المرأة السوبر!!
وأنا
أشاهد اليوتيوبرز الجزائريات، وقنوات الطبخ، لم أجد نموذجا يستحق الإشادة،
(ج.س)
يوتيوبر أمازيغية غير محجبة من نوع المرأة العصرية، وجدتها يوما وقد تناولت روتين التنظيف
قبل العيد، حيث قامت بالتعاون مع زوجها في تنظيف المنزل كاملا وتنظيف نوافذ عملاقة.
في البداية
راقني جدا أنها أشركت زوجها، وقلت هذا نموذج (المرأة الأمازيغية الواعية)، لكن تلاشى
ذلك بسرعة حين ختمت الفيديو بمدائح لزوجها على مساعدته لم يتلقها السلطان محمد الفاتح
من رعيته، وكأنه متفضل عليها، وليس واجبا من واجباته.
ثم ما
لبثت أن قالت أنها تود تكريمه على فعله، وكأن الأخير قام بتحرير الأقصى!!
وتحضير وجبة عشاء مميزة و(مرهقة*) لأجل عيونه، فنهضت
بعد تعبها، وقامت بتحضير المحاجب!
يوتيوبر
أخرى اسمها (ف.ح)، أستاذة مثقفة، ومتجلببة، قالت أنها ستعرض فيديو تصور فيه، ذهابها
للاستجمام عند البحر، فتحت الفيديو بغية المشاهدة، ففوجئت بها تقول بالحرف(زوجي اشتهى
أكل السفنج في قلب البحر)، وعوضا عن الاستجمام والاستمتاع قامت بتحضير (السفنج) على
الشاطئ، وهي فرحة بفعلها ذاك.
يوتيوبر
أخرى قامت بطلاء المطبخ بمفردها، وأخرى قامت بتركيب السرير الخشبي والدولاب بنفسها
...وهلم جرا
للأسف
هذه النماذج تسيء للمرأة، ولدورها الحقيقي، وتسيء قبل ذلك لنفسها، وغالبية هذه النماذج
تتعرض للطلاق أو الخيانة، أو الاستبدال، والمتابع لشكاوى النساء على صفحات التواصل,
ومواقع الاستشارات يدرك ذلك جيدا.
وفي
هذا الصدد تذكرت قصة من التراث تقول:
تحكي
قصة قديمة من التراث عن رجل كانت له زوجة جميلة، خدومة ومطيعة ومع هذا تزوج عليها الأخير
زوجة ثانية، عاش معهن فترة من الزمن فبدأ النكد والمشكلات، وكلما ذهب إلى واحدة تشير
عليه بأن يطلق الأخرى لأنها سبب المشاكل.
فكر
الرجل وقرر، وذهب لشراء كبشين أقرنين، كبش لكل زوجة، وقام بذبح الكبش لكليهما، وتركه
بدون إنهاء، لظروف مستعجلة، على أمل العودة من جديد، فلا هو سلخه ولا قام بتقطيعه.
غاب
سويعات طويلة ثم عاد إلى الزوجة الأولى فوجدها قد أنهت المهمة بدلا عنه، حيث قامت بسلخ
الكبش وتقطيعه وتنظيف المكان وإعداد الفطور.
ثم غادرها
وذهب إلى الزوجة الثانية فوجدها حائرة في مكانها، والدم والقذارة في الفناء، والكبش
على حاله، وحين سألها: قالت له كنت بانتظارك!
هنا
قام بتطليق الزوجة الأولى، وأبقى على الثانية!
فاستغرب
الناس وقاموا بسؤاله (لماذا تركت الزوجة الجميلة الخدومة، وأبقيت على تلك الزوجة الخاملة الكسولة؟!)
فأجاب
يقول: أن الزوجة الأولى يمكنها الاستغناء عني، فهي قادرة على الاعتماد على نفسها والعيش
من دوني، أما الثانية فمسكينة لا يمكنها العيش بدوني!
ويقول
جون غراي في كتابه الرجال من المريخ والنساء من الزهرة, أن دوافع هذا السلوك يعزى إلى
سيكولوجية الرجل، الذي إذا وجد امرأة قوية مستغنية، لن يحس برجولته معها ولن يكون معطاء.
أما
إذا أحس بضعفها واحتياجها فسيبذل لها الغالي والنفيس.
يقول جون غراي أيضا: ((عندما
تعطي المرأة بلا حدود فإن عليها أن لا تلوم شريكها، فاللوم هنا لا ينفع
عندما
تنضج المرأة تتعلم أن لا تعطي بلا حدود، وأن تضع حدودا وتطالب بما تريد)).
المرأة
مجبولة فطريا على العطاء, سواء للزوج أو الأولاد, لكن فكرة العطاء، هي أن تظل تعطي
من أمامك أكثر من حقه حتى يعتقد في النهاية أن هذا العطاء حق له وواجب عليك، وعندما
تتعب في وسط هذا العطاء وتعطيه حقه فقط أو أزيد قليلاً، لكن أقل من المستوى الذي اعتاد
عليه، حينها تكون في نظره مُقصراً في واجباتك وفي حقوقه.
يقال: الرغبة والمبالغة في إرضاء الآخرين علامة على
الإفراط في التعويض عن عيوب شخصية.
الناس
(والرجال خصوصاً) لا يعرفون كيف يُقدرون أمراً امتلكوه بالساهل، ولم يتعبوا في الوصول
إليه… بالعكس مع الوقت يرونه حقاً مكتسباً ويشعرون بالغضب عندما يحرمون منه.
#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق