السبت، 1 يناير 2022

فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا:

 


فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا:



القصة الأولى:

امرأة خمسينية لديها سبعة أولاد، تخاصمت وزوجها، ووصل الأمر بينهما لاستحالة العودة كما السابق، وأخذا يفكران بالانفصال، والأولاد ضائعون شاردون مصدومون، لهذه النهاية المأساوية لعشرة دامت أكثر من عشرين عاما.

فشلت كل المساعي للإصلاح بينهما، وركب الشيطان رأس كل منهما، وصمما على موقفيهما..رغم أن الخلاف كان بسيطا، ولا يستحق.

تلك الغيوم الكئيبة حلت بسماء ذلك البيت الهانئ كلعنة..وامتد الخلاف لأسابيع، ثم لأشهر..

بعدها أصيب الابن البكر صاحب العشرين ربيعا بمرض السكري(عافانا الله وإياكم).

فنسي الزوجان خلافاتهما، واتحدا لمعالجة ابنهما ودعمه والتخفيف عنه، وعادت علاقتهما أحسن مما كانت عليه من قبل.


القصة الثانية:

كان بشير صائغا مشهورا، ثريا فاحش الثراء، وكان يعتبر "سفيان"، العامل لديه، ذراعه اليمنى ومستودع أسراره.

لكن الأخير غادر إلى مدينة وهران بلا رجعة، وقطع كل الاتصالات التي تربطه برئيسه في العمل" بشير"

بشير استغرب الأمر، وأرسل عيونه ليأتوه بالخبر اليقين، وكان أن أخبروه أنه صار صائغا حرا، بفيلا ضخمة وسيارة فاخرة.

كان الأمر بمثابة الصدمة لبشير، لذا قرر التحقق من الحسابات والأموال، فجلب محاسبه ومعاونيه، فوجدوا أن "سفيان" كان يختلس غراما فقط من كل قطعة من الأساور التي كانوا يبعونها للناس.

وحين دققوا الحسابات وجدوه قد اختلس ما قيمته (700 مليون سنتيم).

ثارت ثائرة بشير، وراح يرغي ويزبد، ويحلف بأغلظ الأيمان أنه سينتقم لنفسه بقتل سفيان بيديه إن مكنه الله منه، وأنه يرحب بالسجن لأجل ذلك.

بشير كان له زوجة وأطفال، وزوجته كانت تموت في اليوم ألف ميتة وهي ترى زوجها يتهدد ويتوعد.

كانت ترى الترمل رأي العين، واليتم والحرمان يفغر فاه لالتهام أبناءها..

بعد يومين زار "الكنترول“ محل بشير على حين غرة، بشير كان غاضبا، لذا حصلت مشادات بينه وبين الكنترول، فأشار عليه بمطرقة صغيرة كانت بيده كتهديد، وذلك أمام مرآى ومسمع من الناس.

الكنترول اعتبر هذا تجاوزا صارخا، وطلب الشرطة، التي حققت في الأمر وزج به في السجن لمدة شهرين كاملين.

في السجن عرف بشير عالما آخر كان يجهله تماما، النوم مصفوفين كأعواد الكبريت في مساحة ضيقة على الأرض في عز الشتاء والصقيع..

الاعتداءات المتكررة من المساجين ضد بعضهم البعض..

السرقات، الغنف اللفظي، الفحش في القول..

انعدام وسائل الراحة والنظافة الشخصية..

و......هلم جرا..

لم يعرف بشير لم يحدث معه كل هذا؟!

وظل قانطا، حزينا يفكر ويعيد حساباته..

بعد حياة السجن تلك، قرر بشير تفويض أمر صديقه المختلس إلى الله، وأنه لن يوسخ يديه ويرتكب جريمة، فيدخل السجن بسببه..

وحين سألته زوجته، لماذا تغير موقفك؟ وقد كنت من قبل مصمما على قتله.

أجابها قائلا: لقد أخذت الدرس في السجن، ولن أعود لذلك المكان.

السجن كان درسا من الله لي، هل ستصبر لمدة شهرين؟! فكيف بالمؤبد؟!

{ فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون}


#شمس_الهمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...