الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

عن زوجة أخي المدخلية:

 عن زوجة أخي المدخلية:


كنت قد كتبت موضوعا للترفيه سابقا، عن صدمتي بفتيات بفكر مدخلي حين كنا نخطب لأخي، إلى أن فاض بي الكأس وكتبت عن آخر تجربة، كتبت المنشور بصيغة تهكمية ساخرة..

ليس سخرية من شخص الفتاة معاذ الله، ولم يسبق لي السخرية أو الحديث عن شخص بعينه حين أتحدث عن المداخلة.

إنما غالبا أسخر وأتهكم من الأفكار التي يحملونها، ولا أطيقها، وأحاول كثيرا التوعية بشأنها.

وكثيرا ما حذرتني الغالية مريم خنطوط، وكذا الجميلة هند أومدور وسألنني الكف عن هذا الأسلوب لأنه غير مجد، بل يزيد الطين بلة...لكن ولعقدة في نفسي وتجارب سلبية كثيرة مررت بها...كنت أرعوي أحيانا ثم أعود لنغمة السخرية من جديد.


والحق أقول أنه أكثر منهج أبغضه، وبغضه لي علماء كثر عانوا ولا زالوا من طلبة العلم المنتسبين لذلك المنهج، وقصص كثيرة حدثت ولازالت تحدث.

ولا أخفيكن أنني حين أراجع طلبات الصداقة، أقبل كل الأشكال مغمضة العينين ماعدا من تكتب في بروفايلها عبارات تشي بأنها من حزب المداخلة.


وذلك أني أفر منهم فرار السليم من الأجرب، أفر من نقاشهن وجدالاتهن لأنني جربتها من قبل، فوجدتها مستنزفة، وبغير طائل كونهم لا يحترمون العلماء، ويتعصبون لآراءهم ومشايخهم وآفات أخرى كثيرة كالتعالم والغرور وانعدام الأدب في النقاش.


حقيقة لم أبلغ بعد الدرجة التي تخولني احتواءهم، وامتصاص غضبهم، والصبر على أخلاقهم.

ومع معرفتي أن كثيرات منهن حديثات عهد بالتدين، وأن المنهج المدخلي تمكن منهن لأنه الغالب على الساحة الدعوية بالجزائر اليوم(صادف قلبا خاليا فتمكنا)..وغالب المنتسبين حين يتعمقون في التعلم بعدها، يتركون ذلك الطريق...لذا فالصبر على أمثال هؤلاء مطلوب أيضا..

ومع علمي كذلك بوجود مدخليات قمة في الأخلاق والأدب يشاركن في صفحتي بآراءهن باحترام

ومع علمي كذلك بأن الانسان يتغير، وبأن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيفما يشاء، وكثيرا ما وصلتني رسائل في علبة الصراحة، لبنات كن يبغضنني وأفكاري، ومع المتابعة اليومية أحببنني وتغيرت نظرتهن لكثير من الأمور.

مع علمي بكل هذا غير أن هذا الأمر نقطة ضعف لدي، ولا زلت أتجنب مجالسهن أو نقاشاتهن.


الأمر مع زوجة أخي كان مختلفا، فهي واقع علي التعامل معه، لا أخفيكن أنني خفت في البداية من التعامل مع هذا الواقع الجديد، رغم أني لمست أن الفتاة رقيقة ومؤدبة، ويسهل التعامل معها.


لقد كنت أفكر في حلين لا ثالث لهما، أن أستميلها لجانبي، وأخلصها من براثن ذلك الفكر المسموم، أو أعاملها بسطحية وبرود...لكن لم أرغب البتة في التعايش مع الأمر.


كنت شبه متأكدة من قدرتي على التأثير بها، فقد قلت بتبجح أن لدي تأثيرا خفيا أشبه بالسحر على البنات، كان ذلك هو الغرور بعينه...إضافة أني كنت سأعاملها بود مصطنع، وليس بحب لأنني أحمل ضغينة مسبقة لهؤلاء.


لكنها حلت ببيتنا، وحل معها النور والبركات، فتاة لا كالفتيات في الرقة والأدب والجمال..

تحمل بين جوانحها قلبا دافئا نقيا يفيض عذوبة وجمالا..

قرابة العام وأنا أرقب حركاتها وسكناتها من بعيد، ترقب المستنفر الذي اتخذ وضعية الهجوم.

وحين عرفتها حقا، عرفت فتاة تقرأ القرآن بقلب خاشع، وصوت ندي رائع.

حين تفزع إلى الصلاة، تهزك طريقة صلاتها وخشوعها وسكونها وكأنها تسبح في عالم غير عالمنا.

هل رأيتم في حياتكم صلاة تفتن من قبل؟! 

في حياتي كلها لم تَفْتًِنًِي صلاة أحدهم من قبل...لقد كنت أتسمر لمرآها وهي تصلي، لقد كانت غائبة عن الوعي تماما، أو في قمة الوعي، لا أدري حقا كيف تسمى تلك الحالة البهية من تماهي الروح في حضرة ملكوت الله.


لا تترك صلاة التهجد بالأسحار، حتى وهي ضيفة عندنا ولا  تنسى وردها اليومي أبدا..

إذا جلست في مجلس فإنها تترفع عن الثرثرات وتحفظ لسانها عن الغيبة والنميمة...

كثيرة الذكر والشكر، ذات لسان رطب بذكر الله، ويلهج دوما بالدعاء.

كنت أرقبها وأحس بنفسي تتضاءل أمام روعتها، وجمال تدينها..

وكنت كلما رأيت منها سلوكا حسنا صغرت نفسي في عيني كثيرا...


ثم أتاني الشيطان..من باب آخر

كذلك كان الخوارج من قبل..

كنت لتحقر صلاتك مع صلاتهم، وصيامك مع صيامهم، وقرآنك مع قرآنهم..

ألم يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك عنهم؟

لكن فلتجربيها في المعاملات، والحقوق والواجبات..

لا تضعفي، دوسي على هذا القلب، ودعي عنك لغة المشاعر، وبيتي العداوة لها، وجهزي الحرب لأجلها😈

أقتنع أنا بوجهة نظر إبليس عليه لعنة الله..

أواصل التعامل بحذر وبرود...

وأبيت النية للقضاء على الفكر المعشش برأسها...

فإما أن تكون مثلي، أو أتجاهل وجودها في حياتي إلى الأبد..

أنتظر الفرصة المناسبة...وما ستسفر عنه الشهور والأيام...

هذه المرة امتحان صعب يواجهها...خلافها مع والدتي مع أول يوم ولجت فيه بيتنا...

والدتي الحنون، العاقلة الرزان، المتدينة التي كانت تعقد جلسات صلح بين الحموات والكناين.

والدتي التي علمها أبي، وتحدثنا طويلا معها عن أحكام الشرع ومشكلات الكنة والحماة وحلولها اليسيرة في الشرع الحكيم...

كان أخي أقرب الأبناء وأبرهم بوالدتي، لذلك غارت عليه من غريبة أخذته بعيدا..

فجأة ودون سابق إنذار استيقظت (الحماة الشرقية بداخلها)، فما عدنا نعرفها..

أعيتنا معها النصائح والسبل...وخفنا على الفتاة من والدتي.

الامتحان كان صعبا للغاية..

ورغم أن والدتي لم تؤذها بعد، إلا أنها نفرت منها قليلا مع أنها كانت تشفق عليها وتظهر لها ودا مصطنعا.

لكن الفتاة تفهمت عاطفة الأم حين يشاركها شخص في فلذة كبدها..حين قلت لها: نحن النساء مهما ادعينا من ثقافة وعلم واتزان سنتصرف مثلها تماما...أنا...وأنت...وكل النساء

هذه هي طبيعة المرأة...

كانت تسألني ماذا تحب والدتي وماذا تكره..

وتتلمس مواطن رضاها وتتحسسها وتجتهد لأجل ذلك...

وكذا تحرص أن لا ترى منها ما يغضبها أو ينفرها منها...

هذا رغم أنها كانت تسكن بسكن مستقل..ولا ضرورة تدفعها لذاك الفعل..

كانت تقتني من الهدايا أفخمها، وتهديها كل مرة ما يبهجها...

لا تقدم على أمر دون استشارتها، حتى وهي بعيدة تستأذنها في زيارة أهلها..وفي أمور أخرى هي في غنى عن رأي والدتي بخصوصها...

تتظاهر بالجهل في أمور البيت والطبخ، فقط كي تسأل والدتي فتمدها بوصفة أو فكرة، تطبقها ومن ثم تثني على والدتي أمام زوجها ووالدتها وكل أفراد العائلة.


وهكذا سحرتني بأخلاقها ومعاملاتها، وسحرت كل من بالبيت وأولهن أمي..

لقد وجدت مدخلا لشخصيتها، وجعلتها تحبها أكثر من بناتها..

هذا هو السحر الحلال..

ليت كل البنات مثلها...

وليتني بمثل قلبها وجمالها..


كم كبرت في عيني وعيون الجميع..

وكم أجدني أتضائل أمام جمال قلبها..


صرنا نتسامر سوية، نثرثر ونضحك كثيرا، نتساعد في تحضير أشهى الطبخات والمخبوزات ونعجنها بماء الحب.

نقضي فترة ما بين المغرب والعشاء في الحفظ والترتيل، فتكون هي معلمتي في الأحكام لأنها متقدمة عني في الدروس.


فلنختلف أو نتفق لم يعد يهمني مادمت تحملين هذا القلب...أسأل الله أن يرضى عنك ويرضيك 

ويحفظ قلبك الطاهر البرئ...


للغزالي رحمه الله عبارة تقول: ((أن الفرق بين تدين الشكل وتدين المضمون هو قسوة القلب أو رقته)).

والدعوة فن يتطلب حكمة وصبرا...

والتنميط والحكم على الأشخاص من خلال انتمائهم وأفكارهم، أمر مذموم وغير صائب.

واستعمال أسلوب التهكم والسخرية من الأشخاص والجماعات لا يزيدهم سوى تمسك بمواقفهم وأفكارهم.


ولنعلم أن غالب المنتسبين الجدد لذلك الفكر المسموم، إنما يعتقدونه لأنه يظنون أنه الدين والإسلام...


قال الله تعالى:(( يا أيها الذين ءامنوا، لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن))


واحذر ان يبتليك الله ويهدي غيرك ويعافيه!!


#شمس_الهمة



ويعلمكم الله:

 ويعلمكم الله:



حين عرض علي تجميع مقالاتي في كتاب ورقي، نظرت في ما كتبت فلم أجد شيئا يستحق النشر.

فجل كتاباتي ظرفية، ومناسبة لحدث أو توقيت معين...لكنها لا تصلح لأن تكون كتابات مطبوعة في كتاب لأن غالبا يكون وقتها قد انتهى مع انتهاء ذلك الظرف أو الحدث الطارئ.

فغالب الكتابات توعوية تربوية تخص حدثا معينا، وكما قيل إنما تربى الأمم بالمواقف والأحداث.


ساءني وأحزنني أني لست شيئا يذكر، وأني لا أستطيع ترك ميراث يشفع لي عند الله وينفع أمة الإسلام.

لطالما دعوت الله أن يستخدمني ولا يستبدلني، وأن يجعلني على ثغر عظيم من ثغور الإسلام.

لطالما تمنيت كتابة قصص خالدة، أو روايات أصل بها ٱلى العالم أجمع وأريهم جمال رسالة الإسلام.

روايات تؤثر بالعالم، وتغير في شكله..وتنفع قضايا الإسلام والمسلمين...والقيم التي يدعو ٱليها هذا الدين.


وقتها بكيت كثيرا فشلي، وخيبتي..ولسان حالي يقول ما قاله الحجر الصغير في قصيدة إيليا أبي ماضي:


كان ذاك الأنين من حجر في السد … ّ يشكو المقادر العمياء


أيّ شأن يقول في الكون شأني … لست شيئا فيه ولست هباء


لا رخام أنا فأنحت تمثا … لا، ولا صخرة تكون بناء


لست أرضا فأرشف الماء ، … أو ماء فأروي الحدائق الغنّاء


لست دُرًّا تنافس الغادة الحســـ … ـــناء فيه المليحة الحسناء


لا أنا دمعة ولا أنا عين، … لست خالا أو وجنة حمراء


حجر أغبر أنا وحقير … لا جمالا ، لا حكمة ، لا مضاء


فلأغادر هذا الوجود وأمضي … بسلام ، إني كرهت البقاء.


بعدها ساق الله إلي نصا، قالت ماري عنه أنها أول مرة تصادف هذا المفهوم...وقلت لها ذات الشيء.

فقد اكتشفته مؤخرا أنا الأخرى..

الله ساقه إلي ليسري عني فشلي وعجزي الذي كنت أحس به.

أترون كم يعلمنا الله؟


إشكالية كنت أجدها كثيرا عند قراءتي للكتب القديمة التي كانت تناقش قضايا معينة في وقتها.. هذه الكتب قد تكون في وقتها واحدة من الطفرات التقدمية الثورية.. لكنها بمقاييس العصر الآن تعتبر "خارج التاريخ"..

كتب كثيرة قرأتها على هذا المنوال.. كيف إذن أقيمها ؟؟ هل أقيمها باعتبار الظروف الاجتماعية في وقتها أم أقيمها وحدها بمعزل عن أي اعتبارات أخرى؟

ثم وجدت الإجابة أخيرا:


فى كتاب أمين معلوف "الهويات القاتلة" ينهى معلوف سطور كتابه بأمنية ، يقول معلوف إنه على الرغم من إن الطبيعى للكاتب أن يتمنى بقاء كتابه لمئات السنين إلا إنه هو(معلوف) يتمنى العكس تماماً لكتابه هذا ف يتمنى أن (بنص قوله) "يكتشفه حفيدى يوماً، و قد أصبح راشداً ، مصادفة فى مكتبة العائلة فيتصفحه و يقرأ بعض صفحاته، ثم يعيده فوراً الى الرف المغطى بالغبار حيث تناوله، مستخفاً و مندهشاً للحاجة إلى قول هذه الأمور فى الزمن الذى عاش فيه جده". مفهوم جديد و جميل لفت أمين معلوف نظرنا إليه ، و هو إن عدم اكتراث القارئ بعض الأحيان بما كُتب فى كتاب مرت عليه عشرات السنين احيانا لا يكون سوى دليل على نجاح هذا المفكر او المصلح الإجتماعى ، هو و معاصريه بالطبع، على دفع المجتمع الى الامام و تغيير مفاهيمه و تحويلها إلى مفاهيم بالية .


غير أن الفرق هو أن مقالاتي ظرفية قصيرة جدا.

يعني ليست بالتي تجمع في كتاب لانصراف الناس عن الجدل حول تلك المسألة أو غيرها بعد فترة قصيرة جدا


لا يشترط الشيء الملموس لنحس بالنجاح، ولا يشترط أن تذكر فهناك أقوام قدموا الكثير وخفي عنا ذكرهم.


#شمس_الهمة



جانب تغفل عنه الأمهات العاملات

 جانب تغفل عنه الأمهات العاملات...أنه حين تدفع بابنها لحماتها، أو شقيقة زوجها، أو سلفتها أو حتى والدتها أو شقيقتها...فإنها غالبا لا تعطيها أجرة لقاء ذلك.

بينما إذا رفضت حماتها مثلا الاعتناء بالطفل، فإنها غالبا تدفع به لدار الحضانة، أو لامرأة أخرى أجنبية بأجرة شهرية...

ناقشت كثيرات فقلن لي أنه من المعيب أن تعتني جدة بحفيدها مقابل المال.

وتشتكي أخريات من رفض حمواتهن للعمل، وافتعال المشاكل اليومية بسبب هذا الموضوع.

بينما لو خصصت مبلغا من المال تقدمه لحماتها، لتجنبت كثيرا من المشكلات.

المثل الشعبي يقول(ادهن السير يسير)، بمعنى كل شيء بالمال يصير.

أعرف قصة لاحداهن، ليس لها طفال ومع ذلك تخصص مبلغا شهريا لحماتها، وتخصص نفس المبلغ لوالدتها، والاثنتان راضيتان عنها، وتحبانها، وتحرصان على ودها لأجل ذلك.

قصة أخرى تخصص فيها احداهن مبلغا من المال لحماتها في مقابل اعتناءها بابنها، وتقول أن المبلغ الذي تعطيه لدار حضانة أو امرأة أخرى أولى به حماتها، فهي تعلم أنه تحت رعاية آمنة.

حماتك أو والدتك، شقيقة زوجك، أو شقيقتك، ليس مكلفة بالاعتناء بأبناءك، ومهمة الاعتناء بالأطفال مهمة شاقة عسيرة، سيما إذا كانوا أطفال الغير.

وفي ديننا الجميل، مكروهة الأمور التي تكون بسيف الحياء أو خوف المجتمع أو غيرها من الأمور.

فتقبل حماتك أو والدتك الاعتناء بطفلك مخافة، أن يقال عنها اوصاف ونعوت كأنها مادية، أو غير حنون، أو قاسية ....

ولتعلمن أنه في ديننا الحنيف تأخذ الزوجة أجرة رضاع أبناءها(فلذات أكبادها) من الزوج، حال الطلاق، وبعضهم قال يحق لها ذلك حتى لو كانت معه.

ولم يقل أحد عنهن ماديات، أو استغرب كيف تأخذ الأم أجرة على إرضاع طفالها؟!


أنتن ما رأيكن؟



#شمي_الهمة

القصة الأولى:

 



القصة الأولى:


كان شابا سلفيا قارب الثلاثين، قد أرهقه البحث عن زوجة سلفية منقبة تناسبه...

كانت والدته وشقيقته تعرضان عليه نماذج فتيات لكن لم ترقه ولا واحدة منهن..

وكان أصدقاؤه يرشحون له فتيات من معارفهن..

لكن ذوقه في النساء كان صعبا جدا..

وقال عنه الناس لن يتزوج أبدا..

كان يريدها صغيرة السن، فائقة الجمال، تحفظ القرآن كاملا، ومهتمة بطلب العلم الشرعي..تغطي وجهها وترتدي الإسدال، لا تعرف وسائل التواصل الاجتماعي، بكر لم يمسس عاطفتها أحد، وماضيها ناصع البياض..

كان صديقه مرهقا من الجدال معه بشأن الموضوع، وكذلك والدته وأصدقاءه..

قال صديقه له يوما أنت تريد الكمال، وهذه مواصفات حورية من الجنة...مستحيل أن تتزوج وأنت تحمل هذا التفكير..

وأجابه الأخير بأن يقينه بالله كبير، وهل أنت تستكثر أن يجيب الله دعوة بسيطة مثل هاته، وله سبحانه مفاتيح خزائن الأرض والسماء!!

فأجابه صديقه بأن النموذج الذي تبحث عنه من سابع المستحيلات.

والدته كانت تقول له أن كل الفتيات يكملن تعليمهن اليوم، ومن لا تكمل تعليمها غالبا تتزوج بسرعة، أو تكون غير دينة، ناهيك أن حفظ القرآن آخر اهتمامات بنات هذه الأيام.

توالت الأيام وبلغ ذلك الشاب سن الأربعين وهو دون زواج، لكن يقول صديقه: لم يفقد ثقته ويقينه بالله.

ولم يفقد رباطة جأشه، وكان يستكثر من الطاعات والعبادات وقيام الليل، وكذا يلح بالدعاء.

حفظ بصره عن النساء وعف نفسه طوال تلك المدة.

وهل يعجب الله إلا من شاب ليس له صبوة.

فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:« إن الله يعجب لشاب ليس له صبوة»

بمعنى أن الله يعجب لشاب صان نفسه ولم يرتكب المعاصي أو يقع في الحرام.

كان له سلسلة محلات لتجهيز العرائس، فقد من الله عليه بنجاح كبير ومال وفير..

وذات يوم زارته في أحد المحلات الكبرى التي يشرف عليها، امرأة كبيرة وابنة لها ترافقها لا يبدو منها شيء. ترتدي جلبابا أسودا فلا يرى منها شيء.

تقدمت والدة الفتاة، بينما ابتعدت الفتاة عن عيون صاحب المحل وشغلت نفسها بتفقد السلع والبضائع ريثما تنهي والدتها أمورها.

كانت والدتها تساومه على بعض القماش، فسألها ممازحا: ألا تريدين غيره؟ لم لا تجهزين جهازا كاملا من عندي؟

فأجابته المرأة أنها زوجت كل أبناءها، ولم يتبق لها سوى هذه الفتاة التي لم يأت نصيبها بعد.

ووعدته أنه إذا أتى النصيب فستقوم بتجهيزها من عنده.

فسألها عن سنها فقالت أنها في السابعة عشر من العمر.

فسألها إن كانت تدرس، فأجابته أنها كانت متفوقة لكنها توقفت عن الدراسة، لكنها تحفظ القرآن كاملا، وحاليا بدأت مسيرتها في طلب العلم الشرعي.

فانفرجت أسارير الرجل، وقال لها من فرط حماسه، إن كانت قد توافق على شخص بنفس عمره.

فأجابته الأم أن يزور بيتها وان شاء الله خير، وأعطته العنوان.

وفعلا تمت الخطبة والزواج.

وقد رزقه الله بفتاة الأحلام، وبنفس المواصفات التي كان يريدها.

يقول صديقه صدمة الجميع بزواجه، وأن العروس كانت بنفس المواصفات التي اشترطها جعلتنا نتأمل مليا فتوحات الله على عباده، وإجابة الدعاء ولو كان مستحيلا بنواميس البشر، بشرط لزوم الدعاء واليقين به عز وجل.

وقفة:

القصة لا تشجع على طلب واشتراط الكمال في الطرف الآخر، إنما ذكرتها لأنها حدثت بالفعل ولتعزيز جانب اليقين بالله، والإلحاح بالدعاء، وكذا صون النفس عن الحرام. 


#شمس_الهمة

القصة الثانية:(الموسوسان)

 

القصة الثانية:(الموسوسان)

كان شابا جامعيا ملتحيا قد تخصص بمجال الحاسوب والمعلوماتية.
نشأ في أسرة بسيطة لم يعرف أهلها الالتزام بأوامر الشرع.
وكذا كل محيطه تقريبا..
جد واجتهد في عمله، لكنه كان معقدا من النساء لما كان يراه من تبرج وسفور.
لدرجة عزف فيها عن الزواج.
وكلما رشحوا له فتاة وجد لها عيبا..
فهذه لها علاقات..
وأخرى مشيتها لا تروقه..
وتلك جريئة جدا...
وبعد رحلة بحث طويلة، تعقد من النساء كلهن.
"لا فتاة تصلح للزواج، لم يعد هنالك فرق بين فتاة من البادية، وفتاة من المدينة جميعهن في سلة واحدة كالبيض منتهي الصلاحية."
تقدم به العمر، وتزوج كل أقرانه، وبقي وحيدا كمعلم أثري يتحدى الزمن والآفات.
القصص التي كان يسمعها أضافت لمأساته مأساة أخرى، خيانات زوجية، قصص طلاق، وانعدام أخلاق.
‏تلك القصص نكتت بقلبه وطبعت عليه بالسواد.
‏تقول شقيقته كنت أرثى لحاله، شاب وسيم خلوق يحفظ بصره، ويصون نفسه عن علاقات الحرام، لكنه يحمل فكرا ومنطقا شائها عن النساء، وكنت أراه شكاكا موسوسا وكنت أخشى على فتاة سيتزوجها من طباعه تلك.
‏لكن عبثا كنا نحاول إقناعه بفكرة الزواج، كان موسوسا لدرجة أن كل فتاة تمر من أمامه يقول عنها في نفسه أنه لا شك أن ماضيها أسود بالعلاقات المحرمة.
لكنه مع ذلك لزم القرآن والمسجد والطاعات، وظل يصون نفسه عن البنات.

*************

في جانب آخر من العالم كانت هي فتاة جامعية حسناء تخصصت بمجال الحاسوب والمعلوماتية.
فتاة ذكية، متفوقة على أقرانها، وكانت الأولى على دفعتها..
تهتم بالعلوم على اختلاف تفرعاتها، ويستهويها التاريخ والقراءة عنه.
لها إلمام كبير بالأدب والشعر والعلوم الدينية..
فوالدها كان مدرسا للعلوم الإسلامية، لذا فثقافتها الدينية كانت ممتازة...وكذلك كان تدينها مستقيما معتدلا وناضجا.
في الفترة التي كانت صويحباتها يتزوجن ويقمن علاقات مع الشباب كانت هي تسأل الله وتقف ببابه
كي يرزقها الزوج الصالح المصلح.
وحين ولجت النت، وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي نضج فكرها على مشكلات النساء، والكنة والحماة
وكذا خيانة الأزواج...وشيئا فشيئا تعقدت من الزواج وفقدت الأمل بالحصول على زوج صالح تقي نقي لم يعرف علاقات من قبل.
فكل الرجال سواء، ولا يوجد رجل لم يعرف علاقات من قبل-هكذا خمنت-
وكذا اعتبرت أن كل الحموات شريرات هدفهن التسلط على الكنة وإذلالها.
كان الخطاب يتوافدون لخطبتها، وكانت ترفضهم من أول فرصة.
كانت شقيقتها ووالدتها ترجوانها فقط إعطاء فرصة للخاطب بدل إلقاء التهم والأحكام، لكن...عبثا كانوا يحاولون.
فقد كانت عنيدة، صعبة الاقتناع، ولا تترك فرصة للنقاش والحوار..
لكنها وبعيدا عنهم كانت تقوم في جوف الليل وتبتهل إلى الله بالدعاء.
كانوا يقولون لها وقد أصبحت في الثالثة والثلاثين أنها لن تتزوج أبدا.أو أنها ستتزوج مطلقا أو أرملا أو شيخا عجوزا.
لكنها كانت تجيبهم أنها تدعو الله أن يكون شخصا جامعيا مثقفا، خلوقا، متدينا وأعزبا أيضا.
كانت تقول ذلك بثقة تستغربها الفتيات من حولها.

************
صاحبنا الأول وبعد أن فقد الأمل بالعثور على زوجة صالحة، قرر الزواج بأي نموذج كان..
فتقدم لخطبة فتاة وهو يحمل عريضة محاذير (الهاتف ممنوع، الفيس ممنوع، فتح النوافذ ممنوع وهلم جرا)
لكن الفتاة وأمها طردنه من بيتهم وقلن عنه معقد وإرهابي..
وحين انتهت حلول الأرض رفع رأسه إلى السماء مناجيا الله.
وبعد أسبوع عرض عليه صديقه زيارة فتاة من معارف زوجته، قال أنها بنفس المواصفات التي يريد.
لكن الشاب رفض الفكرة كي لا يتعرض لما تعرض له في آخر تجربة.
أما زوجة صديقه فتوجهت إلى الفتاة المعنية وطلبت منها أن تمنح الشاب فرصة للتعارف الأولى فرفضت الفتاة كونها سمعت أن سنه يقارب الأربعين ولم يتزوج...محال أنه لم يكن دون علاقات محرمة.
ومضى عام كامل على القصة.

************
بعدها عاود صديقه الكرة لعل وعسى يتمكن من إقناعه بالرؤية الشرعية على الأقل...وفعلا وافق صاحبنا أخيرا..
وكذا فعلت زوجته وأقنعت الفتاة أخيرا...
ماذا حدث بعدها؟
حصل القبول وتم الزواج في ظرف شهر فقط.

*********

‏عقب الزواج:
‏عاش الزوجان ثلاثة أشهر من الريبة والشك لبعضهما، وخمن المقربون لكلا الطرفين نهاية مأساوية لهذا الزواج.
‏فوالدة الفتاة وشقيقتها يعرفان وسواس ابنتهما، ويعرفان حقدها المسبق على الحماة.
‏وأشقاء الزوج وأصدقاؤه يعرفون غيرته الشديدة، والشك والوسواس الذي ينخر بقلبه.

خلال الثلاثة الأشهر الأولى عرف كل منهما معدن صاحبه، فالفتاة كانت كثيرة التهجد والصيام والقيام.
وكذلك كان الزوج...كان يؤمها في الصلاة، وكانا يتلوان القرآن عقب صلاة الفجر معا..
لم يتركهما الله للشك والوسواس، رأفة بقلبيهما الطاهرين..وقذف الحب في قلبيهما فتلاشت كل تلك الوساوس وكأنها ما عمرت بتلك القلوب من قبل.

كانت تملك هاتفا، وحسابا على الفيس، ورغم ذلك لم يدر بخلده مراقبتها أو التجسس عليها قط.
وحين سألته يوما بدافع الفضول قال أنه فطن ويعرف كيف تتصرف الزوجة التي تخون.
وأنه ما من داع للشك، سيما وأنك لا ترتبكين بحضوري، ولا يوجد قرائن للريبة.
وأنا حمدت الله على مثلك، ولا أريد تلويث أيامنا الجميلة بوسواس الغيرة المرضية والشك.

وفي أحد الأيام فاجأها الزوج برغبته في أن يعتمرا معا...فرفضت الفتاة.
رفضت لأنها رغبت أن تكون حماتها الجميلة معها، فحماتها كبيرة في السن ولم يسبق أن تحج أو تعتمر من قبل.
وصدمها حين قال لها أن سبب ذلك، أن والدته لا تملك دفترا عائليا، فوالده تزوجها عرفيا وسجل كل أبناءها في دفتر الزوجة الأولى.
وأنهم حاولوا تسوية وضعيتها لكن الأمر كان بالغ الصعوبة.
لكن دين الفتاة وأخلاقها منعاها من القيام بعمرة دون أن تكون حماتها الحنون موجودة معهما.
وسألت الله أن يعينهما على تقديم هذا المعروف كي يكلل زواجهما ببركة دعائها لهما.
وفعلا قضيا حولا كاملا في التنقل بين المراكز الحكومية وتكللت أخيرا مجهوداتهما بالنجاح.
وقاما بأول عمرة مصطحبين فيها ابنهما الرضيع، ووالدتهما تاجا فوق الرؤوس.
وفي العام الثاني رزقهم الله حج بيته الكريم.
والآن وبعد خمس سنوات، وطفلين يعيشان بسعادة وهناء.

لا يزالان إلى يوم الناس هذا يصومان الاثنين والخميس، يقومان الليل، ويكثران من النوافل.
وحين سئلا عن ذلك، قالا أن الله الذي أتانا سؤل قلبينا يستحق أن يعبد ويشكر.
ومحال أن نتراخى عن العبادة في الرخاء، وقد حرصنا عليها في الشدة والضراء.

وقفة1:(عن الشك والوسواس)
للأسف ما يحكمنا في هذه المسألة وغيرها تمثلات تسربت إلى أذهاننا من تجارب الآخرين، وأصبحت توجهنا إقداما وإحجاما، وكأننا نريد الشيء المأمونة نتائجه، فلا نلتفت إلى أننا بذلك نحرم أنفسنا من نعمة الاختيار واتخاذ القرار.

وقفة2:
الله مطلع على القلوب، وهو يعلم من يعبده ليرضيه، ومن يعبده فقط ليعطيه.
ويبغض الذي الذي ينساه في السراء..
ويبغض العبد الذي يعبده على حرف، فإن أعطاه سؤله صبر وشكر، وإن لم يعطه سؤله جحد وكفر.

‏#شمس_الهمة

القصة الثالثة:(لن أتزوج فتاة تعمل)

 القصة الثالثة:(لن أتزوج فتاة تعمل)


قالت إحداهن فيما ترويه عن عمها الأعزب:


كان شابا مدخليا وسيما فارع الطول، بأدب جم، تتمناه زوجا كل من تراه.

كان مستواه محدودا فهو لم يكمل تعليمه الجامعي بسبب فتاوى تحرم اختلاط الجنسين.

وهكذا قضى على مستقبله الدراسي، وحكم على حياته بالفشل، وقضى على ما حباه الله من تفوق ونبوغ.

وهو إذ ترك الاختلاط الجامعي، فإنه مارس الاختلاط أكثر حين مارس مهنة تجارة الملابس، فقد كان أغلب زبائنه من النساء.

تقول ابنة أخيه أنه كان يحرم عليها كل شيء، يمنعها من الخروج، ويحرض أباها كي يمنعها من إتمام تعليمها. ولو كان بيده أن يمنع عنها الهواء لفعل.

وبعد نجاحها في شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا، قام ببلبلة كبيرة، وأثار جدالا عائليا...رغبة في منع الفتاة من إتمام تعليمها...لكنه هذه المرة لم يتمكن من فرض سيطرته على والدها.

كون المقربين تدخلوا كي يقنعوا والدها بالسماح لها بإتمام تعليمها، فمعدلها يؤهلها لأرقى التخصصات.

وحين اختارت تخصص الطب، لم تسلم سنواتها السبع من مضايقاته وفتاويه وتسلطه.

تقول الفتاة أنها كانت تدعو الله دوما كي يخلصها منه، وكان من جملة دعائها أن يرزقها الله بزوج متفتح يخلصها من براثنه.

كل سنواتها خاضتها بطوفان من الدموع، وهي تفكر أن مستقبلها الدراسي مهدد بالضياع مادامت تحت رحمة عمها المتشدد.

كان يكره الجامعة وفتيات الجامعة، ويكره النساء العاملات ويقول عنهن فاسقات.

تأخر زواجه وكللت كل مساعيه في البحث عن زوجة صالحة بالفشل.

ولا عجب!! تقول ابنة أخيه، شدد علينا فشدد عليه الله.

ولو رحمنا لرحمه الله وأنار طريقه.

بعد قنوطه لان قليلا مع بنات أخيه، وأصبح يعاملهن بلطف.

المشكلة تقول ابنة أخيه لم تكن في التشدد فحسب، إنما كانت في المواصفات الخيالية التي كان يريدها بزوجة المستقبل، حسناء طويلة، ليست جامعية، تحفظ كتاب الله، قارئة نهمة تقرأ كتابا كل ليلة، والأهم أن لا تكون عاملة. ولا تعرف وسائل التواصل الاجتماعي.

تقول وكنت أنا أسخر من أحلامه الطفولية السخيفة، وأقول في نفسي :"نعم انتظر، ستنزل عليك فتاة الأحلام من السماء".

استمرت معاناة الشاب، واستمر كذلك بغضه لجميع النساء وخصوصا العاملات.

ثم تزوج ثلاثة من اخواله في فترة متقاربة، وكلهن كن ضد المرأة العاملة، وبارك هو اختيارهم.

وبعد مدة رأى بنفسه حصاد سوء الاختيار، فتيات فارغات لا هم لهن سوى المسلسلات، وحفلات الزفاف، والتسكع في الأسواق والطرقات، لا يرعين حق زوج فيخرجن في غياب أزواجهن عند الجارات، ولا يهتممن بتربية أطفالهن وتثقيفهم.

ولأنهن لم يكملن تعليمهن، وتوقفن عن الدراسة في سن متأخرة، فقد اكتسبن من الشارع والعجائز وكذا مجالس الغيبة والنميمة لغة وتربية شوارعية مشبعة بالجهل والخرافة والأوهام والدجل. 

وكن يعوضن عقدة النقص لديهن بالبهرجة في المأكل والملبس، والتكبر ، التكبر على الحماة، وعلى الزوج والنعم، وكذا التكبر على خلق الله.

كيف لا، وقد قيل: ”وملء السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ“.

كان يرى ويسمع كل يوم شكاوى أخواله، فتعقد أكثر من النساء.

ثم تزوج اثنان من أبناء عمه بزوجات عاملات، احداهن معلمة والأخرى أستاذة.

وكان ينتظر بشغف وقوع المشكلات، ليظهر تشفيه بعد قيامه بنصحهما لكنهما لم ينتصحا.

لكن مضت الأيام والأشهر والأسابيع هادئة هانئة والأزواج في انسجام.

ولأنهم كانوا يسكنون بفيلا مشتركة، فقد كان يسمع أخبارا طيبة عن الزوجتين الجديدتين.

وكيف كانت والدته تعقد مقارنة بينهن وبين نساء أخواله، فتجد البون شاسعا والفرق واضحا..

من حسن تبعل، ونظافة، وبراعة في فنون الطبخ، وكذا أدب وتواضع وأخلاق.

كان التنميط السائد لديه ولدى أمثاله من الشباب أن الجامعيات فاسقات، مخشوشنات، جريئات ولا يعرفن كيف يسلقن بيضة، ويعتقدون إلى ذلك أنهن بغير حياء ولا دين ولا يوجد فتاة منهن لم تعرف علاقة محرمة من قبل.

تقول ابنة أخيه وجاءت سنة التخرج، وقد كنت أحمل هم ما بعدها، فعمها وإن سمح لها بالدراسة مرغما حتى الحصول على الشهادة، فإنه مؤكد لن يسمح لها بالعمل سيما مع وجود مناوبات ليلية.

وكنت أدعو الله الخلاص.

وقبل انتهاء السنة، كان عمها قد يئس من العثور على فتاة سلفية، فطلب من والدته أن تبحث له عن فتاة عادية كي يتزوج والسلام.

لكن حتى هذا المسعى لم يوفق إليه..

لذا قرر اللجوء إلى الله بقيام الليل، ثم قرر الانطراح بين يدي الله في بيته، فقام بأداء عمرة.

كان يعمل تاجرا، والله مغدق علين بالمال الوفير، بعدها بأشهر قرر فتح مطعم للبيتزا مع صديقه، ودفع فيه كل أمواله...

وقتها ابتدأ الحراك فأفلس المطعم، وخسر أمواله وأصبح مدينا..

عرضت عليه والدته أن تخطب له فتاة صادفتها في مناسبة زفاف، فرفض كون المواصفات غير مشجعة، إضافة لإفلاسه فمن أين سينفق عليها.

ودخل في حالة يأس، وكآبة شديدة، وقرر اللجوء إلى الله والانطراح بين يديه.

لكن بعدها بأسبوع فاجأه صديقه باتصال يقول فيه أنه وجد فتاة سلفية تناسبه..

تعمل طبيبة، وقالت أنها ستتوقف عن العمل حال الزواج.

قال أنها منقبة، وجميلة، وتحفظ القرآن.

كان الشاب قد وصل إلى مرحلة القنوط واليأس بخصوص العثور على زوجة صالحة، وكذا بات يدرك أخيرا أن عمل المرأة لا ينال بالضرورة من أخلاقها وشرفها..لذلك تحمس قليلا للفكرة، ثم ما لبث أن أحس بحزن شديد، كونه لا يملك الان المال الكافي للزواج..وكونه قد يكون غير مقنع ومرغوب للفتاة. من جهة لتواضع تعليمه، ومن جهة أخرى وضعه المادي.

لم تكن الطبيبة تريد شيئا سوى شاب سلفي، وكانت قد مرت بتجربتين فاشلتين من قبل مع الخطبة والزواج.

لذلك كانت تحرص كل الحرص أن يكون سلفيا حقا، وليس مثل الآخرين لحية وقميص فقط.

ذهب لمقابلتها وهناك تم القبول وحدث الزواج بعد ثلاثة أشهر.

وفتح الله عليه بالمال من طريق وحكاية أشبه بالمعجزة، فاكترى منزلا وابتاع أثاثا ودفع مهر الفتاة.

تقول ابنة أخيه، بعد الزواج بأسابيع كنت أراه سعيدا بها، وهي سعيدة به.

كانت فتاة جميلة جدا، تقرأ الكتب، وتحفظ القرآن، وتتبع المنهج السلفي، تماما مثلما أراد.

وشعرت أنا بالقهر، كيف يستجيب الله له، وهو بهذا السوء؟

كيف يتزوج طبيبة وكان سيقضي على حلمي ومستقبلي؟

كيف تزوج هو، وبقيت أنا هنا لا أزال تحت رحمته،( الآن أصبحت لديه فرصة أكبر ليتبجح علي بزوجته الدكتورة التي قرت في البيت، ويطلب مني أن أفعل مثلها).

ثم أعود فأستغفر الله بإسراف، وأبحث عن سبب أفسر به ما حدث.

مرت الأيام والأسابيع، وأنا في حيرة شديدة..

جاء قرار عملي أخيرا بعد ستة أشهر من المكوث في البيت..

فبارك عمي وزوجته وظيفتي الجديدة، ولم يثر عمي كما كان يثور من قبل.

فهمت بعدها أن زوجته الطبيبة، غيرت بأدبها وأخلاقها كل ما كان يعتقده عن العاملات..

لكن سؤال لماذا رزقه الله وهو بهذا السوء كان صداه لا يزال يتردد بأذني..

حتى أتى ذلك اليوم الذي تسامرت فيه أنا وزوجته فحكت لي كيف كان عقب يأسه وقنوطه يدعو الله ويلح بالدعاء والصيام والقيام.

بينما نظرت إلى حالي فوجدتني مقصرة كثيرا في هذا الباب، وهو كان مجتهدا وصادقا في لجوءه إلى الله.

وعلمت أيضا أن لكل شخص ورقة امتحانه، وقد استوفى عمي شروط معادلة النجاح من صبر وإعفاف النفس ولزوم الطاعات والنوافل، فكافأه الله.

فرغم سوء الأشخاص، أو قسوتهم الظاهرية، أو المعاصي المبتلين بها، غير أننا لا نعلم حقا ماذا بينهم وبين الله، فقد تكون لهم حسنات خفية مطمورة في بحر سيئاتهم.

بعد ذلك تزوجت أنا الأخرى، تزوجت بشاب مثلما تمنيت، من قرابة زوجة عمي، وكانت هي من رشحتني له.

فأدركت وقتها حكمة الله وتدبيره، وأن ما كنت أعتقده شرا محضا، حمل لي خيرا كثيرا( الوظيفة والزوج).

ولولا تدبير الله لما كان ماكان.


#شمس_الهمة




وقفة مع قصص الزواج:

 وقفة مع قصص الزواج:


كتبت هذه القصص بهدف تعزيز اليقين بالله، وصدق اللجوء إليه، وكذا التقرب إليه بالنوافل ليرضى، فإذا رضى أرضى وأعطى، وإذا أعطى أدهش.

والناس تتفاوت في مدارك اليقين، وقد تكون هذه القصص استثناءات لعباد الله الصادقين.

إنما هل تنفع ليحتذى بها، قطعا لا، إنما الاحتذاء فقط في حسن اللجوء إلى الله.

استغربت كثيرات قصة الزواج الأولى واستنكرنها، وأنا أتفهم ذلك، فالشروط التعجيزية في اختيار شريك الحياة، وكذا فارق السن الكبير مذمومان.

لكن هذه الاستثناءات موجودة، وقد يشقى أصحابها، وقد يسعدون.

فلا نحكم على تجربة ما بالفشل ونحن نجهل تفاصيلها وحيثياتها ومراد الله وحكمته، فلله في خلقه شؤون.

ولا يعني ذكر تلك التجارب أننا نقر ما فيها من أغلاط منهجية واضحة عند الاختيار.

كما أن لكل عبد على هذه البسيطة ورقة امتحانه الخاصة، فهنالك من ينجح في امتحانه، وهنالك من يفشل، وهنالك من يتأخر في فهم مراد الله وهكذا..

ولا يشترط أن يحب الله العبد حين يعطيه، أو أنه عز وجل غير راض عنه حين يمنعه.

ولو كان هذا صحيحا لما سقى الله شربة ماء لكافر.

فقد يعطيك حبا، وقد يعطيك استدراجا والعياذ بالله من ذلك.

وقد يستوفي الشخص معادلة امتحانه، من حسن توكل، ويقين بالله، واتخاذ الأسباب، وكذا التهجد والطاعات وتحين أوقات استجابة الدعاء وكذا حضور القلب، فيكافئه الله على ذلك.


#شمس_الهمة


العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...