#للترفيه_ولا_للتجريح:
#خربشات_ليست_للقراءة:
"كنا نعيش بحي منعزل يضم الأساتذة فقط، وكان قبالة حينا إكمالية لتلاميذ المتوسط، وخلف السكنات لجهة الشرق مدرستان ابتدائيتان لا تبعدان كثيرا عن بعضهما أما جهة الغرب والشمال فلم يكن هنالك سوى الفراغ.
كنا في عزلة تامة، فيما عدا ما كان وراء الابتدائية من سكنات خاصة تسمى (لاكناب)، يقطن بها المصريون والسوريون، كانوا لايسمحون لأطفالهم بالخروج إلا نادرا، وكنا في بعض المرات نخرق القوانين، و نذهب عندهم، ونتحلق حول بركة مياه صغيرة نتفرج على الزغلال(صغير الضفادع) وهو يسبح في الماء برشاقة، كنا نحسبه صغير السمك، وكانت أقصى أمانينا أن نظفر بواحدة من تلك الكائنات الرشيقة الزلقة، ولكن عبثا كنا نحاول.
كان آباؤنا وأمهاتنا صارمين في هذا الجانب، وموسوسي نظافة، يعنون كثيرا بالمظاهر فكنت أسمع الأمهات يصرخن على أطفالهن (أووووه، ميكخوب، ميكخوب)، والدتي كانت مختلفة عنهن، بينما كان أبي من ذلك الصنف، فرغم كراته وامتعاظه لتلك اللفظة الفرنسية(ميكخوب)، غير أنه كان يلفظها بالعربية الفصحى( احذروا الميكروبات والجراثيم)!!
كانوا متفقين على أن تلك هي التربية الصحيحة، وكنا كأطفال متفقين على التمرد، وكسر القوانين، فكل ممنوع مرغوب.
كانت سكنات حينا متلاصقة ببعضها في شكل حدوة الفرس فالحي مغلق بالكامل تقريبا إلا المساحة التي تطل على الإكمالية التي كان جميع أولئك الأساتذة يدرسون بها.
كان للإكمالية بابان، باب صغير يطل على حينا، يدخل منه الأساتذة ويخرجون، وباب عريض آخر في جهة أخرى بعيدة يدخل منه التلاميذ.
تلك المساحة التي تطل على سور الإكمالية الممتد بالطول كانت تشكل خطرا على الساكنين وتهديدا حقيقيا على الأطفال والقاطنين، فقد كانت مرتعا للسكارى في الليل البهيم، وممشى للغرباء عن الحي والمتسكعين، لدرجة جعلت أولئك الأساتذة يفكرون ببناء سور حتى تغلق حدوة الفرس وينعم القاطنون وأبناؤهم بالأمان.
ولكن كالعادة اتفق الأساتذة على أن لا يتفقوا، ويقال" يجتمع أهل الباطل بسهولة على قضية ما ويتحدون، ولكن من الصعب أن يجتمع المثقفون على أمر، فغرور الواحد منهم يمنعهم من ذلك الاتحاد".
كانت المنطقة خطرة للغاية، فكل يوم تسمع بخبر قتل أو اختطاف أو اعتداء بالأسلحة البيضاء، وحتى السرقات كانت سلوكا يوميا لهؤلاء.
لم يكن لنا بتلك المدينة أقرباء، مما جعل والدي يفرط في الخوف علينا والتشديد والتضييق على أماكن وفترات لعبنا.
كان لا ينفك يحذرنا من الغرباء، ويوصينا أن لا نرد عليهم، أو نقبل منهم شيئا، وكان يقوم بتدريبنا على كيفية الانسحاب من محادثة أولئك ويعلمنا كيف نطلب النجدة، وكيف نخطط لهروب ماكر في حال تعرضنا لخطر ما.
كان اخوتي يستمعون للكلام بالأذن اليمنى ويدعونه ببساطة يخرج من الأذن اليسرى، فكأطفال كانوا يميلون للمغامرة وخرق القوانين دوما.
أما بالنسبة لي فقد كنت "نية" أمشى مثل المسطرة، وأطيع الأوامر طاعة عمياء، اضافة إلى الخوف المغروس غرسا والذي امتدت جذوره إلى الأعماق، والضعف الذي كان السمة البارزة في شخصيتي، والذي فاقم من حالة البارانويا عندي.
وفي مساء أحد الأيام، اجتمع بعض الأساتذة "الملتحين"من غير حينا، عند باب الإكمالية ضمن الساحة، حول صينية من الشاي والمسمن والبغرير والحلوى، وأخذوا يتبادلون الأخبار والنكات ويستمتعون، وفجأة هبت رياح مفاجئة أغلقت ذلك الباب الذي كان يفتح من الخارج فقط، وكان عبارة عن شباك يصف ويكشف ما وراءه.
كنت وصديقاتي نشكل جمهور مشجعات لفريق كرة القدم من الذكور، وعند سماعنا لخبطة الريح القوية للباب الحديدي، انتبهنا من غفلتنا تلك لوهلة، توقف الصبيان عن اللعب، والتففنا حول بعضنا البعض وتوجهت أنظارنا إلى ذلك الباب وأولئك الأساتذة.
كنت أحب المتدينين وأصحاب اللحى بالفطرة، إلا أن حبي ذاك لم يشفع لهم ذلك اليوم .
حينها همس القائد الذي بداخلي إلى المجموعة وقلت لهم:" حولوا أنظاركم عنهم، وتظاهروا بالانشغال، فسيطلبون منكم المساعدة وفتح الباب".
فسألني البعض ببراءة الأطفال:" وماذا في ذلك؟! مساكين لازم نعاونوهم".
لأرد بلهجة المحقق كونان:"والدي حذرنا من الغرباء، هذا العالم سيء بما يكفي لتتوقفوا عن اظهار طيبتكم والغباء، أولا سيطلبون منا التقدم لفتح الباب، واذا لم نستجب فسيقومون بإغرائنا ببعض الحلوى، وان لم نستجب لهم فسيقومون بإغرائنا بالمال، فإذا ضعفنا واستجبنا، قاموا باختطافنا."( علم كبير هههه).
هذه السياسة المتبعة للمختطفين دوما، أبي يقول هذا لي كل يوم.
نظرات تائهة وحائرة، وأسماع مرهفة، كانت مخيلات أولئك الأطفال تتأرجح بين الشك واليقين...
ولم نلبث سوى لحظة قصيرة، واذا بأولئك الأساتذة يستصرخون طلبا للمساعدة، ولكن الأطفال كانوا تحت تأثير كلماتي، فلم يجرؤ أحد منهم على مساعدة هؤلاء، وحين لاحظ أولئك الأساتذة أننا لا نستجيب قاموا بحمل قطع الحلوى وكؤوس الشاي عربون محبة وهدية لمن يقوم بفتح الباب.
ولكن عبثا كانوا يحاولون...
هنا قلت لشلة الأطفال أن المرحلة الأخيرة ستكون الأغراء بالمال.
-ألم أقل لكم؟! إنها أساليب المختطفين.
نداءات متكررة لنا ونحن متسمرون بأماكننا، وحين فشلت مساعيهم نطقوا بالجملة المطلوبة(ارواحوا، هاكم ميادورو، ألف فرانك)
ما من جريمة كاملة!!
سقط القناع!!
اهربوا!!
كلمات وتحليل عبقري كانا كافيان لتشتيت جمهور الأطفال، وإصابتهم بالذعر والخوف، ليلوذوا بعدها جميعا إلى مساكنهم، هذا والأساتذة مشدوهين من سلوكنا المبهم آنذاك.
أما الموقف الثاني، فحدث حينما كان عمري خمس سنوات ونصف، كنت كالعادة مع أخي الصغير وشلة الأطفال نلعب "الغميضى"، وحدث أن ذهبت لأختبئ وراء سور الإكمالية عند الزاوية تماما، ففوجئت بعشرات الأوراق النقدية من فئة " العشرين ألف" الحمراء، تعوم ببركة كبيرة من مياه الأمطار، وبجانب البركة أعقاب سجائر، وحقيبة ظهر نصف مفتوحة تحوي أموالا أيضا، صخور يجلس عليها مدمنو الكحول، قارورات خمر فارغة مهشمة، فالمكان معروف بأنه مرتع لمدمني الكحول أثناء الليل.
حينها ناديت كل شلة الأطفال، وأخبرتهم عن الكنز الذي وجدته، فاندفع الأطفال يحاولون جمع ما يستطيعون تجميعه، فصرخت بهم أن تلك الأموال لا تجوز، لأنها "مال الحرام"، وأن أصحابها من السكارى سوف يعودون حتما لاسترجاعها، وإذا لم يجدوها فسوف يقومون بلي أعناقنا وذبحنا دون رحمة.
الأطفال هذه المرة كانوا صبيانا وبنات أيضا، وبعضهم كان أكبر مني، ومع ذلك اقتنع الجميع بما ذكرته، ودب الخوف في قلوب الجميع.
قفلنا راجعين فالتقينا بأحد الأطفال الذي يكبرنا قليلا كان اسمه"نذير"، طفل جريء شجاع، وحاد الذكاء.
كان يكبر جميع أولاد الحي، لذلك أحطنا به جميعنا، وبلهجة هامسة وكلمات سريعة ومختلطة، كان جميعنا يتكلم دون أن يصغي أحد منا للآخر، حاول نذير تهدئتنا، وأمرني بأن أنوب عنهم في الكلام، فقمت بإخباره بالأمر بأدق التفاصيل، ولم أنسى ذكر تحليلاتي الغبية *عفوا*أقصد العبقرية حول الأمر.
أمرني نذير أن أدله على المكان، فذهبنا جميعا مرة ثانية، وحين تأكد له الأمر ، أثنى على حنكتي وبراعتي وثمن موقفي القاضي بأن نترك الأموال على حالها، وننصرف لمنازلنا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
ذهب الجميع إلى منازلهم، وحين عودة آبائنا على الساعة الحادية عشر، أخبر كل فرد فينا أباه، وكنت أنا قد أخبرت والدي فلم يصدق الخبر، واعتبره خيال أطفال، ولكنه لم يملك إلا الذهاب والتحقق من الأمر، وحين خرج من المنزل وجد جميع الأساتذة يتكلمون بالأمر، ويستعدون للتوجه نحو المكان، وقد سال لعابهم جميعا رغبة بالمال.
خيبة كبيرة كانت بانتظارهم، فلم يعد لتلك الأموال وجود، مجرد بركة ضحلة وأوحال.
الأساتذة اعتبروا أن الأمر مجرد خيال أطفال، وعزموا على عدم تصديق ترهاتنا مجددا، أب واحد من أولئك الآباء كان يصدق ما نقول، ورغم ذلك كان يومها يدعم موقف الأساتذة ذاك، ويهزأ من خيال الأطفال، لقد كان والد نذير.
ففي غمرة حماستنا وسذاجتنا كأطفال، لم نذكر لآباءنا آخر تفصيل مهم، وهو أننا التقينا نذيرا، وأنه أشار إلينا بالعودة إلى منازلنا والاختباء حتى عودة آباءنا، وأوهمنا أنه سيغادر المكان مثلنا.
شخصيا لم أنتبه لذلك الأمر، ولم أذكره لوالدي حينها، اعتقدنا جميعا أن السكارى عادوا وأخذوا أموالهم.
فقط حين كبرت، ومرت سنوات طوال على الحادثة، أعدت سرد التفاصيل كاملة على والدي فاستنتج أن نذير هو من أخذ الأموال، في حين كان غائبا عني ذلك
تماما.لم يخطر ببالي أبدا أن نذير كان قد خدعنا جميعا.
وليومنا هذا يسخر اخوتي من سذاجتي بسبب تلك القصة"الدراهم تاع السكايرية" ههههه.
ورغم كل ذلك، كان والدي ليقول نفس الكلام(هي أموال حرام، فربما هي مسروقة ولذا لا يجوز لنا التمتع بها).
موقف آخر أتذكره، وهو أنني لم أكن لآكل شيئا قدمه لي شخص غريب.
مرة ونحن نلعب كالعادة، خرجت احدى النساء من منزل جيراننا كانت عمة صديقتي "فضيلة" ، وقدمت لنا كيسا مملوءا بالحلوى، والكوجاك، ومكعبات السكر، وحين أولت ظهرها، وعزم الجميع على الشروع في الاستمتاع بقطع الحلوى المهداة، همست لهم كما يفعل المحققون، بأن تلك الحلوى تحوي سما قاتلا ربما، فنحن لا نعرف صاحبتها، وأشرت عليهم بأن نقوم بدفنها في التراب.
وبحركة سريعة امتثل كالعادة أولئك الأتباع دون نقاش، والأعجب أن صديقتي فضيلة كانت تطبق الأمر مثل الجميع، رغم أن تلك المرأة كانت عمتها الحنون!!
مرت دقائق على دفننا تلك الجثامين اللذيذة الحلوة، ولكن نفسي ظلت تنازعني عليها، والشيطان يحثني على اخراجها من مرقدها ذاك مجددا والاستمتاع بأكلها ومصها.
خفت أن أضعف ببساطة، فالنفس الأمارة بالسوء تنازعني من أجلها، ولعابي سال على إثر مرآها.
لذلك أشرت عليهم بأن نقوم بإخراجها، ومن ثم تفتيها بالحجر، ثم إلقاءها في الهواء كما يفعل الكوريون مع رماد جثامين موتاهم.
- ربما وجدها أحد الأطفال الأصغر منا سنا، فأكلها، فنكون قد تسببنا جميعنا بموته(كان هذا السبب الظاهر الذي ذكرته، بينما أخفيت أن السبب هو ولعي بها واشتهاؤها).
كانت تلك بعضا من قصص بطولاتي الخالدة، وقد تعجبون اذا قلت لكم أن السذاجة وضيق التفكير لازماني مدة طويلة، ولا أزال إلى يومنا هذا أقوم بأفعال غبية بلهاء قد لا تخطر على عاقل.
منها أن البارانويا ظلت تلازمني في مواقف شتى، أذكر أنني حين كنت في الطريق إلى الثانوية مع صديقتي، صادفتنا امرأة عجوز خرجت من ضريح لولي صالح، بعد أن أوقدت فيه الشموع، ووضعت الزيارة(بعض القطع النقدية)، أذكر أنها تقدمت نحونا وقدمت لنا قطعتين كبيرتين من خبز الفطير، قائلة أنها "صدقة" ثم ابتعدت عنا مولية ظهرها.
حينها قمت بتقبيل قطعة الخبز، ووضعها بركن بارز من حائط ابتدائية، وطلبت من صديقتي ذات الفعل فاستغربت أيما استغراب.
شرحت لها أننا لا نعرف تلك العجوز، اضافة إلى خروجها من ضريح الشرك ذاك.
استسلمت صديقتي لرغبتي مكرهة، ولزمت الصمت طول الطريق مع تحجر مقلتيها بالدموع.
لم تقل صديقتي شيئا، ولم تقدم لي موعظة، غير أن ملامح وجهها وعبراتها قالا الكثير.
لقد عبرا عن خيبتها بي، وعن اتسامي بالتكبر، وازدراء الناس واحتقار العجائز والضعفاء.
موقف جعلني أراجع حساباتي بعدها، وكان ذلك الموقف حجرة زاوية في تغييري لبعض عاداتي آنذاك.
لكن رغم ذلك لم ينتهي مسلسل البارانويا لدي، ففي موقف آخر كنت فيه فتاة ناضجة تبلغ السادسة عشر من عمرها، حضرت حفل زفاف خالي رفقة الكثير من أبناء وبنات أخوالي الآخرين.
كان خالي من أرباب المال، وكان مما سمعنا أثناء التحضيرات لزفافه، أن خالي الذي يكبره امتعض من قائمة الأصدقاء المدعوين، قال أن الكثير منهم يتعاطى الكيف، وسيرغبون بشرب الخمر يوم الزفاف،
منع خالي أخاه الأصغر من إقامة الحفل في قاعة الحفلات، وأقيم زفافه بسطح مبنى من أربع طوابق كان قيد الإنشاء.
احتفلت العائلة في منزل آخر، بينما اقتيد الشباب والبنات لذلك المبنى لمساعدة القائمين على الطبخ، والتحضيرات المختلفة، ولأن الوليمة كانت فخمة، والمدعوون كانوا من أرباب المال اللاهثين وراءه، لدرجة تمنعهم من المكوث بحفل أكثر من نصف ساعة، اضافة أن الحفل لم يكن يرقى لتطلعاتهم، فقد غادر الجميع سراعا، وانفض الجمع باكرا، أما الأكل فقد اكتفوا منه بلقيمات كنت شخصيا سأعدها تذوقا لمعرفة كمية البهارات والملح.
انصرف الجميع وهرع الأطفال إلى موائد الطعام مثل قطط الشوارع الضالة، يلتهمون أفخاض الدجاج على طريقة توم وجيري، ويحتفلون بقارورات البيبسي على طريقة مدمني الكحول، بينما شرع ابن خالي المراهق يصرخ فيهم (مجاعة، تقول قاع ماشفتوش الماكلة).
لتنتهره جدتي وزوجة خالي ( خليهم ياكلو، دراري ما يعرفوش)، وبينما ألقيا نظرة شاملة على صنوف الأطعمة الفاخرة التي لم تمس، خطرت ببالهما أن يقوما بتجميعها للطاهية ومعاونيها ويأخذا نصيبهما أيضا.
لذلك أمرتنا جدتي بإحضار علب مناسبة، لنضع بها الأطباق التي لم تمس(حرام...نعمة).
ذهبت جدتي وزوجة خالي وتركوا المهمة لشباب وبنات العائلة، ولكن نفسي عافت ذلك، وقلت للجميع بأن هؤلاء المدعوون مدمنو "كيف" وقد رأيت بعض الأطباق تحوي "الكيف" ، فدهش الجميع مما ذكرت وسألوني هل رأيت ذلك بعيني؟! فأجبت:أن نعم.
كنت أتمتع بمكانة كبيرة بين جميع أقاربنا، ذلك أنني كنت بنظر الجميع تلك الهادئة المؤدبة التي لم يجربوا عليها كذبا قط، لذا عاف الجميع ذلك الأكل إثر تصديقهم المطلق لكلماتي، وتعاونا جميعنا لكبه في الزبالة.
لم يسألني أحد يومها أين تلك الأطباق التي رأيت بها "الكيف" ، وكيف هو شكل الكيف، وهل سبق لك رؤيته من قبل أصلا؟!
لقد كان لكلماتي ذلك التأثير السحري أينما ذهبت، فلقد عافت أنفسهم جميعا ذلك الطعام.
قد يتسائل القارئ ماذا رأيت حقا حتى خيل إلي أنني رأيت الكيف وأنا التي كنت تحت تأثير كلمات خالي الذي وعد بردع أي سلوك مشين قد يسئ إلى الحفل من قبل هؤلاء.
ذلك الذي ظننته "كيفا" لم يكن سوى أعواد القرفة وقد تضخم حجمها بسبب السوائل، وقد عمدت الطاهية إلى تركها في بعض أطباق "الحلو".
لم أكن إلى ذلك الحين قد رأيت أعواد القرفة من قبل ههههه...لقد بدت لي في غلظتها تلك، مثل السجائر الكوبية التي نشاهدها في المسلسلات المصرية، أما عن تشبيهها بالكيف فأنا عن نفسي لا أعرف.
كل ما أعرفه أن جميع المذكور أعلاه جعل مني شخصا غير ذي فائدة، يسهل خداعه بسهولة لذلك كانوا يخافون علي أكثر من خوفهم على أصغر فرد في الأسرة، ويقومون يحمايتي بشكل مبالغ فيه.
على ذلك صرت لا أستغرب كيف صبرت الشعوب على حكام بلهاء ومجانين، ومخرفين وحتى مقعدين نصف ميتين.
#شموسة