أنا والفلسفة:
أنا والفلسفة قصة بغض لا تنتهي، أيام الثانوية كنت الوحيدة من بين الزملاء التي أحضر للدرس، وأنصت أثناءه وأراجع بعده، بينما كان الغالبية يسرحون ويمرحون في الحصة، ويتبادلون النكت والحكايا والمأكولات، وفي أحسن الأحوال يتبادلون حلول الواجبات ، التي تناسوا حلها في البيت!!
المحزن في الأمر أنني ومع كل اختبار، أفاجأ من حضرة الأستاذ بالأصفار!!
فرغم أنني أحيط بجميع المقالات، وأقرأ لمختلف الفلاسف، وأجهد العقل في البرهان والاستدلال!!
إلا أنني أستغرب لماذا لا يدرك هذا الأستاذ، العقل الفلسفي الكامن الذي أملكه؟!
كان أول شيء يقوم به عند تقديم ورقتي هو رميها بوجهي بكل بساطة، مع ملاحظة صغيرة تقول((لم أطلب موضوعا إنشائيا))!
حسنا... ذلك الأستاذ لا يقدر بعد ذكائي الفلسفي الخارق، سأجتهد للبكالوريا وأثبت له عكس ما كان يظن.
حانت ساعة الامتحان، استلمت الورقة وقرأت المطلوب، فتفتقت الرؤى الفلسفية الكامنة، وخرج الفيلسوف العظيم الذي كان بداخلي.
نكست رأسي وشرعت في الكتابة بشكل آلي أذهل جميع من حولي..
البعض كان يعض القلم عله يستجيب قهرا لأوامر المخ الخامل المتربع على عرش الديكتاتورية الآمرة، التي تتفنن في سحق الأقلام لإبداع حلول تسبب بها ذلك الجمود الذي سد منافذ التفكير.
والبعض كان ينتظر ورقة طائرة من صديق أو رفيق.
والبعض كان يؤلف شعرا ربما، وآخرون تنتابهم رغبة عارمة في الرسم ونحت الأشكال في الطاولات، يبدو أن زمان ومكان الامتحان مناسبة جيدة للإلهام والابداع، والتفكر في مخلوقات الله، أكثر من أي شيء آخر في هذا الكون.
تستطيع حتى النوم، أو ممارسة اليوغا ذلك اليوم...تستطيع كل شيء عدا تعبئة ورقة الامتحان بالإجابة بالمطلوبة!!
في أقل من نصف ساعة تقريبا أنهيت الامتحان، الصفحات الأربع البيضاء لورقة الإجابة استحالت سوادا، لقد ملأتها عن آخرها بكل مفردات الوجود، كيف لا وقد قال ديكارت ( أنا أفكر اذن أنا موجود).
كانت الأفكار تنفجر في رأسي، كالألعاب النارية في الأعراس.
لقد ضمنت الاجابة كل ما درسته طوال العام، كل سطر بالورقة كان فلسفة خاصة جاد بها ذهني العظيم.
سألت الأساتذة أن يسمحوا لي بالمغادرة قبل استيفاء الوقت المسموح والذي يقدر بساعة على الأقل، لكنهم رفضوا، توسلت اليهم بالصداع النصفي الذي أصابني جراء استخدام فص واحد في الدماغ واجهاده، فسمحوا لي أخيرا..
لا أعرف لو بقيت لنصف ساعة أخرى ماذا كنت سأفعل؟!
أراهن أنني كنت سأجهد الفص الآخر، وينتهي بي الحال مثل نيتشة، فأصاب على الفور بالجنون.
خرجت من القاعة، وكان الجميع يحدقون بي وكأنني أسير هارب من معتقل نازي.
ظهرت النتيجة، واستلمت كشف النقاط، ولا هم لي سوى معرفة علامتي في مادة الفلسفة، لأثبت للعالم كيف ستحلق بعض الفلسفات في سماء المستقبل.
وكم كانت خيبتي كبيرة، العلامة كانت أربعة!!
كيف،لا يعقل، هنالك خطأ ما؟!
كما هو معلوم فورقة الإجابة يتناوب على تصحيحها ثلاثة أشخاص، كيف لكل أولئك المصححين أن يتفقوا على تحطيمي بهذا الشكل؟!
أراهن أنهم اكتفوا بقراءة السطر الأول، واتفقوا على منحي تلك العلامة دون الغوص العميق في بحر ما كتبت.
عادت جميع أفكاري القديمة الكاوية لتحرقني مجددا...
أمعنت التفكير، وجمعت خيوط المسألة، إجابتي الفلسفية كانت دائما تدرج جميع المدارس والآراء، أذيلها بعد ذلك باستنتاج جامع معتدل من الفلسفة الإسلامية، وأشبعها برؤى الغزالي وابن رشد.
لكن نظام الحركى الذي يحكمنا، لن يقبل من أحد هذا الأمر، أكيد " المدني توفيق" بعث كل زبانيته لمراقبة أفكارنا وإجاباتنا.
أولئك الأساتذة ولا شك ماسونيون صهيونيون مستترون، إنها ولا شك مؤامرة!! انتهى.
أنا والفلسفة قصة بغض لا تنتهي، أيام الثانوية كنت الوحيدة من بين الزملاء التي أحضر للدرس، وأنصت أثناءه وأراجع بعده، بينما كان الغالبية يسرحون ويمرحون في الحصة، ويتبادلون النكت والحكايا والمأكولات، وفي أحسن الأحوال يتبادلون حلول الواجبات ، التي تناسوا حلها في البيت!!
المحزن في الأمر أنني ومع كل اختبار، أفاجأ من حضرة الأستاذ بالأصفار!!
فرغم أنني أحيط بجميع المقالات، وأقرأ لمختلف الفلاسف، وأجهد العقل في البرهان والاستدلال!!
إلا أنني أستغرب لماذا لا يدرك هذا الأستاذ، العقل الفلسفي الكامن الذي أملكه؟!
كان أول شيء يقوم به عند تقديم ورقتي هو رميها بوجهي بكل بساطة، مع ملاحظة صغيرة تقول((لم أطلب موضوعا إنشائيا))!
حسنا... ذلك الأستاذ لا يقدر بعد ذكائي الفلسفي الخارق، سأجتهد للبكالوريا وأثبت له عكس ما كان يظن.
حانت ساعة الامتحان، استلمت الورقة وقرأت المطلوب، فتفتقت الرؤى الفلسفية الكامنة، وخرج الفيلسوف العظيم الذي كان بداخلي.
نكست رأسي وشرعت في الكتابة بشكل آلي أذهل جميع من حولي..
البعض كان يعض القلم عله يستجيب قهرا لأوامر المخ الخامل المتربع على عرش الديكتاتورية الآمرة، التي تتفنن في سحق الأقلام لإبداع حلول تسبب بها ذلك الجمود الذي سد منافذ التفكير.
والبعض كان ينتظر ورقة طائرة من صديق أو رفيق.
والبعض كان يؤلف شعرا ربما، وآخرون تنتابهم رغبة عارمة في الرسم ونحت الأشكال في الطاولات، يبدو أن زمان ومكان الامتحان مناسبة جيدة للإلهام والابداع، والتفكر في مخلوقات الله، أكثر من أي شيء آخر في هذا الكون.
تستطيع حتى النوم، أو ممارسة اليوغا ذلك اليوم...تستطيع كل شيء عدا تعبئة ورقة الامتحان بالإجابة بالمطلوبة!!
في أقل من نصف ساعة تقريبا أنهيت الامتحان، الصفحات الأربع البيضاء لورقة الإجابة استحالت سوادا، لقد ملأتها عن آخرها بكل مفردات الوجود، كيف لا وقد قال ديكارت ( أنا أفكر اذن أنا موجود).
كانت الأفكار تنفجر في رأسي، كالألعاب النارية في الأعراس.
لقد ضمنت الاجابة كل ما درسته طوال العام، كل سطر بالورقة كان فلسفة خاصة جاد بها ذهني العظيم.
سألت الأساتذة أن يسمحوا لي بالمغادرة قبل استيفاء الوقت المسموح والذي يقدر بساعة على الأقل، لكنهم رفضوا، توسلت اليهم بالصداع النصفي الذي أصابني جراء استخدام فص واحد في الدماغ واجهاده، فسمحوا لي أخيرا..
لا أعرف لو بقيت لنصف ساعة أخرى ماذا كنت سأفعل؟!
أراهن أنني كنت سأجهد الفص الآخر، وينتهي بي الحال مثل نيتشة، فأصاب على الفور بالجنون.
خرجت من القاعة، وكان الجميع يحدقون بي وكأنني أسير هارب من معتقل نازي.
ظهرت النتيجة، واستلمت كشف النقاط، ولا هم لي سوى معرفة علامتي في مادة الفلسفة، لأثبت للعالم كيف ستحلق بعض الفلسفات في سماء المستقبل.
وكم كانت خيبتي كبيرة، العلامة كانت أربعة!!
كيف،لا يعقل، هنالك خطأ ما؟!
كما هو معلوم فورقة الإجابة يتناوب على تصحيحها ثلاثة أشخاص، كيف لكل أولئك المصححين أن يتفقوا على تحطيمي بهذا الشكل؟!
أراهن أنهم اكتفوا بقراءة السطر الأول، واتفقوا على منحي تلك العلامة دون الغوص العميق في بحر ما كتبت.
عادت جميع أفكاري القديمة الكاوية لتحرقني مجددا...
أمعنت التفكير، وجمعت خيوط المسألة، إجابتي الفلسفية كانت دائما تدرج جميع المدارس والآراء، أذيلها بعد ذلك باستنتاج جامع معتدل من الفلسفة الإسلامية، وأشبعها برؤى الغزالي وابن رشد.
لكن نظام الحركى الذي يحكمنا، لن يقبل من أحد هذا الأمر، أكيد " المدني توفيق" بعث كل زبانيته لمراقبة أفكارنا وإجاباتنا.
أولئك الأساتذة ولا شك ماسونيون صهيونيون مستترون، إنها ولا شك مؤامرة!! انتهى.
بقلمي شمس الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق