الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

القصة الثانية:(الموسوسان)

 

القصة الثانية:(الموسوسان)

كان شابا جامعيا ملتحيا قد تخصص بمجال الحاسوب والمعلوماتية.
نشأ في أسرة بسيطة لم يعرف أهلها الالتزام بأوامر الشرع.
وكذا كل محيطه تقريبا..
جد واجتهد في عمله، لكنه كان معقدا من النساء لما كان يراه من تبرج وسفور.
لدرجة عزف فيها عن الزواج.
وكلما رشحوا له فتاة وجد لها عيبا..
فهذه لها علاقات..
وأخرى مشيتها لا تروقه..
وتلك جريئة جدا...
وبعد رحلة بحث طويلة، تعقد من النساء كلهن.
"لا فتاة تصلح للزواج، لم يعد هنالك فرق بين فتاة من البادية، وفتاة من المدينة جميعهن في سلة واحدة كالبيض منتهي الصلاحية."
تقدم به العمر، وتزوج كل أقرانه، وبقي وحيدا كمعلم أثري يتحدى الزمن والآفات.
القصص التي كان يسمعها أضافت لمأساته مأساة أخرى، خيانات زوجية، قصص طلاق، وانعدام أخلاق.
‏تلك القصص نكتت بقلبه وطبعت عليه بالسواد.
‏تقول شقيقته كنت أرثى لحاله، شاب وسيم خلوق يحفظ بصره، ويصون نفسه عن علاقات الحرام، لكنه يحمل فكرا ومنطقا شائها عن النساء، وكنت أراه شكاكا موسوسا وكنت أخشى على فتاة سيتزوجها من طباعه تلك.
‏لكن عبثا كنا نحاول إقناعه بفكرة الزواج، كان موسوسا لدرجة أن كل فتاة تمر من أمامه يقول عنها في نفسه أنه لا شك أن ماضيها أسود بالعلاقات المحرمة.
لكنه مع ذلك لزم القرآن والمسجد والطاعات، وظل يصون نفسه عن البنات.

*************

في جانب آخر من العالم كانت هي فتاة جامعية حسناء تخصصت بمجال الحاسوب والمعلوماتية.
فتاة ذكية، متفوقة على أقرانها، وكانت الأولى على دفعتها..
تهتم بالعلوم على اختلاف تفرعاتها، ويستهويها التاريخ والقراءة عنه.
لها إلمام كبير بالأدب والشعر والعلوم الدينية..
فوالدها كان مدرسا للعلوم الإسلامية، لذا فثقافتها الدينية كانت ممتازة...وكذلك كان تدينها مستقيما معتدلا وناضجا.
في الفترة التي كانت صويحباتها يتزوجن ويقمن علاقات مع الشباب كانت هي تسأل الله وتقف ببابه
كي يرزقها الزوج الصالح المصلح.
وحين ولجت النت، وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي نضج فكرها على مشكلات النساء، والكنة والحماة
وكذا خيانة الأزواج...وشيئا فشيئا تعقدت من الزواج وفقدت الأمل بالحصول على زوج صالح تقي نقي لم يعرف علاقات من قبل.
فكل الرجال سواء، ولا يوجد رجل لم يعرف علاقات من قبل-هكذا خمنت-
وكذا اعتبرت أن كل الحموات شريرات هدفهن التسلط على الكنة وإذلالها.
كان الخطاب يتوافدون لخطبتها، وكانت ترفضهم من أول فرصة.
كانت شقيقتها ووالدتها ترجوانها فقط إعطاء فرصة للخاطب بدل إلقاء التهم والأحكام، لكن...عبثا كانوا يحاولون.
فقد كانت عنيدة، صعبة الاقتناع، ولا تترك فرصة للنقاش والحوار..
لكنها وبعيدا عنهم كانت تقوم في جوف الليل وتبتهل إلى الله بالدعاء.
كانوا يقولون لها وقد أصبحت في الثالثة والثلاثين أنها لن تتزوج أبدا.أو أنها ستتزوج مطلقا أو أرملا أو شيخا عجوزا.
لكنها كانت تجيبهم أنها تدعو الله أن يكون شخصا جامعيا مثقفا، خلوقا، متدينا وأعزبا أيضا.
كانت تقول ذلك بثقة تستغربها الفتيات من حولها.

************
صاحبنا الأول وبعد أن فقد الأمل بالعثور على زوجة صالحة، قرر الزواج بأي نموذج كان..
فتقدم لخطبة فتاة وهو يحمل عريضة محاذير (الهاتف ممنوع، الفيس ممنوع، فتح النوافذ ممنوع وهلم جرا)
لكن الفتاة وأمها طردنه من بيتهم وقلن عنه معقد وإرهابي..
وحين انتهت حلول الأرض رفع رأسه إلى السماء مناجيا الله.
وبعد أسبوع عرض عليه صديقه زيارة فتاة من معارف زوجته، قال أنها بنفس المواصفات التي يريد.
لكن الشاب رفض الفكرة كي لا يتعرض لما تعرض له في آخر تجربة.
أما زوجة صديقه فتوجهت إلى الفتاة المعنية وطلبت منها أن تمنح الشاب فرصة للتعارف الأولى فرفضت الفتاة كونها سمعت أن سنه يقارب الأربعين ولم يتزوج...محال أنه لم يكن دون علاقات محرمة.
ومضى عام كامل على القصة.

************
بعدها عاود صديقه الكرة لعل وعسى يتمكن من إقناعه بالرؤية الشرعية على الأقل...وفعلا وافق صاحبنا أخيرا..
وكذا فعلت زوجته وأقنعت الفتاة أخيرا...
ماذا حدث بعدها؟
حصل القبول وتم الزواج في ظرف شهر فقط.

*********

‏عقب الزواج:
‏عاش الزوجان ثلاثة أشهر من الريبة والشك لبعضهما، وخمن المقربون لكلا الطرفين نهاية مأساوية لهذا الزواج.
‏فوالدة الفتاة وشقيقتها يعرفان وسواس ابنتهما، ويعرفان حقدها المسبق على الحماة.
‏وأشقاء الزوج وأصدقاؤه يعرفون غيرته الشديدة، والشك والوسواس الذي ينخر بقلبه.

خلال الثلاثة الأشهر الأولى عرف كل منهما معدن صاحبه، فالفتاة كانت كثيرة التهجد والصيام والقيام.
وكذلك كان الزوج...كان يؤمها في الصلاة، وكانا يتلوان القرآن عقب صلاة الفجر معا..
لم يتركهما الله للشك والوسواس، رأفة بقلبيهما الطاهرين..وقذف الحب في قلبيهما فتلاشت كل تلك الوساوس وكأنها ما عمرت بتلك القلوب من قبل.

كانت تملك هاتفا، وحسابا على الفيس، ورغم ذلك لم يدر بخلده مراقبتها أو التجسس عليها قط.
وحين سألته يوما بدافع الفضول قال أنه فطن ويعرف كيف تتصرف الزوجة التي تخون.
وأنه ما من داع للشك، سيما وأنك لا ترتبكين بحضوري، ولا يوجد قرائن للريبة.
وأنا حمدت الله على مثلك، ولا أريد تلويث أيامنا الجميلة بوسواس الغيرة المرضية والشك.

وفي أحد الأيام فاجأها الزوج برغبته في أن يعتمرا معا...فرفضت الفتاة.
رفضت لأنها رغبت أن تكون حماتها الجميلة معها، فحماتها كبيرة في السن ولم يسبق أن تحج أو تعتمر من قبل.
وصدمها حين قال لها أن سبب ذلك، أن والدته لا تملك دفترا عائليا، فوالده تزوجها عرفيا وسجل كل أبناءها في دفتر الزوجة الأولى.
وأنهم حاولوا تسوية وضعيتها لكن الأمر كان بالغ الصعوبة.
لكن دين الفتاة وأخلاقها منعاها من القيام بعمرة دون أن تكون حماتها الحنون موجودة معهما.
وسألت الله أن يعينهما على تقديم هذا المعروف كي يكلل زواجهما ببركة دعائها لهما.
وفعلا قضيا حولا كاملا في التنقل بين المراكز الحكومية وتكللت أخيرا مجهوداتهما بالنجاح.
وقاما بأول عمرة مصطحبين فيها ابنهما الرضيع، ووالدتهما تاجا فوق الرؤوس.
وفي العام الثاني رزقهم الله حج بيته الكريم.
والآن وبعد خمس سنوات، وطفلين يعيشان بسعادة وهناء.

لا يزالان إلى يوم الناس هذا يصومان الاثنين والخميس، يقومان الليل، ويكثران من النوافل.
وحين سئلا عن ذلك، قالا أن الله الذي أتانا سؤل قلبينا يستحق أن يعبد ويشكر.
ومحال أن نتراخى عن العبادة في الرخاء، وقد حرصنا عليها في الشدة والضراء.

وقفة1:(عن الشك والوسواس)
للأسف ما يحكمنا في هذه المسألة وغيرها تمثلات تسربت إلى أذهاننا من تجارب الآخرين، وأصبحت توجهنا إقداما وإحجاما، وكأننا نريد الشيء المأمونة نتائجه، فلا نلتفت إلى أننا بذلك نحرم أنفسنا من نعمة الاختيار واتخاذ القرار.

وقفة2:
الله مطلع على القلوب، وهو يعلم من يعبده ليرضيه، ومن يعبده فقط ليعطيه.
ويبغض الذي الذي ينساه في السراء..
ويبغض العبد الذي يعبده على حرف، فإن أعطاه سؤله صبر وشكر، وإن لم يعطه سؤله جحد وكفر.

‏#شمس_الهمة

القصة الثالثة:(لن أتزوج فتاة تعمل)

 القصة الثالثة:(لن أتزوج فتاة تعمل)


قالت إحداهن فيما ترويه عن عمها الأعزب:


كان شابا مدخليا وسيما فارع الطول، بأدب جم، تتمناه زوجا كل من تراه.

كان مستواه محدودا فهو لم يكمل تعليمه الجامعي بسبب فتاوى تحرم اختلاط الجنسين.

وهكذا قضى على مستقبله الدراسي، وحكم على حياته بالفشل، وقضى على ما حباه الله من تفوق ونبوغ.

وهو إذ ترك الاختلاط الجامعي، فإنه مارس الاختلاط أكثر حين مارس مهنة تجارة الملابس، فقد كان أغلب زبائنه من النساء.

تقول ابنة أخيه أنه كان يحرم عليها كل شيء، يمنعها من الخروج، ويحرض أباها كي يمنعها من إتمام تعليمها. ولو كان بيده أن يمنع عنها الهواء لفعل.

وبعد نجاحها في شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا، قام ببلبلة كبيرة، وأثار جدالا عائليا...رغبة في منع الفتاة من إتمام تعليمها...لكنه هذه المرة لم يتمكن من فرض سيطرته على والدها.

كون المقربين تدخلوا كي يقنعوا والدها بالسماح لها بإتمام تعليمها، فمعدلها يؤهلها لأرقى التخصصات.

وحين اختارت تخصص الطب، لم تسلم سنواتها السبع من مضايقاته وفتاويه وتسلطه.

تقول الفتاة أنها كانت تدعو الله دوما كي يخلصها منه، وكان من جملة دعائها أن يرزقها الله بزوج متفتح يخلصها من براثنه.

كل سنواتها خاضتها بطوفان من الدموع، وهي تفكر أن مستقبلها الدراسي مهدد بالضياع مادامت تحت رحمة عمها المتشدد.

كان يكره الجامعة وفتيات الجامعة، ويكره النساء العاملات ويقول عنهن فاسقات.

تأخر زواجه وكللت كل مساعيه في البحث عن زوجة صالحة بالفشل.

ولا عجب!! تقول ابنة أخيه، شدد علينا فشدد عليه الله.

ولو رحمنا لرحمه الله وأنار طريقه.

بعد قنوطه لان قليلا مع بنات أخيه، وأصبح يعاملهن بلطف.

المشكلة تقول ابنة أخيه لم تكن في التشدد فحسب، إنما كانت في المواصفات الخيالية التي كان يريدها بزوجة المستقبل، حسناء طويلة، ليست جامعية، تحفظ كتاب الله، قارئة نهمة تقرأ كتابا كل ليلة، والأهم أن لا تكون عاملة. ولا تعرف وسائل التواصل الاجتماعي.

تقول وكنت أنا أسخر من أحلامه الطفولية السخيفة، وأقول في نفسي :"نعم انتظر، ستنزل عليك فتاة الأحلام من السماء".

استمرت معاناة الشاب، واستمر كذلك بغضه لجميع النساء وخصوصا العاملات.

ثم تزوج ثلاثة من اخواله في فترة متقاربة، وكلهن كن ضد المرأة العاملة، وبارك هو اختيارهم.

وبعد مدة رأى بنفسه حصاد سوء الاختيار، فتيات فارغات لا هم لهن سوى المسلسلات، وحفلات الزفاف، والتسكع في الأسواق والطرقات، لا يرعين حق زوج فيخرجن في غياب أزواجهن عند الجارات، ولا يهتممن بتربية أطفالهن وتثقيفهم.

ولأنهن لم يكملن تعليمهن، وتوقفن عن الدراسة في سن متأخرة، فقد اكتسبن من الشارع والعجائز وكذا مجالس الغيبة والنميمة لغة وتربية شوارعية مشبعة بالجهل والخرافة والأوهام والدجل. 

وكن يعوضن عقدة النقص لديهن بالبهرجة في المأكل والملبس، والتكبر ، التكبر على الحماة، وعلى الزوج والنعم، وكذا التكبر على خلق الله.

كيف لا، وقد قيل: ”وملء السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ“.

كان يرى ويسمع كل يوم شكاوى أخواله، فتعقد أكثر من النساء.

ثم تزوج اثنان من أبناء عمه بزوجات عاملات، احداهن معلمة والأخرى أستاذة.

وكان ينتظر بشغف وقوع المشكلات، ليظهر تشفيه بعد قيامه بنصحهما لكنهما لم ينتصحا.

لكن مضت الأيام والأشهر والأسابيع هادئة هانئة والأزواج في انسجام.

ولأنهم كانوا يسكنون بفيلا مشتركة، فقد كان يسمع أخبارا طيبة عن الزوجتين الجديدتين.

وكيف كانت والدته تعقد مقارنة بينهن وبين نساء أخواله، فتجد البون شاسعا والفرق واضحا..

من حسن تبعل، ونظافة، وبراعة في فنون الطبخ، وكذا أدب وتواضع وأخلاق.

كان التنميط السائد لديه ولدى أمثاله من الشباب أن الجامعيات فاسقات، مخشوشنات، جريئات ولا يعرفن كيف يسلقن بيضة، ويعتقدون إلى ذلك أنهن بغير حياء ولا دين ولا يوجد فتاة منهن لم تعرف علاقة محرمة من قبل.

تقول ابنة أخيه وجاءت سنة التخرج، وقد كنت أحمل هم ما بعدها، فعمها وإن سمح لها بالدراسة مرغما حتى الحصول على الشهادة، فإنه مؤكد لن يسمح لها بالعمل سيما مع وجود مناوبات ليلية.

وكنت أدعو الله الخلاص.

وقبل انتهاء السنة، كان عمها قد يئس من العثور على فتاة سلفية، فطلب من والدته أن تبحث له عن فتاة عادية كي يتزوج والسلام.

لكن حتى هذا المسعى لم يوفق إليه..

لذا قرر اللجوء إلى الله بقيام الليل، ثم قرر الانطراح بين يدي الله في بيته، فقام بأداء عمرة.

كان يعمل تاجرا، والله مغدق علين بالمال الوفير، بعدها بأشهر قرر فتح مطعم للبيتزا مع صديقه، ودفع فيه كل أمواله...

وقتها ابتدأ الحراك فأفلس المطعم، وخسر أمواله وأصبح مدينا..

عرضت عليه والدته أن تخطب له فتاة صادفتها في مناسبة زفاف، فرفض كون المواصفات غير مشجعة، إضافة لإفلاسه فمن أين سينفق عليها.

ودخل في حالة يأس، وكآبة شديدة، وقرر اللجوء إلى الله والانطراح بين يديه.

لكن بعدها بأسبوع فاجأه صديقه باتصال يقول فيه أنه وجد فتاة سلفية تناسبه..

تعمل طبيبة، وقالت أنها ستتوقف عن العمل حال الزواج.

قال أنها منقبة، وجميلة، وتحفظ القرآن.

كان الشاب قد وصل إلى مرحلة القنوط واليأس بخصوص العثور على زوجة صالحة، وكذا بات يدرك أخيرا أن عمل المرأة لا ينال بالضرورة من أخلاقها وشرفها..لذلك تحمس قليلا للفكرة، ثم ما لبث أن أحس بحزن شديد، كونه لا يملك الان المال الكافي للزواج..وكونه قد يكون غير مقنع ومرغوب للفتاة. من جهة لتواضع تعليمه، ومن جهة أخرى وضعه المادي.

لم تكن الطبيبة تريد شيئا سوى شاب سلفي، وكانت قد مرت بتجربتين فاشلتين من قبل مع الخطبة والزواج.

لذلك كانت تحرص كل الحرص أن يكون سلفيا حقا، وليس مثل الآخرين لحية وقميص فقط.

ذهب لمقابلتها وهناك تم القبول وحدث الزواج بعد ثلاثة أشهر.

وفتح الله عليه بالمال من طريق وحكاية أشبه بالمعجزة، فاكترى منزلا وابتاع أثاثا ودفع مهر الفتاة.

تقول ابنة أخيه، بعد الزواج بأسابيع كنت أراه سعيدا بها، وهي سعيدة به.

كانت فتاة جميلة جدا، تقرأ الكتب، وتحفظ القرآن، وتتبع المنهج السلفي، تماما مثلما أراد.

وشعرت أنا بالقهر، كيف يستجيب الله له، وهو بهذا السوء؟

كيف يتزوج طبيبة وكان سيقضي على حلمي ومستقبلي؟

كيف تزوج هو، وبقيت أنا هنا لا أزال تحت رحمته،( الآن أصبحت لديه فرصة أكبر ليتبجح علي بزوجته الدكتورة التي قرت في البيت، ويطلب مني أن أفعل مثلها).

ثم أعود فأستغفر الله بإسراف، وأبحث عن سبب أفسر به ما حدث.

مرت الأيام والأسابيع، وأنا في حيرة شديدة..

جاء قرار عملي أخيرا بعد ستة أشهر من المكوث في البيت..

فبارك عمي وزوجته وظيفتي الجديدة، ولم يثر عمي كما كان يثور من قبل.

فهمت بعدها أن زوجته الطبيبة، غيرت بأدبها وأخلاقها كل ما كان يعتقده عن العاملات..

لكن سؤال لماذا رزقه الله وهو بهذا السوء كان صداه لا يزال يتردد بأذني..

حتى أتى ذلك اليوم الذي تسامرت فيه أنا وزوجته فحكت لي كيف كان عقب يأسه وقنوطه يدعو الله ويلح بالدعاء والصيام والقيام.

بينما نظرت إلى حالي فوجدتني مقصرة كثيرا في هذا الباب، وهو كان مجتهدا وصادقا في لجوءه إلى الله.

وعلمت أيضا أن لكل شخص ورقة امتحانه، وقد استوفى عمي شروط معادلة النجاح من صبر وإعفاف النفس ولزوم الطاعات والنوافل، فكافأه الله.

فرغم سوء الأشخاص، أو قسوتهم الظاهرية، أو المعاصي المبتلين بها، غير أننا لا نعلم حقا ماذا بينهم وبين الله، فقد تكون لهم حسنات خفية مطمورة في بحر سيئاتهم.

بعد ذلك تزوجت أنا الأخرى، تزوجت بشاب مثلما تمنيت، من قرابة زوجة عمي، وكانت هي من رشحتني له.

فأدركت وقتها حكمة الله وتدبيره، وأن ما كنت أعتقده شرا محضا، حمل لي خيرا كثيرا( الوظيفة والزوج).

ولولا تدبير الله لما كان ماكان.


#شمس_الهمة




وقفة مع قصص الزواج:

 وقفة مع قصص الزواج:


كتبت هذه القصص بهدف تعزيز اليقين بالله، وصدق اللجوء إليه، وكذا التقرب إليه بالنوافل ليرضى، فإذا رضى أرضى وأعطى، وإذا أعطى أدهش.

والناس تتفاوت في مدارك اليقين، وقد تكون هذه القصص استثناءات لعباد الله الصادقين.

إنما هل تنفع ليحتذى بها، قطعا لا، إنما الاحتذاء فقط في حسن اللجوء إلى الله.

استغربت كثيرات قصة الزواج الأولى واستنكرنها، وأنا أتفهم ذلك، فالشروط التعجيزية في اختيار شريك الحياة، وكذا فارق السن الكبير مذمومان.

لكن هذه الاستثناءات موجودة، وقد يشقى أصحابها، وقد يسعدون.

فلا نحكم على تجربة ما بالفشل ونحن نجهل تفاصيلها وحيثياتها ومراد الله وحكمته، فلله في خلقه شؤون.

ولا يعني ذكر تلك التجارب أننا نقر ما فيها من أغلاط منهجية واضحة عند الاختيار.

كما أن لكل عبد على هذه البسيطة ورقة امتحانه الخاصة، فهنالك من ينجح في امتحانه، وهنالك من يفشل، وهنالك من يتأخر في فهم مراد الله وهكذا..

ولا يشترط أن يحب الله العبد حين يعطيه، أو أنه عز وجل غير راض عنه حين يمنعه.

ولو كان هذا صحيحا لما سقى الله شربة ماء لكافر.

فقد يعطيك حبا، وقد يعطيك استدراجا والعياذ بالله من ذلك.

وقد يستوفي الشخص معادلة امتحانه، من حسن توكل، ويقين بالله، واتخاذ الأسباب، وكذا التهجد والطاعات وتحين أوقات استجابة الدعاء وكذا حضور القلب، فيكافئه الله على ذلك.


#شمس_الهمة


القصة الرابعة(الامتحان):

 القصة الرابعة(الامتحان):


كانت شابة جميلة ملتزمة، وقد جربت خيبات كثيرة في فترة الخطوبة..

فغالب الخطاب كان ظاهرهم التدين، لكن أخلاقهم كانت بعيدة عنه.

وكذا كانت متابعتها لوسائل التواصل قد أعطتها نظرة شائهة عن الحموات وأخوات الزوج.

كانت أخوف ما تخافه حماة متسلطة، وشقيقة زوج حقودة وغيورة.

ومشكلة أخرى كانت تعانيها حين تجد الخاطب المناسب، أن والدها كان يرفضه..

لقد كان الرفض مرة تلو الأخرى بأسباب واهية، فقد كان يغالي في مهرها ليمنع عنها الخطاب..

وكان إلى ذلك يشترط عليهم السكنى بنفس مدينته، فهو متعلق جدا بابنته الوحيدة..

في البداية كانت الفتاة تحسن الظن بوالدها، ثم دق ناقوس الخطر بقلبها حين تكررت خيباتها..

لقد كان والدها يعضلها(يمنعها من الزواج)، وذلك بسبب حبه الشديد لها وتعلقه بها كونها ابنته الوحيدة.

لم يكن يعرف أنه بذلك يظلمها من دون أن يدري، فكثيرا ما كان الظلم بدافع الحب أيضا.

بعدها زارها شاب متدين وسيم، رفقة شقيقته ووالدته، فارتاحت للشاب، لكنها كانت متخوفة من شقيقته ووالدته وسبب ذلك قصص الحموات التي كانت تقرأ عنها في وسائل التواصل.

منح الخاطبان نفسيهما أسبوعا للاستخارة والاستشارة والتفكير..

ثم تم القبول، وجاءت جلسة المهر، وكانت هي خائفة تتوجس من والدها..

والدها أقام مزادا علنيا وكأنه يريد بيع بقرة أو سيارة...كان يطلب مهرا خياليا إضافة إلى الذهب وكبشين أقرنين..

والشاب كان موظفا بسيطا، اشترى سكنا ولازالت عليه ديون وأقساط يجب أن يدفعها...

عاد الشاب وأهله من جلسة المزاد تلك محطمون..يائسون..

وأخذوا يفكرون ماذا سيعملون...فالفتاة نالت استحسان الشاب وأسرته ولا يريدون التفريط بها...

لكن من أين لهم تدبير مثل ذلك المبلغ وهم يعانون الديون؟!

فلو كان الشاب يملك المبلغ لدفعه كاملا لأنه رأى أنها فعلا تستحق كل خير...ولكن ما باليد حيلة

فالعين بصيرة واليد قصيرة..

ثم اهتدوا لفكرة قد ترضي والدها، أن يدفعوا المهر كاملا أما الذهب فيكتب ضمن العقد ويبقى دينا في رقبة الزوج إلى الممات، يسدده حالما يفتح الله عليه.

وفعلا تمت مهاتفة والد الفتاة وإطلاعه على هذا الخيار فرفض رفضا قاطعا..

كان أسبوعا ثقيلا على الجميع(الفتاة...الخاطب ...وأسرته أيضا).

أسقط في يد الفتاة، ولم تعرف ماذا تفعل، وخشيت أن يغادرها الخطاب كسابقيهم من دون رجعة، وشق عليها ذلك كثيرا، كونها تعلقت بهم أكثر من غيرهم..

ناقشت والدها وترجته كثيرا، لكن بدون جدوى..

ثم خطرت ببالها فكرة، فهاتفت شقيقة الخاطب تخبرها ما يلي:

قالت ادفعوا المهر كاملا، واجلبوا معكم الذهب الخاص بشقيقة الخاطب أو والدته، فقط أمام والدي

وحين ينصرف الرجال أعيد لكم الذهب كاملا، فلست أريد شيئا..

تململت أخت الخاطب، وقالت لها أن هذا حل جيد ، لكن فيه شبهة أنه قد يكون غير جائز.

قالت لها انتظري حتى أسأل أخي ووالدي ثم أخبرك بردهما..

وفعلا في المساء هاتفتها تقول أن والدها قال أن هذا تغرير وخداع للأب، وفعل غير جائز..

ولا يمكنهم القبول بهذا الحل..فالمسلمون على شروطهم..وأنهم إذا اتفقوا على شيء فسيكون كلام رجال، ومن المعيب الرجوع عن الكلمة والاتفاق والعهد.


لكنها قالت أن إحدى الأخوات في المدرسة القرآنية فعلت ذات الشيء، وقد استفت في ذلك الشيخ فركوس حسبما تذكر.

واتفقت مع شقيقة الخاطب أن يبحثوا في الأمر ويستفتوا العلماء.

أذكر يومها أنها اتصلت بي (أنا شمس)، وسألتني أن أبحث لها عن فتوى..

وقمت يومها بالسؤال في مجموعات الفتاوى، ووجدت أن المشايخ لا يجيزون ذلك.

وحين نقلت لها الفتاوى، أسقط في يدها وقالت: لماذا يحدث معي كل هذا؟!

فطيبت خاطرها، وقلت لها عسى أن يكون خيرا، وإن كان لك نصيب فسيتم الله الأمر، وإن لم يكن خيرا لك فسيصرفهم الله عنك.

فقالت كيف يكون خيرا ووالدي يصعب الأمر؟

فسألتها كيف كان شعورك حين رفضوا اقتراحك؟

فقالت أنهم كبروا بعينها أكثر، وأنها تعتقد أنهم أمناء.

فقلت لها: أرأيت؟ لقد كان امتحانا بسيطا وقد فزت أنت به وقد فازوا هم أيضا في الامتحان

فسألتني كيف ذلك؟

فقلت: أما هم فقد تأكدوا أنك فتاة طيبة لا يهمها المال، إنما كل همها الدين والأخلاق.

وأنت عرفت بعد هذا الاختبار صدق تدينهم، وورعهم، وأمانتهم، فلو كان غيرهم لربما كان قد قبل بعرضك.

فاستفاقت من دوامة الحزن التي منعتها من رؤية حكمة الله، وارتسمت ابتسامة على وجهها، ثم عادت للعبوس والحزن مجددا، لكن أبي عنيد ومصمم، ما الحل الآن؟

فقلت لها قفي بباب الله، فوالله لن يردك.

مضى ذلك الأسبوع ثقيلا على الجميع، وانقطع الاتصال بين والد الشاب ووالد الفتاة..

فخمن الأخير أنهم لن يرجعوا ربما لأنه أثقل عليهم بالطلبات، فنادى ابنته وسألها إن كانت لا تزال راغبة بهؤلاء القوم، فأجابته أن نعم، وأنهم كبروا في عينها أكثر سيما وأنها عرضت عليهم كيت وكيت ولم يقبلوا بخداعه (تقصد الأب).

حينها شعر والدها بالخجل من نفسه، وأكبر موقفهم ذاك، وعلم أنه إذ يسلم ابنته لهؤلاء القوم، لن يخاف عليها، فستكون بالحفظ والصون، فمن حفظوا هيبته وكلمته بظهر الغيب، سيحفظون ابنته كذلك.

وبخ ابنته ممازحا كونه متمسكا بها وهي تريد الابتعاد عنه، ثم حمل الهاتف واتصل بوالد الشاب وقال له تعال خذ الفتاة بملابسها إن شئت...أما المهر فليدفع حبيبي ما يقدر عليه، الربع أو النصف...ولن نختلف باذن الله أبدا..

وفعلا تم الزواج في ظرف شهر.


#شمس_الهمة


ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟

 

ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟

في صفحة قطوف من الآسك، سائلة تقول: ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟
وقبل فترة طلبت مني إحدى صديقاتي الجميلات أن أكتب عن هذا الموضوع، وكيف السبيل إلى إيقاف المتحرش عند حده، سيما وأن المتحرش كما تقول تبدو عليه أمارات الاختلال والإدمان وأنه يلاحقها بشاحنته من مكان إلى مكان.
صديقة أخرى جميلة باحت لي بمخاوفها من شاب يراقبها من بعيد، وأنها تصادفه في كل مكان تذهب إليه.وأنها تحس بالرعب من نظراته وحركاته، فهو غريب الأطوار في طريقة مشيه، ودائما بمفرده، ولا يملك أصدقاء.

وفي منشور الآسك ذاك استوقفني سؤال أحدهم يقول فيه، لم لا تخبر الفتاة أهلها إذا كان هنالك من يلاحقها؟

وكان جوابي عليه كالآتي مع إضافات كتبتها الآن:

الجواب من شقين:

الأول أن بعض الأهل غير أهل للثقة، فإذا أخبرتهم الفتاة عن شاب يلاحقها ويحاول أذيتها، غالبا يتهمونها بأنها هي من أوحت له بأن يلاحقها...عندنا في الوطن العربي دائما تتهم الفتاة، ويقال لولا إشارة منها لما تجرأ عليها أحد، فيقولون إما طريقة كلامها خاضعة، أو لبسها أو مشيتها..
ولذلك أول قرار يتخذ من طرف الأهل إيقافها عن الدراسة أو العمل ومنعها من الخروج.
وإن لم يكن كذلك فغالبا يخافون عليها، والحل الأسهل هو منعها من الدراسة أيضا
(هذا الغالب الذي نسمعه ونشاهده من تجارب في محيطنا، ونتوهم على إثره أن عائلاتنا قد يفعلون الأمر ذاته، من منطلق قتلت يوم قتل الثور الأبيض)
*********
وفي هذا الصدد أتذكر قصة شخصية حدثت معي، حين كنت بالثانوية، خرجت يومها على الثانية ظهرا، ولم تكن يومها صديقتي برفقتي، وكنت نادرا ما أذهب إلى الثانوية البعيدة بمفردي..
كان الجو حارا، والناس يلزمون منازلهم، والشوارع خالية من المارة، فتبعني أحد الزعران البيدوفيليين وقد كانت سمعته سيئة جدا، خريج سجون بسبب تهم التعدي على الأطفال وكذا السرقات وغيرها..
وأنا فتاة مسكونة بالخوف، لدرجة أني من ذلك النوع الذي لو ركبت باصا وذهب بي الباص من معسكر إلى تمنراست وأنا أريد وجهة أخرى، لما تكلمت، ولما نبست بحرف، وذلك بسبب خجلي الشديد وتعودي الحماية من الأهل(وهذا الأمر خطأ جسيم).
المهم كنت قد مررت بمنزل خالتي، وفكرت لثانية أن أطرق الباب، ثم جال في خاطري سيناريو مرعب(ماذا لو لم تكن خالتي موجودة بالبيت، وطرقت الباب بدون جدوى، وهجم علي ذلك الذئب؟!)
صرفت خاطري عن الفكرة ورحت أهرول مسرعة، ثم مررت ببيوت أعمامي وكان هؤلاء يعارضون تدريس البنات، ويحرضون والدي كي يمنعنا من الدراسة، فقلت لنفسي: والله لأن يذبحني هذا الثعلب أهون من اللجوء ٱلى هؤلاء..
ثم واصلت المسير بخطى مسرعة، وتبعني ذلك الأزعر حتى عرف باب البيت، فزاد ذلك من هواجسي ومخاوفي، ورسمت في مخيلتي أنه سيقوم بخطفي وقتل أهلي وإحراق منزلي(قلب دجاجة، وخيال سقيم😌)
ثم هرولت إلى حضن والدتي، بكيت وبكيت ثم أخبرتها الخبر، فهدأت من روعي، وقالت أنها ستخبر والدي وإخوتي، وأنا كالعادة تخيلت أنهم سوف يقومون بلومي وحبسي وربما منعي من الدراسة..
فتوسلتها أن لا تفعل، لكنها فعلت والغريب أنهم تضامنوا معي وهدأوا من روعي.
وفي الصباح ذهب أخي الكبير معي إلى الثانوية، وهو يحمل هراوة في يده وخنجرا في جيبه.
وحدث أن صادفته ينتظرني بباب الثانوية، وحين رأى أخي رفقتي كاد يهرول من شدة الخوف..
وهدده أخي أن يدفنه بأرضه إن حاول الاقتراب مني، فأجاب الأزعر أنه حين علم ابنة من أكون صرف نظره احتراما لهيبة والدي..وتعهد بأنه لن يقترب ناحيتي، وبالفعل لم يرى له أثر بعد ذلك.

🌾🌾🌾🌾🌾🌾

الثاني: تخاف الفتاة على أبيها وأخيها من ذلك الشاب...تخاف أن يتهور أخوها فيتلقى طعنة غادرة من ذلك الشاب ، وغالبا مظهر الشاب يوحي بالصياعة والغدر لذلك تخاف الفتاة منه على أبيها أو أخيها.
بينما الحقيقة عكس ذلك، فغالب المتحرشين جبناء...وقد جربت ذلك وكنت من قبل أخفي ذلك الأمر عن أخي، وحين أخبرته أن شخصا ما يلاحقني أينما ذهبت، ذهب إليه وأخذ بتلابيبه،  وخنقه من رقبته فاصفر الشاب وازرق واحمر من الخوف وذهب مهرولا بلا رجعة ولم يكرر فعلته.  
كان جبانا وأنا كنت أعتقد أنه خريج سجون، ومدمن مخدرات.

أنتن ما رأيكن؟

#شمس_الهمة

تولستوي

 ذكر تولستوي ذات مرة أن كلماته لا تؤثر ولا تغير في الناس والمحيطين به، كان يود تغيير العالم، والتأثير فيمن حوله، لكن عبثا كان يحاول.

خاض رحلة بحث وتأمل، وذات يوم زار امرأة فقيرة عمياء، فقدمت له الأكل.

ثم قالت لابنتها ناوليني المنشفة، فأعطتها الطفلة منشفة متسخة.

كان تولستوي يراقب المشهد من على أريكته، فقال أنها كانت تمسح الطاولة، فتتسخ، وكلما قامت بمسحها أكثر اتسخت أكثر..

هنا انقدح في عقله جواب لسؤاله السابق.

واستنتج أن مدار الأمر على تلك المضغة..القلب

إن كان داخلك متسخا، عبثا ستحاول تغيير من حولك..

تعهد ذلك القلب..

فكلما كانت العلاقة بينك وبين خالقك ضعيفة كان التأثير على من حولك منعدما، أو حتى عكسيا

فقد تتسبب كلماتك في التضليل..

في الزمان الصخب، لا بد للقلب من حراء(قالت الجميلة هاجر)


أول حساب فيس بوك لي كان يضم العائلة والأقارب

 أول حساب فيس بوك لي كان يضم العائلة والأقارب، ضقت بهم ذرعا فغادرته بدون رجعة.

ثاني حساب كان فيه أكثر من ألفي صديقة، ولي معهم قصص وحكايا، ثم تركته مهجوار إلى يوم الناس هذا..

دخلت مجموعات فيسبوك كثيرة، وحالما يعرفني الناس أغادر بلا رجعة، وأنتقل لمجموعة أخرى وأبدأ حروبي من جديد..

مشكلتي أن كل ما قلبي على لساني، قيل لي مرة أني بت مرسومة، وأنهم يعرفون كل شيء عني..

غالبا أنا أثرثر كثيرا، وأقول أكثر مما ينبغي أن يقال..

ولم أتخلص بعد من عملية كشف الأنا في الكتابة..

تعلمون كل شيء عني..وهذا لا يريحني..إنما يهدد مستقبلي الغامض بالضياع..😀

لا تعرف أسرتي أني أكتب..

ولا يعرف والدي أني كتبت عنه أنه كان محبا للاخوان، وأنه دفن كتب الشيخ الغزالي بمكان سري في حديقة المنزل يوم كانت الدولة تقوم بمحاكم التفتيش..

على الأرجح لو كان يعلم ماكتبت، كان سيعلق مشنقتي، ويدفنني بحديقة المنزل الخلفية..

لا يعلم إخوتي أن شقيقتهم التي لا تفرق بين الكسور أيها أكبر الربع أم الثلث، تكتب هنا بتبجح في السياسة والدين والفن...

على الأغلب أني شخص لا يحب الشهرة والأضواء..

شخص جرب كثيرا الظلمة فصار يهاب النور الساطع وتتأذى منه عيناه..

وعلى الأغلب أن حسابي هذا قد عمر طويلا، وآن له الأوان أن يهجر إلى الأبد..

قد أفتح حسابا آخر، وقد أصادق فتيات أخريات...وقد أسمي نفسي (فتاة الظلام، أو زهرة الأحزان، أو مقلشة باباها...لا أعرف...لم أختر اسما بعد، اخترن لي واحدا😌).

الإحساس أنك بت مكشوفا للجميع، ماضيك، مستقبلك، أحلامك...هو إحساس غير مريح.

أنتم تهددون حياتي الآمنة ياقوم..😅

أنتم تهددون سري الكبير..

ربما لن أعود هذه المرة إلا إذا احتجت مواضيع من هذا الحساب..

حين ترفعون رؤوسكم إلى السماء، تذكروا شمس، ولا تبخلوا عليها بالدعاء..




العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...