الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

باديسية نوفمبرية، سيناريو تركيا وأردوغان؟!

 

باديسية نوفمبرية، سيناريو تركيا وأردوغان؟!

في المسلسل التركي رغم الأحزان، دراما واقعية ممتعة تحكي حقبة حكم العسكر في تركيا، بتفاصيل دقيقة ومشاهد تحاكي أحداثا تاريخية حقيقية، مشاهد وثقت مخططات أهل الباطل وحكت بشاعات الجنرالات العلمانيين الذين حكموا تركيا ردحا من الزمان، كنت أنوي عمل مراجعة طويلة ودقيقة للمسلسل لأنه فعلا يستحق، لكن ظروف ما جعلتني أؤجل الأمر في كل مرة.
لكن اليوم سأتكلم عن حلقة مميزة وغريبة لفتت انتباهي، وضعت حولها أسئلة عدة في مجموعات التواصل، رغبة في إشباع فضولي، وتقصي تكهناتي حولها، لكن محاولاتي باءت بالفشل..ثم زارتني شقيقتي المتزوجة فسألتها إن كانت قد شاهدت المسلسل بغية سؤالها عن تلك الحلقة...فقالت أنها شاهدت فقط بضع حلقات متفرقة، وأن إحدى الحلقات طرحت لديها تساؤلا وشكا غريبا، فسألتها عن الحلقة ويا للمفاجأة حين وجدتها الحلقة نفسها التي كانت تثير فضولي.
الحلقة باختصار سألخصها بهذا المشهد:
الجنرالات كان لديهم ماريشال قوي اسمه(قدرت كاراي) مشهور ببطشه بالإسلاميين والمتدينين، معروف بعداءه للدين، ويسن قوانين تمنع إظهار شعائر الدين كمنع الحجاب في الجامعات، منع الآذان، محاسبة وتسريح من تثبت عليه تهمة الصلاة *في الأقبية* من ضباط الجيش وووو.
في نهاية مسيرة الماريشال قدرت كاراي، كان الشعب قد استيقظ، وسئم حكم العسكر، وبدأ الإلتزام ينتشر انتشار النار في الهشيم..في أوساط العامة، وكذلك بين ضباط الجيش.
لذلك قرر الجنرالات التضحية بالماريشال (قدرت كاراي)، وقاموا بفضح ممارساته السابقة، وبدأوا عهدا جديدا، قالوا فيه سنقوم بالتضييق على المتدينين في المسجد والشارع والجامعة ثم نبعث لهم (الرجل المنقذ) الذي يدافع عن الحجاب والمحجبات، والصلاة، ووو...فيلتف الشعب حوله...فيصنعون منه بطلا مناضلا ...ثم يزجون به في السجن لبضعة أسابيع أو أشهر كي يظهروا أنه معاد للدولة...وأنه إرهابي رجعي..
بعد أشهر تتم محاكمته، وتكون الأدلة ضده ضعيفة، فيطلقون سراحه..
أثناء تواجده بالسجن...تعرف على المحامي(ابراهيم)، هذا المحامي شخص حر، نبيل وشريف، ومعروف بالتزامه، أمضى كل شبابه وكهولته متنقلا بين السجون وذلك بسبب نضاله ضد العلمانية...
مع اقتراب نهاية المسلسل كانت نهاية الماريشال (قدرت كاراي)، وتم الإفراج عن (البطل المنقذ)، ومن ثم ترأسه لحزب سياسي، فتقليده منصبا مهما.
وكذا تم أخيرا الإفراج عن المحامي ابراهيم...
(البطل المنقذ) طلب مقابلة المحامي ابراهيم كي يقنعه بالعمل معه (لطالما احتمى الذئاب بالوطنيين والشرفاء، وجعلوهم واجهة لأعمالهم)، ودار بينهما هذا الحوار:
- البطل المنقذ: محامي ابراهيم انت انضلمت كتير من الجنرال قدرت كاراي، ومثلما بتعرف انتهى زمن الظلم، انتهى زمن الجنرال (قدرت كاراي) ورح نعيش بتركيا جديدة ويكون المستقبل إلنا....احنا بنتمنى إنك تعمل معنا.
فيجيبه المحامي ابراهيم بوقار ، وبصيغة تهكمية مملوءة بالشك قائلا:
- أنا بحترم كتير الجنرال قدرت كاري، هو على الأقل كان واضح بعداءه لنا...لكن يا خوفي رح نعيش بزمن فيه ذئاب متلبسة بوجهين، ما رح نعرف نكون معها ولا ضدها.وهل هي بتعمل معنا ولا ضدنا.
انتهى المشهد.
سأتكلم هنا عن سبب فضولي حول الحلقة...وسبب تساؤلاتي الكثيرة...
شخصية البطل المنقذ بالمسلسل أداها ممثل بنفس مواصفات أردوغان...نفس الوجه تقريبا، نفس الشارب...نفس الحركات...وحتى نفس النضال....ونفس المنصب الذي تقلده عقب خروجه من السجن..
البطل المنقذ الذي سرق نضال الإسلاميين الشرفاء الحقيقيين...والذي يعمل في العلن على الشعبوية وكسب الجمهور واستغلال العاطفة الدينية...أما في الخفاء فيخطط لعلمانية ناعمة غير مصادمة للجمهور.
وهذا هو الأخطر في الموضوع...تركيا صنعت من قبل بطلا وهميا هو أتاتورك...فهل تعيد الكرة مع أردوغان ونحن في غفلة عن هذا؟!
قرأت مقال الدكتور عبد الكريم الدخين عن أردوغان والعلمانية الناعمة، فقلت أنها ربما محض تحليلات سياسية...ثم شاهدت المسلسل فأكد لي وجهة نظر الدخين.(والله أعلم)
مقال الشيخ عبد الكريم الدخين:
((هو الإشكالية ليست بعلمانية ‍اردوغان التي نستفيد منها وما زلنا ، وليس بنوعية علمانيته وهي الانجلوساكسونية ، ولا بطبيعة تحركاته ومنطلقاته وأهدافه ، المشكلة الكبرى هي في عدم إدراك جماعتنا لعلمانيته وإحسان الظن بها مما يسهل تجذرها داخل المنظومة الإسلامية وهم مازالوا غارقين في عسل الوهم بتدرجه ..

نحن وعينا مشكلة العلمانية لأنها جاءت ومعها أسلحة الاستعمار ، وفرضتها الدول الوظيفية وريثة المستعمر ، ولأنها فرضت بالقوة من قبل عالم نشاهده ينهش من لحمنا ويرتوي من دمائنا ، بينما قبل كثير منا كثير من مضامين الليبرالية لأنها جاءت عبر نافذة الفقهاء أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وجيلهما وتلاميذهم ..
الفرض بالقوة لم ينجح ، بينما الانبثاق من الداخل وعبر مؤسسات الداخل نجح إلى حد كبير ..
وكثير من المفكرين حاليًا يتداولون فرضية الإصلاح من الداخل والإصلاح عندهم العلمنة ، كثير منهم استوعبوا إشكالية رفض العلمنة من العقل الإسلامي ، وبدأوا بالفعل بالتنظير في كيفية إيجاد جذور للعلمنة من داخل المكون الفقهي ، وسيجدون حمير يركبونهم من الفقهاء بلاشك ، وأخشى كل الخشية أن التجربة ال‍اردوغانية التي يطبل لها بعض السذج بكل مافيها ستكون أول درجة يركب عليها العلماني ليصل لظهر الفقيه المغفل))

لست مع شيطنة كل إسلامي على الساحة كما يفعل المداخلة، لكني أبقي عقلي مفتوحا على كامل الاحتمالات، ودائما أحتفظ بنسبة 1٪ للشك.
وقد كتبت مقالا من قبل عن أردوغان منذ سنوات، وطلبت عدم تقديسه أو تجريحه لأن كلا الفعلين مذمومين عندي..
هذا رابط المقال:
(المقال في أول تعليق)

نعود للجزائر والأحداث الأخيرة، قرأت مقالات عدة كتبها مغاربة حول الحادثة الأخيرة، فوجدتني أتفق مع كلامهم...قالوا بأن الجنرالات الذين لم يتورعوا عن قتل شعب كامل في العشرية السوداء وافتعال الإرهاب والهجمات الإرهابية...لن يتورعوا عن قتل جنودهم وإلصاق التهمة بالمغرب...
قالوا بأن لعبة الجنرالات باتت واضحة...تجييش الشعب ضد المغرب...إقناعه بأننا مظلومون...وبأن المغرب التي تطبع مع اليهود تخطط لإفناءنا....اللعب على ورقة معاداة التطبيع والصهيونية...بينما يطبعون تحت الطاولة...وهكذا يتم إلهاء الشعب الذي لم يعد مقتنعا بحيلة الباديسية النوفمبرية....ومنعه من حراك جديد...وإشغاله بالعدو الوهمي(الجارة المغربية)، وبهواجس حرب تلوح في الأفق لا تبقي ولا تذر...

ما جعلني أوافق تلكم المقالات، ما يحدث الآن أمام أعيننا ولكن لا نلاحظه بسبب انشغالنا بالحرب الكلامية مع الجارة المغربية(تسريح ڨايدي من منصبه...ڨايدي الرجل الوطني الشريف الذي قيل أنه يصوم الاثنين والخميس، وبأنه متدين وصادق وأمين...استعمل في البداية رفقة الڨايد صالح...ثم تم التخلص منهما عقب انتهاء المهمة)
وكذا تبرئة الهامل من إحدى التهم الموجهة إليه، في غفلة عنا ودون أن يثير هذان الخبران صدمة أو دهشة أو يسيلا حبرا...

بإسقاط أحداث المسلسل على واقعنا الجزائري فإن نفس السيناريو يحدث أمام أعيننا...انتهى زمن العصابة...وحل محله زمن الباديسية النوفمبرية....استعملوا أشخاصا شرفاء للمهمة....وحين استتب الوضع ألقوا بهم في سلة المهملات...لا وجود لباديسية نوفمبرية...النظام جدد نفسه بنفسه...استعمل شعارات دينية وعاطفية...تظاهر بعداءه لفرنسا والفرنسية...للزواف والعلمانية...لا يرغبون الآن بمصادمة الجمهور...
السياسة الناعمة هي الحل وهي البديل الأمثل...

ملاحظة: المقال تفكير بصوت مسموع وطرح استفهامات، وليس اتهاما مباشرا.

#شمس_الهمة

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

طاعة الزوج:

 

طاعة الزوج:

الوسط الدعوي اليوم يشهد تجاذبات فكرية بين الدعاة والعلماء ما بين مغال ومفرط، ومتمسك بالقديم ومجدد.
ولعل راية التجديد في قضايا المرأة تحملها داعيات فاضلات ونحسبهن كذلك.
وفيهن صنفان: صنف مغاليات يرددن ما يقول به الرجال.
وصنف تجاوزن الغلو إلى التفريط.

حيث خرجت علينا دكتورة فاضلة منذ أيام تطالب بإلغاء حق الطاعة للزوج، وفندت الأحاديث التي دعت إلى ذلك، وقالت أنها إما ضعيفة أو منكرة(ولعلي لا أناقش هذا الأمر لأن له أهله المتخصصون)

وقالت أن الزواج شراكة بين اثنين مختلفين فيزيولوجيا، لذا لا يلزم أن يفرض طرف رأيه على الآخر، لأنه لا يعي تركيبته، ووظيفته التي تختلف عنه تمام الاختلاف.
وقالت أن الاستئذان من الزوج (غير واجب)، ولا دليل صحيح يعضده، ومواقف السيرة تفنده.(انتهى كلام الدكتورة).

***********
فقلت:
أما عن طاعة الزوج واستئذانه في كل كبيرة وصغيرة كما هو الحال عليه في زماننا هذا، فلا أعتقد بها.
بحيث يتم إلغاء كيان المرأة كاملا، بعقلها وخياراتها، ورغباتها لتخضع لسلطان زوج مستبد يجعلها تذوب في شخصه، وتتماهى مع قرارته.
وكثيرا ما نشاهد في واقع حياتنا اليوم، أزواجا غير أكفاء، وأقل ثقافة وعلما من المرأة، يفرضون جاهليتهم على زوجاتهم العاملات والمتعلمات والملتزمات، فكثيرا ما صادفت زوجة عاملة، لا حظ لها من الشراكة الزوجية سوى مرتبها الذي تدفعه كاملا للزوج، أما عن الخروج من غير العمل، فلا يسمح لها بزيارة أرحام ولا صديقات إلا تحت رقابة مشددة، وبإذن تعسفي من الزوج.

ووصل حد الإساءة للقوامة إلى منع المرأة من المباحات، فتجد الرجل يفتش هاتف الزوجة ويطلب كلمة المرور لحسابها على الفيس، وبعضهم يمنع عنها الهاتف والفيس في حين يتمتع هو بكل تلك الأمور دون قيد أو شرط.

ولعله إلى زمن قريب لم يكن موجودا هذا التشدد والتنطع على النساء، فكان لهن مملكتهن الخاصة التي لا يحق للرجال ولوجها، فترى مثلا في مسلسل باب الحارة، حين وجود خطب ما أو طارئ لا تستأذن المرأة زوجها، بل تقول لابنتها أو جارتها(ارتدي ملاءتك واتبعيني)، وتوصي أحدا ما بإبلاغ الزوج عن مكانها في حال غيابها، ولا يعترض الزوج، ولا يغضب، ولا يتم استعمال الحديث الشريف(أيما امرأة خرجت من دون اذن وليها، تلعنها الملائكة حتى ترجع) كسوط لجلد أخلاقها.
ولا يقتصر خروجهن من دون اذن على الأمور الطارئة والضرورية، بل حتى الأمور المباحة، فللسوريات مثلا عادة تسمى(الصباحية) تقضي بالتقاء الجارات عند واحدة منهن لتبادل الأفكار التربوية ومناقشة الكتب، وترديد الأذكار، وحين سألتهن عن موقف الزوج من هذا الأمر، قيل لي أن الأزواج لايعترضون على ذلك لأنها عادة متوارثة، والزوج يثق في زوجته لأنها مع رفقة مأمونة.
وأعرف في واقعي ومحيطي كثيرا من الأسر غير الملتزمة التي تنتهج فيها النساء هذا النهج، ولا يغضب الزوج، فخالتي مثلا تخرج من غير اذن زوجها إذا سمعت خبر وفاة أحد ما، أو قصد زيارة جارة ما، وتعود لبيتها ولا يسمعها زوجها موشحا من الخطب والوعظيات كما يفعل الملتزم-للأسف- لماذا ياترى؟

ببساطة شديدة، لأن أولئك النسوة متفاهمات مع أزواجهم، وأخذن ثقة خولت لهن إذنا مسبقا ودائما.
لكنهن طبعا يستأذن أزواجهن في أمور أخرى، وتختلف استجابة الزوج كل مرة ولا ينزعجن من ذلك.

وهذا الأمر نجده في السيرة ومواقف الصحابيات، فكن تارة يستأذن أزواجهن، وتارة يتصرفن بما يمليه عليهن الموقف، ولم نجد هذا التعقيد والتقعيد الذي طبع علاقاتنا اليوم.

نعم زماننا تغير، والمرأة تغيرت، ونحن بحاجة ماسة لمراجعات فكرية وتجديد لمفاهيم متكلسة، وتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة، ونفض الشوائب التي علقت بالدين لقرون وهي ليست منه.
وأعتبر هذه المرحلة ضرورية ومؤقتة، ولا أنادي بمعارك بين النساء والرجال، بل أدعو للاحتكام إلى الشرع الحنيف، والتكامل لبناء الأمة.

" لكن أرى  بعض الدعوات تضغط على الجرح أكثر من اللازم وهذا قد يؤدي لاتساع الجرح بدالا من التئامه.
فمع وجود النساء المظلومات المسلوبات الحقوق هناك منهن من لا ترعى حقا ولا عرفا، وكما أن هناك من تنتظر كلمة انصاف لتعرف حقوقها، هناك من تنتظر أي مسوغ لتتمادى في غيها. وليس من العدل مقابلة الافراط بالتفريط. والحياة الزوجيه يجب أن يكون أساسها التفاهم والاحسان وبنفس الوقت مؤسسة الزواج تحتاج لادارة، والسفينة لا تمشي مطمئنة بربانيين . لذلك كانت قوامة الرجل والحض على طاعته فيما يلزم مصلحة هذه المؤسسة لا على العموم والاطلاق، صحيح أن الكثير من الرجال استخدم هذه الطاعة على هواه ولكن هذا لا يبرر نسف مبدأها.ولكن بنفس الوقت أن ننبه من التفريط. فأصحاب المعرفة والخبرة والإنصاف يعلمون أنه كثيرا ما تحول المظلوم إلى ظالم ، وهذا ما لن يفيد أي منا إذا كان سعينا لنصرة ديننا وخير مجتمعاتنا.

فالزوجان يعيشان معا ويديران نفس البيت واختلاف المهام والتركيبة لا ينافي امكانية الادارة، وهناك الكثير من القرارات داخل البيت التي يجب ان تُتخذ كرأي واحد. وان كان الأمر حربا بين الجنسين، فإننا سنحتاج الى كتب لتفصيل مهام وخصوصيات كل طرف وسينقسم البيت الى غرفتي عمليات الاولى بيد الزوج والثانية بيد الزوجة . إن معظم المؤسسات فيها من العناصر والتركبيات المختلفة ما يفوق مؤسسة الزواج ولكنها مع ذلك تبقى تحت ادارة واحدة ، المؤسسات والشركات الهامة المحترمة لها مجلس ادارة وللمجلس رئيس . وأنا أرى البيت بنفس الطريقة المرأة شريك مهم وبنسبة النصف تقريبا في مجلس الادارة لكن للرجل الرئاسة بالدرجة التي أعطاها الله له . وهذا أبدا لا يسمح له طبعا بالتسلط على شريكته ولا التدخل بمسؤولياتها ولا التحكم في مسؤوليتها الأخرى خارج اطار الزوجية. وعند حدوث هذا يفترض الرجوع لمرجعية مراقبة أعلى من كليهما، كما في تفاصيل حل النزاعات الزوجية، لذلك لا أتفق مع نفي الطاعة نهائيا.
ولا أتفق طبعا مع من ينادين بإلغاء القوامة أو طاعة الزوج، فباعتقادي أن سوء تطبيق النظرية من البعض لا يعني فساد النظرية."

#شمس_الهمة
الكلام الأخير بين قوسين منقول بتصرف يسير

للترفيه

 للترفيه:


على مواقع التواصل رسمت لي الصديقات صورة معينة، فأسبغوا علي القوة والذكاء والجدية، بينما لا يعرفون حقيقة أنها أكثر ثلاث صفات لا أتمتع بها، بل أتصف بنقيضها، انما نحن نكتب عن الأمور التي تنقصنا.


أما المحيطون بي في الواقع، فلي معهم ذكريات ومواقف (تفشل)، كما يقول اخواننا بالخليج.


فغير بعيد كنت حين يشاهد أبي واخوتي مقابلة في كرة القدم، وأراهم في قمة الحماسة والانفعال، أندس بينهم في الصالون لإلقاء نظرة، ثم أقوم بالتشجيع على طريقتي، فأهتف(gooooooal) حين يقوم أصحاب البدلة الزرقاء بإحراز الهدف.

لأستفز غضب اخوتي الذين لا يكتفون بنعتي بأوصاف لا تنبغي(بلهاء، غبية، حركية)، ولسان حالهم يقول: لماذا تشجعين الأعداء، والخصوم؟

أستفسر ببلاهة: أليس هو ذاك منتخبنا؟

فيجيبونني بحنق: أن اللون الأخضر لبدلة منتخبنا مأخوذ من ألوان العلم الوطني، وأن هذه معلومة لا تغيب عن طفل صغير.

أغمغم أنا بيني وبين نفسي( لكنها بدلة غير جميلة، ولونها حشيشي غير مناسب)، ماذنبي أنا إن كان القائمون على الفريق لا يتمتعون بحس الجمال.


ولتصحيح زلتي تلك، أقوم بطرح سؤال آخر، لماذا تخلى مورينيو وغوارديولا عن تدريب منتخب البرتغال والأرجنتين، ودعم كريستيانو وميسي، أويعتزلون التدريب في هذا الوقت الحرج بالذات؟


لأفاجأ بردة فعل غاضبة من اخوتي على طريقة أبي جهل وسادات قريش قائلين(فارقي مجلسنا هذا)

ليس هذا فحسب، بل يقومون برميي بالوسائد، وكل ما يصل إلى أيديهم، لطردي من الصالون.

لست مخطئة حين خمنت أن الذكورية والجاهلية تعود بقوة، هؤلاء يكرهون البنات من دون سبب.


ومن ذكريات المونديال أيضا، سؤال عبقري لم يدر بخلد أحد من أمة العرب، سألته  لوالدي قائلة: لو اجتمع منتخب(زيدان) فرنسا، مع المنتخب الجزائري، فمن سنشجع وقتها يا أبي؟

لينزع والدي نظارتيه، ويحملق بتعجب قائلا: اغربي عن وجهي!!

- (عجبا ما تراه أغضب والدي، إن مزاجه لسيء اليوم)، ثم أشغل خاصية المحقق كونان النائمة لدي، وأوعز السبب إلى مشكلة عويصة يخفيها عنا والدي.


أما حكايتي مع الرياضيات والأرقام فقصة بغض لا تنتهي، فلازلت إلى يوم الناس هذا أستعمل أصابعي في العد، وتسبب لي الأرقام والمعادلات الدوار، وتلقبني أختاي بلقب(london Tibton)، وهو اسم لبطلة مسلسل أمريكي معروفة بالغباء.

ولازلت أعجز عن قراءة فواتير الماء والكهرباء، وكل مرة يضحك فيها والدي من ذلك ثم يقول مقولته الشهيرة عني( النقاط والمعدلات المرتفعة التي كنت تتحصلين عليها، كانت صدقة من الأساتذة عليك).

لا أدري لم علي معرفة الأصفار، وحل المعادلات، ولم يسمى غبيا من لا يجيد الرياضيات؟

لقد ضاع عمري وأنا أحاول حل المعادلات الرياضية، فما زادني ذلك إلا ضياعا.


أما عن المواقف الشجاعة فلا يتذكر الأهل عنك سوى (المواقف البايخة).

من ذلك أنني كنت أعد نفسي فتاة شجاعة، وأتخيل دوما سيناريوهات مرعبة أكون فيها دوما البطلة والمنقذة التي يشيد بها الجميع، غير أني اكتشفت ذاتي الحقيقية في أول موقف تعرضت له، فقد كنت برفقة والدي (الذي كان مريضا وضعيفا وقتها) في وسط المدينة، حين برز مختل عقلي وأشهر السلاح الأبيض في وجه والدي، لكني لن أخبركم بما حدث، وكيف تصرفت يومها، لأني لا أتذكر شيئا، فقد تعرضت لإغماءة فورية، خذلت فيها والدي في أحلك موقف تعرض له.


أما الموقف الآخر، فحين تعرضت ابنة خالي (طفلة بعمر الخمس سنوات) لحادثة شجت رأسها، فطفق الدم ينز بغزارة من جبينها، و أحاط بها الجميع فوجدوها تضحك ببراءة، وأنا ملقاة على الأرض بجانبها بسبب إغماءة تعرضت لها بفعل رؤيتي للدماء.


ومع ذلك أرفض أن أنعت بالجبن، فلدى كل الكائنات سلاح أودعه الله، يظهر وقت الحاجة، وقد قرأت فيما قرأت أن هنالك حيوانا في استراليا (يسمى البوسوم)، يتعرض للاغماء بسبب الخوف كلما تعرض لموقف خطير، فيظن المفترس أنه ميت فلا يقربه.

لذا لا زلت أعتقد أن لدي شجاعة عنترة، وستظهر حتما في الأوقات الصعبة.🙈


أما عن ذاكرتي التصويرية، فمنعدمة تماما، لا يمكنني المشي في الشوارع بمفردي، وإذا ولجت مبنى ما فإني أنسى الباب الذي دخلت منه حتى أسأل.

لذلك لا يسمح والداي بخروجي دون رفقة أحد من اخوتي الشباب، ويضطر هؤلاء لمرافقتي دوما كما يرافق معتز أخواته في باب الحارة، ويجعلون بيني وبينهم مسافة تكفي لاختطافي دون أن يشعر مرافقي بذلك.

ناهيك أنني لا أهاب الأخطار المتوقعة كما أهاب أصغر اخوتي فلإخوتي شخصية ذات قوة وهيبة، وعنفوان، ناهيك أنهم شديدو الغيرة، لذلك أجد نفسي منصاعة تماما ومنساقة لهم، مثل نعجة صغيرة تتعلم المشي خلف أمها.


أما عن الجدية فحدثتني أكثر من فتاة أنها كانت تراني فتاة جادة، مهابة الجانب، وترددت كثيرا قبل محادثتي خوفا من ردة فعلي.

والصراحة أني عكس ذلك تماما، وأرتعب لدرجة الرعب من نمط الشخصيات الجادة الوقورة، وأهابها وأحترمها، غير أني أمقت نصفهم الآخر بسبب قسوتهم، وغلظة طبعهم.

وأكثر أوقاتي أقضيها في اللعب مع الأطفال ومحادثتهم.



وبعد كل هذا أقول( لم لا يدرك المحيطون بي عبقريتي المتقدة؟)


#شمس_الهمة






زاوية حدية:

 زاوية حدية:


عندما نشرت الدكتورة عابدة منشورا عن استنكارها لعادة تكنية النساء بدل مناداة المرأة باسمها، في بعض البلدان العربية، بسبب الخجل باسم المرأة والاحتكام إلى العادات البالية والتقاليد، تهجم عليها الوسط الدعوي بشراسة وكأنها نطقت بالكفر بالبواح، واتهموها بالنسوية، ونشروا مقالتها تلك على أوسع نطاق، مع أن المسألة لا تستدعي كل ذلك اللغط، والجدال. فمسألة إخفاء اسم المرأة وتكنيتها بدلا من ذكر اسمها، عادة منتشرة بعدة بلدان عربية كالأردن، والسعودية والخليج، (في الجزائر لا نشكو من هذا والحمد لله، لكن هناك اتجاه نحو هذا الأمر) لاعتقاد الناس أنه من الغيرة والشهامة والدين.

والمعيار الذي اتبعته الدكتورة في  المقارنة هو معيار السلف والصحابيات -رضوان الله عليهن- فلو أن تكنية النساء كانت الأصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لما وصلتنا أسماء الصحابيات وأمهات المؤمنين( خديجة، عائشة، سمية ....).

فهل هاته المسألة تستدعي كل ذلك التجهم والاتهام؟ لا طبعا.


لكن عودة لمواقف الدكتورة عابدة مؤخرا نجدها صارت تطالب بإلغاء حق الطاعة للزوج، وكذا الاستئذان وقالت أن كل أحاديث الطاعة ضعيفة ومنكرة( وهي مصيبة جزئيا في هذا، ولعلي لا أخوض في الأمر فله أهله المتخصصين).

وقالت أن الزواج شراكة بين الزوجين ولا يجب أن يكون هناك رئيس ومرؤوس.

وأحد فيديوهاتها كان جل كلامها تضع الرجل كمعيار وتقارن بينه وبين المرأة(ليه هو بيحقلو، والمرأة ما بيحقلها؟)

لماذا تغير خطاب الدكتورة وجاوز الاعتدال إلى التفريط؟

هاهنا مشكلة كبيرة ومعقدة

لأن الوسط الدعوي صار يرفض المجددين، بالتهجم وإساءة الظنون والاتهام بالنسوية، والندية في الطرح، وكذا عدم اعترافهم بالحق وعدم انصافهم ورغبتهم ببقاء المرأة في الوضع التقليدي.

وأمام هذا الوضع، تزيد حدة الاحساس بالظلم وعدم الانصاف مما يؤدي إلى التطرف في الطرح إلى طرف النقيض


وللأسف الشديد جل الوسط الدعوي يرحم ويتعاطف ويبرر للمتشدد ويحسن الظن به ولا يحسن الظن بالطرف الآخر .

والغلو هو الذي سبب التمييع وهو الذي يسبب الإلحاد

الغلو أشد سوءا

وقد قال عليه الصلاة والسلام (هلك المتنطعون) ثلاثا

بسببهم ضاع الدين


((لا يلوم أحد أولئك الذين يدافعون عن الدين، حتى لو كانوا قد فهموا ما قيل بالمقلوب، فهناك دوما نية ناصعة البياض في قلوبهم، ستبرر لهم كل ما يفعلونه، حتى لو بلغ الشتم والإساءة والخوض في الأعراض)). اقتباس


التعسف في استخدام الحق الشرعي من قبل الرجال في تعاملهم مع المرأة(أما أو زوجة، أو اختا) 

والتترس خلف الفقه، وفتاوى العلماء الذين يقفون معهم ضد المرأة دون فهم عقلية المجتمعات وظروفها وأحوالها هو ما يسبب موجة التمرد النسوي.


- الزواج المبكر أو زواج الصغيرات حلال مثلا، لكن يتم استخدام هذا الحق في مصر والأردن ودول عربية أخرى لبيع بناتهن بعجائز وشيوخ في السبعين وابنته لا تزال طفلة في عمر 13. 

- ‏الجزئية في حديث (وصلاتها في بيتها خير) يستعملها الرجال لمنع النساء من الصلاة في المسجد.

- ‏التعدد حلال لكن يستخدمه رجال اليوم استخداما مشينا.

-وقضايا أخرى كثيرة.


لذا تجد النساء أنفسهن محاصرات بتعسف الرجل، ووقوف الفقه إلى جانبه عن طريق فتاوى العلماء، ولا تعرف كيف تأخذ حقوقها، ولا إلى من تشتكي الظلم الواقع عليها، مما حذا ببعض الداعيات إلى محاولة نقض أصل تلك الحقوق.


وأمور أخرى تزيد الطين بلة كوقوف المرأة ضد المرأة بغية إرضاء الرجل، والندية تكون بالهجوم اللاذع والانتقاد الشديد وإساءة الظنون

وعدم إنصاف المظلوم من قبل الدعاة والعلماء يعمق الهوة بين المتحاورين فيتخذ كل واحد طرف النقيض.

تغييب نصوص على حساب نصوص أخرى خدمة للهوى والتقاليد مما يفاقم موجة النسوية ويذكيها أكثر.


والحل هو طاولة حوار هادئ تضم العلماء والدعاة المحافظين والمجددين، والإعتراف بالخطأ والإنصاف، حينها فقط سيلتقي جميع الأطراف في نقطة الوسط، والحق المبين.


#شمس_الهمة



همسة وعي:

 همسة وعي:



البارحة نشر الأستاذ والكاتب المبدع (ك.ش)، مشكلة شخصية تؤرقه، مفادها أن امرأة من الأردن بعثت له برسالة تطلب فيها أن يتزوجها، فردها بأدب وأوضح لها أنه متزوج وله أطفال، فألحت أكثر، فقام بحظرها.

مرت الأيام وفي اعتقاده أنها مراهقة تظن به الكمال، فلكل شخصية مشهورة معجبون.

لكنها لم تتوقف عند هذا الحد، بل قامت بملاحقته، ومطاردته طيلة ثلاث سنوات عن طريق رسائل لأصدقائه، وقرابته، تقوم فيها بتهديده إن لم يتزوج بها.

ووصل الأمر بها أنها استطاعت الوصول إلى مقر سكناه أين يقيم بمصر.

وحين تواصل مع أبيها وأخيها عرف أنها فتاة منتقبة، وقالوا هي مريضة نفسيا، وعجزنا معه، والأمر لك.

غير أنهم رجوه أن لا يبلغ عنها.

ذلك أنهم بالأردن مجتمع ذكوري، يخافون الناس والمجتمع والفضيحة أكثر من خوفهم من الله.


وأنا أقرأ المنشور والتعليقات وردود الأستاذ عليها، أيقنت كم أن الإنسان ضعيف من دون عون الله.

ذلك الأستاذ القدير والكاتب المبدع، والمستشار النفسي والملهم الروحي لكثير من الشباب، يتوسل اليوم نصيحة من متابعين كان هو لا يتوانى عن تقديم النصح لهم وتوجيههم.

ذلك الكاتب الذي قرأت جل كتبه، وكان له فضل علي كبير بعد الله، فهو معلمي وملهمي، وكنت لا أراه إلا قامة تتسامق نحو السماء بما من الله عليه من الثقافة والعلم والفهم، أراه اليوم كسيرا، ضائعا، يكبله العجز والخوف على أسرته وأطفاله.

فتراه بسذاجة طفل صغير يرد على تعليقات الأخصائيين( طب أشتكي في مصر ولا الأردن؟)، ( طب لو بلغت عنها حكون خالفت وصية والدها!) ،( طب هل سترتدع لو تم الحجر عليها، وما الذي يضمن؟) 


وأمام هذا كله أقرأ التعليقات، فأجد ما يندى له الجبين، والمشكلة أن تعليقات من أتابعهم ممن يحسبون على النخب تشكك بالقصة، وتلوم الأستاذ الضحية، وبعضهم يتذاكى فيرسل تعليقات توحي بأنها لعبة حاكها الأستاذ لمزيد من الشهرة، فربما تباع كتبه بعد القصة المفبركة ووو.

 مما يثبت جهلهم المكعب، وهوسهم بنظرية المؤامرة، والرغبة في التحليل وإبراز الذكاء.

وفرضا كان هذا صحيحا، ماذا استفدت أيها الفهامة من سوء ظنك في هاته الحالة؟ والتي لن تضرك ولن تضر المسلمين، بل أول ما تضر تضر صاحبها؟

ولماذا نستعمل حسن الظن في أمور تتطلب النباهة والحيطة، ونستخدم سوء الظن مع اخواننا المسلمين؟


والبعض الآخر ممن استفادوا من كتب الأستاذ راحوا يشمتون ويضحكون، حتى أن فتاة علقت التالي( يعني انت الأستاذ اللي عمال تنصح الناس، تطلب النصح اليوم!!) 


كل هذا في كفة والتعليقات التي طلبت منه الزواج منها، والطبطبة على مشاعرها في كفة أخرى.

وهو دليل على جهل الناس بالأمراض والاضطرابات النفسية على اختلافها، كما يدل على أننا أمة العاطفة بامتياز.


أما عن هذا المرض فتقول أختي نقلا عن الدكتور أوكالي رحمه الله( فيسمى بالاريتومانيا، وهو عشق الشخصيات المشهورة، أو تلك التي تحظى بتقدير في المجتمع، وتمر الحالة بثلاث مراحل:


المرحلة الأولى هي مرحلة ((الأمل)): تعيش فيه الشخصية عالما من الأوهام والأحلام، فتعتقد أن تلك الشخصية المشهورة ستعجب بها، ويتفاقم الأمر إذا قامت تلك الشخصية المشهورة بالثناء على الشخصية المريضة، أو النظر اليها، أو اهداءها شيئا، أو شكرها على معروف، لتوقن الشخصية المريضة وتتأكد أن ذلك المشهور معجب بها، وأحيانا لا يتم كل هذا ومع ذلك تتوهم المريضة).


المرحلة الثانية هي مرحلة(( الخيبة)):

لا تكتفي الشخصية المريضة بتلك الأوهام والأحلام، بل تلجأ لإثباتها، وهنا تخطو خطوة جريئة وتقوم بالوصول للشخصية المشهورة، والاعتراف لها، فتقابل بالرفض طبعا، فتتعرض لصدمة وخيبة، وتتعذب بسبب هذا الأمر وتعاني الكثير.


المرحلة الثالثة مرحلة ((الانتقام)):

لا ترضى الشخصية المريضة بالرفض، ولا تتقبله، لذا تلجأ للانتقام عبر ارتكاب جريمة، أو فعل مخل بالحياء.

وغالبا يقومون بالقتل، الحرق سواء منازل الضحايا أو الأشخاص، أو أعمال أخرى أخطر..


والدواء لهكذا مرض لا يوجد لحد الساعة، فالمريض يمنح مهدئات، وتعمل له جلسات لتغيير تلك الأفكار عبر الحوار وتبادل الحديث لا غير.


عادة هكذا مرضى لا يمكن اكتشافهم، فيظهرون كما الأسوياء، لأنهم في الواقع أشخاص ناجحون، منجزون، يصلون، ويصومون، ويحفظون القرآن، ويعملون ووو.

لكن بعد اكتشاف الناس لحقيقتهم، تبدأ أعراض أخرى بالظهور كالغضب والهياج وغيرها لأنهم كانوا ولا يزالون يعتقدون أنهم على حق، وأنهم يستحقون ما يريدون، وأنهم أسوياء وليسوا مرضى.


فالله الله في الناس..

الله الله في المبتلين..

فلتقل خيرا أو لتصمت..

واسألوا الله العافية...

واسألوا الله أن يرفع عن أستاذنا وأهله هذا البلاء

وأن يشفي الفتاة ويعافيها.


#شمس_الهمة

من مظاهر تخلف دول العالم الثالث، أنها تبني كيانها على رجل واحد،

 من مظاهر تخلف دول العالم الثالث، أنها تبني كيانها على رجل واحد، يظهر كبطل صاعد ومنقذ.

مسلح بشعارات مستهلكة ومستوردة من مدينة أفلاطون المثالية.

البطل المزعوم لا يظهر إلا في أرذل عمره، وما إن تصعد روحه إلى السماء تتبخر معه أحلامنا نحن البؤساء، ويعود المسلسل إلى حلقاته الأولى.

بينما الأبطال الحقيقيون خلف الكواليس يتقاسمون ثرواتنا نحن النائمون الحالمون أمام الشاشات...ومازالت المشاهد نفسها تتكرر، ومازلنا نحن نكرر نفس المشاهدة، بنفس الحماس، ونفس التصديق، ونفس التصفيق.


وهو ظاهرة تاريخية نعاني منها في العصور المتأخرة، ساهم فيها النخب بشكل كبير من خلال كتبهم ومؤلفاتهم.


ذكر أحد المفكرين أن المؤلفين لطالموا اعتمدوا على تناول سيرة بطل تاريخي ك "أيقونة" وهذا يأخذنا إلى اشكالية كبيرة، فهذا الفهم يوجه نحو العمل الفردي، ويحول دون العمل الجماعي ، ويطمس في العقول مفهوم المسؤولية الجماعية لأفراد الأمة. فتظل الأمة متثاقلة إلى الأرض وعاجزة ، تنتظر المعجزة وظهور القائد المخلص، وترسم له صورة غيبية أسطورية وتتناقش حول ماهيته وهويته، فتارة يقولون المهدي المنتظر وتارة يقولون بفاتح جديد.

بينما في حقيقة الأمر لن ينقذ أمتنا هئا ولا ذاك، انما هي الجهود المشتركة والوعي الجمعي الذي يؤدي للاصلاح في شتى الميادين.


تلك الكتب والمؤلفات أهملت دور النساء -على سبيل المثال- فقد جرت عادة المؤلفين على تجزئة الظواهر التاريخية، والموضوعات العلمية، فتتناول تلك الكتب تلك الشخصيات مقتصرة تخصصها ومكانتها العلمية فقط بدون تناول الجوانب الحياتية الأخرى والمحيطة بهذه الشخصية أو تلك.

ولهذا كان واجبا على الباحث مسؤولية كبيرة في ترميم الظاهرة التاريخية التي توضح دور تلكم الشخصيات في قالب مزيج من الأحداث والوقائع لتبيان دورها الفعال وما ترتب على هذا الدور من اسهامات في اخراج ذلك الجيل المتميز.


والمصادر الاسلامية التي أرخت للأحداث لا تورد تفاصيل كثيرة، ذلك أن منهج المؤرخين الاسلاميين القدامى ينسب الأحداث للأشخاص الذين يتصدرون القيادات السياسية والعسكرية، ويعالج الأحداث باعتبارها منجزات فردية لا أثر للعمل الجماعي فيها، ولا ترابط بين مسلسل الوقائع، غير أن المطلع والمتأمل يدرك جيدا سير الأحداث وجهود المصلحين ودورهم قبلها.

فلقد ترتب على تلك الجهود التربوية والتعليمية لتغيير ما بأنفس القوم من أفكار وتصورات وقيم واتجاهات أن برز جيل مسلم يختلف عن الأجيال السابقة.


كتاب عظماء بلا مدارس:

 كتاب عظماء بلا مدارس:

سألتني صديقة جديدة بقائمتي بالأمس إن كنت أستاذة، فأجبتها أني دون ذلك بكثيير، وأني لم أكمل تعليمي.

فسألت سؤالا آخر(هل تؤلمك رؤية الفتيات ممن أكملن تعليمهن، في هذا الفضاء وهن يتمتعن بعديد المعارف، وتحصلن على الشهادات، بينما أنت لاشيء أمامهن).

ماهو شعورك، اصدقيني القول؟

فكانت إجابتي لها ولنفسي ولكل شخص لم يكمل تعليمه:

(عدم اتمامي التعليم، انعدام الثقة بالنفس، الغباء وبطء الفهم)، كلها أمور كنت أتألم كثيرا لأنها تلازمني، وهي من أخص صفاتي، وهي تشعرني بغصة وألم كبيرين.

تلك الغصة وذلك الاحساس بالنقص سيلازمني طيلة حياتي، وهو الذي يدفعني للمزيد من التعلم، وعدم الرغبة في التوقف، أو الاحساس بالامتلاء، أشعر دوما أنني بحاجة للقراءة أكثر، والبحث أكثر، وكلما ازددت قراءة ازددت ظمأ.

حكمة الله قضت بأن ذلك الألم كان ولا يزال وقودي للرغبة في التعلم المستمر، ولولاه لما كانت لدي تلك الرغبة .

فائدة أخرى لإحساسي الدائم بالنقص والغباء، تجعلني لا أصدق الثناء، شيء ما في داخلي يرفض الأمر، ويجعلني لا أؤمن بكلمات الثناء تلك، فهي لا تؤثر بي، إحساس بداخلي يشعرني دوما أني لاشيء، وسأبقى لاشيء، مهما قالوا في من كلمات.

الخوف الدائم هو مكسب آخر، ستستخير الله حين تود نشر موضوع، وتضع موضوعك في مجموعات شتى لتلقي ردود الأفعال ومن ثم التعديل والتصحيح إن تطلب الأمر، لا تثق في مقالاتك، وتخاف من نفسك ومن كتاباتك، ولا تقدس آرائك، وتخشى دوما الاستبداد بالرأي، والتعصب، والثقة المفرطة.

في السابق كنت أبكي كثيرا إحساسي بالنقص...والآن فهمت الحكمة...ورضيت بالأمر.

"ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء.”-أحمد بن عطاء الله السكندري.

أكثر كتاب غير حياتي جذريا هو كتاب " عظماء بلا مدارس" لصاحبه عبد الله جمعة، كتبه وهو في الثامنة عشر من عمره.

الكتاب مناسب لأمثالي ممن لم يكملو تعليمهم، لذلك الفرصة أمامك لتغيير نفسك، القراءة هي الحل.

لكنه قد يفهم بالمعكوس لمن يدرس ويود التوقف عن الدراسة. لذلك الكتاب ليس موجها لهم.


#شمس_الهمة


العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...