الجمعة، 14 ديسمبر 2018

كم عدد القنوات في بيتك؟!

كم عدد القنوات التلفزيونية في بيتك؟

لدي صديقة أمريكية هي أقرب صديقة لقلبي، وصداقتنا تتجاوز الخمس سنوات ، احدى المرات ونحن نتجاذب أطراف الحديث حول كل شيء، كان من بين حديثنا أنني أتابع جميع الحصص الأمريكية المشهورة ذات الفائدة، وقمت بتسميتها لها كلها فصعقت، وسألتني كيف تمكنت من متابعتها؟
فأجبتها أننا كعرب نتابع كل قنوات العالم بلا استثناء ، خصوصا تلك التي نتقن لغتها ...فسألتني سؤالا غريبا آخر ألا وهو: كيف تستقبلون القنوات الأمريكية في بيوتكم ؟
فقمت بتصوير الصحون اللاقطة، وأخبرتها أننا نستقبل كل قنوات العالم عن طريقها ، فلم تهتد إليها البتة !!
عجيب!!
 فالتقنية من اختراعهم لكنهم لا يستعملونها أبدا!!!
سألتها أنا الأخرى عن كيفية استقبالهم لمختلف قنوات العالم، ظنا مني أنهم يستعملون جهازا آخر، غير المقعرات الهوائية، فأجابتني إجابة *صادمة* لم أتوقعها أبدا، وقالت بالحرف "نملك مائة قناة أمريكية *فقط* وكلّها أرضية!!"
سألت صديقات أجنبيات أخريات كن ضمن قائمة الصداقة عن عدد القنوات التلفزيونية لديهم، فأجبنني بنفس الإجابة تقريبا ...
حتى أنني تعرفت على صديقة ألمانية، وسألتها نفس السؤال وكانت إجابتها أن عدد قنواتهم لا يتعدى المائة قناة!!
- كاتبة أمريكية أخرى قالت لي في معرض حديثنا عن الحصص والأفلام الأمريكية، أنها لا تتابع التلفزيون كثيرا، لأنه **يلوث الفكر** برأيها، وتستعيض عنه بمطالعة الكتب النافعة !!!
بالمقابل نجد أنفسنا كعرب إلا من -رحم ربي طبعا- نستقبل آلاف القنوات التلفزيونية، ولا نحذف القنوات التي لا نحتاجها، في زمن صار لكل منا رأي مستقل بذاته، وجمهورية في كيانه، بسبب تأثير هاته القنوات على بيوتنا، وتخريب فكر زوجاتنا وأطفالنا، فهذه قنوات شيعية، وأخرى هندية بوذية، وأخرى كورية أو يابانية و....و القائمة طويلة...
كثرة القنوات حتى لو كانت قنوات جادة وهادفة، ليست بالأمر المحبب، فهي تأخذ الكثير من وقتنا، وتشتت انتباهنا، وتحرمنا الفائدة المرجوة.
أحد المفكرين كانت بدلاته كلها بلون واحد، فسأله أحدهم عن السبب فقال: "حتى لا أهدر الوقت الكثير في التردد حيالها، بين ما سأختار من لون أو نوع معين مثلا"....!!!
ونحن ألف قناة أو أكثر، نستغرق معها ساعة أو يزيد، فقط في التنقل من محطة إلى أخرى، بتغيير القنوات، والبحث عن شيء ما، مجرد شيء، ليس لنا هدف حتى، لنجد أننا لم نشاهد شيئا يذكر!!!
لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء، إذ وفرت الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو، مما جعل دور الأسرة هامشياً، ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة أمام القنوات، أكثر مما يقضيه من وقت مع والديه أو حتى في المدرسة .
القنوات الفضائية نعمة ونقمة ولكن المسؤولية كلها على عاتق الأبوين .
لا أدعوا الى إلغاء أو حذف كل القنوات أو منع التلفزيون، كل ما أتمناه هو تقنين عدد هذه القنوات، وعدد ساعات الجلوس مع التلفزيون، وترك فسحة للعقل، كي يطور من إمكاناته وقدراته، ويكتشف كل فرد مواهبه ويعتني بها.
#بقلمي:#شمس_الهمة
ملاحظة:
هذا المقال من الأرشيف، أعرف أن الغالبية مثلي ، أصبحنا نجهل من أي زر نشغل التلفاز، ولكن يكفينا اسقاط المسألة على قنوات اليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي التي تقوم بتشتيتنا بنفس القدر إن لم يكن أكثر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...