للكاتبات ذوات الحرف الباذخ:
النصوص والخواطر والأفكار التي أكتبها بصفحتي، أكتبها على عجالة، بدون تحضير، بدون تنسيق ولا تنميق، ولا حسن صياغة.
وذلك مرده إلى أسباب كثيرة، أولها ضيق وقتي وتزاحم المسؤوليات والأشغال، التي تحرمني التركيز الجيد، وفسحة من التفكير الهادئ، مما يحرم قلمي الكثير من الانضباط والتدقيق وحسن الصياغة.
وثانيها أن حروفي هزيلة، ولا تؤدي المعاني المطلوبة كما أريد وأرغب.
أكتب فقط لأن قوة داخلية تدفعني لذلك، فأتخفف هنا من وطأة الأفكار، وكذا أرغب بإيصال رسائل من وراءها.
وأرغب إن كانت الأفكار صالحة أن يتم تبنيها والعمل بها.
لذلك لا أنزعج ولا ألتفت لما يقال أنه سرقة الأفكار.
من راقتها فكرة أو مقال وقامت بإعادة صياغته بحروفها الباذخة، فجعلت منها نصا فخما مفعما بالجمال، فلتفعل، بل سيسعدني ذلك جداا.
ولا يهمني هنا إن اقتبست من مقالي جملة أو اثنتين أو حتى فقرة كاملة.
ولا يزعجني أنها لم تشر إلي في نصها ذاك، فأنا أعتبره نصها لأنه مختلف جدا وإن كانت الفكرة واحدة.
فكلنا نقتبس ونأخذ عمن نقرأ، فكتاباتي هي أفكار لكتاب آخرين.وأفكار هؤلاء نتاج قراءات لآخرين وهكذا.
الدكتور أحمد خيري العمري مثلا اتهم من قبل جزائريين بأنه سرق أفكار مالك بن نبي وأعاد صياغتها بأسلوبه الخاص.
وهو أجاب عن ذلك بأنه متأثر بالمفكر الكبير مالك بن نبي وكذا آخرين.
ومن يقرأ له سيجد اختلافا كبيرا، ولا ينفي هنا وجود فكر مالك بن نبي في طيات نصوصه
وكذا شريعتي وغيرهم...وقد لمست ذلك بنفسي.
لكن شيء معيب جدا أن نقول عن هذا سرقة أفكار.
إنما كما قيل فإن كل مؤلف تقرأ له يترك في عقلك وروحك مسارب وأخاديد.
نحن نتشكل من خلال عملية القراءة.
الأفكار مثل المادة الخام، وأتمنى من كل كاتب أن ينجح في استثمار تلك المادة الخام، وتحويلها لتحفة فنية، أو لوحة خالدة رسمتها ريشة فنان.
#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق