الجمعة، 14 ديسمبر 2018

فن صناعة الأبطال والقدوات

قالت "جولدا مائير" - رئيسة وزراء إسرائيل عندما حذروها بأن عقيدة المسلمين تنص على حرب قادمة بين المسلمين واليهود سوف ينتصر فيها المسلمون عند اقتراب الساعة فقالت: أعرف ذلك، ولكن هؤلاء المسلمين ليسوا من نراهم الآن، ولن يتحقق ذلك إلا إذا رأينا المصلين في صلاة الفجر مثلما يكونون في صلاة الجمعة.
وقال موشي دايان أن العرب لايقرؤون واذا قرأو لا يفهمون واذا فهموا لايطبقون..
لماذا ياترى ينبهنا العدو إلى نقاط بالغة الأهمية يمكنها رفعنا الى عليين لنحقق بها النصر المبين؟!
لماذا ينبهوننا لصلاة الفجر والقراءة رغم ادراكهم بخطورة مآل ذلك عليهم في حال انتبهنا لذلك؟!
لأنهم ببساطة يعرفون أننا لا نعتبر، وذاكرتنا أضعف من ذاكرة الفيل، سرعان ماننسى لنقع في نفس الفخاخ التي لم نكد نخرج منها بعد.
نقرأ الحديث الشريف"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" ولكننا نلدغ مرات ومرات بدون اعتبار.

أسلوب صناعة الأبطال الوهميين وجعلهم قدوات ليس جديدا، بل أسلوب قديم اتبعه أعداء الإسلام بهدف تسليط الضوء على أشخاص دون غيرهم( واعين بذلك أو غير واعين) يبدو من الخارج أنهم أبطال، حتى يحطموا الرموز الحقيقية، ويجعلون رموزا كاريكاتورية(عرائس قاراقوز توجه من بعيد) تخدم مصالحهم.

وهكذا نجد أن أسلوب الصهاينة ظل يمكر بهاته الطريقة حينا من الدهر وبنفس السيناريو، غير أننا في سبات عن هذا كله للأسف الشديد ...

لذلك لايجب أن ننساق وراء العاطفة وأن نحكم العقل ولو قليلا ونتعظ بالتجارب السابقة حتى لايكرر التاريخ نفسه...
يعني ليس بالضرورة أن لاتكون المؤامرة مكشوفة للعلن، قد تحاك أمامك وأنت تبحث عن خيوط وتفسيرات أخرى أعمق وأدق.
ويحضرني في هذا السياق القصة التالية:
ذهب شرلوك هولمز والدكتور واتسون في رحلة كشفية... تناولا العشا ثم استلقيا في الخيمةوغطّ الإثنان في نوم عميق.
بعد عدة ساعات، استيقظ هولمز، وأيقظ صاحبه: واتسون، انظر إلى السماء وقل لي ماذا ترى؟
نظر واتسون إلى الأعلى وقال: أرى الملايين من النجوم.
رد عليه هولمز: وماذا يخبرك ذلك؟
فكر واتسون قليلا ثم قال: فلكيا، يخبرني هذا أنه ربما هناك ملايين المجرات، وربما مليارات الكواكب...
من ناحية علم التنجيم، يخبرني أن زحل في برج الأسد..
من ناحية الوقت، يخبرني الأمر أننا في الساعة الثالثة إلا ربعا تقريبا..
دينيا، يخبرني الأمر عن قدرة الله الخارقة..
مناخيا، يبدو أننا سنستمتع بيوم جميل مشرق غدا..
وأنت ماذا يخبرك الأمر يا هولمز؟
سكت هولمز قليلا ثم قال: واتسون أيها الغبي، أحدهم سرق الخيمة!
****
الكثير من نقاشات المثقفين عندنا هي نسخة طبق الأصل من هذا الحوار.
والخيمة مسروقة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...