الأحد، 6 فبراير 2022

الطبخ ودروس الفقه للترفيه

 أغلقت الفيس بوك لتدارك دروس الفقه المالكي، والاستعداد لامتحانات البناء المنهجي، لكن يبدو أن هذا لا ينفع، فأنا أمر بنوبة اكتئاب حاد، تجعلني مشوشة وأعاني فتورا في الطلب..وقد تذكرت منشور زينب حين قالت أن المرأة يستحيل أن تتساوى مع الرجل في الطلب والتحصيل بسبب العاطفة، كلمة واحدة قد تقلب مزاج الانثى وتجعلها حزينة، لأيام، أو أسابيع وقد تمتد لأشهر..أتذكر أيضا شيخة فقيهة سعودية، قالت أنها كانت تعتبر المرأة كالرجل تماما في التحصيل، لكن بعد وفاة ابنها، أجلت كل بحوثها ومذكراتها لأزيد من سنة كاملة...وقالت أن الرجال محظوظون لأنهم عقلانيون باردون ولا يتأثرون..

لذلك اهتدى عقلي لحيلة أتخفف بها من الاكتئاب، "الطبخ".

وفلسفتي في الطبخ كالتالي " الطعام يصنع البهجة، ويثير جوا من السعادة في أرجاء المنزل، أطبخ طبخة شهية إذا أغضبت احدهم، كتعبير عن الاعتذار، وكذا أطبخ اكلة شهية لأحدهم كتعبير عن الامتنان، أطبخ أيضا إذا كان جو الأسرة مشحونا، لأن الطعام، "الطعام" فقط كفيل بتغيير المزاج العام وحل المشكلات..أطبخ حين أكون حزينة فيخفف هذا حدة الشعور بالكآبة.."

قومي يا شمس إلى المطبخ، وشمري عن ساعد الجد، بعدها تعودين قوية نشيطة لتدارك الدروس والفروض..

تمكن مني هذا الخاطر، ورحت أتبع إحساسي، ساعة كاملة للعجن، بعدها ساعتان كاملتان لتحضير ما نسميه "الرقاق" في الغرب، المعروف باسم "الشخشوخة' أو " الثريد" في مناطق أخرى..

مكثت ساعتين في فناء الحوش البارد، متحملة كل ذلك البرد، بسبب وجود "الطابونة" هناك..وحين أنهيت أشغالي، ذهبت لأستريح..

قبل العشاء هاتفنا أخي من وهران، وسألنا ذلك السؤال الروتيني"ما عشاؤكم اليوم؟!، فأجابته والدتي قائلة: آمال حضرت "الرقاق"، ليستشيط الأخير غضبانا، ويطلب منها أن تناولني الهاتف، وأسمعني موشحا من الانتقادات، وكلاما عن خطورة البدع، و فتاوى تحريم الناير، وأملى علي فتوى فركوس، وصار يشرح لي خرافة ششناق، وفرعون مصر، ويستعرض الأكذوبات التاريخية بالتفاصيل الدقيقة، ولم يسمح لي بالدفاع عن نفسي، فقد انهال علي بالتقريع واللوم، وأنهى كلامه بأني آثمة على ذلك الفعل..وأتحمل وزر كل من يتناول طبقي ذاك..

وانتبهت أنا لشناعة هذا الفعل، فأبي وإن لم يكن سلفيا، لكنه لا يحتفل بالناير ولا المولد النبوي ولا غيرها من المناسبات...وطبعا يا جماعة أنا والتاريخ والأيام والأحداث خطان متوازيان لا يلتقيان، 

أنا يا قوم خارج التاريخ، خارج الأحداث والزمان والمكان..غالبا لا أعرف الأيام، هل اليوم الخميس أم السبت أم الجمعة، فالكل عندي سيان...لا أعرف تاريخ المواسم، ولا الأعياد..ولا مواعيد الدخول المدرسي ولا الجامعي، ولا مواعيد الكان...

 تقول لي شقيقتي دوما أني (out).خارج الزمكان، خارج العالم، وخارج المجرة أيضا..

 ‏أقفل الخط في وجهي، فانتبهت لصوت والدي يناديني من المطبخ، وحين ذهبت وجدته يحمل قاروة الزيت ذات (الخمس لترات)، وجدته يقيسها بالسنتمرات، وهاله أنها توشك على النفاذ، وأنني المسؤولة عن ذلك، فطبق الرقاق والزيت خلان حميمان، فأنت تقومين بشخشخة الرقاقة من الجانبين، والرقاقة مستمتعة بالتدليك، ويروقها الاستحمام بالزيت..

 ‏نظر أبي إلي شزرا، وقال أني أفتقر للإحساس، ولو كان القانون مطبقا، لفرض علي ضريبة التسبب بنفاذ الزيت، وقال كيف أني لا أحسن التصرف وقت الأزمات، وحدثني مطولا عن أحوال الفقراء والجياع، وتداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد، وتنبؤات الخبراء حول مجاعة قادمة، وحرب تخوضها الدول وثورات الجياع..

 ‏وحين حان وقت العشاء، انتبهت لحرب بالشوك والملاعق، ذكرتني بثورات الجياع..وتناسى الجمع أمر البدعة، وأزمة الزيت..وتداعيات كورونا على الاقتصاد.

 ‏والوحيدة التي لم تتعش كانت شمس، فقد سدوا نفسها عن الأكل..فهي آثمة، و بلا إحساس، والدليل أنها تأثرت بكلامهم عن خطورة انتشار البدع و الأزمات واقتراب المجاعات..

 ‏وذهب الاكتئاب الذي كانت تعانيه، وحل محله تأنيب الضمير..فلا أنا استمتعت، ولا أنا درست(يا خسارة الساعات التي ضاعت بالمطبخ).

 ‏بعد العشاء اتصلت شقيقتي المتزوجة، وحين فتحت الهاتف قالت لي:(كيراكم، تعشيتوا ولا مازال، شادرتو للعشا؟!)

 ‏فقلت لها أننا مضربون عن الطعام، وسأهاتفك في وقت لاحق، فلا قبل لي بمزيد من المحاضرات..

 ‏**********

وبعدما أجمعوا ‏على أني شخص لا يرجى نفعه ولا برؤه، قصدت كوكب الوهم، رغبة في تزييف حقيقتي.

لبنات فررت إليكن، فلا تزيدوها علي، واعملولي حملة تطليع المورال.

 ‏من أشم في كلامها شيئا حول الشماتة أقوم بحظرها.😑

 ‏ 

 ‏#شمس_الهمة

 ‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...