ابتسامة^_^:
نحن معشر النساء تأسرنا الكلمة الرقيقة، وإن الأنثى لتؤتى من قبل أذنها أما الرجل فيؤتى من قبل بصره.
ويهمل الأزواج والرجال غالبا هذا الأمر، فالزوجة يمكنها تحمل مسؤوليات وهموم بحجم الجبال فتبدو ضئيلة بخفة ريشة إذا تلقت كلمة رقيقة..وبعكس ذلك تبدو أمورها مرهقة إذا لم تجد التقدير والكلمة الحلوة.
حين كان شقيقي الأصغر بالمتوسط، تعرض لظلم من طرف أستاذته، تلاها استدعاء والدي، وشقيقي هذا كان آخر العنقود، وكان والدي يحبه حبا كبيرا، إضافة لسمته المؤدب وكذا نجابته..
لذلك انزعج والدي من سلوك الأستاذة، فما فعلته كان ظلما بينا لايرضاه الله..
لكن والدي مع ذلك، تكلم مع الأستاذة بأدب، وأنصفها في بعض الأمور، ثم وضح لها سوء الفهم يومها فخجلت من نفسها..واعتذرت لوالدي عما بدر منها..
يقول شقيقي أنها تغيرت جذريا مع التلاميذ، منذ ذلك اليوم..وصارت تعاملهم بطريقة أفضل لمدة أربع سنوات درسها شقيقي بتلك الإكمالية..
ربما كانت كلمات قليلة تلك التي تحدث بها والدي، لكنها نتاج خبرة طويلة في المجال، لخصها في كليمات لأستاذة شابة لا تزال في أول الطريق..
وحين كانت شقيقتي بالمتوسط، تعرضت وزملاءها لعقاب جماعي بسبب مشكلة ما.(لست أذكرها).
وقامت المستشارة التربوية باستدعاء أولياء الأمور، كان والدي أحد المدعوين.
كان الزمان رمضان، وعليه شق على والدي التغيب عن عمله للقاءها..
لكنه ذهب متثاقلا رغم ذلك..
والدي شخص وسيم وأنيق جدا، ذو هيبة وجاذبية..(ولأني ابنته وكل فتاة بأبيها معجبة، أراه أوسم الرجال، وكذا أغار عليه أكثر من والدتي).
حين تحدث مع المستشارة وكان اسمها ”رحمة“، كان حديثه ابتداء عن مشكلات القطاع(كونه أحد عامليه)، وأثنى على مجهودات الإدارة، وذكر العقبات، وقال أنه يتفهم المشكلات..
ثم قال لها ممازحا: ” يا رحمة لا تكوني نقمة على التلاميذ في الشهر الكريم“
وأنشدها بيتين رقيقين من الشعر العربي الجميل( لست أذكرهما).
تقول شقيقتي أن المستشارة التربوية وكانت صبية جميلة لكن قاسية، تحولت بعد تاريخ ذلك اليوم واستحالت امرأة أخرى رقيقة ولطيفة.
إلى هنا الأمر تمام..وجميل..والسماء زرقاء..والعصافير تزقزق..
فمن يومها وقعت رحمة بحب شخصية والدي، وقالت انها ذابت في أدبه الجم.
"رحمة" تلك صارت تسأل شقيقتي يوميا صباح مساء عن الوالد-حفظه الله-لدرجة أزعجت أختي بكثرة أسئلتها..
بعدها صرنا نصادفها في المراكز التجارية، والمسجد..والشارع..وكذا حفلات الزفاف بالمدينة..فتأتي لتسألنا عن الوالد"كيراه الوالد؟"، كيراه "الحاج" وتنسى في خضم ذلك أن تسألنا عن أحوالنا رغم أن كل أشقائي درسوا بنفس المتوسطة، وكانوا من النجباء، ولم يتلقوا يوما ذلك التقدير، أو كلمة ثناء منها..نسيتنا جميعا..وطيلة خمس سنوات كانت لا تنفك تسألنا عن والدي فقط. وتكيل له جميل الدعوات بأن يحفظه الله ويصونه.
وكنا نحن نتجنب لقاءها مخافة أن تقول لنا يوما "أرغب ان أكون في حياة أبيكم، ولا بأس بالتعدد وأن أكون الزوجة الثانية"😄
فعيناها ونظراتها حين كانت تتكلم عن والدي قالتا الكثير ههه.
وإلى يوم الناس هذا لازالت رحمة، لا تنفك تسألنا عن احوال والدي..
وإلى يوم الناس هذا لم نقم بإبلاغ والدي سلامات رحمة المهداة.
" رحمة" يهديك ربي ابتعدي عن والدي 😅
أصلا أبي على سبة حاب يعدد..😑
ملاحظة:
ما أردت قوله أن الكلمة الطيبة لها تأثير السحر، ويمكننا بها تغيير سلوكات الأشخاص.
#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق