الجمعة، 7 أغسطس 2020

شارع الميزان(قصة)

 شارع الميزان:


أخبرته أني ذاهب لزيارة صديقنا عماد، القاطن بشارع الميزان، وسألته أن يدلني على مكانه بالضبط، فسخر مني قائلا:

- هل أنت جاد؟ أم تراك تمزح؟

- ‏لا، لست أمزح، أجبته وحيرة ارتسمت على محياي.

- ‏ألا تعرف بعد لماذا سمي شارع الميزان، والقصص المشهورة التي برويها كل من يذهب إلى هناك؟

- لا أعرف، أخبرني أنت، ثم سألتك أن تدلني على الشارع فقط، فلم الفلسفة، وفرضا هو شارع سيء، هل سأبيت فيه، كل ما في الأمر أن لي حاجة هناك أقضيها وأعود.

- ‏لن أقول لك شيئا لأنك على مايبدو لن تصدق، كل ما سأقوله هو التالي:(اقلب فردتي حذاءك وامشي مباشرة في ذلك الاتجاه، وحين ينبهك أحد ما أنك تقلب فردتي الحذاء، فثمة محطتك النهائية، والشارع الذي تسأل عنه).

ثم ركب دراجته وانطلق مسرعا، وسط علامات استفهام كثيرة.

- من له لسان يسأل، لن يتوه(قلت محدثا نفسي)، ثم مضيت إلى وجهتي.

وصلت إلى الشارع البائس ونظرات غريبة من الأطفال والعجائز والشباب تشيعني، وتكاد تلتهمني، وكأني بهم رأوا كائنا غريبا، لوهلة أحسست وكأنهم يشاهدون دبا فارا من حديقة الحيوان.

أصبت بالارتباك، وتعثرت خطواتي، ثم واصلت المسير إلى منزل صديقي، أنتظره أمام السور الحجري الشاحب ككل شيء من حولي.

بجانب المنزل عمود إنارة يتسامق، وحوله اجتمع ثلاثة شيوخ بعمائم غير منسقة.

كانت نظراتهم نحوي غريبة، تخترقني في الصميم، ولا ترتد ولا تخجل، مركزة نحوي بتركيز عجيب، لا تفتر ولا ترمش لدرجة جعلتني أفكر في الاختباء من شر تلك العيون.

ثم لفت نظري بقالة مقابلة لمنزل صديقي، فتوجهت إليها هربا من تلك النظرات.

كان دوري الثاني فقد كان البقال منهمكا مع رجل قبلي، وضع له حاجياته بكيس شفاف، تحاسَبا، ومضى الرجل مفسحا المجال لي.

اخترت حاجياتي وحين هممت بمحاسبة البائع، كان الرجل الأول قد عاد وقال للبائع:

- لقد نسيت وضع السكر مع الأغراض، وقد دفعت ثمنه مع بقية الأشياء؟

هم البائع بأن يتأكد، وقبل أن ينطق حرفا، سمعنا أصوات هؤلاء الرجال المجتمعين قبالة الدكان

- لقد وضعه لك أسفل الكيس، وكان أول ما حاسبك به، يمكنك تفقد الأغراض مجددا.

تم تفقد الأغراض وسط دهشة المشتري، و لا مبالاة البائع الذي كان يعرف حقيقة قومه، والذي همس ساخرا للرجل المسكين(تم إجراء المسح الشامل، لدينا هنا بديل جهاز السكانير)!!

ابتسم الرجل وهو يحوقل، ومضى لوجهته.


أدركت حينها تمام الإدراك وصية صديقي، وأضفت لكم قصة جديدة تضاف لقصص ألف حكاية وحكاية عن حكايا شارع الميزان.


#شمس_الهمة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...