الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

حافظات القرآن والرياء:

 حافظات القرآن والرياء:


في زمن يروج فيه أصحاب الصفحات المليونية كصفحة الشد وغيرها إلى العلاقات والفسق والعري.

انتشر مؤخرا موجة انتقادات شديدة على حافظات كتاب الله اللاتي نشرن صورهن على وسائل التواصل الاجتماعي، مع لهجة غضب وسخط واتهام لنوايا الفتيات والطعن في عفتهن وحيائهن.

علما أن غالبية الصور تكاد تكون بعيدة، وبعضها تظهر صاحبتها نصف وجهها، وبعضها تظهر ظهرها وتخفي وجهها وووو.

استغربت حقيقة موجة الانتقادات من الشباب، ويا عيني على نوعية هؤلاء المنتقدين حين تدخل إلى بروفايلاتهم، تجد العجب العجاب من صور النساء المتبرجات، والفنانين والفنانات وهلم جرا.

ومنشورات أخرى اتهمتهن بالرياء..

وقديما قالوا فيما معناه متى أصبحت الزانية تحاضر في العفاف؟!


والبنات الحافظات لكتاب الله، نواياهم نشر الخير وعدوى الخير وتكثيره.

بناتنا الصغار كي مايشوفوش قدوات ونماذج فتيات ملتزمات منين رح يحبو الدين والالتزام؟

نخلوا الساحة للعرايا والفاسقات؟!

وندخلوا في جحورنا؟

حابين الفتاة المسلمة الملتزمة لا تظهر البتة!!

علاش ؟!

هذا اسمو وأد معاصر، إذ مالفرق بينه وبينه الوأد في الجاهلية؟!

ترون الفتاة عورة وعار لمجرد جنسها؟!

مالكم كيف تحكمون؟!

راها ملتزمة ولابسة حجابها، فأين الخلل؟!

إذا أظهر الصالحون أعمالهم قالوا رياء وسمعة، وإذا أخفوها قالوا ماذا قدم هؤلاء للمجتمع؟!

فما الحيلة فيهم؟!


تخيلوا أني مرة استمعت لواعظ فوجدته يعيب على المنتقبات نشر صورهن على الفيس!!

وقال ايه:

- حاطة وردة على جنب؟

- ‏وبعضهن حاطة حقيبة ظهر!!

- ‏وبعضهن لابسة خمار بنفس لون الحذاء وحقيبة اليد؟!

مينفعش كده يا منتقبات.


وتخيلوا أن دروس أحمد السيد مختلطة ويحضرها نساء، ويظهر ذلك من خلال أسئلتهن في المحاضرات.

وتخيلوا التعليقات(صوت امرأة) ماهكذا عهدناك يا شيخ وهلم جرا.

حتى أنه تحدث عن ذلك في محاضراته سلسلة المرأة.


مجرد مشاركة المرأة بصوتها أو حضورها صار مستهجنا، لماذا صرنا إلى هذا الحال؟

الذي يعتبر المرأة مجرد أداة لإثارة الغرائز ويلغي عقلها وحضورها تماما 

فلم لا يقومون بودأها والسلام؟!


ولله در مالك بن نبي حين شخص الوضع :

((ميز مالك بن نبي بين موقفين متقابلين من قضية المرأة: موقف المتمسكين بإبعاد المرأة عن المجتمع وإبقائها في وضعها التقليدي الذي كرسته التقاليد، وموقف الداعين إلى أن تخرج المرأة في صورة تلفت إليها الغرائز. ورأى أن موقفي هذين الفريقين يصدران عن دافع واحد هو الغريزة. وهذان الموقفان لا يساهمان في حل المشكلة، بل ربما زادا الطين بلة. وإذا كان موقف الداعين إلى التحرر على النمط الغربي واضح الأخطار على المجتمع الإسلامي بسبب ما يؤدي إليه من ترسيخ للتبعية وتبليد للحس الإسلامي وضرب الهوية الخاصة للأمة، فإن الموقف الثاني قد يكون أشد خطرا لأنه يعطي لأعداء الأمة المبررات للخوض في سمعة الإسلام والتشكيك فيه، ويجعل المرأة حين تفكر في الحرية لا تجد أمامها إلا النموذج الغربي الحاضر أمامها.

من أجل ذلك يستبعد مالك هذين الموقفين لأنه "لا أمل لنا أن نجد في آرائهما حلا لمشكلة المرأة"


#شمس_الهمة


معاركي اليومية:

 معاركي اليومية:


خطبنا لأخي فتاة مدخلية، حسناء بهية، تقول للقمر غادر لأجلس مكانك.

كلفت أنا بالمهمة، وحين تجاذبنا أطراف الحديث تبين لي أنها التزمت منذ عام ونيف ومن قبل كانت متبرجة مثلي، صعقت أنا لكلمة متبرجة ورحت أبحث في عباءتي الفضفاضة وخماري عن معنى التبرج، ثم تفقدت وجهي هل وضعت كحلا وحمرة دون أن أدري.

تجاوزت الأمر وسألتها عن مشايخها وعمن تأخذ دينها فقالت أنها مولعة بالمدخلي والرسلان.

ابتلعت ريقي ومسحت حبات العرق عن جبيني، ثم واصلنا تبادل الحديث.

وكان أن حذرتني من جماعة الإخوان المفلسين، قالت يبدو أنك عامية(ونية) ولا تعرفين أصول الاعتقاد وأسماء الفرق، وأن فرقتنا هي الفرقة الناجية وماعداها في النار، وهؤلاء الإخوان مفلسون ضالون مضلون 

وهم الخوارج كلاب أهل النار، وهم أخطر علينا من اليهود والنصارى.

وأن الخروج عن الحاكم حرام، والأولى التقديس والطاعة.

شهقت وشرقت ياسادة وكاد ريقي يسبب لي اختناقة، وصاحت بها والدتها فأسعفوني بالماء.

وليتهم ما أسعفوني، وتركوني لحال سبيلي فالموت أرحم لي مما سمعت ومما صرت أسمع.

وحين هممنا بالخروج قالت لي والدتي "همسا"- ما رأيك بها؟ الفتاة حسناء ممتلئة ترى هل  ستنال إعجاب أخيك.

وكذلك سأل والدي حين ولجت إلى السيارة فقصصت عليه خبرها، فضرب كفا بكف وأخماسا بأسداس ثم قال:(تالله لقد وافق شن طبقة؟!)

ودخلت أنا في غيبوبة، وتمنيت أن تدوم غيبوبتي أمدا طويلا، غير أني استفقت على الحقيقة بعد شهرين....

فقد حصل بينهما القبول، وتم الزفاف.

وبعد شهر العسل زارتنا العروس، وقضت معي يوما كاملا لغياب زوجها لعمل طارئ.

وكعادتي أحب مجالس البنات، انتحيت بها ناحية معزولة تضمنا لوحدنا.

ولأني ساحرة شريرة، أمتلك تأثيرا خفيا على البنات، رحت أحدثها بحديث يشبه السحر، وهي فاغرة فاها، وتنصت باهتمام.

خلال يوم واحد فقط كنت قد عبرت القرون الأربعة عشر، التي تفصل بيننا وبين زمن السلف.

وطفت خلالها بتاريخ الملوك والسلاطين، وسردت لها أسباب اختلاف المسلمين، وكيف نشأت الفرقة في الدين.

وتابعت كلامي وكأنني آلة تسجيل تعيد سرد الوقائع، وترسم الشخوص والأحداث والفجائع.

وحين أنهيت فوجئت بها تسمرت وكأنها تمثال على النيل. وغارت عيناها وسافرتا إلى حيث لا أعلم وفغرت فاها ولم تستطع أن تتكلم.

في الغد زارنا أخي فوجد زوجة غير التي تركها، ومن بين الجميع حدق بي وعيناه تقول:(إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم).

وأشحت بوجهي  ووليت مدبرة فرارا من نظراته التي أحسست أنها اخترقت ظهري.

هل ياترى سيستمر التأثير؟

ولمن ستكون الغلبة؟

وإن كنت أجزم أنه أقوى تأثيرا، لطول مكثه معها من جهة، وللحب الذي تكنه له من جهة أخرى.

فهل ستسألينني يا ماري مجددا عما استجد من أحداث، وعن يوميات أبو عبيدة ومعارك الشيخ جراح؟

وأنا هاهنا أخوض معارك لا يعلم بها إلا الله؟

ولا أعرف كيف أنجو منها، وكيف السبيل إلى الخلاص؟

#شمس_الهمة

الكرة والسياسة: (والإفساد الممنهج):

 



الكرة والسياسة:

(والإفساد الممنهج):


شاهدت فيديو للمدرب الوطني"جمال بلماضي" قال فيه مغضبا، وبالحرف لقد جلبوا لمعسكرنا التدريبي في البليدة *بنات الليل*😨 والمخدرات😱

وقال أن مشاهدة مباراة كرة القدم مستقبلا لن تجتمع عليها العائلة، ففي الماضي كنا نشاهد الأفلام الأجنبية، فإذا ظهرت لقطة رومانسية تفرق شملنا، وفر كل فرد منا إلى وجهة غير معلومة.

وتحدث أيضا أنه عقب كأس أمم إفريقيا السابق(حسبما أتذكر)، تم إشاعة فضيحة أخلاقية على أحد اللاعبين(المولودين بفرنسا أصلا، والذين تعتبر هذه الأمور عندهم عادي في المجتمع الفرنسي المنحل)

قال أنهم قاموا بترويج وإشاعة تلك الفضيحة في وسط مجتمع مسلم ومحافظ هو الجزائر.

وتسائل بذكاء: ما السبب؟ وما الهدف من وراء ذلك كله؟ ولماذا تريدون هدم القيم في المجتمع المسلم؟

وفي فيديو آخر ذكر أنهم جاؤوا إليه بأوامر لإدخال فلان وفلان إلى الفريق، وحين سألهم من قال هذا؟!

أجابوه إنها أوامر ((من الفوق)).

فأجابهم قائلا: الفوق كاين ربي.


*****************


وحدثني أخي الذي يدرس سنته الأولى بجامعة بعيدة، حين سألته لماذا تسافر كل يوم؟ لماذا لا تبيت في السكن الجامعي؟

فقال لي في  السكن الجامعي لا يمكنك النوم، بالإضافة إلى آفات كثيرة كالسكر والعربدة والغناء والموسيقى الصاخبة والمخدرات وهلم جرا.

وحين سألته: هل هذا معقول؟! وأين الرقابة والقانون؟!

أجابني ساخرا (حاميها حراميها)

وقال لي تخيلي أن هنالك غرفة شاغرة في السكن الجامعي، لأشخاص مشبوهين سنهم فوق الثلاثين، ليسوا طلبة، ووظيفتهم الوحيدة هي تشغيل(الدي جي) وإحضار المسكرات لإفساد طلبة الجامعة.

وأخي بفطنته المعهودة قال أنهم مزروعين زرعا في ذلك المكان، وتقدم لهم كل التسهيلات اللازمة

ولا يستبعد أنهم مخابرات وأزلام النظام الحاكم متواجدون خوفا من حراك الشباب المثقف وهدفهم إغراقهم بالمعاصي والمسكرات والبنات وذلك لإلهائهم وتحطيمهم، وتعطيل طاقاتهم.


نحن نعيش زمن "الأخ الأكبر" من رائعة جورج أورويل بحذافيرها.

فهل بعد هذا نقدس الأنظمة الشمولية، ونغلو في الطاعة؟

لست مع الخروج ضد الحكام بأشكاله السابقة المجربة التي جرت علينا الويلات.

ولست مع التقديس وغلاة الطاعة.

ومن أراد الاستزادة يطالع مقال الشيخ فركوس الأخير، فقد أبدع فيه أخيرا وأجاد


#شمس_الهمة


المرأة بين العمل المشروع والطموح:

 المرأة بين العمل المشروع والطموح:


لنفرق هنا بين العمل المتوازن المشروع والطموح المعتدل المقبول، وبين الطموح المرتفع والشغف بالارتقاء:


تعمل المرأة إذا احتاجت للعمل أو احتاج العمل إليها.

1) عمل المرأة المتزوجة(النابغة في مجال معين، والتي يحتاجها المجتمع بشدة)، وقضائها كل تلك الأوقات بعيدا عن زوجها وأطفالها هو مأساة كبرى ولاشك.

لكن الحل لا يكمن أبدا في ابعادها، وحبسها أو ثنيها عما تقوم به، بل الواجب توفير الجو المناسب لعملها، وتوفير من يقوم بالعناية بأطفالها تعليما وتأديبا.

حتى في الجاهلية كانت النسوة يدفعن بفلذات أكبادهن إلى البادية لينشأوا على الفصاحة والأدب، وبعد النظر، والمروءة والنبل والشجاعة.

فهل قال قائل منهم آنذاك لنساء تلك الحقبة أنكن تضيعن الأطفال وتهملنهم؟

ثم لدينا في موروثنا الإسلامي زمن الأمويين والعباسيين ثقافة المؤدب للأطفال، بحيث يعنى بتثقيفهم وتأديبهم بدل الأمهات.

ولعله ظل متعارفا حتى أنك حين تقرأ سيرة الشيخ عبد الحميد بن باديس ستجد أن الأسر يومها كانت تبعث بأبنائها للمؤدب.

فلماذا نستخسر نحن على المسلمات المؤثرات والقائدات ذلك، علما أن مقام المؤدب تقوم به حضانات أطفال معاصرة وراقية جداا وبعضها اسلامي؟!

وأرى أن من واجبنا تجاههن أن نوفر لهن ذلك وندعمهن في مسيرتهن، لا أن نثنيهن عن ذلك.

والأولى النضال من أجل تغيير القوانين الوضعية كي تناسب المرأة والأسرة، لا أن نحارب عمل المرأة كلية.

وفي هذا تقول(آن ماري سلوتر):

في نهاية المطاف، يتعين على المجتمع أن يتغير، وأن يقدّر الخيارات التي تُقدِّم الأسرة على العمل بقدر ما يُقدّر الخيارات التي تُقدِّم العمل على الأسرة، إذا قدّرنا تلك الخيارات بالفعل، فإننا سنُقدّر الناس الذين يتخذونها؛ وإذا قدّرنا الناس الذين يتخذونها، فإننا سنبذل كل ما في وسعنا لتوظيفهم وحمايتهم؛ وإذا فعلنا كل ما في وسعنا للسماح لهم بالجمع بين العمل، والأسرة بالتساوي مع مرور الوقت، فإن الخيارات سوف تصبح أكثر سهولة.


2) الطموح المرتفع والشغف القوي:

هنا هذا الأمر لا يناسب الجنسين، وإذا ناسب الرجل فإنه لا يناسب المرأة بتاتا إلا إذا لم يكن هنالك من يسد ثغرة نقصها.

وقد عرفنا قصصا لدعاة رجال ضيعوا أسرهم وقصروا بحق زوجاتهم.

لكن الضابط هنا هو خوف الله، فالذي لا يستطيع أداء الحقوق يستقيل من مؤسسة الزواج، ويعترف بتقصيره على الأقل.

وكلنا قرأ سير العلماء العزاب كابن تيمية الذي لم يتزوج بسبب شغفه الكبير بالعلم وخوفه من تضييع من يعول.

وشيخنا عبد الحميد بن باديس الذي كان متزوجا، لكنه سرح زوجته سراحا جميلا وتفرغ للدعوة التي أفنى فيها حياته.

ووو....نماذج كثيرة تروي قصص عظماء رفضوا التقصير وتضييع أهلهم، وخوفهم من عدم قدرتهم على أداء حق الزوجة كاملا.


فأيما امرأة كان لها طموح كبير، أو أعباء جسام عرفت من نفسها أنها قد لا تقيم حق الزوج، وقد تضيع الأطفال، فالأفضل لها أن توازن خياراتها فإن كان عملها للإسلام والمسلمين فإن عليها البحث عن زوج متفهم جدا، أو زوج منشغل مثلها ذو همة ورسالة، وإذا انتفت الخيارات فلتقبل بزوج معدد، أو تسمح لزوجها بالتعدد.


المرأة النابغة، العالمة، المفكرة، القائدة، أو الداعية أو...أو.... والتي يحتاجها المجتمع بشدة:

 لن تستطيع القيام بواجبها الكامل مع الزوج نتيجة انشغالاتها الكثيرة، فهل تبقى مع زوجها مقصرة بحقه، أو تقوم بحقه كاملا وتهمل دورها في المجتمع، أم تبقى وحيدة، أم من الأفضل أن تحظى بزوج تقاسمها أخرى اياه.


فعن عباس أن امرأة من خثعم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإني امرأة أيم فإن استطعت وإلا جلست أيما؟ فلما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم بحقوق الزوج عليها، قالت: لا جرم لا أتزوج أبدا.

فهنا لفتة مهمة جداا، ليس كل النساء تستطيع القيام بحق الزوج، فإذا بقيت هكذا امرأة وحيدة، تعبت وتألمت، وإذا بقيت مع الزوج أضحت مقصرة بحقه، والحل هنا إما مفارقته، أو السماح له بالتعدد.


بالتعليق الأول أضع بين أيديكن اقتباسات من مقال مهم جدا أنصح كل فتاة طموحة بالاطلاع عليه ففيه تجارب من سبقن في هذا المجال:


لماذا لا تستطيع النساء الجمع بين الأشياء:

(اعترافات امرأة تأذت من أفكار النسوية)


- إنني أخطو هنا على أرض وعرة، ملغومة بالقوالب النمطية، لكن بعد أعوام من النقاشات والملاحظات، أصبحتُ أؤمن بأن الرجال والنساء يستجيبون بشكل مختلف تماماً، لا أعتقد أن الآباء يحبون أطفالهم بقدر أقل من الأمهات، لكن يبدو أن الرجال أكثر ميلاً إلى اختيار وظيفتهم على حساب عائلاتهم، في حين يبدو أن النساء أكثر ميلاً إلى اختيار عائلاتهن على حساب وظائفهن.


- ‏لا يزال الرجال ملتزمين اجتماعياً باعتقاد أن واجبهم العائلي الأساسي هو أن يكونوا المعيلين؛ بينما تلتزم النساء باعتقاد أن واجبهن العائلي الأساسي هو أن يكن مقدمات الرعاية.


- ‏إذا شعرت النساء بعمق، بأن رفض الترقية التي تنطوي على مزيد من السفر، على سبيل المثال، هو التصرف الصحيح الذي ينبغي القيام به، فإنهنّ سيواصلن القيام بذلك.


- في نهاية المطاف، يتعين على المجتمع أن يتغير، وأن يقدّر الخيارات التي تُقدِّم الأسرة على العمل بقدر ما يُقدّر الخيارات التي تُقدِّم العمل على الأسرة، إذا قدّرنا تلك الخيارات بالفعل، فإننا سنُقدّر الناس الذين يتخذونها؛ وإذا قدّرنا الناس الذين يتخذونها، فإننا سنبذل كل ما في وسعنا لتوظيفهم وحمايتهم؛ وإذا فعلنا كل ما في وسعنا للسماح لهم بالجمع بين العمل، والأسرة بالتساوي مع مرور الوقت، فإن الخيارات سوف تصبح أكثر سهولة.


 - في كتابها Midlife Crisis at 30، تستذكر ماري مالين الأيام التي كانت تعمل فيها كمساعد للرئيس بوش ومستشار نائب الرئيس تشيني:


“حتى عندما كانت الضغوط هائلة ـ في تلك الأيام التي كنت أبكي فيها في السيارة وأنا في طريقي إلى العمل أسأل نفسي “لماذا أقوم بهذا العمل؟” ـ كنت أعرف دوماً إجابة ذاك السؤال: أنا أؤمن بهذا الرئيس”.


لكن ماتالين تتابع لتصف خيارها بالاستقالة بكلمات تشبه إلى حدٍّ غير عادي، التوضيح الذي أخبرتُه للعديد من الناس منذ مغادرتي وزارة الخارجية:


“سألت نفسي أخيراً: “من الذي يحتاجني أكثر؟” وعندها أدركت أنه قد حان الوقت ليقوم أحد ما غيري بهذا العمل. فأنا لا غنى عني بالنسبة إلى أطفالي، ولكنني لا أقارب حتى أن أكون أمرًا لا غنى عنه بالنسبة إلى البيت الأبيض”.


- وجود شريك داعم قد يكون شرطاً ضرورياً إذا كانت النساء سيتمكنّ من الجمع بين الأشياء كلها، ولكنه ليس كافياً، إذا شعرت النساء بعمق، بأن رفض الترقية التي تنطوي على مزيد من السفر، على سبيل المثال، هو التصرف الصحيح الذي ينبغي القيام به، فإنهنّ سيواصلن القيام بذلك.


- في نهاية المطاف، يتعين على المجتمع أن يتغير، وأن يقدّر الخيارات التي تُقدِّم الأسرة على العمل بقدر ما يُقدّر الخيارات التي تُقدِّم العمل على الأسرة، إذا قدّرنا تلك الخيارات بالفعل، فإننا سنُقدّر الناس الذين يتخذونها؛ وإذا قدّرنا الناس الذين يتخذونها، فإننا سنبذل كل ما في وسعنا لتوظيفهم وحمايتهم؛ وإذا فعلنا كل ما في وسعنا للسماح لهم بالجمع بين العمل، والأسرة بالتساوي مع مرور الوقت، فإن الخيارات سوف تصبح أكثر سهولة.


 - على النساء اليافعات أن يتوخين الحذر من العبارة التي تؤكد أنه “بوسعك أن تجمعي بين كل شيء؛ ولكن ليس دفعة واحدة


- أهم مسألة تتعلق بالتسلسل هي وقت إنجاب الأطفال، كانت العديد من القيادات النسائية العليا في الجيل الذي سبقني ـ مادلين أولبرايت، وهيلاري كلينتون، وروث بدر جينسبرج، وساندرا داي أوكونور، وباتريشيا وولد، ونانيرل كوهان ـ قد أنجبن أطفالهن في العشرينات وأوائل الثلاثينات من أعمارهن، كما كانت العادة في الخمسينيات، وحتى السبعينيات من القرن العشرين.


الطفل الذي يولد عندما تكون أمّه في الخامسة والعشرين من العمر، سوف ينهي المدرسة الثانوية عندما تكون أمّهُ في الثالثة والأربعين، وهي لا يزال لديها الوقت الكافي والطاقة للتقدم، مع الانغماس بدوام كامل في مهنتها.


- أنجبت طفلي الأول في سن 38 (وعددتُ نفسي محظوظة) والثاني في سن الـ 40، وهذا يعني أنني سأكون في الـ 58 عندما سيغادر ولداي المنزل علاوة على ذلك، يعني هذا أن العديد من أفضل فرص العمل ستتزامن مع سنوات مراهقة الأولاد على وجه التحديد، عندما يكون وجود الآباء إلى جانب أطفالهم على نفس القدر، من أهمية تواجدهم معهم في سنين طفولتهم الأولى، كما ينصح آباء متمرسون.


- لقد أسهمت النساء في تكوين صنم الحياة أحادية البعد، ولو بحكم الضرورة. إن الجيل الرائد من الحركات النسوية كن يحجبن حياتهن الشخصية عن شخصياتهن المهنية ليضمنّ عدم تعرضهن للتمييز أبداً بسبب افتقارهن إلى الالتزام بعملهن.


-بيد أن في يومنا هذا، يمكن للنساء في السلطة، بل وينبغي عليهن، أن يغيرن هذه البيئة، رغم أن التغيير ليس سهلاً. عندما أصبحت عميداً لكلية وودرو ويلسون في عام 2002، قررتُ أن إحدى مزايا العمل كامرأة في السلطة، هي أنني أستطيع أن أساعد في تغيير الأعراف من خلال التحدث عمداً عن أطفالي، ورغبتي في الحياة المتوازنة. وهكذا..


-بعد بضعة أشهر من ذلك، أتت عدة أستاذات مساعدات إلى مكتبي، وكن منزعجات إلى حد كبير. فقالت إحداهن: “يتعين عليك أن تتوقفي عن التحدث عن أطفالك.” “أنت لا تظهرين الوقار الذي يتوقعه الناس من عميد الكلية، مما يلحق بك ضررا، لأنك أول عميد امرأة للكلية”. قلت لهم إنني أقوم بذلك عمداً وواصلت فعل ذلك، ولكن من المثير للاهتمام ألا تبدو الوالدية والوقار على أنهما ينسجمان معاً.


- إن السعي إلى تحقيق حياة أكثر توازناً ليست قضية خاصة بالمرأة؛ بل إن التوازن سيكون أفضل بالنسبة لنا جميعاً. 

-----------------------

كاتبة المقال: آن ماري سلوتر هي رئيس مؤسسة أمريكا الجديدة، وتشغل كرسي برت ج. كيرستيتر ’66 كأستاذ السياسة، والشؤون الدولية، بجامعة برينستون. شغلت سابقاً منصب مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية، وعميد كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية في برنستون.

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


مشواري في القراءة

 

للحذف:(مشواري في القراءة)

سألتني صديقتي عن الكتب التي قرأت في طفولتي، الكتب التي قامت بتشكيلي، والتي كان لها فارق في حياتي.
لله ما أصعب هذا الأمر، وهل يذكر المرء كل الكتب والحوداث والأشخاص الذين مروا في حياته وتركوا أثرا لا ينسى.
أما في طفولتي فقد نشأت على الكتب الدينية والأدبية، لم يكن والدي يسمح لنا بالاقتراب منها، لكننا كنا أربعة أطفال أشقياء يغرينا مظهر المجلدات الضخمة الموشاة باللون الذهبي.
كان يشتري لنا قصص الأنبياء، وقصصا ترفيهية أخرى تناسب أعمارنا، ومجلات التلوين وغيرها.
وكنا نفعل بها الأعاجيب، فنقرأها مرارا وتكرارا حتى تبلى وتصبح في أسوأ حال.
ولأننا كنا متقاربين في السن كبرنا على الغيرة والتنافس في كل شيء.
أما إخوتي الذكور، فكانوا يتسللون لغرفة المكتبة، ويسرقون مجلدا أو اثنين يتأملون حجمه وتجليده، يشمون أوراقه الصفراء، ويطالعون بعضا مما كتب.
كان والدي شديد التنظيم، وكثيرا ما اكتشف عبثهم بالمكتبة، رغم أنهم كانوا يحرصون على إرجاع الكتب قبل مجيئه، فجوة صغيرة بحجم سنتمتر واحد بين الكتب كانت كفيلة باكتشاف عبثهم بالكتب.
ولأن كل ممنوع مرغوب، لم نكن نرعوي عن ذلك الفعل.
صرت وأختي نفعل ذات الفعل أيضا، قرأنا في سن مبكرة جدا الكثير من الكتب الأدبية، كتب الشعر، والنحو والإعراب.
أذكر أنني قرأت فقه السنة للسيد سابق في الابتدائي، وكذا كتب الترغيب والترهيب التي توقفت عن قراءتها حين قرأت حديث الرياء، وكيف أن أول من تسعر بهم النار هم العلماء، لم يستوعب عقلي الصغير ذلك، أصبت بصدمة كبيرة وحيرة شديدة، وقررت عدم الاقتراب منها مدة طويلة.
قرأت كتب الإحياء لأبي حامد الغزالي عدة مرات حتى كدت أحفظه، لكن المرة الأولى وحين قرأت باب رياضة النفوس، أذكر أنني وجدت قصة لأحد العلماء كان الناس يقومون بتزكيته ومدحه، فعمد إلى دكان فسرق منه حتى يعتقد الناس أنه غير صالح، ويبقى ما يفعله بينه وبين ربه، فقلت في نفسي وقتها(ما هذا التخريف؟!) لن أعود لمثل هذا الكتاب.
ولأنني كنت مقلدة لإخوتي بداعي الغيرة والتنافس فقد كنت أعكف على كتب البداية والنهاية فأقرأ منها حتى يأخذني الوقت، وأستعذب المقروء.
‏النقاشات التي كان والدي ينشطها في البيت كان لها الأثر البالغ في ترسيخ المعلومات، حيث كان يحب جو الأسئلة والأجوبة وقصص الصالحين، وأسئلته التي لم يتخل عنها إلى يومنا هذا كانت جملته الشهيرة(من القائل، وما المناسبة؟!)، وجملة (أعرب ماتحته خط)، (وبم يذكرك هذا التاريخ) وووو
‏كان لأخوي الكبيرين ذاكرة فولاذية، وكانا يجيبان على أسئلته فيمتدحهما، وكنت أنا أبحث لي عن مكان بينهم، وأرغب في لفت انتباهه كي يمدحني، لكني كنت أسوأهم بسبب ذاكرتي المهترئة، وغالبا ما كنت مثار ضحك واستهزاء الجميع.
‏لكن الأمر كان مختلفا مع أقراني، كنت تلك الطفلة التي تعشق اللعب، ولم يكن يظهر علي أي اختلاف إذا ماكنت بينهم.
‏لكن في المدرسة والقسم اكتشف معلمي ذلك، معلمي الذي لم يكن له إلمام بسير الصحابة والصالحين، ولا علاقة له بالشعر ولا يجيد النحو ويرتكب الأخطاء الإملائية.
‏وكانت الطفلة تتفوق على المعلم، وتصحح له الأخطاء..وكان يغتبط لذلك ويسعد.
‏وكثيرا ما بخسني حقي في الفرض أو الامتحان، فألجأ للشكوى إلى أبي فلا ينصفني، ويوجهني إلى المكتبة، لأبحث بنفسي، فقد كان ولازال يكره الاتكالية في التعليم، ويكره تقديم المعلومة جاهزة.
‏أندس بين كتب الإملاء والإعراب، وأبحث وأنبش مثل فأر، وأعود لمعلمي بالدليل القاطع، فيتأمل المعلم كل ذلك، ويعيد إلي نقطتي كاملة.
أما حين كنا نفرغ من الدروس يقول لي حدثينا أو قصي علينا شيئا نقتل به الوقت...وكنت أسأله أيريد أن يسمع شعرا أم أدبا، تاريخا، أو جغرافيا، تراجم أو سير..
‏وأحدثهم وأقص عليهم فقد كانت المعلومات تنحفر في ذاكرتي وأنا طفلة.
‏لم يكن هذا فحسب إنما كان يقوم بدعوة المعلمين، ويضعني أمام السبورة مثل دمية، ويسألني أن أقص عليه سيرة نبي أو صحابي أو معركة من المعارك، أو أن أتلو عليهم أبياتا من الشعر.
وكانت الأنثى بداخلي تخجل، وأتوسله أن أفعل ذلك ووجهي إلى السبورة، وآخذ في السرد والقص، مشبكة بين يدي، ومنكسة لرأسي، وأقوم بالتمايل والاهتزاز تماما كما تفعل الدمى، ولا أكتشف ذلك ٱلا متأخرة حين تروي لي زميلاتي ضحك المعلمين من حركتي تلك.
وسبب خجلي الكبير ذاك غيرة والدي ‏الشديدة، فكان يصحبني معه مرات عديدة، وإذا قام أصدقاؤه الأساتذة بمصافحتي أو تقبيلي، يسرها في نفسه، وحين نعود إلى البيت يلومني لأني سمحت لهم بالاقتراب مني.

بعدها أدمنت التلفزيون، وبرامج الفضائيات، ولأني كنت مقربة جدا من والدي كنا نشاهد ذات البرامج الدينية والسياسة، ذلك أن والدي كان يسمح بعشرين قناة فقط، غالبها قنوات دينية، وإخبارية.
يذهب إخوتي للعب بينما أتابع أنا برامج الجزيرة، وقنوات المجد وإقرأ وغيرهما.
يقضي والدي يومه في التدريس بمدينة بعيدة، ولا يعود إلا مع اقتراب المغرب، ويترك على عاتقي مسؤولية تلخيص برامج قناة الجزيرة (الاتجاه المعاكس)، برامج الجزيرة الوثائقية، نشرات الأخبار وغيرها.وكان لدينا ميل لنفس الأشخاص، فكنا نحب حضورهم ونتشوق لاستضافتهم.
قناة الجزيرة فتحت عيني على الكثير من الأمور. بعد الكتب.
في برامج قناة الجزيرة، كنا نتابع برامج المناظرات بين العلمانيين والإسلاميين..
والدي كان ينتمي لجيل عاطفي بامتياز، يتحمس مع الإسلاميين والملتزمين، ويهجو بني علمان والفرنكوفونيين.
وكنت الطفلة بجانبه، وكان يظن أن هذا آمن لعقلها من نفايات الفضائيات..
لكني إذ كنت أشاهد تلكم البرامج، وأشاهد وجهتي نظر متضاربتين، في زمن أوجد الغزو الثقافي فيه عقليات مشتتة، تتصارع كالديوك...يرغي فيها أصحابها ويزبدون...ولا يتفقون.
وإن يكن من حسنة واحدة أفدتها من برامج المناظرات تلك، فقد كانت اكتسابي للعقل الناقد، ورؤيتي للوسط الذي غفل عنه المتحدثان.
كنت أحيانا أتأثر بالعلمانيين، بقوة حججهم،  وأشكالهم الرشيقة مقارنة ببدانة ظاهرة من خصوهم الإسلاميين.
وأعجب كذلك بهدوءهم ورزانتهم، في مقابل غضب يبديه أصحاب اللحى دوما في معاركهم.
ولولا معية الله وحفظه، لصرت في خبر كان...الله كان معي دوما...وحين كنت أتسائل بيني وبين نفسي
عن شيء ما، يرسل الله إلي البيان فورا.
فحين كنت أعجب برشاقة العلمانيين، وتأخذني وساوس الشيطان انظري هؤلاء أفضل من الإسلاميين
والدليل اهتمامهم بصحتهم وأجسادهم، أما هؤلاء فلا يفعلون شيئا سوى كثرة الكلام.
أفرط في الاستغفار، أغير القناة هربا من أفكاري، أشغل قناة الكرتون، تلح علي الوساوس مرة أخرى.
أهرع لقناة المجد للقرآن الكريم، فتقابلني الآية{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}(4)
أحمد الله كثيرا، أبتهل بكلمات الثناء والشكر، أنقذني ربي. حتى المنافقون زمن الرسول كانت أجسامهم فتنة للمؤمنين. وكذا أقوالهم.

يعود الشيطان ليتسلل من مدخل آخر...  أتسائل مرة أخرى بيني وبين نفسي، لماذا يعطي الملتزم نظرة شائهة عن نفسه، ويسمح بتدلي كرشه، هل هؤلاء حقا يكثرون الصيام، ويمتنعون عن أطايب الطعام؟!
يرهقني التفكير...أقلب القنوات أملا في أنشودة تسري عني، يتوقف الريموت على قناة الشارقة، أود تغيير القناة فأفشل...البطاريات فرغت.....أتأفف....أفتح الريموت...أنزع البطاريات وقبل أن أقوم بعضها، أفاجأ بضيف القناة يقول بيت الشعر(لا تحش بطنك بالطعام تسمنا....فجسوم أهل العلم غير سمان) ويشرح فيها أن المسلمين انحرفوا عن لب الدين.
أفرح أنا وأنتشي، كل هواجسي ووساوسي أجاب عنها الله بإشارات لي من السماء، أسجد ركعتين، وأخاطب الله شكرا بقلبي المليء بالحب والامتنان لمن تحيط رعايته بي دوما ويحميني.

مع ذلك أقول علمنا والدي حياة الكتب، وتعلم أقراننا الحياة، فشلنا نحن في العيش ونجح هؤلاء.
فكيف لمن تربى منعزلا في مغرس كريم، أن يخوض غمار الحياة بكل مافيها.
وحين عقلت وخالطت الناس وجاريتهم فشلت في الحياة، وفشلت في التأقلم.
ورأيتني منهم كتفاحة ملقاة في البصل.

#شمس_الهمة

قصة غرق

 التقيته في الخدمة العسكرية، شابا خلوقا طيبا لكن به مسحة حزن عميق جدا، وهو إلى ذلك انطوائي لا يكاد يجلس معك لهنيهة حتى يغادر فورا ليختلي بنفسه.

كانت ليلة مقمرة هادئة حين توليت نوبة الحراسة الليلية وكان هو شريكا لي بتلك المناوبة.

تجاذبنا أطراف حديث عميق لأول مرة، حكى لي فيها سبب وجوده بالخدمة العسكرية، وسبب حزنه الدفين ذاك.

قال انظر للقمر، وأشار بإصبعه نحو السماء.

هل ترى جماله؟ لقد كان مثل القمر تماما

- من؟! سألته مستغربا

فأجاب: ضياء كان اسمه، ابن لأختي البكر 

كان حبة القلب ومهجة الفؤاد...كنت أحبه حتى إني لأمرض إذا غاب عني أسبوعا واحدا، طفل بهي في الرابعة من عمره.

ثم جاء ذلك اليوم المشؤوم...أردت الذهاب إلى البحر وراودت أمه وأباه لأخذه معي.

وافق أبوه، وامتنعت أختي.

ولازلت بها حتى أقنعتها...

يومها كان بجانبي، رن هاتفي فملت على جيبي ثانية واحدة لالتقاطه.

وفي جزء من الثانية، أعدت رأسي لوجهته، فلم أجد الصبي.

بحثت وبحثت وبحثت بلا جدوى.

-لقد كان هنا، من ثانية فقط كان هنا

-ماذا حدث بعدها؟ سألته مستفسرا

وجدوه بعد مدة، بعد أن لفظه البحر، جثة هامدة.

التحقت بالخدمة العسكرية فرارا من تأنيب الضمير، لكن الاحساس بالندم والذنب يلاحقانني أينما ذهبت.

أنام بالمهدئات، وأكاد أفقد عقلي.

(قصة حقيقية) رواها أخي على لسان صديقه

آداب المسنجر:

 آداب المسنجر:


- لا تحاول إجبار أى شخص على أن يتحدث معك، يفضل أن تكتفى بالمتابعة، ولا تحاول لفت نظره من خلال منشور على الحائط إلى رسالتك أو تلح عليه فى طلب الرد، لأن هذا يجعل الناس أقل رغبة فى التحدث معك.


- لا تلقي السلام وتبقى تنتظر الرد، بل اذكر حاجتك واعط من تراسله فسحة للرد.

وضع في حسبانك أنه قد لا يكون متصلا بالأنترنت في تلك اللحظة، وإذا كان متصلا فلعل وقته لا يسمح له بالدخول في دردشة طويلة معك، فقد يكون في العمل، أو مشغولا ببحث أو دراسة

ويتصفح النت للترويح عن نفسه.

وهذه كلها أعذار منطقية، ولا بد من وضعها في الحسبان.(منير خلوفي).


- هنالك من يلقي التحية، وينتظر الرد، وبعد برهة قصيرة إذا لم ترد عليه، يبعث لك سيمفونية جميلة حول التكبر وغيره..


- أرسل لي أحدهم السلام عليكم، فرددت عليه لاحقا وعليكم السلام.

ثم أرسل لي بعدها بأيام كيف حالك، فقلت بخير الحمد لله..إن كان عندك سؤال أو حاجة هاتها.

فقال، لا، أريد أن أتعرف عليك.

فقلت: تتعرف على إيش؟! هذه صفحتي فتعرف منها...وأظنني حظرته.


- من يرسل كلمة وراء كلمة أو جملة وراء جملة مستفز جدا...أكتب حاجتك أو سؤالك في رسالة كاملة.


- من دخل الخاص ينبغي أن يكون خفيف الظل، فكما يقال زر غبا تزدد حبا.

فلا ينبغي لمن دخل الخاص اليوم، أن يدخله غدا...وليعلم الداخل للخاص أن للناس أوقاتا ومشاغل، ولهم 

أمراض ومتاعب...

فإذا رد عليك اليوم في الخاص، لا يعني أنه سيرد عليك غدا..

وليس كل من طرق الباب يسمح له بالدخول.

واعلم يا أخي أن عدم الرد في الخاص لا يعني التكبر...ربما من تكتب له على الخاص مشغول مع غيرك..

واعلم يا من دخلت الخاص تريد أن تفتح موضوعا للنقاش ، أن الطرف الآخر لا يريد ذلك، ولا يقوى على النقاش.

واعلم يامن دخلت الخاص دخلت في الخصوصيات، وسألت صاحب الصفحة ما لايحبه.

فالصاحب على الفيس مثل الجار، فلا ينبغي للجار أن يؤذي جاره.



طلب العلم وقسوة القلب💔:

  طلب العلم وقسوة القلب💔:

 ‏

قال العلماء قسوة القلب بكثرة الطلب، فالعلم يقسي القلب والتزكية تلينه.

ولهذا ينبغي التتلمذ على يد شيخ يجمع بين الخصلتين، فيزكي ويعلم.


ويقول ابن الجوزي– رحمه الله-:(تأملت العلم والميل إليه، والتشاغل به؛ فإذا هو يقوي القلب قوة تميل به إلى نوع قساوة... فإذا تأملت باب المعاملات (يعني الرقائق والمعاملة مع الله)، قل الأمل، ورق القلب، وجاءت الدموع، وطابت المناجاة، وغشيت السكينة، وصرت كأني في مقام المراقبة. إلا أن العلم أفضل، وأقوى حجة، وأعلى رتبة، وإن حدث منه ما شكوت منه. والمعاملة وإن كثرت الفوائد التي أشرت إليها منها، فإنها قريبة إلى أحوال الجبان الكسلان، الذي قد اقتنع بصلاح نفسه عن هداية غيره، وانفرد بعزلته عن اجتذاب الخلق إلى ربهم. فالصواب العكوف على العلم، مع تلذيع النفس بأسباب المرققات تلذيعًا لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم. [صيد الخاطر (ص160)]


وقال أيضا: (وعلى قدر انتفاعك بالعلم ينتفع السماعون، ومتى لم يعمل الواعظ بعلمه زلت موعظته عن القلوب، كما يزل الماء عن الحجر، فلا تعظن إلا بنية، ولا تمشين إلا بنية، ولا تأكلن لقمة إلا بنية، ومع مطالعة أخلاق السلف ينكشف لك الأمر). [صيد الخاطر (1 / 512)]


فالعلم كالأرض الطيبة الممتلئة بما حسن من الأشجار، والرقائق والمواعظ، والعبادة سقاؤها، فإذا توقفت عن السقي لم تنتج الثمرة، وذبلت تلك الأشجار النضرة.

فاللهم أحي قلوبنا بذكرك، وألهمها علما نافعا بجودك ورحمتك.


عن نعمة البناء المنهجي:

 عن نعمة البناء المنهجي:


تتصفح الصفحة الرئيسية أيام الامتحانات، تفاجأ بها تحولت كلها لتتكلم عن البناء.

أصدقاء في القائمة لم تعلم يوما أنهم مشتركون بالدفعة ذاتها.

مشاهير السوشل ميديا كذلك طلاب بالبناء المنهحي..

دعاة وطلبة علم كبار وصغار ومع ذلك يشتركون معنا بالبناء..

وساطة الشيخ عبد الله العجيري لنا بغية تأجيل الاختبارات بسبب انشغالنا أيام العيد💔

ورسالته التي تلقفها جمهور الفيس وطلاب البناء كما يتلقف الطفل هدية العيد من أب حنون🌸

جميع المنشورات تتكلم عن مواعيد الاختبارات...

 ضغط الدروس، تأجيل الامتحانات، فوائد البناء المنهجي...

 ‏ بركات الدروس، ثمرات المذاكرة، منشورات التحفيز، ورفع الهمة...

ينتابك شعور لذيذ، ويغمرك دفء خفي، وتستشعر بحق أخوة الإسلام..

شيء يشبه السحر...

أتخيل البناء أشبه بعصا سحرية تلون كل شيء تلمسًه، وتحيله إلى جمال💕

الفيس، قلوبنا التي أجدبت، حياتنا التي تبعثرت، نفوسنا التي أقفرت، أصدقاؤنا ...كل شيء...كل شيء صار مختلفا، صار أجمل❤

فالحمد لله من قبل ومن بعد🌸


#شمس_الهمة


تجربتي بين المدارس الشرعية الإلكترونية، والفروق بينها:

 

تجربتي بين المدارس الشرعية الإلكترونية، والفروق بينها:

بدايتي في هذا الطريق كان فضلا من الله وحده، الذي ساق لي فتاة جميلة هي صديقتي الغالية فطوم(فاطمة الزهراء بوعكاز)، التي كانت تقرأ كتاباتي وحدث أن نبهتني لصقل موهبتي وإلجام قلمي بلجام الشرع، وحبذا طلب العلم الشرعي ليعينني ويوجهني في مسار الكتابة، فجزاها الله عني خير الجزاء، فالفضل لله ثم لجمال كلماتها التي ساقتني للبحث وكل حرف فيه خير أكتبه في ميزان حسناتها بإذن الله، وكل حرف عكس ذلك فهو من شر نفسي وشر الشيطان.

تعرفت في البداية على منصة طالب العلم الشرعي التي يديرها الشيخ محمد بن شمس الدين، أما الدروس فيقدمها ثلة من المشايخ الرائعين كالشيخ مصطفى العدوي، الشيخ المنجد، والشيخ حسن  البخاري، الشيخ الفوزان والشيخ الخضير، وكذا الدكتور سليمان العيوني.
والشيء الجميل أن المحاضرات هي دروس مسجلة أقيمت في مساجد وجامعات تضم الشيخ المحاضر والطلبة من حوله، فتحس وكأنك معهم في مجلس تحفه الملائكة.
في المنصة دورات غير مرتبطة بتوقيت معين، يمكنك مثلا دراسة الآجرومية منفردة أو البيقونية أو أي فن ترغب به، وحين تنهي الدورة تجتاز الامتحان وتتحصل على شهادة باجتياز الدورة.

أما التأصيل المنهجي فأربع سنوات، المرحلة الأولى سنتين، والثانية سنتين.
الدروس يومية والامتحانات كل أسبوع.
*إيجابيات المنصة:
- المشايخ في قمة الروعة.
- ‏اعتمادهم الطريقة القديمة في التدريس عن طريق حفظ المتون، وهذا أكثر شيء راقني ولا تجده في منصة أخرى، فالعلم الذي تدرسه، لن تنساه لاعتمادهم مقرر الحفظ الإلزامي للمتون كمتن البيقونية مثلا قمة الروعة.
*سلبيات المنصة:
- المشكلات التقنية التي حرمتني الدخول إلى الموقع وبالتالي حرماني من الشهادة النهائية. ومن اتمام المرحلة الثانية..
- ‏الامتحانات الأسبوعية مناسبة للبعض وغير مناسبة لآخرين بسبب الضغط المستمر، وإلزامية النت كل أسبوع، وحرمانك من السفر نهاية الأسبوع لأن الاختبارات لا تؤجل عادة.

2) بعدها انتقلت لمنصة زادي، أخذت دورات في مجالات مختلفة، لكن السلبية في منصة زادي اعتمادهم الرأي الواحد وإهمالهم آراء المذاهب الأخرى.

3) ‏أكاديمية زاد:
‏إيجابياتها:
ما يميز أكاديمية زاد روعة التنسيق، أما التنظيم فمستوى عال جدا، جودة الفيديوهات، الجرافيك احترافي، الألوان ...
الكتب، الفيديوهات مرئية ومسموعة وتتوفر تفريغات كاملة عنها لمن لا يحب السماع أو المشاهدة.
الاختبارات عقب نهاية كل أسبوع.
الدروس منظمة ومبوبة في موقع رائع ومتقن جداا.
المحاضرات موجودة على قناة تلفزيونية بنفس اسم الأكاديمية.
سلبيات الأكاديمية:
- الدراسة جافة وغير محفزة، على طريقة الدراسة بالمدارس الحكومية(هكذا أحسست).
- ‏الاعتماد على الرأي الواحد(الفقه الحنبلي)، مع إقصاء لآراء المذاهب الأخرى، ويخيل للدارس أن الأحكام قطعية، ولا وجود لمسائل خلافية.
وهذا الأمر برأيي الشخصي سلبي جدا، فتربية الأجيال على القول الواحد يخلق مجتمعات لا تقبل الاختلاف أو الرأي الآخر.
فالمجتمعات لدينا نشأت منذ فترة طويلة على فكرة الاتفاق، والائتلاف والقول الواحد ردحا من الزمان، واطلاعهم على وجود رأي مغاير هو صدمة قوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
و لايمكن للتجديد الذي هو من سمات هذا الدين أن يؤتي ثمرته في ظل الالتزام بالقول الواحد.
- طريقة التدريس جافة وجامدة ذلك أن المحاضرات هي بث تلفزيوني مسجل لا يوجد فيه حضور ولا تفاعل، تجعل الكلمات لا تصل إلى القلوب والعقول.
- ‏
4)أكاديمية صناعة المحاور:
رائعة وفيها جهد مبذول، لكن شخصيا لا تجتذبني المسائل العلمية وقضايا الإلحاد ولا تستهويني.
وهذا رأي شخصي. ومع ذلك لم أعدم الاستفادة.
لكن هنالك من الصديقات من قالت أن الأكاديمية ودروسها أخذت بلبها وراقتها إلى أبعد حد.
لذلك لا يعول على آراء الناس وانطباعاتهم غالبا، والأفضل للمرء خوض التجارب بنفسه ليقرر وحده.

5) البناء المنهجي:
مع تنقلي الكثير بين الكتب والمدارس الشرعية إلا أنني أحسست أني ما استطعت إيجاد طرف الخيط وتهت أكثر بينها.
لكن دراستي مؤخرا بأكاديمية البناء المنهجي، أمدتني بطرف الخيط لكل علم وفن.(خصوصا دروس المرحلة الأولى* المداخل لكل علم وفن*).

إيجابيات البناء:
- تنقلي بين المدارس الشرعية، انهماكي بين الكتب، وتخصيص ورد لكل فن طيلة خمس سنوات جعل مني مجرد روبوت يعب الدروس والمقررات وينهل من مختلف العلوم ولا يشبع، لدرجة جعلتني أقضي اليوم كله في الطلب ولا أقطع يومي إلا لصلاة أو أكل أو أشغال المنزل الواجبة.
وبعد مضي خمس سنوات، أدركت أخيرا أني أصبحت شخصا جافا بلا عاطفة ولا إحساس، والأخطر في الموضوع تصلب المشاعر وقسوة القلب.
افتقدت نفسي القديمة، افتقدت الخشوع وحياة القلب، وافتقدت الدموع.
دخلت لعزلة قسرية، سألت وبحثت ولم أعثر على تشخيص لحالتي، ولا دواء لعلتي.
حتى التحقت بالبناء، فكان لدروس التزكية أثر على عودة الحياة لقلبي من جديد، وهنا أدركت الميزة التي تجعل الفرق واسعا والبون شاسعا بين أكاديمية البناء وغيرها من المنصات.
- الأمر الثاني الذي أخذ بلبي حين التحقت بالبناء أنني كنت ولازلت أعتقد أننا نعيش غربة في التأصيل الفكري وأن غالبية الجيل السابق من الملتزمين عاطفي مع الأصول، لكنه يفتقر إلى المنهج والرؤية على المستوى الفكري.
لكن يا لسعدي وحظي حين علمت أن أكاديمية البناء تسعى لمحو الأمية الفكرية لدى الملتزمين، ويضم برنامجها جرعة فكرية ممتازة بحيث يزاوجون بين العلوم الشرعية والكتب الفكرية التي تساعد في فهم الواقع.وهذا برأيي السبب الذي استقطب عددا كبيرا من الشباب، حيث وجدوا فيه ضالتهم أخيرا.
- المشايخ في البناء قمة وهم من جيل الشباب ويفهمون على الشباب، والأقدر على تفهم مشكلات الواقع
الشيخ أحمد السيد، الشيخ عبد الله العجيري، الشيخ سلطان العميري ...وإن كنت لم تستفد شيئا من البناء فمعرفة هؤلاء القامات وحدها تكفي.
- وأحلى شيء في البناء مشروع حفظ القرآن كاملا لمن أراد خلال أربع سنوات.

سلبيات البناء:
- الدروس غير مبوبة في موقع، وتنزل تباعا على قناة التلغرام، وهذا أربكني في البداية ثم اعتدت عليه
ولو أن فكرة التنظيم والتبويب في موقع أفضل برأيي وهو ما تم مؤخرا لكن مع الإبقاء على الاعتماد على قناة التلغرام.
- مقرر الحفظ غير موجود، وحبذا لو أضافوا طريقة المتون لتساعد بترسيخ الدروس.(مقترح شخصي).

ختاما:
هذه كل الأمور التي تذكرتها، وقد غاب عني بعضها ونسيته مع الأيام.
وما كتبته هو رأي واجتهاد شخصي لا يعني أبدا التزهيد في موقع دون آخر.
والسعي لطلب العلم الشرعي بغية رفع الجهل عن أنفسنا هو سبيل الجنة.
وتذكروا قول رَسُول اللَّهِ ﷺ(( منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِر))ٍ.
- أتمنى تصويبكم إن أخطأت، وآرائكم وتجاربكم أيضا.

#شمس_الهمة

لعبة التخمينات

 الصور والفيديوهات الخاصة بالشهيد جمال، والتي تأتي تباعا كل مرة ليست بريئة بنظري..

وجوه المجرمين كانت واضحة من أول يوم..

والدولة تملك من خبراء الصورة والمحققين ما يجعلها تلقي القبض عليهم جميعا خلال 48 ساعة فقط...

وجه مجرم واحد فقط كفيل بجر الآخرين بسرعة إلى السجن..

ابعث لهم كل يوم تسريبا جديدا...صورة أو فيديو...

ادخل الشعب في لعبة التخمينات والتحقيقات التي -يعشقها-

لا تجعله يخرج من تلك المتاهة...كل يوم ستاج جديد...وإحساس بالنصر...فإدمان اللعبة...

قد يمتد ذلك لأسابيع، أو ربما شهر، أو عدة أشهر...

المهم أن يطول الأمر قدر الإمكان، كي تنقضي أمور أخرى في الكواليس...ويُتَغَاضَى عن أمور أخطر تحدث أمام أعيننا...

مارس عليهم لعبة الإلهاء...أبقهم منشغلين دوما..

قم بتوجيههم كما تريد...

الصورة ليست كاملة...

وظواهر الأمور قد تكون عكس الحقيقية...

حتى والدا الشهيد وراءهما ألف حكاية، وسؤال....

************

أنظر بعقلك إن العين كاذبة..

واسمع بقلبك إن السمع خوان..

************

ما يكون اليوم حقيقة... قد يغدو وهما غدا..

************

ديروش عليا كي شغل كترت أفلام أكشن.

بلاك ليست وجماعتو

#شمس_الهمة



أين أعيان القبائل؟!

 أين أعيان القبائل؟!


السكوت المطبق لأعيان القبائل في كل مرة غير مبرر...

لو كان الشهيد قبائليا لرأينا مسيرات تجوب ولايات الوطن..وقد جربنا وعاينا اتحادهم كيف يكون في أكثر من محفل..

حتى الاعتذار قام به مجموعة قتلة(مول التريكو لصفر والنظارات السوداء)، تحت شعار يقتل القتيل ويمشي في جنازته...أما سكان المنطقة فلم نراهم يشجبون أو يستنكرون أو يتظاهرون...


وهذا الأمر سيكون وباله على (القبائل) أكثر من غيرهم، فقد يمضي الزمن...لكن الشعب لن ينسى.. 

ستتعمق الهوة، وتكثر الأحقاد...وتعمل عملها بالنفوس..


{لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم}.

هذه الحادثة قضت على الطفل المدلل للدولة الجزائرية..

الطفل الذي تم منحه الكثير من الامتيازات، إلا أنه لا يفتأ يعض وينهش اليد التي أطعمته...

الطفل الذي يصرخ في كل مرة مطالبا بحقوق لم يحصل عليها باقي الإخوة وإلا سيقوم بمرثية تفزع لها فرنسا والدول الكافرة...

هذه الأقلية التي تقض مضجع الدولة، والتي تبغي لي ذراع الأغلبية...

تلك العقلية العنصرية والانفصالية، أراها اليوم ذهبت إلى غير رجعة...

وذلك العلم (الفتنة) الذي كان يرفع بمناسبة وبدون مناسبة، آن أوان زواله بإذن الله، فلا راية تعلو فوق راية الوطن.


وقفت على تعليق لفتاة قبائلية في صفحة حفيظ دراجي تقول فيها أنها صدمت للفعل وأن معرة الهمج والبربر ستلتصق ببني قومها أبد الدهر، وأنها لطالما كانت تحس بالتميز والفخر لكونها أمازيغية.


لفتني هنا من جملتها إحساسها بالتميز ذاك...صدقا ما الشيء المميز هنا؟ أنك عرق مختلف!!

تعرف لغة غير العربية!!


هذا الإحساس بالسمو العرقي جاهلية مقيتة، وفكر عنصري، ولو حق لعرق على وجه الأرض أن يفخر فهو العربي، وذلك ليس بسبب لونه أو جنسه، إنما حديث أن الله اطلع على كافة أهل الأرض، فلم يجد أشرف من العرب، فاختارهم وفضلهم لتكون الرسالة فيهم ابتداء، وهذا تكليف أكثر مما هو تشريف.


ومع هذا كله علمنا الإسلام كراهة الفخر، وأنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، فالكل لآدم وآدم من تراب، وأكرم الناس أتقاهم لله.


آن الأوان للأخذ على يد الظالم والمخطئ، وأن نقول للمسيء أسأت...بدون تبريرات خوف الفتنة، والانهزام النفسي...فالفتنة كانت منهم ابتداء، فلا أحد كان يقول لهم فتنة حين رفعوا راية الفرشيطة...

ولا أحد قال لهم فتنة حينما أرادوا الانفصال.


هذه الحادثة ستجعل الأمازيغ يعيدون النظر ربما، كي يراجعوا أنفسهم، ويلفظوا الماك ويقوموا بتجريمه والتبرؤ منه، ويرفعوا عنهم الأغلال التي قيدهم بها...


آن الأوان لذلك البعبع الذي يهدد الوحدة الشعبية، والسيادة الوطنية أن يخنس إلى الأبد.


لست متشائمة، ولن يكون هناك انقسام بين الشعب بإذن الله، لأن الجميع بات يدرك الأمر جيدا..

على العكس من ذلك، أنا متفائلة جدا بعودة الإسلام بدل الجاهلية، والأخوة بدل العرقية...والمحبة بدل الكراهية.

لطالما كانت الكلمات التي تقال في لحظات الغضب من أصدق الكلمات، وهذه المحنة أخرج فيها الجميع ما يخافه ويكرهه في الطرف الآخر...وهذه الأخيرة تكون دوما بداية لصفحة جديدة في العلاقات عموما.


{ ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين}



#شمس_الهمة

عن الحسابات والمواقع المجهولة:

 

عن الحسابات والمواقع المجهولة:

في الغالب لا أتابع إلا الدعاة والمشايخ الثقات، لكن في بعض الأحيان أجد في حسابات مغمورة ما لا أجده عند غيرهم، فأتابع بعض الأسماء أو الحسابات...
وفي العادة لا أنصح بمتابعة حسابات معينة إلا إذا حصل لي متابعتها فترة غير يسيرة، خولت لي الثقة شبه المطلقة بصاحب الحساب.مع أن القاعدة تقول (أن الحي لا تؤتمن فتنته).
ولدي عادة أخرى أيضا أنني أتابع بعضهم، ممن يملك ملكة نقدية أو فنية، فأنتقي ما يعجبني من الفوائد والمنشورات، ولا أشير لصاحبها إنما أكتفي بوضع منقول، وحين تسألني الفتيات لا أبوح عادة بمصدر المنشور، وذلك لأن الناس تتفاوت في المدارك والعقول، وبعضهم لا يحسن الغربلة.
لكن هنالك بعض الحسابات المشهورة، وجدت لهم متابعين كثر من طلبة علم، دعاة ومشايخ، فتابعتهم على عمى- على خلاف عادتي- وربما نصحت بمتابعتهم، أو اقتبست عنهم، أو شاركت لهم منشورا، فأصبح من يتابعني يفعل ذلك أيضا.
أحد هؤلاء، كانت له آراء دينية ممتازة، ونقاشات عقلية ممتعة، وكان يحظى بمتابعة طلاب الشريعة، فتابعته أنا الأخرى، لكن متابعتي له لم تكن كافية..
وكان مما راقني في منشوراته آراءه المنصفة في قضايا المرأة(فنصحت به أحدهم إذ سألني عن أسماء بعض المعتدلين في تناول قضايا المرأة).
لكن كان ثمة شيء ما يعتمل بداخلي، إحساس غير مريح، وأسئلة كثيرة حول كنه صاحب الحساب، فمعلومات الأخير كانت مجهولة، عدا دراسته بلندن، وإقامته بأبو ظبي، لم يتح لي معرفة تخصصه ولا جنسيته، أجزائري هو؟ أم مصري أم خليجي؟ ولماذا يتابعه الجزائريون وطلبة الشريعة بالخصوص، وهل يعرفونه حق المعرفة؟
ووو....الكثير من الأسئلة.
هذا الأخير ، أعلن مؤخرا في صفحته أنه ترك الإسلام-هكذا ببساطة- وأنه أصبح لا أدريا(اللهم ثبتنا على دينك).
ما أزعجني في الأمر، ليس رحلته الشخصية، ومعاناته ربما، وسعيه في البحث عن الحقيقة، فأنا أتمنى أن يرده الله إليه ردا جميلا...
ما أزعجني وأغضبني أنه أعلن ذلك بلا مواربة، وأنه ذكر أنه سينشر أسباب تركه للإسلام.
هكذا بكل أريحية يريد جر شباب المسلمين ليقعوا في شرك الإلحاد والعياذ بالله.

الصفحة الأخرى التي شاركت منها عدة منشورات، وتابعتها عن عمى أيضا، صفحة فتاة إسبانية جذورها مسلمة كما تقول.
في البداية راقني منشور أو اثنان، ثم تتابعت منشوراتها، فتسرب الشك إلى قلبي عن كنه صاحبها الحقيقي.
لم يستسغ عقلي تلك الطلاقة في التعبير، والانسيابية في الكلام، لمن ادعت أنها تعلمت العربية مؤخرا فقط، بينما هي تتقنها أفضل مني ومنك.
ولم أهضم فكرة أنها تعرف كل شاردة وواردة عن الثقافة المتوسطية عموما، الجزائر، تونس، موريتانيا، المغرب وحتى مصر.
معلومات دقيقة تذكرها صاحبة الصفحة، وأسماء حوادث وشخصيات أيضا...وحتى أسماء الكتاب والروائيين.
لدرجة تظن معها أن عملا مؤسساتيا كاملا يقف وراءها، لا شخص واحد.
الأمر الآخر صورتها الشخصية، فذات مرة وضعت صورة زيتية لما تقول أنها صورتها الحقيقية، وأن أحد الفنانين قام برسمها.
لكن سيلا كبيرا من التعليقات أتى بمصدر الصورة، وأنه مجسم للعبة مشهورة، وليس صورتها الشخصية.
ورغم ذلك صدقها جل المتابعين، واعتبروا هؤلاء شرذمة أطفال غيورين.
الأمر الرابع أنها تتشدق بالإسلام والعروبة، والحجاب ووو...غير أنها لا ترتديه(طبعا هذا أقل الأسباب التي تدفعني للشك بذلك الحساب، فقد تكون ظروف معيشتها في الغرب سبب ذلك)

لست أسيء الظن بالمسلمين، فالأصل هو حسن الظن، ولا أتهم دينهم وأمانتهم، إنما بعض الحسابات والمواقع المجهولة مشبوهة وينبغي الحذر منها، والفطنة هنا واجبة.

وقد علمتنا الأيام أن حقول الدعوة والثورة والجهاد والسياسة، وعلاقتها بمواقع التواصل من قبيل(إنه فخ يا جورج!!)
فأي موقع أو حساب ليس بالاسم الصريح، والصورة الحقيقية، فالموقع أو الحساب فيه مافيه من الشبهة
والاختراق، وقد لا يكون عملا فرديا بل مؤسساتيا.
عمل مؤسساتي يخطط للمدى البعيد، بحيث يعمل في البداية على استمالة الجمهور، ويتأنى في ذلك، ويأخذ وقتا، وبعدها وبدون سابق إنذار يتخذ موقفا صادما كالتطبيع، أو الكفر، أو التمييع لأحكام الله أو غيرها من الأمور.

{ وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
فأهل الكتاب كانوا يأمرون أتباعهم بأن يؤمنوا أول النهار ثم يرتدوا آخره وهي طريقة ماكرة لئيمة وأن اظهارهم للإسلام ثم الرجوع عنه يوقع بعض ضعاف النفوس في بلبلة واضطراب ويفتن حديثي العهد بالإسلام وبخاصة العرب الأميين الذين كانوا يظنون أن أهل الكتاب أعرف منهم بطبيعة الديانات والكتب، فإذا رأوهم يؤمنون ثم يرتدون حسبوا أنهم ارتدوا بسبب اطلاعهم على خبيئة ونقص في الدين.
وهذه الخدعة لا تزال تتخذ إلى يومنا هذا في شتى الصور وشتى الأجيال وكل ذلك لفتنة المؤمنين.

لذا أهيب بالمتابعين، أن لا يقدسوا الأشخاص، وأن ينتبهوا عمن يأخذون دينهم.
هذا والله أعلم.

اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

#شمس_الهمة

عن الحسابات والمواقع الوهمية:(الجزء الثاني)

 

عن الحسابات والمواقع الوهمية:(الجزء الثاني)

رغبت كثيرا في كتابة هذا الموضوع، ليس بسبب حادثة اليوم، إنما الحادثة عجلت فقط بظهور المنشور.
حادثة قالت بأن فتاتين نعرفهما ولهما صداقات كثيرة، ظهرتا أنهما (حساب وهمي).
لا أود الحديث عن الفتاتين فكلنا نحبهما ولنا معهن قصص ورسائل ومواقف.
ولا أريد الخوض في سيرتهما، ولا أسمح بذلك في منشوري.
لكن حين وجدت لغطا كبيرا هذا الصباح، وعراكا بين المتهمين والمدافعين...عقبت بتعليق يقول أن الأمر غير مستغرب في هذه المواقع والفضاءات.
وقولي ذاك ليس اتهاما إنما منهجي في الحياة أن أتعامل بحسن الظن بنسبة 99٪ وأحتفظ دوما بنسبة 1٪ للشك.
فلا أسيء الظن بالناس، إنما الأصل حسن الظن.
إلا إذا كانت هنالك قرائن تتابعت عندي وتراكمت مع الوقت، فإنها لا تهدأ حتى تحصل على توضيح مع الأيام.
علمنا القرآن اجتناب سوء الظن، وأن بعض الظن إثم.
‏وكذا علمتنا الآية الكريمة وحادثة الإفك (لولا إذ سمعتموه ظن المسلمون بأنفسهم خيرا).
‏وتعلمنا من الصحابية قولها في حادثة الإفك(أحمي سمعي وبصري، أحمي سمعي وبصري).
لكن ‏ولأن أحداثا وقصصا كثيرة مرت بي جعلتني لا أصدق الأمور ببلاهتي المعتادة، إنما أبقي دوما على نسبة شك أحتفظ بها لنفسي.
وكما أن حسن الظن مطلوب، إلا أن العرب تقول أيضا (احترسوا من الناس بسوء الظن) وتقول أيضا(إن من الحزم سوء الظن).
في فتاوى العلماء في مسألة الشك والغيرة بين الزوجين، تجدونهم يقسمون الغيرة إلى قسمين فالغيرة المحمودة شيء، والغيرة المرضية شيء آخر تماما، شيء مقيت ومذموم.
متى يحق للزوج أو الزوجة الشك في الطرف الآخر؟ قيل: الغيرة بريبة.يعني وجود قرائن (حقيقية لا وهمية) متتابعة، جعلت المعني يشك بالطرف الآخر.
وأذكر هنا قصة روتها لي أحد المقربات، حين قالت أنها حين تزوجت لم يسألها زوجها عن حسابها على الفيس، ولم يطلب منها كلمة المرور، ولم يشك بها يوما، فسألته بدافع الفضول عن الأمر فأجابها:( الأمر لا يحتاج كبير ذكاء، ولا كثير عناء)، فلو رأيتك تفتحين الفيس مثلا وحين ألج الغرفة ترتبكين أو تنهين محادثاتك أو تخرجين مسرعة لقلت أنك ربما تستعملينه فيما لايرضي الله.
فهاهنا انتفى مسمى الريبة، لا يوجد ما يجعل هذا الزوج يشك في زوجته أو أخلاقها.

حساب لشخص يدعى أبو عبد الرحمن كان ينشر مقالات دينية جميلة، ونقاشات عقلية ماتعة،
يتابعه خلق كثير، خصوصا طلبة العلوم الشرعية، وهذا الحساب معروف لأزيد من خمس سنوات والناس تتابعه على أنه علم، ومثقف ومتمكن.
لكن من أسابيع قليلة أعلن إلحاده. ليس هذا فحسب، إنما صار ينشر الشبهات.
وقال عنه العلماء والدكاترة أن عملا مؤسساتيا وراءه، وأنه على الأرجح ليس حساب شخص واحد.

أخت سلفية حدثتني مرة عن صديقة مشتركة بينها وبين البنات لمدة تزيد عن العامين، ثم اتضح في الأخير أنها حساب رجل...اعتذر منهن وقال أنه تاب من فعلته تلك.

قصة أخرى حدثت بالفيس هي قصة فتاة ادعت اليتم ومرضها بالسرطان لمدة غير يسيرة، ثم اكتشفوا أنها فتاة تعبث كي تستدر العطف والاهتمام فقط.

فتاة أخرى أعرفها في الواقع معرفة شخصية، طبيبة، ملتزمة، ونشيطة جدا، مثقفة، ونهمة للقراءة
عملت حسابين أحدهما لوالدها وآخر لوالدتها، يعلقون عندها وتعلق عندهم أحيانا...وهذا طيلة عامين
ولأن حبل الكذب قصير....تم اكتشاف أنها تدير تلك الحسابات كلها، وليسا لوالديها.

هذا غيض من فيض عن قصص وكوارث وحوادث حقيقية، لكن أبطالها مراهقون ربما.
لكن هنالك قصص لأشخاص ناضجين صدمنا بهم أيضا.
غير بعيد عنا قصة المخرج الذي يحسب على الوسط الإسلامي، والذي عرفناه من خلال برنامج ديني، والذي اتفق هو وزوجته على حادثة طعن له في تركيا.
تبين أنها مفبركة والهدف منها الترويج لعمل وثائقي كان يشتغل عليه.

منذ مدة نشر كاتب مرموق قصة فتاة منقبة قال أنها عشقته بجنون وتحاول أذيته وأسرته.
يومها كتبت مقالا عن ذلك المرض والهوس بالمشاهير، كوني قرأت عنه كثيرا ذلك الوقت.
بعد يومين أخذ ذلك الكاتب يروج لكتابه الجديد.
ثم كتبه الأخرى...
بعد فترة صار ينشر عن غيرته من نجاح أيمن العتوم بطريقة المزاح، لكنها وشت عن عدم اتزان في شخصيته، وغرابة لمسها كل المتابعين.

لا شك أن هذا الفضاء يمتلئ بالمرضى النفسيين، ولا شك أن دوافع مثل هذه السلوكات متعددة
فيروس حب الظهور...أحلام اليقظة...الحرمان العاطفي...تعويض النقص الذي يعيشونه.
من ليس لديها عائلة تحبها...تختلق عائلة...
من ليس لديها تشويق وسوسبنس في حياتها تختلق ذلك وتعيش جو الأفلام ...
والكثير الكثير من الدوافع التي لا يمكن عدها ولا حصرها.

طيب ماهو التصرف الأنسب هنا؟
هل نحسن الظن، أم نسيء الظن؟
هل نلوم الشخص الذي قال بأن هذا الحساب زائف؟
وهل نلوم من وقع الشك بقلبه، فانتظر البيان؟

أفضل موقف وأجله في هكذا لحظات هو حسن الظن بأخيك المسلم، والدفاع عنه بظهر الغيب وذكر محاسنه، وأنك لا تتوقع منه إلا صدقا.
وهذا الأمر يعكس نقاء القلب الذي تحمله بين جوانحك، حتى وإن ثبت لك عكس ظنك.
فالمهم أنك سليم القلب، وفزت بفضيلة إحسان الظن في أول امتحان لك. وعدم الخوض مع الخائضين في عرض أخيك.

لكن هل يلام من دخل الشك إلى قلبه، وانتظر البيان؟
وهل يلام من كانت لديه شكوك وقرائن متتابعة من قبل وينتظر التوضيح؟
وهل يلام من تهجم مع المتهجمين، بدون انتظار بينة ولا دليل؟

قصة حادثة الإفك مهمة لتربية الأمة وفيها دروس في قمة الروعة، فما عليك سوى البحث عن شيخ ثقة والاستماع إلى القصة لتخرج بمجموعة قناعات ودروس تحميك وتوجهك أوقات الفتن.

لا يجب اتهام الناس دون دليل، والأصل هو إحسان الظن...فهذه هي المنزلة الأسمى.
وأنه إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
لكن مع الإبقاء على الفطنة، وأن تترك عقلك مفتوحا على كل الاحتمالات الأخرى.
فالرسول صلى الله عليه وسلم مثلا، لم يتخذ موقفا في حادثة الإفك، ولم يلجأ لتكذيب المدعين. ولم يسئ الظن بزوجه الكريم، العفيفة الطاهرة.
إنما انتظر البيان والبرهان من الله.

وأي شخص على هذا الفضاء يتحدث ويدعي أشياء، إن لم يصدقها الناس ولم تلج عقولهم فالقاعدة تقول أن البينة على من ادعى، فإذا ادعيت أنك دكتور، يلزم ورقة تثبت ذلك..وهكذا...

وهذا المقال كله كتبته لمن يستغرب أن شخصا واحدا يمكنه تأليف قصة بشخوصها وأحداثها وحساباتها.
وشخصيا لدي 17 حسابا على الفيس بوك، وأعرف سهولة الأمر، وكيف لشخص واحد فقط أن يخدع أمة من الناس بسهولة.
فرغم أني والله يشهد أني ما استعملت حساباتي سوى لحروبي الفيسبوكية، إلا أني تسببت بحيرة وبلبلة لمدينة كاملة، ولحد الآن لا يعرفون أن كل تلكم الحسابات هي لشخص واحد.بل يعتقدون أنهم مجموعة أشخاص.

المسلم السوي يحسن الظن، ولكنه أيضا كيس فطن(لست بالخب ولا الخب يخدعني)

#شمس_الهمة

عن ربات الخدور:

 

عن ربات الخدور:

«إذا تودر حمار التوميات، سال النسا السنيات»
الترجمة:
«إذا تاه أي "ضاع" حمار التوميات(التوميات اسم قبيلة)، فاسأل ربات الخدور»
هذا مثل شعبي متداول في منطقتي، وقصته تقول أمي حقيقية، يتداولها الأجداد
تقول القصة أن حمارا لقبيلة تدعى التوميات تاه، فبحث عنه رجال القبيلة وصغارها فلم يجدوه.
حتى دلتهم النساء في البيوت عن مكانه، نساء محبوسات في البيوت ولا يرين العالم إلا من ثقب الباب.
كيف حدث ذلك، وما قصتهن؟ وكيف استطعن اكتشاف ما عجز عنه الرجال.
تقول أمي أن لذلك عدة أسباب، أولها الفراغ والبطالة وخلو عالمهن من شيء جديد، فلا حصاة تسقط ببركة أيامهن الراكدة والمتشابهة.
لذلك يتخففن من ثقل ذلك السجن، باستراق النظر من خلف ثقب صغير لعالم ماوراء الباب.
ولا تفوتهن شاردة ولا واردة.
أذكر أنني كنت مرة ضيفة عند قريبي، الساكن بعمارة لمدة شهرين رفقة قريبتي، وحدث أن تزوج قريبي ذاك بإحداهن، وبعد مرور شهر فقط، قمنا بزيارتهما ثانية، فسردت لي العروس كل أسماء الجيران، وقصصا أخرى كثيرة، وهي غريبة عن المدينة، وتفاجأت أنا إذ مكثت مدة شهرين ولم أعرف أحدا هناك.
والسبب تقول لي أنها حين لا تجد ماتفعله تلزم النافذة بالساعات، فعلمت بذلك كل ما يدور هناك وهي عروس جديدة.

أما ابنة عمي فتحدثني تقول، أنه كلما تقدم لها خاطب من المدينة، تقول لأخيها الذي -لا يعرفه- أنه ما من داع للسؤال عنه، وتخبره هي بأصله وفصله وجذوره، واسم حبيبته وجده الخامس.
هذا وهي فتاة محبوسة لا تخرج إلا نادرا، فيستغرب أخوها ذلك، ويسميها (شبكة الجزيرة)، ذلك أنها تملك معلومات عن كل ساكني المدينة، وهذا كله بسبب التواصل في الهاتف مع بنات الأخوال والأعمام والجيران، وأحاديثهن التي لا تنتهي عن أحوال الناس.

ليس هذا فحسب إنما يقول أحد الكتاب أن الفراغ والبطالة مع انعدام التربية والتثقيف للفتاة، يجعل النساء يتفوقن في الكذب، والمكر والخداع...فلا ينمو عقلهن ومداركهن بطريقة صائبة، انما يتجه العقل في خط مشوه معوج يقود إلى درك سحيق.

ولبثينة العيسى اقتباس تقول فيه:“أن تعيش في مكانٍ يصادرك حتى آخر سنتمتر منك، يعني أن تبرع في فنون الالتفاف”.

ويقول اقتباس آخر:

أضلَّت المرأة عقلها في ظلمات الأجيال الماضية؛ ففقدت رشدها، وأدركها العجز عن تناول ما تشتهي من الطرق المسنونة؛ فاضطرت إلى استعمال الحيلة، وأخذت تعامل الرجل — وهو سيِّدها وولي أمرها — كما يعامل المسجون حارس سجنه والحفيظ عليه، ونمت فيها ملكة المكر إلى غاية ليس وراءها منزع؛ فأصبحت ممثِّلة ماهرة ومشخِّصة قادرة تظهر في المظاهر المتضادة والألوان المختلفة في كل حال بحسبها، كل ذلك لا عن عقل وحكمة وإنما هي حيل الثعالبة. ولكن لا لوم عليها وعذرها أنها ليست حرَّة، وإنما فقدت الحرية؛ لأنها فقدت السلامة في قوَّة التمييز، بل اللوم كل اللوم على الرجال؛ أريد بهم مَنْ سبقنا ممَنْ أهملوا تربيَّـة نسائنا.”

فالبيئة المتسلطة الظالمة، لا يصلح جوُّها، ولا تنفع أرضها لنمو الفضيلة، ولا يربو فيها إلاَّ نبات الرذيلة.
وفي هذا يقول سيد قطب في الظلال:
((وليس أشد إفسادًا للفطرة من الذل الذي ينشئه الطغيان الطويل، والذي يحطم فضائل النفس البشرية، ويحلل مقوماتها، ويغرس فيها المعروف من طباع العبيد: استخذاء تحت سوط الجلاد، وتمردًا حين يرفع عنها السوط، وتبطرًا حين يتاح لها شيء من النعمة والقوة)).

تذكرت كل هذا وانتبهت له حين استغربت البنات امتلاكي لعديد حسابات الفيس بوك، وما الذي يدفع بعاقلة لهذا الفعل، وجعلني هذا أستغرب فعلتي أنا الأخرى، وأقول (هل كنت بكامل قواي العقلية وقتها؟!)
ولكنه الأسر والسجن أرهف حسي، وزاد ملكة التدقيق والمراقبة عندي..وضاعف حاسة الحدس والتنبؤ بالأشياء وكذا توقعها.
وكذا تعلمت فنون الالتفاف والحيلة كي أحمي نفسي، ويشهد الله أني ما كذبت مازحة أو جادة من خلال حروبي الفيسبوكية تلك، فتربيتي وديني يمنعاني من ذلك، إنما هو التمويه والحيلة فقط.

الأمر أشبه بما يفعله المسجونون عادة، فمن يومين فقط شاهدت سلسلة الأسير(552) بغوانتنامو، الرجل الكويتي الشهم (نايف الكندري).
ذكر أنهم كانوا يطورون لغة التخاطب من تحت أبواب الزنازين الانفرادية، وحتى الصلاة يؤمهم من يتقدم بالزنزانة، وأشياء أخرى كثيرة، تجعلك تذهل لقدرة المخلوق البشري على التأقلم مع الظروف بعون الله، وتطور حواس السمع، وملكات أخرى يمنحها الله، كتعويض لكل من يعاني النقص في مجال ما.

لطالما حفظت أسماء الأماكن والأشخاص، وفي حياتي لم ألتق بشخص ونسيته بعدذاك، حتى أني حين ألقى فتاة ما، لا تعرفني بينما أعرفها، وأذكر لها اسمها ولقبها وأصلها وفصلها وتاريخ لقاءنا، وموقف جمعني بها، وكان يحزنني دوما اني أتذكر الأشخاص ولا يذكرونني، ثم علمت بعدها أن للناس علاقات وحياة يومية ويلتقون أشخاص ويتعرفون عوالم كثيرة تجعلهم ينسون الأشخاص العابرين بسهولة.
بينما شخص مثلي لا يرى طيلة السنة أشخاصا ولا عوالم جديدة البتة.

لكن مع كل ماذكرت، إلا أن غالبية المحبوسات بالبيوت، لا يملكن التصرف في المواقف الحقيقية، ولا يملكن سرعة البديهة لذلك.
وكثيرات منهن يسقطن مع أول امتحان لهن في الحياة، وقس على ذلك قصص فتيات الجامعة اللواتي ينحرفن، و غالبهن نتاج بيئات متزمتة ومتسلطة، لم يرين الحياة من قبل، ولا يملكن هامشا للحرية، ولا ثقة متبادلة مع أهاليهن، وطبعا لا أعمم هنا، فمن تربت على الأخلاق والدين، سيحميها ذلك ويقيها شر المزالق.

وقد تستغربن لو قلت لكن أني من فرط الحماية صرت أضعف، مسكونة على الدوام بالخوف، لا أثق في الناس بسهولة، وحيدة هنا، ووحيدة في عالم الفيس أيضا...فليس لي صديقة أبثها أسراري، ولم يسبق لي التحدث في هاتف -والدتي- مع إحداهن.
في الحياة الواقعية كنت أتعرض لعديد المواقف التي يكاد يكون فيها حتفي، وذلك لعجزي وقلة حيلتي، وتعودي الحماية من أفراد أسرتي، فلا أستطيع دفع أذى أو مكروه بنفسي.

أفاضل كثر خطبوني على الفيس مثلا، وكنت أفر، وأختفي، وأغلق الحساب وألجأ للبكاء كوني لا أعرف كيفية التصرف مع الأمر، رغم أن والدي يعطيني هامشا من الحرية والثقة، ورباني وأنا طفلة صغيرة أنه في حال راقني أحدهم يكفي أن أقول لوالدي(يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين) وكان يكرر هذه القصة على مسامعي دوما، وكنت أحس بالحبور والحب والأمان.
ورغم ذلك كبرت وما جرأت على ذلك، كوني أعلم الفرق بين النظرية والتطبيق، بين الموقف النظري والموقف الحقيقي الذي تطيش معه الأفهام.
وكوني أعرف حقا أنه لا يمكن لوالدي أن يثق البتة بخاطب يأتي عبر العالم الأزرق...وغالبية جيل الآباء يتوجسون من كل جديد ولا يملكون الثقافة اللازمة للتعامل مع التكنولوجيات الحديثة.

ولأني لم أكن أملك صديقة حقيقية، لم أعلم كيف يتصرف الناس في هذه الأمور.. وأنا العجوز الناضجة
التي بلغت من العمر عتيا، غير أني لا زلت طفلة في عالم الصداقات والعلاقات ولا أجيد التعامل مع الناس.

وحين وجدت مريم خنطوط، الفتاة التي وثقت بدينها وأمانتها، بحت لها ذات مرة بقصصي فقالت ببساطة( ما الصعب في الأمر؟)، (وما الضير في خاطب الفيس لامرأة ناضجة وليست مراهقة؟).
وعلمتني كيف أتعامل مع الأمر ولمن ألجأ، ومن يصلح أن يكون الوسيط في هذه الأمور، وكيف نجرب الشخص؟ وكيف نتأكد من دينه وأمانته؟
وصارت هي وخالتو (الجميلة) التي لن أذكر *اسمها* حتى لا تزعجوها باستشاراتكن.صارتا مستشارتي في أمور القلب ومتعلقاته.
وميريام الحبيبة أيضا.

أكتب كل هذا بغية أن يتعلم الناس، أن يتعلم الأخ كيف يثق بأخته، والأب كيف يثق بابنته، والأم كيف تحتوي ابنتها؟
أما الورع البارد، والمثاليات الجوفاء، والوعظ المتعالي فلن ينجح في صنع المسلمة السوية لو كنتم تفقهون. والسلام

أستاذة فشل تحكي تجاربها فتعلمن.😅

#شمس_الهمة

عادة السنة أو التسنان:

 

عادة السنة أو التسنان:

مرات حين أكتب أحيط الموضوع من جميع جوانبه..
مرات أبتره بترا ولا أوفيه حقه..
مرات أريد شيئا، ويكتب قلمي شيئا آخر..
مرات أريد فكرة، ويخونني القلم، وأسيء الصياغة...
وهكذا مرات لا أحسن الإبانة عن كل ما كنت أريد..
وفي الموضوع السابق، عن ربات الخدور
تناولت جانبا واحدا فقط، لذا قد يخيل للقارئ أني أدفع بالنساء لكراهة البيوت
والدعوة إلى التسكع في الطرقات..
لذا سأتناول في هذه الإضافة، فكرة (السنة) أو التسنان للفتاة.ولا أعرف أصل الكلمة ولا معناها.
وهي تقليد تتبعه الأسر العربية حين تبلغ الفتاة ويصبح عمرها(13 سنة)
فتمنع الفتاة من الخروج إلى الشارع، وتمنع من الجري واللعب الخشن، وتعلم فنون البيت والطبخ
وسلوك السيدات الراقيات..
وهذا الأمر تشترك فيه الكثير من الشعوب، ولعل عادة (حفلات الشاي) من العصر الفكتوري تقترب من هذا.

ولهذا الأمر آثار إيجابية على سلوك الفتاة، ويكسبها رقة وأنوثة، فتصبح الفتاة راقية، ومهذبة.وتبتعد عن سلوكات الصبيان، ويذهب ما بها من خشونة وطباع متمردة...ويروضها البيت والقرار ويحسن أخلاقها.
وهذا مجرب ومعاين، فكم من فتاة كانت مثل الصبيان، وحين (تسننت) أصبحت في منتهى النعومة والرقة، وابيض جلدها ورق ملمسه وتنعم.
وغالبا هذا السلوك لا يجبرن عليه إنما هو سلوك فطري ترغب فيه الفتاة بمحض إرادتها فتترك اللعب، وتميل للبيت، وتعلم فنون الطبخ والحياكة وغيرها.

أما من بقيت تكثر الخروج ولم تعرف جو القرار ذاك، فإنها تحرم من أمور كثيرة، أولها أنها تظل مخشوشنة.
تشبه سلوكاتها وحركاتها سلوكات الرجال، حتى صوتها، كلامها، مشيتها كل هذه الأمور بعيدة عن مسمى الأنوثة الحقيقية، والرقة المعهودة في الفتيات.ولو تغلفت بالمساحيق ولو تجملت بأحلى الثياب.
وغالبا يفتقدن معنى الحياء، ولا يعرفن له طريقا.
لكن هاته العادة على جمالها، إلا أن القرون والأعصار المتأخرة عرفت تشديدا ومبالغة في كل شيء.
فحجبت الطفلة والمرأة والفتاة عن المجتمع، وصيرت البيت سجنا محكما لا مملكة وعالما مبهجا للمرأة.
وقد سئل العلماء المنصفون عن ذلك فأجابوا أن هذه الطريقة في حجب الأنثى وحبسها لم يعرفها السلف
ولم يمارسوها إلا مع الزواني.
أما النساء فمع قرارهن في البيوت، غير أنهن كن يمارسن حياتهن بشكل طبيعي، فيخرجن، ويجاهدن، ويشترين، ويحضرن الصلوات والأعياد وووو.

#شمس_الهمة

أحد أسباب أني أفر من هذا الحساب

 أحد أسباب أني أفر من هذا الحساب كثرة الصديقات والمتابعين.

كثرة الصداقات تعني كثرة الرسائل...كثرة المنشورات...كثرة التعليقات

أما الرسائل فأمقتها جدا، وأتمنى لو يحذف مارك زر الرسائل نهائيا، أو يتيح لنا خيار فتح الرسائل لدائرة صغيرة وضيقة جدا..

لا أعني بهذا أني أكره رسائلكن، وطبطبتكن، وبوحكن اللطيف، وأسئلتكن وقصصكن المختلفة.

فهذا يضيف لي الكثير، سواء على صعيد المشاعر والأحاسيس، أو على صعيد العلم والمعرفة، أو مادة دسمة لمقالاتي، وإلهاما للكتابة.

لكن كلما ازداد عدد الأصدقاء، ازداد معه ضغط الرسائل.

بعضهن ترسل فقط السلام...وقد كنت من قبل لا أستطيع تجاهل هذا النوع من الرسائل، لدي فوبيا أنو تطنيش رسالة يمكن أن يتسبب بانتحار احداهن وقد لجأت إلي فتجاهلتها.

كنت أحس كثيرا بتأنيب الضمير إذا تجاهلت الرد...ثم دست على هذا القلب ونجحت بعد محاولات كثيرة وجهاد عسير في التغلب على الأمر، وتجاهل هذا النوع من الرسائل.

رسائل الحب الجميلة ورغبة التعرف علي من فتيات عرفنني من موضوع أو اثنين...أحس بتأنيب الضمير لتجاهلها، وبأني جلفة عديمة الإحساس ومتكبرة..

رسائل عن القراءة، والكتابة، والمعاهد الشرعية ووو...أحب كثيرا الرد على أصحابها بما أعرف...لكنها كثيرة أيضا...والوقت...الوقت لا يسعفني لكل هذا...

رسائل صديقاتي المقربات ودائرتي الخاصة لا تزعجني وأفرح بها وصويحباتها لا يلمنني إذا تشاغلت عن الرد.

*********

المنشورات والتعليقات..

لا أحبذ إهمال التعليقات...أحس بتأنيب ضمير كبير إذا تجاهلت تعليقا لاحداهن، بينما رددت على أخرى..

أفعل هذا كثيرا...ثم أعود للمنشور فأشبعه جادوغات(لايكات)، وردود

كي أرتاح من تأنيب الضمير.

وكذا المنشورات، أحس أنني قصرت مع فلانة، وأني نسيت التفاعل مع مواضيع أخرى ووو

أخاف على مشاعر البنات وأحاسيسهن..


وهذا لعمري مرهق ومستنزف لو تعلمون...ويستهلك طاقتي ووقتي وجهدي..

حاولت كثيرا تعلم فن التجاهل والتغافل...لكن قلبي وضميري لا يتركانني أرتاح..

أبذل من نفسي الكثير ليس بغية إرضاءكن...

إنما هو نمط شخصيتي الذي يضع نفسه مكان الغير دوما ويحاول أن يظهر التعاطف...

هذا النمط من الشخصيات يحاول العيش بمثالية، بعيدا عن أخذ الامور ببساطة كما يفعل الناس من دون تكليف النفس ما لاتطيق...وليبلط الآخرون البحر...وليرضوا أو يسخطوا...لا يهم

العيش بنمط المثالية مرهق جداا...

***********

أما الحب ورسائل الحب فكثيرة جدا علي..

وهي تضاعف مأساتي أيضا..

لا أستطيع العيش بجرعات حب على غير ما اعتدت في الحياة الواقعية...

هذا الحب يثقل كاهلي أيضا وأفر منه كل مرة...

**********

الأمر الآخر أنني شخص متبرم، غير قابل للتشكيل..

أحب جو الحرية، ولا أحبذ أن يضعني الناس في قالب محدد..

وإذا خرجت عنه، فقد خاب أملهم بي..

لا أحبذ جو الأسر، وأن أكون أسيرة لاتجاه معين أو فكر محدد

إنما خلقت حرة، مفكرة

ووظيفة المفكر تتأبى على القولبة والخضوع للتيار..وثقافة القطيع

وظيفة المفكر طرح الاستفهامات...تصحيح المفاهيم والأفكار...وتقليبها...البحث في البديهيات ومنشئها...

وهذا يحتم على الشخص البقاء وحيدا، شريدا، طريدا من دنيا الناس...

طير حر...غريب، ومنفي حتى مع وجود الآلاف حوله...

وإنه لعمري العذاب والشقاء..

******

شكون كيفي، خصني نروح نداوي..

ربما آخر منشور...قبل الاختفاء مجددا..

متعبة ومرهقة جداا


#شمس_الهمة

نمط الشخصية(المتعاطفة empathy)

 


عطفا على المنشور السابق، وحديثي عن نمط الشخصية(المتعاطفة empathy)

سأحاول تقريب الصورة، والتفكير معكن بصوت مسموع، لمعرفة ذواتنا أكثر وكيفية التعامل مع النفس والآخرين..

ففهم الذات، ونمط الشخصية هو الخطوة الأولى لحياة هادئة ومتزنة..

سأتحدث عن حلقة من أحد المسلسلات السورية، شخصت هذا النوع من أنماط الشخصية بدقة لامتناهية..في نص بديع جدا وقصة إنسانية، جسدت مشاهدها تفاصيل النفس البشرية وعذاباتها وغرابتها..


في قصة بطلها الممثل مكسيم خليل، تكون له في البداية خطيبة تضطرها ظروف ما للسفر، فتفسخ الخطبة، ويكون هو قد تعلق بها.

وليخرج من هذا الحالة يعيش حياته ويقرر نسيانها، ثم يخطب فتاة أخرى.

هذه الفتاة وسأسميها مجازا(مسكينة) لأني نسيت اسمها، ولأنها شخص نرجسي اعتمادي يحاول العيش في دور الضحية دائما.

توفي والدها فحزنت بشدة عليه، وتأثرت لفقده، ودخلت في نوبة اكتئاب..حتى جاء مكسيم خليل خاطبا فتشبثت به بقوة.

شخصية مكسيم خليل طيبة متعاطفة، متسامحة إلى أبعد الحدود..

أما شخصية الفتاة فأنانية نرجسية واعتمادية، وكذا غيورة وشكاكة إلى أبعد حد..

ولأنها نرجسية كانت تستغل طيبة مكسيم خليل على الدوام..

بعدها ضاق بها ذرعا، من شكها وتصرفاتها...وأراد فسخ الخطبة فتمسكت به بقوة..

قامت بمحاولة انتحار لأنه تركها ...فشعر بالندم ورجع ٱليها ثانية...

وعادت إلى نفس سيرتها الأولى...وكان يصبر على تصرفاتها..

إلى أن فاض به الكأس بعد موقف شك، أهانته فيه أمام الناس..

هنا فسخ عقد القران بلا رجعة..

وقرر عدم العودة إليها ولو بكت الدم بدل الدموع..

الفتاة لم تحتمل ذلك...وأخذت تبعث له المراسيل لإرجاعها..

وحين علمت أنه مصمم على رأيه...ولأنها تعرف طيبته...استغلت هذا الأمر وبعثت صديقتها بتحاليل وأشعة كاذبة تزعم فيها أنها مريضة سرطان، وفي أيامها الأخيرة..وترجوه من باب إنساني أن يعود لها مؤقتا...

يفكر هو كثيرا في الأمر، ويحتار...ولا ينام لأيام...

ذات صباح استيقظ مرهقا لعمله بعد أن جافاه النوم ليلة كاملة..

وبينما هو متوجه لعمله مستعجلا، ناداه جاره المعاق لحاجة...فأشار له بيده أنه مستعجل ومشغول ومضى..

وحين عاد في المساء، وجد سيارة إسعاف وجمهرة من الناس عند باب جاره..

وحين سألهم عن الأمر، قيل له أن جاره توفي لأن قارورة الغاز انفجرت بوجهه..

فدخل في نوبة اكتئاب، ولازمه تأنيب ضمير كبير، وأحس بأنه المسؤول عن وفاة جاره.

مرت أيام وأسابيع...وأصبح يفكر بخطيبته السابقة، وسيطر عليه هاجس أنها ستموت..

وأنه سيحس بعدها بالمسؤولية وتأنيب الضمير كما حدث له مع جاره..

لم يتحمل الأمر، لم يتحمل فكرة أن يتعذب بعدها طيلة حياته بسبب تأنيب الضمير.

لم أتناول القصة بالشكل الجيد الذي جسدته القصة في مشاهد معاناة مكسيم خليل..وعذاباته...

قلقه الدائم، حيرته، هواجسه ومخاوفه، طيبته وحنانه، في مقابل معاناته...

تخبطه، وحيرته، وتردده..

الربط بين مشهد موت جاره، ومشهد خطيبته المصابة بالسرطان...

التوقيت الحساس الذي جعله يتخذ قرارا مصيريا يضحي فيه براحته وسكينته في مقابل سعادة ورضا شخص آخر..

قصة أخرى واقعية مماثلة تقول فيها صاحبتها أنه تقدم بها العمر ولم تتزوج، وذات مرة تقدم لخطبتها رجل سكير شرير...فضغطت عليها والدتها للقبول...أم كباقي الأمهات تتمنى رؤية ابنتها عروسا قبل أن تموت، ويسيطر عليها القلق بشأن مستقبل ابنتها...ولا تحتمل فكرة أن تبقى أمامها بلا زواج..

لذلك صارت تضغط عليها...والفتاة تبكي وترفض الأمر...وحصلت بينهما مشادة كلامية...ارتفع على اثرها ضغط الأم وشعرت بدوخة خفيفة..

تقول الفتاة أنها طيبت خاطر والدتها، وقبلت بالعريس...لا لشيء ، سوى لإرضاء والدتها، ومخافة أن يحدث لها مكروه، الفتاة باتت ليلتها عند قدمي والدتها، تتحسس إن كانت تتنفس أم لا...

قبلت بالعريس السيء، مخافة تأنيب الضمير..


 هذا هو شعور الشخصيات المتعاطفة، وهكذا يتخذون قراراتهم المصيرية في الحياة...

 ‏هذا النمط من الشخصيات سيء للغاية، تلك الطيبة وذلك الضعف والهشاشة يجلبون الشقاء لأصحابها..

 ‏يستغلهم الجميع، يستغلون طيبتهم ولطفهم..لا أحد يرحمهم..ولا هم يرحمون أنفسهم..

ألا ما أقساه من شعور، وما أسوأه من عذاب.


أكتب هذا لأنه يلزم فهم ذواتنا، لنحسن التعامل معها..والسلام


#شمس_الهمة

 

عن المسلسلات والدراما السورية:

 

عن المسلسلات والدراما السورية:

في البداية سأعترف أن متابعتي للمسلسلات السورية، والحديث عنها لا يعني الترويج لها والدعوة لمشاهدتها.
ولا يعني ذلك إقراري بالأشياء المحرمة الموجودة فيها كالعلاقات المحرمة، اللبس الفاضح، الخمور التي صارت حاضرة في كل الأعمال، الشيشة، تدخين البنات، سكر البنات وووو فضائع وسموم أخلاقية للأسف الشديد انتشرت في أعمالهم خصوصا في الفترة الأخيرة، ويقحمونها في الأعمال حتى لو لم تكن تستدعي ذلك. (وأظن الأمر لا يرجع للكتاب، إنما للمنتجين والمخرجين، لأن النصوص في قمة الروعة.)
لكن لا يعنيني من ذلك سوى النصوص، والقصص وبراعة من يكتبها...وأتابع هذه الأعمال كوني مهتمة بمجال القص، وأرغب في مزاحمة أهل الباطل بمبدأ(وداوها بالتي كانت هي الداء)، وذلك بكتابة أعمال قصصية خالدة وهادفة والله من وراء القصد.
لطالما سمعت مقولة أن سوريا اشتهرت فقط بالأعمال التاريخية، لا وربي فهذا عدم إنصاف من أشباه الصحفيين هؤلاء، فأعمال السوريين الدرامية في القمة، والدراما السورية تنتمي لمدرسة الواقعية، فلا تجد عندهم قصص حب خيالية، وأحلام وردية وسيناريوهات بوليودية كما نشاهد في الدراما المصرية والخليجية والتركية(أحيانا).أما الجزائرية فحدث ولا حرج.
ولعل أهم ميزة في الأعمال الرومانسية مثلا، الصدق والواقعية، وإلمامهم بفن العلاقات بشكل ناضج وقوي.يعني لما يرسملك علاقة بين مخطوبين، يرسمها بتفاصيل واقعية وحقيقية، لا سيناريوهات خيالية.
فيجعلك حين تود الإقبال على علاقة تدخل عارفا ومدركا وواعيا للأمر...
ولأول مرة يصدق كتاب الأعمال الدرامية فلا يصورون الإعجاب اللحظي بين الشاب والفتاة بالحب الخالد المخلد الذي ينتهي تلك النهاية الجميلة.
ومثلما قالت "هالستروم" أن الإعجاب اللحظي يختفي تماما، عندما نكتشف أن الشخص الذي أعجبنا به ليس هو الشخصية التي كنا نظن".
ويقول المدون المصري :"إن الإعجاب اللحظي تبسيط مخل ومختزل لحالة الوقوع في الحب، فمن الفراغ العاطفي ينتقل المرء إلى حالة الإعجاب اللحظي، ثم إلى التعلق المرضي، وبعدها إلى إدمان العلاقات السامة، بعدها تمتلئ العيادات النفسية والمكاتب الاستشارية بالمرضى والباحثين على التعافي.

سأحاول هنا كتابة مقتطفات لمشاهد كانت قمة في الإبداع الدرامي، ولحظات إنسانية صورتها أقلام مبدعة، حق أن ترفع القبعات لأصحابها.

القصة الأولى التي لفتتني:
قصة فتاة ظروفها مزرية، ومنعها والدها من إتمام الدراسة، وكذا منعها من الزواج بمن تحب، فاضطرت للفرار معه، والزواج في المحكمة بدون ولي.
في الغالب اعتدنا كثيرا مشاهدة هذا السيناريو في الأعمال الدرامية، واعتدنا التشجيع على هذا الأمر تحت مسوغ الحب، وأن الحبيبين ناضلا وكافحا وحين سدت الأبواب في وجهيهما فرا معا وتزوجا وعاشا في سعادة وهناء.
لكن هذه المرة غيير...فالقصة تناولت حين تفر الفتاة، مايحدث لوالديها بعد فعلتها تلك، فيشل والدها وتمرض أو تموت والدتها، وتمنع أختها من الدراسة الجامعية.
مشهد آخر يصور لك حالة الفتاة المزرية، وشوقها لوالديها، والفراغ والوحشة التي صارت تحس بهما بعد أن صارت مقطوعة من شجرة.
ثم ينتقلون بك إلى مشهد آخر، مشهد الفتاة بعد الزواج، والتي حرمها الزوج من العمل، ومن إتمام الدراسة.
وقد كان يعدها بحياة وردية قبل ذلك..
لكن بعد الزواج صار شخصا آخر، يغار عليها، يشك بها، يعنفها، ويعيرها لأنها فرت من منزل والديها.
وهكذا يسقط في يدها، وتعرف أخيرا أنه كان فعلا أحمق متهورا.
وهذا لعمري رسالة قوية للمراهقات، يفعل بعقولهن أكثر ما تفعل نصيحة، أو خطبة وعظية مباشرة.
فليت كاتباتنا الملتزمات يقتحمن هذا الفن بأعمال وكتابات ٱبداعية على هذا المنوال.

القصة الثانية:
على الثانية ليلا، زوجين عائدين من حفل زفاف...مشهد سيارة يسوقها الزوج(الممثل عبد المنعم عمايري)، ترافقه زوجته الممثلة سولاف معمار، وابنهما الصغير في الخلف.
تعرضت السيارة لكمين نصبته عصابة أشرار، جذع شجرة في منتصف الطريق، جعل الزوج يوقف السيارة لتنحيته كي يتمكن من المرور.
لتهجم عليه العصابة، ويضعون المسدس فوق رأسه، ويطلبون منه مفتاح السيارة، ومغادرة المكان، فتشل حركته تماما، ويفعل ذلك ولا يقاوم.
وحين يتقدم زعيم العصابة لسرقة السيارة، وهي تحمل زوجته وابنه.
جاء الفرج من الله بقدوم أشخاص آخرين، لقنوا الأشرار درسا قاسيا وخلصوا الزوجة وابنها من براثنهم.
عادت الأسرة للبيت، لكن حياتهما لم تعد كما كانت من قبل.
فالطفل صار مذعورا يتبول في الفراش ولم يكن يفعلها من قبل.
والزوجة أصيبت بالصدمة من موقف زوجها، ولم تستطع أن تكلمه بعدها لأنها رأت جبنه، وتفريطه بعرضه. وانشرخت روحها ولم تعد تحس بالأمان...
هذا إضافة ٱلى تفاصيل أخرى نسيتها في غاية الروووعة وقمة الٱبداع، صورت انهيار العلاقة بين الزوجين عقب الحادثة.
عن قلة حيلة الزوج، عن جبن الرجل، عن شعور المرأة، عن كيف تسقط مهابة الزوج في عين زوجه بموقف، عن كيف يذهب الحب ويحل محله الاحتقار.
هذه القصة قطعت قلبي، لم أشف منها لوقت طويل..

القصة الثالثة:
قصة حب بين مخطوبين دامت خمس سنوات...لكنها انتهت يوم الزفاف.
هل هذا معقول؟!
نعم
والسبب؟!
تكاليف الأعراس، والمشاحنة بين المخطوبين أثناء التحضيرات.
الفتاة تحب المظاهر، وتغالي في الأمر، وتريد أن يكون زفافها أحسن من زفاف فلانة..
عن عدد المعازيم، عن صحون التبولة، عن زخرفة الكراسي، عن الفندق الذي سيقام به حفل الزفاف...
عن فستان العرس....وعن أمور كثيرة.
استبدلت بها الفتاة الأدنى بالذي هو خير...
آثرت زخرف الحياة الدنيا على زوج محب عطوف.
طبعا القصة تحوي تفاصيل كثيرة نسيتها أيضا...لكنها بصدق رسالة قوية موجهة لأصحاب المظاهر.

القصة الرابعة:
جسدتها الممثلة كاريس بشار...عن كيف يصبح المجتمع بعد تولي النساء مهام الداخل والخارج..
عن الذكور والأزواج كيف صاروا أشباه رجال لا يتحملون المسؤوليات، لأن المرأة تحملتها عنهم بطيب خاطر...لا بل ناضلت من أجل أن تثبت أنها تماما مثل الرجل..السترونغ اندبنت وومن..فجلبت لنفسها الشقاء من حيث لم تعلم.
عن كيف يصبح المجتمع مختلا إذا طبقت النساء أفكار النسويات.
مجتمع تصحو فيه المرأة، فتطبخ وتكنس وتجهز الأولاد، ثم تذهب إلى العمل، ثم تذهب لجلب أولادها من المدارس، وحين تحتاج مرة لخدمات الزوج بإصلاح حنفية، أو سيارة، أو إحضار الأطفال من المدارس..يجيبها بكلمة واحدة(ماني فاضي، دبري أمورك).
هكذا تصير حياة المرأة جحيما، حين تعتدي على مهام الرجال، فيهمش دور الرجل
لأن ما من رجل يحس برجولته مع امرأة قوية ومستغنية ومدبرة أمورها.
حلقة كانت قمة في الإبداع حقيقة.

هذا ما أسعف ذاكرتي المهترئة حاليا، وهنالك حلقات يعسر تلخيصها، كونها تناقش قضايا فلسفية غاية في الروعة والجمال.
وسيكون هنالك منشور آخر باذن الله، عن قصص وحكايا أخرى حال تذكرتها.

ملاحظة: لا تسألوني عن أسماء المسلسلات، لا أريد أن أحمل أوزارا فوق أوزاري.

#شمس_الهمة

معاكم الأخ شمس:

معاكم الأخ شمس:


أتذكر في أحد المرات حين كانت قناة المغاربية في بداياتها، وأحد برامجها يتيح للمواطنين تقديم المداخلات عبر السكايب.(والسكايب تطبيق مجاني)

والدي طبعا من محبي عباسي مدني وحزب الفيس السابق، لذا كان مولعا بالقناة.

وكان يقدم مداخلات عبر السكايب، فينجح في الأمر، لأن جمهور السكايب وقتها كان قليلا والله أعلم.

وكنا نحن نستمع في الغرفة الأخرى لمداخلة والدي بحماس طفل صغير. ولسان حالنا يقول: (والدي يتحدث مع قناة فضائية، يا له من إنجاز عظيم!!)


ولأن القناة كانت لا تتورع عن مهاجمة النظام، ونحن في العائلة وقتها كنا تقريبا بفكر مدخلي، وكنا نعارض والدي في توجهاته..ونقدس النظام.


قررت أنا الأخرى تقديم مداخلة عبر السكايب، لأشعر بتلك النشوة، نشوة التحدث مع قناة فضائية..

طبعا غلقت باب الغرفة التي تحوي الحاسوب، ومنعت إخوتي من التواجد معي، وكذا اعتذرت من والدي

لأني أرتبك وأخجل بحضورهم، وكذا تنتابني نوبة هستيرية من الضحك، بسبب إخوتي الذين يضحكون دوما من كل كلمة أتفوه بها.


لذا انتقل جميعهم لغرفة التلفاز، وتسمروا أمامه منتظرين مداخلتي العظيمة😂

وضعت الكاسك، قمت بالاتصال، فأجابني الصحفي قائلا:

- نعم، معنا اتصال جديد، عرفنا بنفسك

- أنا: معك الأخت شمس من معسكر(اسم سكايبي كان شمس الإسلام)

- ‏الصحفي: تفضل أخ شمس

- ‏أنا: لا لا معك الأخت شمس

- ‏هو: تفضل أخي شمس، ما رأيك في الأحداث الأخيرة؟!

- ‏أنا بيني وبين نفسي(أخ شمس، أخ شمس) يلا بلاش نضيعلو وقت الحصة.

ثم قدمت مداخلتي بعكس ما توقع ورحت أمدح وأمجد السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لأني أحبه ولازلت(وماتسقسونيش علاش😂)، ولا زلت أظن أن التاريخ سينصفه يوما.

وقلت له أن جميع إنجازات بوتفليقة غير مرئية وقتها، لأنها إنجازات عملاقة تعمل على المدى البعيد ...

فتمعض وجه الصحفي وأنهى المداخلة -التي لم ترقه- 


طبعا وأنا خرجت من الغرفة منهكة بعد هذا الإنجاز العظيم، وجهي يتصبب عرقا، ومعصور مثل بندورة حمراء.

لأقابل إخوتي في الممر بين الغرفتين، لم يصبروا حتى يعلنوا قهقهاتهم وتنمرهم وصاحوا بي قائلين (شكرا أخ شمس😅).


وأنا أخبرتهم أنه ليس ذنبي أن المذيع أطرش ولا يمتلك أذنا موسيقية تستشعر الأنوثة والجمال.

بعد غد شاهدت الإعادة وحين استمعت لمداخلتي استغربت ممن كان يتحدث نيابة عني، لا بد أنه جني تلبسني وقتها فصوته كان خشنا مرعبا وكأنه أخوك جعفر 😓


دليل آخر أني فو بروفيل..

وبلاش تنمر بنات😌😑


#شمس_الهمة

للكاتبات ذوات الحرف الباذخ:

 

للكاتبات ذوات الحرف الباذخ:

النصوص والخواطر والأفكار التي أكتبها بصفحتي، أكتبها على عجالة، بدون تحضير، بدون تنسيق ولا تنميق، ولا حسن صياغة.
وذلك مرده إلى أسباب كثيرة، أولها ضيق وقتي وتزاحم المسؤوليات والأشغال، التي تحرمني التركيز الجيد، وفسحة من التفكير الهادئ، مما يحرم قلمي الكثير من الانضباط والتدقيق وحسن الصياغة.
وثانيها أن حروفي هزيلة، ولا تؤدي المعاني المطلوبة كما أريد وأرغب.
أكتب فقط لأن قوة داخلية تدفعني لذلك، فأتخفف هنا من وطأة الأفكار، وكذا أرغب بإيصال رسائل من وراءها.
وأرغب إن كانت الأفكار صالحة أن يتم تبنيها والعمل بها.
لذلك لا أنزعج ولا ألتفت لما يقال أنه سرقة الأفكار.
من راقتها فكرة أو مقال وقامت بإعادة صياغته بحروفها الباذخة، فجعلت منها نصا فخما مفعما بالجمال، فلتفعل، بل سيسعدني ذلك جداا.
ولا يهمني هنا إن اقتبست من مقالي جملة أو اثنتين أو حتى فقرة كاملة.
ولا يزعجني أنها لم تشر إلي في نصها ذاك، فأنا أعتبره نصها لأنه مختلف جدا وإن كانت الفكرة واحدة.
فكلنا نقتبس ونأخذ عمن نقرأ، فكتاباتي هي أفكار لكتاب آخرين.وأفكار هؤلاء نتاج قراءات لآخرين وهكذا.
الدكتور أحمد خيري العمري مثلا اتهم من قبل جزائريين بأنه سرق أفكار مالك بن نبي وأعاد صياغتها بأسلوبه الخاص.
وهو أجاب عن ذلك بأنه متأثر بالمفكر الكبير مالك بن نبي وكذا آخرين.
ومن يقرأ له سيجد اختلافا كبيرا، ولا ينفي هنا وجود فكر مالك بن نبي في طيات نصوصه
وكذا شريعتي وغيرهم...وقد لمست ذلك بنفسي.
لكن شيء معيب جدا أن نقول عن هذا سرقة أفكار.
إنما كما قيل فإن كل مؤلف تقرأ له يترك في عقلك وروحك مسارب وأخاديد.
نحن نتشكل من خلال عملية القراءة.
الأفكار مثل المادة الخام، وأتمنى من كل كاتب أن ينجح في استثمار تلك المادة الخام، وتحويلها لتحفة فنية، أو لوحة خالدة رسمتها ريشة فنان.

#شمس_الهمة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...