هل المرأة إنسان؟!
في مجتمعنا الجزائري عندما يطرح موضوع "عمل المرأة" يستنفر الجميع شيبا وشبانا، ذكورا واناثا.
والمشكلة أنا لا نجد هذا الأمر لدى أشقائنا العرب المشارقة وأستثني دول الخليج.
وذلك لأن الدول العربية سبقتنا بأشواط، في خروج المرأة للعمل، نتكلم عن مصر نموذجا، فبفعل تأثير المسلسلات والسينما وحركات التغريب قديما، نجد أن المرأة المصرية خرجت في زمن كانت المرأة الجزائرية فيه لا تزال تمارس دورها الفطري باتزان، كان لدينا نساء عاملات لكن الأغلبية قانتات ماكثات.
الملاحظ للنقاشات حول موضوع عمل المرأة في المنتديات المصرية والجزائرية سيجد البون شاسعا والفرق واضحا.
فالرجل الجزائري( متدينيه وعامييه) لا يزال ينظر للمرأة العاملة بريبة واتهام، وأنها غير متخلقة ومسترجلة ومتعدية على حقوقه، وأنها السبب في كل المشاكل الكونية، ولا توجد لديه نظرة معتدلة، رغم أنه يحتاج الطبيبة لزوجته، والممرضة ووو...
لكن هذه النظرة المتطرفة لا نجدها لدى الرجل المصري مثلا. وأنا اذ أتكلم هنا لا أعمم طبعا بل أقصد نظرة الغالبية لكلا المجتمعين، ولا ينفي أن تكون هنالك نماذج متشابهة.
نعود للمرأة الجزائرية ونظيرتها المصرية، شخصيا كلما طرحت موضوع "عمل المرأة" في المنتديات الجزائرية تهاجمني النساء وكأنهن يحملن فيروسا من كلبة مسعورة.
الجزائرية لا تزال حديثة عهد بالعمل والخروج، ولم تلاحظ بعد تداعيات الخروج غير المبرر وعلاقته بتحطيم الأسر وشتاتها وخرابها.
في المقابل المرأة المصرية تحصد اليوم خيبات خروجها، ومضاره الجسيمة على أسرتها ومجتمعها، لذلك هنالك توجه من النساء نحو الاعتدال نوعا ما، والاهتمام والتركيز على الأسرة وتربية الأبناء في المراحل العمرية الأولى، ولا تمانع المرأة عندهم من التضحية بعملها للقيام بهذا الدور الجليل، على أن تعود مجددا للعمل إذا كبر الأبناء - طبعا ليس كلهن ولكن هذا ما لمسته من خلال النقاشات والقراءات لكتابهم وكاتباتهم-.
نعود للشباب الجزائري، لاحظت أن متدينيه بمتشدديه ومميعيه وعامييه تذوب اختلافاتهم و ايديولوجياتهم وثقافاتهم، لتتوائم وتتفق وتتحد اذا كان الأمر متعلقا "بفقه المرأة" وهذا يثبت أننا مجتمع تحكمه العادات والتقاليد أكثر من شعائر ديننا الواضحة السمحة.
في مختلف المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي، نجد مواضيع تصور عمل المرأة على أنه جريمة، وتصور المرأة العاملة بصورة حقيرة فمن موضوع((مدير زوجتي)) إلى السؤال الأزلي(( العمل وارتفاع عدد العوانس الى 11 مليون)) ووو....الكثير من هذا القبيل.
ورغم اجماع الشباب الجزائري على هذا الأمر، الا أن الفتاة الجزائرية تزداد تمسكا بعملها واقبالا على الخروج أكثر فأكثر.
نتسائل هنا عن السبب، ولماذا لا تؤثر فيها نظرة الشباب تلك، للمرأة العاملة، ولا تهز شعرة فيها؟!
أقول وببساطة، لأن الواقع شيء، والكلام والتنظير شيء آخر تماما.
فما تشاهده المرأة من ظلم لقريناتها النساء في الواقع، هو من يهيئها لاستقبال واحتضان تلك الآراء الغربية، الداعية الى الانسلاخ والخروج بمبرر ودون مبرر في أحيان كثيرة.
لا يكفي أن نتكلم عن الموضوع ونُنَظِّر فيه ونحذر من أخطاره، ونؤلف في هذا الكتب ونكتب المقالات، بينما لا نتقدم خطوة في الواقع، ولا نعترف بالأخطاء الموجودة، ولا السلوكات الرائجة الظالمة والمنفرة.
فوالله وتالله وبالله، لو وجدت المرأة واقعا جميلا مشرقا ومعينا، وأحست فيه بالأمان النفسي والجسدي والمستقبلي، لما وجدت تلك النداءات الغربية إلى قلبها وعقلها سبيلا تنفذ منه.
ناقشت فتيات كثيرات في هذا الموضوع، وأغلبهن ليس لديهن رسالة أو هدف من الخروج للعمل، ولا يسدون ثغرا، ولا يحتاج عملهن أحدا، ولسن محتاجات ماديا أيضا.
لكن أغلبهن ينفرن من المكوث في المنزل، لأنه أصبح لا يطاق، فقد تحول البيت من جنة ومملكة للمرأة، إلى سجن كبير، لا يراعي فيه السجان حقوق الله في ساكناته من أم أو أخت أو زوجة.
فالمرأة الماكثة تمتهن أشد الامتهان، فهي إما خادمة مطيعة لأوامر الزوج طاعة عمياء، أو خادمة لأمه وأخواته وأحيانا كثيرة خادمة لإخوته وكل أفراد أسرته.
نتكلم ونتباهى عن تكريم الاسلام للمرأة، وأنه أعطاها حقوقها منذ 14 قرنا، ولكننا نتناسى ونتغافل أننا دُسنا على تلك الحقوق ومحيناها من واقع الحياة ، وأبقيناها مجرد سطور في كتب المكتبات!!
بالله عليكم أين هو الرجل الذي ينصاع اليوم للشرع ويمنح المرأة حقوقها التي أعطاها لها الله طواعية؟!
طبعا لا للتعميم، ولكنه السلوك الغالب لشبابنا، فصنف من الشباب -غير المتدين- يمارس فحولته بظلم المرأة وهضمها حقوقها المشروعة، لذلك تتمرد النساء على أمثاله.
وصنف المتدينين الجدد من شباب حديث العهد بالتدين، وبسبب تيار الانحلال النسوي الذي يعصف بقوة، لجأ الغالبية منهم إلى هضم حقوق المرأة وهذه المرة بلي أعناق النصوص لتوافق الهوى والجهل والتشدد.
فنراهم يعتبرون المرأة "الفتنة" كائنا يجب الحجر عليه وحبسه وربما حذفه من الحياة العامة تحت بند سد الذرائع، والخوف من الفتن.
منحها الله حق الصلاة في المسجد، وتجدهم يمنعونها ويتذرعون بفساد المجتمع، ويستشهدون بغيرة الزبير على زوجه من الذهاب للصلاة *في الليل*،من دون ذكرهم غيرها من المواقف الأخرى التي يُسمح فيها للنساء بارتياد المساجد.
طرحت مرة موضوع صلاة المرأة في المسجد وقد أجمع الشباب على المنع بسبب الفتنة وفساد الزمان، وقالوا لي تغيرت نظرتنا لك ككاتبة من الايجاب للسلب!!
وبعضهم أسمعني وابلا من الشتائم لم يتلقه ( دونالد ترامب من المسلمين)!!
وآخر اتهمني بدس السم في العسل من خلال كتاباتي، وقال لي تبوئي مقعدك من النار!!
يعني اذا صار الكلام عن حق من حقوقنا فتنة ودسا للسم في العسل وووو...وكأنني دعوت إلى بدعة أو ضلالة سبحان الله!!
لدرجة جعلتني أتسائل أين حقوق المرأة المسلمة التي يتشدق بها هؤلاء في حواراتهم؟!
ولدرجة جعلت أحد المنصفين يقول: (( وصلنا الى مرحلة سنتسائل فيها هل المرأة إنسان؟!))
هذه المرأة التي آثرت المكوث في المنزل، وعدم الدراسة أو الخروج الى العمل، تأتي أنت لتحكم سجنها وتمنعها حقا أعطاه الله ورسوله لها؟!
نظرة واحدة للنساء الماكثات بالمنزل، تنبيك عن الحقيقة المرة التي يحاول بعضهم تغطيتها بالغربال.
أين هي المرأة الماكثة التي تمارس حياة طبيعية على نهج الصحابيات؟!
المرأة الماكثة عندنا تأكل وتشرب وتنام، قيدت حريتها فهي لا تمارس أية نشاطات دعوية، وليس لديها هوايات، ولا تلتقي الصديقات والآن بعض المتزوجين الجدد يمنعها عن الجارات، فقط منزل والديها مرة في الشهر إن لم أقل شهرين أو يزيد!!
بعض الشباب يتبجح بأن أمهاتنا كن قانعات وصابرات!!
لا يعلم المسكين أنهن أخرجن كل تلك المكبوتات وزرعنها في البنات، توصيها وصية العمر قائلة) ماديريش كيما أنا قراي واخدمي حتى واحد ما ينفعك، احنا الله غالب اتحشاتلنا)؟!
المرأة الماكثة في مصر الآن تكتب الروايات التوعوية الهادفة، وتؤلف الكتب، ويدعمهن أزواجهن في ذلك.
حنان لاشين...دعاء عبد الرحمن...محبوبة محمد سلامة...سامية أحمد...رقية طه...وغيرهن كثيرات.
يقول الكاتب الشاب أيوب الجزائري في كتابه #هوية أن المرأة الأوربية في القرن الثامن عشر كانت تكتب باسم مستعار وتتنكر بزي الرجال حتى لا يتعرف أحد عليهن، فالمرأة في ذلك الزمان لم تكن تتجرأ، أو تناقش أو تدلي برأيها بحرية!!
والأديبة جورج ساند خير مثال على ذلك.
لكننا يقول: المرأة عندنا قبل قرون عديدة كانت تتكلم وتعبر وتبدع وتستشار ولا زالت !!
لذلك أعقب على كلامه : لا زالت في بطون الكتب نعم، أما الواقع فهو شبيه بزمن القرون الوسطى.
أنا شخصيا ألفت كل كتبي تحت اسم مستعار
أفكر خلسة وأكتب خلسة، ويحجر على عقلي وفكري، أخفي ما أكتب عن أخي السلفي الذي يمارس الوصاية علي. وأخفي ذلك خوفا من زوج مستقبلي لا أعلم طينته بعد، ولا أعلم إن كان سيأتي يوما!!
أعطوني امرأة جزائرية *ماكثة* واحدة، يسمح لها زوجها بالكتابة ويدعمها لتوعية النشء والأجيال!!
جل ما لدينا هو كاتبات تمردن على كل شيء، حتى الدين والقيم للأسف الشديد.
وأنا اذ أتكلم لا أتكلم من فراغ، فأنا أنشط في منتديات نسائية جزائرية كل نسائها ماكثات، وكلهن يخفين رغبات وأحلام وأمنيات، ولا يسمح لهن بلقاء مع أخوات، تتجدد فيها الإيمانيات، لتحل المشكلات!!
بعضهن يمنعها زوجها من كل شيء عدا بيت أهلها، وهو سلوك أغلب الجزائريين، بينما عليها أن تحمد ربها لأنه فسحها و اصطحبها قبل شهرين إلى النزهات!!
فإضافة الى أن تلك الرحلات لن تلتقي فيها سوى مع الشجر أو الحجر ، فيجب عليها أن تحافظ على شعور السعادة والامتنان كل تلك المدة!!
لا نريد لجميع الماكثات أن يكن كاتبات، ستقولون يكفيها تربية الأبناء وصناعة الرجال، نعم يكفيها هذا ويزيد، لكن كيف لمن ليست حرة في بيتها أن تنجب سيدا؟!
كيف لمن وضعت شتى الأصفاد على عقلها وتفكيرها، أن تربي أو تبدع؟!
للأسف لا يتأتى كل ذلك بحبسها بالبيت، لأنه أصبح من الصعب التفلت من الملهيات فيه، من أشغال يومية، و برامج تلفزيونية تبعدها عن النشأة السليمة ، من لا يتقدم خطوة للأمام يتأخر خطوات للوراء”
مكوث المرأة في البيت لمدة طويلة دون الخروج والاحتكاك بالمجتمع، يترتب عنه تخلفها وانحسار أفكارها في شتى المجالات، وبالتالي لا تستطيع هذه الأخيرة مواكبة التطور الحاصل في المجتمع فيتجلى تخلفها في طريقة تربيتها لأبنائها.
الماء الراكد فاسد، عكس الماء الجاري..
والمسلم رجلا كان أو امرأة ، لا يعيش على الهامش بمعزل عن العالم...إنما يؤثر ويتأثر ويتفاعل)).
وبالتلاقي يتجدد الايمان، وتتبادل المنافع، وينتشر التنافس على الخيرات، ويعم الصلاح بدل الفساد.
المرأة الجزائرية واقعة بين خيارين أحلاهم مر.
اختر بين المرأة السافرة العارية أو اختر بين المرأة الفتنة التي يجب حذفها .
لن تستمع لكم المرأة ولو تكلمتم دهرا، مادامت النماذج السلبية تحيط بها من كل جانب، ومادامت ترى معاناة المطلقة والأرملة ووووو...
دوافع المرأة ومخاوفها حقيقية وموضوعية و لا غبار عليها ، لكن ردة فعلها مبالغ فيها، فخروج كل نساء الجزائر إلى العمل لن يحل المشكل وسيتسبب بمشاكل أعقد ويفاقم من المشاكل التي عانتها وتعانيها المرأة..
المرأة تطلب العلم وتدرس نعم ، خوفا من المستقبل ومن ظلم هكذا نوعية من الرجال...لكن الأصل والفطرة يتطلبان منها المكوث في المنزل وتأسيس أسرة ترضي الله وتفيد الأمة وتصنع رجال أقوياء قادرين ...
من تحتاج صدقا للعمل هي المطلقة والتي التي فاتها قطار الزواج والمعاقة والأرملة وووو
أو من نبغت في مجال معين تحتاجها الأمة لنبوغها واجتهادها
أما الأصناف الأخرى من النسوة اللاتي يعملن بدون حب أو هدف أو رسالة فهن يتسببن بمشاكل مجتمعية لن يستوعبها مقالي هذا...
تلك الشريحة نميمة وصراخ في وجوه المواطنين
ومثلها في وجه الزوج والأولاد
ليتهن ارتحن وأرحن الناس من ألسنتهن
وليتها تتوقف مؤقتا لتربية أبنائها وبعد إدخالهم المدارس تعود للعمل..
وتذكري أختاه أن خروجك للعمل ان لم يكن مبررا أو لحاجة، فأنت تتعدين على حقوق شباب أضحى بطالا بسببك.
وتتعدين على فرصة المطلقة والأرملة والمحتاجة.
وأنت تسببين عنوسة لبنات جنسك، لأن من كان يفترض بهم التقدم لهن بدون عمل بسببك.
في الأخير أنا لست ضد المرأة العاملة فأنا أحتاج لطبيبة ومعلمة ومهندسة ووووو
لكن فلنترك العمل لنخبة النخبة
بقلمي:#شمس_الهمة
في مجتمعنا الجزائري عندما يطرح موضوع "عمل المرأة" يستنفر الجميع شيبا وشبانا، ذكورا واناثا.
والمشكلة أنا لا نجد هذا الأمر لدى أشقائنا العرب المشارقة وأستثني دول الخليج.
وذلك لأن الدول العربية سبقتنا بأشواط، في خروج المرأة للعمل، نتكلم عن مصر نموذجا، فبفعل تأثير المسلسلات والسينما وحركات التغريب قديما، نجد أن المرأة المصرية خرجت في زمن كانت المرأة الجزائرية فيه لا تزال تمارس دورها الفطري باتزان، كان لدينا نساء عاملات لكن الأغلبية قانتات ماكثات.
الملاحظ للنقاشات حول موضوع عمل المرأة في المنتديات المصرية والجزائرية سيجد البون شاسعا والفرق واضحا.
فالرجل الجزائري( متدينيه وعامييه) لا يزال ينظر للمرأة العاملة بريبة واتهام، وأنها غير متخلقة ومسترجلة ومتعدية على حقوقه، وأنها السبب في كل المشاكل الكونية، ولا توجد لديه نظرة معتدلة، رغم أنه يحتاج الطبيبة لزوجته، والممرضة ووو...
لكن هذه النظرة المتطرفة لا نجدها لدى الرجل المصري مثلا. وأنا اذ أتكلم هنا لا أعمم طبعا بل أقصد نظرة الغالبية لكلا المجتمعين، ولا ينفي أن تكون هنالك نماذج متشابهة.
نعود للمرأة الجزائرية ونظيرتها المصرية، شخصيا كلما طرحت موضوع "عمل المرأة" في المنتديات الجزائرية تهاجمني النساء وكأنهن يحملن فيروسا من كلبة مسعورة.
الجزائرية لا تزال حديثة عهد بالعمل والخروج، ولم تلاحظ بعد تداعيات الخروج غير المبرر وعلاقته بتحطيم الأسر وشتاتها وخرابها.
في المقابل المرأة المصرية تحصد اليوم خيبات خروجها، ومضاره الجسيمة على أسرتها ومجتمعها، لذلك هنالك توجه من النساء نحو الاعتدال نوعا ما، والاهتمام والتركيز على الأسرة وتربية الأبناء في المراحل العمرية الأولى، ولا تمانع المرأة عندهم من التضحية بعملها للقيام بهذا الدور الجليل، على أن تعود مجددا للعمل إذا كبر الأبناء - طبعا ليس كلهن ولكن هذا ما لمسته من خلال النقاشات والقراءات لكتابهم وكاتباتهم-.
نعود للشباب الجزائري، لاحظت أن متدينيه بمتشدديه ومميعيه وعامييه تذوب اختلافاتهم و ايديولوجياتهم وثقافاتهم، لتتوائم وتتفق وتتحد اذا كان الأمر متعلقا "بفقه المرأة" وهذا يثبت أننا مجتمع تحكمه العادات والتقاليد أكثر من شعائر ديننا الواضحة السمحة.
في مختلف المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي، نجد مواضيع تصور عمل المرأة على أنه جريمة، وتصور المرأة العاملة بصورة حقيرة فمن موضوع((مدير زوجتي)) إلى السؤال الأزلي(( العمل وارتفاع عدد العوانس الى 11 مليون)) ووو....الكثير من هذا القبيل.
ورغم اجماع الشباب الجزائري على هذا الأمر، الا أن الفتاة الجزائرية تزداد تمسكا بعملها واقبالا على الخروج أكثر فأكثر.
نتسائل هنا عن السبب، ولماذا لا تؤثر فيها نظرة الشباب تلك، للمرأة العاملة، ولا تهز شعرة فيها؟!
أقول وببساطة، لأن الواقع شيء، والكلام والتنظير شيء آخر تماما.
فما تشاهده المرأة من ظلم لقريناتها النساء في الواقع، هو من يهيئها لاستقبال واحتضان تلك الآراء الغربية، الداعية الى الانسلاخ والخروج بمبرر ودون مبرر في أحيان كثيرة.
لا يكفي أن نتكلم عن الموضوع ونُنَظِّر فيه ونحذر من أخطاره، ونؤلف في هذا الكتب ونكتب المقالات، بينما لا نتقدم خطوة في الواقع، ولا نعترف بالأخطاء الموجودة، ولا السلوكات الرائجة الظالمة والمنفرة.
فوالله وتالله وبالله، لو وجدت المرأة واقعا جميلا مشرقا ومعينا، وأحست فيه بالأمان النفسي والجسدي والمستقبلي، لما وجدت تلك النداءات الغربية إلى قلبها وعقلها سبيلا تنفذ منه.
ناقشت فتيات كثيرات في هذا الموضوع، وأغلبهن ليس لديهن رسالة أو هدف من الخروج للعمل، ولا يسدون ثغرا، ولا يحتاج عملهن أحدا، ولسن محتاجات ماديا أيضا.
لكن أغلبهن ينفرن من المكوث في المنزل، لأنه أصبح لا يطاق، فقد تحول البيت من جنة ومملكة للمرأة، إلى سجن كبير، لا يراعي فيه السجان حقوق الله في ساكناته من أم أو أخت أو زوجة.
فالمرأة الماكثة تمتهن أشد الامتهان، فهي إما خادمة مطيعة لأوامر الزوج طاعة عمياء، أو خادمة لأمه وأخواته وأحيانا كثيرة خادمة لإخوته وكل أفراد أسرته.
نتكلم ونتباهى عن تكريم الاسلام للمرأة، وأنه أعطاها حقوقها منذ 14 قرنا، ولكننا نتناسى ونتغافل أننا دُسنا على تلك الحقوق ومحيناها من واقع الحياة ، وأبقيناها مجرد سطور في كتب المكتبات!!
بالله عليكم أين هو الرجل الذي ينصاع اليوم للشرع ويمنح المرأة حقوقها التي أعطاها لها الله طواعية؟!
طبعا لا للتعميم، ولكنه السلوك الغالب لشبابنا، فصنف من الشباب -غير المتدين- يمارس فحولته بظلم المرأة وهضمها حقوقها المشروعة، لذلك تتمرد النساء على أمثاله.
وصنف المتدينين الجدد من شباب حديث العهد بالتدين، وبسبب تيار الانحلال النسوي الذي يعصف بقوة، لجأ الغالبية منهم إلى هضم حقوق المرأة وهذه المرة بلي أعناق النصوص لتوافق الهوى والجهل والتشدد.
فنراهم يعتبرون المرأة "الفتنة" كائنا يجب الحجر عليه وحبسه وربما حذفه من الحياة العامة تحت بند سد الذرائع، والخوف من الفتن.
منحها الله حق الصلاة في المسجد، وتجدهم يمنعونها ويتذرعون بفساد المجتمع، ويستشهدون بغيرة الزبير على زوجه من الذهاب للصلاة *في الليل*،من دون ذكرهم غيرها من المواقف الأخرى التي يُسمح فيها للنساء بارتياد المساجد.
طرحت مرة موضوع صلاة المرأة في المسجد وقد أجمع الشباب على المنع بسبب الفتنة وفساد الزمان، وقالوا لي تغيرت نظرتنا لك ككاتبة من الايجاب للسلب!!
وبعضهم أسمعني وابلا من الشتائم لم يتلقه ( دونالد ترامب من المسلمين)!!
وآخر اتهمني بدس السم في العسل من خلال كتاباتي، وقال لي تبوئي مقعدك من النار!!
يعني اذا صار الكلام عن حق من حقوقنا فتنة ودسا للسم في العسل وووو...وكأنني دعوت إلى بدعة أو ضلالة سبحان الله!!
لدرجة جعلتني أتسائل أين حقوق المرأة المسلمة التي يتشدق بها هؤلاء في حواراتهم؟!
ولدرجة جعلت أحد المنصفين يقول: (( وصلنا الى مرحلة سنتسائل فيها هل المرأة إنسان؟!))
هذه المرأة التي آثرت المكوث في المنزل، وعدم الدراسة أو الخروج الى العمل، تأتي أنت لتحكم سجنها وتمنعها حقا أعطاه الله ورسوله لها؟!
نظرة واحدة للنساء الماكثات بالمنزل، تنبيك عن الحقيقة المرة التي يحاول بعضهم تغطيتها بالغربال.
أين هي المرأة الماكثة التي تمارس حياة طبيعية على نهج الصحابيات؟!
المرأة الماكثة عندنا تأكل وتشرب وتنام، قيدت حريتها فهي لا تمارس أية نشاطات دعوية، وليس لديها هوايات، ولا تلتقي الصديقات والآن بعض المتزوجين الجدد يمنعها عن الجارات، فقط منزل والديها مرة في الشهر إن لم أقل شهرين أو يزيد!!
بعض الشباب يتبجح بأن أمهاتنا كن قانعات وصابرات!!
لا يعلم المسكين أنهن أخرجن كل تلك المكبوتات وزرعنها في البنات، توصيها وصية العمر قائلة) ماديريش كيما أنا قراي واخدمي حتى واحد ما ينفعك، احنا الله غالب اتحشاتلنا)؟!
المرأة الماكثة في مصر الآن تكتب الروايات التوعوية الهادفة، وتؤلف الكتب، ويدعمهن أزواجهن في ذلك.
حنان لاشين...دعاء عبد الرحمن...محبوبة محمد سلامة...سامية أحمد...رقية طه...وغيرهن كثيرات.
يقول الكاتب الشاب أيوب الجزائري في كتابه #هوية أن المرأة الأوربية في القرن الثامن عشر كانت تكتب باسم مستعار وتتنكر بزي الرجال حتى لا يتعرف أحد عليهن، فالمرأة في ذلك الزمان لم تكن تتجرأ، أو تناقش أو تدلي برأيها بحرية!!
والأديبة جورج ساند خير مثال على ذلك.
لكننا يقول: المرأة عندنا قبل قرون عديدة كانت تتكلم وتعبر وتبدع وتستشار ولا زالت !!
لذلك أعقب على كلامه : لا زالت في بطون الكتب نعم، أما الواقع فهو شبيه بزمن القرون الوسطى.
أنا شخصيا ألفت كل كتبي تحت اسم مستعار
أفكر خلسة وأكتب خلسة، ويحجر على عقلي وفكري، أخفي ما أكتب عن أخي السلفي الذي يمارس الوصاية علي. وأخفي ذلك خوفا من زوج مستقبلي لا أعلم طينته بعد، ولا أعلم إن كان سيأتي يوما!!
أعطوني امرأة جزائرية *ماكثة* واحدة، يسمح لها زوجها بالكتابة ويدعمها لتوعية النشء والأجيال!!
جل ما لدينا هو كاتبات تمردن على كل شيء، حتى الدين والقيم للأسف الشديد.
وأنا اذ أتكلم لا أتكلم من فراغ، فأنا أنشط في منتديات نسائية جزائرية كل نسائها ماكثات، وكلهن يخفين رغبات وأحلام وأمنيات، ولا يسمح لهن بلقاء مع أخوات، تتجدد فيها الإيمانيات، لتحل المشكلات!!
بعضهن يمنعها زوجها من كل شيء عدا بيت أهلها، وهو سلوك أغلب الجزائريين، بينما عليها أن تحمد ربها لأنه فسحها و اصطحبها قبل شهرين إلى النزهات!!
فإضافة الى أن تلك الرحلات لن تلتقي فيها سوى مع الشجر أو الحجر ، فيجب عليها أن تحافظ على شعور السعادة والامتنان كل تلك المدة!!
لا نريد لجميع الماكثات أن يكن كاتبات، ستقولون يكفيها تربية الأبناء وصناعة الرجال، نعم يكفيها هذا ويزيد، لكن كيف لمن ليست حرة في بيتها أن تنجب سيدا؟!
كيف لمن وضعت شتى الأصفاد على عقلها وتفكيرها، أن تربي أو تبدع؟!
للأسف لا يتأتى كل ذلك بحبسها بالبيت، لأنه أصبح من الصعب التفلت من الملهيات فيه، من أشغال يومية، و برامج تلفزيونية تبعدها عن النشأة السليمة ، من لا يتقدم خطوة للأمام يتأخر خطوات للوراء”
مكوث المرأة في البيت لمدة طويلة دون الخروج والاحتكاك بالمجتمع، يترتب عنه تخلفها وانحسار أفكارها في شتى المجالات، وبالتالي لا تستطيع هذه الأخيرة مواكبة التطور الحاصل في المجتمع فيتجلى تخلفها في طريقة تربيتها لأبنائها.
الماء الراكد فاسد، عكس الماء الجاري..
والمسلم رجلا كان أو امرأة ، لا يعيش على الهامش بمعزل عن العالم...إنما يؤثر ويتأثر ويتفاعل)).
وبالتلاقي يتجدد الايمان، وتتبادل المنافع، وينتشر التنافس على الخيرات، ويعم الصلاح بدل الفساد.
المرأة الجزائرية واقعة بين خيارين أحلاهم مر.
اختر بين المرأة السافرة العارية أو اختر بين المرأة الفتنة التي يجب حذفها .
لن تستمع لكم المرأة ولو تكلمتم دهرا، مادامت النماذج السلبية تحيط بها من كل جانب، ومادامت ترى معاناة المطلقة والأرملة ووووو...
دوافع المرأة ومخاوفها حقيقية وموضوعية و لا غبار عليها ، لكن ردة فعلها مبالغ فيها، فخروج كل نساء الجزائر إلى العمل لن يحل المشكل وسيتسبب بمشاكل أعقد ويفاقم من المشاكل التي عانتها وتعانيها المرأة..
المرأة تطلب العلم وتدرس نعم ، خوفا من المستقبل ومن ظلم هكذا نوعية من الرجال...لكن الأصل والفطرة يتطلبان منها المكوث في المنزل وتأسيس أسرة ترضي الله وتفيد الأمة وتصنع رجال أقوياء قادرين ...
من تحتاج صدقا للعمل هي المطلقة والتي التي فاتها قطار الزواج والمعاقة والأرملة وووو
أو من نبغت في مجال معين تحتاجها الأمة لنبوغها واجتهادها
أما الأصناف الأخرى من النسوة اللاتي يعملن بدون حب أو هدف أو رسالة فهن يتسببن بمشاكل مجتمعية لن يستوعبها مقالي هذا...
تلك الشريحة نميمة وصراخ في وجوه المواطنين
ومثلها في وجه الزوج والأولاد
ليتهن ارتحن وأرحن الناس من ألسنتهن
وليتها تتوقف مؤقتا لتربية أبنائها وبعد إدخالهم المدارس تعود للعمل..
وتذكري أختاه أن خروجك للعمل ان لم يكن مبررا أو لحاجة، فأنت تتعدين على حقوق شباب أضحى بطالا بسببك.
وتتعدين على فرصة المطلقة والأرملة والمحتاجة.
وأنت تسببين عنوسة لبنات جنسك، لأن من كان يفترض بهم التقدم لهن بدون عمل بسببك.
في الأخير أنا لست ضد المرأة العاملة فأنا أحتاج لطبيبة ومعلمة ومهندسة ووووو
لكن فلنترك العمل لنخبة النخبة
بقلمي:#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق