بينما يحتفل الناس بالأصحاب، ويحتفي الأشخاص بالتوائم، بالمراكز بالأماكن.
أجدني وحيدة وغريبة، أحتفل كل عام بغربتي ووحدتي.
كل الأماكن تلفظني، وكل من عرفتهم ابتعدوا عني.
ليس لي صديقة حميمة أبثها همي، ولا مؤنسة تخفف عني.
أحتفل كل يوم بظلام الليل الذي يخفيني، أدمن الهروب والاختباء.
فكوابيسي لا تكون في الليل، بل تبدأ عندما أستيقظ، أما أثناء النوم فلا شيء يحول بيني وبين السعادة، أومن على الدوام بعظمة النوم في حل مشاكلي المستحيلة التي لا يمكن لغير القدر أن يساعدني على التخلص منها.
أجد راحتي وعزائي بالادمان على النوم، أعشقه، أكثر منه، ننام فتنهض أجسادنا، لتعيش حياتها المستقلة، وكما نجرها نحن أثناء الصحو، تجرنا أثناء النوم، إلى عوالم أخرى، وإلا فلماذا نصحو متعبين في بعض الأيام؟
أسير في طريق الحياة كالشارد الهيمان، أنشد الراحة ولا أجد الظل، وأفيض المحبة ولا أجد الحبيب، وألبس الناس ولا أجد الدفء، وأعالج العيش ولا أدرك الغاية،
تماما كالآلة تنتجها الآلة، ويستهلكها العمل فهي تخدم غيرها بالتسخير، وتميت نفسها بالدؤوب
لا يربطني بالمستقبل رابط أمل ولا ولد.
في الواقع حرمت قسرا من الصداقات، فأصبحت حقا أفر منها، لا أجيد التعامل مع كل شخص يقترب مني، وإلا كان مصيره الاحتراق تماما كمن يقرب الشمس.
فلم تسميت بالشمس، ولكل امرئ من اسمه نصيب؟!
أرغب دائما في البعد، أن يحبني الجميع من بعيد، لأن لدي شعورا أن الاقتراب سيفقدني من أحب.
غرببة وغربة الأفكار قاتلة، وشعور أن كل الأماكن والعوالم تلفظك، أنك لا تنتمي لأي منها شعور مؤلم.
قيل:
أتعرف ما معنى أن تكون وحيدا؟
الأمر أشبه بأن يكون الجميع معك، واقفين بصفك، وفرحين بصحبتك
لكنك فقط لست معك
أعني غائب عن الوعي
كأن تمل روحك الدائرية جسدك المستطيل لأنه لم يفلح يوما في احتوائها بالشكل الكافي
ومع ذلك لم أستغرب يوما نقصان عدد أصدقائي
كوني لا أنتمي لأي فكر ولا لأي تيار ولا لأي منهم
فأنا دائمة الصمت، متبرمة وغير قابلة للتشكيل
فرد لا يجيد شيئا سوى مراقبة الأشياء من بعيد
مثلي لم تخلق للصداقات، أو اللقاءات، مثلي عاشت وتعيش وحيدة وربما ستموت وحيدة أيضا
يحتفل العالم من حولي بالضحكات والبسمات وأحتفل دوما بأنهار من الدموع.
#حروف_بنكهة_الدموع،
انهالت علي حين قرأت نصا بديعا عن الصداقة، فنكأ جراحا كانت هامدة.
وعرفني حقيقة وحدتي.
لله ما أجمل نصك يا مريم
لله ما أجمل شعور الحب ومشاعر الصداقة
لله ما أبشع أن يعيش المرء وحيدا، ويموت وحيدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق