من الذاكرة:
في فترة التسعينات كان والدي شابا متحمسا، يفيض وجدانه عاطفة لهذا الدين.
كان اخوانيا، انضم لحزب الفيس، ليس رغبة في منصب أو تعصبا لحزب، انما كان حبا للدين، فقد كانوا الممثلين الوحيدين عنه في تلك الفترة.
فاز الفيس في أول وآخر انتخابات نزيهة بالجزائر.
فرح والدي مثل أقرانه كثيرا، وذات يوم وبينما هو يحمل الزرابي من البيت للتحضير لإحدى التجمعات، أوقفته والدتي خوفا عليه، وروت له رؤيا كانت حتى ذلك الوقت من الصباح تكتمها عنه.
والدي لم يستمع لها يومها، كان مأخوذا ومنتشيا وتملأه الحماسة والعواطف، قال لها:
- مابالك يا امرأة؟! هذا حزب قانوني، والدولة سمحت بذلك، ولقد فزنا في الدور الأول
إنها لحظات تاريخية، عليك أن تفرحي وتزغردي، نحن نعيش لحظة التغيير الحقيقية، وستكون الجزائر بخير، فالغد كله لنا.
رأت والدتي فيما يراه النائم، امرأة تتوعد جارنا أبا صهيب(وقد كان رئيس حزب الفيس بتلك المدينة يومها)
ورأت جنازة مسجاة، يصلى عليها، فسألت أحدهم :
لمن التابوت؟!
فأجابها:
-الشعب الحر قتلوه.
والدتي كانت ترى الرؤى، فتأتي مثل فلق الصبح، وكانت تجيد تأويلها أيضا.
والدتي أولت رؤيا المرأة التي تتوعد جارنا بأنها الفتنة(فالمرأة فتنة بالمنام)
أما الشخص الذي كان بالتابوت فقد كان صيديليا مشهورا بمدينتنا، وقد حمل الحلم اسمه فقط، فقد ثبت فيما بعد أن كل من قتلوا كانو من الشعب، وجل المناطق التي فاز بها الفيس المحل، تعرضت لمجازر تشبه حملات الإبادة المتعمدة.
فكيف يخيل لنا اليوم إسقاط أشخاص لم ننتخبهم في الأصل؟!
وكيف نتوقع من نظام قضى على الشرعية، وخيار الشعب آنذاك، أن يقبل بخيار الشعب اليوم؟!
فقط أتسائل:لماذا لا نتعلم الدروس؟!
#شموسة
*********
الصورة المرفقة لوالد الشخص المذكور بالمنشور، ولفظ (الشعب الحر) كان يطلق على جميع أفراد العائلة، رغم أنه لم يكن اللقب الخاص بهم، ولعل لتلك التسمية قصة أجهلها.
في فترة التسعينات كان والدي شابا متحمسا، يفيض وجدانه عاطفة لهذا الدين.
كان اخوانيا، انضم لحزب الفيس، ليس رغبة في منصب أو تعصبا لحزب، انما كان حبا للدين، فقد كانوا الممثلين الوحيدين عنه في تلك الفترة.
فاز الفيس في أول وآخر انتخابات نزيهة بالجزائر.
فرح والدي مثل أقرانه كثيرا، وذات يوم وبينما هو يحمل الزرابي من البيت للتحضير لإحدى التجمعات، أوقفته والدتي خوفا عليه، وروت له رؤيا كانت حتى ذلك الوقت من الصباح تكتمها عنه.
والدي لم يستمع لها يومها، كان مأخوذا ومنتشيا وتملأه الحماسة والعواطف، قال لها:
- مابالك يا امرأة؟! هذا حزب قانوني، والدولة سمحت بذلك، ولقد فزنا في الدور الأول
إنها لحظات تاريخية، عليك أن تفرحي وتزغردي، نحن نعيش لحظة التغيير الحقيقية، وستكون الجزائر بخير، فالغد كله لنا.
رأت والدتي فيما يراه النائم، امرأة تتوعد جارنا أبا صهيب(وقد كان رئيس حزب الفيس بتلك المدينة يومها)
ورأت جنازة مسجاة، يصلى عليها، فسألت أحدهم :
لمن التابوت؟!
فأجابها:
-الشعب الحر قتلوه.
والدتي كانت ترى الرؤى، فتأتي مثل فلق الصبح، وكانت تجيد تأويلها أيضا.
والدتي أولت رؤيا المرأة التي تتوعد جارنا بأنها الفتنة(فالمرأة فتنة بالمنام)
أما الشخص الذي كان بالتابوت فقد كان صيديليا مشهورا بمدينتنا، وقد حمل الحلم اسمه فقط، فقد ثبت فيما بعد أن كل من قتلوا كانو من الشعب، وجل المناطق التي فاز بها الفيس المحل، تعرضت لمجازر تشبه حملات الإبادة المتعمدة.
فكيف يخيل لنا اليوم إسقاط أشخاص لم ننتخبهم في الأصل؟!
وكيف نتوقع من نظام قضى على الشرعية، وخيار الشعب آنذاك، أن يقبل بخيار الشعب اليوم؟!
فقط أتسائل:لماذا لا نتعلم الدروس؟!
#شموسة
*********
الصورة المرفقة لوالد الشخص المذكور بالمنشور، ولفظ (الشعب الحر) كان يطلق على جميع أفراد العائلة، رغم أنه لم يكن اللقب الخاص بهم، ولعل لتلك التسمية قصة أجهلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق