عن الحسابات والمواقع المجهولة:
في الغالب لا أتابع إلا الدعاة والمشايخ الثقات، لكن في بعض الأحيان أجد في حسابات مغمورة ما لا أجده عند غيرهم، فأتابع بعض الأسماء أو الحسابات...
وفي العادة لا أنصح بمتابعة حسابات معينة إلا إذا حصل لي متابعتها فترة غير يسيرة، خولت لي الثقة شبه المطلقة بصاحب الحساب.مع أن القاعدة تقول (أن الحي لا تؤتمن فتنته).
ولدي عادة أخرى أيضا أنني أتابع بعضهم، ممن يملك ملكة نقدية أو فنية، فأنتقي ما يعجبني من الفوائد والمنشورات، ولا أشير لصاحبها إنما أكتفي بوضع منقول، وحين تسألني الفتيات لا أبوح عادة بمصدر المنشور، وذلك لأن الناس تتفاوت في المدارك والعقول، وبعضهم لا يحسن الغربلة.
لكن هنالك بعض الحسابات المشهورة، وجدت لهم متابعين كثر من طلبة علم، دعاة ومشايخ، فتابعتهم على عمى- على خلاف عادتي- وربما نصحت بمتابعتهم، أو اقتبست عنهم، أو شاركت لهم منشورا، فأصبح من يتابعني يفعل ذلك أيضا.
أحد هؤلاء، كانت له آراء دينية ممتازة، ونقاشات عقلية ممتعة، وكان يحظى بمتابعة طلاب الشريعة، فتابعته أنا الأخرى، لكن متابعتي له لم تكن كافية..
وكان مما راقني في منشوراته آراءه المنصفة في قضايا المرأة(فنصحت به أحدهم إذ سألني عن أسماء بعض المعتدلين في تناول قضايا المرأة).
لكن كان ثمة شيء ما يعتمل بداخلي، إحساس غير مريح، وأسئلة كثيرة حول كنه صاحب الحساب، فمعلومات الأخير كانت مجهولة، عدا دراسته بلندن، وإقامته بأبو ظبي، لم يتح لي معرفة تخصصه ولا جنسيته، أجزائري هو؟ أم مصري أم خليجي؟ ولماذا يتابعه الجزائريون وطلبة الشريعة بالخصوص، وهل يعرفونه حق المعرفة؟
ووو....الكثير من الأسئلة.
هذا الأخير ، أعلن مؤخرا في صفحته أنه ترك الإسلام-هكذا ببساطة- وأنه أصبح لا أدريا(اللهم ثبتنا على دينك).
ما أزعجني في الأمر، ليس رحلته الشخصية، ومعاناته ربما، وسعيه في البحث عن الحقيقة، فأنا أتمنى أن يرده الله إليه ردا جميلا...
ما أزعجني وأغضبني أنه أعلن ذلك بلا مواربة، وأنه ذكر أنه سينشر أسباب تركه للإسلام.
هكذا بكل أريحية يريد جر شباب المسلمين ليقعوا في شرك الإلحاد والعياذ بالله.
الصفحة الأخرى التي شاركت منها عدة منشورات، وتابعتها عن عمى أيضا، صفحة فتاة إسبانية جذورها مسلمة كما تقول.
في البداية راقني منشور أو اثنان، ثم تتابعت منشوراتها، فتسرب الشك إلى قلبي عن كنه صاحبها الحقيقي.
لم يستسغ عقلي تلك الطلاقة في التعبير، والانسيابية في الكلام، لمن ادعت أنها تعلمت العربية مؤخرا فقط، بينما هي تتقنها أفضل مني ومنك.
ولم أهضم فكرة أنها تعرف كل شاردة وواردة عن الثقافة المتوسطية عموما، الجزائر، تونس، موريتانيا، المغرب وحتى مصر.
معلومات دقيقة تذكرها صاحبة الصفحة، وأسماء حوادث وشخصيات أيضا...وحتى أسماء الكتاب والروائيين.
لدرجة تظن معها أن عملا مؤسساتيا كاملا يقف وراءها، لا شخص واحد.
الأمر الآخر صورتها الشخصية، فذات مرة وضعت صورة زيتية لما تقول أنها صورتها الحقيقية، وأن أحد الفنانين قام برسمها.
لكن سيلا كبيرا من التعليقات أتى بمصدر الصورة، وأنه مجسم للعبة مشهورة، وليس صورتها الشخصية.
ورغم ذلك صدقها جل المتابعين، واعتبروا هؤلاء شرذمة أطفال غيورين.
الأمر الرابع أنها تتشدق بالإسلام والعروبة، والحجاب ووو...غير أنها لا ترتديه(طبعا هذا أقل الأسباب التي تدفعني للشك بذلك الحساب، فقد تكون ظروف معيشتها في الغرب سبب ذلك)
لست أسيء الظن بالمسلمين، فالأصل هو حسن الظن، ولا أتهم دينهم وأمانتهم، إنما بعض الحسابات والمواقع المجهولة مشبوهة وينبغي الحذر منها، والفطنة هنا واجبة.
وقد علمتنا الأيام أن حقول الدعوة والثورة والجهاد والسياسة، وعلاقتها بمواقع التواصل من قبيل(إنه فخ يا جورج!!)
فأي موقع أو حساب ليس بالاسم الصريح، والصورة الحقيقية، فالموقع أو الحساب فيه مافيه من الشبهة
والاختراق، وقد لا يكون عملا فرديا بل مؤسساتيا.
عمل مؤسساتي يخطط للمدى البعيد، بحيث يعمل في البداية على استمالة الجمهور، ويتأنى في ذلك، ويأخذ وقتا، وبعدها وبدون سابق إنذار يتخذ موقفا صادما كالتطبيع، أو الكفر، أو التمييع لأحكام الله أو غيرها من الأمور.
{ وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
فأهل الكتاب كانوا يأمرون أتباعهم بأن يؤمنوا أول النهار ثم يرتدوا آخره وهي طريقة ماكرة لئيمة وأن اظهارهم للإسلام ثم الرجوع عنه يوقع بعض ضعاف النفوس في بلبلة واضطراب ويفتن حديثي العهد بالإسلام وبخاصة العرب الأميين الذين كانوا يظنون أن أهل الكتاب أعرف منهم بطبيعة الديانات والكتب، فإذا رأوهم يؤمنون ثم يرتدون حسبوا أنهم ارتدوا بسبب اطلاعهم على خبيئة ونقص في الدين.
وهذه الخدعة لا تزال تتخذ إلى يومنا هذا في شتى الصور وشتى الأجيال وكل ذلك لفتنة المؤمنين.
لذا أهيب بالمتابعين، أن لا يقدسوا الأشخاص، وأن ينتبهوا عمن يأخذون دينهم.
هذا والله أعلم.
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.
#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق