الجمعة، 26 يونيو 2020

كيف نعالج قضايا المرأة انطلاقا من آراء ثلة من المفكرين حول الأمر:

كيف نعالج قضايا المرأة انطلاقا من آراء ثلة من المفكرين حول الأمر:

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

ميز مالك بن نبي بين موقفين متقابلين من قضية المرأة: موقف المتمسكين بإبعاد المرأة عن المجتمع وإبقائها في وضعها التقليدي الذي كرسته التقاليد، وموقف الداعين إلى أن تخرج المرأة في صورة تلفت إليها الغرائز. ورأى أن موقفي هذين الفريقين يصدران عن دافع واحد هو الغريزة. وهذان الموقفان لا يساهمان في حل المشكلة، بل ربما زادا الطين بلة. وإذا كان موقف الداعين إلى التحرر على النمط الغربي واضح الأخطار على المجتمع الإسلامي بسبب ما يؤدي إليه من ترسيخ للتبعية وتبليد للحس الإسلامي وضرب الهوية الخاصة للأمة، فإن الموقف الثاني قد يكون أشد خطرا لأنه يعطي لأعداء الأمة المبررات للخوض في سمعة الإسلام والتشكيك فيه، ويجعل المرأة حين تفكر في الحرية لا تجد أمامها إلا النموذج الغربي الحاضر أمامها.
من أجل ذلك يستبعد مالك هذين الموقفين لأنه "لا أمل لنا أن نجد في آرائهما حلا لمشكلة المرأة"

- هناك امرأة من نوع ثالث، امرأة لا تقبل النموذج الموروث للمرأة، ولا تقبل النموذج المستورد الوافد من أقذر وأسوأ أعداء الإنسانية. وهي تعرف كلا النموذجين حق معرفتهما، وما يفرض عليها باسم التقاليد الموروثة لا صلة له بالإسلام.(علي شريعتي).

- وذكر أيضا أن تيار التغريب عصف بالمجتمعات الإسلامية نتيجة لتيارين، تيار المنسلخين التقدميين الذين روجوا له بين أبنائنا. وتيار المحافظين والتقليديين الذين قاوموا هذا التغريب من خلال وسائل المقاومة البدائية، والتصدي المتعجرف الذي صدر عنها.
والذي ساهم على نحو غير مباشر في تمهيد الأرضية في مجتمعاتنا لقبول الفكرة التغريبية أكثر.
وشبه ذلك كمثل بقعة بنزين اذا أريقت في موضع وشبت فيها النار.
فكلما حاول بعض السذج اطفاءها بأساليب متسرعة وغير مدروسة ازدادت اشتعالا.
وهذا هو السبب الذي جعل التصدي البدائي للغرب، غالبا ما يكون مدعاة لقبول تلك الأفكار في المجتمع، وايجاد عقد وردود لدى أبنائه يسفر عنها الترحيب بما يدعو إليه الغرب.(علي شريعتي).

رأي ماجد عرسان الكيلاني في قضايا المرأة:
- يقول ابن تيمية: "المحرمات جميعها من الكفر والفسوق والعصيان إنما يفعلها العبد لجهله أو حاجته، فإنه إذا كان عالما بمضرتها وهو غني عنها، امتنع أن يفعلها....فأصل وقوع السيئات منه عدم العلم أو الغنى".

- لذلك لا يكفي لعلاج المحرمات والبدع والضلالات أن توعظ العامة بعدم شرعيتها ليعلموا مضرتها، وإنما لا بد أن يقترن الوعظ بأهمية العدل، ومحاربة الظلم لتختفي"الحاجة" التي تدفع الناس في طريق الضلالات والبدع، وتجبرهم على الوقوع في الكفر والفسوق والعصيان.

وكثيرا ما أخطأت الحركة الإسلامية المعاصرة ممثلة بالعلماء والمفكرين حين ركزت على المظهر الديني، مع التنديد بمضاعفات القصور والمخالفة والعصيان في المظهر الاجتماعي، فهي مثلا ألقت خطبا كثيرة وألفت كتبا عن لباس المرأة وخروجها إلى العمل وتبرجها، دون أن تنتبه للسياسات التي دفعت بالمرأة دفعا إلى ذلك، ويأتي على رأس هذه السياسات اغتيال العدل، وتفاوت فرص العيش، وانعدام وسائله الكريمة، مما دفع بالمرأة للخروج بالشكل الذي خرجت به، وأجبرت على تنفيذ متطلبات التسويق ورواج البضاعة في لباسها وتبرجها.
- والغفلة عن السبب تجعل الحركة الاسلامية تدين الضحية وتنسى الجاني، وتخاصم المرأة وأبناء الطبقة العاملة وتجعلهم فريسة سهلة أمام التيار الوافد من الخارج.

- وتحتاج المجتمعات الإسلامية أن تتجاوز الحس الذي انتهى إليه ابن تيمية، إلى درجة الوعي الذي يشخص الظاهرة ويعالج بدعها وضلالاتها بتجفيف المسببات الرئيسة لها، ودواء العدل وتوزيع الثروات وصيانة الحريات، بظل التعامل معها بمنهج المحاكمة والإدانة الذي يدين" الضحية" ويتجاهل" الجاني".

- من القضايا التي يشدد عليها المنهج العلمي في البحث أمران:

الأول:هو تحديد المشكلة تحديدا دقيقا، لا التلهي بالأعراض والمضاعفات الناجمة عن هذه المشكلة.

الثاني:هو أن دراسة المشكلة لا تتوقف عند حاضرها بل لابد من الوقوف على أصولها، ثم تتبع تاريخها والتطورات التي مرت بها.

- الكتب المؤلفة لعقد من الزمان حول المرأة، تناولت المسائل العتيقة المعروفة لدى الجميع فذكر الدكتور عبد الكريم بكار:
((نظرت فيما كتب حول المرأة المسلمة عبر الخمسين سنة الماضية فوجدت أن 80% منه يركز على كيفية صونها والحفاظ عليها وبالتحديد حول حجابها وشروط عملها خارج المنزل واختلاطها بالرجال اﻷجانب. أما ال 20% فإنه يركز على تنمية المرأة!
في نظري كان الواجب هو العكس تماما فنحن في حاجة إلى اﻷفكار واﻷدبيات والمبادرات التي تساعد المرأة على أن تكون أما ممتازة وداعية مؤثرة ورائدة في العمل الخيري....
طبعاً معظم الكتابات كانت بأقلام الرجال أو بأقلام نساء يرددن ما يقوله الرجال مع أنه في نظري لا يفهم المرأة إلا المرأة.
كلي أمل أن تتغير هذه الصورة الباهتة.))

عمل المرأة (المتزوجة تحديداً) وقضائها كل تلك الساعات بعيداً عن أطفالها هو مأساة كبرى.. ‬

‫لكن المأساة الأكبر تكمن في الظروف التي تدفعها لذلك.. النظام الاقتصادي الذي يجعل راتباً واحداً لا يكفي.. أو التسلط الاجتماعي الذي يجعل استقلالها الاقتصادي أولوية مقدمة على كل شيء آخر.‬

#ديك_الجن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...