الجمعة، 14 ديسمبر 2018

قالوا عن التلفاز

قالوا عن التلفاز ماذا تقول أنت عنه؟

· أبناؤنا ليسوا مهيأين للتعامل مع تلك الرسائل الإعلانية الشرسة التي تصرخ في آذانهم: "الجمال ضرورة حيوية للسعادة"
· إن اللانظام وحتى الجنس العشوائي هو الأصل ..العنف هو أسلوب حياة ...
· تخطى الطفولة واجعل من نفسك شخصا بالغا الآن ؟
· ربما يستطيع الشخص البالغ أن يميز بين الغث والسمين ..ويفرق بين الحقيقة والخيال ..ولكن ماذا يدور في العقول الطيعة لطلبة المدارس عند مشاهدتهم لتلك القنوات؟
· تقول احدى الأمهات عن تربية طفل جيد إنها تتطلب من الوالدين أن يقاوموا هذه الرسائل الموجهة من قبل الإعلام بضراوة لا هوادة فيها...
· إن واجبنا كآباء وأمهات لكي نتغلب على تأثير هذه الإعلانات ...سيكون من الصعب على أبنائنا أن ينموا بشكل طبيعي دون أن تشوه نظرتهم لما هو حقيقي وما هو مهم.
· استرسل أحد الآباء متهكما عن جدوى مشاهدة فريق غنائي يتمايل مثل الطاووس المتأنق، مستجديا إعجاب الجماهير ، أين(في هذه البرامج) سماحة النفس والتواضع الذي أريد أن أغرسه في أبنائي؟
· وأب آخر ممن تحدثنا اليهم لم يعر الأمر أي اهتمام بل كل ما هنالك بالنسبة له أنه لا يريد امتلاك التلفاز وعندما يحدث شيء خطير يزلزل الأرض أو ذو أهمية إخبارية كبيرة - كنهائيات كأس العالم مثلا- لابد أن نتابعه في حينه لأن القراءة عنه غير كافية، حينها فقط يمكننا أن نؤجر تلفازا ليوم واحد فقط أو إثنين!! عدا ذلك يمكننا أن نجد شيئا آخر أفضل نقوم به، بدل قضاء الساعات في مشاهدة هذا الجهاز الأحمق الذي لاعقل له.
· وقال آخر:
· نحن في مواجهة معركة اذا يجب على الوالدين أن يخبروا أبنائهم في كلمات محددة أن الجمال والأزياء والمكياج والموضة -كل هذه الأشياء التي يقدسها المجتمع- ليست هي كل شيء.
· وقال ستيف جوبز: أعتقد مبدئياً أننا نقوم بإغلاق عقولنا حين نبدأ بمشاهدة التلفاز.
انتقاء شمس الهمة
#من كتاب "كيف ينشئ الآباء الأكفاء أبناء عظاما"
د. آلان ديفيدسون & روبرت ديفيدسون

كم عدد القنوات في بيتك؟!

كم عدد القنوات التلفزيونية في بيتك؟

لدي صديقة أمريكية هي أقرب صديقة لقلبي، وصداقتنا تتجاوز الخمس سنوات ، احدى المرات ونحن نتجاذب أطراف الحديث حول كل شيء، كان من بين حديثنا أنني أتابع جميع الحصص الأمريكية المشهورة ذات الفائدة، وقمت بتسميتها لها كلها فصعقت، وسألتني كيف تمكنت من متابعتها؟
فأجبتها أننا كعرب نتابع كل قنوات العالم بلا استثناء ، خصوصا تلك التي نتقن لغتها ...فسألتني سؤالا غريبا آخر ألا وهو: كيف تستقبلون القنوات الأمريكية في بيوتكم ؟
فقمت بتصوير الصحون اللاقطة، وأخبرتها أننا نستقبل كل قنوات العالم عن طريقها ، فلم تهتد إليها البتة !!
عجيب!!
 فالتقنية من اختراعهم لكنهم لا يستعملونها أبدا!!!
سألتها أنا الأخرى عن كيفية استقبالهم لمختلف قنوات العالم، ظنا مني أنهم يستعملون جهازا آخر، غير المقعرات الهوائية، فأجابتني إجابة *صادمة* لم أتوقعها أبدا، وقالت بالحرف "نملك مائة قناة أمريكية *فقط* وكلّها أرضية!!"
سألت صديقات أجنبيات أخريات كن ضمن قائمة الصداقة عن عدد القنوات التلفزيونية لديهم، فأجبنني بنفس الإجابة تقريبا ...
حتى أنني تعرفت على صديقة ألمانية، وسألتها نفس السؤال وكانت إجابتها أن عدد قنواتهم لا يتعدى المائة قناة!!
- كاتبة أمريكية أخرى قالت لي في معرض حديثنا عن الحصص والأفلام الأمريكية، أنها لا تتابع التلفزيون كثيرا، لأنه **يلوث الفكر** برأيها، وتستعيض عنه بمطالعة الكتب النافعة !!!
بالمقابل نجد أنفسنا كعرب إلا من -رحم ربي طبعا- نستقبل آلاف القنوات التلفزيونية، ولا نحذف القنوات التي لا نحتاجها، في زمن صار لكل منا رأي مستقل بذاته، وجمهورية في كيانه، بسبب تأثير هاته القنوات على بيوتنا، وتخريب فكر زوجاتنا وأطفالنا، فهذه قنوات شيعية، وأخرى هندية بوذية، وأخرى كورية أو يابانية و....و القائمة طويلة...
كثرة القنوات حتى لو كانت قنوات جادة وهادفة، ليست بالأمر المحبب، فهي تأخذ الكثير من وقتنا، وتشتت انتباهنا، وتحرمنا الفائدة المرجوة.
أحد المفكرين كانت بدلاته كلها بلون واحد، فسأله أحدهم عن السبب فقال: "حتى لا أهدر الوقت الكثير في التردد حيالها، بين ما سأختار من لون أو نوع معين مثلا"....!!!
ونحن ألف قناة أو أكثر، نستغرق معها ساعة أو يزيد، فقط في التنقل من محطة إلى أخرى، بتغيير القنوات، والبحث عن شيء ما، مجرد شيء، ليس لنا هدف حتى، لنجد أننا لم نشاهد شيئا يذكر!!!
لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء، إذ وفرت الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو، مما جعل دور الأسرة هامشياً، ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة أمام القنوات، أكثر مما يقضيه من وقت مع والديه أو حتى في المدرسة .
القنوات الفضائية نعمة ونقمة ولكن المسؤولية كلها على عاتق الأبوين .
لا أدعوا الى إلغاء أو حذف كل القنوات أو منع التلفزيون، كل ما أتمناه هو تقنين عدد هذه القنوات، وعدد ساعات الجلوس مع التلفزيون، وترك فسحة للعقل، كي يطور من إمكاناته وقدراته، ويكتشف كل فرد مواهبه ويعتني بها.
#بقلمي:#شمس_الهمة
ملاحظة:
هذا المقال من الأرشيف، أعرف أن الغالبية مثلي ، أصبحنا نجهل من أي زر نشغل التلفاز، ولكن يكفينا اسقاط المسألة على قنوات اليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي التي تقوم بتشتيتنا بنفس القدر إن لم يكن أكثر.


لكل قاعدة شرعية استثناء

لكل قاعدة شرعية استثناء..
لذلك حين نتكلم عن قاعدة شرعية مغيبة في ممارساتنا اليومية، لا تأتي أنت وتتكلم عن الاستثناء، لتجعل منه القاعدة، فناهيك أن هذا يعتبر غباء فقهيا اذا أحسنا الظن بصاحبه، فهذا ظلم وتعد ولي أعناق النصوص لخدمة الهوى والتعصب.
وليس معنى هذا أننا نكفر بالاستثناء، وليس مبررا لكم لاتهامنا في ديننا وأخلاقنا.
وأشبه هذا الأمر بنكته مشهورة جدا في مصر تقول:
في حفل زفاف عقد القران بين العروسين الفرحين المبتهجين ، وطلب من المأذون تلاوة آيات من القرآن الكريم لتحل البركة على العروسين ، وهو تقليد معمول به لدى اخواننا المشارقة.
ليقوم المأذون بتلاوة الآية الكريمة :(( الطلاق مرتان، فامساك بمعروف، أو تسريح بإحسان))!!

هلال الشهر الفضيل

همسة!!
---------
اليوم وعلى النقيض لعاداتي اليومية، شغلت التلفاز!!
أحمد الله أنني لم أنس زر التشغيل!!
ماعلينا!!
اليوم هو يوم ترقب هلال شهر رمضان المبارك، وكلفت من قبل الوالد بمتابعة المستجدات حول هلال الشهر الفضيل.
مكثت ساعة ونصف الساعة متسمرة في مكاني، أقلب القنوات المعنية بالأمر، وأخص بالذكر القناة الرسمية السعودية والاخبارية وقناة العربية، كوننا نقتدي بالسعودية حال اتفاقنا معها دبلوماسيا، ونختلف معها حتى لو حدث ورأينا هلال الشهر الفضيل في عز النهار في دولتنا الموقرة!!
وأنا أقلب القنوات، أصابني الفتور والملل والإعياء، وكذا المغص والغثيان حتى أوشكت على الإقياء.
قناة العربية تتناول الأخبار الرياضية، أما الجزيرة فتعرض بثا مباشرا حول القضية الفلسطينية.
الإخبارية السعودية تقدم حصة عن أنواع التمور، وأيها أجود وألذ عند الفطور.
أما القناة الرسمية لدولة آل سعود، فتعرض مسلسلا دراميا، فمرة يبكي أصحابه ومرة يضحكون، اضافة إلى مشاهد التبرج والمجون، وأنا بين ذلك كله في شبه حيرة وجنون.
حتى ترقب رؤية هلال الشهر الفضيل لا توحدنا!!
أين ذهب شعار((رمضان يجمعنا))؟!
وأين تعظيم شعائر الله؟!
حينها تحسرت على أيام الزمن الغابر مع قناة اليتيمة، على الأقل لدينا لجنة مشايخ كنا نعتبرهم في عهد الصبا، يبعثون على الملل والنعاس، لكن على الأقل كانوا يشعروننا، بأهمية الاجتماع، وأهمية اليوم، وأهمية الشعيرة الدينية، والحماس لترقب أخبار هلال الشهر الفضيل.
اليوم لم يعد أحد يهتم.
وتلك القنوات وما تعرضه تشي بالأهواء المتعددة لأفراد الشعب الواحد ، وربما الأسرة الواحدة.‏
إن تلك الاختلافات في هذا التوقيت الهام، تعكس ملامحَ من حقيقتنا، إنها تعبر عن فرديتنا وفَوْضَانا تعبيراً لا لَبْسَ فيه من خلال التشرذم والتفرق الذي ساهمنا جميعا في تضخمه.
فهلا عظمنا شعائر الله!!
وهلا اتحدنا يوما على الأقل!!
#شموسة.

النشر الإلكتروني

لماذا نحن متخلفون عن الركب؟!
لماذا لا توجد منصات جزائرية للنشر الإلكتروني(تدعم الشباب) على غرار موقع عصير الكتب الشهير، وموقع حروف منثورة مثلا؟!
في مصر توجد الكثير من مواقع النشر الإلكتروني المجانية والتي ساهمت بشكل كبير في التعريف بالكتاب الجدد.
أكثر الكتاب شهرة كان الفضل بعد الله لدور النشر الإلكتروني تلك.
دعاء عبد الرحمن، رانيا الطنوبي، محبوبة محمد سلامة، منى سلامة وغيرهن كثيرات_كل أولئك الكاتبات الملتزمات اشتهرن لأن قلمهن وأفكارهن فرضت نفسها لدى الجمهور، وكوَّنَ قاعدة جماهيرية عريضة من المتابعين والقراء أهلتهن فيما بعد للنشر الورقي، فتخاطفت عليهن دور النشر بعدما ضمنت رواج سوق كتاباتهن لدى فئة الشباب وخصوصا المراهقين.
دور النشر الإلكتروني تلك تشارك الآن في معارض خاصة بها تدعى (معرض الكتاب الإلكتروني). وبعضها انتقلت لمرحلة النشر الورقي لمن برز لديها من تلك الأقلام.
فكرة بسيطة، بسواعد متطوعين، حققوا الريادة، وبعد ذلك الربح المادي.
أنا جربت التعامل مع أكثر من دار نشر، ولأنها صارت مشهورة ولازالت تعمل بالمجان، فالطلب عليها كبير، والضغط هائل جدا، لدرجة يمكنك انتظار أن ينشروا لك كتابا بعد تقديم طلبك بسنة أو سنتين.
ولأن هذا الإشكال واجه الأستاذة دعاء عبد الرحمن، فقد قام زوجها الأستاذ المحامي(أسامة الوحش) بتأسيس دار للنشر الإلكتروني تحت مسمى(مشاعر غالية) دعما لزوجته وأمثالها من الكتاب الجدد، وقد كان لي شرف التعامل معهما ونُشِرَ لي كتابان في موقع مشاعر غالية.(رغم أن الخدمة المقدمة غير متقنة نوعا ما) ورغم ذلك تشارك الدار في معارض الكتب المختلفة.
موقع حروف منثورة يقدم لك المراجعة اللغوية والتعريف بك في عدة منصات أهمها calaméo, Goodreads, Google play
اقترحت الأمر قبلا على الأستاذين" زاوي" القائمين على صفحة الجزائر تقرأ قبل شروعهم في النشر الورقي، راقتهم الفكرة لكنهم لم يعملوا بها، وآثروا النشر الورقي.
هنالك محاولات وتجارب فردية جزائرية لكن لم يكتب لها النجاح، على غرار تجربة الأستاذ الكاتب مصطفى بحر(الجزائري يقرأ ويكتب) وذلك لتملص بعض المتطوعين على التصميم والتنسيق،  والذي تسبب في تأخر نشر كتابي الى الآن لمدة تعدت السنتين.
النشر الورقي ليس مهمة سهلة في خضم الأوضاع الاقتصادية الجزائرية التي نعيشها، ضف اليه سلوك المواطن الجزائري الذي لا يمتلك ثقافة القراءة ناهيك عن انفاق ماله على الكتب.
كما أن كل من نشر كتابه ورقيا وجب عليه ترويج بضاعته بنفسه والا كان الكساد من نصيبه ونصيب الدار ربما.
النشر الإلكتروني هو الحل، والذي يمكن الكاتب من التعلم من أخطائه، واكتساب قاعدة جماهيرية ومتابعين.
والأقلام التي تفرض نفسها وفكرها، ستحلق عاليا، ويكتب لها النجاح، وبالتالي ستكون مؤهلة للانتقال إلى مرحلة النشر الورقي عن جدارة واستحقاق.
ألا هل من متبن للفكرة؟!
# شموسة




متى يولد فينا المُثَقَّفُ-المُثَقِّف؟ <>||

متى يولد فينا المُثَقَّفُ-المُثَقِّف؟ <>||
عند التّأمّل نجد بأنّنا، خاصّة وعامّة، مثقّفين وأميّين في العالم العربيّ والإسلاميّ، كلّنا بدرجات متفاوتة، نتيجة عصور الانحطاط، ضحيّة الذّهنيّات والعقليّات الّتي أفرزتها هذه العصور.
فمثقّف عصر الانحطاط ليس هو مثقّف عصر النّهوض مثلا. ليس مثقّف عصر الانحطاط إلّا « مُثَقَّفا »، اسم مفعول يقع عليه الفعل، إمّا فردا ناطقا باسم ثقافته، وشاعرا متغنّيا بأمجادها، وفقيها متحوطا ّلحماية بيضتها، وفيلسوفا منظّرا لنهوضها، وثائرا مستبدّا على استبدادها، وما إلى غير ذلك.
لم يولد بعد « المُثَقِّفُ » فينا، اسم الفاعل هذا، الفرد الّذي يصدر من ثقافته ليسبر أغوار المجهول، ويكتشف أحيازا ثقافيّة أخرى، ويتلمّس طرائق جديدة في الوجود، حتّى إذا استوعب روح العصر، عمد إلى تثقيف مجتمعه تثقيفا يوسّع آفاق نظره، ويعيّن إمكانات التّمفصل مع العوالم الخارجيّة وسبل الاستفادة منها.
ما أحوج الثّقافة العربيّة الإسلاميّة اليوم إلى « مُثَقَّفين-مُثَقِّفين »، ينهلون من روح التّراث ومن روح العصر من أجل تخليص الفضاء العربيّ والإسلاميّ من سطوة الجمود الّتي استحكمت فيه حلقاته؛ ينبذون الشّموليّة كمنهجيّة في التّفكير، يُعيّنون مواطن الفصل بين الحرّيّة والهدم، ويوسّعون آفاق الإدراك لدى الفرد العربيّ والمسلم، حتّى يتبيّن له أنّ العالم أوسع من أن يخضعه عقل إنسانيّ إلى فكرة واحدة، ونظام واحد، حتّى وإن كان هذا العقل إسلاميّا.

فن صناعة الأبطال والقدوات

قالت "جولدا مائير" - رئيسة وزراء إسرائيل عندما حذروها بأن عقيدة المسلمين تنص على حرب قادمة بين المسلمين واليهود سوف ينتصر فيها المسلمون عند اقتراب الساعة فقالت: أعرف ذلك، ولكن هؤلاء المسلمين ليسوا من نراهم الآن، ولن يتحقق ذلك إلا إذا رأينا المصلين في صلاة الفجر مثلما يكونون في صلاة الجمعة.
وقال موشي دايان أن العرب لايقرؤون واذا قرأو لا يفهمون واذا فهموا لايطبقون..
لماذا ياترى ينبهنا العدو إلى نقاط بالغة الأهمية يمكنها رفعنا الى عليين لنحقق بها النصر المبين؟!
لماذا ينبهوننا لصلاة الفجر والقراءة رغم ادراكهم بخطورة مآل ذلك عليهم في حال انتبهنا لذلك؟!
لأنهم ببساطة يعرفون أننا لا نعتبر، وذاكرتنا أضعف من ذاكرة الفيل، سرعان ماننسى لنقع في نفس الفخاخ التي لم نكد نخرج منها بعد.
نقرأ الحديث الشريف"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" ولكننا نلدغ مرات ومرات بدون اعتبار.

أسلوب صناعة الأبطال الوهميين وجعلهم قدوات ليس جديدا، بل أسلوب قديم اتبعه أعداء الإسلام بهدف تسليط الضوء على أشخاص دون غيرهم( واعين بذلك أو غير واعين) يبدو من الخارج أنهم أبطال، حتى يحطموا الرموز الحقيقية، ويجعلون رموزا كاريكاتورية(عرائس قاراقوز توجه من بعيد) تخدم مصالحهم.

وهكذا نجد أن أسلوب الصهاينة ظل يمكر بهاته الطريقة حينا من الدهر وبنفس السيناريو، غير أننا في سبات عن هذا كله للأسف الشديد ...

لذلك لايجب أن ننساق وراء العاطفة وأن نحكم العقل ولو قليلا ونتعظ بالتجارب السابقة حتى لايكرر التاريخ نفسه...
يعني ليس بالضرورة أن لاتكون المؤامرة مكشوفة للعلن، قد تحاك أمامك وأنت تبحث عن خيوط وتفسيرات أخرى أعمق وأدق.
ويحضرني في هذا السياق القصة التالية:
ذهب شرلوك هولمز والدكتور واتسون في رحلة كشفية... تناولا العشا ثم استلقيا في الخيمةوغطّ الإثنان في نوم عميق.
بعد عدة ساعات، استيقظ هولمز، وأيقظ صاحبه: واتسون، انظر إلى السماء وقل لي ماذا ترى؟
نظر واتسون إلى الأعلى وقال: أرى الملايين من النجوم.
رد عليه هولمز: وماذا يخبرك ذلك؟
فكر واتسون قليلا ثم قال: فلكيا، يخبرني هذا أنه ربما هناك ملايين المجرات، وربما مليارات الكواكب...
من ناحية علم التنجيم، يخبرني أن زحل في برج الأسد..
من ناحية الوقت، يخبرني الأمر أننا في الساعة الثالثة إلا ربعا تقريبا..
دينيا، يخبرني الأمر عن قدرة الله الخارقة..
مناخيا، يبدو أننا سنستمتع بيوم جميل مشرق غدا..
وأنت ماذا يخبرك الأمر يا هولمز؟
سكت هولمز قليلا ثم قال: واتسون أيها الغبي، أحدهم سرق الخيمة!
****
الكثير من نقاشات المثقفين عندنا هي نسخة طبق الأصل من هذا الحوار.
والخيمة مسروقة. 

خربشات للترفيه من طفولتي


#للترفيه_ولا_للتجريح:
#خربشات_ليست_للقراءة:
"كنا نعيش بحي منعزل يضم الأساتذة فقط، وكان قبالة حينا إكمالية لتلاميذ المتوسط، وخلف السكنات لجهة الشرق مدرستان ابتدائيتان لا تبعدان كثيرا عن بعضهما أما جهة الغرب والشمال فلم يكن هنالك سوى الفراغ.
كنا في عزلة تامة، فيما عدا ما كان وراء الابتدائية من سكنات خاصة تسمى (لاكناب)، يقطن بها المصريون والسوريون، كانوا لايسمحون لأطفالهم بالخروج إلا نادرا، وكنا في بعض المرات نخرق القوانين، و نذهب عندهم، ونتحلق حول بركة مياه صغيرة نتفرج على الزغلال(صغير الضفادع) وهو يسبح في الماء برشاقة، كنا نحسبه صغير السمك، وكانت أقصى أمانينا أن نظفر بواحدة من تلك الكائنات الرشيقة الزلقة، ولكن عبثا كنا نحاول.
كان آباؤنا وأمهاتنا صارمين في هذا الجانب، وموسوسي نظافة، يعنون كثيرا بالمظاهر فكنت أسمع الأمهات يصرخن على أطفالهن (أووووه، ميكخوب، ميكخوب)، والدتي كانت مختلفة عنهن، بينما كان أبي من ذلك الصنف، فرغم كراته وامتعاظه لتلك اللفظة الفرنسية(ميكخوب)، غير أنه كان يلفظها بالعربية الفصحى( احذروا الميكروبات والجراثيم)!!
كانوا متفقين على أن تلك هي التربية الصحيحة، وكنا كأطفال متفقين على التمرد، وكسر القوانين، فكل ممنوع مرغوب.
كانت سكنات حينا متلاصقة ببعضها في شكل حدوة الفرس فالحي مغلق بالكامل تقريبا إلا المساحة التي تطل على الإكمالية التي كان جميع أولئك الأساتذة يدرسون بها.
كان للإكمالية بابان، باب صغير يطل على حينا، يدخل منه الأساتذة ويخرجون، وباب عريض آخر في جهة أخرى بعيدة يدخل منه التلاميذ.
تلك المساحة التي تطل على سور الإكمالية الممتد بالطول كانت تشكل خطرا على الساكنين وتهديدا حقيقيا على الأطفال والقاطنين، فقد كانت مرتعا للسكارى في الليل البهيم، وممشى للغرباء عن الحي والمتسكعين، لدرجة جعلت أولئك الأساتذة يفكرون ببناء سور حتى تغلق حدوة الفرس وينعم القاطنون وأبناؤهم بالأمان.
ولكن كالعادة اتفق الأساتذة على أن لا يتفقوا، ويقال" يجتمع أهل الباطل بسهولة على قضية ما ويتحدون، ولكن من الصعب أن يجتمع المثقفون على أمر، فغرور الواحد منهم يمنعهم من ذلك الاتحاد".
كانت المنطقة خطرة للغاية، فكل يوم تسمع بخبر قتل أو اختطاف أو اعتداء بالأسلحة البيضاء، وحتى السرقات كانت سلوكا يوميا لهؤلاء.
لم يكن لنا بتلك المدينة أقرباء، مما جعل والدي يفرط في الخوف علينا والتشديد والتضييق على أماكن وفترات لعبنا.
كان لا ينفك يحذرنا من الغرباء، ويوصينا أن لا نرد عليهم، أو نقبل منهم شيئا، وكان يقوم بتدريبنا على كيفية الانسحاب من محادثة أولئك ويعلمنا كيف نطلب النجدة، وكيف نخطط لهروب ماكر في حال تعرضنا لخطر ما.
كان اخوتي يستمعون للكلام بالأذن اليمنى ويدعونه ببساطة يخرج من الأذن اليسرى، فكأطفال كانوا يميلون للمغامرة وخرق القوانين دوما.
أما بالنسبة لي فقد كنت "نية" أمشى مثل المسطرة، وأطيع الأوامر طاعة عمياء، اضافة إلى الخوف المغروس غرسا والذي امتدت جذوره إلى الأعماق، والضعف الذي كان السمة البارزة في شخصيتي، والذي فاقم من حالة البارانويا عندي.
وفي مساء أحد الأيام، اجتمع بعض الأساتذة "الملتحين"من غير حينا، عند باب الإكمالية ضمن الساحة، حول صينية من الشاي والمسمن والبغرير والحلوى، وأخذوا يتبادلون الأخبار والنكات ويستمتعون، وفجأة هبت رياح مفاجئة أغلقت ذلك الباب الذي كان يفتح من الخارج فقط، وكان عبارة عن شباك يصف ويكشف ما وراءه.
كنت وصديقاتي نشكل جمهور مشجعات لفريق كرة القدم من الذكور، وعند سماعنا لخبطة الريح القوية للباب الحديدي، انتبهنا من غفلتنا تلك لوهلة، توقف الصبيان عن اللعب، والتففنا حول بعضنا البعض وتوجهت أنظارنا إلى ذلك الباب وأولئك الأساتذة.
كنت أحب المتدينين وأصحاب اللحى بالفطرة، إلا أن حبي ذاك لم يشفع لهم ذلك اليوم .
حينها همس القائد الذي بداخلي إلى المجموعة وقلت لهم:" حولوا أنظاركم عنهم، وتظاهروا بالانشغال، فسيطلبون منكم المساعدة وفتح الباب".
فسألني البعض ببراءة الأطفال:" وماذا في ذلك؟! مساكين لازم نعاونوهم".
لأرد بلهجة المحقق كونان:"والدي حذرنا من الغرباء، هذا العالم سيء بما يكفي لتتوقفوا عن اظهار طيبتكم والغباء، أولا سيطلبون منا التقدم لفتح الباب، واذا لم نستجب فسيقومون بإغرائنا ببعض الحلوى، وان لم نستجب لهم فسيقومون بإغرائنا بالمال، فإذا ضعفنا واستجبنا، قاموا باختطافنا."( علم كبير هههه).
هذه السياسة المتبعة للمختطفين دوما، أبي يقول هذا لي كل يوم.
نظرات تائهة وحائرة، وأسماع مرهفة، كانت مخيلات أولئك الأطفال تتأرجح بين الشك واليقين...
ولم نلبث سوى لحظة قصيرة، واذا بأولئك الأساتذة يستصرخون طلبا للمساعدة، ولكن الأطفال كانوا تحت تأثير كلماتي، فلم يجرؤ أحد منهم على مساعدة هؤلاء، وحين لاحظ أولئك الأساتذة أننا لا نستجيب قاموا بحمل قطع الحلوى وكؤوس الشاي عربون محبة وهدية لمن يقوم بفتح الباب.
ولكن عبثا كانوا يحاولون...
هنا قلت لشلة الأطفال أن المرحلة الأخيرة ستكون الأغراء بالمال.
-ألم أقل لكم؟! إنها أساليب المختطفين.
نداءات متكررة لنا ونحن متسمرون بأماكننا، وحين فشلت مساعيهم نطقوا بالجملة المطلوبة(ارواحوا، هاكم ميادورو، ألف فرانك)
ما من جريمة كاملة!!
سقط القناع!!
اهربوا!!
كلمات وتحليل عبقري كانا كافيان لتشتيت جمهور الأطفال، وإصابتهم بالذعر والخوف، ليلوذوا بعدها جميعا إلى مساكنهم، هذا والأساتذة مشدوهين من سلوكنا المبهم آنذاك.
أما الموقف الثاني، فحدث حينما كان عمري خمس سنوات ونصف، كنت كالعادة مع أخي الصغير وشلة الأطفال نلعب "الغميضى"، وحدث أن ذهبت لأختبئ وراء سور الإكمالية عند الزاوية تماما، ففوجئت بعشرات الأوراق النقدية من فئة " العشرين ألف" الحمراء، تعوم ببركة كبيرة من مياه الأمطار، وبجانب البركة أعقاب سجائر، وحقيبة ظهر نصف مفتوحة تحوي أموالا أيضا، صخور يجلس عليها مدمنو الكحول، قارورات خمر فارغة مهشمة، فالمكان معروف بأنه مرتع لمدمني الكحول أثناء الليل.
حينها ناديت كل شلة الأطفال، وأخبرتهم عن الكنز الذي وجدته، فاندفع الأطفال يحاولون جمع ما يستطيعون تجميعه، فصرخت بهم أن تلك الأموال لا تجوز، لأنها "مال الحرام"، وأن أصحابها من السكارى سوف يعودون حتما لاسترجاعها، وإذا لم يجدوها فسوف يقومون بلي أعناقنا وذبحنا دون رحمة.
الأطفال هذه المرة كانوا صبيانا وبنات أيضا، وبعضهم كان أكبر مني، ومع ذلك اقتنع الجميع بما ذكرته، ودب الخوف في قلوب الجميع.
قفلنا راجعين فالتقينا بأحد الأطفال الذي يكبرنا قليلا كان اسمه"نذير"، طفل جريء شجاع، وحاد الذكاء.
كان يكبر جميع أولاد الحي، لذلك أحطنا به جميعنا، وبلهجة هامسة وكلمات سريعة ومختلطة، كان جميعنا يتكلم دون أن يصغي أحد منا للآخر، حاول نذير تهدئتنا، وأمرني بأن أنوب عنهم في الكلام، فقمت بإخباره بالأمر بأدق التفاصيل، ولم أنسى ذكر تحليلاتي الغبية *عفوا*أقصد العبقرية حول الأمر.
أمرني نذير أن أدله على المكان، فذهبنا جميعا مرة ثانية، وحين تأكد له الأمر ، أثنى على حنكتي وبراعتي وثمن موقفي القاضي بأن نترك الأموال على حالها، وننصرف لمنازلنا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
ذهب الجميع إلى منازلهم، وحين عودة آبائنا على الساعة الحادية عشر، أخبر كل فرد فينا أباه، وكنت أنا قد أخبرت والدي فلم يصدق الخبر، واعتبره خيال أطفال، ولكنه لم يملك إلا الذهاب والتحقق من الأمر، وحين خرج من المنزل وجد جميع الأساتذة يتكلمون بالأمر، ويستعدون للتوجه نحو المكان، وقد سال لعابهم جميعا رغبة بالمال.
خيبة كبيرة كانت بانتظارهم، فلم يعد لتلك الأموال وجود، مجرد بركة ضحلة وأوحال.
الأساتذة اعتبروا أن الأمر مجرد خيال أطفال، وعزموا على عدم تصديق ترهاتنا مجددا، أب واحد من أولئك الآباء كان يصدق ما نقول، ورغم ذلك كان يومها يدعم موقف الأساتذة ذاك، ويهزأ من خيال الأطفال، لقد كان والد نذير.
ففي غمرة حماستنا وسذاجتنا كأطفال، لم نذكر لآباءنا آخر تفصيل مهم، وهو أننا التقينا نذيرا، وأنه أشار إلينا بالعودة إلى منازلنا والاختباء حتى عودة آباءنا، وأوهمنا أنه سيغادر المكان مثلنا.
شخصيا لم أنتبه لذلك الأمر، ولم أذكره لوالدي حينها، اعتقدنا جميعا أن السكارى عادوا وأخذوا أموالهم.
فقط حين كبرت، ومرت سنوات طوال على الحادثة، أعدت سرد التفاصيل كاملة على والدي فاستنتج أن نذير هو من أخذ الأموال، في حين كان غائبا عني ذلك تماما.لم يخطر ببالي أبدا أن نذير كان قد خدعنا جميعا.
وليومنا هذا يسخر اخوتي من سذاجتي بسبب تلك القصة"الدراهم تاع السكايرية" ههههه.
ورغم كل ذلك، كان والدي ليقول نفس الكلام(هي أموال حرام، فربما هي مسروقة ولذا لا يجوز لنا التمتع بها).
موقف آخر أتذكره، وهو أنني لم أكن لآكل شيئا قدمه لي شخص غريب.
مرة ونحن نلعب كالعادة، خرجت احدى النساء من منزل جيراننا كانت عمة صديقتي "فضيلة" ، وقدمت لنا كيسا مملوءا بالحلوى، والكوجاك، ومكعبات السكر، وحين أولت ظهرها، وعزم الجميع على الشروع في الاستمتاع بقطع الحلوى المهداة، همست لهم كما يفعل المحققون، بأن تلك الحلوى تحوي سما قاتلا ربما، فنحن لا نعرف صاحبتها، وأشرت عليهم بأن نقوم بدفنها في التراب.
وبحركة سريعة امتثل كالعادة أولئك الأتباع دون نقاش، والأعجب أن صديقتي فضيلة كانت تطبق الأمر مثل الجميع، رغم أن تلك المرأة كانت عمتها الحنون!!
مرت دقائق على دفننا تلك الجثامين اللذيذة الحلوة، ولكن نفسي ظلت تنازعني عليها، والشيطان يحثني على اخراجها من مرقدها ذاك مجددا والاستمتاع بأكلها ومصها.
خفت أن أضعف ببساطة، فالنفس الأمارة بالسوء تنازعني من أجلها، ولعابي سال على إثر مرآها.
لذلك أشرت عليهم بأن نقوم بإخراجها، ومن ثم تفتيها بالحجر، ثم إلقاءها في الهواء كما يفعل الكوريون مع رماد جثامين موتاهم.
- ربما وجدها أحد الأطفال الأصغر منا سنا، فأكلها، فنكون قد تسببنا جميعنا بموته(كان هذا السبب الظاهر الذي ذكرته، بينما أخفيت أن السبب هو ولعي بها واشتهاؤها).
كانت تلك بعضا من قصص بطولاتي الخالدة، وقد تعجبون اذا قلت لكم أن السذاجة وضيق التفكير لازماني مدة طويلة، ولا أزال إلى يومنا هذا أقوم بأفعال غبية بلهاء قد لا تخطر على عاقل.
منها أن البارانويا ظلت تلازمني في مواقف شتى، أذكر أنني حين كنت في الطريق إلى الثانوية مع صديقتي، صادفتنا امرأة عجوز خرجت من ضريح لولي صالح، بعد أن أوقدت فيه الشموع، ووضعت الزيارة(بعض القطع النقدية)، أذكر أنها تقدمت نحونا وقدمت لنا قطعتين كبيرتين من خبز الفطير، قائلة أنها "صدقة" ثم ابتعدت عنا مولية ظهرها.
حينها قمت بتقبيل قطعة الخبز، ووضعها بركن بارز من حائط ابتدائية، وطلبت من صديقتي ذات الفعل فاستغربت أيما استغراب.
شرحت لها أننا لا نعرف تلك العجوز، اضافة إلى خروجها من ضريح الشرك ذاك.
استسلمت صديقتي لرغبتي مكرهة، ولزمت الصمت طول الطريق مع تحجر مقلتيها بالدموع.
لم تقل صديقتي شيئا، ولم تقدم لي موعظة، غير أن ملامح وجهها وعبراتها قالا الكثير.
لقد عبرا عن خيبتها بي، وعن اتسامي بالتكبر، وازدراء الناس واحتقار العجائز والضعفاء.
موقف جعلني أراجع حساباتي بعدها، وكان ذلك الموقف حجرة زاوية في تغييري لبعض عاداتي آنذاك.
لكن رغم ذلك لم ينتهي مسلسل البارانويا لدي، ففي موقف آخر كنت فيه فتاة ناضجة تبلغ السادسة عشر من عمرها، حضرت حفل زفاف خالي رفقة الكثير من أبناء وبنات أخوالي الآخرين.
كان خالي من أرباب المال، وكان مما سمعنا أثناء التحضيرات لزفافه، أن خالي الذي يكبره امتعض من قائمة الأصدقاء المدعوين، قال أن الكثير منهم يتعاطى الكيف، وسيرغبون بشرب الخمر يوم الزفاف،
منع خالي أخاه الأصغر من إقامة الحفل في قاعة الحفلات، وأقيم زفافه بسطح مبنى من أربع طوابق كان قيد الإنشاء.
احتفلت العائلة في منزل آخر، بينما اقتيد الشباب والبنات لذلك المبنى لمساعدة القائمين على الطبخ، والتحضيرات المختلفة، ‏ولأن الوليمة كانت فخمة، والمدعوون كانوا من أرباب المال اللاهثين وراءه، لدرجة تمنعهم من المكوث بحفل أكثر من نصف ساعة، اضافة أن الحفل لم يكن يرقى لتطلعاتهم، فقد غادر الجميع سراعا، وانفض الجمع باكرا، أما الأكل فقد اكتفوا منه بلقيمات كنت شخصيا سأعدها تذوقا لمعرفة كمية البهارات والملح.
انصرف الجميع وهرع الأطفال إلى موائد الطعام مثل قطط الشوارع الضالة، يلتهمون أفخاض الدجاج على طريقة توم وجيري، ويحتفلون بقارورات البيبسي على طريقة مدمني الكحول، بينما شرع ابن خالي المراهق يصرخ فيهم (مجاعة، تقول قاع ماشفتوش الماكلة).
لتنتهره جدتي وزوجة خالي ( خليهم ياكلو، دراري ما يعرفوش)، وبينما ألقيا نظرة شاملة على صنوف الأطعمة الفاخرة التي لم تمس، خطرت ببالهما أن يقوما بتجميعها للطاهية ومعاونيها ويأخذا نصيبهما أيضا.
لذلك أمرتنا جدتي بإحضار علب مناسبة، لنضع بها الأطباق التي لم تمس(حرام...نعمة).
ذهبت جدتي وزوجة خالي وتركوا المهمة لشباب وبنات العائلة، ولكن نفسي عافت ذلك، وقلت للجميع بأن هؤلاء المدعوون مدمنو "كيف" وقد رأيت بعض الأطباق تحوي "الكيف" ، فدهش الجميع مما ذكرت وسألوني هل رأيت ذلك بعيني؟! فأجبت:أن نعم.
كنت أتمتع بمكانة كبيرة بين جميع أقاربنا، ذلك أنني كنت بنظر الجميع تلك الهادئة المؤدبة التي لم يجربوا عليها كذبا قط، لذا عاف الجميع ذلك الأكل إثر تصديقهم المطلق لكلماتي، وتعاونا جميعنا لكبه في الزبالة.
لم يسألني أحد يومها أين تلك الأطباق التي رأيت بها "الكيف" ، وكيف هو شكل الكيف، وهل سبق لك رؤيته من قبل أصلا؟!
لقد كان لكلماتي ذلك التأثير السحري أينما ذهبت، فلقد عافت أنفسهم جميعا ذلك الطعام.
قد يتسائل القارئ ماذا رأيت حقا حتى خيل إلي أنني رأيت الكيف وأنا التي كنت تحت تأثير كلمات خالي الذي وعد بردع أي سلوك مشين قد يسئ إلى الحفل من قبل هؤلاء.
ذلك الذي ظننته "كيفا" لم يكن سوى أعواد القرفة وقد تضخم حجمها بسبب السوائل، وقد عمدت الطاهية إلى تركها في بعض أطباق "الحلو".
لم أكن إلى ذلك الحين قد رأيت أعواد القرفة من قبل ههههه...لقد بدت لي في غلظتها تلك، مثل السجائر الكوبية التي نشاهدها في المسلسلات المصرية، أما عن تشبيهها بالكيف فأنا عن نفسي لا أعرف.
كل ما أعرفه أن جميع المذكور أعلاه جعل مني شخصا غير ذي فائدة، يسهل خداعه بسهولة لذلك كانوا يخافون علي أكثر من خوفهم على أصغر فرد في الأسرة، ويقومون يحمايتي بشكل مبالغ فيه.
على ذلك صرت لا أستغرب كيف صبرت الشعوب على حكام بلهاء ومجانين، ومخرفين وحتى مقعدين نصف ميتين.
#شموسة

ماذا يقرأ الوزير (جمال ولد عباس)؟!

ماذا يقرأ الوزير (جمال ولد عباس)؟!


قبل أيام قليلة شاهدت فيديو للوزير جمال ولد عباس تسأله صحفية عن عنوان آخر كتاب قرأه، فرد عليها قائلا:
"الأمير"، لترد عليه الصحافية التي يبدو أنها لم تسمع جيدا أو ربما لم تسمع أصلا بهذا الكتاب في حياتها وبالتالي لم يسبق لها قراءته ربما.
-انعم....واش؟!
-‏الأمير...الأمير
توجهت إلى التعليقات الكثيرة وأخذت أقرأ، فاذا بي أفجع لكمية الجهل لدى المعلقين.
فالكثير من التعليقات فندت أن الوزير يقرأ، وأنه كاذب، وأن أمثاله لا يفتحون الكتب وووو .
لدرجة جعلتني أعقد المقارنة بين ولد العباس وجمهور المعلقين، لأصل إلى نتيجة مفادها أن ولد عباس يقرأ، بينما غالبية الحشد الذي علق على المنشور شباب لا يقرؤون.
فولد عباس ولا شك لا يقرأ، ولكن اذا قرأ فسيقرأ كتبا من ذلك النوع لأنها تضمن له البقاء، وترشده لمزيد من السيطرة والتحكم على أمثال ذلك الحشد.
فكتاب الأمير لمن قرأه هو مجموعة وصايا جعلت خصيصا لأمثال ولد عباس كي يتمكنوا من البقاء طويلا على كراسيهم، بالسيطرة على الشعوب الجاهلة بشتى الوسائل الممكنة.
جعلني هذا الموقف أتأمل حالنا مع حكامنا، فقد كنت أعتقد أننا نتقاسم الجهل مع حكامنا مناصفة، إلا أنني بت متأكدة أننا أسوء منهم بكثير.
فلكي تكون قائدا في مجتمع ما عليك أن تملك القوة أو المال أو العلم.
يكفي أن تملك عنصرا واحدا من ضمن ماذكرت لتكون قائدا.
فالشعوب الجبانة ستنقاد لمن يملك القوة.
والشعوب الفقيرة ستنقاد لمن يملك المال.
أما الشعوب الجاهلة فستنقاد لمن يتفوق عليها، لذلك يحرص الطغاة على إبقاء الشعوب أمية جاهلة.
#شموسة

ثقافة البلكونات

ثقافة البلكونات:

الجزائريون فوضويون... لا يملكون ثقافة الورد والتزيين...شرفاتنا قبيحة...المقعرات الهوائية تشوه المنظر العام..

هذا كان تقريرا صحفيا بقناة جزائرية، وكثيرا ما شاهدنا تقارير مماثلة، تجعل دوما من الغرب أنموذجا، وتقوم بجلد الذات إلى أقصى حد ، من دون آراء مختصين أو مهندسين أو خبراء.
ومن دون ذكر البدائل والحلول المرجوة.

والملام هنا ليس المواطن البسيط برأيي الشخصي، ولكن الملام هو الحكومة والمهندس الذي صمم تلك العمارات من دون الأخذ بعين الاعتبار لثقافة بلده وخصوصياته، واحتياجات مجتمعه.

فتصميم شرفات الجزائريين في الغالب ضيق حيث تمثل الشرفات معرضا للملابس المغسولة، وأخرى بها إزار ممزق، اسود لونه، واهترأ قماشه، جراء الحر والمطر...وبعضها مغطاة بـ"الباش"
الشرفة، هاته المساحة في كل مشروع، واشتراطها على المهندسين رغم عدم جدواها لدى المواطنين والأسر الجزائرية، بناء على ثقافة الحشمة التي تمنع الأسرة من الجلوس في مكان مفتوح!!
هذه الثقافة تحولت مع الزمن، ليتفنن المواطن في تغيير الشرفات، كل حسب احتياجاته، فمنهم من يضيفه إلى الغرفة(بسبب ضيق المساحة)، ويحوله إلى نافذة.
لأن القائمين على تلك المشاريع، لم يراعوا ببساطة خصوصة المجتمع الجزائري، فمجتمع يعرف بكثرة عدد أفراده، حيث يبلغ المتوسط لدى الأسرة الواحدة ستة أفراد، لا يمكنك تقييده بمساحة هي أشبه بالزنازين الإنفرداية.
فنحن نلاحظ كثيرا لدى أشقائنا العرب كيفية تصميم شقق العمارات واتساعها، في مقابل تلك السياسة المنتهجة في بلادنا، التي جعلتها أشبه بعلب الكبريت.
ومنهم من يغلق الشرفة كليا بالزجاج العاكس، دون الدخول في موضوع الأقفاص الحديدية (التي تشكل خطرا حقيقيا اذا حدث زلزال، أو شبت نيران حارقة).
الأقفاص الحديدية التي أصبحت من ضروريات كل عمارة جزائرية، بسبب انعدام الأمن والأمان، وبسبب انعدام ثقافة حارس العمارة، أو مايصطلح عليه لدى أشقائنا العرب ب(بواب العمارة).

أما عن نشر الغسيل فلا يوجد تصميم لعمارة في الجزائر، مخصص لها مكان لنشر الملابس غير الشرفة؟
فمتوسط عدد أفراد الأسرة الغربية غالبا مكون من ثلاثة أفراد، يستعملون عادة آلة الغسيل التي تتكفل بتجفيف الملابس، لذا لا تعرض ملابسهم على الشرفات. 
وأسر غربية أخرى تبعث بالملابس للغسالات العمومية التي تقوم بعملية الغسيل والتجفيف والكوي وتبعث بها لأصحابها.
اذن لا مجال للمقارنة بين الغربي والجزائري هنا.

أما المقعرات الهوائية التي تشوه منظر العمارات، فلا يوجد لها بدائل في الجزائر، وإذا وجدت فالجزائري البسيط لا يعرفها.
والمواطن الغربي لا يستعمل المقعرات الهوائية لأن الغالبية يستعملون (الأونتان) لاستقبال المحطات الوطنية التي قد تصل لمئة قناة(لذا لديهم اكتفاء ذاتي من القنوات ولا يشاهدون ثقافات أخرى كما نفعل نحن).

لذا فالحل الأنسب برأيي هو الاستقاء من المعمار الإسلامي وفن الهندسة الإسلامية، حيث نجد المشربية بديلا للشرفات المعاصرة.

والمشربيات عنصر معماري يتمثّل في بروز الغرف في الطابق الأول أو ما فوقه، يمتد فوق الشارع أو داخل فناء المبنى.

لقد قدّمت المشربيّة الحل لهذه المشاكل، حيث أنها تدخل كميّات كبيرة من الضوء غير المباشر، وتمنع الإشعاع الشمسي المباشر، المصحوب بدرجات حرارة عالية من الدخول عبر فتحاتها، وبالتالي قدّمت المشربيّة إنارة ذات كفاءة عالية دون زيادة درجات الحرارة في الداخل، ونظراً لزيادة مساحة الفتحات في الجدار، فقد ساهمت المشربية بزيادة تدفّق الهواء بنسبة عالية، وبالتالي زيادة التهوية والتبريد للغرف. 

وبالإضافة لتأثيراتها الفيزيائيّة، توفّر المشربيّة الخصوصيّة للسكان، مع السماح لهم في الوقت ذاته بالنظر إلى الخارج من خلالها.

وتكمن روعة هذا العنصر المعماري في تكامل وظيفته مع قيمته الاجتماعيّة والجماليّة، حيث أضافت المشربيات قيمة جماليّة إلى الشارع الذي تطل عليه النوافذ، دون المساس بخصوصيّة الفراغات المعماريّة خلف هذه المشربيات.

ما أحوجنا للمهندس المسلم!!
لذا حين نتكلم عن موضوع ما يلزم دراسة المجتمعات وتوفير ما يناسبها.
فإذا أردنا تغيير هذه الثقافة إلى الأفضل، يجب مراعاة خصوصية مجتمعنا وقيمنا أولا، لا استنساخ التجارب الغربية التي تناسب أقواما دون أقوام.

#شمس_الهمة


لماذا صرنا إلى هذا الحال؟! المولد النبوي( أنموذجا):

 


جدلية حكم الاحتفال بالمولد النبوي:

لكم يحزنني ويفطر قلبي ويدميه ما صرت أشاهده يوميا على صفحات وسائل *التقاطع*الاجتماعي

فقد صار الجميع، يفتي، ويحلل ويحرم، يحلل ويناقش ويعطي رأيه في مواضيع لم يفصل فيها حتى العلماء.

ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي(بخصوص جدلية حكم الاحتفال بالمولد النبوي)، من تلاسن وتحازز وتباغض، وصلت حد السب واللعن والقذف، وشق الصف، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التآلف والتكاتف، لهو مرض ينبغي على العقلاء التسريع بعلاجه وتبيان خطورة المراء والجدال التي تورث الشقاق وتفتت عضد الأمة، لأن الطريقة المتناقش بها استفزازية من كلا الطرفين، فليتنا نتعلم الأدب قبل العلم.

 وغالبية هؤلاء إلا من رحم ربي يريد الجدال لذاته، ويريد فرض رأيه وإلزام غيره بالقوة.

كم أعجب حقا لمن ينتقد و يعترض على من يقول ببدعية المولد، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟! هو اعتقد ما يستبرئ لدينه وعرضه، وأنت لن تحاسب مكانه!!

وكم أعجب أيضا لمن يريد الوصاية على غيره، فيحاول فرض قناعاته على شخص يعلم سلفا أقوال من يخالفه في المسألة!!

فيا طالب العلم من سألك فأجبه پما تعرف من كلام العلماء، ومن نشر منشورا للاستهزاء أو الاستفزاز فلا تدخل معه في تلك المعركة.

يلزم أن يركز المسلم في الدعوة على محيطه الخاص، وعلى من يسأل، ويريد التعلم حقا، أما وخصمك يعرف سلفا ما تود قوله فلم ستعيد الكلام لمن لا يود سماعك؟!

العلم موجود في بطون الكتب وهو معلوم للكثيرين، لكن الأدب والحكمة غير موجودين، والتربية عزيز مفقود.

كثرة اللغو تدل على فراغ الأوقات، وأيما أمة تركت العمل فسيكثر فيها الجدل.

وهذه آفة عظيمة قلَّ من يسلم منها، وماكان لعاقل أن يدخل فيها، لو تم له عقل.

ولا ينفع في هذا الباب حسن النية، فغالب المتجادلين لا يرغبون في التعلم أو السؤال، وانما همهم إما تسفيه أو إقصاء.

 قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: 


"ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل"


 قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ:" أَنا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا..."

 ‏

وعن جابرٍ  رضي الله عنه: أَن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ:" إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُم إِليَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجلسًا يَومَ القِيَامَةِ: أَحَاسِنَكُم أَخلاقًا، وإِنَّ أَبْغَضَكُم إِليَّ وَأَبْعَدَكُم مِنِّي يومَ الْقِيامةِ: الثَّرْثَارُونَ، والمُتَشَدِّقُونَ، وَالمُتَفَيْهِقُونَ.."


فيا من تدعون محبته، أين أنتم من سنته؟!


يقول الشاطبي: قال الغزالي في بعض كتبه : ( أكثر الجهالة إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهال أهل الحق، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدلاء، ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة، وتعذ على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها).

ختاما:

الإلزام هو البدعة.

لا أظننا بحاجة إلى سؤال العلماء عن حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي فكلا الطائفتان تعرفان كلام العلماء في الأمر.

نحن بحاجة إلى معرفة حكم الجدال في المسألة.


#شمس_الهمة

الفطير

في معسكر، لن تستطيع اقناع شخص ما بتناول الكرواسون، أو الميلفاي، أو حتى المقروط أو أي شيء آخر، في وجبة فطور الصباح.
فالفطير تتربع على عرش مملكة فطور الصباح عندنا.
في بيتنا يدمن عليها اخوتي وأسميها أنا المخدرات.
يا لها من عملية مرهقة ثلاث أقراص كل صباح تحرمني تلاوة وردي من القرآن، علينا تحضيرها في الصباح الباكر مثل نساء فيلم "دورية نحو الشرق"، على الأقل هؤلاء مجاهدون، فماذا يفعل اخوتي سوى التسكع طيلة اليوم!
أتسائل حقا من تكون تلك المرأة التي تسببت بشقائنا، وقامت باختراعها ذاك؟!
من تلك المرأة التي كان لها من الفراغ، ما يحفزها لذلك الإبداع؟!
#هذيان_صباحي.
#ماهي عاداتكن حبيباتي؟!

مشروع الفاتح


" عقمت النساء أن يلدن مثل خالد" هي مقالة قيلت في حق سيدنا خالد بن الوليد وهي نداء للمسلمات العاقلات بأن يا نساء أنجبوا لنا الأبطال.وهنا أخص النساء بكلمة وأقسم عليهن: إن كنتِ تحبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعليكِ أن تنشئي أولادك وبناتك ليعزّوا الإسلام والمسلمين،
على خطى زوجة عمران أم مريم عليها السلام:
والتي كان لها هدف أسمى ألا وهو بيت المقدس فقد عاشت زوجة عمران في فلسطين التي دخلها الرومان - بعد داود وسليمان وأحفادهم- بعقيدتهم الوثنية، فتعددت الآلهة: كإله الجمال، وإله الحب، والإمبراطور الإله..إلخ، كما اضطهدوا كل من يرفض تلك العقيدة، بما فيها من تعددٍ للآلهة، ففُتِنَ الناس وفسدوا ليس هذا فحسب فقد أكرهوا الناس على دينهم لدرجة أنهم أقاموا ساحةً كبيرةً يلقى فيها كل من يرفض ذلك، وتترك عليه الأسود والنمور فتأكله حيًّا، وحتى يومنا هذا لاتزال تلك الساحة كما هي في روما،
رأت زوجة عمران هذا الوضع، بما فيه من إكراه في الدين وتغيير لعقيدة الناس إلى جانب الظلم الشديد الذي يرزح تحت نيرانه أهل فلسطين، والضرائب الكثيرة، والعنصرية التي جعلت معيشتهم صعبة، أما عامة المؤمنين فقد انتابهم الصمت، فماذا فعلت امرأة عمران؟
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِذْ قَالَتْ اِمْرَأَة عِمْرَان رَبّ إِنِّي نَذَرْت لَك مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّك أَنْتَ السَّمِيع الْعَلِيم }
مَعْنَاهُ : إِنِّي جَعَلْت لَك يَا رَبّ نَذْرًا أَنَّ لَك الَّذِي فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا لِعِبَادَتِك , يَعْنِي بِذَلِكَ : حَبَسْته عَلَى خِدْمَتك وَخِدْمَة قُدْسك فِي الْكَنِيسَة , عَتِيقَة مِنْ خِدْمَة كُلّ شَيْء سِوَاك , مُفَرَّغَة لَك خَاصَّة .
بقي أن نلمح أن زوجة عمران حزنت ظنًّا أن دعوتها لم تستجب حين رزقت بأنثى، على الرغم من أن الحقيقة أنه قد استجيبت؛ وولد عيسى من ذريتها، لكن لا يجب أن تكون الاستجابة في الحال، وهذا درسٌ آخر يُساق إلينا؛ فالدعاء بلا شك مستجاب، وإن تأخرت الإجابة، فلله قوانينٌ في أرضه، ولكل شيء وقت وموعد، فزمن عيسى لم يكن وقتها، والتغيير لم يحن آنذاك، ولكنّ التجديد موجودًأ ودعوتها لم تذهب سدىً، وستجاب بعد حين، وستصبح ابنتها هي أم عيسى؛ فالتغيير في الأرض والإصلاح، وإحياء الأمم يحتاج إلى وقت، وربما الجيل الموجود في ذاك الوقت ليس هو من استحق النصر، وقد يكون هو المسئول عما يحدث، قد يكون جيلاً متخاذلاً لم يعمل، وقد يكون جيلاً عاملاً، لكن الأمر احتاج إلى وقتٍ لجني ثمار ما زرع. ترى ما بال جيلنا الآن؟ أهو جيل نهضة؟ هل نحن نعمل ونصلح في الأرض؟ وهل منا صاحب نيةٍ كزوجة عمران؟ هل منا أبٌ وأم لهما هدفٌ كهذا؟ فقد قال الله لموسى(وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً...)(يونس: من الآية87) ليكن هذا هو هدف الأسر؛ لتجتمع على طاعة الله والإنتاج والتنمية..إلخ، فكيف هو حال بيتك؟
وعلى خطى محمد الفاتح :
الذي غرس فيه أستاذه حلم فتح القسطنطينية وتحقق الحلم وفاز بخيري الدنيا والآخرة فاز بدعاء وثناء الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:"(لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش) 
اين انت من هؤلاء ؟؟؟
وهل بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ستكون هنالك فتوحات أخرى باذنه تعالى ؟؟؟؟؟؟
أجيب فأقول :نعم
فقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح ايطاليا "روما"وبشرنا بفتح البيت الأبيض .
[ الروابط مخفية مؤقتا،، سجل و تمتع بكافة الامتيازات للتسجيل السريع اضغط هنا]
فهل سيكون ابنك ياترى؟؟؟؟؟
خطوات لاعداد القادة:
1 ضعي الهدف نصب عينيك .
2 اقرأي في هذا المجال كثيرا "كيفية اعداد القادة,سير العظماء,......."
3 الزمي الطاعات والعبادات والنوافل وأكثري من قراءة القرآن والدعاء فهي تقربك من الله اقتداء بأم مريم عليها السلام.
4 وأنتي حامل تكلمي مع جنينك في هذا الأمر واقرأي كتبا عن ايطاليا واقرأي الحديث الذي بشرنا به الرسول مرارا وتكرارا.
5 اذا أردتي ابنك فاتحا لروما تعلمي الايطالية وعلميها لابنك طبعا مع مراعاة عدم نسيان لغة القرآن والعلوم الشرعية الاسلامية.
6 اشتري له ألعاب ايطالية أو مجسمات مباني ايطالية وضعي حولها فرسان بزي اسلامي مثلا.........وانتي وابداعك "ملاحظة"قد لا يكون الفتح بالضرورة بالسلاح قد يكون عن طريق النت أو التجارة أو الحوار أو غير ذلك...............
7 علمي ابنك الدخول الى المواقع الايطاليه والدعوة الى الله عن طريق النت فلربما كان الفتح عبر النت.
8 واذا اردتيه لنصرة الأقصى أو فاتحا للبيت الأبيض أو غير ذلك المهم ان تجعلي من ابنك ثغرة من ثغور الاسلام لخدمة ونصرة هذا الدين ومعولا للبناء لا الهدم واجتهدي في ذلك .
" رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا "

قصة الفطير لم تنته بعد!!

قصة الفطير لم تنته بعد:

إنها السابعة إلا ربع، أصبحت الفطير جاهزة، وعلي الآن ايقاظ جميع أفراد الأسرة،
عادة يجهز الجميع على الساعة السابعة والنصف أوقبلها بقليل، أستغل الوقت في تلاوة الأذكار وتصفح الفيس بوك، ولا أفوت على نفسي استنشاق بعض النسمات المنعشة.
تناول وجبة الفطور إلزامي على السابعة والنصف، أمي تحرص على اللمة عند الصباح، هي تعتقد أن الأم الحقيقية تتفقد أحوال الجميع في ذلك الوقت، هل ناموا جيدا، هل أصبح أحدهم محموما، أو ربما لايزال أحدهم غاضبا من موقف ما، لمة الصباح تلك قد تمتد لما يقارب الساعة نتبادل فيها النكات والقصص والأخبار والسياسة أيضا، إنها المفضلة عندي.
 والدي ووالدتي لا ينامان بعد صلاة الفجر، أجدهما في الغالب مستمتعان بحديث خافت وقصص لا تنتهي.
 ‏يصلي اخوتي الفجر، ويعود بعضهم إلى النوم.
أرغب في ايقاظ اخوتي على طريقة عمي العربي في فيلم دورية نحو الشرق(احميدة، موسطاش، قدور فانت كات... نودوا تشربوا القهوة).
فلإخوتي أسماء ثورية أيضا، أطلقها بعضهم على بعض في الطفولة.
مهمة إيقاظهم شاقة أيضا، فللأسف لا ينامون في غرفة مشتركة، فأضطر إلى طرق ثلاثة أبواب.
يستحيل أن يجتمع الصبيان في غرفة مشتركة، في طفولتنا كان لنا غرفة للصبيان وغرفة للبنات، حين كبرنا استولى أخي على الغرفة خاصتهم وحده، بينما كان أخواي ينامان في الصالون، ورغم ذلك كانت هنالك مشادات كلامية ليلية كل يوم من قبيل (أنت طفي الضو، أو طفي الضو خليني نرقد) رغم أنهما كانا متباعدان كثيرا، فمساحة الصالون تبلغ حوالي عشرة أمتار، يتخذ كل منهما أقصى طرف القاعة، وكأنهما حارسا مرمى، وبينهما مسافة تكفي للعب مباراة كرة قدم.
عندما كبرنا قليلا تم الاستيلاء على غرفتنا نحن البنات وتم اضافة غرفة أخرى للآخر، أما نحن البنات فنجتمع كالأيتام في الصالون (حكم القوي على الضعيف).
الذكور لا يمكن لهم الاجتماع في غرفة واحدة كالديوك تماما، في طفولتي اشترى والدي ثلاثة ديكة( تاع عرب)، كان الثلاثة يختالون كالطاووس، منظرهم كان يوحي بالقوة والأنفة، وضعهم والدي في" سجنة مشتركة"، وبعد ربع ساعة كانت الكارثة، دماء تسيل، وريش هنا وهناك، حتى كاد بعضهم يقضي على بعض.، لذا قام ببناء سجنات أخرى وفرق بينهم في المضاجع.
*******
أطرق غرفة الأخ الأكبر، نومه عميق ومسالم.
- مسكين، حرام ايقاظه، (لا أدري لماذا نحن الجزائريين نقول عن النائم *مسكين* ، لايوجد هنا مسكينة غيري في هذا الصقيع)
 أتأمله مظهره، (يا الله على ديك التكسيلة، وما أجمل النوم في أيام الشتوية).
- نود خيي تشرب قهوة نود.
الأخ الأوسط يكون عادة مع المصحف أو الفيس، غرفته بعيدة، أقوم برنة واحدة، فيأتي فورا.
تبقى الأخ الأصغر، إنه يكره البكور، ونومه ثقيل، لطالما ضيعت والدتي نصف عمرها تحاول ايقاظه.
اسمه الثوري قدور 24، إنه يعشق تلك الشخصية.
أنادي عليه:
- قدور نود يجي خيي تستقهوى.
يتململ في فراشه، ويمتعض من مجيء الصباح بهذه السرعة.
- ايا خلينا نرقدوا يرحم باباك.
- ‏ماذا؟! إنه يقوم بالدور على أكمل وجه، انها نفس اللقطة في الفيلم.
أقوم أنا الأخرى بتقمص شخصية "العربي".
- أيا قدور نود العسكر، نود بركانا، ايا خف خف حمبوك.
يرفع رأسه، ينظر بعين واحدة شبه مغمضة وابتسامة تزين ثغره، ينزع الوسادة من تحت رأسه، ويقذفني بها.
أفر من أمامه منتشية.
 أرقبهم وهم يتناولون فطور الصباح، *قدور 24* لا يحب تناول فطور الصباح، يكتفي برشفة أو اثنتان، لقهوته، لا يروقني الأمر ، أناوله قطعتي فطير ساخنتين.
 ‏- استنى، النهار مازالو طويل، هاك ادي معاك لليسي، ربي يكون معاكم.
 ‏يودعنا ضاحكا، وأعود لممارسة أعمالي وأنا أغني "صوتهم من القبور يناديكم، فاسمعوا لهذا الصوت يا عباد"
 ‏#شموسة
 ‏


المرضى المزيفين


المرضى المزيفين:


الساعة الواحدة بعد منتصف الليل:

أب ثلاثيني (فرحان بعمره)، مع ابنتيه في مصلحة الاستعجالات.
- الطبيبة: اتفضل خويا، احكيلي المشكل نتاعك، وشكون المريض هنا؟!
- ‏بناتي
- ‏واش بيهم؟!
- ‏وحدة نيفها مغلوق، ووحدة نيفها يسيل
- ‏هدا هو المشكل فقط؟!
- ‏ايه
تلتفت الطبيبة إلى زميلاتها، فتجدهن يكتمن ضحكا يحاول التفلت.
الأب مداعبا ابنتيه:
- شوفي بنتي الطبيبة تضحك معاك.( ولا يدري حقا أنها تضحك عليه).

نموذج آخر:
- وليدي عندو لاڨريب و جدّاتو حابة تقيس لاتونسيو و أنا لسعتني ناموسة!!
 و جيت البارح درت فاصمة و لازمك تشوفني ارتحت و إلا مازال!!
 ‏
 ‏نموذج آخر:
 ‏عجائز  ونساء لا يشتكين من شيء، يقومون بزيارة المستشفى بشكل دوري، يكاد يكون شبه يومي.
 ‏ولن تقتنع احداهن بتشخيص الدكتور الذي يقول بأنها لا تشكو من شيء، ولن تغادر إلا بسيروم أو حقنة على الأقل.
 ‏ولأن الطبيب يحفظ تلك الوجوه، ويحفظ ذلك الجدل اليومي العقيم، سيكتفي بحقنة(مزيفة).
 ‏
 ‏*********
ظاهرة أشباه المرضى ( les faux malades ) لن تدرسها في الطب لكنها مشكل كبير يعاني منه عمال القطاع الصحي خاصة في مصالح الاستعجالات، يتسبب في تعطيل التكفل بالحالات المرضية الحقيقية و تبذير الكثير من الأدوية، و يؤدي إلى كراهية متبادلة بين المرضى و الطاقم الصحي.
المشكل الحقيقي ليس في الاستقبال فقط.
 فحتى لو كان هناك استقبال وفرز للمرضى (كما يحدث في الدول المتقدمة ) سيكون دائما اكتظاظ، وسنشاهد دوما تلك السلوكات التي تتسبب في تضييع للوقت وللمواد الصيدلانية أو الموارد البشرية فأصل المشكلة ليس فقط في التسيير بالضرورة، مع أنني أتفق مع من يقول أن من يصدر القوانين أو التشريعات ( المتعلقة بالصحة) أو من يسيرون المؤسسات الاستشفائية هم أصلا لم يروا أو لم يعرفوا ما يحدث فيها. اضافة لمجانية الخدمات الصحية. التي فاقمت من تلك الظواهر (البروفيتاج).
 ‏لكن حقيقة المسألة مسألة وعي وضمير وخوف الله وإحساس بالآخرين، واستشعار للمسؤولية.
 ‏فالمريض الذي يتنزه ليلا لأنه لم يجد ما يفعله، ولأنه لا يحس بأخيه الطبيب المسلم (وكأنه روبوت)، ولا يحس بأخيه المريض المسلم الذي لا تحتاج حالته إلى الانتظار، هو مسلم بالاسم فقط ولما يدخل الايمان إلى قلبه بعد.

حتى الرسول عليه الصلاه والسلام قال **لا تتمارضوا فتمرضوا فتهلكوا**

#من_الأرشيف(إعادة نشر)
#شمس_الهمة

هل تصدق كل ما تقرأ؟!

هل تصدق كل ما تقرأ؟!

في الثانوية تم تلقيننا على منهجية واحدة يرددها الجميع مثل ببغاوات تتعلم النطق لأول مرة.
ففي تحليلك للنص الأدبي لا يجب أن تخرج عما ذكره الأستاذ، أو تتجاوز الحدود المرسومة.
الأفكار متسلسلة، والنص يتميز بسلاسة الألفاظ، وترابطها، وغناها بشتى الصور البيانية البديعة كالجناس الناقص والتام، والطباق، والسجع الذي أضفى عليه نغمة موسيقية تخلب الألباب.
عاطفة الشاعر: جياشة، وصادقة، ومليئة بالمشاعر والأحاسيس الفياضة.
لذلك لا عجب أن نجد غالب القراء إلا من رحم ربي، يقرأ للموضة، ويقرأ فقط ليقال عنه قارئ.
فتجد غالب المراجعات على نسق ببغائي واحد.
الرواية قصيرة وممتعة، وأسلوب الكاتب رائع ومشوق وممتع.
الأفكار كانت متسلسلة، وألفاظها منتقاة، والكاتب أجاد السرد والوصف، و النسج والحبك.
الخاتمة لم تكن متوقعة، والنهاية كانت مبدعة ووووو .
لا تجد أبدا من يسأل، لا تجد أحدا لم يفهم ذلك الكتاب أو تلك الرواية أو تلك الخاتمة جيدا.
لن تجد في مراجعاتهم ملاحظات عن شبهات تضمها الرواية، لن تجد غيرة على الدين أو القيم.
أنت لن تجد سوى المديح أو التقديس.
الغرض من القراءة هي اكتساب قريحة مستقلة وفكر خاص بك.
الغرض هو التفكر والتدبر والسؤال.
والأنكى أنك تجدهم يقدمون مراجعات كل رواية قرأوها، صالحة كانت أو طالحة.
من دون مراعاة أن الناس ليسوا سواسية من حيث العقول أو الأعمار، فهنالك الطفل والمراهق والناضج.
وكل أولئك الذين شاهدوا مراجعاتك، أو تلك العناوين،  أنت عنهم يوم القيامة مسؤول.
فان كانت الرواية تحمل شبهات وفسادا وفلسفات إلحادية، فما موقفك أمام الله وأنت تساهم بنشرها وترويجها؟!
كثيرا ما صادفت عناوين يتناقلونها، وحين قراءتها صدمت أنها كارثة، وهادمة للقيم، وتزرع الشبهات.
مؤخرا قرأت رواية لكاتبة خليجية، أعشق قلمها لدرجة الجنون، ولكنني لا أقر المضامين، قلت لعل وعسى أن تكون هذه الرواية جيدة فهي تحكي قصة طفل تائه، وكل القراء أشادوا بذلك العمل.
الرواية كانت صادمة لي ولم أشفى منها إلى الآن، فالرواية وإن تناولت قصة حقيقية لطفل اختطف من مكة أثناء أداء مناسك الحج، وأوضحت بالدليل وجود شبكات متخصصة في اختطاف الأطفال، تقوم بها عدة دول كمصر ولبنان وبعض البلدان الافريقية، ويقومون ببيع الأعضاء لإسرائيل.
 إلا أنها تعمدت زرع الشبهات كالعادة، حتى أنها تسلخك من إيمانك ويقينك سلخا، من المؤكد أنك بعد قراءتها ستتغير، لكنك ستتغير نحو الأسوء، بالإضافة أنك ستكره شعيرة الحج، وحج الأطفال.
 ‏الكاتبة معروف عنها ذلك في جميع كتاباتها، ولكن أسفي حقا على القراء الذين لا يملكون غيرة على الدين، ولا خوفا على شباب الإسلام من تلك الكتابات.
 ‏رواية أخرى لكاتب أفغاني يتناولها الجميع بالمديح على أنها رائعة الروائع، متغافلين عن كم الأفكار الإلحادية التي صبها صاحبها صبا، ليس هذا فحسب، فالكاتب مع إلحاده، لم ينس أصوله الشيعية، فطوال مدة قراءتك ستكتشف لمزه للسنة، وتصويرهم بمظهر الظالم والمستعبد والمذل لطائفة الشيعة، في فترة لم تكن تلك الحساسيات قائمة البتة.
 ‏روايتان أخريان تصوران التشدد الخليجي، وظلم المرأة، لكنهما بسبب ذلك تدعوان إلى التفلت كردة فعل على تلك السلوكات، يتعامل معها القراء بسطحية تامة، مع أنها تحكي وتصور واقعا أليما، ينبغي مناقشته وعدم التقليل من شأنه، لا اعتبار تلك الأعمال تمثل أصحابها فقط، بينما تتعاطف معها شريحة كبيرة من نسائنا، لأنها تحاكي واقعهم ببساطة.
 ‏أمر آخر هو تقديس بعض الكتاب، لدرجة أنك لو قلت عن كتابات أدهم الشرقاوي أن بعضها منشورات فيس أو تغريدات تويترية منقولة، فسيهاجمك الجميع بضراوة.
 ‏ولا يمكنك التعبير عن شعورك الصريح أن عملا من أعماله، لم يرقك، كما حدث معي عند قراءتي لروايته "نبض"
 ‏فأدهم الشرقاوي يقول مرة أنهم علمونا في الطفولة أن فلة تعيش مه سبعة رجال في بيت واحد، وأن الأميرة النائمة لا تستيقظ الا بعد قبلة، يخالف أقواله تلك، في روايته نبض التي تعلم شبابنا الاختلاء بحبيباتهم في الأمكنة الخربة المهجورة!!
 ‏لست أسعى في مقالي هذا لتقمص دور الناقد الأدبي، ولا يوجد لدي لذة في انتقاد الكتاب والناجحين.
 ‏ولكنها دعوة لإعمال الفكر قليلا.
 ‏دعونا نتسائل، نستفهم، أو نبدي رأيا حقيقيا مستقلا حول تلك الأعمال.
 ‏لن أقول لا تقرؤوا، ولكن بالله عليكم، لا تمتدحوا كل ماتقرؤونه.
 ‏يقول الرافعي:
((ليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلّة، وفكر واسع، وملكة تقوى على الابتكار، فكل كتاب يرمي إلى إحدى هذه الثلاث فاقرأه)).

 ‏#شموسة

الاثنين، 2 يوليو 2018

عندما حاصرني كبش العيد!!

عندما حاصرني كبش العيد:
-------------------
قبل ثلاث سنوات من الآن، وبالتحديد في موسم عيد الأضحى المبارك، كانت العادة لدينا كلما اقتنينا كبشا للعيد، أن نضعه بالحديقة الخلفية للمنزل قبل العيد بخمسة عشر يوما أو يزيد.
ولذلك كنا نألفه كثيرا ويشق علينا فراقه وذبحه، فكثيرا ما فاضت المآقي بالدموع بسبب تلك الألفة، وأنه أصبح فردا من أفراد الأسرة، يصعب فراقه.
هذه المرة لم يفعل والدي ذلك، وأحضر الكبش ليلة العيد فقط، ورغم ذلك وصبيحة يوم العيد الباكر، وحين كنا مجتمعين على قهوة الصباح، كانت والدتي لا تكف عن الحديث عنه، والشفقة عليه، والحزن من أجله، والاغتباط للمصير السائر إليه.
والدتي عطوفة جدا ورقيقة الحاشية، لذلك ظلت تذكرنا بالكبش الذي بكينا كلنا من أجله، وكذا ذكرتنا بالكبش الذي حطم زجاج باب المطبخ المطل على الحديقة الخلفية، وذكرتنا أيضا بذلك الكبش الذي كان بالحديقة رفقة كبش أحد أصدقاء والدي الذي لم يجد له مكانا في منزله، وكيف أنه أخذه يومين قبل العيد ليبهج أطفاله، فما كان من كبشنا سوى الثغاء طيلة يومين بطريقة درامية حزينة جداا تقطع نياط القلوب.
ولأنني أذهب بخيالي وفكري بعيدا مع الأحداث، فقد رق لي ذلك الكبش كثيرا، وأحسست بعاطفة جياشة نحوه، وحزن كبير على كونه سيفارقنا هذا اليوم، وبقيت ساهمة أفكر، ثم استأذنت والدتي بالذهاب لإطعامه وتقديم الماء اليه.
نصحني والدي بأخذ الحيطة والحذر، وإلا أرداني ذلك الكبش بنطحة من قرنه، لكن والدتي التي تحسن التعامل مع الحيوانات، قالت بأنه لن يفعل بي شيئا.
غادر والدي واخوتي المنزل لصلاة العيد، وتوجهت أنا نحو المرآب(أين ستتم عملية الذبح)،وتوجهت نحو الكبش، قدمت له الطعام والماء على وجل، وبقيت هنيهة أرقبه وأتأمل وجهه وعينيه، وأهمس له بكلمات مودعة تفيض رقة وحنانا، لكن الكبش كان ينظر نحوي بنظرات مريبة، أحسست أنه لم يكن يبادلني الشعور ذاته، وبدا أنه لا يستجيب للغة التخاطر تلك، وإلا كنت سأحس بالأمر كعادتي مع كل الكباش السابقين.
قمت بهدوء أريد المغادرة، فانتفض الكبش وتأهب، ووجه إلي نظرات تحد، حرك حافريه، ونكس رأسه، ورفع قرنيه، بطريقة من يود الهجوم.
ارتعبت كثيرا للأمر، وارتعش جسدي كله، وهممت أريد الانصراف.
لكن الكبش ذو النظرات القاسية وقف معترضا طريقي، حاولت المراوغة من الجهة الأخرى ، فكان لي بالمرصاد أيضا.
حاولت الوصول إلى الباب الوحيد الذي يربط المرآب ببقية المنزل، فوقف بالباب متأهبا على طريقة *كاسياس* و* بوفون* لحراسة مرماه من أي كرة دخيلة.
-هذا الكبش سيكون له مستقبل بارع في حراسة المرمى ولا شك(أحدث نفسي).
حاولت مناداة والدتي وأخواتي، لكن المرآب كان بعيدا جدا، ناهيك عن أنني لا أستطيع رفع صوتي أكثر، كون باب المرآب الخارجي به شبابيك تدخل الهواء وتخرج الصوت بشكل مريع حتى لو كان همسا.
-ماذا سيقول الجيران عني في حال صرخت؟!
أي فضيحة هذه؟!
ضف إلى ذلك كنت أسمع حفيف جموع المصلين، كيف سأرفع صوتي والشارع يغص بالرجال؟!
بقيت في مكاني كضحية تنتظر اجهاز السفاح، حاولت أن أناور أو أرواغ، استعملت كل حركات ميسي ورونالدو، لكن مناوراتي كلها باءت بالفشل أمام هذا اللاعب العنيد.
- تبا حتى حركات رونالدو لم تغن عني شيئا، ربما لو كانت تنفع لنفعت صاحبها في مونديال روسيا هذا العام.
أذهب يمينا فيأتي جهة اليمين، وأذهب جهة اليسار فيحاصرني منها أيضا، لا يوجد أمامي سوى الهجوم فهو أفضل وسيلة للدفاع عن نفسي.
حاولت بخيالي استخدام الخطة [10-10-2]عشرة-عشرة-اثنان
أو الخطة [[2-3-10اثنان-ثلاثة-عشرة.
لا تسألوني عن جدوى هذه الخطط وماهيتها هكذا سمعت الشوالي وعبد الحفيظ دراجي يقولون، بالنهاية كلها أرقام، أعرف أن عدد اللاعبين هو واحد فقط وهو أنا، لكن قوة التخيل نافعة أيضا، على الأقل أسند نفسي بلاعبين من الخيال، ما المانع ان كنت مخطئة، المهم التجربة.
باءت تلك الخطط كلها بالفشل، لم تنفع الجوهرة* ولا الهرم** ولا غيرها، كل ما تبقى كبش قوي عنيد في مقابل فتاة مرعوبة وخائفة هبط ضغط دمها لدرجة أضحت لا تقدر على الوقوف.
قررت الاستسلام وانتهت المباراة بفوز الكبش العنيد.
بالطبيعة كنت سأفوز لولا الحر الخانق، والرطوبة الشديدة في المرآب، مضافا اليه التبن المنتشر الذي يعيق التحرك، وروث الكبش(الذي جعل المكان زلقا)، ورائحته النفاذة التي ملأت المكان.
وأكاد أجزم أيضا أن ذلك الكبش كان يمتلك تقنية ال VAR ***
في قرونه، وإلا كيف كان يتنبأ بكل الهفوات التي ارتكبتها أثناء اللعب والتفكير!!
تقنية الVARاستحدثت هذه السنة فحسب، لا تسألوني كيف امتلكها ذلك الكبش قبل ثلاث سنوات من الآن، على العموم السنوات تثبت كل عام أن بعض الحيوانات تفوقت على بعض البشر أحيانا!!
جلست أفكر في حالي تلك، كيف لهذا الكبش أن يقابل الإحسان بالإساءة، والرقة بالجفاء؟!
كيف هان عليه أن يحطم قلبي، ويدوس على مشاعري بتلك القسوة؟!
هذا الكبش غير رومانسي البتة، كيف لا وهو من سلالة جزائرية نقية، العام المقبل إن*أنجاني الله* سوف أقترح على والدي أن يجلب كبشا من سلالة هولندية أو فرنسية، أو أي جنسية أخرى ، المهم أن لا تكون -----.
بقيت على حالي تلك زهاء النصف ساعة أو يزيد، أنتظر رحمة  الله من هذا المأزق، وأدعوه عز وجل أن يسوق إلي والدتي أو احدى أخواتي لتنقذني مما أنا فيه.
دقائق مرت كالأيام، ولا أحد استفقد غيابي، معقووول!!
فجأة سمعت حفيف أرجل المصلين خارجة من المسجد، فحمدت الله أن الفرج قريب.
انتهى الأمر على خير، بعد اكتشاف والدي للأمر، وانتشلني من المرآب في الوقت بدل الضائع، بعد أن كاد يغشى علي.
سقاني الماء والسكر، وبعد أن استعدت عافيتي قصصت عليهم الأمر، فما كان من الجميع سوى الهتاف بقهقهات وصلت عنان السماء، وتصفيقات بالأيدي تكاد تثقب غشاء الطبلة، وتزيد في النكباء.
 أقاموا بها مهرجانا (كرويا) -عفوا- أسريا، لم ينقصه سوى أبواق الفوفوزيلا المزعجة، ليسمع بالقصة كل الندماء.
انتشر خبر القصة مع تهاني العيد، وأضحيت محط سخرية كل قريب وبعيد.
حتى زوج أختي المصون قال من بعيد:" للأسف تأخرنا قليلا عن الحدث، وإلا كنت سأراسل محطة *الباهية*، لتقوم بتغطية تليق بالمقام، "كبش يحاصر فتاة ويرديها صريعة يوم العيد".
كيف طاب لهم أن يسخروا مني؟!
ولماذا لم يكترث أحد لمشاعري التي ذهبت هباء منثورا؟!
كيف بهم لو مت ذلك اليوم صريعة كبش أحمق لا يفهم لغة العواطف؟!
ثم لماذا لم يوجهني أحد إلى كيفية التصرف حال الأزمات؟!
تذكرت حينها قصة زينب ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم استجار بها طليقها أبو العاص بن الربيع، وكيف أنها انتظرت وقت الصلاة واجتماع المسلمين وصرخت بصوتها: (يا أيها الناس، أنا زينب ابنة محمد، إني أجرت أبا العاص بن الربيع).
أتخيل نفسي مكانها، وكيف بي لو رفعت صوتي بالصراخ، بسبب كبش العيد ذاك، كان اخوتي الشباب سيحزون رقبتي بدلا عنه.
من قال أن صوت المرأة عورة؟!
أتمنى من كل قلبي لقياك يا بنت رسول الله، وأتمنى لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت سأقول له:
"انظر ماذا بدلنا بعدك، صرنا غرباء عن الإسلام الأول، فإما افراط وإما تفريط، وضاع الإسلام بينهما".
نحسب حساب الناس، والجيران والمجتمع، وتلك التقاليد البالية التي ما أنزل الله بها من سلطان!!
#بقلمي_شمس_الهمة
---------------------------
الجوهرة(*): خطة لعب (4-4-2)
الهرم(**): خطة لعب (2-3-5)
تقنية ال(***)VARتستعمل لمساعدة الحكم والتقليل من الأخطاء التحكيمية.


الثلاثاء، 3 أبريل 2018

عملة نادرة!!


عملة نادرة!!

في حسابي الخاص بالأجانب تعرفت على بعض المسلمات الجدد، كان الأمر مشوقا وجميلا أن تعرف قصص إسلامهن،  لكنه سرعان ما تحول إلى غصة ومرارة وشعور بالغثيان.
صديقة فليبينية متزوجة من زوج مصري وتقيم في السعودية، شكت لي كيف يضربها ويهينها ويجبرها على تناول المشروبات الكحولية، كانت مسيحية ثم أحبت الإسلام، وسألته أن يعلمها الصلاة وسورة الفاتحة فسخر منها، وكان يهينها على الدوام.
سألتني أن أعلمها الإسلام، وسألتني عن بعض القوانين المدنية في السعودية، كونها تريد الفرار بابنتها ودينها وتعود إلى الفلبين لتكون مسلمة صالحة هناك.
صديقة أخرى بريطانية، تدعى "جان" روت لي قصة اسلامها، وكيف أنها خرجت بتجربة فاشلة من زواج عربي، تقول بأنها تعرفت على شاب تونسي، وبينما كانت تواعده، تقول بأنها أرادت ادخاله للمسيحية، لكنه كان يرفض الحديث عن الأديان جميعها، وأخبرها أنه مسلم بالاعتقاد والوراثة، ولكنه لا يفقه منه سوى الشهادتين.
تقول بأنها لم تكن تعرف عن الاسلام شيئا، لذلك بدأت بالقراءة وحينها عشقت الاسلام وتزوجت الشاب العربي، لكنه خيب أملها، تطلقت منه، وقالت لي بأنها عانت كثيرا من أثر التجربة، وفي الأخير رزقها الله بزوج سلفي كان تونسيا أيضا، وهي تعيش معه ولها منه أبناء، والواضح أنها سعيدة في حياتها ومنسجمة معه ومع أفكاره.
لدرجة أنها عرضت علي ترجمة أحد كتبي إلى اللغة الانجليزية، وكانت متحمسة جدا مع فكرة الكتاب، كون المسلمين الجدد يحتاجون هكذا كتب لتعينهم على فهم الإسلام، وكيف كان المسلمون يربون أولادهم على مبادئه.
في الغد الذي تلا ذلك اليوم، جاءتني بوجه آخر، هو أشبه بوجه المحققين، وسألتني إن كنت أنتمي لنفس المنهج؟!
وتقصد بالأخير المنهج السلفي طبعا!!
بدوري أجبتها أنني لا أنتمي لأي تيار، وبإمكانها الاطلاع على الكتاب كاملا، وإن كان هنالك مخالفات للمنهج، فيسرني أننا سنقوم بحذفها ونصوبها لتلائم المنهج.
لكنها كانت قد اتخذت موقفها، من ليس معي فهو ضدي.
سياسة الإقصاء الذي يتبعها بعض الأتباع، وصلت هنالك أيضا، وحلقت عبر أجنحة الأدعياء ممن شوهوا للأسف ذلك المنهج.
صديقة بولندية تدعى anna تعرفت عليها(عداءة عالمية)، كانت حديثة عهد بالإسلام، وكان ايمانها يتأرجح يمنة ويسرة، مثل كرة تنس يتقاذفها لاعبان، لم تجد معينا لها، فلم تكن تعرف أحدا من المسلمين وسط غربتها تلك. لذلك نصحها الناصحون على الفيس بوك، بأداء عمرة تتعرف بها على الإسلام والمسلمين، وترفع بها ايمانها، لكنها لم تجد محرما.
توسلتني بشدة كي أجد لها عريسا!!
وكأن الأمر بتلك السهولة التي تعتقدها!!
أخبرتها أن محاولة من هذا النوع أصعب بكثير من محاولات وكالة "الناسا" لإيجاد مياه على سطح المريخ!!
وأنني في حال وجدت أحدهم، فسأؤثرها به حتما، أو أننا سنتقاسمه مناصفة، وأجعلها ببساطة ضرة لي!!
حدثتها عن اختلاف الثقافات، وأن الأجدر بها أن تبحث عن مسلم بولندي جديد، فهو أفضل من المقامرة بزواج نتائجه معروفة سلفا.
لكنها كانت حالمة وعنيدة في ذات الوقت.
 قالت أنها ستغنم على الأقل مسلما يتقن اللغة العربية، لتعليم أطفالهما مستقبلا.
تلكم الأوربيات لم يحببن العربي لسواد عيونه، أو بهاء طلته، إنما أحببن بقايا الأخلاق العربية والإسلامية فيه.
كنت أعتقد أن تلك التجارب حالات شاذة، وأن الغالب على الشباب العربي الاستقامة والصلاح، وأن تلك النماذج لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جدا.
لقد كنت ساذجة جدا، وحالمة أيضا، لحين أفقت على فاجعة الفواجع، حين أضافتني تلك الانجليزية إلى مجموعة المطلقات من الرجال العرب، أدركت حينها حجم الضرر والمأساة، أما عن مآسي من تزوجن بجزائري ، فحدث ولا حرج!!
لقد قالت صديقتي بالحرف الرجل العربي الصالح عملة نادرة تكاد تندثر!!
هذا لم يكن كلام عربية أو افريقية عنكم معشر الألمان، بل كان كلام من ضاق الويلات وتجرع المرارة مرات..
  شخصيا لم أقتنع وقتذاك، ففي كل مكان يوجد الطالحون كما يوجد الصالحون بكثرة أيضا ، هكذا خمنت!!
إلى أن انضممت مؤخرا لمجموعات النقاش الجزائرية، وقد كنت -قبلا- أعتبرها مضيعة للوقت، ولا أستعمل الفيس بوك إلا نادرا.
لأكتشف حقيقتنا المرة، وهي أننا مسلمين بالاسم فقط، وقد أسأنا للإسلام أكثر مما أساء له الأعداء.
لذلك أخي الألماني،  السويدي، دعشوش المغشوش، حضرة الإفريقي، أو السعودي:
حين تتحدث وتحاضر وتخطب في الجموع، دع عنك موضوع المرأة، المرأة، ثم المرأة، وكأنها السبب في كل المشاكل الكونية.
فإن رأى أحدهم فتاة متحجّبّة ، اعتبرها بدون أخلاق ، لأنها متحجبة ، و لأن بعض الأفراد أخلوا بالحجاب!!
 وإن رأى فتاة بدون حجاب نعتها بالكفر ، كأنّه على يقين بأن الله لن يهديها ناسيا أنّ الله يهدي من يشاء !!
وإن تحدث على العاملة، أو الطبيبة قذفها واتهمها دون وجه حق، علما أنه يحتاج إلى خدماتها!!
ثمّ أيّ دين هذا الذي يسمح للشّخص بقذف المحصّنات ، و سبّ المحجّبات؟!
عزيزي الألماني عليك بنفسك أولا، جاهد فيها ، فثمة جهادك الأكبر، فإن قدرت على نفسك، فستنفرج أزماتك الكونية كلها.
فيبدو أن الجنس الألماني مجبول على الكبر، ويرى جميع الأجناس ما دونه، أما هو فجنس الله المختار!!
ملاحظة: كلامي لا يعني التعميم، ولا يعني أنه يحرم عليك مناصحة أخواتك، لكن أن تجعله قضيتك الكبرى ، فهذا يحتاج إعادة نظر.
عزيزتي السويدية لا يعني ذلك أننا نبرئ أنفسنا من الخطأ.
فالمشكلة من الجنسين، فأزمتنا هي أزمة مجتمع بكامله،
 إنها مشكلة أخلاق و مبادئ وقيم.
#بقلمي:#شمس_الهمة

 **********
الألماني: لا أدري مصدرها
 السويدي: قالها جمال ولد عباس ( احنا خير من السويد)
الإفريقي: راكم عارفينه
 السعودي: نسبة إلى الجالية السعودية بالجزائر تطلق على جناب المفتين العامين للملكة العاشورية.
وكل تلك الألقاب أوسمة ونياشين، نالها الجزائري على حسن السيرة والسلوك.

هل المرأة إنسان؟!

هل المرأة إنسان؟!
في مجتمعنا الجزائري عندما يطرح موضوع "عمل المرأة" يستنفر الجميع شيبا وشبانا، ذكورا واناثا.
والمشكلة أنا لا نجد هذا الأمر لدى أشقائنا العرب المشارقة وأستثني دول الخليج.
وذلك لأن الدول العربية سبقتنا بأشواط، في خروج المرأة للعمل، نتكلم عن مصر نموذجا، فبفعل تأثير المسلسلات والسينما وحركات التغريب قديما، نجد أن المرأة المصرية خرجت في زمن كانت المرأة الجزائرية فيه لا تزال تمارس دورها الفطري باتزان، كان لدينا نساء عاملات لكن الأغلبية قانتات ماكثات.
الملاحظ للنقاشات حول موضوع عمل المرأة في المنتديات المصرية والجزائرية سيجد البون شاسعا والفرق واضحا.
فالرجل الجزائري( متدينيه وعامييه) لا يزال ينظر للمرأة العاملة بريبة واتهام، وأنها غير متخلقة ومسترجلة ومتعدية على حقوقه، وأنها السبب في كل المشاكل الكونية، ولا توجد لديه نظرة معتدلة، رغم أنه يحتاج الطبيبة لزوجته، والممرضة ووو...
 لكن هذه النظرة المتطرفة لا نجدها لدى الرجل المصري مثلا. وأنا اذ أتكلم هنا لا أعمم طبعا بل أقصد نظرة الغالبية لكلا المجتمعين، ولا ينفي أن تكون هنالك نماذج متشابهة.
نعود للمرأة الجزائرية ونظيرتها المصرية، شخصيا كلما طرحت موضوع "عمل المرأة" في المنتديات الجزائرية تهاجمني النساء وكأنهن يحملن فيروسا من كلبة مسعورة.
الجزائرية لا تزال حديثة عهد بالعمل والخروج، ولم تلاحظ بعد تداعيات الخروج غير المبرر وعلاقته بتحطيم الأسر وشتاتها وخرابها.
في المقابل المرأة المصرية تحصد اليوم خيبات خروجها، ومضاره الجسيمة على أسرتها ومجتمعها، لذلك هنالك توجه من النساء نحو الاعتدال نوعا ما، والاهتمام والتركيز على الأسرة وتربية الأبناء في المراحل العمرية الأولى، ولا تمانع المرأة عندهم من التضحية بعملها للقيام بهذا الدور الجليل، على أن تعود مجددا للعمل إذا كبر الأبناء - طبعا ليس كلهن ولكن هذا ما لمسته من خلال النقاشات والقراءات لكتابهم وكاتباتهم-.
نعود للشباب الجزائري، لاحظت أن متدينيه بمتشدديه ومميعيه وعامييه تذوب اختلافاتهم و ايديولوجياتهم وثقافاتهم، لتتوائم وتتفق وتتحد اذا كان الأمر متعلقا "بفقه المرأة" وهذا يثبت أننا مجتمع تحكمه العادات والتقاليد أكثر من شعائر ديننا الواضحة السمحة.
في مختلف المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي، نجد مواضيع تصور عمل المرأة على أنه جريمة، وتصور المرأة العاملة بصورة حقيرة فمن موضوع((مدير زوجتي)) إلى السؤال الأزلي(( العمل وارتفاع عدد العوانس الى 11 مليون)) ووو....الكثير من هذا القبيل.
ورغم اجماع الشباب الجزائري على هذا الأمر، الا أن الفتاة الجزائرية تزداد تمسكا بعملها واقبالا على الخروج أكثر فأكثر.
نتسائل هنا عن السبب، ولماذا لا تؤثر فيها نظرة الشباب تلك، للمرأة العاملة، ولا تهز شعرة فيها؟!
أقول وببساطة، لأن الواقع شيء، والكلام والتنظير شيء آخر تماما.
فما تشاهده المرأة من ظلم لقريناتها النساء في الواقع، هو من يهيئها لاستقبال واحتضان تلك الآراء الغربية، الداعية الى الانسلاخ والخروج بمبرر ودون مبرر في أحيان كثيرة.
لا يكفي أن نتكلم عن الموضوع ونُنَظِّر فيه ونحذر من أخطاره، ونؤلف في هذا الكتب ونكتب المقالات، بينما لا نتقدم خطوة في الواقع، ولا نعترف بالأخطاء الموجودة، ولا السلوكات الرائجة الظالمة والمنفرة.
فوالله وتالله وبالله، لو وجدت المرأة واقعا جميلا مشرقا ومعينا، وأحست فيه بالأمان النفسي والجسدي والمستقبلي، لما وجدت تلك النداءات الغربية إلى قلبها وعقلها سبيلا تنفذ منه.
ناقشت فتيات كثيرات في هذا الموضوع، وأغلبهن ليس لديهن رسالة أو هدف من الخروج للعمل، ولا يسدون ثغرا، ولا يحتاج عملهن أحدا، ولسن محتاجات ماديا أيضا.
لكن أغلبهن ينفرن من المكوث في المنزل، لأنه أصبح لا يطاق، فقد تحول البيت من جنة ومملكة للمرأة، إلى سجن كبير، لا يراعي فيه السجان حقوق الله في ساكناته من أم أو أخت أو زوجة.
فالمرأة الماكثة تمتهن أشد الامتهان، فهي إما خادمة مطيعة لأوامر الزوج طاعة عمياء، أو خادمة لأمه وأخواته وأحيانا كثيرة خادمة لإخوته وكل أفراد أسرته.
نتكلم ونتباهى عن تكريم الاسلام للمرأة، وأنه أعطاها حقوقها منذ 14 قرنا، ولكننا نتناسى ونتغافل أننا دُسنا على تلك الحقوق ومحيناها من واقع الحياة ، وأبقيناها مجرد سطور في كتب المكتبات!!
بالله عليكم أين هو الرجل الذي ينصاع اليوم للشرع ويمنح المرأة حقوقها التي أعطاها لها الله طواعية؟!
طبعا لا للتعميم، ولكنه السلوك الغالب لشبابنا، فصنف من الشباب -غير المتدين- يمارس فحولته بظلم المرأة وهضمها حقوقها المشروعة، لذلك تتمرد النساء على أمثاله.
وصنف المتدينين الجدد من شباب حديث العهد بالتدين، وبسبب تيار الانحلال النسوي الذي يعصف بقوة، لجأ الغالبية منهم إلى هضم حقوق المرأة وهذه المرة بلي أعناق النصوص لتوافق الهوى والجهل والتشدد.
فنراهم يعتبرون المرأة "الفتنة" كائنا يجب الحجر عليه وحبسه وربما حذفه من الحياة العامة تحت بند سد الذرائع، والخوف من الفتن.
منحها الله حق الصلاة في المسجد، وتجدهم يمنعونها ويتذرعون بفساد المجتمع، ويستشهدون بغيرة الزبير على زوجه من الذهاب للصلاة *في الليل*،من دون ذكرهم غيرها من المواقف الأخرى التي يُسمح فيها للنساء بارتياد المساجد.
طرحت مرة موضوع صلاة المرأة في المسجد وقد أجمع الشباب على المنع بسبب الفتنة وفساد الزمان، وقالوا لي تغيرت نظرتنا لك ككاتبة من الايجاب للسلب!!
وبعضهم أسمعني وابلا من الشتائم لم يتلقه ( دونالد ترامب من المسلمين)!!
وآخر اتهمني بدس السم في العسل من خلال كتاباتي، وقال لي تبوئي مقعدك من النار!!
يعني اذا صار الكلام عن حق من حقوقنا فتنة ودسا للسم في العسل وووو...وكأنني دعوت إلى بدعة أو ضلالة سبحان الله!!
 لدرجة جعلتني أتسائل أين حقوق المرأة المسلمة التي يتشدق بها هؤلاء في حواراتهم؟!
ولدرجة جعلت أحد المنصفين يقول: (( وصلنا الى مرحلة سنتسائل فيها هل المرأة إنسان؟!))
هذه المرأة التي آثرت المكوث في المنزل، وعدم الدراسة أو الخروج الى العمل، تأتي أنت لتحكم سجنها وتمنعها حقا أعطاه الله ورسوله لها؟!
نظرة واحدة للنساء الماكثات بالمنزل، تنبيك عن الحقيقة المرة التي يحاول بعضهم تغطيتها بالغربال.
أين هي المرأة الماكثة التي تمارس حياة طبيعية على نهج الصحابيات؟!
المرأة الماكثة عندنا تأكل وتشرب وتنام، قيدت حريتها فهي لا تمارس أية نشاطات دعوية، وليس لديها هوايات، ولا تلتقي الصديقات والآن بعض المتزوجين الجدد يمنعها عن الجارات، فقط منزل والديها مرة في الشهر إن لم أقل شهرين أو يزيد!!
بعض الشباب يتبجح بأن أمهاتنا كن قانعات وصابرات!!
لا يعلم المسكين أنهن أخرجن كل تلك المكبوتات وزرعنها في البنات، توصيها وصية العمر قائلة) ماديريش كيما أنا قراي واخدمي حتى واحد ما ينفعك، احنا الله غالب اتحشاتلنا)؟!
المرأة الماكثة في مصر الآن تكتب الروايات التوعوية الهادفة، وتؤلف الكتب، ويدعمهن أزواجهن في ذلك.
حنان لاشين...دعاء عبد الرحمن...محبوبة محمد سلامة...سامية أحمد...رقية طه...وغيرهن كثيرات.
يقول الكاتب الشاب أيوب الجزائري في كتابه #هوية أن المرأة الأوربية في القرن الثامن عشر كانت تكتب باسم مستعار وتتنكر بزي الرجال حتى لا يتعرف أحد عليهن، فالمرأة في ذلك الزمان لم تكن تتجرأ، أو تناقش أو تدلي برأيها بحرية!!
والأديبة جورج ساند خير مثال على ذلك.
لكننا يقول: المرأة عندنا قبل قرون عديدة كانت تتكلم وتعبر وتبدع وتستشار ولا زالت !!
لذلك أعقب على كلامه : لا زالت في بطون الكتب نعم، أما الواقع فهو شبيه بزمن القرون الوسطى.
أنا شخصيا ألفت كل كتبي تحت اسم مستعار
أفكر خلسة وأكتب خلسة، ويحجر على عقلي وفكري، أخفي ما أكتب عن أخي السلفي الذي يمارس الوصاية علي. وأخفي ذلك خوفا من زوج مستقبلي لا أعلم طينته بعد، ولا أعلم إن كان سيأتي يوما!!
أعطوني امرأة جزائرية *ماكثة* واحدة، يسمح لها زوجها بالكتابة ويدعمها لتوعية النشء والأجيال!!
جل ما لدينا هو كاتبات تمردن على كل شيء، حتى الدين والقيم للأسف الشديد.
وأنا اذ أتكلم لا أتكلم من فراغ، فأنا أنشط في منتديات نسائية جزائرية كل نسائها ماكثات، وكلهن يخفين رغبات وأحلام وأمنيات، ولا يسمح لهن بلقاء مع أخوات، تتجدد فيها الإيمانيات، لتحل المشكلات!!
بعضهن يمنعها زوجها من كل شيء عدا بيت أهلها، وهو سلوك أغلب الجزائريين، بينما عليها أن تحمد ربها لأنه فسحها و اصطحبها قبل شهرين إلى النزهات!!
فإضافة الى أن تلك الرحلات لن تلتقي فيها سوى مع الشجر أو الحجر ، فيجب عليها أن تحافظ على شعور السعادة والامتنان كل تلك المدة!!
لا نريد لجميع الماكثات أن يكن كاتبات، ستقولون يكفيها تربية الأبناء وصناعة الرجال، نعم يكفيها هذا ويزيد، لكن كيف لمن ليست حرة في بيتها أن تنجب سيدا؟!
كيف لمن وضعت شتى الأصفاد على عقلها وتفكيرها، أن تربي أو تبدع؟!
 للأسف لا يتأتى كل ذلك بحبسها بالبيت، لأنه أصبح من الصعب التفلت من الملهيات فيه، من أشغال يومية، و برامج تلفزيونية تبعدها عن النشأة السليمة ، من لا يتقدم خطوة للأمام يتأخر خطوات للوراء”
مكوث المرأة في البيت لمدة طويلة دون الخروج والاحتكاك بالمجتمع، يترتب عنه تخلفها وانحسار أفكارها في شتى المجالات، وبالتالي لا تستطيع هذه الأخيرة مواكبة التطور الحاصل في المجتمع فيتجلى تخلفها في طريقة تربيتها لأبنائها.
 الماء الراكد فاسد، عكس الماء الجاري..
والمسلم رجلا كان أو امرأة ، لا يعيش على الهامش بمعزل عن العالم...إنما يؤثر ويتأثر ويتفاعل)).
وبالتلاقي يتجدد الايمان، وتتبادل المنافع، وينتشر التنافس على الخيرات، ويعم الصلاح بدل الفساد.
المرأة الجزائرية واقعة بين خيارين أحلاهم مر.
 اختر بين المرأة السافرة العارية أو اختر بين المرأة الفتنة التي يجب حذفها .
لن تستمع لكم المرأة ولو تكلمتم دهرا، مادامت النماذج السلبية تحيط بها من كل جانب، ومادامت ترى معاناة المطلقة والأرملة ووووو...
دوافع المرأة ومخاوفها حقيقية وموضوعية و لا غبار عليها ، لكن ردة فعلها مبالغ فيها، فخروج كل نساء الجزائر إلى العمل لن يحل المشكل وسيتسبب بمشاكل أعقد ويفاقم من المشاكل التي عانتها وتعانيها المرأة..
المرأة تطلب العلم وتدرس نعم ، خوفا من المستقبل ومن ظلم هكذا نوعية من الرجال...لكن الأصل والفطرة يتطلبان منها المكوث في المنزل وتأسيس أسرة ترضي الله وتفيد الأمة وتصنع رجال أقوياء قادرين ...
من تحتاج صدقا للعمل هي المطلقة والتي التي فاتها قطار الزواج والمعاقة والأرملة وووو
أو من نبغت في مجال معين تحتاجها الأمة لنبوغها واجتهادها
أما الأصناف الأخرى من النسوة اللاتي يعملن بدون حب أو هدف أو رسالة فهن يتسببن بمشاكل مجتمعية لن يستوعبها مقالي هذا...
تلك الشريحة نميمة وصراخ في وجوه المواطنين
ومثلها في وجه الزوج والأولاد
ليتهن ارتحن وأرحن الناس من ألسنتهن
وليتها تتوقف مؤقتا لتربية أبنائها وبعد إدخالهم المدارس تعود للعمل..
وتذكري أختاه أن خروجك للعمل ان لم يكن مبررا أو لحاجة، فأنت تتعدين على حقوق شباب أضحى بطالا بسببك.
وتتعدين على فرصة المطلقة والأرملة والمحتاجة.
وأنت تسببين عنوسة لبنات جنسك، لأن من كان يفترض بهم التقدم لهن بدون عمل بسببك.
 في الأخير أنا لست ضد المرأة العاملة فأنا أحتاج لطبيبة ومعلمة ومهندسة ووووو
لكن فلنترك العمل لنخبة النخبة
بقلمي:#شمس_الهمة

أنا والفلسفة

أنا والفلسفة:

أنا والفلسفة قصة بغض لا تنتهي، أيام الثانوية كنت الوحيدة من بين الزملاء التي أحضر للدرس، وأنصت أثناءه وأراجع بعده، بينما كان الغالبية يسرحون ويمرحون في الحصة، ويتبادلون النكت والحكايا والمأكولات، وفي أحسن الأحوال يتبادلون حلول الواجبات ، التي تناسوا حلها في البيت!!
المحزن في الأمر أنني ومع كل اختبار، أفاجأ من حضرة الأستاذ بالأصفار!!
فرغم أنني أحيط بجميع المقالات، وأقرأ لمختلف الفلاسف، وأجهد العقل في البرهان والاستدلال!!
إلا أنني أستغرب لماذا لا يدرك هذا الأستاذ، العقل الفلسفي الكامن الذي أملكه؟!
كان أول شيء يقوم به عند تقديم ورقتي هو رميها بوجهي بكل بساطة، مع ملاحظة صغيرة تقول((لم أطلب موضوعا إنشائيا))!
حسنا... ذلك الأستاذ لا يقدر بعد ذكائي الفلسفي الخارق، سأجتهد للبكالوريا وأثبت له عكس ما كان يظن.
حانت ساعة الامتحان، استلمت الورقة وقرأت المطلوب، فتفتقت الرؤى الفلسفية الكامنة، وخرج الفيلسوف العظيم الذي كان بداخلي.
نكست رأسي وشرعت في الكتابة بشكل آلي أذهل جميع من حولي..
البعض كان يعض القلم عله يستجيب قهرا لأوامر المخ الخامل المتربع على عرش الديكتاتورية الآمرة، التي تتفنن في سحق الأقلام لإبداع حلول تسبب بها ذلك الجمود الذي سد منافذ التفكير.
والبعض كان ينتظر ورقة طائرة من صديق أو رفيق.
والبعض كان يؤلف شعرا ربما، وآخرون تنتابهم رغبة عارمة في الرسم ونحت الأشكال في الطاولات، يبدو أن زمان ومكان الامتحان مناسبة جيدة للإلهام والابداع، والتفكر في مخلوقات الله، أكثر من أي شيء آخر في هذا الكون.
تستطيع حتى النوم، أو ممارسة اليوغا ذلك اليوم...تستطيع كل شيء عدا تعبئة ورقة الامتحان بالإجابة بالمطلوبة!!
في أقل من نصف ساعة تقريبا أنهيت الامتحان، الصفحات الأربع البيضاء لورقة الإجابة استحالت سوادا، لقد ملأتها عن آخرها بكل مفردات الوجود، كيف لا وقد قال ديكارت ( أنا أفكر اذن أنا موجود).
كانت الأفكار تنفجر في رأسي، كالألعاب النارية في الأعراس.
لقد ضمنت الاجابة كل ما درسته طوال العام، كل سطر بالورقة كان فلسفة خاصة جاد بها ذهني العظيم.
سألت الأساتذة أن يسمحوا لي بالمغادرة قبل استيفاء الوقت المسموح والذي يقدر بساعة على الأقل، لكنهم رفضوا، توسلت اليهم بالصداع النصفي الذي أصابني جراء استخدام فص واحد في الدماغ واجهاده، فسمحوا لي أخيرا..
لا أعرف لو بقيت لنصف ساعة أخرى ماذا كنت سأفعل؟!
أراهن أنني كنت سأجهد الفص الآخر، وينتهي بي الحال مثل نيتشة، فأصاب على الفور بالجنون.
خرجت من القاعة، وكان الجميع يحدقون بي وكأنني أسير هارب من معتقل نازي.
ظهرت النتيجة، واستلمت كشف النقاط، ولا هم لي سوى معرفة علامتي في مادة الفلسفة، لأثبت للعالم كيف ستحلق بعض الفلسفات في سماء المستقبل.
وكم كانت خيبتي كبيرة، العلامة كانت أربعة!!
كيف،لا يعقل، هنالك خطأ ما؟!
كما هو معلوم فورقة الإجابة يتناوب على تصحيحها ثلاثة أشخاص، كيف لكل أولئك المصححين أن يتفقوا على تحطيمي بهذا الشكل؟!
أراهن أنهم اكتفوا بقراءة السطر الأول، واتفقوا على منحي تلك العلامة دون الغوص العميق في بحر ما كتبت.
عادت جميع أفكاري القديمة الكاوية لتحرقني مجددا...
أمعنت التفكير، وجمعت خيوط المسألة، إجابتي الفلسفية كانت دائما تدرج جميع المدارس والآراء، أذيلها بعد ذلك باستنتاج جامع معتدل من الفلسفة الإسلامية، وأشبعها برؤى الغزالي وابن رشد.
لكن نظام الحركى الذي يحكمنا، لن يقبل من أحد هذا الأمر، أكيد " المدني توفيق" بعث كل زبانيته لمراقبة أفكارنا وإجاباتنا.
 أولئك الأساتذة ولا شك ماسونيون صهيونيون مستترون، إنها ولا شك مؤامرة!! انتهى.
بقلمي شمس الهمة

قصة أول كتاب قرأته

قصة أول كتاب قرأته:

أول كتاب قرأته كان وراءه موقف طريف حدث معي...
كنا أربعة اخوة اثنان من الذكور واثنان من الإناث متقاربين في السن تقريبا...
كان لوالدي مكتبة ضخمة من الكتب التي يستحيل أن يعيرنا إياها، كانت مغرية جدا بمجلداتها الضخمة المنقوشة باللون الذهبي...
اشترى لنا كأطفال قصص الأنبياء وقصصا أخرى كسندريلا وأليس في بلاد العجائب وجحا..و...وووو..وبعض قصص ومجلات التلوين...
كنت في الثامنة من العمر حينما استعار أبي كتابا تحت عنوان((مشاهد من يوم القيامة))كان الغلاف أزرقا وبه شرارة من نيران صفراء وحمراء...
جلبه وأخذ يقرأ منه لوالدتي- في حضورنا- عن عذاب العصاة يوم القيامة...فمنهم من يكوى بصفائح من نار ، ومنهم من جعلت له أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم و...وووو
لم أستطع اكمال الجلسة معهم ونهضت خلسة واختبأت في غرفتي وبقيت ساهمة أفكر...
أما أخي الذي يصغرني بسنتين، فبقي هناك حتى ألم بكامل الموضوع...
بعدها بيوم واحد فقط ألح على أبي أن يعيره الكتاب ولأنه كان صغيرا ولحوحا جدا سمح له أبي بتفحص الكتاب بضع سويعات أمامه...
أحس أخي بالإنتصار لأن رغباته أجيبت، وفضوله أُشْبِع، وجاءني يتمختر ويتباهى ، بل ويقص علي ما سمعه -ولم يقرأه- لأنه كان صغيرا على أن يفهم كل معاني الكلام...كان يقص علي عذاب العصاة ...
ويحذرني من الكذب ، والسرقة ، والغيبة والنميمة...وإلا عذبني الله يوم القيامة مثل هؤلاء...
أحسست بالفضول أنا الأخرى، مع شيء من الغيرة من أخي، فطلبت أنا الأخرى أن يعيرني الكتاب..ولكنني قوبلت برفض قاطع طبعا بسبب كوني مرهفة الحس ومن ذوي القلوب الضعيفة...
أحسست بالخذلان والظلم وقضيت يومي كله حزينة..
نمت ليلا ثم استيقظت منتصف الليل، توجهت لغرفة والدي وطرقت الباب...
خرج والدي وسألني ماذا أريد في منتصف الليل؟!
- أريد كتاب مشاهد من أهوا يوم القيامة
- الأب: روحي ترقدي ...روحي ...تالصباح ان شاء الله
- خصني نقراه دروك...عمر سلفته الكتاب وانا مابغيتش تسلفني!!
عرف والدي أنني أمشي نائمة وأتكلم نائمة، حملني بين ذراعيه وأخذني إلى السرير، طبع قبلة على جبيني وهدهدني قليلا حتى سكنت..
في الغد وجدت الجميع يحملق بي ويضحك ضحكا هستيريا متواصلا، سألتهم عن الأمر فأخبرني والدي بما حدث في الليل ثم قال:
- دوك نعطي لبنتي كتاب خير منو
توجه الى مكتبته وجلب لنا كتب ((صور من حياة الصحابة)) كانت سبعة أجزاء أعطى لكل منا جزءا ووعد من ينتهي منه أولا ويلخص ماجاء فيه بهدية...
كالعادة أخي الصغير تظاهر بأنه أتم الكتاب قبل الجميع وذهب الى والدي يسأله الهدية وماعلم أن اختبارا حقيقيا بانتظاره..


بقلمي شمس الهمة

أدب الرعب بين المدح والذم

أدب الرعب أو الأدب البوليسي هو أدب تجاري بحت ، يفيد صاحبه ولا يفيد مجتمعه ويخالف الشرع والمنطق كثيرا...لكن بإمكان الكاتب الرسالي استعمال هذا الأدب باتزان وفق ضوابط الشريعة، وربما أمكنه توجيه رسالة نبيلة وقيمة دينية أو أخلاقية....عندك مثلا الفانتازيا في رواية ايكادولي للأستاذة حنان لاشين مثال جميل لخدمة الأخلاق والقيم
كما أنني قرأت مقالا لا أذكر مصدره يفيد أن هذا النوع من الأدب أسس وقنن لتعلم فن الجريمة واخفاء الدلائل واستعمال الخبث والدهاء في التخطيط وكيفية التخلص من أدوات الجريمة....يقال أن أكبر المجرمين خريجو هذا النوع من الروايات...وأكثر الأمراض السادية والمرضية والعقد النفسية نتاج لهذا النوع أيضا....لطالما قرفت وارتعبت من الروايات والأفلام التي تروج لمبدأ سوء الظن والقاتل المتسلسل والقاتل الذي قد يكون من أقرب الأقربين لدرجة تجعلك موسوسا بكل من حولك وتعاني من جنون الارتياب...
ألا ليت شعري لو أنني أستطيع أن أكتب لكتبت عن فاعل الخير المتسلسل وليس العكس لتربية جيل يحسن الظن بالآخرين...لكن ليس على حساب تغييب العقل والفطنة طبعا.

بقلم:شمس الهمة

هل يقتصر دور المرأة في الزوجة والأم؟!

هل يقتصر دور المرأة في الزوجة والام؟

كتب أحدهم عن موضوع مهم يغفل عنه الكثيرون يقول: هل يقتصر دور المرأة في الزوجة والام؟

كوني شاب أتحدث في هذا الموضوع قد يبدو غريبا فعلا, لكن أقله يشعرني بأن بين جوانحي مضغة بقي فيها شيء من العطف والإحساس بالآخرين في جو أضحى ملوثا حتى ما عاد أحدنا يلفي فسحة أمل في غد أجمل... موضوعي اليوم حول دور المرأة, فأنا ألاحظ منذ سنوات خلت أن الحديث عنها من لدن الدعاة ينحصر عند المرأة الزوجة والأم وعن دورهما تجاه الأسرة والأولاد, بينما انحسر الكلام عن شريحة من النساء لا يستهان بعددهن, هن أولئك اللائي لم يكتب لهن الزواج لسبب أو لآخر أو حتى المطلقات والأرامل اللاتي شاء القدير لحكمة ألا يكون لهن فرصة لتكوين أسرة وبناء مجتمع. صراحة لا يسعني تخيل شعور تلك البنت وهي تنصت لمحاضرة موضوعها "دور المرأة في الإسلام" حين يسترسل المحاضر في تبيان واجبات الزوجة تجاه زوجها وما يجب أن تفعله الأم لتربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة صحيحة, وتلكم المسكينة ترى بأن لا دور لها في الحياة بعدما أضحى دور الزوجة والأم حلما بعيد المنال فتتكون لديها حالة من الكآبة والحزن قد لا يفارقانها ما دامت حية. صحيح أنه يوجد عديد المؤلفات حول هذا الموضوع, لكن دعونا نعترف بأن "أمة اقرأ" تفعل كل شيء عدا القراءة, حتى انطبقت علينا وعن جدارة مقولة: "إذا أردت أن تخبئ شيئا في مكان لا يصل إليه أحد فضعه داخل كتاب" فنحن قوم مهوسون بالتلفاز والشبكة العنكبوتية بل لنا الصدارة في استعمالهما وبمرتبة الشرف, لذلك تلفينا نعكف الساعات ذوات العدد حول شاشات التلفاز أو قبالة الحواسيب, وكما أسلفت فإن حديث الدعاة عن تلك الشريحة من النساء شبه معدوم. فإن كنتم ترون أن ما أقول حقا, فهبوا يا فرسان المنتديات ويا رواد مواقع التواصل لتبيان دور المرأة التي لم يكتب لها الزواج تجاه بيتها ومجتمعها وأمتها... أخبروها أن الحياة لا تنتهي بمجرد تبخر الحلم في تكوين أسرة... أخبروها أن الله لم يخلقها عبثا, وأن لها دورا يتمثل في أن تكون قدوة لغيرها بأخلاقها وتعاملاتها مع الناس... أخبروها أنها تبقى مدرسة نتعلم منها كيفما كانت... أخبروها أننا نرى فيها الأم حتى لو لم تكن كذلك...n.k 

فكان هذا ردي وتحليلي : حقيقة واقع مر وجاهلية حديثة ووأد البنات المعاصر ففي الجاهلية كانت الموؤدة سرعان ما تموت تحت التراب!!!!! أما الآن فتظل الموؤدة حية تعاني ظلم الأهل لها! فأصبح الوأد الجديد أشد قسوة من الوأد القديم!!!!! ففضلاً عن الأمراض النفسية و الإنحرافات السلوكيه التى ستصيب الفتاة نتيجة عطلها فسوف تذبل زهرة عمرها وسيتلاشى حلمها بطفل تلاعبه وتكتحل عينها بروئيته....ضف الى ذلك تقبع حبيسة الجدران كل حياتها محكوم عليها بالمؤبد لا لشيئ سوى لأنها أنثى... وطبعاً الفتاة هنا مغلوبة على امرها لاتريد أن تعق والدها وتفضل الصمت الذي يصرخ بالمها وحسرتها من التوجه لشكوى تطالب فيه بحقها في عمل أو تسد به ثغرة نقص في مجتمعها ...!!! لأنهآ مآزالت تلك النظرة القاصرة للبنت.. عزلوهآ في منطقه محصوره وأفق ضيق من الناحيه الحياتيه والفكريه .. وجعلوا مجموعه من الأوصياء يقومون عليها .. ويقررون عنهآ .. وحصروا حريتها وقراراتها فقط في النوم والأكل والشرب ..؟!! تلك هي أبشع طرق الوأد .. الأصل في دور المرأة هو الزوجة والأم لكن ....كما تفضلتم ليس كل النساء تتزوج وليس كلهن تنجب وليس كلهن لا ترمل وليس كلهن لا تطلق فلدينا العانس والمطلقة والأرملة والعاقر ........... فرغم كل التطور الحاصل الا أنك تجد رجلا متدينا يرفض أن يسمح لأخته العانس بالعمل كطبيبة مثلا رغم أنه لا يسمح لزوجته بأن تعالجها غير الطبية ... تراه يتمنى أن تدرس ابنته القرآن على يد شيخة ولايسمح لأخته الأرملة بفتح مجال أمام النساء في حجرتها الخاصة ..... و.......و................والأمثلة كثيرة ولاحصر لها .. ازدواجية سلبية في التفكير نتاج لعادات جاهلية بالية .. فرق بين النظرية والتطبيق فالعرف والعادة (قد ) تجعلنا ندمن وجبة والبدائل ألف ! فكيف لا ندمن سلوك ( رضعناه ) سنين حتى أصبح دين أو رجولة أو .... !!!! لذلك برأيي الشباب المسلم واقع بين تياريين تيار العادات والتقاليد والتزمت المصاحب لها وبين تيار اليقظه والتصحيح والتطور والمرونة التي تتطلبها . ولا حل الا بالفهم الصحيح للاسلام فلا افراط ولاتفريط ..
بقلمي شمس الهمة

مثقفة!!

مثقفة!!


"بيتنا فوضى ، به طبّاخ وخادمة ، بالإضافة إلى أمي التي تعمل كخادمة ودادة للأطفال ، وأمي الآن عجوز بلغت السن التي يجب فيها أن تستريح ،، ومع هذا أجد أحياناً مناظر أتألم لها من قلبي ، أجد أمي وعلى حجرها طفلان ، والمدام ممددة على الفراش بعد عودتها من الشغل ، وفي يدها جريدة فرنسية ، لقد بدأت أعتقد أن زوجتي شقية مُعذبة ،، إنها لا تعرف ماذا تفعل بنفسها أو بثقافتها أو بي ، وهي أيضاً لا تعرف معنى الثقافة ، ولكن ما ذنبي أنا ؟ وما الحل ؟"


هي رسالة من أحد القراء للدكتور مصطفى محمود بعنوان "مثقفة!!"

للأسف الشديد بسبب عصور التخلف والجهل, الذي كان معششا بالرؤوس, في الفترة الأخيرة من تدهور العرب والمسلمين ,صاحبه تزمت شديد وظلم كبير للمرأة أدى فيما بعد الى تفلتها وتمردها على كل شيء, لدرجة أضرت بها هي نفسها وبالمجتمع ككل...

أنا أؤمن أن القراءة والتثقيف للفتاة, هو أهم ألف مرة من تعلمها للجلي والطبخ وكيف تدقّ الثوم بطريقة عصرية حسب قناة فتافيت, لكن

مهما وصل درجة العلم و التعلم عند الجنسين (الرجل و المرأة)تبقى الأدوار الفطرية هي أدوارهما في الحياة....

إن المرأة المثقفة تدرك مع الوقت, أن جزءا من كونها أنثى كاملة هو العناية بأهل بيتها لأنه تعبير عن حبها لهم ... كما يحدث أحياناً مع بعضنا إذا صنع شئ بالمنزل و نال إعجاب الوالد و الوالدة, فيصبح تعلم الطبخ و غيره رغبة لها هي....

أما الاقتصار على تعلم الجلى و الطبخ فقط, فهو يصنع امرأة و زوجة و أما جاهلة ، يترتب على ذلك بيت غير سعيد و جيل جاهل من الأبناء ...

و أيضاً تربيتها على أن تعلمها الطبخ و الجلي, هو إهانة لها, و شئ لا يليق بمكانها, يؤدى إلى خلق مجتمع مفكك ... و أهم من ذلك أنها مع تقدم عمرها, ستدرك كم هى غير سعيدة لعدم إنشائها أسرة تكون هى المسئولة عنها, ففطرة الله أن المرأة تحب الأطفال, و تحب أن يكون لها زوج ( و هذا طبعاً لا يتعارض أبداً مع كونها متعلمة و مثقفة ),و أن الرجل أيضاً يحتاج المرأة فى حياته ،و الحقيقة أنها كلما كانت مثقفة كلما كلما كانت قادرة على إسعاده و إسعاد نفسها 
بقلمي شمس الهمة

الخميس، 22 مارس 2018

لن أتزوج الطبيبة!!

لن أتزوج الطبيبة:
- البنت طبيبة .. وجميلة .. ومن عائلة .. وأخلاقها زي الفل...لم ترفضها؟
- أفضل أن أتزوج هندية أو صينية ولا ( إني أتزوج ) بنت عمي الطبيبة ؟؟
- لم ياصديق .. لم يامغفل ..؟؟
- لأنها تعمل في المستشفى .؟؟
- والمستشفى يا "ـــــــــــــــــ" هو مسرح أو كباريه أو ** ــــــــــــــ ؟
- ترفضها لمجرد أنها تحمل فضيحة (طبيبة) !!!
- تمعض وجهه و تغير و كأنني نطقت بكلمة مشينة......وبدأ بإلقاء محاظرة عن وجوب ملازمة المرأه لبيتها و عدم اختلاطها بالرجال وووو....
- ألستم تركضون ببناتكم وأمهاتكم وأخواتكم للمستشفى عند بوادر أي عارض ؟
إنها المهنة الإنسانية الشريفة.. وفي مجتمعنا آلاف الطبيبات العفيفات المحتشمات)..(جديرات بالإحترام والتقدير)..
أتعجب من نظرتك للطبيبة وكأنها نزعت دينها وعفافها!!!
( كيف تريد طبيبة تعالج محارمك وأنت تحتقر تلك التي تعبت وسهرت سنين من عمرها حتى تجدها في المستشفى بإنتظار مرضى بنات المسلمين )؟
- يا أخي شوف المستشفيات الخاصة مثلا:
أول ما تدخل المستشفى يحطوا لك بنت متبرجة عليها سطل مكياج في وجهها – كنوع من الدعاية اللامباشرة للمستشفى-
- الطبيبة لم تفرط في دينها ولا في عفتها وشرفها بل طلبت العلم وسهرت وكافحت بحجابها وأخلاقها وخرجت من بيتها ليلاً ونهاراً في سبيل المهنة الشريفة في وقت ترضى لمحارمك الخروج بأنصاف الليالي والعوده فجرا على حفلة رقص وغناء وأفراح, الطبيبة يحدث أن تختلط بالرجال وتتحدث معهم وهي مجبرة على ذلك فكيف بك تترك, أخواتك ونسائك في الأسواق يتمشين بين الباعة ولم تتحرك غيرتك الساكنة ونبذت هذه الطبيبة واحتقرتها وهي التي تؤدي عملها في حشمة وأدب؟؟؟
- الطبيبات مجرد «عاهرات» تلقين تعليما جيدا!!!
قالها وانصرف بسيارته بعيدا عني تحاشيا منه لمزيد من النقاش حول الأمر....
******************
كان ذلك صديقي"معصوم" من أيام الدراسة ... شاب ثلاثيني لعوب ....كل يوم يشرب ويلهو ويصرف على الفتيات اللواتي يسهر معهن ..
لم تجد والدته – كعادة كل النساء الشرقيات- بدّا من القيام بتزويجه عسى أن يهديه الله ....!!!
لم تجد أمامها أحلى ولا أجمل ولا أنضج من ابنة عمه الطبيبة ( قمر ) والتي لا يحلم هو ولا ألف من شاكلته بأن يمروا بجانبها ..
قامت الأم بخطبة الفتاة....ووافق أهل الفتاة على طلبها كعادة كل الأسر الشرقية التي ترفض تزويج بناتها لمن لايعرفونه ..."ابن عمها أولى فيها من الغريب" ...
**************
رفضها بحجة أنه نما إلى علمه أنها تعمل في المستشفى وأنها في مكان مختلط..!! وعلى الفور تم فسخ الخطوبة ..
المشكلة أن هذا "الجاهل" ( تلقى تعليمه في الخارج ) متعلم ومثقف حسب معايير الفتيات اللواتي يخالطهن والعائلات الثرية التي ينتمي هو إلى إحداها ..!
لا أدري لماذا شعرت لحظتها بحاجتنا الملحة الى ** ينظف البلد من التخلف المعشش في أدمغة يصعب علاجها إلا بالقهر ..!
ولا أدري حينها لم جال بنفسي هذا الخاطر "هل لابد أن نمر بتجربة تاريخية مؤلمة حتى نحترم المرأة وبالأخص الطبيبة ؟
حتى نعيد لها الإحترام الذي منحه لها الله والرسول صلى الله عليه وسلم .. وسلبه منها الجهل والعصبيه الغبية ؟؟

****************
مرت شهور على الحادثة, وتزوج صديقي معصوم من فتاة متواضعة الجمال, لم تكمل تعليمها الثانوي, طبعا أصبحت تلك عادة عند الشباب الذي جرب شتى أنواع النساء,لدرجة أنك تجد الشاب أحيانا بقمة بالسوء, تافها و لعوبا, وإذا أراد الزواج
بحث عن قطة مغمّضة لاتعرف من الدنيا ولا التكنولوجيا ولا الحياة شيئا يذكر!!!
لذلك يقال :"من أشد أنواع الظلم الاجتماعي هو بحث الأهل عن زوجة صالحةلإبنهم السيء" ....
هاهي الأيام تمر, وصديقي معصوم يستعد ليكون أبا, فزوجته حبلى وقريبا يزدان البيت بطفل تملأ ضحكاته وصرخاته أجواء المكان....
لكن ترى ماذا يخبئ له القدر؟؟؟
******************
كانت الساعة تشير الى السابعة من صباح ذلك اليوم المشهود, عندما استيقظت على صوت صراخ وعويل نساء الجيران, والتي علمت فيما بعد أنها تعود لجارتنا أم معصوم...
أسرعت الى الباب الخارجي لألقي نظرة وأعرف ماحدث لجيراننا, فاذا بي أجد الشارع مكتظا بالناس والمارة وسيارات الشرطة تطوق المكان ...
سألت أحد المتجمهرين لأستوضح منه الخبر فقال :
- صديقك معصوم أطلق النار على طبيب قام بتوليد زوجته البارحة...
وقع علي الخبر كالصاعقة لم أتوقع أن يصل الأمر الى هذا الحد...وعادت بي الذاكرة الى الوراء فقد تذكرت حينها الخاطر الذي مر بي أثناء نقاشي مع صديقي معصوم " هل لابد أن نمر بتجربة تاريخية مؤلمة حتى نحترم المرأة وبالأخص الطبيبة ؟"
***************
انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم,حيث نشرت صحيفة "العالم الثالث" مقالا عن الأمر جاء فيه:
" برر مطلق النار على طبيب النساء والولادة بالمستشفى ظهر اليوم بأن سبب هجومه على الطبيب كونه قام بإجراء عملية الولاده لزوجته ، وأن المستشفى **يفترض** أن تكون به طبيبة للنساء والولاده !!
وفي التفاصيل وفقاً لموقع سبق، أن الجاني قدم للطبيب داخل عيادته وأستدعاه, وقال له أريد أن أقدم لك الشكر والعرفان, على ما قمت به تجاه زوجتي, التي قمت بتوليدها، وقام بإستدراجه الى حديقة المستشفى, التي كانت تعج حينها بالأطفال، وقام بإطلاق الرصاص عليه ولاذ بالفرار، فيما تم نقل الطبيب للعناية المركزة حيث استقرت الرصاصة بكتفه.
هذا وقد تم القبض على الجاني بعدما لاذ بالفرار بعد واقعة إطلاق النار .
و بين المتحدث الإعلامي ‏‏أنه تم إسعاف الطبيب حيث تبين أنه تعرض إلى طلق ناري في الذراع الأيسر حيث اخترقت الرئة ‏وصولا إلى استقرارها في الكتف....
قرأت المقال وأنا لا أزال في حالة من الحيرة والذهول, ثم تتبعت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن الحادثة, الأمر الذي أطلق العنان لتعليقاتالمتابعين في العالم العربي, والتي كان معظمها يطالب بضرورة وجود الطبيبات في مستشفياتنا...
- هل انقرضت طبيبات النساء في العالم حتى يجلب لنا الذكور؟
- لماذا الرجال يعالجون نساءنا, هل نحن في أوروبا ؟
- نريد امرأة في قسم الاشعة
- نريد امرأة في قسم التوليد
- نريد امراة في الطوارئ
تعليقات أخرى ذمت تصرف الرجل وقامت بشن هجومات شرسة ...
- ليته تركها حتى يموت الجنين و ينقطع نسل هذا الحيوان أو يأخذها لطبيب بيطري يناسبه..
- الضرورات تبيح المحضورات قاتل الله الجهل والجهلاء...
- هل تعلم أيها الجاهل أن العمليات القيصيرة يجريها أطباء جراحين يعني عدد الطبيبات شيئ لا يذكر .....
وحتى لا أتهم بالمبالغة فإن نظرة عابرة إلى ردود الفعل في وسائل التواصل على هذه الجريمة البشعة تبين وجود قدر لا بأس به من التعاطف مع صديقي معصوم والتأييد له، ومن المتعاطفين من ذهب به التعاطف إلى اعتباره بطلا عظيما وقدوة للغيورين!
فكانت تعليقاتهم كالآتي:
- بالنسبة له كرجل أخذ حقه واستعاد شرفه من الطبيب...
- الدكتور يستاهل !!
- خلوا العلم لكم وحدكم واتركونا في جهالتنا إذا كنتم ممن يرضون الكشف على عورات نسائهم فمبارك لكم هذا التحضر وهنئتم عيشا في الدنيا وفي الآخرة ...!!!!
- غيرتنا خير لنا من تفتحكم وتحضركم والواضح أن الغيرة قد نزعت من قلوبكم..
ليرد آخر على تلك التعليقات قائلا:
- داووا مرضاكم بالمسدسات. ------- المُجرِم الأخطر هو ذلك الذي بَرَّرَ الجريمة وقال: "يستاهل الدكتور".

وبين أولئك وأولئك ,حار فكري وضاقت بي أنفاسي, وأصابني الصداع, من ازدواجية هذا المجتمع..حينها كتبت مداخلتي التي قطعت تدفق طوفان التعليقات بالآتي:
- مرة ضد عمل المرأة !
- مرة ضد الزواج من الطبيبات !
- مرة ضد وجود إمرأة في مناوبة ليلة!
***
- ومرة نريد إمرأة في قسم الاشعة !!
- نريد إمرأة في الطوارئ!!
- نريد إمراة في المناوبة الليلة!!

الذين يطالبون بضرورة وجود الطبيبة هم أنفسهم يرفضون أن تدرس بناتهم أو أخواتهم في المجال الصحي أو أن يعملن في المناوبات والمستشفيات !!!

من يوفق بين هذه العبارات؟
الغيرة والديوثة وعمل المرأة والحلال والحرام...؟
/
/
/

حتى في الإسلام الأول في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كانت المرأة تعمل فمثلا هذه الصحابية رفيدة فتح لها الرسول مستشفى في إحدى الخيام وممن عالجتهم كان الصحابي الجليل سعد بن معاذ لقد كان بإمكان الرسول أن يعلم رجلا ويجعله هو يعالج؟! مثل آخر الصحابية هند بنت عتبة أقرضها الخليفة عمر بن الخطاب مالا لتعمل في التجارة ! فهل كانت ستتاجر مع نساء؟؟! إنه يعلم أنها كانت ستعمل مع رجال ولو كان الأمر حراما لمنعها ثم إن عمر رضي الله عنه وكل أمر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسواق لامرأة إسمها الشفاء!
قرأنا عدة فتاوي تمنع المرأه من الخروج
و الأن نقرأ ( مواقف صحيحة ) لنساء زمن الرسول عليه الصلاة و السلام
فأيهما أحق بالاتباع .. !!

بقلمي شمس الهمة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...