن التي منعتها من رؤية حكمة الله، وارتسمت ابتسامة على وجهها، ثم عادت للعبوس والحزن مجددا، لكن أبي عنيد ومصمم، ما الحل الآن؟

فقلت لها قفي بباب الله، فوالله لن يردك.

مضى ذلك الأسبوع ثقيلا على الجميع، وانقطع الاتصال بين والد الشاب ووالد الفتاة..

فخمن الأخير أنهم لن يرجعوا ربما لأنه أثقل عليهم بالطلبات، فنادى ابنته وسألها إن كانت لا تزال راغبة بهؤلاء القوم، فأجابته أن نعم، وأنهم كبروا في عينها أكثر سيما وأنها عرضت عليهم كيت وكيت ولم يقبلوا بخداعه (تقصد الأب).

حينها شعر والدها بالخجل من نفسه، وأكبر موقفهم ذاك، وعلم أنه إذ يسلم ابنته لهؤلاء القوم، لن يخاف عليها، فستكون بالحفظ والصون، فمن حفظوا هيبته وكلمته بظهر الغيب، سيحفظون ابنته كذلك.

وبخ ابنته ممازحا كونه متمسكا بها وهي تريد الابتعاد عنه، ثم حمل الهاتف واتصل بوالد الشاب وقال له تعال خذ الفتاة بملابسها إن شئت...أما المهر فليدفع حبيبي ما يقدر عليه، الربع أو النصف...ولن نختلف باذن الله أبدا..

وفعلا تم الزواج في ظرف شهر.


#شمس_الهمة


ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟

 

ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟

في صفحة قطوف من الآسك، سائلة تقول: ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟
وقبل فترة طلبت مني إحدى صديقاتي الجميلات أن أكتب عن هذا الموضوع، وكيف السبيل إلى إيقاف المتحرش عند حده، سيما وأن المتحرش كما تقول تبدو عليه أمارات الاختلال والإدمان وأنه يلاحقها بشاحنته من مكان إلى مكان.
صديقة أخرى جميلة باحت لي بمخاوفها من شاب يراقبها من بعيد، وأنها تصادفه في كل مكان تذهب إليه.وأنها تحس بالرعب من نظراته وحركاته، فهو غريب الأطوار في طريقة مشيه، ودائما بمفرده، ولا يملك أصدقاء.

وفي منشور الآسك ذاك استوقفني سؤال أحدهم يقول فيه، لم لا تخبر الفتاة أهلها إذا كان هنالك من يلاحقها؟

وكان جوابي عليه كالآتي مع إضافات كتبتها الآن:

الجواب من شقين:

الأول أن بعض الأهل غير أهل للثقة، فإذا أخبرتهم الفتاة عن شاب يلاحقها ويحاول أذيتها، غالبا يتهمونها بأنها هي من أوحت له بأن يلاحقها...عندنا في الوطن العربي دائما تتهم الفتاة، ويقال لولا إشارة منها لما تجرأ عليها أحد، فيقولون إما طريقة كلامها خاضعة، أو لبسها أو مشيتها..
ولذلك أول قرار يتخذ من طرف الأهل إيقافها عن الدراسة أو العمل ومنعها من الخروج.
وإن لم يكن كذلك فغالبا يخافون عليها، والحل الأسهل هو منعها من الدراسة أيضا
(هذا الغالب الذي نسمعه ونشاهده من تجارب في محيطنا، ونتوهم على إثره أن عائلاتنا قد يفعلون الأمر ذاته، من منطلق قتلت يوم قتل الثور الأبيض)
*********
وفي هذا الصدد أتذكر قصة شخصية حدثت معي، حين كنت بالثانوية، خرجت يومها على الثانية ظهرا، ولم تكن يومها صديقتي برفقتي، وكنت نادرا ما أذهب إلى الثانوية البعيدة بمفردي..
كان الجو حارا، والناس يلزمون منازلهم، والشوارع خالية من المارة، فتبعني أحد الزعران البيدوفيليين وقد كانت سمعته سيئة جدا، خريج سجون بسبب تهم التعدي على الأطفال وكذا السرقات وغيرها..
وأنا فتاة مسكونة بالخوف، لدرجة أني من ذلك النوع الذي لو ركبت باصا وذهب بي الباص من معسكر إلى تمنراست وأنا أريد وجهة أخرى، لما تكلمت، ولما نبست بحرف، وذلك بسبب خجلي الشديد وتعودي الحماية من الأهل(وهذا الأمر خطأ جسيم).
المهم كنت قد مررت بمنزل خالتي، وفكرت لثانية أن أطرق الباب، ثم جال في خاطري سيناريو مرعب(ماذا لو لم تكن خالتي موجودة بالبيت، وطرقت الباب بدون جدوى، وهجم علي ذلك الذئب؟!)
صرفت خاطري عن الفكرة ورحت أهرول مسرعة، ثم مررت ببيوت أعمامي وكان هؤلاء يعارضون تدريس البنات، ويحرضون والدي كي يمنعنا من الدراسة، فقلت لنفسي: والله لأن يذبحني هذا الثعلب أهون من اللجوء ٱلى هؤلاء..
ثم واصلت المسير بخطى مسرعة، وتبعني ذلك الأزعر حتى عرف باب البيت، فزاد ذلك من هواجسي ومخاوفي، ورسمت في مخيلتي أنه سيقوم بخطفي وقتل أهلي وإحراق منزلي(قلب دجاجة، وخيال سقيم😌)
ثم هرولت إلى حضن والدتي، بكيت وبكيت ثم أخبرتها الخبر، فهدأت من روعي، وقالت أنها ستخبر والدي وإخوتي، وأنا كالعادة تخيلت أنهم سوف يقومون بلومي وحبسي وربما منعي من الدراسة..
فتوسلتها أن لا تفعل، لكنها فعلت والغريب أنهم تضامنوا معي وهدأوا من روعي.
وفي الصباح ذهب أخي الكبير معي إلى الثانوية، وهو يحمل هراوة في يده وخنجرا في جيبه.
وحدث أن صادفته ينتظرني بباب الثانوية، وحين رأى أخي رفقتي كاد يهرول من شدة الخوف..
وهدده أخي أن يدفنه بأرضه إن حاول الاقتراب مني، فأجاب الأزعر أنه حين علم ابنة من أكون صرف نظره احتراما لهيبة والدي..وتعهد بأنه لن يقترب ناحيتي، وبالفعل لم يرى له أثر بعد ذلك.

🌾🌾🌾🌾🌾🌾

الثاني: تخاف الفتاة على أبيها وأخيها من ذلك الشاب...تخاف أن يتهور أخوها فيتلقى طعنة غادرة من ذلك الشاب ، وغالبا مظهر الشاب يوحي بالصياعة والغدر لذلك تخاف الفتاة منه على أبيها أو أخيها.
بينما الحقيقة عكس ذلك، فغالب المتحرشين جبناء...وقد جربت ذلك وكنت من قبل أخفي ذلك الأمر عن أخي، وحين أخبرته أن شخصا ما يلاحقني أينما ذهبت، ذهب إليه وأخذ بتلابيبه،  وخنقه من رقبته فاصفر الشاب وازرق واحمر من الخوف وذهب مهرولا بلا رجعة ولم يكرر فعلته.  
كان جبانا وأنا كنت أعتقد أنه خريج سجون، ومدمن مخدرات.

أنتن ما رأيكن؟

#شمس_الهمة

تولستوي

 ذكر تولستوي ذات مرة أن كلماته لا تؤثر ولا تغير في الناس والمحيطين به، كان يود تغيير العالم، والتأثير فيمن حوله، لكن عبثا كان يحاول.

خاض رحلة بحث وتأمل، وذات يوم زار امرأة فقيرة عمياء، فقدمت له الأكل.

ثم قالت لابنتها ناوليني المنشفة، فأعطتها الطفلة منشفة متسخة.

كان تولستوي يراقب المشهد من على أريكته، فقال أنها كانت تمسح الطاولة، فتتسخ، وكلما قامت بمسحها أكثر اتسخت أكثر..

هنا انقدح في عقله جواب لسؤاله السابق.

واستنتج أن مدار الأمر على تلك المضغة..القلب

إن كان داخلك متسخا، عبثا ستحاول تغيير من حولك..

تعهد ذلك القلب..

فكلما كانت العلاقة بينك وبين خالقك ضعيفة كان التأثير على من حولك منعدما، أو حتى عكسيا

فقد تتسبب كلماتك في التضليل..

في الزمان الصخب، لا بد للقلب من حراء(قالت الجميلة هاجر)


أول حساب فيس بوك لي كان يضم العائلة والأقارب

 أول حساب فيس بوك لي كان يضم العائلة والأقارب، ضقت بهم ذرعا فغادرته بدون رجعة.

ثاني حساب كان فيه أكثر من ألفي صديقة، ولي معهم قصص وحكايا، ثم تركته مهجوار إلى يوم الناس هذا..

دخلت مجموعات فيسبوك كثيرة، وحالما يعرفني الناس أغادر بلا رجعة، وأنتقل لمجموعة أخرى وأبدأ حروبي من جديد..

مشكلتي أن كل ما قلبي على لساني، قيل لي مرة أني بت مرسومة، وأنهم يعرفون كل شيء عني..

غالبا أنا أثرثر كثيرا، وأقول أكثر مما ينبغي أن يقال..

ولم أتخلص بعد من عملية كشف الأنا في الكتابة..

تعلمون كل شيء عني..وهذا لا يريحني..إنما يهدد مستقبلي الغامض بالضياع..😀

لا تعرف أسرتي أني أكتب..

ولا يعرف والدي أني كتبت عنه أنه كان محبا للاخوان، وأنه دفن كتب الشيخ الغزالي بمكان سري في حديقة المنزل يوم كانت الدولة تقوم بمحاكم التفتيش..

على الأرجح لو كان يعلم ماكتبت، كان سيعلق مشنقتي، ويدفنني بحديقة المنزل الخلفية..

لا يعلم إخوتي أن شقيقتهم التي لا تفرق بين الكسور أيها أكبر الربع أم الثلث، تكتب هنا بتبجح في السياسة والدين والفن...

على الأغلب أني شخص لا يحب الشهرة والأضواء..

شخص جرب كثيرا الظلمة فصار يهاب النور الساطع وتتأذى منه عيناه..

وعلى الأغلب أن حسابي هذا قد عمر طويلا، وآن له الأوان أن يهجر إلى الأبد..

قد أفتح حسابا آخر، وقد أصادق فتيات أخريات...وقد أسمي نفسي (فتاة الظلام، أو زهرة الأحزان، أو مقلشة باباها...لا أعرف...لم أختر اسما بعد، اخترن لي واحدا😌).

الإحساس أنك بت مكشوفا للجميع، ماضيك، مستقبلك، أحلامك...هو إحساس غير مريح.

أنتم تهددون حياتي الآمنة ياقوم..😅

أنتم تهددون سري الكبير..

ربما لن أعود هذه المرة إلا إذا احتجت مواضيع من هذا الحساب..

حين ترفعون رؤوسكم إلى السماء، تذكروا شمس، ولا تبخلوا عليها بالدعاء..




الكتابات التي يكون فيها الأنا حاضرا

 

الكتابات التي يكون فيها الأنا حاضرا بقوة أو بصفة مستمرة، غالبا له رائحة منفرة، ومذاق سمج.
يستشعره القارئ وهو يقول في نفسه (ما هذا الغرور؟ أو ما الذي انتفعته أنا من حديثك عن نفسك؟!)
والكاتب الحقيقي هو من يستطيع إخفاء الأنا جيدا في كتاباته.
شخصيا أنفر جدا ممن يتكلمون على أنفسهم في المقالات أو المنشورات..
لكني لا أنتبه لنفسي حينما أفعل ذلك..😅
أمر آخر كثرة التهديد بالغياب أمر منفر ومؤذ أيضا..وهو يجعل الناس تنفض من حولك بسبب ذلك..😄
في آخر منشور حاولت التبرير لنفسي لعلي أعذر إذا غبت يوما من دون رجعة..
ولعل تبريري ذاك يشفع لي عندكن فتتذكروني بدعوات صادقات..
لكن المنشور كان مؤذيا لمشاعر البنات، وجلب علي الملامة والعتاب..
لذلك لن أحاول التبرير بعد اليوم...
الجمهور ضروري للكاتب...لا تحسبوا أن الأمر هين علي أنا الأخرى..فهذا حسابي المفضل..
وحين كنت أتعامل مع دور النشر، كانوا يشترطون علي تكوين قاعدة جماهيرية قبل التفكير في النشر
وذلك لضمان ترويج أعمالي وأتمكن بموجب ذلك من تسويقها...وكذا تستفيد دار النشر أيضا..
لا يوجد كاتب بدون جمهور، ليس من أجل عملية البيع والتسويق التي أمقتها والتي باتت دور النشر تفرضها على الكاتب...لكن الجمهور ضروري لأجل عملية الكتابة، فلا يكتب الكاتب لنفسه...إنما يكتب للناس..
والتفاعل مع الكتابات بالنقد والتحليل، أفضل ما يمكن للكاتب أن يحظى به لتطوير نفسه.
يزورني خاطر كل مرة أعزم فيها على الرحيل بلا رجعة، وتتمثل لي الآية الكريمة التي يقول فيها الله عز وجل:{ ونقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا}، والتي ذكرها الله عز وجل في سياق الذم.. فأحزن على نفسي، وأشعر بالضياع..
ويتمثل لي مرة أخرى الحديث الذي يقول:« إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر» يقول ابن باز في شرح الحديث:((فيه دلالة على أنَّ الحقَّ قد يُؤيَّد برجلٍ فاجرٍ لأسبابٍ: إما لريائه، أو لينصر قومه، أو لينصر وطنه، أو لغير هذا، لم يقصد الدين، وقد يقصد الدين، ويُؤيد الدين، لكن لغرضٍ آخر غير الإخلاص لله وطلب الثواب من الله، بل لأسبابٍ أخرى، فكم من مُقاتلٍ، وكم من مجاهدٍ، وكم من يرائي نفع الله به في الإسلام، وهو ليس من أهل الخير))
فيرتعد قلبي ويضطرب فؤادي...وأتسائل أنا المضيعة لحق ربي وحق نفسي، فأقول ما ينفعني وهم يستفيدون مني، بينما قد أهلك أنا يوم لا ينفع مال ولا بنون...
كتبت سابقا أنني أرتاح فقط مع جمهور لا يعرفني...لكن حين تصبح هنالك مشاعر، وينبت الود...يكون التصفيق، وتكثر المجاملة، وينعدم النقد..أشعر أن ثمة أمرا غير مريح..غير مريح لتطوير الكتابة والتجرد لطلب الحق، وغير مريح للقلب الذي اعتاد واستمرأ الثناء..
هذا إضافة لطبيعة شخصيتي الانطوائية التي لا تحتمل (العجأة)، الاتساع كثير علي..لا أطيق الأضواء ولا الأصوات الكثيرة...(اقرأوا عن الموضوع فضلا).
الانطوائيون اجتماعيون حينما يريدون فقط، لكنهم يتألمون حين يحاول الناس إلزامهم  بالحضور والمشاركة والديمومة...يصبح ذلك الإلزام عبئا ثقيلا جدا..
وقد لاحظت مؤخرا أنني أكثر الكتابة، لأقول كل مالدي، وأختفي بسرعة..لأنني بت لا أشعر بالارتياح، ولا أشعر بالأمان أيضا...
تصفني الجميلة ميريام فتقول أني:(شخص لا يرى الشمس إلا من مربع صغير ؛ يحفظ تفاصيل الكبار والصغار ، يجوب الأمصار من كتاب ؛ قلب يصنع سعادته بيده ويطحن قمح صبره بدموعه ؛ يدفع الدموع والألم بعيدا وهو يضحك مع الفتيات ؛ يحضر معهن طقوس الأفراح وهو غائب عن أفراحه ؛ يكتب عن الحب وهو يفقده ويريده ؛ يريد الأصدقاء بينما قلبه مثقوب بالفقد والبعد)
ما أود قوله، أنني لن أحاول التبرير بعد اليوم، لأن أحدا لن يفهم ما أحس به، ولأنني لا أفهم نفسي أيضا، ولا أجيد الإبانة عن مشاعري، أو توضيح وجهة نظري..
هل سأرحل أم أبقى، سأستخير الله في ذلك..ولا أعرف بعد ماذا يقدر الله...
غير أن الحياة قاسية ومتقلبة، وظروف الدهر لا يمكن التكهن بها، والفراق حاصل يوما ما.. لا محالة...
ولو كنت سأتمنى شيئا، كنت لأتمنى أن أجعل تعلقكم بالله..لا بالأشخاص، فكلنا راحلون زائلون..
والصداقة الحقيقية والأخوة في الله لا تقاس بالحضور والغياب، فما فائدة الحضور الباهت؟
قد كُتِبَ علي أن أعيش بمفردي، ربما لأن الله يعرف أني كثيرة التعلق.وربما اختار لي ذلك كي لا يتعلق قلبي بغير سواه...ربما ذلك الأنسب لمن اختير لأداء رسالة ما في الحياة وبعدها يمضي إلى ربه...
ما يهم حقا هو الأثر الذي تركته بقلوبكم وعقولكم، إن كنت قد نجحت في شيء واحد فقط..فلا شيء يهم بعد ذلك..
في حسابي السابق، أعود فأعلق وأكتب من دون أن يكترث أحد..
الزمان مسح كل شيء من ذاكرة من عرفت..
وسيتكفل شيء ما بمحو ذاكراتكن أيضا..
ثم تنسى كأنك ما كنت موجودا يوما...
ثم تنسى كأنك ديوان شعر غير مطبوع..

#شمس_الهمة

أخبار الحمقى والمغفلين: وأخبار الساذجين وحفظ الله رب العالمين:

 فسحة:

أخبار الحمقى والمغفلين:

وأخبار الساذجين وحفظ الله رب العالمين:


كنا نتسامر ذات ليلة، وتطرق أشقائي للحديث عن العشرية السوداء، وسردوا قصصا تقشعر منها جلود الذين آمنوا...

ثم تذكر أخي طرفة في الموضوع، رواها أصدقاءه حين كان طالبا بالمدرسة القرآنية برويبة(أبي زيد القيرواني).

تقول القصة الأولى:

أن الإرهاب كانوا ينصبون حاجزا أمنيا في الطريق، وغالبا لم يكن يسلم منهم أحد، فقد كانوا يقومون بعمليات ذبح وتقتيل من دون سبب...فقط لمجرد إرهاب الناس..

مر بذلك الحاجز فلاح بسيط(على باب الله)، يحمل شاحنة محملة بالبطاطا..

تم توقيفه، وتفتيشه، ثم أمروه بالانصراف..

لقد نجا من الموت...

مشى مسافة أمتار، ثم عاد أدراجه فسألوه: ما الخطب؟ ما سبب عودتك؟

فأجابهم قائلا: بغيت نسقسيكم، مالكم نتوما والدولة؟

الترجمة: ما الذي بينكم وبين الحكومة؟!

فقالوا له: روح روح خير لك😅


القصة الثانية:

حدث في مدينة بومرداس، أنه كان هنالك شخص (نية) بمعنى ساذج، أي على نياتو كما يقول المشارقة.

وكانت الحكومة الجزائرية آنذاك تلاحق فلول آخر الإرهابيين، وتعد بجائزة مالية، لمن يقتل إرهابيا ويأتي بجثته.

أحدهم كان معدما ففكر أن يستدرج صديقه(الساذج) إلى الغابة، ويسلمه مع غنيماته، للإرهاب في مقابل أن يقتلوه، ويسلموه جثته..فقد كان جبانا على أن يقتل بنفسه..

استدرجه لمرتين، لكن في كل كانت مساعيه تبوء بالفشل..

بعدها بأشهر أو أعوام لا أدري، ندم على تفكيره الإجرامي ذاك، وقرر مصارحة صديقه.

وبالفعل أخبره بكل شيء وطلب منه أن يسامحه.

فقال له الأخير: على هاد الهدرة ارواح نديروا فيها قهوة.😄

هكذا ببساطة😅


تذكرت في هذا الصدد، سؤال أحد الآباء للشيخ عمر عبد الكافي عن ولده حين قال للشيخ:

ولدي ياشيخ بعمر 17 لكن على نياتو، وأنا خايف عليه من الدنيا والمجتمع.

فأجابه الشيخ عمر عبد الكافي قائلا بأن الدنيا ستربيه، وبأنه سيتعلم من أخطاءه.

فقال الأب: ياشيخ ماذا يتعلم؟ أقولك والله درويش..

فقال له الشيخ: إذن لن يضيعه الله.

الله يحفظ عباده الطيبين.


#شمس_الهمة

لماذا لا يستجيب الله دعائي؟!

 لماذا لا يستجيب الله دعائي؟!


في مرحلة المتوسط، كانت تدرسني أستاذة لغة إنجليزية جميلة وملتزمة، وتدرس المادة بإتقان وحب.

وكان من أثر ذلك على كل تلاميذها، أنهم أتقنوا المادة وتفوقوا بها وأحبوا اللغة الانجليزية بسببها..

وكان زوجها يدرس أخي اللغة العربية، والتربية الإسلامية، وكان شخصا دينا ملتحيا ومتخلقا..

وكان يقول أخي؛ يحب الأدب ويستعذب الشعر، ويحبب اللغة العربية للتلاميذ..وكان حين تأتي حصة التربية الإسلامية، ينتهز الفرصة ليهرب من المقرر الجاف، ليحكي لهم قصصا من السيرة العطرة، والصحابة الأطهار، وكذا أخبار المعارك وبطولات المجاهدين الأبرار.

وكنا نحن الذكور ننسجم مع قصص المجاهدين، وبطولات الشهداء..

بينما كانت الإناث تذرف الدموع مع الأستاذ شوقا للرسول صلى الله عليه وسلم، أو حزنا على خبر مقتل هذا الصحابي أو ذاك...وكان الأستاذ إذ يرى مدامعهن، يرق حاله ويذرف الدمع أيضا، فلا نصبر نحن، ويجهش الفصل كله بالبكاء.

تلك الأستاذة كانت تخبرنا أن زوجها يحلم أن يصير محاميا، وكانت تقول بحسرة أنه يدعو الله كثيرا ويقوم الليل من أجل تحقيق هذا الحلم...وكثيرا ما طلبت من الدعاء لزوجها وأب أولادها..

وكان هو حين يتذكر أنه يفشل فء مسابقات المحاماة لمدة تزيد عن خمسة عشر عاما، تخنقه العبرات، على تلك الغصة بقلبه..

لقد كانت المحاماة شغفه وحلمه..

وكان الجميع من بعيد أو قريب يعرف ذلك..

في أواخر دراستي بالطور المتوسط...سمعت أنه نجح أخيرا...

فرحت وقتها من قلبي لأجله...

بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ...قال لي أخي مرة هل تذكرين الأستاذ فلان وزوجته؟

فأجبته أن نعم...فمثلهما لا ينسى..

فقال لي أن الأستاذ حين أصبح محاميا طلق زوجته وشتت أطفاله الخمسة، وقضى على بيته السعيد

وهو الآن يعربد في الليل ويأخذ الرشاوى على القضايا الفاسدة في النهار..

نعم، هكذا أصبح ذلك الأستاذ النبيل...

نسأل الله العافية..

كلما تذكر أخي أستاذه وقدوته ذاك، فاضت مآقيه بالدموع..

ليته ما ربح...ليته ما صار محاميا...ليته ما دعا


#شمس_الهمة


الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

باديسية نوفمبرية، سيناريو تركيا وأردوغان؟!

 

باديسية نوفمبرية، سيناريو تركيا وأردوغان؟!

في المسلسل التركي رغم الأحزان، دراما واقعية ممتعة تحكي حقبة حكم العسكر في تركيا، بتفاصيل دقيقة ومشاهد تحاكي أحداثا تاريخية حقيقية، مشاهد وثقت مخططات أهل الباطل وحكت بشاعات الجنرالات العلمانيين الذين حكموا تركيا ردحا من الزمان، كنت أنوي عمل مراجعة طويلة ودقيقة للمسلسل لأنه فعلا يستحق، لكن ظروف ما جعلتني أؤجل الأمر في كل مرة.
لكن اليوم سأتكلم عن حلقة مميزة وغريبة لفتت انتباهي، وضعت حولها أسئلة عدة في مجموعات التواصل، رغبة في إشباع فضولي، وتقصي تكهناتي حولها، لكن محاولاتي باءت بالفشل..ثم زارتني شقيقتي المتزوجة فسألتها إن كانت قد شاهدت المسلسل بغية سؤالها عن تلك الحلقة...فقالت أنها شاهدت فقط بضع حلقات متفرقة، وأن إحدى الحلقات طرحت لديها تساؤلا وشكا غريبا، فسألتها عن الحلقة ويا للمفاجأة حين وجدتها الحلقة نفسها التي كانت تثير فضولي.
الحلقة باختصار سألخصها بهذا المشهد:
الجنرالات كان لديهم ماريشال قوي اسمه(قدرت كاراي) مشهور ببطشه بالإسلاميين والمتدينين، معروف بعداءه للدين، ويسن قوانين تمنع إظهار شعائر الدين كمنع الحجاب في الجامعات، منع الآذان، محاسبة وتسريح من تثبت عليه تهمة الصلاة *في الأقبية* من ضباط الجيش وووو.
في نهاية مسيرة الماريشال قدرت كاراي، كان الشعب قد استيقظ، وسئم حكم العسكر، وبدأ الإلتزام ينتشر انتشار النار في الهشيم..في أوساط العامة، وكذلك بين ضباط الجيش.
لذلك قرر الجنرالات التضحية بالماريشال (قدرت كاراي)، وقاموا بفضح ممارساته السابقة، وبدأوا عهدا جديدا، قالوا فيه سنقوم بالتضييق على المتدينين في المسجد والشارع والجامعة ثم نبعث لهم (الرجل المنقذ) الذي يدافع عن الحجاب والمحجبات، والصلاة، ووو...فيلتف الشعب حوله...فيصنعون منه بطلا مناضلا ...ثم يزجون به في السجن لبضعة أسابيع أو أشهر كي يظهروا أنه معاد للدولة...وأنه إرهابي رجعي..
بعد أشهر تتم محاكمته، وتكون الأدلة ضده ضعيفة، فيطلقون سراحه..
أثناء تواجده بالسجن...تعرف على المحامي(ابراهيم)، هذا المحامي شخص حر، نبيل وشريف، ومعروف بالتزامه، أمضى كل شبابه وكهولته متنقلا بين السجون وذلك بسبب نضاله ضد العلمانية...
مع اقتراب نهاية المسلسل كانت نهاية الماريشال (قدرت كاراي)، وتم الإفراج عن (البطل المنقذ)، ومن ثم ترأسه لحزب سياسي، فتقليده منصبا مهما.
وكذا تم أخيرا الإفراج عن المحامي ابراهيم...
(البطل المنقذ) طلب مقابلة المحامي ابراهيم كي يقنعه بالعمل معه (لطالما احتمى الذئاب بالوطنيين والشرفاء، وجعلوهم واجهة لأعمالهم)، ودار بينهما هذا الحوار:
- البطل المنقذ: محامي ابراهيم انت انضلمت كتير من الجنرال قدرت كاراي، ومثلما بتعرف انتهى زمن الظلم، انتهى زمن الجنرال (قدرت كاراي) ورح نعيش بتركيا جديدة ويكون المستقبل إلنا....احنا بنتمنى إنك تعمل معنا.
فيجيبه المحامي ابراهيم بوقار ، وبصيغة تهكمية مملوءة بالشك قائلا:
- أنا بحترم كتير الجنرال قدرت كاري، هو على الأقل كان واضح بعداءه لنا...لكن يا خوفي رح نعيش بزمن فيه ذئاب متلبسة بوجهين، ما رح نعرف نكون معها ولا ضدها.وهل هي بتعمل معنا ولا ضدنا.
انتهى المشهد.
سأتكلم هنا عن سبب فضولي حول الحلقة...وسبب تساؤلاتي الكثيرة...
شخصية البطل المنقذ بالمسلسل أداها ممثل بنفس مواصفات أردوغان...نفس الوجه تقريبا، نفس الشارب...نفس الحركات...وحتى نفس النضال....ونفس المنصب الذي تقلده عقب خروجه من السجن..
البطل المنقذ الذي سرق نضال الإسلاميين الشرفاء الحقيقيين...والذي يعمل في العلن على الشعبوية وكسب الجمهور واستغلال العاطفة الدينية...أما في الخفاء فيخطط لعلمانية ناعمة غير مصادمة للجمهور.
وهذا هو الأخطر في الموضوع...تركيا صنعت من قبل بطلا وهميا هو أتاتورك...فهل تعيد الكرة مع أردوغان ونحن في غفلة عن هذا؟!
قرأت مقال الدكتور عبد الكريم الدخين عن أردوغان والعلمانية الناعمة، فقلت أنها ربما محض تحليلات سياسية...ثم شاهدت المسلسل فأكد لي وجهة نظر الدخين.(والله أعلم)
مقال الشيخ عبد الكريم الدخين:
((هو الإشكالية ليست بعلمانية ‍اردوغان التي نستفيد منها وما زلنا ، وليس بنوعية علمانيته وهي الانجلوساكسونية ، ولا بطبيعة تحركاته ومنطلقاته وأهدافه ، المشكلة الكبرى هي في عدم إدراك جماعتنا لعلمانيته وإحسان الظن بها مما يسهل تجذرها داخل المنظومة الإسلامية وهم مازالوا غارقين في عسل الوهم بتدرجه ..

نحن وعينا مشكلة العلمانية لأنها جاءت ومعها أسلحة الاستعمار ، وفرضتها الدول الوظيفية وريثة المستعمر ، ولأنها فرضت بالقوة من قبل عالم نشاهده ينهش من لحمنا ويرتوي من دمائنا ، بينما قبل كثير منا كثير من مضامين الليبرالية لأنها جاءت عبر نافذة الفقهاء أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وجيلهما وتلاميذهم ..
الفرض بالقوة لم ينجح ، بينما الانبثاق من الداخل وعبر مؤسسات الداخل نجح إلى حد كبير ..
وكثير من المفكرين حاليًا يتداولون فرضية الإصلاح من الداخل والإصلاح عندهم العلمنة ، كثير منهم استوعبوا إشكالية رفض العلمنة من العقل الإسلامي ، وبدأوا بالفعل بالتنظير في كيفية إيجاد جذور للعلمنة من داخل المكون الفقهي ، وسيجدون حمير يركبونهم من الفقهاء بلاشك ، وأخشى كل الخشية أن التجربة ال‍اردوغانية التي يطبل لها بعض السذج بكل مافيها ستكون أول درجة يركب عليها العلماني ليصل لظهر الفقيه المغفل))

لست مع شيطنة كل إسلامي على الساحة كما يفعل المداخلة، لكني أبقي عقلي مفتوحا على كامل الاحتمالات، ودائما أحتفظ بنسبة 1٪ للشك.
وقد كتبت مقالا من قبل عن أردوغان منذ سنوات، وطلبت عدم تقديسه أو تجريحه لأن كلا الفعلين مذمومين عندي..
هذا رابط المقال:
(المقال في أول تعليق)

نعود للجزائر والأحداث الأخيرة، قرأت مقالات عدة كتبها مغاربة حول الحادثة الأخيرة، فوجدتني أتفق مع كلامهم...قالوا بأن الجنرالات الذين لم يتورعوا عن قتل شعب كامل في العشرية السوداء وافتعال الإرهاب والهجمات الإرهابية...لن يتورعوا عن قتل جنودهم وإلصاق التهمة بالمغرب...
قالوا بأن لعبة الجنرالات باتت واضحة...تجييش الشعب ضد المغرب...إقناعه بأننا مظلومون...وبأن المغرب التي تطبع مع اليهود تخطط لإفناءنا....اللعب على ورقة معاداة التطبيع والصهيونية...بينما يطبعون تحت الطاولة...وهكذا يتم إلهاء الشعب الذي لم يعد مقتنعا بحيلة الباديسية النوفمبرية....ومنعه من حراك جديد...وإشغاله بالعدو الوهمي(الجارة المغربية)، وبهواجس حرب تلوح في الأفق لا تبقي ولا تذر...

ما جعلني أوافق تلكم المقالات، ما يحدث الآن أمام أعيننا ولكن لا نلاحظه بسبب انشغالنا بالحرب الكلامية مع الجارة المغربية(تسريح ڨايدي من منصبه...ڨايدي الرجل الوطني الشريف الذي قيل أنه يصوم الاثنين والخميس، وبأنه متدين وصادق وأمين...استعمل في البداية رفقة الڨايد صالح...ثم تم التخلص منهما عقب انتهاء المهمة)
وكذا تبرئة الهامل من إحدى التهم الموجهة إليه، في غفلة عنا ودون أن يثير هذان الخبران صدمة أو دهشة أو يسيلا حبرا...

بإسقاط أحداث المسلسل على واقعنا الجزائري فإن نفس السيناريو يحدث أمام أعيننا...انتهى زمن العصابة...وحل محله زمن الباديسية النوفمبرية....استعملوا أشخاصا شرفاء للمهمة....وحين استتب الوضع ألقوا بهم في سلة المهملات...لا وجود لباديسية نوفمبرية...النظام جدد نفسه بنفسه...استعمل شعارات دينية وعاطفية...تظاهر بعداءه لفرنسا والفرنسية...للزواف والعلمانية...لا يرغبون الآن بمصادمة الجمهور...
السياسة الناعمة هي الحل وهي البديل الأمثل...

ملاحظة: المقال تفكير بصوت مسموع وطرح استفهامات، وليس اتهاما مباشرا.

#شمس_الهمة

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

طاعة الزوج:

 

طاعة الزوج:

الوسط الدعوي اليوم يشهد تجاذبات فكرية بين الدعاة والعلماء ما بين مغال ومفرط، ومتمسك بالقديم ومجدد.
ولعل راية التجديد في قضايا المرأة تحملها داعيات فاضلات ونحسبهن كذلك.
وفيهن صنفان: صنف مغاليات يرددن ما يقول به الرجال.
وصنف تجاوزن الغلو إلى التفريط.

حيث خرجت علينا دكتورة فاضلة منذ أيام تطالب بإلغاء حق الطاعة للزوج، وفندت الأحاديث التي دعت إلى ذلك، وقالت أنها إما ضعيفة أو منكرة(ولعلي لا أناقش هذا الأمر لأن له أهله المتخصصون)

وقالت أن الزواج شراكة بين اثنين مختلفين فيزيولوجيا، لذا لا يلزم أن يفرض طرف رأيه على الآخر، لأنه لا يعي تركيبته، ووظيفته التي تختلف عنه تمام الاختلاف.
وقالت أن الاستئذان من الزوج (غير واجب)، ولا دليل صحيح يعضده، ومواقف السيرة تفنده.(انتهى كلام الدكتورة).

***********
فقلت:
أما عن طاعة الزوج واستئذانه في كل كبيرة وصغيرة كما هو الحال عليه في زماننا هذا، فلا أعتقد بها.
بحيث يتم إلغاء كيان المرأة كاملا، بعقلها وخياراتها، ورغباتها لتخضع لسلطان زوج مستبد يجعلها تذوب في شخصه، وتتماهى مع قرارته.
وكثيرا ما نشاهد في واقع حياتنا اليوم، أزواجا غير أكفاء، وأقل ثقافة وعلما من المرأة، يفرضون جاهليتهم على زوجاتهم العاملات والمتعلمات والملتزمات، فكثيرا ما صادفت زوجة عاملة، لا حظ لها من الشراكة الزوجية سوى مرتبها الذي تدفعه كاملا للزوج، أما عن الخروج من غير العمل، فلا يسمح لها بزيارة أرحام ولا صديقات إلا تحت رقابة مشددة، وبإذن تعسفي من الزوج.

ووصل حد الإساءة للقوامة إلى منع المرأة من المباحات، فتجد الرجل يفتش هاتف الزوجة ويطلب كلمة المرور لحسابها على الفيس، وبعضهم يمنع عنها الهاتف والفيس في حين يتمتع هو بكل تلك الأمور دون قيد أو شرط.

ولعله إلى زمن قريب لم يكن موجودا هذا التشدد والتنطع على النساء، فكان لهن مملكتهن الخاصة التي لا يحق للرجال ولوجها، فترى مثلا في مسلسل باب الحارة، حين وجود خطب ما أو طارئ لا تستأذن المرأة زوجها، بل تقول لابنتها أو جارتها(ارتدي ملاءتك واتبعيني)، وتوصي أحدا ما بإبلاغ الزوج عن مكانها في حال غيابها، ولا يعترض الزوج، ولا يغضب، ولا يتم استعمال الحديث الشريف(أيما امرأة خرجت من دون اذن وليها، تلعنها الملائكة حتى ترجع) كسوط لجلد أخلاقها.
ولا يقتصر خروجهن من دون اذن على الأمور الطارئة والضرورية، بل حتى الأمور المباحة، فللسوريات مثلا عادة تسمى(الصباحية) تقضي بالتقاء الجارات عند واحدة منهن لتبادل الأفكار التربوية ومناقشة الكتب، وترديد الأذكار، وحين سألتهن عن موقف الزوج من هذا الأمر، قيل لي أن الأزواج لايعترضون على ذلك لأنها عادة متوارثة، والزوج يثق في زوجته لأنها مع رفقة مأمونة.
وأعرف في واقعي ومحيطي كثيرا من الأسر غير الملتزمة التي تنتهج فيها النساء هذا النهج، ولا يغضب الزوج، فخالتي مثلا تخرج من غير اذن زوجها إذا سمعت خبر وفاة أحد ما، أو قصد زيارة جارة ما، وتعود لبيتها ولا يسمعها زوجها موشحا من الخطب والوعظيات كما يفعل الملتزم-للأسف- لماذا ياترى؟

ببساطة شديدة، لأن أولئك النسوة متفاهمات مع أزواجهم، وأخذن ثقة خولت لهن إذنا مسبقا ودائما.
لكنهن طبعا يستأذن أزواجهن في أمور أخرى، وتختلف استجابة الزوج كل مرة ولا ينزعجن من ذلك.

وهذا الأمر نجده في السيرة ومواقف الصحابيات، فكن تارة يستأذن أزواجهن، وتارة يتصرفن بما يمليه عليهن الموقف، ولم نجد هذا التعقيد والتقعيد الذي طبع علاقاتنا اليوم.

نعم زماننا تغير، والمرأة تغيرت، ونحن بحاجة ماسة لمراجعات فكرية وتجديد لمفاهيم متكلسة، وتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة، ونفض الشوائب التي علقت بالدين لقرون وهي ليست منه.
وأعتبر هذه المرحلة ضرورية ومؤقتة، ولا أنادي بمعارك بين النساء والرجال، بل أدعو للاحتكام إلى الشرع الحنيف، والتكامل لبناء الأمة.

" لكن أرى  بعض الدعوات تضغط على الجرح أكثر من اللازم وهذا قد يؤدي لاتساع الجرح بدالا من التئامه.
فمع وجود النساء المظلومات المسلوبات الحقوق هناك منهن من لا ترعى حقا ولا عرفا، وكما أن هناك من تنتظر كلمة انصاف لتعرف حقوقها، هناك من تنتظر أي مسوغ لتتمادى في غيها. وليس من العدل مقابلة الافراط بالتفريط. والحياة الزوجيه يجب أن يكون أساسها التفاهم والاحسان وبنفس الوقت مؤسسة الزواج تحتاج لادارة، والسفينة لا تمشي مطمئنة بربانيين . لذلك كانت قوامة الرجل والحض على طاعته فيما يلزم مصلحة هذه المؤسسة لا على العموم والاطلاق، صحيح أن الكثير من الرجال استخدم هذه الطاعة على هواه ولكن هذا لا يبرر نسف مبدأها.ولكن بنفس الوقت أن ننبه من التفريط. فأصحاب المعرفة والخبرة والإنصاف يعلمون أنه كثيرا ما تحول المظلوم إلى ظالم ، وهذا ما لن يفيد أي منا إذا كان سعينا لنصرة ديننا وخير مجتمعاتنا.

فالزوجان يعيشان معا ويديران نفس البيت واختلاف المهام والتركيبة لا ينافي امكانية الادارة، وهناك الكثير من القرارات داخل البيت التي يجب ان تُتخذ كرأي واحد. وان كان الأمر حربا بين الجنسين، فإننا سنحتاج الى كتب لتفصيل مهام وخصوصيات كل طرف وسينقسم البيت الى غرفتي عمليات الاولى بيد الزوج والثانية بيد الزوجة . إن معظم المؤسسات فيها من العناصر والتركبيات المختلفة ما يفوق مؤسسة الزواج ولكنها مع ذلك تبقى تحت ادارة واحدة ، المؤسسات والشركات الهامة المحترمة لها مجلس ادارة وللمجلس رئيس . وأنا أرى البيت بنفس الطريقة المرأة شريك مهم وبنسبة النصف تقريبا في مجلس الادارة لكن للرجل الرئاسة بالدرجة التي أعطاها الله له . وهذا أبدا لا يسمح له طبعا بالتسلط على شريكته ولا التدخل بمسؤولياتها ولا التحكم في مسؤوليتها الأخرى خارج اطار الزوجية. وعند حدوث هذا يفترض الرجوع لمرجعية مراقبة أعلى من كليهما، كما في تفاصيل حل النزاعات الزوجية، لذلك لا أتفق مع نفي الطاعة نهائيا.
ولا أتفق طبعا مع من ينادين بإلغاء القوامة أو طاعة الزوج، فباعتقادي أن سوء تطبيق النظرية من البعض لا يعني فساد النظرية."

#شمس_الهمة
الكلام الأخير بين قوسين منقول بتصرف يسير

للترفيه

 للترفيه:


على مواقع التواصل رسمت لي الصديقات صورة معينة، فأسبغوا علي القوة والذكاء والجدية، بينما لا يعرفون حقيقة أنها أكثر ثلاث صفات لا أتمتع بها، بل أتصف بنقيضها، انما نحن نكتب عن الأمور التي تنقصنا.


أما المحيطون بي في الواقع، فلي معهم ذكريات ومواقف (تفشل)، كما يقول اخواننا بالخليج.


فغير بعيد كنت حين يشاهد أبي واخوتي مقابلة في كرة القدم، وأراهم في قمة الحماسة والانفعال، أندس بينهم في الصالون لإلقاء نظرة، ثم أقوم بالتشجيع على طريقتي، فأهتف(gooooooal) حين يقوم أصحاب البدلة الزرقاء بإحراز الهدف.

لأستفز غضب اخوتي الذين لا يكتفون بنعتي بأوصاف لا تنبغي(بلهاء، غبية، حركية)، ولسان حالهم يقول: لماذا تشجعين الأعداء، والخصوم؟

أستفسر ببلاهة: أليس هو ذاك منتخبنا؟

فيجيبونني بحنق: أن اللون الأخضر لبدلة منتخبنا مأخوذ من ألوان العلم الوطني، وأن هذه معلومة لا تغيب عن طفل صغير.

أغمغم أنا بيني وبين نفسي( لكنها بدلة غير جميلة، ولونها حشيشي غير مناسب)، ماذنبي أنا إن كان القائمون على الفريق لا يتمتعون بحس الجمال.


ولتصحيح زلتي تلك، أقوم بطرح سؤال آخر، لماذا تخلى مورينيو وغوارديولا عن تدريب منتخب البرتغال والأرجنتين، ودعم كريستيانو وميسي، أويعتزلون التدريب في هذا الوقت الحرج بالذات؟


لأفاجأ بردة فعل غاضبة من اخوتي على طريقة أبي جهل وسادات قريش قائلين(فارقي مجلسنا هذا)

ليس هذا فحسب، بل يقومون برميي بالوسائد، وكل ما يصل إلى أيديهم، لطردي من الصالون.

لست مخطئة حين خمنت أن الذكورية والجاهلية تعود بقوة، هؤلاء يكرهون البنات من دون سبب.


ومن ذكريات المونديال أيضا، سؤال عبقري لم يدر بخلد أحد من أمة العرب، سألته  لوالدي قائلة: لو اجتمع منتخب(زيدان) فرنسا، مع المنتخب الجزائري، فمن سنشجع وقتها يا أبي؟

لينزع والدي نظارتيه، ويحملق بتعجب قائلا: اغربي عن وجهي!!

- (عجبا ما تراه أغضب والدي، إن مزاجه لسيء اليوم)، ثم أشغل خاصية المحقق كونان النائمة لدي، وأوعز السبب إلى مشكلة عويصة يخفيها عنا والدي.


أما حكايتي مع الرياضيات والأرقام فقصة بغض لا تنتهي، فلازلت إلى يوم الناس هذا أستعمل أصابعي في العد، وتسبب لي الأرقام والمعادلات الدوار، وتلقبني أختاي بلقب(london Tibton)، وهو اسم لبطلة مسلسل أمريكي معروفة بالغباء.

ولازلت أعجز عن قراءة فواتير الماء والكهرباء، وكل مرة يضحك فيها والدي من ذلك ثم يقول مقولته الشهيرة عني( النقاط والمعدلات المرتفعة التي كنت تتحصلين عليها، كانت صدقة من الأساتذة عليك).

لا أدري لم علي معرفة الأصفار، وحل المعادلات، ولم يسمى غبيا من لا يجيد الرياضيات؟

لقد ضاع عمري وأنا أحاول حل المعادلات الرياضية، فما زادني ذلك إلا ضياعا.


أما عن المواقف الشجاعة فلا يتذكر الأهل عنك سوى (المواقف البايخة).

من ذلك أنني كنت أعد نفسي فتاة شجاعة، وأتخيل دوما سيناريوهات مرعبة أكون فيها دوما البطلة والمنقذة التي يشيد بها الجميع، غير أني اكتشفت ذاتي الحقيقية في أول موقف تعرضت له، فقد كنت برفقة والدي (الذي كان مريضا وضعيفا وقتها) في وسط المدينة، حين برز مختل عقلي وأشهر السلاح الأبيض في وجه والدي، لكني لن أخبركم بما حدث، وكيف تصرفت يومها، لأني لا أتذكر شيئا، فقد تعرضت لإغماءة فورية، خذلت فيها والدي في أحلك موقف تعرض له.


أما الموقف الآخر، فحين تعرضت ابنة خالي (طفلة بعمر الخمس سنوات) لحادثة شجت رأسها، فطفق الدم ينز بغزارة من جبينها، و أحاط بها الجميع فوجدوها تضحك ببراءة، وأنا ملقاة على الأرض بجانبها بسبب إغماءة تعرضت لها بفعل رؤيتي للدماء.


ومع ذلك أرفض أن أنعت بالجبن، فلدى كل الكائنات سلاح أودعه الله، يظهر وقت الحاجة، وقد قرأت فيما قرأت أن هنالك حيوانا في استراليا (يسمى البوسوم)، يتعرض للاغماء بسبب الخوف كلما تعرض لموقف خطير، فيظن المفترس أنه ميت فلا يقربه.

لذا لا زلت أعتقد أن لدي شجاعة عنترة، وستظهر حتما في الأوقات الصعبة.🙈


أما عن ذاكرتي التصويرية، فمنعدمة تماما، لا يمكنني المشي في الشوارع بمفردي، وإذا ولجت مبنى ما فإني أنسى الباب الذي دخلت منه حتى أسأل.

لذلك لا يسمح والداي بخروجي دون رفقة أحد من اخوتي الشباب، ويضطر هؤلاء لمرافقتي دوما كما يرافق معتز أخواته في باب الحارة، ويجعلون بيني وبينهم مسافة تكفي لاختطافي دون أن يشعر مرافقي بذلك.

ناهيك أنني لا أهاب الأخطار المتوقعة كما أهاب أصغر اخوتي فلإخوتي شخصية ذات قوة وهيبة، وعنفوان، ناهيك أنهم شديدو الغيرة، لذلك أجد نفسي منصاعة تماما ومنساقة لهم، مثل نعجة صغيرة تتعلم المشي خلف أمها.


أما عن الجدية فحدثتني أكثر من فتاة أنها كانت تراني فتاة جادة، مهابة الجانب، وترددت كثيرا قبل محادثتي خوفا من ردة فعلي.

والصراحة أني عكس ذلك تماما، وأرتعب لدرجة الرعب من نمط الشخصيات الجادة الوقورة، وأهابها وأحترمها، غير أني أمقت نصفهم الآخر بسبب قسوتهم، وغلظة طبعهم.

وأكثر أوقاتي أقضيها في اللعب مع الأطفال ومحادثتهم.



وبعد كل هذا أقول( لم لا يدرك المحيطون بي عبقريتي المتقدة؟)


#شمس_الهمة






زاوية حدية:

 زاوية حدية:


عندما نشرت الدكتورة عابدة منشورا عن استنكارها لعادة تكنية النساء بدل مناداة المرأة باسمها، في بعض البلدان العربية، بسبب الخجل باسم المرأة والاحتكام إلى العادات البالية والتقاليد، تهجم عليها الوسط الدعوي بشراسة وكأنها نطقت بالكفر بالبواح، واتهموها بالنسوية، ونشروا مقالتها تلك على أوسع نطاق، مع أن المسألة لا تستدعي كل ذلك اللغط، والجدال. فمسألة إخفاء اسم المرأة وتكنيتها بدلا من ذكر اسمها، عادة منتشرة بعدة بلدان عربية كالأردن، والسعودية والخليج، (في الجزائر لا نشكو من هذا والحمد لله، لكن هناك اتجاه نحو هذا الأمر) لاعتقاد الناس أنه من الغيرة والشهامة والدين.

والمعيار الذي اتبعته الدكتورة في  المقارنة هو معيار السلف والصحابيات -رضوان الله عليهن- فلو أن تكنية النساء كانت الأصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لما وصلتنا أسماء الصحابيات وأمهات المؤمنين( خديجة، عائشة، سمية ....).

فهل هاته المسألة تستدعي كل ذلك التجهم والاتهام؟ لا طبعا.


لكن عودة لمواقف الدكتورة عابدة مؤخرا نجدها صارت تطالب بإلغاء حق الطاعة للزوج، وكذا الاستئذان وقالت أن كل أحاديث الطاعة ضعيفة ومنكرة( وهي مصيبة جزئيا في هذا، ولعلي لا أخوض في الأمر فله أهله المتخصصين).

وقالت أن الزواج شراكة بين الزوجين ولا يجب أن يكون هناك رئيس ومرؤوس.

وأحد فيديوهاتها كان جل كلامها تضع الرجل كمعيار وتقارن بينه وبين المرأة(ليه هو بيحقلو، والمرأة ما بيحقلها؟)

لماذا تغير خطاب الدكتورة وجاوز الاعتدال إلى التفريط؟

هاهنا مشكلة كبيرة ومعقدة

لأن الوسط الدعوي صار يرفض المجددين، بالتهجم وإساءة الظنون والاتهام بالنسوية، والندية في الطرح، وكذا عدم اعترافهم بالحق وعدم انصافهم ورغبتهم ببقاء المرأة في الوضع التقليدي.

وأمام هذا الوضع، تزيد حدة الاحساس بالظلم وعدم الانصاف مما يؤدي إلى التطرف في الطرح إلى طرف النقيض


وللأسف الشديد جل الوسط الدعوي يرحم ويتعاطف ويبرر للمتشدد ويحسن الظن به ولا يحسن الظن بالطرف الآخر .

والغلو هو الذي سبب التمييع وهو الذي يسبب الإلحاد

الغلو أشد سوءا

وقد قال عليه الصلاة والسلام (هلك المتنطعون) ثلاثا

بسببهم ضاع الدين


((لا يلوم أحد أولئك الذين يدافعون عن الدين، حتى لو كانوا قد فهموا ما قيل بالمقلوب، فهناك دوما نية ناصعة البياض في قلوبهم، ستبرر لهم كل ما يفعلونه، حتى لو بلغ الشتم والإساءة والخوض في الأعراض)). اقتباس


التعسف في استخدام الحق الشرعي من قبل الرجال في تعاملهم مع المرأة(أما أو زوجة، أو اختا) 

والتترس خلف الفقه، وفتاوى العلماء الذين يقفون معهم ضد المرأة دون فهم عقلية المجتمعات وظروفها وأحوالها هو ما يسبب موجة التمرد النسوي.


- الزواج المبكر أو زواج الصغيرات حلال مثلا، لكن يتم استخدام هذا الحق في مصر والأردن ودول عربية أخرى لبيع بناتهن بعجائز وشيوخ في السبعين وابنته لا تزال طفلة في عمر 13. 

- ‏الجزئية في حديث (وصلاتها في بيتها خير) يستعملها الرجال لمنع النساء من الصلاة في المسجد.

- ‏التعدد حلال لكن يستخدمه رجال اليوم استخداما مشينا.

-وقضايا أخرى كثيرة.


لذا تجد النساء أنفسهن محاصرات بتعسف الرجل، ووقوف الفقه إلى جانبه عن طريق فتاوى العلماء، ولا تعرف كيف تأخذ حقوقها، ولا إلى من تشتكي الظلم الواقع عليها، مما حذا ببعض الداعيات إلى محاولة نقض أصل تلك الحقوق.


وأمور أخرى تزيد الطين بلة كوقوف المرأة ضد المرأة بغية إرضاء الرجل، والندية تكون بالهجوم اللاذع والانتقاد الشديد وإساءة الظنون

وعدم إنصاف المظلوم من قبل الدعاة والعلماء يعمق الهوة بين المتحاورين فيتخذ كل واحد طرف النقيض.

تغييب نصوص على حساب نصوص أخرى خدمة للهوى والتقاليد مما يفاقم موجة النسوية ويذكيها أكثر.


والحل هو طاولة حوار هادئ تضم العلماء والدعاة المحافظين والمجددين، والإعتراف بالخطأ والإنصاف، حينها فقط سيلتقي جميع الأطراف في نقطة الوسط، والحق المبين.


#شمس_الهمة



العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...