السبت، 9 أبريل 2022

رسالة إلى الطبيبة المسلمة:

 


رسالة إلى الطبيبة المسلمة:


أمر لا ألبث أفكر فيه وأتمناه دوما...وهو أن يضطلع الطبيب المسلم والطبيبة المسلمة  بدورهما في التوعية...فمن خلال ملاحظاتي المتواضعة، وكوني عضوة بمجموعة أطباء، ومجموعة خاصة بالطبيبات يؤرقني دوما سؤال أين هؤلاء من توعية المجتمعات؟!


لا أتكلم هنا عن التوعية الأخلاقية والدينية والسلوكية التي من المفروض أن تسهم النخب بشكل فعال بدورها التوعوي، لكن ما أتمنى رؤيته على الأقل توعية كل ذي تخصص بتخصصه على الأقل..

هنالك مثلا أمراض كثيرة تستعصي على العلاج، غالب منشئها عادات وسلوكات خاطئة نقوم بها دون وعي منا..


- كثرة العمليات القيصرية للنساء (مثلا)، لها أسباب متعلقة بسلوكاتنا المعاصرة الخاطئة..ارتداء البناطيل، ارتداء الجينز يتسببان مثلا بمنع توسع الحوض مما يؤدي للعملية القيصرية..

توليد النساء على السرير، وهن مستلقيات، عملية توليد فاشلة وخاطئة لازلنا نمارسها في مستشفياتنا، في حين ذكر طبيب أجنبي درس الكتب العربية القديمة أن كرسي الولادة هو الطريقة الصحيحة، فالجاذبية تساعد في نزول الجنين بسهولة ويسر عكس الاستلقاء..وقال أيضا أنه أجرى طيلة حياته عمليات توليد طبيعية تصل لآلاف الحالات، من دون الحاجة إلى العملية القيصرية..


إضافة لانعدام المشي والحركة، وكثرة النوم للمرأة الحامل..حيث تصعب هذه الأمور عملية الولادة، وبالتالي يلجأ إلى مبضع الجراح..

وتلك الأمور تكون أحيانا بسبب الزوج الذي يحبس زوجته، ولا يسمح لها بممارسة المشي للأسف، وهنا يكمن دور الطبيب المسلم في توعية الرجال..

وقد رأيت بأم عبني طبيب توليد يصرخ على الرجل وزوجته، ويلومهما قائلا"لماذا لا تسمح لها بالمشي؟"ولماذا تتركها تنام حتى الساعة الحادية عشر صباحا؟"


- آلام الظهر التي يشكو منها الناس غالبا، خصوصا النساء، هي نتاج سلوكات خاطئة أيضا..لكنك تزور عشرات الأطباء بلا جدوى..يمنحك هؤلاء أدوية ومسكنات، ولا يرشدك أحد من هؤلاء إلى سبب المشكلة الرئيسية وسبب الداء..

وقوف النساء في المطبخ بالساعات يتسبب لهن بمشاكل لا حصر لها في العمود الفقري..كتشوهات وانحناءات وتقوس وحدب..والعلاج هنا لا يكون بالمسكنات وتخدير مؤقت للألم وحسب، إنما إرشاد النساء لمخاطر الوقوف على صحتهن وقوامهن وصحة أجسادهن..وكذا توعيتهن بضرورة ممارسة الرياضة لعلاج كل مشكلة على حدى حسب ما يلائمها..

فعلاج انحناء الأكتاف يتطلب تمارين خاصة..

وعلاج تقوس أسفل الظهر له تمارين خاصة أيضا ..

وهكذا..

تخبرني قريبتي وهي ممرضة أنها جابت كل أطباء العظام، لعلاج آلام الظهر التي تعانيها، ولكن بدون نتيجة، إلى أن ساقها الله لطبيبة متمكنة، قالت لها أن السبب هو كثرة الوقوف كونها ممرضة بالمستسفى وأنها تعاني تقوسا أسفل الظهر..علاجه لا يتمثل في الأدوية، إنما ممارسة تمارين رياضية، لتقوية عضلات الظهر ، تساعد في اعتدال القوام..وأمدتها بورقة تحوي تمارين مصورة...

وقالت أن وقوف النساء في المطبخ بالساعات خطر حقيقي إن لم تنتبه له هؤلاء النسوة..

وبعضهن اليوم تقوم بعمل أعقد الأكلات التقليدية الجزائرية والتي كانت أمهاتنا وجداتنا يقمن بتحضيرها وهن  جالسات، وكذا يتساعدن في تحضيرها كونها مرهقة، ولكن نساء اليوم للأسف وبسبب الفردانية لا يجدن من تساعدهن في التحضير، وهن إلى ذلك يحضرن تلكم الوصفات وهن واقفات بالساعات في المطبخ..وهذا السلوك خطر حقيقي على صحة العمود الفقري...فهلا تنازلت هؤلاء النسوة قليلا وافترشن الأرض، بدل الترفع عن ذلك واعتباره شيئا مخجلا..لا تقوم به سوى الجدات..


طبيب آخر سمعته مرة يرجع أن السبب الاول في قرحة المعدة عند الجزائريين هو كثرة استعمال الطماطم المصبرة(المركزة)، المعروفة بالحموضة العالية، وكذا المواد غير الطبيعية المضافة إليها..

وهذا بسبب دراسته لكثرة الحالات التي يقابلها، وإلمامه بثقافة مجتمعه جيدا..وهكذا ينبغي ان يكون الطبيب المسلم.


قد تكون هذه المعلومات التي ذكرتها صحيحة، وقد تكون خاطئة الله أعلم..لكن ما أود إيصاله أن يتفهم الأطباء مجتمعاتهم، ويدرسوا سلوكات أفرادها، ويكون لهم بعدها توصيات ونصائح تسهم في الوعي المجتمعي..


أنتم ما رأيكم؟!


#شمس_الهمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...