الأربعاء، 16 فبراير 2022

الندم والتوبة

 

الندم والتوبة:

إننا نبحث عن أنفسنا..من منا لم يجرب التيه؟
من منا لم يذنب؟
من منا لم يسقط؟
لكننا نحتاج لفهم حياتنا بوعي أكبر
إننا نحيا كي نصلح أخطاءنا...لا لنتفاداها
الكثير من المشاهير الذين نعرفهم بتقواهم سواء في زماننا أو حتى زمن السلف
كان منهم المخطؤون والتائبون، ثم عادوا إلى حظيرة الإيمان والإسلام.
ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم هذا من رحمته وجوده أنه جل وعلا قدر على عباده وجود الخطايا ثم يتوب عليهم سبحانه إذا تابوا إليه.

ويحضرني هنا هذا الاقتباس الجميل من رواية(اسم الوردة):
لا ينبغي دون شك أن تكرر فعل ذلك، ولكن ليس شنيعا إلى هذه الدرجة، أن تكون رغبت في فعله، ومن جهة أخرى أن يجرب راهب على الأقل مرة في حياته العشق الجسدي، بحيث يمكنه فيما بعد أن يكون متسامحا، ومتفهما مع المذنبين، الذين سينصحهم ويطمئنهم، هو اذن يا عزيزي أدسو شيء لا نتمناه قبل وقوعه، ولكنه إذا ما وقع لا يستحق هذا التشنيع الكبير.

(هذه نصيحة غوليالمو لتلميذه الراهب المراهق أدسو والذي وقع في إثم الزنا، فضاقت عليه نفسه، وكبر عليه ذنبه، وحين أسر لمعلمه هدأ من روعه وبثه هذه الكلمات الرائعات، والتي نشترك كمسلمين وأهل الكتاب جميعا في هذا ويحضرني هنا ما قرره عمر بن الخطاب بقوله:« انما تنقص عرى الاسلام، عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية»
إن خبرة الخطيئة التي يحملها الإنسان بعد توبته، هي مايزيده نضجا وتواضعا، وفهما للحياة وتسامحا مع أخطاء الآخرين.

الندم الذي يرافق التوبة هو ندم لحظي، ينتهي معها ليبدأ الإنسان حياته من جديد مغسولا من عار المعصية.ومحملا بخبرة الخطيئة.
إن خبرة الخطيئة التي يحملها الإنسان بعد توبته، هي مايزيده نضجا وتواضعا، وفهما للحياة وتسامحا مع أخطاء الآخرين.

البعض يظنون أن ندم التوبة هو ندم مستديم، لا تصح توبتهم إلا باسترجاعه ليل نهار، وبجلد أنفسهم بسياطه بلا هوادة.
هؤلاء لا يستفيدون من أخطاءهم، لأنهم لايرونها ٱلا بعيون العار والألم ولا يعطونها فرصة للتأمل الهادئ.
أما أسوأ ما في الأمر، هو أن يتحول بعض من هؤلاء من جلادين لأنفسهم، إلى جلادين للآخرين.
لأنهم لم يستطيعوا مسامحة أنفسهم، وبالتالي لا أحد عندهم يستحق المسامحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...