المرضى المزيفين:
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل:
أب ثلاثيني (فرحان بعمره)، مع ابنتيه في مصلحة الاستعجالات.
- الطبيبة: اتفضل خويا، احكيلي المشكل نتاعك، وشكون المريض هنا؟!
- بناتي
- واش بيهم؟!
- وحدة نيفها مغلوق، ووحدة نيفها يسيل
- هدا هو المشكل فقط؟!
- ايه
تلتفت الطبيبة إلى زميلاتها، فتجدهن يكتمن ضحكا يحاول التفلت.
الأب مداعبا ابنتيه:
- شوفي بنتي الطبيبة تضحك معاك.( ولا يدري حقا أنها تضحك عليه).
نموذج آخر:
- وليدي عندو لاڨريب و جدّاتو حابة تقيس لاتونسيو و أنا لسعتني ناموسة!!
و جيت البارح درت فاصمة و لازمك تشوفني ارتحت و إلا مازال!!
نموذج آخر:
عجائز ونساء لا يشتكين من شيء، يقومون بزيارة المستشفى بشكل دوري، يكاد يكون شبه يومي.
ولن تقتنع احداهن بتشخيص الدكتور الذي يقول بأنها لا تشكو من شيء، ولن تغادر إلا بسيروم أو حقنة على الأقل.
ولأن الطبيب يحفظ تلك الوجوه، ويحفظ ذلك الجدل اليومي العقيم، سيكتفي بحقنة(مزيفة).
*********
ظاهرة أشباه المرضى ( les faux malades ) لن تدرسها في الطب لكنها مشكل كبير يعاني منه عمال القطاع الصحي خاصة في مصالح الاستعجالات، يتسبب في تعطيل التكفل بالحالات المرضية الحقيقية و تبذير الكثير من الأدوية، و يؤدي إلى كراهية متبادلة بين المرضى و الطاقم الصحي.
المشكل الحقيقي ليس في الاستقبال فقط.
فحتى لو كان هناك استقبال وفرز للمرضى (كما يحدث في الدول المتقدمة ) سيكون دائما اكتظاظ، وسنشاهد دوما تلك السلوكات التي تتسبب في تضييع للوقت وللمواد الصيدلانية أو الموارد البشرية فأصل المشكلة ليس فقط في التسيير بالضرورة، مع أنني أتفق مع من يقول أن من يصدر القوانين أو التشريعات ( المتعلقة بالصحة) أو من يسيرون المؤسسات الاستشفائية هم أصلا لم يروا أو لم يعرفوا ما يحدث فيها. اضافة لمجانية الخدمات الصحية. التي فاقمت من تلك الظواهر (البروفيتاج).
لكن حقيقة المسألة مسألة وعي وضمير وخوف الله وإحساس بالآخرين، واستشعار للمسؤولية.
فالمريض الذي يتنزه ليلا لأنه لم يجد ما يفعله، ولأنه لا يحس بأخيه الطبيب المسلم (وكأنه روبوت)، ولا يحس بأخيه المريض المسلم الذي لا تحتاج حالته إلى الانتظار، هو مسلم بالاسم فقط ولما يدخل الايمان إلى قلبه بعد.
حتى الرسول عليه الصلاه والسلام قال **لا تتمارضوا فتمرضوا فتهلكوا**
#من_الأرشيف(إعادة نشر)
#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق