الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

همسة وعي:

 همسة وعي:



البارحة نشر الأستاذ والكاتب المبدع (ك.ش)، مشكلة شخصية تؤرقه، مفادها أن امرأة من الأردن بعثت له برسالة تطلب فيها أن يتزوجها، فردها بأدب وأوضح لها أنه متزوج وله أطفال، فألحت أكثر، فقام بحظرها.

مرت الأيام وفي اعتقاده أنها مراهقة تظن به الكمال، فلكل شخصية مشهورة معجبون.

لكنها لم تتوقف عند هذا الحد، بل قامت بملاحقته، ومطاردته طيلة ثلاث سنوات عن طريق رسائل لأصدقائه، وقرابته، تقوم فيها بتهديده إن لم يتزوج بها.

ووصل الأمر بها أنها استطاعت الوصول إلى مقر سكناه أين يقيم بمصر.

وحين تواصل مع أبيها وأخيها عرف أنها فتاة منتقبة، وقالوا هي مريضة نفسيا، وعجزنا معه، والأمر لك.

غير أنهم رجوه أن لا يبلغ عنها.

ذلك أنهم بالأردن مجتمع ذكوري، يخافون الناس والمجتمع والفضيحة أكثر من خوفهم من الله.


وأنا أقرأ المنشور والتعليقات وردود الأستاذ عليها، أيقنت كم أن الإنسان ضعيف من دون عون الله.

ذلك الأستاذ القدير والكاتب المبدع، والمستشار النفسي والملهم الروحي لكثير من الشباب، يتوسل اليوم نصيحة من متابعين كان هو لا يتوانى عن تقديم النصح لهم وتوجيههم.

ذلك الكاتب الذي قرأت جل كتبه، وكان له فضل علي كبير بعد الله، فهو معلمي وملهمي، وكنت لا أراه إلا قامة تتسامق نحو السماء بما من الله عليه من الثقافة والعلم والفهم، أراه اليوم كسيرا، ضائعا، يكبله العجز والخوف على أسرته وأطفاله.

فتراه بسذاجة طفل صغير يرد على تعليقات الأخصائيين( طب أشتكي في مصر ولا الأردن؟)، ( طب لو بلغت عنها حكون خالفت وصية والدها!) ،( طب هل سترتدع لو تم الحجر عليها، وما الذي يضمن؟) 


وأمام هذا كله أقرأ التعليقات، فأجد ما يندى له الجبين، والمشكلة أن تعليقات من أتابعهم ممن يحسبون على النخب تشكك بالقصة، وتلوم الأستاذ الضحية، وبعضهم يتذاكى فيرسل تعليقات توحي بأنها لعبة حاكها الأستاذ لمزيد من الشهرة، فربما تباع كتبه بعد القصة المفبركة ووو.

 مما يثبت جهلهم المكعب، وهوسهم بنظرية المؤامرة، والرغبة في التحليل وإبراز الذكاء.

وفرضا كان هذا صحيحا، ماذا استفدت أيها الفهامة من سوء ظنك في هاته الحالة؟ والتي لن تضرك ولن تضر المسلمين، بل أول ما تضر تضر صاحبها؟

ولماذا نستعمل حسن الظن في أمور تتطلب النباهة والحيطة، ونستخدم سوء الظن مع اخواننا المسلمين؟


والبعض الآخر ممن استفادوا من كتب الأستاذ راحوا يشمتون ويضحكون، حتى أن فتاة علقت التالي( يعني انت الأستاذ اللي عمال تنصح الناس، تطلب النصح اليوم!!) 


كل هذا في كفة والتعليقات التي طلبت منه الزواج منها، والطبطبة على مشاعرها في كفة أخرى.

وهو دليل على جهل الناس بالأمراض والاضطرابات النفسية على اختلافها، كما يدل على أننا أمة العاطفة بامتياز.


أما عن هذا المرض فتقول أختي نقلا عن الدكتور أوكالي رحمه الله( فيسمى بالاريتومانيا، وهو عشق الشخصيات المشهورة، أو تلك التي تحظى بتقدير في المجتمع، وتمر الحالة بثلاث مراحل:


المرحلة الأولى هي مرحلة ((الأمل)): تعيش فيه الشخصية عالما من الأوهام والأحلام، فتعتقد أن تلك الشخصية المشهورة ستعجب بها، ويتفاقم الأمر إذا قامت تلك الشخصية المشهورة بالثناء على الشخصية المريضة، أو النظر اليها، أو اهداءها شيئا، أو شكرها على معروف، لتوقن الشخصية المريضة وتتأكد أن ذلك المشهور معجب بها، وأحيانا لا يتم كل هذا ومع ذلك تتوهم المريضة).


المرحلة الثانية هي مرحلة(( الخيبة)):

لا تكتفي الشخصية المريضة بتلك الأوهام والأحلام، بل تلجأ لإثباتها، وهنا تخطو خطوة جريئة وتقوم بالوصول للشخصية المشهورة، والاعتراف لها، فتقابل بالرفض طبعا، فتتعرض لصدمة وخيبة، وتتعذب بسبب هذا الأمر وتعاني الكثير.


المرحلة الثالثة مرحلة ((الانتقام)):

لا ترضى الشخصية المريضة بالرفض، ولا تتقبله، لذا تلجأ للانتقام عبر ارتكاب جريمة، أو فعل مخل بالحياء.

وغالبا يقومون بالقتل، الحرق سواء منازل الضحايا أو الأشخاص، أو أعمال أخرى أخطر..


والدواء لهكذا مرض لا يوجد لحد الساعة، فالمريض يمنح مهدئات، وتعمل له جلسات لتغيير تلك الأفكار عبر الحوار وتبادل الحديث لا غير.


عادة هكذا مرضى لا يمكن اكتشافهم، فيظهرون كما الأسوياء، لأنهم في الواقع أشخاص ناجحون، منجزون، يصلون، ويصومون، ويحفظون القرآن، ويعملون ووو.

لكن بعد اكتشاف الناس لحقيقتهم، تبدأ أعراض أخرى بالظهور كالغضب والهياج وغيرها لأنهم كانوا ولا يزالون يعتقدون أنهم على حق، وأنهم يستحقون ما يريدون، وأنهم أسوياء وليسوا مرضى.


فالله الله في الناس..

الله الله في المبتلين..

فلتقل خيرا أو لتصمت..

واسألوا الله العافية...

واسألوا الله أن يرفع عن أستاذنا وأهله هذا البلاء

وأن يشفي الفتاة ويعافيها.


#شمس_الهمة

من مظاهر تخلف دول العالم الثالث، أنها تبني كيانها على رجل واحد،

 من مظاهر تخلف دول العالم الثالث، أنها تبني كيانها على رجل واحد، يظهر كبطل صاعد ومنقذ.

مسلح بشعارات مستهلكة ومستوردة من مدينة أفلاطون المثالية.

البطل المزعوم لا يظهر إلا في أرذل عمره، وما إن تصعد روحه إلى السماء تتبخر معه أحلامنا نحن البؤساء، ويعود المسلسل إلى حلقاته الأولى.

بينما الأبطال الحقيقيون خلف الكواليس يتقاسمون ثرواتنا نحن النائمون الحالمون أمام الشاشات...ومازالت المشاهد نفسها تتكرر، ومازلنا نحن نكرر نفس المشاهدة، بنفس الحماس، ونفس التصديق، ونفس التصفيق.


وهو ظاهرة تاريخية نعاني منها في العصور المتأخرة، ساهم فيها النخب بشكل كبير من خلال كتبهم ومؤلفاتهم.


ذكر أحد المفكرين أن المؤلفين لطالموا اعتمدوا على تناول سيرة بطل تاريخي ك "أيقونة" وهذا يأخذنا إلى اشكالية كبيرة، فهذا الفهم يوجه نحو العمل الفردي، ويحول دون العمل الجماعي ، ويطمس في العقول مفهوم المسؤولية الجماعية لأفراد الأمة. فتظل الأمة متثاقلة إلى الأرض وعاجزة ، تنتظر المعجزة وظهور القائد المخلص، وترسم له صورة غيبية أسطورية وتتناقش حول ماهيته وهويته، فتارة يقولون المهدي المنتظر وتارة يقولون بفاتح جديد.

بينما في حقيقة الأمر لن ينقذ أمتنا هئا ولا ذاك، انما هي الجهود المشتركة والوعي الجمعي الذي يؤدي للاصلاح في شتى الميادين.


تلك الكتب والمؤلفات أهملت دور النساء -على سبيل المثال- فقد جرت عادة المؤلفين على تجزئة الظواهر التاريخية، والموضوعات العلمية، فتتناول تلك الكتب تلك الشخصيات مقتصرة تخصصها ومكانتها العلمية فقط بدون تناول الجوانب الحياتية الأخرى والمحيطة بهذه الشخصية أو تلك.

ولهذا كان واجبا على الباحث مسؤولية كبيرة في ترميم الظاهرة التاريخية التي توضح دور تلكم الشخصيات في قالب مزيج من الأحداث والوقائع لتبيان دورها الفعال وما ترتب على هذا الدور من اسهامات في اخراج ذلك الجيل المتميز.


والمصادر الاسلامية التي أرخت للأحداث لا تورد تفاصيل كثيرة، ذلك أن منهج المؤرخين الاسلاميين القدامى ينسب الأحداث للأشخاص الذين يتصدرون القيادات السياسية والعسكرية، ويعالج الأحداث باعتبارها منجزات فردية لا أثر للعمل الجماعي فيها، ولا ترابط بين مسلسل الوقائع، غير أن المطلع والمتأمل يدرك جيدا سير الأحداث وجهود المصلحين ودورهم قبلها.

فلقد ترتب على تلك الجهود التربوية والتعليمية لتغيير ما بأنفس القوم من أفكار وتصورات وقيم واتجاهات أن برز جيل مسلم يختلف عن الأجيال السابقة.


كتاب عظماء بلا مدارس:

 كتاب عظماء بلا مدارس:

سألتني صديقة جديدة بقائمتي بالأمس إن كنت أستاذة، فأجبتها أني دون ذلك بكثيير، وأني لم أكمل تعليمي.

فسألت سؤالا آخر(هل تؤلمك رؤية الفتيات ممن أكملن تعليمهن، في هذا الفضاء وهن يتمتعن بعديد المعارف، وتحصلن على الشهادات، بينما أنت لاشيء أمامهن).

ماهو شعورك، اصدقيني القول؟

فكانت إجابتي لها ولنفسي ولكل شخص لم يكمل تعليمه:

(عدم اتمامي التعليم، انعدام الثقة بالنفس، الغباء وبطء الفهم)، كلها أمور كنت أتألم كثيرا لأنها تلازمني، وهي من أخص صفاتي، وهي تشعرني بغصة وألم كبيرين.

تلك الغصة وذلك الاحساس بالنقص سيلازمني طيلة حياتي، وهو الذي يدفعني للمزيد من التعلم، وعدم الرغبة في التوقف، أو الاحساس بالامتلاء، أشعر دوما أنني بحاجة للقراءة أكثر، والبحث أكثر، وكلما ازددت قراءة ازددت ظمأ.

حكمة الله قضت بأن ذلك الألم كان ولا يزال وقودي للرغبة في التعلم المستمر، ولولاه لما كانت لدي تلك الرغبة .

فائدة أخرى لإحساسي الدائم بالنقص والغباء، تجعلني لا أصدق الثناء، شيء ما في داخلي يرفض الأمر، ويجعلني لا أؤمن بكلمات الثناء تلك، فهي لا تؤثر بي، إحساس بداخلي يشعرني دوما أني لاشيء، وسأبقى لاشيء، مهما قالوا في من كلمات.

الخوف الدائم هو مكسب آخر، ستستخير الله حين تود نشر موضوع، وتضع موضوعك في مجموعات شتى لتلقي ردود الأفعال ومن ثم التعديل والتصحيح إن تطلب الأمر، لا تثق في مقالاتك، وتخاف من نفسك ومن كتاباتك، ولا تقدس آرائك، وتخشى دوما الاستبداد بالرأي، والتعصب، والثقة المفرطة.

في السابق كنت أبكي كثيرا إحساسي بالنقص...والآن فهمت الحكمة...ورضيت بالأمر.

"ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء.”-أحمد بن عطاء الله السكندري.

أكثر كتاب غير حياتي جذريا هو كتاب " عظماء بلا مدارس" لصاحبه عبد الله جمعة، كتبه وهو في الثامنة عشر من عمره.

الكتاب مناسب لأمثالي ممن لم يكملو تعليمهم، لذلك الفرصة أمامك لتغيير نفسك، القراءة هي الحل.

لكنه قد يفهم بالمعكوس لمن يدرس ويود التوقف عن الدراسة. لذلك الكتاب ليس موجها لهم.


#شمس_الهمة


زواج ابنة المدينة في الريف:


زواج ابنة المدينة في الريف:


قالت لي: أتعرفين... أكثر ما أخافه رجل تقليدي، أو بيئة تقليدية كالقرى أو المدن الصغيرة.

أحس أن اختيار أب لأطفالك مسؤولية، وتلك البيئات المنغلقة لا تساعد المرء.


تخيلي أن أختي خطبها فارس أحلامها، وكل ما تمنته رزقها الله اياه.(زوج ملتح، خلوق وأمواله كثيرة) يعيش بمدينة برتبة دائرة، لكنها جد متخلفة...تخيلي أنه لا يأخذ معه ابنه إلى المسجد مخافة العين، لأن ساكني تلك المدينة متفرغون لمراقبة بعضهم...

وتخيلي أن تلك المدينة لا يوجد بها مصلى للنساء ولا مدرسة قرآنية لا للأطفال ولا للنساء ولا للرجال.

وأختي لا تخرج إلى أي مكان...يأكلون ويشربون وينامون...

حتى صار وزنها ثلاثة أضعاف...

وحين رجته أن ينتقل إلى مدينة أخرى، رفض قائلا(ماذا ستقول عني والدتي واخواني وقبيلتي؟)

لا أستطيع مفارقة أهلي...

هل هذه هي الحياة التي أمر الله بها؟

هل هذا هو الزواج؟


وقالت أخرى:

صديقتي سلفية كانت تحلم بأخ سلفي ملتح، بقميص ومقصر، لم تتمنى ولم تشترط شيئا إذا وفقها الله لزوج من هذا النوع، صديقتي تلك ابنة مدينة وهران، فتاة عرفت نمط الحياة في المدينة منذ نعومة أظفارها، تخرج للصلاة في المسجد، والمدرسة القرآنية، إذا أحست بالملل تخرج لتتمشى رفقة صديقاتها بالحديقة، أو تتعب أقدامها في ماراتون التنقل من مركز تجاري لآخر.

ثم تزوجت...رزقها الله بزوج سلفي وسيم بلحية وقميص كما تمنت...

يوم زفافها كان ماطرا، جاءت السيارات من ولاية قريبة لتخطف العروس من أهلها ومدينتها، وحين وصلت السيارات إلى القرية التي يقطن بها العريس، تفاجأ أهل العروس بانعدام طريق معبدة، واضطرت السيارات للتوقف في مكان بعيد، وتم جلب حصان لنقل العروس، وشاحنة من نوع (تراكتور) لنقل مرافقاتها.

وحين وصل الجميع إلى المنزل، وجدوا كل شيء إلا مسمى منزل، سمه آثارا رومانية، أو فينيقية، أو بقايا بيوت متهدمة من زمن المستعمر...

فالجدران أحجار متراكبة فوق بعضها، والبلاط غير موجود وبدله اسمنت مسلح، لا رخام، ولا جدران مدهونة، لا توجد تدفئة، والحمام غير مجهز بالوسائل الضرورية.

هذا هو قصرك عزيزتي!!

صرخت الأم من هول الصدمة!!

(لماذا دفعت بابنتي لهذا المكان؟)، والحقيقة أنها لم تدفعها، ولكن الفتاة اندفعت بعاطفة جياشة وانساقت وراء الفارس والأمير.

......بعد ثلاثة أشهر

أدركت الفتاة أنها سيقت إلى المنفى، وأن نمط الحياة التي كانت تعيشها بات من الماضي، فلا مساجد، ولا مدارس قرآنية، ولا صديقات، ولا حدائق...

 الفتاة لم تتمكن من التأقلم، زارت طبيب أعصاب، وهي الآن تتناول المهدئات...


وقالت أخرى:

نعيش بالمدينة، لكن بعقلية تقليدية عتيقة، فزوجي يحبسني ويحبس أطفاله، ولا يرغب أن يدفع بأبنائي للمراكز الثقافية أو الرياضية، وذلك كله لأن زوجي ابن بادية لم يتخل عن أخلاق البداوة.


في حين تعيش الفتيات من حولنا بالطول والعرض، من رحلات وأسفار، ومتع...

ويكتشفن العالم والناس، والحياة...وينشأ أطفالهن في جو بهيج يعج بالحركة والحياة والاستكشاف...

يقبع الملتزمون والمحافظون في أماكنهم، اعتقادا أن هذا من الدين والبر...

والأدهى اعتقادهم بأن مجرد اختيارهم للزوجة الصالحة، سينشئ أطفالا صالحين، متفوقين، أقوياء..

والنتيجة أطفال خجولين، هزيلي الثقافة والعلم، لم ينجحوا ولم يسعدوا دينا ولا دنيا...

نحن ننادي بالإصلاح و نفسد أهم حلقة فيه " المرأة".

الماء الراكد فاسد، عكس الماء الجاري..

والمسلم رجلا كان أو امرأة ، لا يعيش على الهامش بمعزل عن العالم...إنما يؤثر ويتأثر ويتفاعل...

وبالتلاقي يتجدد الايمان، وتتبادل المنافع، وينتشر التنافس على الخيرات، ويعم الصلاح بدل الفساد.


كيف للمرأة أن تربي جيلا وهي حبيسة المنزل لا تعلم شيئا عن معارك الحياة...

كيف تربي جيلا قويا وهي لا تعرف كيف هي أحوال الدنيا وتقلباتها...

الوظيفة أو الدراسة وغيرها من أي دور تأخذه المرأة خارج بيتها، بات ضرورة في زمن أصبح فيه لزاما أن ننهض بأمتنا، وحتى نفعل ذلك يجب أن نفعل دور المرأة في المجتمع..


“حفظتني أمي القرآن وأنا ابن عشر سنين وكانت توقظني  قبل صلاة الفجر وتُحمي لي ماء الوضوء في ليالي بغداد الباردة، وتُلبسني ملابسي، ثم تتخمر وتتغطى بحجابها، وتذهب معي إلى المسجد؛ لبعد بيتنا عن المسجد  ولظلمة الطريق”.

هكذا يتحدث الإمام أحمد بن حنبل عن أمه التي غرست فيه غراس الإيمان منذ الصغر ليصبح فيما بعد إمامًا لأهل السنة والجماعة.


أتسائل في زمن الجاهلية المعاصر هذا، هل كان سيسمح للأرملة الصغيرة(18سنة)، أن تخرج لصلاة الفجر مع وليدها، كما فعلت والدة الإمام أحمد، لا ، طبعا، بل كانت لتسجن بداعي الغيرة والرجولة وكلام الناس؟


- ⁩ من وصية مالك للشافعي:

(لا تسكن الريف فيذهب علمك ، من أراد العلا هجر القرى ، فإن الحسد في الأرياف ميراث).


- سئل الشيخ ناصر الألباني رحمه الله(هل للحضري أن يستوطن البادية؟) فقال:


أنا أقول لا يجوز أن تخرج من الحضر إلى البداوة هذا ممكن جديد بالنسبة لبعض الناس، لا يجوز أن تخرج من الحضر إلى البدو

،، لم؟.

لأنه الحضارة فيها علم فيها ثقافة فيها مساجد فيها مدارس فيها فيها إلخ ..أما البداوة ما فيها غير كما يقول بعض البدو ما فيها إلا التشول إلا الصحراء إلا البادية ثم قال عليه الصلاة والسلام : من بدا جفا


والكثير من الشباب الجزائري اليوم، يعتبر المرأة التي تشترط السكنى بالمدينة، "متطلبة" ، ولا تنطبق عليها صفات الزوجة الصالحة.


وفي هذا يقول شريعتي أن الفقر، ونمط العيش السهل المريح الخالي من التحديات والتعقيد، في أحايين كثيرة خيار وليس قدرا محتوما: 


الزهد نوع من الاستحمار، لأنه يأمر الانسان ان يترك حقوقه الاجتماعية ،وحاجاته الطبيعية جانبا، ويقطع حبل الامل منها جميعا ، ويبقي الانسان مرتبطا بحاجات بسيطة جدا ، لا تتجاوز حاجات الحيوان.


خاتمة:

الكلام أعلاه، ليس للتعميم، وليس لحث الناس على ترك قراهم ومدنهم الصغيرة، أو أمهاتهم وعائلاتهم حين يكونون في أمس الحاجة لهم، والزحف نحو المدن، ولا يخص أولئك الذين لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فالمال والسيارة، والظروف المختلفة لها قوانينها الخاصة.

إنما نتكلم هنا عن ذهنيات متخلفة، تمتلك المال، والقدرة وترضى بالدون، ونمط العيش الروتيني الممل، الخالي من التعقيدات والتحديات والتغييرات.

الحياة الزوجية التي تختزل في الأكل والنوم والشرب، حياة بهيمية لا تحقق معنى الإسلام ولا تطبقه، ولا تعيشه.

والمرء اذا لم يختر الشريك المناسب والبيئة المناسبة فتلك التربة غير صالحة للغراس..فلا يتوقع المعجزات، وهو لم يحقق شروط المعادلة الصحيحة.


#شمس_الهمة

ميزان

 


ميزان:


في خطابات فن العلاقات والخطبة والزواج ينتشر نوعان:


- خطاب تشاؤمي لا يتناول سوى المشكلات والسلبيات ويقرب عدسة المجهر ليبرز مساوئ كل طرف سواء رجل أو امرأة، ونراه كثيرا في صفحات جزائرية كبرى مثل جنان زفيرة وغيرها، وهذا الخطاب له إيجابيات ومساوئ، فمن إيجابياته أنه يراك ترى الواقع من دون تزييف، فتفهم الحياة والواقع والبيئة التي تعيش فيها، وكذا يمنحك تلقيحا ضد السذاجة، ويبصرك كيف تتعامل مع المشكلات.

لكن من سلبياته أنه يصور الدنيا والناس بنظرة سوداوية، وينفرك من الزواج أو الارتباط، ويجعلك تفقد الثقة في الناس جميعا، والأشد من ذلك كله، يجعلك تدخل عش الزوجية مستنفرا، مستفزا، متأهبا لمعركة، ويكون من آثار ذلك فشل الزواج كنتيجة حتمية.


- الخطاب الثاني، خطاب تخديري يدغدغ العواطف، وينسج لك عالما من الأحلام والوردية والصفاء والنقاء، لا تشوبه شائبة، وتتصدر هذا الخطاب صفحات جزائرية تسوق للمظاهر الرومنسية الزائفة، مثل صفحة الشد.


طيب ما الحل؟!

نحن بحاجة لخطاب عملي، رصين ومعتدل، نعلم فيه الطرفان ما لهما وما عليهما دون انسياق وراء كلام العاطفة، أو خطاب التشاؤم.


تأثير اليوتيوبرز وثقافة الاستهلاك:

 


تأثير اليوتيوبرز وثقافة الاستهلاك:


 فيلم سينمائي أمريكي ناجح سيبقى في الذاكرة، ليس بسبب قوته الدرامية والفنية أو شهرة ممثليه، بل لأن فكرته جديدة ومؤثرة وواقعية رغم بساطتها وسهولة لمسها في الحياة العامة.


 تظهر عائلة مثالية في حي راق تشتري بيتاً جميلاً وسط جيران ميسورين، حيث أم رشيقة، وأب وسيم واجتماعي جداً مع شاب وفتاة في الثانوية هما ولداهما، وتبدأ حكاية التقرب من الجيران واستعراض الساعات الفاخرة والسيارات الرياضية وإقامة الحفلات في المنزل، ويبدأ الجيران في تقليد العائلة الجديدة، فيكدسون الكماليات في بيوتهم من مضارب التنس والغولف الفاخرة إلى تلفزيونات عملاقة، وآلات جز عشب إلكترونية، ومساحيق تعيد الشباب وأحذية تقضي على آلام الركب.. وهكذا.


التقليد والمفاخرة دفع بعض الجيران لمحاكاة جيرانهم.

وذات يوم استيقظ الحي على حادثة انتحار أحد الجيران لأنه اضطر للسرقة من الشركة التي يعمل بها وخاف أن يفتضح أمره، بعد أن أصرت زوجته على تكليفه بمصاريف خياليه لتجديد المنزل وتنظيم حفل عشاء لتظهر بمستوى العائلة الجديدة..


يتضح فيما بعد أن العائلة لم تكن عائلة أصلا، بل أربعة أفراد يعملون في تنظيم يقوم بالترويج لماركات العالمية و يحصل كل فرد على نسبة من المبيعات التي تزداد بطريقة تسويقه تلك.. باختصار يتحدث الفيلم عن ثقافة الاستهلاك الجشعة كيف تؤثر سلبا على حياة الناس..


 الفيلم في النهاية عبارة عن كوميديا ساخرة تفضح مساوئ المجتمع الأميركي وأوهامه، فالعائلة لم تخرق قانوناً، ولكن أخلاقياً أصابت المفهوم الاجتماعي للتوازن في مقتل، وفي المقابل كان ضعف المرء أمام مغريات الحياة هو المرض الذي ناقشه الفيلم، فكم من متباهٍ ومتفاخر حولنا يبحث عن تميز ما وكم من مقلدٍ جرب محاكاته، ولطالما اعتبر العلماء أن شدة المفاخرة والاستعراض أمام الناس هي لتغطية نواقص أخرى في الحياة، وما أكثرها من عيوب لا يمكن للسلع الفاخرة أن تسترها.


وهكذا يفعل غالب اليوتيوبرز والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يروجون لنمط حياة خيالي، ولثقافة استهلاكية لاتستفيدون أنتم منها شيئا سوى مزيد من الحسرة، بينما قد تستفيد منها صاحبة صفحة على الفيس بوك، أوقناة يوتيوب تعطيها المحلات وشركات الأدوية هدايا وكتب ومكملات غذائية مقابل الترويج لهم.

لكن بالمقابل تصعب حياة الكثير من الناس نفسيا و ماديا و اجتماعيا.. هي نفس الثقافة التي تجعل الكثير من الروابط الأسرية تتفكك و الناس تخاف من بعضها لأنها لا تعيش بذلك المستوى..


#شمس_الهمة


الرجولة الحقيقية:

 الرجولة الحقيقية:

حدثتني احداهن وهي فتاة ملتزمة تقول:

كنت فتاة حسناء لافتة الجمال، لذا كان الخطاب يتقدمون لبيتنا مذ بلغت مبلغ النساء، ولا أخفيك أنني كنت أود التوقف عن الدراسة، والقرار في البيت، وتأسيس أسرة.

لكن بعد قصصي مع الخطاب، كرهت الزواج، وكرهت الرجال، وخاب أملي في الملتزمين.

كان أقصى طموحاتي رجل ملتزم، يعرف حدود الله، ويحتكم لشرعه، لكنني وجدت مظاهر التدين ولم أجد الدين، فلم أجد أحدا يفهم لب الدين وجماله وفلسفته، كل ما وجدته هو مظاهر وقشور، وكان أن رفضتهم الواحد تلو الآخر، فلم يملأ علي واحد منهم قلبي وعقلي وروحي.

وكنت بيني وبين نفسي أضع شروطا للخاطب، لا يمكنني التنازل عنها، ألا وهي الكفاءة في الفكر والعلم والثقافة(فلم أكن لأقبل بشخص لم يكمل تعليمه)، السكن المستقل، وإتمام دراستي الجامعية حتى الحصول على الشهادة، أما فيما يخص مواصفات الشريك، فلم أكن متطلبة، ولم أكن أميل للشكل أو المظهر الخارجي، فالرجل عندي لا يعيبه شيء سوى الدين والخلق.

غير أن الشيء الوحيد الذي كنت أنفر منه، هو البدانة الظاهرة في الرجل، والكرش المتدلي، والصلع.

كنت سأقبل بالقصير، والذميم، والنحيف وغيرهم...غير أني كنت لا أحب الرجل السمين، ولا أتخيلني زوجة لهكذا شخص.

في أحد الأيام انتقل إلى مدينتنا شاب يعمل في صناعة الحلويات، وأصبح أخي شريكا معه في المحل، وأخي الآخر عاملا به، ٱضافة لعمال آخرين.

كان الشاب غريبا عن المدينة، من أقصى الشرق، (جيجل) بالتحديد.

أخي قام بالتجارة وبأعمال حرة وكثيرة، ومختلفة، وقام بشراكة مع كثيرين، وكان ينتقد شركاءه كل مرة، لعدم الوفاء بالعهود، وكلام الرجال، وغيرها من المشاكل، لدرجة أصبح لديه خبرة بمعادن الرجال.

لكن هذه المرة وطيلة سنة كان كل مرة يكتشف مواقف تسره من صديقه، فقد كان طيبا، شهما، خلوقا، وحنونا، رغم أن مظهره لا يوحي بالالتزام.

كان يحنو على العمال ويتواضع لهم ويلاطفهم، ويمنحهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم، ولا يكلفهم فوق طاقتهم.

إضافة لتخصيصه يوم الجمعة مجانا للفقراء، أما الحلويات البائتة فكان يتصدق بها ولا يبيعها.

هذا إضافة إلى وفاءه بالعهود، وسماحة طبعه.

أما أخي الصغير، فكانت مهمته تقتضي بيع تلك الحلويات، لذا كان صندوق المال كله تحت تصرفه، وهو لما يبلغ بعد مبلغ الرجال فقد كان مراهقا في السادسة عشر من عمره.

وكان هو الآخر لا يكف عن الإعجاب بأخلاقه، وطريقته في التعامل، فكان يمنحه الثقة المطلقة، ويطلب منه أن يلجأ إليه عند الحاجة، أو حين يخطئ بدل الخوف الذي يؤدي للكذب وأشياء أخرى...وكان يشاركه البيع أحايين كثيرة فيرى أخلاق المروءة والرجولة في بيعه وتعاملاته، في صبره وحلمه، وجده وهزله، وراحته وتعبه.

وكذا اكتشف كيف تغدق يمناه، دون أن تعلم يسراه.

تقول الفتاة لي وهي تضع كلتا يديها على قلبها، وتسرح بعيدا، وكأنها تعرفه أول مرة:

لا أخفيك، فقد أمضيت عاما كاملا أخفي خفقات قلبي، وأنا أتسمع حديث اخوتي اليومي عنه، كلما ظهر موقف جديد يبرز نبل الرجل.

ثم حدث أن أسر لأخي أنه يريد الزواج وطلب منه أن يبحث له على عروس، وشرطه الوحيد أن لا تكون فتاة مادية.

وأخي الأحمق تركني في حسرتي أعاني، وأخذ على عاتقه مهمة البحث، والأنكى أنه طلب مني ترشيح فتاة تناسبه من الفتيات والصديقات اللاتي أعرفهن.

مرت فترة طويلة من البحث، ولم يجدوا طلبه، وكان الكثير من الشباب يعرضون أخواتهم عليه، غير أنه لم يجد مواصفات المرأة التي يريدها، بعد السؤال والتقصي عن تلكم البنات.

أمام كل ذلك، شعرت بالخوف أول مرة، شعرت بأنه بين لحظة وضحاها قد يصير لأخرى، فألمحت لأمي أني أرغب فيه بقوة، وأن كل شروطي السابقة أتنازل عنها كي أفوز بمثله.

أمي لم تملك نفسها هي الأخرى، فلطالما تمنت رؤية ابنتها بالفستان الأبيض...

تكلمت مع أخي في الموضوع، وطلبت منه تحديد موعد يتعارف فيه الطرفان.

تردد أخي وتململ وشعر بالإحراج، وصعب عليه أن يعرض أخته، بعدما تعود أن يأتيها الخطاب إلى بيتها هرولة في كل مرة، لكن والدتي قالت أن الآخرين ليسوا بأحسن منا، وأن الرجل يخطب لابنته أيضا، ومثله رجل لا يفرط به.

تم الموعد، تعارفت وإياه، قال أنه الأخ السابع لستة أشقاء، لكنه يود العيش مع والديه، والفوز بمرضاتهما.

تنازلت أنا عن السكن المستقل إذ علمت منه أنه سيوفر لي الطابق الأعلى والخصوصية اللازمة.

كان شابا ثلاثينيا سمينا ذا كرش متدلية، برأس تعلوه صلعة ، وهو إلى ذلك لم يكمل تعليمه، فقد توقف في عامه الثالث بالمتوسط، لكن كل ذلك لم يعد يهمني فقد أخذ بلبي وأحببت كل شيء فيه.

لدرجة جعلتني أتنازل عن أمور أخرى ما كنت لأتنازل عنها لأحد غيره، ألا وهي دراستي، لقد كنت في عامي الأخير، ومع ذلك قلت له أني سأتوقف إن طلب ذلك، فلست بحاجة لدراسة ولا شهادة بعد الظفر بشخص مثله، ملأ علي كياني كله، وأحسست بالأمان بوجوده.

لكنه رفض ذلك، قال أنه سيخطبني، ويترك لي فسحة لإتمام عامي الأخير، وأن المقادير بيد الله، ولا يمكنه أن يترك زوجته عالة تتكفف الناس لو حدث له مكروه.

وأن الشهادة سلاح بيد المرأة، إذا تقلب بها زورق الحياة.

وأمام موقفه الرجولي الشهم هذا، كبر بعيني أكثر، وأيقنت أنه نسيج وحده لا يقارن بغيره.

اليوم بعد عشر سنوات زواج، لو عاد بي الزمن إلى الوراء، فلن أختار غيره.

لكن تجربتي استثناء، ولن أقول للفتيات عبارة (اعطيهولي فاهم وماشي قاري)، ولن أقول لهن تنازلن عن كل شيء للرجل، لأنني إذ تنازلت، تنازلت بعد معرفتي له معرفة حقيقية دامت لسنتين، خبرت فيها سلوكه وأخلاقه وأحواله، ولم أغامر بالتنازل لشخص لم أعرفه بعد حق المعرفة.

وأن الشريك والسند الحقيقي هو ذاك الذي لا يجعلك بين خيارين أحلاهما مر، بل هو ذلك الشخص الذي يوجهك أحسن توجيه، ويحسسك بالأمان، ويتيح لك البدائل والخيارات التي تناسبكما معا.

وأقول أيضا أن المرأة مستعدة للتنازل عن أشياء كثيرة، إذا صادفت رجلا تام الرجولة، تحس معه بالأمان.

وأختم بهذه القصة ((قال رجل لعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: إنّ فلانًا رجل صدق، قال: سافرت معه؟ قال لا، قال: فكانت بينك وبينه خصومة؟ قال لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد!.))

#شمس_الهمة








العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...