الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

تجربتي بين المدارس الشرعية الإلكترونية، والفروق بينها:

 

تجربتي بين المدارس الشرعية الإلكترونية، والفروق بينها:

بدايتي في هذا الطريق كان فضلا من الله وحده، الذي ساق لي فتاة جميلة هي صديقتي الغالية فطوم(فاطمة الزهراء بوعكاز)، التي كانت تقرأ كتاباتي وحدث أن نبهتني لصقل موهبتي وإلجام قلمي بلجام الشرع، وحبذا طلب العلم الشرعي ليعينني ويوجهني في مسار الكتابة، فجزاها الله عني خير الجزاء، فالفضل لله ثم لجمال كلماتها التي ساقتني للبحث وكل حرف فيه خير أكتبه في ميزان حسناتها بإذن الله، وكل حرف عكس ذلك فهو من شر نفسي وشر الشيطان.

تعرفت في البداية على منصة طالب العلم الشرعي التي يديرها الشيخ محمد بن شمس الدين، أما الدروس فيقدمها ثلة من المشايخ الرائعين كالشيخ مصطفى العدوي، الشيخ المنجد، والشيخ حسن  البخاري، الشيخ الفوزان والشيخ الخضير، وكذا الدكتور سليمان العيوني.
والشيء الجميل أن المحاضرات هي دروس مسجلة أقيمت في مساجد وجامعات تضم الشيخ المحاضر والطلبة من حوله، فتحس وكأنك معهم في مجلس تحفه الملائكة.
في المنصة دورات غير مرتبطة بتوقيت معين، يمكنك مثلا دراسة الآجرومية منفردة أو البيقونية أو أي فن ترغب به، وحين تنهي الدورة تجتاز الامتحان وتتحصل على شهادة باجتياز الدورة.

أما التأصيل المنهجي فأربع سنوات، المرحلة الأولى سنتين، والثانية سنتين.
الدروس يومية والامتحانات كل أسبوع.
*إيجابيات المنصة:
- المشايخ في قمة الروعة.
- ‏اعتمادهم الطريقة القديمة في التدريس عن طريق حفظ المتون، وهذا أكثر شيء راقني ولا تجده في منصة أخرى، فالعلم الذي تدرسه، لن تنساه لاعتمادهم مقرر الحفظ الإلزامي للمتون كمتن البيقونية مثلا قمة الروعة.
*سلبيات المنصة:
- المشكلات التقنية التي حرمتني الدخول إلى الموقع وبالتالي حرماني من الشهادة النهائية. ومن اتمام المرحلة الثانية..
- ‏الامتحانات الأسبوعية مناسبة للبعض وغير مناسبة لآخرين بسبب الضغط المستمر، وإلزامية النت كل أسبوع، وحرمانك من السفر نهاية الأسبوع لأن الاختبارات لا تؤجل عادة.

2) بعدها انتقلت لمنصة زادي، أخذت دورات في مجالات مختلفة، لكن السلبية في منصة زادي اعتمادهم الرأي الواحد وإهمالهم آراء المذاهب الأخرى.

3) ‏أكاديمية زاد:
‏إيجابياتها:
ما يميز أكاديمية زاد روعة التنسيق، أما التنظيم فمستوى عال جدا، جودة الفيديوهات، الجرافيك احترافي، الألوان ...
الكتب، الفيديوهات مرئية ومسموعة وتتوفر تفريغات كاملة عنها لمن لا يحب السماع أو المشاهدة.
الاختبارات عقب نهاية كل أسبوع.
الدروس منظمة ومبوبة في موقع رائع ومتقن جداا.
المحاضرات موجودة على قناة تلفزيونية بنفس اسم الأكاديمية.
سلبيات الأكاديمية:
- الدراسة جافة وغير محفزة، على طريقة الدراسة بالمدارس الحكومية(هكذا أحسست).
- ‏الاعتماد على الرأي الواحد(الفقه الحنبلي)، مع إقصاء لآراء المذاهب الأخرى، ويخيل للدارس أن الأحكام قطعية، ولا وجود لمسائل خلافية.
وهذا الأمر برأيي الشخصي سلبي جدا، فتربية الأجيال على القول الواحد يخلق مجتمعات لا تقبل الاختلاف أو الرأي الآخر.
فالمجتمعات لدينا نشأت منذ فترة طويلة على فكرة الاتفاق، والائتلاف والقول الواحد ردحا من الزمان، واطلاعهم على وجود رأي مغاير هو صدمة قوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
و لايمكن للتجديد الذي هو من سمات هذا الدين أن يؤتي ثمرته في ظل الالتزام بالقول الواحد.
- طريقة التدريس جافة وجامدة ذلك أن المحاضرات هي بث تلفزيوني مسجل لا يوجد فيه حضور ولا تفاعل، تجعل الكلمات لا تصل إلى القلوب والعقول.
- ‏
4)أكاديمية صناعة المحاور:
رائعة وفيها جهد مبذول، لكن شخصيا لا تجتذبني المسائل العلمية وقضايا الإلحاد ولا تستهويني.
وهذا رأي شخصي. ومع ذلك لم أعدم الاستفادة.
لكن هنالك من الصديقات من قالت أن الأكاديمية ودروسها أخذت بلبها وراقتها إلى أبعد حد.
لذلك لا يعول على آراء الناس وانطباعاتهم غالبا، والأفضل للمرء خوض التجارب بنفسه ليقرر وحده.

5) البناء المنهجي:
مع تنقلي الكثير بين الكتب والمدارس الشرعية إلا أنني أحسست أني ما استطعت إيجاد طرف الخيط وتهت أكثر بينها.
لكن دراستي مؤخرا بأكاديمية البناء المنهجي، أمدتني بطرف الخيط لكل علم وفن.(خصوصا دروس المرحلة الأولى* المداخل لكل علم وفن*).

إيجابيات البناء:
- تنقلي بين المدارس الشرعية، انهماكي بين الكتب، وتخصيص ورد لكل فن طيلة خمس سنوات جعل مني مجرد روبوت يعب الدروس والمقررات وينهل من مختلف العلوم ولا يشبع، لدرجة جعلتني أقضي اليوم كله في الطلب ولا أقطع يومي إلا لصلاة أو أكل أو أشغال المنزل الواجبة.
وبعد مضي خمس سنوات، أدركت أخيرا أني أصبحت شخصا جافا بلا عاطفة ولا إحساس، والأخطر في الموضوع تصلب المشاعر وقسوة القلب.
افتقدت نفسي القديمة، افتقدت الخشوع وحياة القلب، وافتقدت الدموع.
دخلت لعزلة قسرية، سألت وبحثت ولم أعثر على تشخيص لحالتي، ولا دواء لعلتي.
حتى التحقت بالبناء، فكان لدروس التزكية أثر على عودة الحياة لقلبي من جديد، وهنا أدركت الميزة التي تجعل الفرق واسعا والبون شاسعا بين أكاديمية البناء وغيرها من المنصات.
- الأمر الثاني الذي أخذ بلبي حين التحقت بالبناء أنني كنت ولازلت أعتقد أننا نعيش غربة في التأصيل الفكري وأن غالبية الجيل السابق من الملتزمين عاطفي مع الأصول، لكنه يفتقر إلى المنهج والرؤية على المستوى الفكري.
لكن يا لسعدي وحظي حين علمت أن أكاديمية البناء تسعى لمحو الأمية الفكرية لدى الملتزمين، ويضم برنامجها جرعة فكرية ممتازة بحيث يزاوجون بين العلوم الشرعية والكتب الفكرية التي تساعد في فهم الواقع.وهذا برأيي السبب الذي استقطب عددا كبيرا من الشباب، حيث وجدوا فيه ضالتهم أخيرا.
- المشايخ في البناء قمة وهم من جيل الشباب ويفهمون على الشباب، والأقدر على تفهم مشكلات الواقع
الشيخ أحمد السيد، الشيخ عبد الله العجيري، الشيخ سلطان العميري ...وإن كنت لم تستفد شيئا من البناء فمعرفة هؤلاء القامات وحدها تكفي.
- وأحلى شيء في البناء مشروع حفظ القرآن كاملا لمن أراد خلال أربع سنوات.

سلبيات البناء:
- الدروس غير مبوبة في موقع، وتنزل تباعا على قناة التلغرام، وهذا أربكني في البداية ثم اعتدت عليه
ولو أن فكرة التنظيم والتبويب في موقع أفضل برأيي وهو ما تم مؤخرا لكن مع الإبقاء على الاعتماد على قناة التلغرام.
- مقرر الحفظ غير موجود، وحبذا لو أضافوا طريقة المتون لتساعد بترسيخ الدروس.(مقترح شخصي).

ختاما:
هذه كل الأمور التي تذكرتها، وقد غاب عني بعضها ونسيته مع الأيام.
وما كتبته هو رأي واجتهاد شخصي لا يعني أبدا التزهيد في موقع دون آخر.
والسعي لطلب العلم الشرعي بغية رفع الجهل عن أنفسنا هو سبيل الجنة.
وتذكروا قول رَسُول اللَّهِ ﷺ(( منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِر))ٍ.
- أتمنى تصويبكم إن أخطأت، وآرائكم وتجاربكم أيضا.

#شمس_الهمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...