الأحد، 6 فبراير 2022

مارسي ضعفك

 مرت بي هذه الاستشارة في أحد مجموعات الفتوى..وأردت التعقيب عليها:


هذه الأخت لا تحتاج إلى فتوى بقدر حاجتها لاستشارة تربوية ونفسية..

المرأة مجبولة على العطاء، تعطي بدون مقابل، ولأجل ذلك تخسر الكثير

هذه المرأة ضيعت الزوج والأولاد من حيث لم تعلم..


الزوج على ماعودتيه والإبن على ماربيتيه..

يقول جون غراي في كتابه الرجال من المريخ والنساء من الزهرة, أن دوافع هذا السلوك يعزى إلى سيكولوجية الرجل، الذي إذا وجد امرأة قوية مستغنية، لن يحس برجولته معها ولن يكون معطاء.

أما إذا أحس بضعفها واحتياجها فسيبذل لها الغالي والنفيس.


يقول جون غراي أيضا: ((عندما تعطي المرأة بلا حدود فإن عليها أن لا تلوم شريكها، فاللوم هنا لا ينفع

عندما تنضج المرأة تتعلم أن لا تعطي بلا حدود، وأن تضع حدودا وتطالب بما تريد)).


المرأة مجبولة فطريا على العطاء، سواء للزوج أو الأولاد، لكن فكرة العطاء، هي أن تظل تعطي من أمامك أكثر من حقه حتى يعتقد في النهاية أن هذا العطاء حق له وواجب عليك، وعندما تتعب في وسط هذا العطاء وتعطيه حقه فقط أو أزيد قليلاً، لكن أقل من المستوى الذي اعتاد عليه، حينها تكون في نظره مُقصراً في واجباتك وفي حقوقه.


 يقال: الرغبة والمبالغة في إرضاء الآخرين علامة على الإفراط في التعويض عن عيوب شخصية.


الناس (والرجال خصوصاً) لا يعرفون كيف يُقدرون أمراً امتلكوه بالساهل، ولم يتعبوا في الوصول إليه… بالعكس مع الوقت يرونه حقاً مكتسباً ويشعرون بالغضب عندما يحرمون منه.


يقول الشيخ محمد عطية:


قوة المرأة في *ضعفها*

الرجولة الحقيقية توفر الأمان لهذا الضعف.


قاعدتان هما-سويا- خلاصة كل بيت سعيد، وحياة مستقرة.

على حسب البعد عنهما=تبتعد سفينة الحياة عن شاطئ السلامة، لأمواج التعقيدات والملامة.

مهما بحثت في أي خلاف أسري، ومهما تنوعت السيناريوهات= سنجد مرده في الأصل لخلل في هاتين القاعدتين، إحداهما أو كلتيهما..والحقيقة أنه لا تغني إحداهما عن الأخرى...لذا قلت سويا.

امرأة لا تجيد أن تكون ضعيفة( ضعفا صحيا موافقا لفطرتها السليمة، ذلك الضعف الذي يجعلها مهيمنة على الرجل المكتمل الرجولة)...أو رجل يستغل هذا الضعف ويهينه ويجرده من كرامته( وأسوأ هذه الأنواع، من يلصق نقص رجولته هذه-زورا وسوء فهم- باسم الدين).

وخذ بناء على هذا مناكفات طفولية، ومغايظات بلهاء...وكل جنس يريد تعميم حكم على الجنس الآخر...

ولو لقيت المرأة الحقيقية، رجلا حقيقيا، لتمت بينهما السعادة، بعيدا عن كل هذه التنظيرات والكورسات والمنشورات والخناقات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...