طلب العلم وقسوة القلب💔:
قال العلماء قسوة القلب بكثرة الطلب، فالعلم يقسي القلب والتزكية تلينه.
ولهذا ينبغي التتلمذ على يد شيخ يجمع بين الخصلتين، فيزكي ويعلم.
ويقول ابن الجوزي– رحمه الله-:(تأملت العلم والميل إليه، والتشاغل به؛ فإذا هو يقوي القلب قوة تميل به إلى نوع قساوة... فإذا تأملت باب المعاملات (يعني الرقائق والمعاملة مع الله)، قل الأمل، ورق القلب، وجاءت الدموع، وطابت المناجاة، وغشيت السكينة، وصرت كأني في مقام المراقبة. إلا أن العلم أفضل، وأقوى حجة، وأعلى رتبة، وإن حدث منه ما شكوت منه. والمعاملة وإن كثرت الفوائد التي أشرت إليها منها، فإنها قريبة إلى أحوال الجبان الكسلان، الذي قد اقتنع بصلاح نفسه عن هداية غيره، وانفرد بعزلته عن اجتذاب الخلق إلى ربهم. فالصواب العكوف على العلم، مع تلذيع النفس بأسباب المرققات تلذيعًا لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم. [صيد الخاطر (ص160)]
وقال أيضا: (وعلى قدر انتفاعك بالعلم ينتفع السماعون، ومتى لم يعمل الواعظ بعلمه زلت موعظته عن القلوب، كما يزل الماء عن الحجر، فلا تعظن إلا بنية، ولا تمشين إلا بنية، ولا تأكلن لقمة إلا بنية، ومع مطالعة أخلاق السلف ينكشف لك الأمر). [صيد الخاطر (1 / 512)]
فالعلم كالأرض الطيبة الممتلئة بما حسن من الأشجار، والرقائق والمواعظ، والعبادة سقاؤها، فإذا توقفت عن السقي لم تنتج الثمرة، وذبلت تلك الأشجار النضرة.
فاللهم أحي قلوبنا بذكرك، وألهمها علما نافعا بجودك ورحمتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق