أعراس الجزائريين:
حل شهر الصيف وكما يقول المثل الشعبي"الصيف ضيف" ... لما فيه من راحة واستجمام من بعد كد وجد وتعب طوال أشهر السنة الأخرى..
فوائد الصيف متعددة ففيه يطول النهار, وتكثر فيه زيارة الأرحام, واغتنام الأوقات في تعلم شيء جديد ومفيد, وأخذ دورات في شتى المجالات والعلوم, وهو فصل تغتنم فيه الأوقات للطاعات وقيام الليل الذي يعوضه نوم قيلولة هنيئة, لايزعجك فيها أحد, وهو شهر الرياضة والرشاقة والفواكه المتنوعة والفيتامينات ...
لكن المأساة, إذا كنت تقضي صيفك في الجزائر, فلا نوم ولا راحة لا في الليل ولا في النهار,عادات جزائرية لاتراعي حق الجار ولا المريض, ولا الطالب المتمدرس، ولا الطفل الرضيع .
فشهر الصيف في الجزائر مرادف لكلمة عرس, حيث تقام الأعراس كلها وكأنها تتواطأ لتحرم عينيك لذة النوم أو الراحة ...
في الجزائر يُعدّ الناس لهذا "اليوم" أي يوم الزفاف لمدة سنة كاملة أو يزيد ويسمونها "ليلة العمر", حيث تصرف المبالغ الطائلة وتستنزف مداخيل ومدخرات كل أفراد العائلة لإنجاح هذا اليوم ...
في الجزائرصدق أو لا تصدق ...فأنت معزوم في كل الأعراس, وستحضرها رغما عنك, فأنت اذا لم تذهب إليها, تسافر هي إليك, في عقر دارك, فأصوات الموسيقى الصاخبة التي تصم الآذان, تتسلل من كل المنافذ في بيتك حتى لوكانت تلك المنافذ صغيرة بحجم منافذ دخول الهواء!!
بفضل تلك الأجهزة الضخمة الناقلة و المضخمة للصوت, والتي تنقل للجميع بدون استثناء ما يجري في تلك الأعراس من ضجيج وهرج ومرج و ألفاظ و أغاني أغلبها تحت خط الحياء…
وتعطي فكرة عن المستوى الفكري و الأخلاقي لأصحاب تلك الأعراس!!
ليس هذا فحسب , فقد انتشرت في الآونة الأخيرة, مايسمى بالمفرقعات والأبواق في حفلات الزفاف, فلو زرت الجزائر أول مرة, يخيل إليك أنك في سوريا أو فلسطين المحتلة, أوأي بلد أخرى تعاني ويلات الحروب, التي حفظ الله بلد الجزائر منها لكن الشعب الجاهل يريد تقاسم المأساة مع جيرانه المبتلين - "لا أقصد التقاسم الحقيقي الذي يظهر مدى تعاطف المسلم مع أخيه المسلم, بالطبع"- فقد أبى إلا أن يحضر مظاهر الحرب والقصف وصوت المدافع وقاذفات الصواريخ إلى بلاده تحت مسمى "موضة الزهو بالمفرقعات النارية" ذات القوة الانفجارية الضخمة و الكبيرة, حتى تحسبها قنابل لطائرات مقاتلة في مهمات قتالية أو تدريبية أخطأت أهدافها ...
أما عن السيارات ومواكب الأعراس فحدث ولاحرج حيث أصبحت الموضة تقتضي الرقص بالسيارات في عرض الطريق متسببين بحوادث وكوارث مرورية لايدرك حجمها إلا أولو الألباب, وقد تم التفنن والعبث كل مرة بمايزيد في حجم المآسي.... ففي كل مرة يتم تطوير هذه الأساليب العجيبة ، آخر تطور حصل في هذا الاتجاه ، استعمال منبهات شبيهة لسيارات الإسعاف ومركبات الحماية المدنية في مواكب الأعراس... فأي جهل قمئ هذا !!
شعب حماه الله من الفتن والحروب وصوت سيارات الإسعاف, تجده وكأنه يسارع بجلب الفناء !!
تحدثني جارتي أنه كان لها في بيتها حمامات ترعاها, وفي أحد تلك الايام المشؤومة,التي كان بها أحد الأعراس الصاخبة, استيقظت صباحا لتجد كل الحمامات ميتة, بفعل صوت يكاد يثقب غشاء الطبلة, كان تأثيره واضحا على تلك الحمامات المسكينة, فهل وعينا مخاطر الموسيقى الصاخبة والتلوث السمعي بحق أطفالنا الصغار الرّضع ومستقبل صحتهم الجسدية والنفسية جرّاء هذا السوك المشين؟؟؟
ثم نتسائل فيما بعد لماذا تأتينا الأمراض ومن أين ؟
1- فقدان السمع.
2- التوتر العصبي.
3- الشعور بالضيق.
4- الإصابة بالصداع وآلام الرأس.
5- فقدان الشهية.
6- فقد التركيز وخاصة في الأعمال الذهنية.
7-الأمراض النفسية والعصبية
هي كلها نتائج حتمية لسلوكاتنا الهدامة وأعراسنا الصاخبة والمؤذية والمهلكة بالصحة الجسدية والنفسية والمستنزفة للمال, المتسببة بمزيد من الفقر والجوع...
الجزائر في رأس قائمة المصابين بالأمراض العقلية وعلى رأسها مرض الفصام الذي يكون منشأه الخوف والقلق, ويظهره إلى العلن الضغوط الاجتماعية والمادية ....فمن أين نشأ هذا كله؟
- طبعا الإجابة واضحة ....
وهنالك خطر آخر هو خطر التلوث السمعي الذي ينتج عنه المزيد من صمم الأطفال...فهل نعي خطورة هذا الأمر...؟؟
بالإضافة الى الإضطرابات النفسية والسلوكية الأخرى الناجمة عن هكذا سلوكات...
وفي المقابل هاته السلوكات مخالفة للعرف القانوني والإنساني والشرعي, ولكنك حين تقدم شكوى لاتجد ردعا أو نهيا أو تغريما للظالم, اشتكى والدي مرة هذا الإزعاج فأجابه ضابط الشرطة: "إنها ليلة في العمر"لوكنت مكانه لتصرفت نفس التصرف", يجب أن تصبر!!!
سبحان الله, أي ليلة في العمرهذه؟ هي* لياااااال* فكل شخص يقول أنها ليلة وليلة تلو ليلة، يذهب عمرك حسرات على صبرك عليهم!!!
الليلة الواحدة هذه صدقوني لن يذكرها أحد, ولاحتى أنت, ولن يبقى منها إلا ذكرى سداد الديون التي تراكمت عليك جراء ذلك، ولعنة المتضررين التي لن تبارحك, وغضب الله عليك وعلى زوجك, وعدة أمراض نتاج التعب والسهر والأصوات المزعجة....
المفرقعات النارية شيء جميل، لكن الدول المتقدمة تضع لها يوما بالسنة لتحتفل بها- ليس مثل مايحدث معنا كل يوم تسمعها عنوة- ويكون الإحتفال في مكان عام، بعيدا عن المناطق السكنية، لتفادي الإزعاج, والتسبب بزرع الخوف والرعب في النفوس الآمنة الوادعة للأطفال والمرضى والمسنين....
"لا أحد يمنعك من الفرح فهذا حقك, ولكن لتعلم أن أصوات المفرقعات والبارود وأبواق السيارات في ساعات متأخرة من الليل تؤذي المريض والشيخ والعجوز والحامل والنفساء وحتى من هو في سكرات الموت فاحذر دعوة منهم قد تذهب بركة زواجك.."
#من الأرشيف
#بقلمي شمس الهمة
حل شهر الصيف وكما يقول المثل الشعبي"الصيف ضيف" ... لما فيه من راحة واستجمام من بعد كد وجد وتعب طوال أشهر السنة الأخرى..
فوائد الصيف متعددة ففيه يطول النهار, وتكثر فيه زيارة الأرحام, واغتنام الأوقات في تعلم شيء جديد ومفيد, وأخذ دورات في شتى المجالات والعلوم, وهو فصل تغتنم فيه الأوقات للطاعات وقيام الليل الذي يعوضه نوم قيلولة هنيئة, لايزعجك فيها أحد, وهو شهر الرياضة والرشاقة والفواكه المتنوعة والفيتامينات ...
لكن المأساة, إذا كنت تقضي صيفك في الجزائر, فلا نوم ولا راحة لا في الليل ولا في النهار,عادات جزائرية لاتراعي حق الجار ولا المريض, ولا الطالب المتمدرس، ولا الطفل الرضيع .
فشهر الصيف في الجزائر مرادف لكلمة عرس, حيث تقام الأعراس كلها وكأنها تتواطأ لتحرم عينيك لذة النوم أو الراحة ...
في الجزائر يُعدّ الناس لهذا "اليوم" أي يوم الزفاف لمدة سنة كاملة أو يزيد ويسمونها "ليلة العمر", حيث تصرف المبالغ الطائلة وتستنزف مداخيل ومدخرات كل أفراد العائلة لإنجاح هذا اليوم ...
في الجزائرصدق أو لا تصدق ...فأنت معزوم في كل الأعراس, وستحضرها رغما عنك, فأنت اذا لم تذهب إليها, تسافر هي إليك, في عقر دارك, فأصوات الموسيقى الصاخبة التي تصم الآذان, تتسلل من كل المنافذ في بيتك حتى لوكانت تلك المنافذ صغيرة بحجم منافذ دخول الهواء!!
بفضل تلك الأجهزة الضخمة الناقلة و المضخمة للصوت, والتي تنقل للجميع بدون استثناء ما يجري في تلك الأعراس من ضجيج وهرج ومرج و ألفاظ و أغاني أغلبها تحت خط الحياء…
وتعطي فكرة عن المستوى الفكري و الأخلاقي لأصحاب تلك الأعراس!!
ليس هذا فحسب , فقد انتشرت في الآونة الأخيرة, مايسمى بالمفرقعات والأبواق في حفلات الزفاف, فلو زرت الجزائر أول مرة, يخيل إليك أنك في سوريا أو فلسطين المحتلة, أوأي بلد أخرى تعاني ويلات الحروب, التي حفظ الله بلد الجزائر منها لكن الشعب الجاهل يريد تقاسم المأساة مع جيرانه المبتلين - "لا أقصد التقاسم الحقيقي الذي يظهر مدى تعاطف المسلم مع أخيه المسلم, بالطبع"- فقد أبى إلا أن يحضر مظاهر الحرب والقصف وصوت المدافع وقاذفات الصواريخ إلى بلاده تحت مسمى "موضة الزهو بالمفرقعات النارية" ذات القوة الانفجارية الضخمة و الكبيرة, حتى تحسبها قنابل لطائرات مقاتلة في مهمات قتالية أو تدريبية أخطأت أهدافها ...
أما عن السيارات ومواكب الأعراس فحدث ولاحرج حيث أصبحت الموضة تقتضي الرقص بالسيارات في عرض الطريق متسببين بحوادث وكوارث مرورية لايدرك حجمها إلا أولو الألباب, وقد تم التفنن والعبث كل مرة بمايزيد في حجم المآسي.... ففي كل مرة يتم تطوير هذه الأساليب العجيبة ، آخر تطور حصل في هذا الاتجاه ، استعمال منبهات شبيهة لسيارات الإسعاف ومركبات الحماية المدنية في مواكب الأعراس... فأي جهل قمئ هذا !!
شعب حماه الله من الفتن والحروب وصوت سيارات الإسعاف, تجده وكأنه يسارع بجلب الفناء !!
تحدثني جارتي أنه كان لها في بيتها حمامات ترعاها, وفي أحد تلك الايام المشؤومة,التي كان بها أحد الأعراس الصاخبة, استيقظت صباحا لتجد كل الحمامات ميتة, بفعل صوت يكاد يثقب غشاء الطبلة, كان تأثيره واضحا على تلك الحمامات المسكينة, فهل وعينا مخاطر الموسيقى الصاخبة والتلوث السمعي بحق أطفالنا الصغار الرّضع ومستقبل صحتهم الجسدية والنفسية جرّاء هذا السوك المشين؟؟؟
ثم نتسائل فيما بعد لماذا تأتينا الأمراض ومن أين ؟
1- فقدان السمع.
2- التوتر العصبي.
3- الشعور بالضيق.
4- الإصابة بالصداع وآلام الرأس.
5- فقدان الشهية.
6- فقد التركيز وخاصة في الأعمال الذهنية.
7-الأمراض النفسية والعصبية
هي كلها نتائج حتمية لسلوكاتنا الهدامة وأعراسنا الصاخبة والمؤذية والمهلكة بالصحة الجسدية والنفسية والمستنزفة للمال, المتسببة بمزيد من الفقر والجوع...
الجزائر في رأس قائمة المصابين بالأمراض العقلية وعلى رأسها مرض الفصام الذي يكون منشأه الخوف والقلق, ويظهره إلى العلن الضغوط الاجتماعية والمادية ....فمن أين نشأ هذا كله؟
- طبعا الإجابة واضحة ....
وهنالك خطر آخر هو خطر التلوث السمعي الذي ينتج عنه المزيد من صمم الأطفال...فهل نعي خطورة هذا الأمر...؟؟
بالإضافة الى الإضطرابات النفسية والسلوكية الأخرى الناجمة عن هكذا سلوكات...
وفي المقابل هاته السلوكات مخالفة للعرف القانوني والإنساني والشرعي, ولكنك حين تقدم شكوى لاتجد ردعا أو نهيا أو تغريما للظالم, اشتكى والدي مرة هذا الإزعاج فأجابه ضابط الشرطة: "إنها ليلة في العمر"لوكنت مكانه لتصرفت نفس التصرف", يجب أن تصبر!!!
سبحان الله, أي ليلة في العمرهذه؟ هي* لياااااال* فكل شخص يقول أنها ليلة وليلة تلو ليلة، يذهب عمرك حسرات على صبرك عليهم!!!
الليلة الواحدة هذه صدقوني لن يذكرها أحد, ولاحتى أنت, ولن يبقى منها إلا ذكرى سداد الديون التي تراكمت عليك جراء ذلك، ولعنة المتضررين التي لن تبارحك, وغضب الله عليك وعلى زوجك, وعدة أمراض نتاج التعب والسهر والأصوات المزعجة....
المفرقعات النارية شيء جميل، لكن الدول المتقدمة تضع لها يوما بالسنة لتحتفل بها- ليس مثل مايحدث معنا كل يوم تسمعها عنوة- ويكون الإحتفال في مكان عام، بعيدا عن المناطق السكنية، لتفادي الإزعاج, والتسبب بزرع الخوف والرعب في النفوس الآمنة الوادعة للأطفال والمرضى والمسنين....
"لا أحد يمنعك من الفرح فهذا حقك, ولكن لتعلم أن أصوات المفرقعات والبارود وأبواق السيارات في ساعات متأخرة من الليل تؤذي المريض والشيخ والعجوز والحامل والنفساء وحتى من هو في سكرات الموت فاحذر دعوة منهم قد تذهب بركة زواجك.."
#من الأرشيف
#بقلمي شمس الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق