الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

زواج ابنة المدينة في الريف:


زواج ابنة المدينة في الريف:


قالت لي: أتعرفين... أكثر ما أخافه رجل تقليدي، أو بيئة تقليدية كالقرى أو المدن الصغيرة.

أحس أن اختيار أب لأطفالك مسؤولية، وتلك البيئات المنغلقة لا تساعد المرء.


تخيلي أن أختي خطبها فارس أحلامها، وكل ما تمنته رزقها الله اياه.(زوج ملتح، خلوق وأمواله كثيرة) يعيش بمدينة برتبة دائرة، لكنها جد متخلفة...تخيلي أنه لا يأخذ معه ابنه إلى المسجد مخافة العين، لأن ساكني تلك المدينة متفرغون لمراقبة بعضهم...

وتخيلي أن تلك المدينة لا يوجد بها مصلى للنساء ولا مدرسة قرآنية لا للأطفال ولا للنساء ولا للرجال.

وأختي لا تخرج إلى أي مكان...يأكلون ويشربون وينامون...

حتى صار وزنها ثلاثة أضعاف...

وحين رجته أن ينتقل إلى مدينة أخرى، رفض قائلا(ماذا ستقول عني والدتي واخواني وقبيلتي؟)

لا أستطيع مفارقة أهلي...

هل هذه هي الحياة التي أمر الله بها؟

هل هذا هو الزواج؟


وقالت أخرى:

صديقتي سلفية كانت تحلم بأخ سلفي ملتح، بقميص ومقصر، لم تتمنى ولم تشترط شيئا إذا وفقها الله لزوج من هذا النوع، صديقتي تلك ابنة مدينة وهران، فتاة عرفت نمط الحياة في المدينة منذ نعومة أظفارها، تخرج للصلاة في المسجد، والمدرسة القرآنية، إذا أحست بالملل تخرج لتتمشى رفقة صديقاتها بالحديقة، أو تتعب أقدامها في ماراتون التنقل من مركز تجاري لآخر.

ثم تزوجت...رزقها الله بزوج سلفي وسيم بلحية وقميص كما تمنت...

يوم زفافها كان ماطرا، جاءت السيارات من ولاية قريبة لتخطف العروس من أهلها ومدينتها، وحين وصلت السيارات إلى القرية التي يقطن بها العريس، تفاجأ أهل العروس بانعدام طريق معبدة، واضطرت السيارات للتوقف في مكان بعيد، وتم جلب حصان لنقل العروس، وشاحنة من نوع (تراكتور) لنقل مرافقاتها.

وحين وصل الجميع إلى المنزل، وجدوا كل شيء إلا مسمى منزل، سمه آثارا رومانية، أو فينيقية، أو بقايا بيوت متهدمة من زمن المستعمر...

فالجدران أحجار متراكبة فوق بعضها، والبلاط غير موجود وبدله اسمنت مسلح، لا رخام، ولا جدران مدهونة، لا توجد تدفئة، والحمام غير مجهز بالوسائل الضرورية.

هذا هو قصرك عزيزتي!!

صرخت الأم من هول الصدمة!!

(لماذا دفعت بابنتي لهذا المكان؟)، والحقيقة أنها لم تدفعها، ولكن الفتاة اندفعت بعاطفة جياشة وانساقت وراء الفارس والأمير.

......بعد ثلاثة أشهر

أدركت الفتاة أنها سيقت إلى المنفى، وأن نمط الحياة التي كانت تعيشها بات من الماضي، فلا مساجد، ولا مدارس قرآنية، ولا صديقات، ولا حدائق...

 الفتاة لم تتمكن من التأقلم، زارت طبيب أعصاب، وهي الآن تتناول المهدئات...


وقالت أخرى:

نعيش بالمدينة، لكن بعقلية تقليدية عتيقة، فزوجي يحبسني ويحبس أطفاله، ولا يرغب أن يدفع بأبنائي للمراكز الثقافية أو الرياضية، وذلك كله لأن زوجي ابن بادية لم يتخل عن أخلاق البداوة.


في حين تعيش الفتيات من حولنا بالطول والعرض، من رحلات وأسفار، ومتع...

ويكتشفن العالم والناس، والحياة...وينشأ أطفالهن في جو بهيج يعج بالحركة والحياة والاستكشاف...

يقبع الملتزمون والمحافظون في أماكنهم، اعتقادا أن هذا من الدين والبر...

والأدهى اعتقادهم بأن مجرد اختيارهم للزوجة الصالحة، سينشئ أطفالا صالحين، متفوقين، أقوياء..

والنتيجة أطفال خجولين، هزيلي الثقافة والعلم، لم ينجحوا ولم يسعدوا دينا ولا دنيا...

نحن ننادي بالإصلاح و نفسد أهم حلقة فيه " المرأة".

الماء الراكد فاسد، عكس الماء الجاري..

والمسلم رجلا كان أو امرأة ، لا يعيش على الهامش بمعزل عن العالم...إنما يؤثر ويتأثر ويتفاعل...

وبالتلاقي يتجدد الايمان، وتتبادل المنافع، وينتشر التنافس على الخيرات، ويعم الصلاح بدل الفساد.


كيف للمرأة أن تربي جيلا وهي حبيسة المنزل لا تعلم شيئا عن معارك الحياة...

كيف تربي جيلا قويا وهي لا تعرف كيف هي أحوال الدنيا وتقلباتها...

الوظيفة أو الدراسة وغيرها من أي دور تأخذه المرأة خارج بيتها، بات ضرورة في زمن أصبح فيه لزاما أن ننهض بأمتنا، وحتى نفعل ذلك يجب أن نفعل دور المرأة في المجتمع..


“حفظتني أمي القرآن وأنا ابن عشر سنين وكانت توقظني  قبل صلاة الفجر وتُحمي لي ماء الوضوء في ليالي بغداد الباردة، وتُلبسني ملابسي، ثم تتخمر وتتغطى بحجابها، وتذهب معي إلى المسجد؛ لبعد بيتنا عن المسجد  ولظلمة الطريق”.

هكذا يتحدث الإمام أحمد بن حنبل عن أمه التي غرست فيه غراس الإيمان منذ الصغر ليصبح فيما بعد إمامًا لأهل السنة والجماعة.


أتسائل في زمن الجاهلية المعاصر هذا، هل كان سيسمح للأرملة الصغيرة(18سنة)، أن تخرج لصلاة الفجر مع وليدها، كما فعلت والدة الإمام أحمد، لا ، طبعا، بل كانت لتسجن بداعي الغيرة والرجولة وكلام الناس؟


- ⁩ من وصية مالك للشافعي:

(لا تسكن الريف فيذهب علمك ، من أراد العلا هجر القرى ، فإن الحسد في الأرياف ميراث).


- سئل الشيخ ناصر الألباني رحمه الله(هل للحضري أن يستوطن البادية؟) فقال:


أنا أقول لا يجوز أن تخرج من الحضر إلى البداوة هذا ممكن جديد بالنسبة لبعض الناس، لا يجوز أن تخرج من الحضر إلى البدو

،، لم؟.

لأنه الحضارة فيها علم فيها ثقافة فيها مساجد فيها مدارس فيها فيها إلخ ..أما البداوة ما فيها غير كما يقول بعض البدو ما فيها إلا التشول إلا الصحراء إلا البادية ثم قال عليه الصلاة والسلام : من بدا جفا


والكثير من الشباب الجزائري اليوم، يعتبر المرأة التي تشترط السكنى بالمدينة، "متطلبة" ، ولا تنطبق عليها صفات الزوجة الصالحة.


وفي هذا يقول شريعتي أن الفقر، ونمط العيش السهل المريح الخالي من التحديات والتعقيد، في أحايين كثيرة خيار وليس قدرا محتوما: 


الزهد نوع من الاستحمار، لأنه يأمر الانسان ان يترك حقوقه الاجتماعية ،وحاجاته الطبيعية جانبا، ويقطع حبل الامل منها جميعا ، ويبقي الانسان مرتبطا بحاجات بسيطة جدا ، لا تتجاوز حاجات الحيوان.


خاتمة:

الكلام أعلاه، ليس للتعميم، وليس لحث الناس على ترك قراهم ومدنهم الصغيرة، أو أمهاتهم وعائلاتهم حين يكونون في أمس الحاجة لهم، والزحف نحو المدن، ولا يخص أولئك الذين لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فالمال والسيارة، والظروف المختلفة لها قوانينها الخاصة.

إنما نتكلم هنا عن ذهنيات متخلفة، تمتلك المال، والقدرة وترضى بالدون، ونمط العيش الروتيني الممل، الخالي من التعقيدات والتحديات والتغييرات.

الحياة الزوجية التي تختزل في الأكل والنوم والشرب، حياة بهيمية لا تحقق معنى الإسلام ولا تطبقه، ولا تعيشه.

والمرء اذا لم يختر الشريك المناسب والبيئة المناسبة فتلك التربة غير صالحة للغراس..فلا يتوقع المعجزات، وهو لم يحقق شروط المعادلة الصحيحة.


#شمس_الهمة

ميزان

 


ميزان:


في خطابات فن العلاقات والخطبة والزواج ينتشر نوعان:


- خطاب تشاؤمي لا يتناول سوى المشكلات والسلبيات ويقرب عدسة المجهر ليبرز مساوئ كل طرف سواء رجل أو امرأة، ونراه كثيرا في صفحات جزائرية كبرى مثل جنان زفيرة وغيرها، وهذا الخطاب له إيجابيات ومساوئ، فمن إيجابياته أنه يراك ترى الواقع من دون تزييف، فتفهم الحياة والواقع والبيئة التي تعيش فيها، وكذا يمنحك تلقيحا ضد السذاجة، ويبصرك كيف تتعامل مع المشكلات.

لكن من سلبياته أنه يصور الدنيا والناس بنظرة سوداوية، وينفرك من الزواج أو الارتباط، ويجعلك تفقد الثقة في الناس جميعا، والأشد من ذلك كله، يجعلك تدخل عش الزوجية مستنفرا، مستفزا، متأهبا لمعركة، ويكون من آثار ذلك فشل الزواج كنتيجة حتمية.


- الخطاب الثاني، خطاب تخديري يدغدغ العواطف، وينسج لك عالما من الأحلام والوردية والصفاء والنقاء، لا تشوبه شائبة، وتتصدر هذا الخطاب صفحات جزائرية تسوق للمظاهر الرومنسية الزائفة، مثل صفحة الشد.


طيب ما الحل؟!

نحن بحاجة لخطاب عملي، رصين ومعتدل، نعلم فيه الطرفان ما لهما وما عليهما دون انسياق وراء كلام العاطفة، أو خطاب التشاؤم.


تأثير اليوتيوبرز وثقافة الاستهلاك:

 


تأثير اليوتيوبرز وثقافة الاستهلاك:


 فيلم سينمائي أمريكي ناجح سيبقى في الذاكرة، ليس بسبب قوته الدرامية والفنية أو شهرة ممثليه، بل لأن فكرته جديدة ومؤثرة وواقعية رغم بساطتها وسهولة لمسها في الحياة العامة.


 تظهر عائلة مثالية في حي راق تشتري بيتاً جميلاً وسط جيران ميسورين، حيث أم رشيقة، وأب وسيم واجتماعي جداً مع شاب وفتاة في الثانوية هما ولداهما، وتبدأ حكاية التقرب من الجيران واستعراض الساعات الفاخرة والسيارات الرياضية وإقامة الحفلات في المنزل، ويبدأ الجيران في تقليد العائلة الجديدة، فيكدسون الكماليات في بيوتهم من مضارب التنس والغولف الفاخرة إلى تلفزيونات عملاقة، وآلات جز عشب إلكترونية، ومساحيق تعيد الشباب وأحذية تقضي على آلام الركب.. وهكذا.


التقليد والمفاخرة دفع بعض الجيران لمحاكاة جيرانهم.

وذات يوم استيقظ الحي على حادثة انتحار أحد الجيران لأنه اضطر للسرقة من الشركة التي يعمل بها وخاف أن يفتضح أمره، بعد أن أصرت زوجته على تكليفه بمصاريف خياليه لتجديد المنزل وتنظيم حفل عشاء لتظهر بمستوى العائلة الجديدة..


يتضح فيما بعد أن العائلة لم تكن عائلة أصلا، بل أربعة أفراد يعملون في تنظيم يقوم بالترويج لماركات العالمية و يحصل كل فرد على نسبة من المبيعات التي تزداد بطريقة تسويقه تلك.. باختصار يتحدث الفيلم عن ثقافة الاستهلاك الجشعة كيف تؤثر سلبا على حياة الناس..


 الفيلم في النهاية عبارة عن كوميديا ساخرة تفضح مساوئ المجتمع الأميركي وأوهامه، فالعائلة لم تخرق قانوناً، ولكن أخلاقياً أصابت المفهوم الاجتماعي للتوازن في مقتل، وفي المقابل كان ضعف المرء أمام مغريات الحياة هو المرض الذي ناقشه الفيلم، فكم من متباهٍ ومتفاخر حولنا يبحث عن تميز ما وكم من مقلدٍ جرب محاكاته، ولطالما اعتبر العلماء أن شدة المفاخرة والاستعراض أمام الناس هي لتغطية نواقص أخرى في الحياة، وما أكثرها من عيوب لا يمكن للسلع الفاخرة أن تسترها.


وهكذا يفعل غالب اليوتيوبرز والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يروجون لنمط حياة خيالي، ولثقافة استهلاكية لاتستفيدون أنتم منها شيئا سوى مزيد من الحسرة، بينما قد تستفيد منها صاحبة صفحة على الفيس بوك، أوقناة يوتيوب تعطيها المحلات وشركات الأدوية هدايا وكتب ومكملات غذائية مقابل الترويج لهم.

لكن بالمقابل تصعب حياة الكثير من الناس نفسيا و ماديا و اجتماعيا.. هي نفس الثقافة التي تجعل الكثير من الروابط الأسرية تتفكك و الناس تخاف من بعضها لأنها لا تعيش بذلك المستوى..


#شمس_الهمة


الرجولة الحقيقية:

 الرجولة الحقيقية:

حدثتني احداهن وهي فتاة ملتزمة تقول:

كنت فتاة حسناء لافتة الجمال، لذا كان الخطاب يتقدمون لبيتنا مذ بلغت مبلغ النساء، ولا أخفيك أنني كنت أود التوقف عن الدراسة، والقرار في البيت، وتأسيس أسرة.

لكن بعد قصصي مع الخطاب، كرهت الزواج، وكرهت الرجال، وخاب أملي في الملتزمين.

كان أقصى طموحاتي رجل ملتزم، يعرف حدود الله، ويحتكم لشرعه، لكنني وجدت مظاهر التدين ولم أجد الدين، فلم أجد أحدا يفهم لب الدين وجماله وفلسفته، كل ما وجدته هو مظاهر وقشور، وكان أن رفضتهم الواحد تلو الآخر، فلم يملأ علي واحد منهم قلبي وعقلي وروحي.

وكنت بيني وبين نفسي أضع شروطا للخاطب، لا يمكنني التنازل عنها، ألا وهي الكفاءة في الفكر والعلم والثقافة(فلم أكن لأقبل بشخص لم يكمل تعليمه)، السكن المستقل، وإتمام دراستي الجامعية حتى الحصول على الشهادة، أما فيما يخص مواصفات الشريك، فلم أكن متطلبة، ولم أكن أميل للشكل أو المظهر الخارجي، فالرجل عندي لا يعيبه شيء سوى الدين والخلق.

غير أن الشيء الوحيد الذي كنت أنفر منه، هو البدانة الظاهرة في الرجل، والكرش المتدلي، والصلع.

كنت سأقبل بالقصير، والذميم، والنحيف وغيرهم...غير أني كنت لا أحب الرجل السمين، ولا أتخيلني زوجة لهكذا شخص.

في أحد الأيام انتقل إلى مدينتنا شاب يعمل في صناعة الحلويات، وأصبح أخي شريكا معه في المحل، وأخي الآخر عاملا به، ٱضافة لعمال آخرين.

كان الشاب غريبا عن المدينة، من أقصى الشرق، (جيجل) بالتحديد.

أخي قام بالتجارة وبأعمال حرة وكثيرة، ومختلفة، وقام بشراكة مع كثيرين، وكان ينتقد شركاءه كل مرة، لعدم الوفاء بالعهود، وكلام الرجال، وغيرها من المشاكل، لدرجة أصبح لديه خبرة بمعادن الرجال.

لكن هذه المرة وطيلة سنة كان كل مرة يكتشف مواقف تسره من صديقه، فقد كان طيبا، شهما، خلوقا، وحنونا، رغم أن مظهره لا يوحي بالالتزام.

كان يحنو على العمال ويتواضع لهم ويلاطفهم، ويمنحهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم، ولا يكلفهم فوق طاقتهم.

إضافة لتخصيصه يوم الجمعة مجانا للفقراء، أما الحلويات البائتة فكان يتصدق بها ولا يبيعها.

هذا إضافة إلى وفاءه بالعهود، وسماحة طبعه.

أما أخي الصغير، فكانت مهمته تقتضي بيع تلك الحلويات، لذا كان صندوق المال كله تحت تصرفه، وهو لما يبلغ بعد مبلغ الرجال فقد كان مراهقا في السادسة عشر من عمره.

وكان هو الآخر لا يكف عن الإعجاب بأخلاقه، وطريقته في التعامل، فكان يمنحه الثقة المطلقة، ويطلب منه أن يلجأ إليه عند الحاجة، أو حين يخطئ بدل الخوف الذي يؤدي للكذب وأشياء أخرى...وكان يشاركه البيع أحايين كثيرة فيرى أخلاق المروءة والرجولة في بيعه وتعاملاته، في صبره وحلمه، وجده وهزله، وراحته وتعبه.

وكذا اكتشف كيف تغدق يمناه، دون أن تعلم يسراه.

تقول الفتاة لي وهي تضع كلتا يديها على قلبها، وتسرح بعيدا، وكأنها تعرفه أول مرة:

لا أخفيك، فقد أمضيت عاما كاملا أخفي خفقات قلبي، وأنا أتسمع حديث اخوتي اليومي عنه، كلما ظهر موقف جديد يبرز نبل الرجل.

ثم حدث أن أسر لأخي أنه يريد الزواج وطلب منه أن يبحث له على عروس، وشرطه الوحيد أن لا تكون فتاة مادية.

وأخي الأحمق تركني في حسرتي أعاني، وأخذ على عاتقه مهمة البحث، والأنكى أنه طلب مني ترشيح فتاة تناسبه من الفتيات والصديقات اللاتي أعرفهن.

مرت فترة طويلة من البحث، ولم يجدوا طلبه، وكان الكثير من الشباب يعرضون أخواتهم عليه، غير أنه لم يجد مواصفات المرأة التي يريدها، بعد السؤال والتقصي عن تلكم البنات.

أمام كل ذلك، شعرت بالخوف أول مرة، شعرت بأنه بين لحظة وضحاها قد يصير لأخرى، فألمحت لأمي أني أرغب فيه بقوة، وأن كل شروطي السابقة أتنازل عنها كي أفوز بمثله.

أمي لم تملك نفسها هي الأخرى، فلطالما تمنت رؤية ابنتها بالفستان الأبيض...

تكلمت مع أخي في الموضوع، وطلبت منه تحديد موعد يتعارف فيه الطرفان.

تردد أخي وتململ وشعر بالإحراج، وصعب عليه أن يعرض أخته، بعدما تعود أن يأتيها الخطاب إلى بيتها هرولة في كل مرة، لكن والدتي قالت أن الآخرين ليسوا بأحسن منا، وأن الرجل يخطب لابنته أيضا، ومثله رجل لا يفرط به.

تم الموعد، تعارفت وإياه، قال أنه الأخ السابع لستة أشقاء، لكنه يود العيش مع والديه، والفوز بمرضاتهما.

تنازلت أنا عن السكن المستقل إذ علمت منه أنه سيوفر لي الطابق الأعلى والخصوصية اللازمة.

كان شابا ثلاثينيا سمينا ذا كرش متدلية، برأس تعلوه صلعة ، وهو إلى ذلك لم يكمل تعليمه، فقد توقف في عامه الثالث بالمتوسط، لكن كل ذلك لم يعد يهمني فقد أخذ بلبي وأحببت كل شيء فيه.

لدرجة جعلتني أتنازل عن أمور أخرى ما كنت لأتنازل عنها لأحد غيره، ألا وهي دراستي، لقد كنت في عامي الأخير، ومع ذلك قلت له أني سأتوقف إن طلب ذلك، فلست بحاجة لدراسة ولا شهادة بعد الظفر بشخص مثله، ملأ علي كياني كله، وأحسست بالأمان بوجوده.

لكنه رفض ذلك، قال أنه سيخطبني، ويترك لي فسحة لإتمام عامي الأخير، وأن المقادير بيد الله، ولا يمكنه أن يترك زوجته عالة تتكفف الناس لو حدث له مكروه.

وأن الشهادة سلاح بيد المرأة، إذا تقلب بها زورق الحياة.

وأمام موقفه الرجولي الشهم هذا، كبر بعيني أكثر، وأيقنت أنه نسيج وحده لا يقارن بغيره.

اليوم بعد عشر سنوات زواج، لو عاد بي الزمن إلى الوراء، فلن أختار غيره.

لكن تجربتي استثناء، ولن أقول للفتيات عبارة (اعطيهولي فاهم وماشي قاري)، ولن أقول لهن تنازلن عن كل شيء للرجل، لأنني إذ تنازلت، تنازلت بعد معرفتي له معرفة حقيقية دامت لسنتين، خبرت فيها سلوكه وأخلاقه وأحواله، ولم أغامر بالتنازل لشخص لم أعرفه بعد حق المعرفة.

وأن الشريك والسند الحقيقي هو ذاك الذي لا يجعلك بين خيارين أحلاهما مر، بل هو ذلك الشخص الذي يوجهك أحسن توجيه، ويحسسك بالأمان، ويتيح لك البدائل والخيارات التي تناسبكما معا.

وأقول أيضا أن المرأة مستعدة للتنازل عن أشياء كثيرة، إذا صادفت رجلا تام الرجولة، تحس معه بالأمان.

وأختم بهذه القصة ((قال رجل لعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: إنّ فلانًا رجل صدق، قال: سافرت معه؟ قال لا، قال: فكانت بينك وبينه خصومة؟ قال لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد!.))

#شمس_الهمة








كفاية بقى!

 كفاية بقى!

كفاية دورات عن المرأة وشغل المرأة وفكر المرأة ومهارات المرأة، وعلم التربية، دورات أشغال يدوية، دورات طبخ، دورات عن النساء، في النساء، بالنساء، ومعظم الحاضرات نساء! 


كفاية بقى!

حد من البنات طلع يقول، أنتو هتعلموني إزاي أبقى امرأة؟ 

أنتو هتعلموني فطرتي؟

أنتو هتصححولي مفاهيم أنا مجبولة عليها؟

حد من البنات قال كده؟

أبدا والله ما سمعت.


فين دورات تعليم الرجال القوامة، تعليمهم أخلاق الشهامة والرجولة والمروؤة وإغاثة الملهوف؟

فين دورات تعليمهم المهارات اليدوية الأساسية، النجارة، وتصليح الأشياء البسيطة في المنزل؟


فين دورات كيف تفهم زوجتك لحياة زوجية سعيدة؟

مفيش صح؟ بس في مليون دورة كيف تكونين زوجة صالحة لحياة زوجية سعيدة!

فين تعليمهم الفروسية، وأخلاق الفرسان، ومسؤولية الراجل في البيت؟ 


محدش يقولي الرجالة مفطورين على الرجولة ومش محتاجين دورات!

هما يعني محتاجين دورات في الأنوثة؟ ما هما كمان مفطورين عليها. 


فين دورات كيف تكون رجلا في ضوء مواضع ذكر الرجولة في القرآن؟

طب دورة كيف تكون رجلا على خطى الرسول والصحابة؟

صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم. 


واعرفوا، إن الخلل في مجتمعنا بسبب غياب الرجل الكامل، فإن انصلح حاله، انصلح حال المرأة تبعا، لأنه قوام عليها. 


إنما أنتو ماسكين الناتج الثاني هاريينه إصلاح، ومتجاهلين سبب الفساد الأول تماما! 

لولا انتكاس فطرة الرجال، ما انتكست فطرة النساء. 


أي حد من مشايخنا أو داعية قدم محتوى للأنوثة، تلزمه أمانته العلمية أنه يقدم مثله للرجال، الإصلاح من الجنبين. 


لكن لو كملنا كده، هيبقى عندنا معشر إناث ارتقوا في أنوثتهم ارتقاء فوق الوصف، لدرجة أن أي راجل مش مرتقي في رجولته زيها، بيبقى ناقص في عينها، مش مالي عينها!

كفاية نساء!

نركز مع الرجال شوية..


الكاتب سعد كوستا

ماوراء الفضيحة؟

 

ماوراء الفضيحة؟
(حرق أحداث)

فيلم أمريكي( اسمه kill the mesenger)، مستلهم من قصة حقيقية، يتناول ثقافة الفضيحة وكيفية إلهاء الشعوب بسياسة افتعال الفضائح، وتصعيد المشكلات الشخصية إلى قضية تمس الكون والأمن القومي.
قصة الفيلم تحكي تحريات صحفي حول المخدرات وعصابات المافيا، وانتشارها في مناطق السود، ويتتبع خط سير هؤلاء بحثا عن الممولين الرئيسيين، وسبب تعاطي السود للمخدرات.
وفي خضم رحلة البحث تلك يكتشف حقيقة مرعبة..
ففي الفترة (1981-1990) كانت الأمور مشتعلة في نيكاراجوا في ثورة وحرب أهلية بما يسمى “حرب الكونترا” وبالطبع الولايات المتحدة اختارت الجانب الذي تفضله وقررت مساعدته وامداده بالأسلحة، ولكن الكونغرس الأمريكي لم يوافق على ذلك، ليقرر البيت الأبيض والمخابرات حل هذه المشكلة وذلك بغض النظر وتسهيل عمليات تهريب المخدرات داخل البلد.
بالطبع بعد ذلك تقوم بألقاء القبض على هؤلاء المهربين ومصادرة ممتلكاتهم ليصبح لديها تمويل دائم للحرب التي تدعمها، وفي المقابل تصبح الدولة هي أكبر مهرب مخدرات عالمي والتي تقدم المخدرات لشعبها بدلاً من حمايتهم منها، ولكن للتخلص من هذا العبء الأخلاقي توزيع هذه المخدرات كان يتم في احياء الأمريكيين من أصول افريقية، فبالطبع الدولة لن تضر المواطن الأمريكي الأبيض.

الكاتب صرح بهذه الحقيقة لبعض المقربين، و نشر هذه الفضيحة المدوية للحكومة الأمريكية.
لكن رجال المخابرات اكتشفوا الأمر، وقاموا باغتياله، ثم قاموا بتغطية الحدث بافتعال فضيحة بيل كلينتون ومونيكا ليوينسكي، وٱشغال الرأي العام بها.
وبالفعل تناسى الجميع قضية المخدرات واغتيال الصحفي، وركزوا مع قضية شخصية لا ناقة لهم فيهى ولا جمل.

#شمس_الهمة

عن الخطبة في وسائل التواصل الاجتماعي

 عن الخطبة في وسائل التواصل الاجتماعي:



حدثتني صديقتي الطبيبة تقول، خطبني على مواقع التواصل شخصان، أنا فتاة عادية، ولكني كنت أريد الارتباط مع شخص ملتزم يخاف الله، ولكن الحياة وضعتني أمام خيارين وإليك القصة.


خطبة الملتزم على وسائل التواصل الاجتماعي:



الأسبوع الأول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأسبوع الثاني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأسبوع الثالث: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

\

\

\

واستمر هكذا لمدة سنة، هو شاب من مجموعة علوم شرعية ملتزم، لم يسبق لي التقاطع في نقاش معه، يخفي اسمه وينشط باسم مستعار، وحسابه لا يحوي أشياء أو كتابات تكشف عن شخصه أو ميولاته أو طريقة أفكاره.


خطبة(مسلم عادي) على وسائل التواصل الاجتماعي:


ابتدأ رسالته الفرنسية بعبارة(Salut princesse).

وقال أنه تصادف تعليقا لي حول الموضوع الفلاني(وقام بتسميته)، فراقته طريقة تفكيري جداا.

وعرض في رسالته معلومات كاملة عنه(شاب ثلاثيني واثق، مهندس، مطلق وأب لطفلتين)

يريد فرصة جادة، وحسابه على الفيس بوك يحمل اسمه، وصورته الشخصية، ويعطي لمحة عن شخصيته، إضافة لعنوان منزله، كما أنه لا يخفي قائمة الأصدقاء.


بيني وبينك كنت كل مرة أتأمل رسالته، وأذوب في جملته (مرحبا أيتها الأميرة).

لكني لم أرغب في إعطاءه فرصة، كوني كنت أبحث عن شخص ملتزم.

لكن بعد مدة قصيرة صرت عضوة في مجموعة كتب وكنت أتقاطع واياه في نقاشات كثيرة، وحدث أن أعاد طلبه بعد اكتشافه لجانب آخر من شخصيتي، وكانت رسالته هذه المرة بالفرنسية أيضا.

هذه المرة قررت أن أمنحه فرصة، استأذنت من والدي أن أمنحه عنوان بيتنا فوافقا، تمت الرؤية الشرعية.

في يوم الشوفة سألني عدة أسئلة، وسألته أنا بدوري أسئلة كثيرة، لكن سؤالا ما بقي يلح بقلبي، ولم أجرؤ على طرحه، وكنت متخوفة في ذلك الجانب أيما خوف.

لكن شخصيته وعفويته في طرح الأسئلة والإجابات، حفزتني وشجعتني لسؤاله.

وكان السؤال رغم أني طبيبة إلا أن الفرنسية كانت ثقيلة على لساني في خطاباتي اليومية:

- علاش تحكي بالفرونسي معايا؟ تبانلي نتا فحشوش ومدلل من والديك.

(بمعنى أنك ولدت وملعقة ذهب في فمك).

فرد علي ضاحكا:

رغبت في كسب ودك، وخطابك بلغة تناسبك لأنك طبيبة.

لكن في الحقيقة ورغم أني قبائلي، إلا أنني أتكلم العربية في حياتي اليومية.

وأنا شخص كادح (بعت الساشيات، وخدمت فالأرض، وغسلت الماعن في المطاعم.)


خاتمة القصة:

الطبيبة اختارت الشخص الثاني، وتعيش معه بسعادة، تركها تكمل التخصص، يساعدها ويرفق بها في المنزل، وعندهما ثلاث سنوات زواج.


على هذا تعززت قناعتي التي تقول بانجذاب النساء لل (bad boy)، الذين يمتازون بقوة الشخصية والجرأة والإقدام، عكس أولئك المحافظين الخجولين المترددين.

وتذكرت قصة من التراث ترويها الجدات تقول:

أن شخصا ذهب لخطبة فتاة من قبيلة مجاورة، وعندما وصل للبيت المطلوب، جلس مدة دون أن يفصح عن طلبه، وشرب القهوة، ومكث مدة ينتظر طعام الغداء، وفي تلك الأثناء جاء شخص آخر إلى ذلك المجلس، وسلم وحيا الحاضرين، فأراد والد الفتاة أن يضيفه فنجان قهوة وفق الأصول، فرفض الشاب شرب القهوة حتى يتم الموافقة على طلبه، فسأله المضيف عن طلبه، فقال (أريد طلب يد ابنتك فلانة).

فوافق والد الفتاة فورا، وقرأ الحضور الفاتحة.

فانتفض الشاب الأول، وقال أن الفتاة من حقه، لأنه وصل قبل الثاني، وأن زيارته كانت لخطبة الفتاة، ولكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة لمفاتحة والدها في الأمر، فرد عليه والد الفتاة بعبارة أصبحت مثلا متداولا تقول:( فلانة اداها اللي مشربش القهوة)


#شمس_الهمة


العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...