الجمعة، 26 يونيو 2020

معارك الدعاة والعلماء، وسعي العوام بالغيبة والنميمة بينهم:

معارك الدعاة والعلماء، وسعي العوام بالغيبة والنميمة بينهم:


قبل يومين حصل همز ولمز بين ثلاثة دعاة يحسبون على الوسط الإسلامي للأسف، وثلاثتهم أقران فيهم من الخير الكثير، غير أن لكل واحد منهم أخطاءه الصغيرة أيضا والمغمورة في بحر حسناته.

الأمر كان محزنا، ومؤسفا، وصادما لكثيرين، خصوصا فئة الشباب الذي يتخذ هؤلاء كقدوات.

إلى هنا الأمر عادي، فقد تعودنا صراع الديوك والمعارك الكلامية بين المشايخ والدعاة الذين يحسبون على الوسط الملتزم للأسف الشديد.

ما لفت انتباهي مشايخ وأساتذة من خروبة، ومشايخ آخرون من مصر، وجدتهم يشاركون على صفحاتهم طعن هذا في ذاك، وكلام هذا عن ذاك، وكل يصطف مع شيخه ضد غريمه.
لم أجد من هؤلاء من يقول كلمة طيبة، أو اصلاحا بين الناس.

أما تعليقات العوام فحدث ولا حرج، يدخلون لصفحة هذا، فينقلون له كلام الآخر عنه، ويذهب بعضهم إلى آخر ويقول له بصيغة الأمر نريد ردك على ما قال فيك فلان.

ولا تسل عن النخب من إعلاميين ومؤثرين، أناس لا ناقة ولا جمل لهم، اصطفوا مع واحد ضد الآخر.

وتذكرت أن هذه الآفة كانت موجودة بشكل ما في عصور مختلفة، من ذلك أنهم نقلوا للشيخ أحمد ابن حنبل كلام شيخ آخر عنه فكان رده رحمه الله:(( ما حيلتي شيخ صالح بلي بي!)) وما زاد عن ذلك.

فانظروا إلى الأخلاق، وإلى التربية يومها، وقارنوها مع يومنا وأخلاقنا وأخلاق علمائنا الذين يذهبون مع العوام كل مذهب، فلا يجد العوام رادعا ولا عتابا.

وقد حذَّر العلماء من هذه الآفة، وبيَّنوا خطورتها، خاصَّةً إذا كانت بين العلماء.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: استمعوا علم العلماء، ولا تُصدِّقوا بعضهم على بعض؛ فوالذي نفسي بيده، لهم أشد تغايُرًا من التيوس في زَرْبِها[12].

وقال أيضًا: خذوا العلم حيث وجدتُم، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم في بعض؛ فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة[13].

وقال مالك بن دينار: يُؤْخَذُ بقول العلماء والقُرَّاء في كل شيء، إلا قول بعضهم في بعض؛ فلهم أشد تحاسُدًا من التيوس[14].

والعلماء لا يحسدون بالمعنى المذموم البغيض، وإن كان ينشأ بينهم نوعٌ من التنافس، قد يجُرُّ إلى قليلٍ من الحسد، فينشأ عنه كلام سوء، وخروجٌ عن الجادة.

فالله الله في علمائنا ودعاتنا، والحذر الحذر من السعي بالغيبة المحرمة بين العلماء.


#شمس_الهمة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...