الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر:

 إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر:


كتبت الجميلة عابدة أحمد منشورا تنتقد فيه صورة منى الكرد رفقة المسيحي نيكولاس خوري وكذا فريق السليط الإخباري، قالت فيه أن هذا تمييع للدين والعقيدة والقضية الفلسطينية.

فكيف أصبحنا نتعامل مع النصارى؟ وهل سينصر نصراني قضيتنا الفلسطينية؟

وكلاما آخر ألقت فيه تهما بالفسق والشذوذ ..

عابدة ربما راجعت موقفها فحذفت المنشور ..

لكن المنشور ظل يتناقل بين جمهور الفسابكة معتقدين صوابيته.

وتذكرت أيضا منذ مدة هجوم المتابعين في صفحة نور مشلح لأن نيكولاس خوري قام بعمل إشارة لنور 

كي يدعمه بأدلة في منشور يحث على معاملة الحيوان في الإسلام.

استغربت وقتها تعليقات المتابعين( أستاذ نور انت كيف مصاحب مسيحي؟، أستاذ نور انت كيف بتحكي مع كافر؟!)

نعم لهذه الدرجة ننسى كل تعاليم ديننا، وننساق للجهل والحديث بغير علم.


ولست هنا أريد ٱلقاء اللائمة على أحد، إنما هي فرصة للتوضيح ومراجعة أفكارنا.

كيف غاب عنهم حديث «إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر»

قال العلماء والرجل الفاجر يشمل من كان كافرا ومن كان فاسقاً.

وهل غاب عن هؤلاء نصرة أبي طالب وهو مشرك للإسلام والمسلمين؟

نيكولاس خوري مسيحي صحيح، لكنه معروف بدفاعه عن القضية الفلسطينية، معروف بدفاعه عن المسلمين، ومعروف بنصرته للقضايا العادلة، وإن اختلفنا معه في بعض أفكاره.

فكيف نسيء لديننا، ونسيء لأهل الذمة من اخواننا وجيراننا المسيحيين؟

وكيف ننسى قرآنا نتلوه آناء الليل والنهار، والآية تقول:{{لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}


أتخيل المسيحيين وهم يقرأون المنشور، ويقولون في أنفسهم هؤلاء ما ينفع فيهم الخير ولا العون.

وأتخيل شعور نيكولاس المستميت في الدفاع عن قضايانا وهو يقول لنفسه (وهل جنيت من هؤلاء المسلمين سوى الجحود والنكران؟!)



ترى ماذا كانت لتكتب لو سمعت بأن حركة حماس الفلسطينية، تتعامل مع حاخام يهودي منصف 

يعمل على فضح مخططات اليهود وجرائمهم في أمريكا؟

حتى أن بعضهم يطلق عليه (كدعابة)الناطق اليهودي لحركة حماس. بسبب دفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية.


الشيخ الغزالي كان دائما يقول أننا نسيء لديننا وقضايانا، ولا نجيد تسويقها للعالم ليتعاطف معنا ويدعمنا.


#شمس_الهمة


رساءل ميريام

 لا اقول لك هذا لأني أحبك ولأني بعيني منتصرة مهما هزمت ؛ لا أقول لك ذلك لأني كاملة في عيني مهما كان فيك نقائص ولكني أقولها من خبرة قلب وحيد أكمل الثلاثين فوق هذه الأرض فكيف بقلب أتم السابعة والثلاثين لا يرى الشمس الا من مربع صغير ؛ يحفظ تفاصيل الكبار والصغار ، يجوب الأمصار من كتاب ؛ قلب يصنع سعادته بيده ويطحن قمح صبره بدموعه ؛ يدفع الدموع والألم بعيدا وهو يضحك مع الفتيات ؛ يحضر معهن طقوس الأفراح وهو غائب عن أفراحه ؛ يكتب عن الحب وهو يفقده ويريده ؛ يريد الأصدقاء بينما قلبه مثقوب بالفقد والبعد ؛ قرأت قديما أن الله يعطي أقسى المعارك لأقوى جنوده ؛ أحسب أن ربنا سبحانه يرانا أقوياء - أهلا لهذا الابتلاء - وأنه سبحانه وبحمده لن يتركنا وحدنا في هذه الدنيا الفناء نكابد الغربة والوحدة ؛ قلوبنا تفيض وحشة ؛ يؤنسنا بذكره وكتابه ؛ يذكرنا كل حين أننا مازلنا في المعركة ؛ قادرين على نزع الفرح من أنياب الدنيا ؛ قادرين على العيش الطيب وإن خسرنا الدنيا وما فيها .. وأننا قلوب يحبها الله ؛ يريد لها النجاة ؛ ومن كان غاليا عنده صنع له أفراح الآخرة وجعل دنياه رحلة عبور يترك وراءه ميراثا من صدق ودموع وكلمات كتبها ،انجزها وهو بين الحياة والموت ..

رسائل هاجر

 - لم أتخيّل يومًا أنّي سأكتبُ لفؤادِ طير ، لكن برحمة الله و فضله أفعَل ، الأرواحُ جنودٌ مجنّدة ، و أنا روحي تعلّقت بروحكِ ، هكذا من غيرِ مُناسبَة ، أفتّش في قلبي لأعرف سببَ هذا الفيضِ المباركِ من المودّة الذي يسيلُ بينَنا ، فلا أجدُ سوى أنّك أهلٌ لذاك ، و لأنّنا نتشابَه ..

تُخبريِن داخلكِ بأنّك أطيبُ المخلوقاتِ و تستحقينَ القمرَ بقلبك، ثم بذاتِ الوهج و التصميمِ ، و ساعة الغيثِ تختبئينْ و يخبو القمر ، و تقولين لستُ أهلًا لشيء ..

- إنّ الحزن حسبما أصبحتُ أفهم هو طريق من يحبّهم الله ، و لو قلّبتِ صدر كلّ نبي و صالحِ لوجدتِ بهِ بئر ألَم ، هذا ابتلي في صحته ، و هذا في ماله ، و هذا في أهله ، وهذا في عشيرته ، و هذا ملكه ..، يتقلّبون على شوكِ الدّنيا بنفوسٍ راضية ، أسأل الله أن يرزقنا الرضا ، و هم مع تقلّبهم تُرسمُ بهِم فسيفساء دقيقة ، من حسن اللجوء إلى الله و الانقطاعِ عن الاعتماد عن غيره في كلّ تفصيل ، الثقة به و تدبيره و من أنّه سينقذهم في أشد اللحظات حلكة ، و الأهمّ أنّ ذلك كلّه يورثهم رقّة و لينًا و رحمة ، لا يؤتيها الله إلّا لمَن ربّاهم في رحابِ اختباراتِه .

نسأل الله أمنَ العُبور .

- الحاصلُ يا فؤادَ الطّير ، أنّ أكبر هدية قد تهدينها لمن حولك كما قرأت يومًا لأحد الكتّاب هي أن تحبّي نفسك كي  تصدّقي محبتهم لكِ لاحقًا .

لمَ صيامُك ، و الله يريد أن يعّوض قلبًا شفيفًا ببعض الودّ .

و ما عنده خيرٌ و أبقَى .

- فؤادَ الطير ، إنّ طول المكث في الظلمة يجعل العين تهابُ النّور ، و بل و ربّما لفرط ما احتاجته و لم تجده ، تنفر منه إذا انتشرَ و كأنّها بذلك تريد حرية قرارِها و لا يؤذيها الألم لأنّه صار صديق ، لكن..

الله أمر قائلًا { ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشِروا } 

و نحن نخاف ، و نحزن ، و لا نستبشرُ إلّا لمَامًا كي لا نؤاخذ بسوء الظن ، تلك النقاط العميقة في قلوبنا ، لا زالَ لم يصلها النّور ، لم تزهر ، لا زالت تؤلمنا في البرد كما تؤلم المحارب في ليالي الشتاء جروحه .

نريد لأن نُّشفى ، نريد لأن نصبح محط عناية الله، بأن نلقى أنفسنا في زوبعات تدبيره هكذا من غير فهم  ، و أن نصادم الدنيا و أسوأ ما قد يحدث ألم !

- و لتعلمي يا فؤاد الطيرِ أنّ ثمرة عدم الركون للدنيا لا نقطفها إلّا بعد أن تعلق بحلوقنا حسكة التنغيص ، لا شيء يأتي كاملًا ، و لا حبّ يسيل صافيّا و لا اقتراب من غير أذى ، لذا لا يأخذ صدرك الصغير الإنبهار ، نعم نمتن لموائد الله و عطفه ، لكن لن نهنأ كما نتخيل ، حتى يبقى الطريق بيننا و بينهم سبحانه مفتوحًا لا يصدّه انشغالٌ مع الدّنيا ، لذلك كان الأحرى قبولَ سعي الآخرين مما اطمئن لهم خوفنا لنا ، و ربّ الخائفين لن يضيعنا ،  لستُ أدري ما يحمله الغد لي و لك ، و هذا حديث نفسي اقتسمته معَك ، لكن أعلم يقينًا أنّ الله أحنّ من أن يضيع عصفورًا جميلًا ، مذ خلقه و هو يغرّد ، لا يألوا جهدًا في إدخال السرورِ على الزائرين حديقتَه .

أحبّك و أشهُد الله على ذلك ، يا محطّ عنايتهِ و تجلّى جمالهِ ، دمتِ شمسًا و آمال .

💙

إن لله عبادًا مُخبتِين يا شمس .

ما عدتُ أحبّ المديح ، محبة .

ذلك لأنه يؤذي أغلى شيء ، الإخلاص .

إعلمي هذَا فقط .

من يذهب ، ويضع الله فوق كلّ شيء ، كلّما رأى الموازين اختلّت وكاد حبل الأنس أن ينفرط بينه وبين الله ، هرع إليه ولم تشدّه كل الوجوه و القلوب من حوله و الله لن يضيعه الله .

لا تحسبي أن غيابك يؤثر بودّي شيئًا ، والله لو غبتِ ما غبت ، ولو طارت الحسابات وانقطع التواصل .

أنتِ منطبعة بهذا القلب، وحبل الودّ و النور المبارك هذَا ، مشدودٌ حتى باب السماء بإذن الله 💙.

رضيِ الله عن قلبِ الطفل الذي تملكِين .

حتّى في غيابهِ و نعاسِه وهو يغمضُ عينيه عن العالم يده لا زالت تحرّك مهد النّائمين جِواره .

لو أنّك تحبّين نفسكِ قليلًا بعَد ، ولا تقولين بصوتٍ عالٍ عن قلبك أنّه خشب و أنّه تبّلد وهو يسمعُك .

لو أنك تتلطفينَ مع روحك كمَا معي ، ومع ماري و بناتِ فؤادِك .

لو أنّك ترينْكِ كما نراكِ ، في شموخِ الجبَال ، أدري ، بأنّ القمّة باردة ، وبأن الحصى مؤلِم ، بأنّ الوقوف طويلًا هكذَا حزين ، وبأنّ الصمت الكثيرَ مؤذي ، لكنّه قدر الجِبال .

أنتِ امرأةٌ عصامية يا شَمس ، والعصاميات محكومٌ عليهنّ بالعزّة في جميعِ الأحوال، الحزن حالٌ بينهنّ وبين الله فقَط ، هل رأيتِ يومًا قمّةً تتعرّى .

لكنّ أُحُدًا كانَ جبَل، و كانَ به غار ، في الغارِ كان رجُل ، فتّته الحيرة و السؤال ، ومن بطنِ الظلمة انفجرَ النّور ..

من يقِف طويلًا يحتاج لأن يرتاحَ طويلًا أيضًا ، و من يحبّ بعمق ، يريد أن يهدأ بعيدًا بنفس العمق كذلك ، ولا لوم عليه ، إذ أنه في لحظةِ قربٍ يهدي من بجوارهِ عمرًا من الحرارة ، ما معنى الحضور البارد و الخاطِر البعيد .

دعيني أقلهَا هكذَا ، لابدّ لكل الصادقين من خلوَات، هذه الخلواتِ هي سرُّ المحبّة الخالصة والعطاء الصّافِي ، والقلب الصادق تجدينه كثير الإلتفات ، نربّيه حتّى ينأى ، فإذا عاد ، عاد كما الحجّيج ، يحمل بين يديه الهدايَا و النّفائس وريحَ الجنّة و النّبي ، لأنّه كانَ مجاورًا للسّماء .

أنتِ يا بنت، تشبهينَ الغيث، تذهبين بخير وتعودينَ بخير و أينما أقمتِ اخضرّ المكان حولكِ .

لا تلومِي نفسكِ لابتعادكِ المستمرّ، هذا زمن غربةٍ وصخَب، و الحراءُ هو النّجاة .

لا تقولِي قلبي تبلّد وأنتِ تمطرين رقّة بهذا الشكل، تشبهين غيمةً بيضاء ، قالت لأبتعد ، لكنّها ترسل الرياحَ للتقصّى لها الأخبار .

أنتِ لكِ قلبُ أمٍّ صدقيني يا فؤاد الطير، و يؤلمني بحقّ ، أن يُسقى من باطنكِ كل عطشانٍ وتبقينَ أنتِ للضمّأ .

ولو سقيتِ نفسكِ مما تسقينَ به الأخرياتِ، لجرى بكِ كوثرٌ تتصل بركاته للجنّة .

ألم يعطكِ الله قدر الصّالحين ،جفتكِ الدنَيا و دارت بكِ ، خذيهِ كلّه إذِن، ضمّي كفّك إلى قلبكِ، إعطفِي بحالِك ، وافرحِي بهَا ، لأنّ البيتَ الذي يتغطى فيه الأولاد ويبقى حضن أمّهم فيه للبرد، دفئه ناقِص .

صدقينِي إنّي أستكثركِ في نفسِي ، أفكّر فيكِ وفي هذا الكوثر الصافي من المودة المنساب بيننَا فأستكثركِ ، وأخاف الإنقياد وراء هذا الشعور، إقبالي نحوكِ بشكلٍ أستغربه أنا نفسِي ، أخافُ أن أُبتلَى فيكِ فأفقدك أو يُفقد هذا الشعور الذي بيننَا ، فألوم نفسِي على هذا الودّ المفرط وألومها لأنها استكثرتكِ ، وأقول شمس أختٌ وحبيبة وصديقة ككل من أحبّ وأودّ ، والحق أنكِ  لستِ كذلك. 

لي صديقتان ، رحمة وكوثر ، منطبعتان في روحي ونفسي و صديقة اسمها سلطانة ، كما يطير المرء إلى ربه بجناحين من الرجاء والخوف ، هما جناحاي ، رحمة الشفافة أتقاسم معها دربي إلى الله ، فكرنا ، وخواطرنا في خلوتنا ، الله بيني وبينها ، ألتقيها يومي الدراسة فقط ثم ينقطع بيننا الإتصال ، لكنّ أرواحنا مشدودة لبعضها بقوة .

كوثر أقاسمها يومي ، وعملي في الجمعية ، طفولتي وعفويتي والقليل من خصوصياتي ، هي جناحي الثاني .

سلطانة أقاسمها ما أظلم مني ، إذ أني ومن غير قصد أظهر أمام كوثر ورحمة بصورة طيبة ومثالية ، لكن سلطانة هي ظهري ، تعلم مني مالا يعلمه غيرها ، أحكي لها عن سقطاتي ، عن بعثرتي ، عن مواضع تهشمت فيها و أذللت ، وأمعنت الدنيا في تعذيبي ، أمامها أتخفف من كل شيء .

وكنت راضية بهذا ، راضية بأنهن اقتسمن قلبي و أقول هذا عوض الله لي ، فقدت دثار البيت فعوضني الله دثار الأصحاب ، الأصحاب أجنحة .

حتى جئت أنتِ ، فاكتشفت بقدومك أنني طائرٌ يحلق بلا صدر ، له ظهر وجناحان ، لكن لا ضلوع له ، دخلتِ هكذا بقلبي وأقمتِ ، وجمعت ما تفرق ، وفي لحظة وجدتني أقاسمك أحاديث نفسي ، ألمّ شعثي لديكِ ، آتيك كلما أردت أن أسمع منّي ، كأنك لي مرآة ، كأنكِ قلبي .

لا أخفيكِ ، يشعرني بالخوف حبي الشديد لكِ ، أخاف أن يطير ما بيننا ، لأنها علاقة سماوية تشدها خيوط الدعاء ، أخاف بعدما كنتُ أتسلى بصحبتي ، أن أتركَ بعد لليُتم ، لأنه كما تدرين ، يشقى المرء إذا غادرته السعادة لأنه يعلم كم سيكون تعيسًا بعدها .

لكنني لا أستغرق في هذا ، 

أترككِ في كفّ رحمة الله ، 

وفيكِ فقط ، فيكِ أنت فقط ، استطعت أن أعبر من جهل التمسك إلى أن أكون أوثق بما في يد الله من يدي .

يعلم الله أنكِ مزروعةٌ بضلعي وهو أكرم من أن يترك سمائي بلا نجمة .

ما كنت أحبّ أن تعلمي أنني أحبّك هكذَا ، إذ أنني قلت الآن ما كنت أخاف أن أصرح به لنفسي ، لكنكِ أثرتِ بي مكامنَ المودّة برسالتك الطاهرة كوجهكِ .

ما أسعدني بكِ ، إذ أنني أدخلتُ قلبي فؤادَ طيرٍ ، لا تأتيني الأذية من جنبه ، رهيفٌ، رحيمٌ ، كريمٌ ، نوراني 💙

رسالات السلام من غير توضيح المطلوب لا أهتم لها على الإطلاق هذا محسوم عندي ، لأنك تلمسن بصاحبها رغبة في التوسّع و فراغًا و انعدام جدية .

المشكلة عندي هي بين أمرين ، الأوّل هو أنني أكره التعرف و السؤال من غير واسطة لأنه يُشككني في منتهى صاحبه و غايته ، الثاني أني أكره أن أُسأل مباشرة عن الخطوبة رغم أن الشخص لم يحادثني ولو لمرة من قبل .

ذلك أن طلبًا كهذا بناء على رؤية حسابي فقط ، فيه من التسرع و الجهل مافيه ولو صدُقت النية .

فبين الأمرين أجد أن الله أعتقني ، فلا تصلني أي طلبات .

دعوت الله دعوة صادقة ، ألا يرسل لي أحدّا في طريقي حتى يأذن لي بالوصل مع من ارتضاه لي .

لأن الموضوع يسبب لي شتاتًا و إرهاقًا نفسيًا فظيعين كوني شخصية عاطفية غبية .

رسائل طلب المساعدة التي تصلني لا أرد عليها إن لم يُكتب المُراد مباشرة في رسالة .

أكره انعدام الجدية و التساهل هذا .

كونه صديقًا بالصفحة ليست معرفة أولية كافية .

و الأصدقاء يختلفون والمزاج يختلف ، قد ترد الواحدة منا وقد لا ترد 

لكن إيضاح المطلوب مباشرة لهو من الأدب ، وهكذا نتعامل مع أساتذنا و من نحتاج .

الشخص اذا كان مش حاط صورته و لا على الأقل إسمه و لقبه .

هو عندي ملغي تمامًا ، ما يقدرش الواحد يتكلم مع مجهول ، وخاصة كونه رجل يعني عنده حرية فهذا الأمر .

عن زوجة أخي المدخلية:

 عن زوجة أخي المدخلية:


كنت قد كتبت موضوعا للترفيه سابقا، عن صدمتي بفتيات بفكر مدخلي حين كنا نخطب لأخي، إلى أن فاض بي الكأس وكتبت عن آخر تجربة، كتبت المنشور بصيغة تهكمية ساخرة..

ليس سخرية من شخص الفتاة معاذ الله، ولم يسبق لي السخرية أو الحديث عن شخص بعينه حين أتحدث عن المداخلة.

إنما غالبا أسخر وأتهكم من الأفكار التي يحملونها، ولا أطيقها، وأحاول كثيرا التوعية بشأنها.

وكثيرا ما حذرتني الغالية مريم خنطوط، وكذا الجميلة هند أومدور وسألنني الكف عن هذا الأسلوب لأنه غير مجد، بل يزيد الطين بلة...لكن ولعقدة في نفسي وتجارب سلبية كثيرة مررت بها...كنت أرعوي أحيانا ثم أعود لنغمة السخرية من جديد.


والحق أقول أنه أكثر منهج أبغضه، وبغضه لي علماء كثر عانوا ولا زالوا من طلبة العلم المنتسبين لذلك المنهج، وقصص كثيرة حدثت ولازالت تحدث.

ولا أخفيكن أنني حين أراجع طلبات الصداقة، أقبل كل الأشكال مغمضة العينين ماعدا من تكتب في بروفايلها عبارات تشي بأنها من حزب المداخلة.


وذلك أني أفر منهم فرار السليم من الأجرب، أفر من نقاشهن وجدالاتهن لأنني جربتها من قبل، فوجدتها مستنزفة، وبغير طائل كونهم لا يحترمون العلماء، ويتعصبون لآراءهم ومشايخهم وآفات أخرى كثيرة كالتعالم والغرور وانعدام الأدب في النقاش.


حقيقة لم أبلغ بعد الدرجة التي تخولني احتواءهم، وامتصاص غضبهم، والصبر على أخلاقهم.

ومع معرفتي أن كثيرات منهن حديثات عهد بالتدين، وأن المنهج المدخلي تمكن منهن لأنه الغالب على الساحة الدعوية بالجزائر اليوم(صادف قلبا خاليا فتمكنا)..وغالب المنتسبين حين يتعمقون في التعلم بعدها، يتركون ذلك الطريق...لذا فالصبر على أمثال هؤلاء مطلوب أيضا..

ومع علمي كذلك بوجود مدخليات قمة في الأخلاق والأدب يشاركن في صفحتي بآراءهن باحترام

ومع علمي كذلك بأن الانسان يتغير، وبأن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيفما يشاء، وكثيرا ما وصلتني رسائل في علبة الصراحة، لبنات كن يبغضنني وأفكاري، ومع المتابعة اليومية أحببنني وتغيرت نظرتهن لكثير من الأمور.

مع علمي بكل هذا غير أن هذا الأمر نقطة ضعف لدي، ولا زلت أتجنب مجالسهن أو نقاشاتهن.


الأمر مع زوجة أخي كان مختلفا، فهي واقع علي التعامل معه، لا أخفيكن أنني خفت في البداية من التعامل مع هذا الواقع الجديد، رغم أني لمست أن الفتاة رقيقة ومؤدبة، ويسهل التعامل معها.


لقد كنت أفكر في حلين لا ثالث لهما، أن أستميلها لجانبي، وأخلصها من براثن ذلك الفكر المسموم، أو أعاملها بسطحية وبرود...لكن لم أرغب البتة في التعايش مع الأمر.


كنت شبه متأكدة من قدرتي على التأثير بها، فقد قلت بتبجح أن لدي تأثيرا خفيا أشبه بالسحر على البنات، كان ذلك هو الغرور بعينه...إضافة أني كنت سأعاملها بود مصطنع، وليس بحب لأنني أحمل ضغينة مسبقة لهؤلاء.


لكنها حلت ببيتنا، وحل معها النور والبركات، فتاة لا كالفتيات في الرقة والأدب والجمال..

تحمل بين جوانحها قلبا دافئا نقيا يفيض عذوبة وجمالا..

قرابة العام وأنا أرقب حركاتها وسكناتها من بعيد، ترقب المستنفر الذي اتخذ وضعية الهجوم.

وحين عرفتها حقا، عرفت فتاة تقرأ القرآن بقلب خاشع، وصوت ندي رائع.

حين تفزع إلى الصلاة، تهزك طريقة صلاتها وخشوعها وسكونها وكأنها تسبح في عالم غير عالمنا.

هل رأيتم في حياتكم صلاة تفتن من قبل؟! 

في حياتي كلها لم تَفْتًِنًِي صلاة أحدهم من قبل...لقد كنت أتسمر لمرآها وهي تصلي، لقد كانت غائبة عن الوعي تماما، أو في قمة الوعي، لا أدري حقا كيف تسمى تلك الحالة البهية من تماهي الروح في حضرة ملكوت الله.


لا تترك صلاة التهجد بالأسحار، حتى وهي ضيفة عندنا ولا  تنسى وردها اليومي أبدا..

إذا جلست في مجلس فإنها تترفع عن الثرثرات وتحفظ لسانها عن الغيبة والنميمة...

كثيرة الذكر والشكر، ذات لسان رطب بذكر الله، ويلهج دوما بالدعاء.

كنت أرقبها وأحس بنفسي تتضاءل أمام روعتها، وجمال تدينها..

وكنت كلما رأيت منها سلوكا حسنا صغرت نفسي في عيني كثيرا...


ثم أتاني الشيطان..من باب آخر

كذلك كان الخوارج من قبل..

كنت لتحقر صلاتك مع صلاتهم، وصيامك مع صيامهم، وقرآنك مع قرآنهم..

ألم يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك عنهم؟

لكن فلتجربيها في المعاملات، والحقوق والواجبات..

لا تضعفي، دوسي على هذا القلب، ودعي عنك لغة المشاعر، وبيتي العداوة لها، وجهزي الحرب لأجلها😈

أقتنع أنا بوجهة نظر إبليس عليه لعنة الله..

أواصل التعامل بحذر وبرود...

وأبيت النية للقضاء على الفكر المعشش برأسها...

فإما أن تكون مثلي، أو أتجاهل وجودها في حياتي إلى الأبد..

أنتظر الفرصة المناسبة...وما ستسفر عنه الشهور والأيام...

هذه المرة امتحان صعب يواجهها...خلافها مع والدتي مع أول يوم ولجت فيه بيتنا...

والدتي الحنون، العاقلة الرزان، المتدينة التي كانت تعقد جلسات صلح بين الحموات والكناين.

والدتي التي علمها أبي، وتحدثنا طويلا معها عن أحكام الشرع ومشكلات الكنة والحماة وحلولها اليسيرة في الشرع الحكيم...

كان أخي أقرب الأبناء وأبرهم بوالدتي، لذلك غارت عليه من غريبة أخذته بعيدا..

فجأة ودون سابق إنذار استيقظت (الحماة الشرقية بداخلها)، فما عدنا نعرفها..

أعيتنا معها النصائح والسبل...وخفنا على الفتاة من والدتي.

الامتحان كان صعبا للغاية..

ورغم أن والدتي لم تؤذها بعد، إلا أنها نفرت منها قليلا مع أنها كانت تشفق عليها وتظهر لها ودا مصطنعا.

لكن الفتاة تفهمت عاطفة الأم حين يشاركها شخص في فلذة كبدها..حين قلت لها: نحن النساء مهما ادعينا من ثقافة وعلم واتزان سنتصرف مثلها تماما...أنا...وأنت...وكل النساء

هذه هي طبيعة المرأة...

كانت تسألني ماذا تحب والدتي وماذا تكره..

وتتلمس مواطن رضاها وتتحسسها وتجتهد لأجل ذلك...

وكذا تحرص أن لا ترى منها ما يغضبها أو ينفرها منها...

هذا رغم أنها كانت تسكن بسكن مستقل..ولا ضرورة تدفعها لذاك الفعل..

كانت تقتني من الهدايا أفخمها، وتهديها كل مرة ما يبهجها...

لا تقدم على أمر دون استشارتها، حتى وهي بعيدة تستأذنها في زيارة أهلها..وفي أمور أخرى هي في غنى عن رأي والدتي بخصوصها...

تتظاهر بالجهل في أمور البيت والطبخ، فقط كي تسأل والدتي فتمدها بوصفة أو فكرة، تطبقها ومن ثم تثني على والدتي أمام زوجها ووالدتها وكل أفراد العائلة.


وهكذا سحرتني بأخلاقها ومعاملاتها، وسحرت كل من بالبيت وأولهن أمي..

لقد وجدت مدخلا لشخصيتها، وجعلتها تحبها أكثر من بناتها..

هذا هو السحر الحلال..

ليت كل البنات مثلها...

وليتني بمثل قلبها وجمالها..


كم كبرت في عيني وعيون الجميع..

وكم أجدني أتضائل أمام جمال قلبها..


صرنا نتسامر سوية، نثرثر ونضحك كثيرا، نتساعد في تحضير أشهى الطبخات والمخبوزات ونعجنها بماء الحب.

نقضي فترة ما بين المغرب والعشاء في الحفظ والترتيل، فتكون هي معلمتي في الأحكام لأنها متقدمة عني في الدروس.


فلنختلف أو نتفق لم يعد يهمني مادمت تحملين هذا القلب...أسأل الله أن يرضى عنك ويرضيك 

ويحفظ قلبك الطاهر البرئ...


للغزالي رحمه الله عبارة تقول: ((أن الفرق بين تدين الشكل وتدين المضمون هو قسوة القلب أو رقته)).

والدعوة فن يتطلب حكمة وصبرا...

والتنميط والحكم على الأشخاص من خلال انتمائهم وأفكارهم، أمر مذموم وغير صائب.

واستعمال أسلوب التهكم والسخرية من الأشخاص والجماعات لا يزيدهم سوى تمسك بمواقفهم وأفكارهم.


ولنعلم أن غالب المنتسبين الجدد لذلك الفكر المسموم، إنما يعتقدونه لأنه يظنون أنه الدين والإسلام...


قال الله تعالى:(( يا أيها الذين ءامنوا، لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن))


واحذر ان يبتليك الله ويهدي غيرك ويعافيه!!


#شمس_الهمة



ويعلمكم الله:

 ويعلمكم الله:



حين عرض علي تجميع مقالاتي في كتاب ورقي، نظرت في ما كتبت فلم أجد شيئا يستحق النشر.

فجل كتاباتي ظرفية، ومناسبة لحدث أو توقيت معين...لكنها لا تصلح لأن تكون كتابات مطبوعة في كتاب لأن غالبا يكون وقتها قد انتهى مع انتهاء ذلك الظرف أو الحدث الطارئ.

فغالب الكتابات توعوية تربوية تخص حدثا معينا، وكما قيل إنما تربى الأمم بالمواقف والأحداث.


ساءني وأحزنني أني لست شيئا يذكر، وأني لا أستطيع ترك ميراث يشفع لي عند الله وينفع أمة الإسلام.

لطالما دعوت الله أن يستخدمني ولا يستبدلني، وأن يجعلني على ثغر عظيم من ثغور الإسلام.

لطالما تمنيت كتابة قصص خالدة، أو روايات أصل بها ٱلى العالم أجمع وأريهم جمال رسالة الإسلام.

روايات تؤثر بالعالم، وتغير في شكله..وتنفع قضايا الإسلام والمسلمين...والقيم التي يدعو ٱليها هذا الدين.


وقتها بكيت كثيرا فشلي، وخيبتي..ولسان حالي يقول ما قاله الحجر الصغير في قصيدة إيليا أبي ماضي:


كان ذاك الأنين من حجر في السد … ّ يشكو المقادر العمياء


أيّ شأن يقول في الكون شأني … لست شيئا فيه ولست هباء


لا رخام أنا فأنحت تمثا … لا، ولا صخرة تكون بناء


لست أرضا فأرشف الماء ، … أو ماء فأروي الحدائق الغنّاء


لست دُرًّا تنافس الغادة الحســـ … ـــناء فيه المليحة الحسناء


لا أنا دمعة ولا أنا عين، … لست خالا أو وجنة حمراء


حجر أغبر أنا وحقير … لا جمالا ، لا حكمة ، لا مضاء


فلأغادر هذا الوجود وأمضي … بسلام ، إني كرهت البقاء.


بعدها ساق الله إلي نصا، قالت ماري عنه أنها أول مرة تصادف هذا المفهوم...وقلت لها ذات الشيء.

فقد اكتشفته مؤخرا أنا الأخرى..

الله ساقه إلي ليسري عني فشلي وعجزي الذي كنت أحس به.

أترون كم يعلمنا الله؟


إشكالية كنت أجدها كثيرا عند قراءتي للكتب القديمة التي كانت تناقش قضايا معينة في وقتها.. هذه الكتب قد تكون في وقتها واحدة من الطفرات التقدمية الثورية.. لكنها بمقاييس العصر الآن تعتبر "خارج التاريخ"..

كتب كثيرة قرأتها على هذا المنوال.. كيف إذن أقيمها ؟؟ هل أقيمها باعتبار الظروف الاجتماعية في وقتها أم أقيمها وحدها بمعزل عن أي اعتبارات أخرى؟

ثم وجدت الإجابة أخيرا:


فى كتاب أمين معلوف "الهويات القاتلة" ينهى معلوف سطور كتابه بأمنية ، يقول معلوف إنه على الرغم من إن الطبيعى للكاتب أن يتمنى بقاء كتابه لمئات السنين إلا إنه هو(معلوف) يتمنى العكس تماماً لكتابه هذا ف يتمنى أن (بنص قوله) "يكتشفه حفيدى يوماً، و قد أصبح راشداً ، مصادفة فى مكتبة العائلة فيتصفحه و يقرأ بعض صفحاته، ثم يعيده فوراً الى الرف المغطى بالغبار حيث تناوله، مستخفاً و مندهشاً للحاجة إلى قول هذه الأمور فى الزمن الذى عاش فيه جده". مفهوم جديد و جميل لفت أمين معلوف نظرنا إليه ، و هو إن عدم اكتراث القارئ بعض الأحيان بما كُتب فى كتاب مرت عليه عشرات السنين احيانا لا يكون سوى دليل على نجاح هذا المفكر او المصلح الإجتماعى ، هو و معاصريه بالطبع، على دفع المجتمع الى الامام و تغيير مفاهيمه و تحويلها إلى مفاهيم بالية .


غير أن الفرق هو أن مقالاتي ظرفية قصيرة جدا.

يعني ليست بالتي تجمع في كتاب لانصراف الناس عن الجدل حول تلك المسألة أو غيرها بعد فترة قصيرة جدا


لا يشترط الشيء الملموس لنحس بالنجاح، ولا يشترط أن تذكر فهناك أقوام قدموا الكثير وخفي عنا ذكرهم.


#شمس_الهمة



جانب تغفل عنه الأمهات العاملات

 جانب تغفل عنه الأمهات العاملات...أنه حين تدفع بابنها لحماتها، أو شقيقة زوجها، أو سلفتها أو حتى والدتها أو شقيقتها...فإنها غالبا لا تعطيها أجرة لقاء ذلك.

بينما إذا رفضت حماتها مثلا الاعتناء بالطفل، فإنها غالبا تدفع به لدار الحضانة، أو لامرأة أخرى أجنبية بأجرة شهرية...

ناقشت كثيرات فقلن لي أنه من المعيب أن تعتني جدة بحفيدها مقابل المال.

وتشتكي أخريات من رفض حمواتهن للعمل، وافتعال المشاكل اليومية بسبب هذا الموضوع.

بينما لو خصصت مبلغا من المال تقدمه لحماتها، لتجنبت كثيرا من المشكلات.

المثل الشعبي يقول(ادهن السير يسير)، بمعنى كل شيء بالمال يصير.

أعرف قصة لاحداهن، ليس لها طفال ومع ذلك تخصص مبلغا شهريا لحماتها، وتخصص نفس المبلغ لوالدتها، والاثنتان راضيتان عنها، وتحبانها، وتحرصان على ودها لأجل ذلك.

قصة أخرى تخصص فيها احداهن مبلغا من المال لحماتها في مقابل اعتناءها بابنها، وتقول أن المبلغ الذي تعطيه لدار حضانة أو امرأة أخرى أولى به حماتها، فهي تعلم أنه تحت رعاية آمنة.

حماتك أو والدتك، شقيقة زوجك، أو شقيقتك، ليس مكلفة بالاعتناء بأبناءك، ومهمة الاعتناء بالأطفال مهمة شاقة عسيرة، سيما إذا كانوا أطفال الغير.

وفي ديننا الجميل، مكروهة الأمور التي تكون بسيف الحياء أو خوف المجتمع أو غيرها من الأمور.

فتقبل حماتك أو والدتك الاعتناء بطفلك مخافة، أن يقال عنها اوصاف ونعوت كأنها مادية، أو غير حنون، أو قاسية ....

ولتعلمن أنه في ديننا الحنيف تأخذ الزوجة أجرة رضاع أبناءها(فلذات أكبادها) من الزوج، حال الطلاق، وبعضهم قال يحق لها ذلك حتى لو كانت معه.

ولم يقل أحد عنهن ماديات، أو استغرب كيف تأخذ الأم أجرة على إرضاع طفالها؟!


أنتن ما رأيكن؟



#شمي_الهمة

القصة الأولى:

 



القصة الأولى:


كان شابا سلفيا قارب الثلاثين، قد أرهقه البحث عن زوجة سلفية منقبة تناسبه...

كانت والدته وشقيقته تعرضان عليه نماذج فتيات لكن لم ترقه ولا واحدة منهن..

وكان أصدقاؤه يرشحون له فتيات من معارفهن..

لكن ذوقه في النساء كان صعبا جدا..

وقال عنه الناس لن يتزوج أبدا..

كان يريدها صغيرة السن، فائقة الجمال، تحفظ القرآن كاملا، ومهتمة بطلب العلم الشرعي..تغطي وجهها وترتدي الإسدال، لا تعرف وسائل التواصل الاجتماعي، بكر لم يمسس عاطفتها أحد، وماضيها ناصع البياض..

كان صديقه مرهقا من الجدال معه بشأن الموضوع، وكذلك والدته وأصدقاءه..

قال صديقه له يوما أنت تريد الكمال، وهذه مواصفات حورية من الجنة...مستحيل أن تتزوج وأنت تحمل هذا التفكير..

وأجابه الأخير بأن يقينه بالله كبير، وهل أنت تستكثر أن يجيب الله دعوة بسيطة مثل هاته، وله سبحانه مفاتيح خزائن الأرض والسماء!!

فأجابه صديقه بأن النموذج الذي تبحث عنه من سابع المستحيلات.

والدته كانت تقول له أن كل الفتيات يكملن تعليمهن اليوم، ومن لا تكمل تعليمها غالبا تتزوج بسرعة، أو تكون غير دينة، ناهيك أن حفظ القرآن آخر اهتمامات بنات هذه الأيام.

توالت الأيام وبلغ ذلك الشاب سن الأربعين وهو دون زواج، لكن يقول صديقه: لم يفقد ثقته ويقينه بالله.

ولم يفقد رباطة جأشه، وكان يستكثر من الطاعات والعبادات وقيام الليل، وكذا يلح بالدعاء.

حفظ بصره عن النساء وعف نفسه طوال تلك المدة.

وهل يعجب الله إلا من شاب ليس له صبوة.

فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:« إن الله يعجب لشاب ليس له صبوة»

بمعنى أن الله يعجب لشاب صان نفسه ولم يرتكب المعاصي أو يقع في الحرام.

كان له سلسلة محلات لتجهيز العرائس، فقد من الله عليه بنجاح كبير ومال وفير..

وذات يوم زارته في أحد المحلات الكبرى التي يشرف عليها، امرأة كبيرة وابنة لها ترافقها لا يبدو منها شيء. ترتدي جلبابا أسودا فلا يرى منها شيء.

تقدمت والدة الفتاة، بينما ابتعدت الفتاة عن عيون صاحب المحل وشغلت نفسها بتفقد السلع والبضائع ريثما تنهي والدتها أمورها.

كانت والدتها تساومه على بعض القماش، فسألها ممازحا: ألا تريدين غيره؟ لم لا تجهزين جهازا كاملا من عندي؟

فأجابته المرأة أنها زوجت كل أبناءها، ولم يتبق لها سوى هذه الفتاة التي لم يأت نصيبها بعد.

ووعدته أنه إذا أتى النصيب فستقوم بتجهيزها من عنده.

فسألها عن سنها فقالت أنها في السابعة عشر من العمر.

فسألها إن كانت تدرس، فأجابته أنها كانت متفوقة لكنها توقفت عن الدراسة، لكنها تحفظ القرآن كاملا، وحاليا بدأت مسيرتها في طلب العلم الشرعي.

فانفرجت أسارير الرجل، وقال لها من فرط حماسه، إن كانت قد توافق على شخص بنفس عمره.

فأجابته الأم أن يزور بيتها وان شاء الله خير، وأعطته العنوان.

وفعلا تمت الخطبة والزواج.

وقد رزقه الله بفتاة الأحلام، وبنفس المواصفات التي كان يريدها.

يقول صديقه صدمة الجميع بزواجه، وأن العروس كانت بنفس المواصفات التي اشترطها جعلتنا نتأمل مليا فتوحات الله على عباده، وإجابة الدعاء ولو كان مستحيلا بنواميس البشر، بشرط لزوم الدعاء واليقين به عز وجل.

وقفة:

القصة لا تشجع على طلب واشتراط الكمال في الطرف الآخر، إنما ذكرتها لأنها حدثت بالفعل ولتعزيز جانب اليقين بالله، والإلحاح بالدعاء، وكذا صون النفس عن الحرام. 


#شمس_الهمة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...