بنات أحتاج آراءكن:
هنالك صديقتان حميمتان:
الفتاة الأولى تحب الأندلس، تحب الشعر، تعشق الخيول وصورها، رقيقة القلب والشعور، تتذوق الأدب وتحسنه..وهي عاطفية جدا، وترغب بالزواج من شخص يفهم هذا ويقدره، ويلمس عاطفتها، ويحبها، وتحب أن يسمعها كلام الغزل والشعر ويتابع نفس اهتماماتها..
في المقابل الفتاة الثانية، تستسخف مشاعر الحب...لا تحتكم إلى العاطفة..وهي من النوع العملي(1+1=2)
ولا تومن بأن الحب وحده يكفل النجاح للحياة الزوجية، تؤمن أن الزواج معادلة وأن الحب أحد أركانها فقط، وبه أو من دونه إذا اكتملت باقي شروط معادلة الزواج، فإن الزواج سينجح حتما..
لكن القدر يا بنات كان معاكسا لكليهما...فالفتاة العاطفية كان كل خطابها من النوع العقلاني الذي لا يجيد لغة المشاعر، لذا لم يملأ أي واحد منهم قلبها وعقلها..ولم يتمكن من ملامسة عاطفتها وشغاف قلبها..كانت تتألم جدا حين يتقدم لها خطاب من ذلك النوع، وتحلم برجل على مقاس القلب والأحلام..رجل يقول لها الشعر، ويجيد الغزل، فتذوب فيه وتحبه..
أما الفتاة الثانية فمشكلتها كانت مع الخطاب العاطفيين، كان القدر يضع أمامها -من تحب صديقتها صفاتهم-
رجال يعشقون الأندلس، ولادة وابن زيدون...يترنمون بشعر الغزل...يعشقون الجياد..وشوارع غرناطة وقرطبة، يعشقون الجمال أينما كان..
لكنها كانت تكره الرجال العاطفيين، تعتبر ذلك ضعفا في الرجل، تحلم برجل قوي الشكيمة، يحمل فقط هموم الأمة، ولا وقت لديه مع تتبع أشعار الغزل وغيرها..كانت تستسخف تلك المشاعر..ولا تتخيل نفسها زوجة لرجل محب يقول فيها شعرا، فلا تقدره قدره..كانت تخاف جدا من هذا الأمر...
وكانت كلما تقدم لها خاطب من هذا النوع، تتمناه لصديقتها تلك..تقول لها إنه يناسبك أكثر مني...يا إلهي إنكما متشابهان جداا..
وعلى العكس كلما تقدم لصديقتها خاطب ونفرت منه، وحدثتها عن صفاته، وجدته من النوع الذي تميل إليه هي..عقلاني، عملي..يعرف جيدا ما يريد..
ثم بعد كثير من الخيبات التي تعرضتا لها مع الخطاب(الذين قالتا أنهم غير مناسبين)..وجدتني (أنا) أفكر في أمرهن..وجدتني أفكر في الفتاة العاطفية، كيف بها لو تزوجت شخصا عاطفيا مثلها، هل يستقيم أمرهما؟
هل تنجح مؤسسة الزواج بشخصين متشابهين يحتكمان إلى العاطفة؟
ثم أخلص بنتيجة أن ذلك الخاطب العقلاني، يناسبها ويكملها أكثر ربما..لذلك لم ينجذب لها أشبابها
وانجذب لها فقط ذلك النوع (العقلاني).
وفكرت في الفتاة العقلانية، هل يستقيم أمرها مع شخص عقلاني، متبلد العاطفة مثلها؟!
هل تنجح مؤسسة الزواج بزوجين عقلانيين، وكيف يتصرفان في مستقبل الأيام، ومع الأطفال بالذات؟
ثم أخلص بنتيجة أن ذلك الخاطب العاطفي، ربما يناسبها ويكملها أكثر..لذلك لم ينجذب لها الأشخاص العقلانيون..ووضع القدر أمامها فقط أشخاصا بقلوب رقيقة.
هل الاختلاف لهذا الحد(التناقض إن صح التعبير)، صحي، أم لا؟!
أنتم ما رأيكم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق