الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

عن ربات الخدور:

 

عن ربات الخدور:

«إذا تودر حمار التوميات، سال النسا السنيات»
الترجمة:
«إذا تاه أي "ضاع" حمار التوميات(التوميات اسم قبيلة)، فاسأل ربات الخدور»
هذا مثل شعبي متداول في منطقتي، وقصته تقول أمي حقيقية، يتداولها الأجداد
تقول القصة أن حمارا لقبيلة تدعى التوميات تاه، فبحث عنه رجال القبيلة وصغارها فلم يجدوه.
حتى دلتهم النساء في البيوت عن مكانه، نساء محبوسات في البيوت ولا يرين العالم إلا من ثقب الباب.
كيف حدث ذلك، وما قصتهن؟ وكيف استطعن اكتشاف ما عجز عنه الرجال.
تقول أمي أن لذلك عدة أسباب، أولها الفراغ والبطالة وخلو عالمهن من شيء جديد، فلا حصاة تسقط ببركة أيامهن الراكدة والمتشابهة.
لذلك يتخففن من ثقل ذلك السجن، باستراق النظر من خلف ثقب صغير لعالم ماوراء الباب.
ولا تفوتهن شاردة ولا واردة.
أذكر أنني كنت مرة ضيفة عند قريبي، الساكن بعمارة لمدة شهرين رفقة قريبتي، وحدث أن تزوج قريبي ذاك بإحداهن، وبعد مرور شهر فقط، قمنا بزيارتهما ثانية، فسردت لي العروس كل أسماء الجيران، وقصصا أخرى كثيرة، وهي غريبة عن المدينة، وتفاجأت أنا إذ مكثت مدة شهرين ولم أعرف أحدا هناك.
والسبب تقول لي أنها حين لا تجد ماتفعله تلزم النافذة بالساعات، فعلمت بذلك كل ما يدور هناك وهي عروس جديدة.

أما ابنة عمي فتحدثني تقول، أنه كلما تقدم لها خاطب من المدينة، تقول لأخيها الذي -لا يعرفه- أنه ما من داع للسؤال عنه، وتخبره هي بأصله وفصله وجذوره، واسم حبيبته وجده الخامس.
هذا وهي فتاة محبوسة لا تخرج إلا نادرا، فيستغرب أخوها ذلك، ويسميها (شبكة الجزيرة)، ذلك أنها تملك معلومات عن كل ساكني المدينة، وهذا كله بسبب التواصل في الهاتف مع بنات الأخوال والأعمام والجيران، وأحاديثهن التي لا تنتهي عن أحوال الناس.

ليس هذا فحسب إنما يقول أحد الكتاب أن الفراغ والبطالة مع انعدام التربية والتثقيف للفتاة، يجعل النساء يتفوقن في الكذب، والمكر والخداع...فلا ينمو عقلهن ومداركهن بطريقة صائبة، انما يتجه العقل في خط مشوه معوج يقود إلى درك سحيق.

ولبثينة العيسى اقتباس تقول فيه:“أن تعيش في مكانٍ يصادرك حتى آخر سنتمتر منك، يعني أن تبرع في فنون الالتفاف”.

ويقول اقتباس آخر:

أضلَّت المرأة عقلها في ظلمات الأجيال الماضية؛ ففقدت رشدها، وأدركها العجز عن تناول ما تشتهي من الطرق المسنونة؛ فاضطرت إلى استعمال الحيلة، وأخذت تعامل الرجل — وهو سيِّدها وولي أمرها — كما يعامل المسجون حارس سجنه والحفيظ عليه، ونمت فيها ملكة المكر إلى غاية ليس وراءها منزع؛ فأصبحت ممثِّلة ماهرة ومشخِّصة قادرة تظهر في المظاهر المتضادة والألوان المختلفة في كل حال بحسبها، كل ذلك لا عن عقل وحكمة وإنما هي حيل الثعالبة. ولكن لا لوم عليها وعذرها أنها ليست حرَّة، وإنما فقدت الحرية؛ لأنها فقدت السلامة في قوَّة التمييز، بل اللوم كل اللوم على الرجال؛ أريد بهم مَنْ سبقنا ممَنْ أهملوا تربيَّـة نسائنا.”

فالبيئة المتسلطة الظالمة، لا يصلح جوُّها، ولا تنفع أرضها لنمو الفضيلة، ولا يربو فيها إلاَّ نبات الرذيلة.
وفي هذا يقول سيد قطب في الظلال:
((وليس أشد إفسادًا للفطرة من الذل الذي ينشئه الطغيان الطويل، والذي يحطم فضائل النفس البشرية، ويحلل مقوماتها، ويغرس فيها المعروف من طباع العبيد: استخذاء تحت سوط الجلاد، وتمردًا حين يرفع عنها السوط، وتبطرًا حين يتاح لها شيء من النعمة والقوة)).

تذكرت كل هذا وانتبهت له حين استغربت البنات امتلاكي لعديد حسابات الفيس بوك، وما الذي يدفع بعاقلة لهذا الفعل، وجعلني هذا أستغرب فعلتي أنا الأخرى، وأقول (هل كنت بكامل قواي العقلية وقتها؟!)
ولكنه الأسر والسجن أرهف حسي، وزاد ملكة التدقيق والمراقبة عندي..وضاعف حاسة الحدس والتنبؤ بالأشياء وكذا توقعها.
وكذا تعلمت فنون الالتفاف والحيلة كي أحمي نفسي، ويشهد الله أني ما كذبت مازحة أو جادة من خلال حروبي الفيسبوكية تلك، فتربيتي وديني يمنعاني من ذلك، إنما هو التمويه والحيلة فقط.

الأمر أشبه بما يفعله المسجونون عادة، فمن يومين فقط شاهدت سلسلة الأسير(552) بغوانتنامو، الرجل الكويتي الشهم (نايف الكندري).
ذكر أنهم كانوا يطورون لغة التخاطب من تحت أبواب الزنازين الانفرادية، وحتى الصلاة يؤمهم من يتقدم بالزنزانة، وأشياء أخرى كثيرة، تجعلك تذهل لقدرة المخلوق البشري على التأقلم مع الظروف بعون الله، وتطور حواس السمع، وملكات أخرى يمنحها الله، كتعويض لكل من يعاني النقص في مجال ما.

لطالما حفظت أسماء الأماكن والأشخاص، وفي حياتي لم ألتق بشخص ونسيته بعدذاك، حتى أني حين ألقى فتاة ما، لا تعرفني بينما أعرفها، وأذكر لها اسمها ولقبها وأصلها وفصلها وتاريخ لقاءنا، وموقف جمعني بها، وكان يحزنني دوما اني أتذكر الأشخاص ولا يذكرونني، ثم علمت بعدها أن للناس علاقات وحياة يومية ويلتقون أشخاص ويتعرفون عوالم كثيرة تجعلهم ينسون الأشخاص العابرين بسهولة.
بينما شخص مثلي لا يرى طيلة السنة أشخاصا ولا عوالم جديدة البتة.

لكن مع كل ماذكرت، إلا أن غالبية المحبوسات بالبيوت، لا يملكن التصرف في المواقف الحقيقية، ولا يملكن سرعة البديهة لذلك.
وكثيرات منهن يسقطن مع أول امتحان لهن في الحياة، وقس على ذلك قصص فتيات الجامعة اللواتي ينحرفن، و غالبهن نتاج بيئات متزمتة ومتسلطة، لم يرين الحياة من قبل، ولا يملكن هامشا للحرية، ولا ثقة متبادلة مع أهاليهن، وطبعا لا أعمم هنا، فمن تربت على الأخلاق والدين، سيحميها ذلك ويقيها شر المزالق.

وقد تستغربن لو قلت لكن أني من فرط الحماية صرت أضعف، مسكونة على الدوام بالخوف، لا أثق في الناس بسهولة، وحيدة هنا، ووحيدة في عالم الفيس أيضا...فليس لي صديقة أبثها أسراري، ولم يسبق لي التحدث في هاتف -والدتي- مع إحداهن.
في الحياة الواقعية كنت أتعرض لعديد المواقف التي يكاد يكون فيها حتفي، وذلك لعجزي وقلة حيلتي، وتعودي الحماية من أفراد أسرتي، فلا أستطيع دفع أذى أو مكروه بنفسي.

أفاضل كثر خطبوني على الفيس مثلا، وكنت أفر، وأختفي، وأغلق الحساب وألجأ للبكاء كوني لا أعرف كيفية التصرف مع الأمر، رغم أن والدي يعطيني هامشا من الحرية والثقة، ورباني وأنا طفلة صغيرة أنه في حال راقني أحدهم يكفي أن أقول لوالدي(يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين) وكان يكرر هذه القصة على مسامعي دوما، وكنت أحس بالحبور والحب والأمان.
ورغم ذلك كبرت وما جرأت على ذلك، كوني أعلم الفرق بين النظرية والتطبيق، بين الموقف النظري والموقف الحقيقي الذي تطيش معه الأفهام.
وكوني أعرف حقا أنه لا يمكن لوالدي أن يثق البتة بخاطب يأتي عبر العالم الأزرق...وغالبية جيل الآباء يتوجسون من كل جديد ولا يملكون الثقافة اللازمة للتعامل مع التكنولوجيات الحديثة.

ولأني لم أكن أملك صديقة حقيقية، لم أعلم كيف يتصرف الناس في هذه الأمور.. وأنا العجوز الناضجة
التي بلغت من العمر عتيا، غير أني لا زلت طفلة في عالم الصداقات والعلاقات ولا أجيد التعامل مع الناس.

وحين وجدت مريم خنطوط، الفتاة التي وثقت بدينها وأمانتها، بحت لها ذات مرة بقصصي فقالت ببساطة( ما الصعب في الأمر؟)، (وما الضير في خاطب الفيس لامرأة ناضجة وليست مراهقة؟).
وعلمتني كيف أتعامل مع الأمر ولمن ألجأ، ومن يصلح أن يكون الوسيط في هذه الأمور، وكيف نجرب الشخص؟ وكيف نتأكد من دينه وأمانته؟
وصارت هي وخالتو (الجميلة) التي لن أذكر *اسمها* حتى لا تزعجوها باستشاراتكن.صارتا مستشارتي في أمور القلب ومتعلقاته.
وميريام الحبيبة أيضا.

أكتب كل هذا بغية أن يتعلم الناس، أن يتعلم الأخ كيف يثق بأخته، والأب كيف يثق بابنته، والأم كيف تحتوي ابنتها؟
أما الورع البارد، والمثاليات الجوفاء، والوعظ المتعالي فلن ينجح في صنع المسلمة السوية لو كنتم تفقهون. والسلام

أستاذة فشل تحكي تجاربها فتعلمن.😅

#شمس_الهمة

عادة السنة أو التسنان:

 

عادة السنة أو التسنان:

مرات حين أكتب أحيط الموضوع من جميع جوانبه..
مرات أبتره بترا ولا أوفيه حقه..
مرات أريد شيئا، ويكتب قلمي شيئا آخر..
مرات أريد فكرة، ويخونني القلم، وأسيء الصياغة...
وهكذا مرات لا أحسن الإبانة عن كل ما كنت أريد..
وفي الموضوع السابق، عن ربات الخدور
تناولت جانبا واحدا فقط، لذا قد يخيل للقارئ أني أدفع بالنساء لكراهة البيوت
والدعوة إلى التسكع في الطرقات..
لذا سأتناول في هذه الإضافة، فكرة (السنة) أو التسنان للفتاة.ولا أعرف أصل الكلمة ولا معناها.
وهي تقليد تتبعه الأسر العربية حين تبلغ الفتاة ويصبح عمرها(13 سنة)
فتمنع الفتاة من الخروج إلى الشارع، وتمنع من الجري واللعب الخشن، وتعلم فنون البيت والطبخ
وسلوك السيدات الراقيات..
وهذا الأمر تشترك فيه الكثير من الشعوب، ولعل عادة (حفلات الشاي) من العصر الفكتوري تقترب من هذا.

ولهذا الأمر آثار إيجابية على سلوك الفتاة، ويكسبها رقة وأنوثة، فتصبح الفتاة راقية، ومهذبة.وتبتعد عن سلوكات الصبيان، ويذهب ما بها من خشونة وطباع متمردة...ويروضها البيت والقرار ويحسن أخلاقها.
وهذا مجرب ومعاين، فكم من فتاة كانت مثل الصبيان، وحين (تسننت) أصبحت في منتهى النعومة والرقة، وابيض جلدها ورق ملمسه وتنعم.
وغالبا هذا السلوك لا يجبرن عليه إنما هو سلوك فطري ترغب فيه الفتاة بمحض إرادتها فتترك اللعب، وتميل للبيت، وتعلم فنون الطبخ والحياكة وغيرها.

أما من بقيت تكثر الخروج ولم تعرف جو القرار ذاك، فإنها تحرم من أمور كثيرة، أولها أنها تظل مخشوشنة.
تشبه سلوكاتها وحركاتها سلوكات الرجال، حتى صوتها، كلامها، مشيتها كل هذه الأمور بعيدة عن مسمى الأنوثة الحقيقية، والرقة المعهودة في الفتيات.ولو تغلفت بالمساحيق ولو تجملت بأحلى الثياب.
وغالبا يفتقدن معنى الحياء، ولا يعرفن له طريقا.
لكن هاته العادة على جمالها، إلا أن القرون والأعصار المتأخرة عرفت تشديدا ومبالغة في كل شيء.
فحجبت الطفلة والمرأة والفتاة عن المجتمع، وصيرت البيت سجنا محكما لا مملكة وعالما مبهجا للمرأة.
وقد سئل العلماء المنصفون عن ذلك فأجابوا أن هذه الطريقة في حجب الأنثى وحبسها لم يعرفها السلف
ولم يمارسوها إلا مع الزواني.
أما النساء فمع قرارهن في البيوت، غير أنهن كن يمارسن حياتهن بشكل طبيعي، فيخرجن، ويجاهدن، ويشترين، ويحضرن الصلوات والأعياد وووو.

#شمس_الهمة

أحد أسباب أني أفر من هذا الحساب

 أحد أسباب أني أفر من هذا الحساب كثرة الصديقات والمتابعين.

كثرة الصداقات تعني كثرة الرسائل...كثرة المنشورات...كثرة التعليقات

أما الرسائل فأمقتها جدا، وأتمنى لو يحذف مارك زر الرسائل نهائيا، أو يتيح لنا خيار فتح الرسائل لدائرة صغيرة وضيقة جدا..

لا أعني بهذا أني أكره رسائلكن، وطبطبتكن، وبوحكن اللطيف، وأسئلتكن وقصصكن المختلفة.

فهذا يضيف لي الكثير، سواء على صعيد المشاعر والأحاسيس، أو على صعيد العلم والمعرفة، أو مادة دسمة لمقالاتي، وإلهاما للكتابة.

لكن كلما ازداد عدد الأصدقاء، ازداد معه ضغط الرسائل.

بعضهن ترسل فقط السلام...وقد كنت من قبل لا أستطيع تجاهل هذا النوع من الرسائل، لدي فوبيا أنو تطنيش رسالة يمكن أن يتسبب بانتحار احداهن وقد لجأت إلي فتجاهلتها.

كنت أحس كثيرا بتأنيب الضمير إذا تجاهلت الرد...ثم دست على هذا القلب ونجحت بعد محاولات كثيرة وجهاد عسير في التغلب على الأمر، وتجاهل هذا النوع من الرسائل.

رسائل الحب الجميلة ورغبة التعرف علي من فتيات عرفنني من موضوع أو اثنين...أحس بتأنيب الضمير لتجاهلها، وبأني جلفة عديمة الإحساس ومتكبرة..

رسائل عن القراءة، والكتابة، والمعاهد الشرعية ووو...أحب كثيرا الرد على أصحابها بما أعرف...لكنها كثيرة أيضا...والوقت...الوقت لا يسعفني لكل هذا...

رسائل صديقاتي المقربات ودائرتي الخاصة لا تزعجني وأفرح بها وصويحباتها لا يلمنني إذا تشاغلت عن الرد.

*********

المنشورات والتعليقات..

لا أحبذ إهمال التعليقات...أحس بتأنيب ضمير كبير إذا تجاهلت تعليقا لاحداهن، بينما رددت على أخرى..

أفعل هذا كثيرا...ثم أعود للمنشور فأشبعه جادوغات(لايكات)، وردود

كي أرتاح من تأنيب الضمير.

وكذا المنشورات، أحس أنني قصرت مع فلانة، وأني نسيت التفاعل مع مواضيع أخرى ووو

أخاف على مشاعر البنات وأحاسيسهن..


وهذا لعمري مرهق ومستنزف لو تعلمون...ويستهلك طاقتي ووقتي وجهدي..

حاولت كثيرا تعلم فن التجاهل والتغافل...لكن قلبي وضميري لا يتركانني أرتاح..

أبذل من نفسي الكثير ليس بغية إرضاءكن...

إنما هو نمط شخصيتي الذي يضع نفسه مكان الغير دوما ويحاول أن يظهر التعاطف...

هذا النمط من الشخصيات يحاول العيش بمثالية، بعيدا عن أخذ الامور ببساطة كما يفعل الناس من دون تكليف النفس ما لاتطيق...وليبلط الآخرون البحر...وليرضوا أو يسخطوا...لا يهم

العيش بنمط المثالية مرهق جداا...

***********

أما الحب ورسائل الحب فكثيرة جدا علي..

وهي تضاعف مأساتي أيضا..

لا أستطيع العيش بجرعات حب على غير ما اعتدت في الحياة الواقعية...

هذا الحب يثقل كاهلي أيضا وأفر منه كل مرة...

**********

الأمر الآخر أنني شخص متبرم، غير قابل للتشكيل..

أحب جو الحرية، ولا أحبذ أن يضعني الناس في قالب محدد..

وإذا خرجت عنه، فقد خاب أملهم بي..

لا أحبذ جو الأسر، وأن أكون أسيرة لاتجاه معين أو فكر محدد

إنما خلقت حرة، مفكرة

ووظيفة المفكر تتأبى على القولبة والخضوع للتيار..وثقافة القطيع

وظيفة المفكر طرح الاستفهامات...تصحيح المفاهيم والأفكار...وتقليبها...البحث في البديهيات ومنشئها...

وهذا يحتم على الشخص البقاء وحيدا، شريدا، طريدا من دنيا الناس...

طير حر...غريب، ومنفي حتى مع وجود الآلاف حوله...

وإنه لعمري العذاب والشقاء..

******

شكون كيفي، خصني نروح نداوي..

ربما آخر منشور...قبل الاختفاء مجددا..

متعبة ومرهقة جداا


#شمس_الهمة

نمط الشخصية(المتعاطفة empathy)

 


عطفا على المنشور السابق، وحديثي عن نمط الشخصية(المتعاطفة empathy)

سأحاول تقريب الصورة، والتفكير معكن بصوت مسموع، لمعرفة ذواتنا أكثر وكيفية التعامل مع النفس والآخرين..

ففهم الذات، ونمط الشخصية هو الخطوة الأولى لحياة هادئة ومتزنة..

سأتحدث عن حلقة من أحد المسلسلات السورية، شخصت هذا النوع من أنماط الشخصية بدقة لامتناهية..في نص بديع جدا وقصة إنسانية، جسدت مشاهدها تفاصيل النفس البشرية وعذاباتها وغرابتها..


في قصة بطلها الممثل مكسيم خليل، تكون له في البداية خطيبة تضطرها ظروف ما للسفر، فتفسخ الخطبة، ويكون هو قد تعلق بها.

وليخرج من هذا الحالة يعيش حياته ويقرر نسيانها، ثم يخطب فتاة أخرى.

هذه الفتاة وسأسميها مجازا(مسكينة) لأني نسيت اسمها، ولأنها شخص نرجسي اعتمادي يحاول العيش في دور الضحية دائما.

توفي والدها فحزنت بشدة عليه، وتأثرت لفقده، ودخلت في نوبة اكتئاب..حتى جاء مكسيم خليل خاطبا فتشبثت به بقوة.

شخصية مكسيم خليل طيبة متعاطفة، متسامحة إلى أبعد الحدود..

أما شخصية الفتاة فأنانية نرجسية واعتمادية، وكذا غيورة وشكاكة إلى أبعد حد..

ولأنها نرجسية كانت تستغل طيبة مكسيم خليل على الدوام..

بعدها ضاق بها ذرعا، من شكها وتصرفاتها...وأراد فسخ الخطبة فتمسكت به بقوة..

قامت بمحاولة انتحار لأنه تركها ...فشعر بالندم ورجع ٱليها ثانية...

وعادت إلى نفس سيرتها الأولى...وكان يصبر على تصرفاتها..

إلى أن فاض به الكأس بعد موقف شك، أهانته فيه أمام الناس..

هنا فسخ عقد القران بلا رجعة..

وقرر عدم العودة إليها ولو بكت الدم بدل الدموع..

الفتاة لم تحتمل ذلك...وأخذت تبعث له المراسيل لإرجاعها..

وحين علمت أنه مصمم على رأيه...ولأنها تعرف طيبته...استغلت هذا الأمر وبعثت صديقتها بتحاليل وأشعة كاذبة تزعم فيها أنها مريضة سرطان، وفي أيامها الأخيرة..وترجوه من باب إنساني أن يعود لها مؤقتا...

يفكر هو كثيرا في الأمر، ويحتار...ولا ينام لأيام...

ذات صباح استيقظ مرهقا لعمله بعد أن جافاه النوم ليلة كاملة..

وبينما هو متوجه لعمله مستعجلا، ناداه جاره المعاق لحاجة...فأشار له بيده أنه مستعجل ومشغول ومضى..

وحين عاد في المساء، وجد سيارة إسعاف وجمهرة من الناس عند باب جاره..

وحين سألهم عن الأمر، قيل له أن جاره توفي لأن قارورة الغاز انفجرت بوجهه..

فدخل في نوبة اكتئاب، ولازمه تأنيب ضمير كبير، وأحس بأنه المسؤول عن وفاة جاره.

مرت أيام وأسابيع...وأصبح يفكر بخطيبته السابقة، وسيطر عليه هاجس أنها ستموت..

وأنه سيحس بعدها بالمسؤولية وتأنيب الضمير كما حدث له مع جاره..

لم يتحمل الأمر، لم يتحمل فكرة أن يتعذب بعدها طيلة حياته بسبب تأنيب الضمير.

لم أتناول القصة بالشكل الجيد الذي جسدته القصة في مشاهد معاناة مكسيم خليل..وعذاباته...

قلقه الدائم، حيرته، هواجسه ومخاوفه، طيبته وحنانه، في مقابل معاناته...

تخبطه، وحيرته، وتردده..

الربط بين مشهد موت جاره، ومشهد خطيبته المصابة بالسرطان...

التوقيت الحساس الذي جعله يتخذ قرارا مصيريا يضحي فيه براحته وسكينته في مقابل سعادة ورضا شخص آخر..

قصة أخرى واقعية مماثلة تقول فيها صاحبتها أنه تقدم بها العمر ولم تتزوج، وذات مرة تقدم لخطبتها رجل سكير شرير...فضغطت عليها والدتها للقبول...أم كباقي الأمهات تتمنى رؤية ابنتها عروسا قبل أن تموت، ويسيطر عليها القلق بشأن مستقبل ابنتها...ولا تحتمل فكرة أن تبقى أمامها بلا زواج..

لذلك صارت تضغط عليها...والفتاة تبكي وترفض الأمر...وحصلت بينهما مشادة كلامية...ارتفع على اثرها ضغط الأم وشعرت بدوخة خفيفة..

تقول الفتاة أنها طيبت خاطر والدتها، وقبلت بالعريس...لا لشيء ، سوى لإرضاء والدتها، ومخافة أن يحدث لها مكروه، الفتاة باتت ليلتها عند قدمي والدتها، تتحسس إن كانت تتنفس أم لا...

قبلت بالعريس السيء، مخافة تأنيب الضمير..


 هذا هو شعور الشخصيات المتعاطفة، وهكذا يتخذون قراراتهم المصيرية في الحياة...

 ‏هذا النمط من الشخصيات سيء للغاية، تلك الطيبة وذلك الضعف والهشاشة يجلبون الشقاء لأصحابها..

 ‏يستغلهم الجميع، يستغلون طيبتهم ولطفهم..لا أحد يرحمهم..ولا هم يرحمون أنفسهم..

ألا ما أقساه من شعور، وما أسوأه من عذاب.


أكتب هذا لأنه يلزم فهم ذواتنا، لنحسن التعامل معها..والسلام


#شمس_الهمة

 

عن المسلسلات والدراما السورية:

 

عن المسلسلات والدراما السورية:

في البداية سأعترف أن متابعتي للمسلسلات السورية، والحديث عنها لا يعني الترويج لها والدعوة لمشاهدتها.
ولا يعني ذلك إقراري بالأشياء المحرمة الموجودة فيها كالعلاقات المحرمة، اللبس الفاضح، الخمور التي صارت حاضرة في كل الأعمال، الشيشة، تدخين البنات، سكر البنات وووو فضائع وسموم أخلاقية للأسف الشديد انتشرت في أعمالهم خصوصا في الفترة الأخيرة، ويقحمونها في الأعمال حتى لو لم تكن تستدعي ذلك. (وأظن الأمر لا يرجع للكتاب، إنما للمنتجين والمخرجين، لأن النصوص في قمة الروعة.)
لكن لا يعنيني من ذلك سوى النصوص، والقصص وبراعة من يكتبها...وأتابع هذه الأعمال كوني مهتمة بمجال القص، وأرغب في مزاحمة أهل الباطل بمبدأ(وداوها بالتي كانت هي الداء)، وذلك بكتابة أعمال قصصية خالدة وهادفة والله من وراء القصد.
لطالما سمعت مقولة أن سوريا اشتهرت فقط بالأعمال التاريخية، لا وربي فهذا عدم إنصاف من أشباه الصحفيين هؤلاء، فأعمال السوريين الدرامية في القمة، والدراما السورية تنتمي لمدرسة الواقعية، فلا تجد عندهم قصص حب خيالية، وأحلام وردية وسيناريوهات بوليودية كما نشاهد في الدراما المصرية والخليجية والتركية(أحيانا).أما الجزائرية فحدث ولا حرج.
ولعل أهم ميزة في الأعمال الرومانسية مثلا، الصدق والواقعية، وإلمامهم بفن العلاقات بشكل ناضج وقوي.يعني لما يرسملك علاقة بين مخطوبين، يرسمها بتفاصيل واقعية وحقيقية، لا سيناريوهات خيالية.
فيجعلك حين تود الإقبال على علاقة تدخل عارفا ومدركا وواعيا للأمر...
ولأول مرة يصدق كتاب الأعمال الدرامية فلا يصورون الإعجاب اللحظي بين الشاب والفتاة بالحب الخالد المخلد الذي ينتهي تلك النهاية الجميلة.
ومثلما قالت "هالستروم" أن الإعجاب اللحظي يختفي تماما، عندما نكتشف أن الشخص الذي أعجبنا به ليس هو الشخصية التي كنا نظن".
ويقول المدون المصري :"إن الإعجاب اللحظي تبسيط مخل ومختزل لحالة الوقوع في الحب، فمن الفراغ العاطفي ينتقل المرء إلى حالة الإعجاب اللحظي، ثم إلى التعلق المرضي، وبعدها إلى إدمان العلاقات السامة، بعدها تمتلئ العيادات النفسية والمكاتب الاستشارية بالمرضى والباحثين على التعافي.

سأحاول هنا كتابة مقتطفات لمشاهد كانت قمة في الإبداع الدرامي، ولحظات إنسانية صورتها أقلام مبدعة، حق أن ترفع القبعات لأصحابها.

القصة الأولى التي لفتتني:
قصة فتاة ظروفها مزرية، ومنعها والدها من إتمام الدراسة، وكذا منعها من الزواج بمن تحب، فاضطرت للفرار معه، والزواج في المحكمة بدون ولي.
في الغالب اعتدنا كثيرا مشاهدة هذا السيناريو في الأعمال الدرامية، واعتدنا التشجيع على هذا الأمر تحت مسوغ الحب، وأن الحبيبين ناضلا وكافحا وحين سدت الأبواب في وجهيهما فرا معا وتزوجا وعاشا في سعادة وهناء.
لكن هذه المرة غيير...فالقصة تناولت حين تفر الفتاة، مايحدث لوالديها بعد فعلتها تلك، فيشل والدها وتمرض أو تموت والدتها، وتمنع أختها من الدراسة الجامعية.
مشهد آخر يصور لك حالة الفتاة المزرية، وشوقها لوالديها، والفراغ والوحشة التي صارت تحس بهما بعد أن صارت مقطوعة من شجرة.
ثم ينتقلون بك إلى مشهد آخر، مشهد الفتاة بعد الزواج، والتي حرمها الزوج من العمل، ومن إتمام الدراسة.
وقد كان يعدها بحياة وردية قبل ذلك..
لكن بعد الزواج صار شخصا آخر، يغار عليها، يشك بها، يعنفها، ويعيرها لأنها فرت من منزل والديها.
وهكذا يسقط في يدها، وتعرف أخيرا أنه كان فعلا أحمق متهورا.
وهذا لعمري رسالة قوية للمراهقات، يفعل بعقولهن أكثر ما تفعل نصيحة، أو خطبة وعظية مباشرة.
فليت كاتباتنا الملتزمات يقتحمن هذا الفن بأعمال وكتابات ٱبداعية على هذا المنوال.

القصة الثانية:
على الثانية ليلا، زوجين عائدين من حفل زفاف...مشهد سيارة يسوقها الزوج(الممثل عبد المنعم عمايري)، ترافقه زوجته الممثلة سولاف معمار، وابنهما الصغير في الخلف.
تعرضت السيارة لكمين نصبته عصابة أشرار، جذع شجرة في منتصف الطريق، جعل الزوج يوقف السيارة لتنحيته كي يتمكن من المرور.
لتهجم عليه العصابة، ويضعون المسدس فوق رأسه، ويطلبون منه مفتاح السيارة، ومغادرة المكان، فتشل حركته تماما، ويفعل ذلك ولا يقاوم.
وحين يتقدم زعيم العصابة لسرقة السيارة، وهي تحمل زوجته وابنه.
جاء الفرج من الله بقدوم أشخاص آخرين، لقنوا الأشرار درسا قاسيا وخلصوا الزوجة وابنها من براثنهم.
عادت الأسرة للبيت، لكن حياتهما لم تعد كما كانت من قبل.
فالطفل صار مذعورا يتبول في الفراش ولم يكن يفعلها من قبل.
والزوجة أصيبت بالصدمة من موقف زوجها، ولم تستطع أن تكلمه بعدها لأنها رأت جبنه، وتفريطه بعرضه. وانشرخت روحها ولم تعد تحس بالأمان...
هذا إضافة ٱلى تفاصيل أخرى نسيتها في غاية الروووعة وقمة الٱبداع، صورت انهيار العلاقة بين الزوجين عقب الحادثة.
عن قلة حيلة الزوج، عن جبن الرجل، عن شعور المرأة، عن كيف تسقط مهابة الزوج في عين زوجه بموقف، عن كيف يذهب الحب ويحل محله الاحتقار.
هذه القصة قطعت قلبي، لم أشف منها لوقت طويل..

القصة الثالثة:
قصة حب بين مخطوبين دامت خمس سنوات...لكنها انتهت يوم الزفاف.
هل هذا معقول؟!
نعم
والسبب؟!
تكاليف الأعراس، والمشاحنة بين المخطوبين أثناء التحضيرات.
الفتاة تحب المظاهر، وتغالي في الأمر، وتريد أن يكون زفافها أحسن من زفاف فلانة..
عن عدد المعازيم، عن صحون التبولة، عن زخرفة الكراسي، عن الفندق الذي سيقام به حفل الزفاف...
عن فستان العرس....وعن أمور كثيرة.
استبدلت بها الفتاة الأدنى بالذي هو خير...
آثرت زخرف الحياة الدنيا على زوج محب عطوف.
طبعا القصة تحوي تفاصيل كثيرة نسيتها أيضا...لكنها بصدق رسالة قوية موجهة لأصحاب المظاهر.

القصة الرابعة:
جسدتها الممثلة كاريس بشار...عن كيف يصبح المجتمع بعد تولي النساء مهام الداخل والخارج..
عن الذكور والأزواج كيف صاروا أشباه رجال لا يتحملون المسؤوليات، لأن المرأة تحملتها عنهم بطيب خاطر...لا بل ناضلت من أجل أن تثبت أنها تماما مثل الرجل..السترونغ اندبنت وومن..فجلبت لنفسها الشقاء من حيث لم تعلم.
عن كيف يصبح المجتمع مختلا إذا طبقت النساء أفكار النسويات.
مجتمع تصحو فيه المرأة، فتطبخ وتكنس وتجهز الأولاد، ثم تذهب إلى العمل، ثم تذهب لجلب أولادها من المدارس، وحين تحتاج مرة لخدمات الزوج بإصلاح حنفية، أو سيارة، أو إحضار الأطفال من المدارس..يجيبها بكلمة واحدة(ماني فاضي، دبري أمورك).
هكذا تصير حياة المرأة جحيما، حين تعتدي على مهام الرجال، فيهمش دور الرجل
لأن ما من رجل يحس برجولته مع امرأة قوية ومستغنية ومدبرة أمورها.
حلقة كانت قمة في الإبداع حقيقة.

هذا ما أسعف ذاكرتي المهترئة حاليا، وهنالك حلقات يعسر تلخيصها، كونها تناقش قضايا فلسفية غاية في الروعة والجمال.
وسيكون هنالك منشور آخر باذن الله، عن قصص وحكايا أخرى حال تذكرتها.

ملاحظة: لا تسألوني عن أسماء المسلسلات، لا أريد أن أحمل أوزارا فوق أوزاري.

#شمس_الهمة

معاكم الأخ شمس:

معاكم الأخ شمس:


أتذكر في أحد المرات حين كانت قناة المغاربية في بداياتها، وأحد برامجها يتيح للمواطنين تقديم المداخلات عبر السكايب.(والسكايب تطبيق مجاني)

والدي طبعا من محبي عباسي مدني وحزب الفيس السابق، لذا كان مولعا بالقناة.

وكان يقدم مداخلات عبر السكايب، فينجح في الأمر، لأن جمهور السكايب وقتها كان قليلا والله أعلم.

وكنا نحن نستمع في الغرفة الأخرى لمداخلة والدي بحماس طفل صغير. ولسان حالنا يقول: (والدي يتحدث مع قناة فضائية، يا له من إنجاز عظيم!!)


ولأن القناة كانت لا تتورع عن مهاجمة النظام، ونحن في العائلة وقتها كنا تقريبا بفكر مدخلي، وكنا نعارض والدي في توجهاته..ونقدس النظام.


قررت أنا الأخرى تقديم مداخلة عبر السكايب، لأشعر بتلك النشوة، نشوة التحدث مع قناة فضائية..

طبعا غلقت باب الغرفة التي تحوي الحاسوب، ومنعت إخوتي من التواجد معي، وكذا اعتذرت من والدي

لأني أرتبك وأخجل بحضورهم، وكذا تنتابني نوبة هستيرية من الضحك، بسبب إخوتي الذين يضحكون دوما من كل كلمة أتفوه بها.


لذا انتقل جميعهم لغرفة التلفاز، وتسمروا أمامه منتظرين مداخلتي العظيمة😂

وضعت الكاسك، قمت بالاتصال، فأجابني الصحفي قائلا:

- نعم، معنا اتصال جديد، عرفنا بنفسك

- أنا: معك الأخت شمس من معسكر(اسم سكايبي كان شمس الإسلام)

- ‏الصحفي: تفضل أخ شمس

- ‏أنا: لا لا معك الأخت شمس

- ‏هو: تفضل أخي شمس، ما رأيك في الأحداث الأخيرة؟!

- ‏أنا بيني وبين نفسي(أخ شمس، أخ شمس) يلا بلاش نضيعلو وقت الحصة.

ثم قدمت مداخلتي بعكس ما توقع ورحت أمدح وأمجد السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لأني أحبه ولازلت(وماتسقسونيش علاش😂)، ولا زلت أظن أن التاريخ سينصفه يوما.

وقلت له أن جميع إنجازات بوتفليقة غير مرئية وقتها، لأنها إنجازات عملاقة تعمل على المدى البعيد ...

فتمعض وجه الصحفي وأنهى المداخلة -التي لم ترقه- 


طبعا وأنا خرجت من الغرفة منهكة بعد هذا الإنجاز العظيم، وجهي يتصبب عرقا، ومعصور مثل بندورة حمراء.

لأقابل إخوتي في الممر بين الغرفتين، لم يصبروا حتى يعلنوا قهقهاتهم وتنمرهم وصاحوا بي قائلين (شكرا أخ شمس😅).


وأنا أخبرتهم أنه ليس ذنبي أن المذيع أطرش ولا يمتلك أذنا موسيقية تستشعر الأنوثة والجمال.

بعد غد شاهدت الإعادة وحين استمعت لمداخلتي استغربت ممن كان يتحدث نيابة عني، لا بد أنه جني تلبسني وقتها فصوته كان خشنا مرعبا وكأنه أخوك جعفر 😓


دليل آخر أني فو بروفيل..

وبلاش تنمر بنات😌😑


#شمس_الهمة

للكاتبات ذوات الحرف الباذخ:

 

للكاتبات ذوات الحرف الباذخ:

النصوص والخواطر والأفكار التي أكتبها بصفحتي، أكتبها على عجالة، بدون تحضير، بدون تنسيق ولا تنميق، ولا حسن صياغة.
وذلك مرده إلى أسباب كثيرة، أولها ضيق وقتي وتزاحم المسؤوليات والأشغال، التي تحرمني التركيز الجيد، وفسحة من التفكير الهادئ، مما يحرم قلمي الكثير من الانضباط والتدقيق وحسن الصياغة.
وثانيها أن حروفي هزيلة، ولا تؤدي المعاني المطلوبة كما أريد وأرغب.
أكتب فقط لأن قوة داخلية تدفعني لذلك، فأتخفف هنا من وطأة الأفكار، وكذا أرغب بإيصال رسائل من وراءها.
وأرغب إن كانت الأفكار صالحة أن يتم تبنيها والعمل بها.
لذلك لا أنزعج ولا ألتفت لما يقال أنه سرقة الأفكار.
من راقتها فكرة أو مقال وقامت بإعادة صياغته بحروفها الباذخة، فجعلت منها نصا فخما مفعما بالجمال، فلتفعل، بل سيسعدني ذلك جداا.
ولا يهمني هنا إن اقتبست من مقالي جملة أو اثنتين أو حتى فقرة كاملة.
ولا يزعجني أنها لم تشر إلي في نصها ذاك، فأنا أعتبره نصها لأنه مختلف جدا وإن كانت الفكرة واحدة.
فكلنا نقتبس ونأخذ عمن نقرأ، فكتاباتي هي أفكار لكتاب آخرين.وأفكار هؤلاء نتاج قراءات لآخرين وهكذا.
الدكتور أحمد خيري العمري مثلا اتهم من قبل جزائريين بأنه سرق أفكار مالك بن نبي وأعاد صياغتها بأسلوبه الخاص.
وهو أجاب عن ذلك بأنه متأثر بالمفكر الكبير مالك بن نبي وكذا آخرين.
ومن يقرأ له سيجد اختلافا كبيرا، ولا ينفي هنا وجود فكر مالك بن نبي في طيات نصوصه
وكذا شريعتي وغيرهم...وقد لمست ذلك بنفسي.
لكن شيء معيب جدا أن نقول عن هذا سرقة أفكار.
إنما كما قيل فإن كل مؤلف تقرأ له يترك في عقلك وروحك مسارب وأخاديد.
نحن نتشكل من خلال عملية القراءة.
الأفكار مثل المادة الخام، وأتمنى من كل كاتب أن ينجح في استثمار تلك المادة الخام، وتحويلها لتحفة فنية، أو لوحة خالدة رسمتها ريشة فنان.

#شمس_الهمة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...