السبت، 9 أبريل 2022

أسباب التعلق العاطفي

 أسباب التعلق العاطفي:


طبعا أسباب التعلق كثيرة، منها ما كتب فيه المتقدمون، وتوسعوا مثل كتاب الداء والدواء لابن القيم...ولعلي أذكر أهمها وهي: 


أول هذه الأسباب هي الذنوب: قال الله تعالى في محكم تنزيله:”وما من مصيبة أصابتكم فبما كسبت أيديكم“

فالذنوب تستدرج العبد حتى يقع في الابتلاء..


هشاشة التدين، الفراغ، الجوع العاطفي والاحتياج والكبت..وكذا تعقيدات وهموم المشكلات الأسرية والمجتمعية التي تدفع بأبناءها للبحث عن مصدر تخدير (بديل للمخدرات)، لنسيان المشكلات..

إضافة إلى أسباب أخرى كثيرة، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أحد أهم هذه الأسباب وأخطرها..ذلك أنه قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كان سهلا على الأولياء مراقبة الأبناء وإيصاد الأبواب والمنافذ..لكن الحرام اليوم أصبح سهلا ويتسلل إلينا عبر كبسة زر...


تقول احدى الكاتبات في هذا الصدد: ”نسي أبي أن يغلق باب قلبي ويحتفظ بالمفتاح ليسلمه لأول رجل يطرق الباب من أجلي، لا يعلم أبي أن اللصوص والمجرمين ليسوا في الشوارع فقط، إنهم بيننا يظهرون بهيئة الملائكة والفرسان والنبلاء، يستهدفون قلوب الجميلات.

لا يعلم أبي أن الحب لم يعد يتسلل من شقوق النوافذ والأبواب، كل شيء صار يقدم جاهزا بضغطة زر.“


أحد أسباب التعلق المعاصرة أيضا انعدام الأخلاق، والمروءة في الرجال، فمن زمن غير يسير لم نكن نسمع مثلا أن الفتاة الملتزمة قد تعاني من التعلق، ذلك أنها لا تقبل على نفسها من البداية المقدمات التي تؤدي للتعلق..لكن ظهر مؤخرا ذئاب على هيئة بشر يتسورون محاريب القلوب، بطرق كثيرة وملتوية، وقد روت لي أكثر من فتاة أن الشاب أظهر لها نيته في الخطبة والزواج، وكلم أخاها، أو والدتها ثم استفرد بها بعد ذلك تحت غطاء (تعارف الشخصيات)، وأغدق عليها كلمات الغزل والحب كي ينال مبتغاه، وحين تمنعت الفتاة أو استسلمت..غادرها بعد حصوله على مايريد، أو إياسه من الأمر...وترك الفتاة بعد أن علق قلبها..في صدمة!!

ولا تستغربون حين أقول لكم أن من هؤلاء من يعد من ذوي الديانة والإلتزام!!


أحد الامور التي قد يغفل عنها العبد، والتي قد يصاب جراءها بهذا الابتلاء(التعلق)، هو الضحك أو الاستعلاء على المبتلين..فلا تظنن نفسك بمأمن فتعتقد في نفسك القوة والعفة، وكل الحقيقة أن الله يعصمك فلا تغتر..وعن هذا كتبت الأديبة الجميلة (@om  قصة رااائعة..


لماذا نتعلق؟!

كلام الحب الذي تسمعه الفتاة في البدايات يرفع عندها هرمون السعادة”الدوبامين"، وعليه حين يتوقف فجأة، تحس الفتاة بالحزن، والنقص، كالمدمن تماما..وتعمل على تسول الاهتمام وكلام الحب بأي ثمن، وعليه تصبح أسيرة للتعلق.

وحين ترخص نفسها، وتكثر الاهتمام، يتركها الحبيب ويمضي..


أما الأمر الآخر الذي يستغرب، فهو تعلق الفتاة بمعذبها، علاقة سامة مؤذية، والفتاة رغم أنها ترى العذاب والدمار والإهمال والمشاكل في العلاقة، إلا انها لا تقدر على التفكير المنطقي..لا تستطيع منطقة الأشياء، ويختفي دور العقل تماما ويغيب التفكير العقلي..لا تستطيع أن تحكم على الشخص أنه مناسب أم لا...المهم عندها أنها تحبه، وأي حب هذا؟


الأمر الآخر الذي يستغرب أيضا، تعلق الفتاة بمن رفضها وفارقها لسبب أو لآخر..

نعم، قد تستغربون ذلك، لكن سيكولوجية الفتاة تتعلق بمن يرفضها، لأن غالب الفتيات يخفن من الرفض، أن لا يكن مرغوبات..

لذلك حين يتم رفض استمرار العلاقة من الطرف الآخر..تصدم الفتاة، وترفض تقبل الأمر، وتهيم بحبه وتتعلق به أكثر..

في مقابل أنها تزهد فيمن يحبها، ولا تراه من الأساس..


نستنتج هنا أن سبب تعلق الرجال قديما، هو تعرضهم للرفض من قبل الفتاة أو وليها..

وسبب تعلق النساء (بكثرة) في يومنا هذا هو تعرضهم للرفض من قبل الرجل..

(الله غالب نحبوا التجرجير)


......يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...