السبت، 9 أبريل 2022

الفرق بين التعلق والحب:

 الفرق بين التعلق والحب:


طبعا الحب العفيف والطاهر شيء نادر، ندرة المياه على كوكب المريخ، وغالب الحالات التي يعتقد أصحابها اليوم أنها علاقة حب، هي تعلق واعتياد فقط، وليست حبا..


ولأضرب لكم مثالا قصة حقيقية لفتاة بريئة طاهرة، صديقاتها كن ذوات علاقات مع الشباب، ماعدا تلك الفتاة التي رفضت الدخول في علاقات مع الشباب..رغم إلحاح صديقاتها، وتزيين الأمر لها..

وحدث أن وصلها طلب صداقة من فتاة فقبلته، تلك الصديقة الإلكترونية الجديدة عملت على توطيد علاقتها بالفتاة (بطلة قصتنا)، ويوما بعد يوم أصبحت صداقتهما متينة، ويتشاركن نفس الاهتمامات..

ثم وفي أحد الأيام صرحت لها الصديقة الالكترونية أنها رجل يتستر بحساب بنت لأنه علم من صديقاتها أنها لا تقبل إضافة الرجال..الفتاة تعرضت لصدمة كبيرة، وقامت بحظر هذا الشاب بعد أن أسمعته موشحا من السباب قالت فيه أنه ليس برجل، وأنه لا يشرفها الارتباط بمثله..

بعد يومين شعرت بغيابه، وحنت إليه، وندمت على الكلام الذي قالته بحقه، وعزمت على الاعتذار

وحين فكت الحظر، وجدت أن الحساب اختفى إلى الأبد..وهنا انتابتها نوبة من الحزن الشديد، ودخلت في دوامة تفكير حتى كادت تجن..وعليه قررت استنطاق صديقاتها عن اسم الشاب، فلم تعترف ولا واحدة منهن..

وبعد أسابيع من الاكتئاب قررت صديقاتها إطلاعها على الحقيقة المرة، حقيقة أن ذلك الحساب لا يعود لشاب، إنما كن يشتركن فيه جميعهن ويتناوبن على الحديث معها...وهنا كانت صدمة أخرى للفتاة.


وعليه يمكننا الآن أن نستنتج أن احدى طرق التلاعب بالفتاة هي تعويدها عليك، ومن ثم الاختفاء..

والاعتياد هنا يتسبب بالتعلق..فإذن هذا ليس حبا حقيقيا..بل مجرد تعلق بسبب الاعتياد.


وهاهنا بعض الأسباب كي تفرق بين الحب والتعلق:


يقول الناس غالبا وقعنا في الحب رغما عنا، ليس باختيارنا..ولكنهم يغفلون عن الأسباب التي توقعهم في ذلك..من انعدام لتقدير النفس، انعدام للثقة، الفراغ..

إذا أردت أن تعرف أنك تعيش حالة حب أو تعلق، فراقب نفسك، لا تراقب الطرف الآخر..

إذا شعرت بالألم في حال غياب الطرف فأنت لا تحب، أنت متعلق.

إذا كان هنالك تنازل من طرفك عن حقوقك واحتياجاتك، ورغباتك، بغية إرضاء الطرف الآخر فأنت لا تحب، أنت متعلق..لأن الحب شعور بالأمان..والحب لا يدعوك أبدا لتتنازل عن حقوقك.

إذا كنت لا ترى نفسك جميلا إلا إذا صرح لك الطرف الآخر ذلك، وفي حال لم يقل لك الطرف الآخر ذلك، أو توقف عن قوله فستشعر بالنقص، وتتدنى قيمتك في عين نفسك وتفقد الثقة بنفسك، فبالتأكيد أنت لا تحب، أنت متعلق..

هل هنالك أنانية شديدة ورغبة مفرطة أن تتملك من تحب؟ الحب لا يدعو لتقييد الحريات، هذا ليس حبا...هذا تعلق.

إذا كنت تخفي شخصيتك وتلقائيتك وعفويتك في وجود الطرف الآخر فقط لتفوز باعجابه بك، هذا ليس حبا، هذا تعلق.

هل تكون محترما إذا كان موجودا، فإذا غاب عنك تتغير تصرفاتك؟ أنت متعلق، لست محب.

وإذا افترقتما وانفصلتما لأي سبب، وارتبط الشخص المعني بآخر وكرهت ذلك، فأنت لا تحب لأن المحب يتمنى الخير للطرف الآخر.

والطامة الكبرى، إذا كنت تتألم من هذه العلاقة والطرف الآخر يهملك ويؤذيك، فأنت والله لا تحب، أنت متعلق فقط.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...