الجمعة، 10 يونيو 2022

خدمة والدي الزوج بين الشرع والعرف:

 خدمة والدي الزوج بين الشرع والعرف:

يعتقد الرجال اليوم أن كل من تسأل عن حكم خدمة والدي الزوج، تسأل من منطلق رفاهية، تحرر زائد وأنانية..فيُسَاءُ الظن بكل سائلة وبكل نساء هذا الجيل لأنهن يكررن نفس الأسئلة ويفرحن بإجابة بعض المشايخ المنصفين..بل ويتهمن النساء بأنهن يأخذن من الدين فقط مايناسبهن..
أكثر من مرة قرأت كلاما لشيخ أو فقيه متصدر على وسائل التواصل الاجتماعي..سخريته من هذا النوع من النساء وذلك النمط المكرر من الأسئلة..وقابلها بفتاوى أخرى كالفتوى التي تقول أن الرجل غير ملزم بالنفقة على المرأة..
وفتوى مالكية أخرى تقول: أن الرجل غير ملزم بإعطاء مال للقابلة التي قامت بتوليد زوجته..وأن الزوجة هي المسؤولة عن نفسها وعليها دفع المصاريف من جيبها..
وهذا لعمري كلام لا يصدر من شيخ عارف منصف..يعي جيدا مجتمعه وتاريخ وظروف تكوينه.
فهذا السؤال المكرور ليس سوى ردة فعل على ظلم كان ولا زال موجودا على النساء..
فكلنا يعلم كم الشقاء الذي عانت منه أمهاتنا وجداتنا من دون أن ينصفهن أحد..
وهن إذ تألمن بصمت، فلا يعني ذلك أنهن رضين بتلك الحياة..والدليل على ذلك أن خلف كل فتاة متمردة اليوم على العرف والعادات، تقف أم داعمة ومحرضة حتى لا تتجرع ابنتها من نفس الكأس مرة أخرى..
يقول المثل الغربي:إن النساء اللواتي منعن من الركض، يلدن نساء بأجنحة.
هل فعلا خدمة أم الزوج مرهقة؟ ولماذا تكره الفتاة خدمة حماتها؟
ما يجهله أو يتجاهله هؤلاء المشايخ أن الكثير من البيوتات تلقي بأحمالها على المرأة، فتعاملها كخادمة للجميع..من دون أن يكون لها حق في شيء من الراحة أو الخصوصية، مما يؤثر على صحتها الجسدية والنفسية على السواء..
وغالبا تكون الفتاة صغيرة طرية العود فيقتلون شبابها..ويضيعون صحتها..ويئدون كل أحلامها بحياة كريمة سعيدة..
وما يجهله هؤلاء أن خدمة والدي الزوج لوحدهما لا تشكل فارقا ولا تمثل عائقا للفتاة..وكثير من بناتنا تأبى فطرهم السليمة على الإساءة لمن هما بمثابة الوالدين..وبالتالي خدمتهما ورعايتهما بحب..
بشرط أن يكون هؤلاء أهلا لهذا الإحسان والبر..
فلا يظلما الفتاة أو يمنعاها من المباحات أو فسحة من الراحة أو الاستجمام، وكذا يمنحانها بعضا من الخصوصية فتتفرغ لشؤونها الأخرى دون وصاية أو ظلم وبدون ملاحظات وانتقادات..
يجهل هؤلاء أيضا أن الفتاة غالبا لن تتمتع بالراحة وموفور الصحة بعد الزواج سوى بضعة أشهر، تعقبها مشكلات الحمل، وقلة النوم ومضاعفات أخرى كثيرة كسكري الحمل..والضغط والغدة الدرقية ووو
التي تعانيها الفتيات اليوم..وحين تضع مولودها لن ترتاح أيضا فالعناية بطفل واحد والسهر عليه..مأساة أخرى تضاف لمآسي هذه الفتاة.هذا ناهيك عن المسؤوليات الزوجية والطبخ والنفخ والغسيل ووو.
فهل هكذا فتاة هي أحوج ما تكون للعناية والمساعدة..أقدر على العناية بغيرها، والسهر على راحته؟
نقطة أخرى يغفل عنها هؤلاء، أن العناية بأم الزوج المريضة مثلا..لن تشكل عبئا للفتاة بشرط أن لا تكون الخدمة متعدية..فتضطر بخدمة حماتها لخدمة جيوش أخرى كحتمية لازمة..
فعادة تكون الأم المسنة مزارا فيقصدها الأولاد والبنات والأحفاد والإخوة والأخوات وكذا الجارات ووو..
وتضطر العروس الصغيرة لخدمة هؤلاء جميعا..وتكرس حياتها وأوقاتها وشبابها لاستقبال الزوار وتحمل مشاغبات أطفالهم..وإعداد الطعام بكميات كبيرة لهم؟
ولا يخفى على أحد ما يجلبه هذا الأمر من تعب وشقاء، وانعدام للراحة والهدوء والخصوصية..
لتستيقظ المرأة على حقيقة أنها أفنت عمرها..وفرطت في تربية عيالها..وأهملت نفسها وزوجها..
فهل هكذا امراة قادرة على المحافظة على وردها من القرآن؟ أو تعليم أبناءها أحكام الإسلام؟
أو الاهتمام بنفسها وحسن التبعل لزوجها؟
الكثير من الناس يتكلم بمنطق شعبوي سمج..والطامة الكبرى حين يشاركهم في هذا شيخ أو داعية..فيعتبرون المرأة التي تشترط عدم خدمة والدي الزوج بالمرأة الناشز *غير الأصيلة*
في حين أن الحق أحق أن يتبع..
أعرف فتاة تزوجت حديثا، لزوجها خمسة أشقاء من الذكور، وثلاث شقيقات..
الشقيقات الثلاث بدون أزواج؛
- أما الكبرى فأرملة تعيش لوحدها رفقة ابنها وكنتها في فيلا كبيرة.
- والوسطى عدد عليها زوجها، وأهملها..وأبقى عليها معلقة لا مطلقة..تعيش مع أبناءها الذكور في منزل باسمها..
- والصغرى أرملة أيضا، توفي عنها زوجها وترك لها ابنتين ومعاشا وسكنا مستقلا تعيش فيه رفقة بناتها..
مع كل ماذكرت..كان المطلوب من الكنة الجديدة، الاعتناء بأم الزوج..وتحمل زيارات هؤلاء التي لا تنقطع وخدمتهم جميعا..وجعلوا من بيتها مزارا يجتمعون فيه جميعهم..
مع أن الأولى هنا أن الواجب أن تعيش تلك الأم مع إحدى بناتها..أو يتناوبن في رعايتها..ويتكفل الأبناء الرجال ببرها والإحسان إليها عن طريق تفقد احوالها والسؤال عنها وزيارتها والإنفاق عليها..
ويكون الاجتماع ببيت شقيقتهم (التي لا تملك أطفالا ولا مسؤوليات) أفضل من الاجتماع عند كنة صغيرة يرهقها ابن تحمله في ذراعها وآخر في بطنها، ومسؤوليات زوجها وحقوقه عليها..
لذلك قرر الفقهاء المنصفون أن خدمة والدي الزوج تقع على عاتق الأبناء والبنات، فيتناوبون على الاعتناء بوالديهم وبرهم والإحسان إليهم..كل حسب وضعه..والمفروض أن يتنافس هؤلاء على نيل الأجر في الاعتناء بمن حملتهم وهنا على وهن، بدل إلقاء الأعباء والمسؤوليات على (بنت الناس).
والزوجة تعين زوجها على بر والديه والإحسان إليهما، والزوج أيضا ملزم بمساعدة زوجته على بر والديها.
وكفى الله المؤمنين القتال.

ماذا حدث لجيل الأباء

 ماذا حدث لجيل الآباء؟

مما شاع مؤخرا، وانتشر بكثرة ظاهرة لطالما أرقتني ووجدت أن جل البنات ممن أعرفهن يوافقنني الرأي حولها، فمثلا غالب حفلات الزفاف تعرف عزوفا وزهدا من قبل بنات هذه الأيام..فنجد مثلا أن غالبية الصبايا مللن حفلات الزفاف بسبب كثرتها...وحصل لهن ما يشبه التخمة من تلك الحفلات...فغالبية بنات هذه الأيام نشأن في جو الأعراس..وحضرن عشرات الحفلات منذ نعومة أظفارهن...لذلك حين تسأل الواحدة منهن..تقول لك "مللت الأعراس، وجو الحفلات...لا جديد..كلو متل بعضو...وهكذا"
غالبية الصبايا يرتدين ثيابا أنيقة تميل إلى البساطة، مع مكياج خفيف..وتشهد السهرة مرحهن ورقصهن باعتدال..يخفت تدريجيا حتى يصير إلى الهدوء والرزانة..بفعل الخجل والحشمة الذي يكسو بعضهن خصوصا المتعلمات..والملل أيضا..
في حين تشهد قاعة الحفلات صخبا وحركية لا تنتهي من طرف الأمهات..أمهات نفس الصبايا اللاتي حضرن نفس الحفل..
فتلكم الأمهات والجدات لا يهدأن طيلة الحفل..يبالغن في ارتداء الأساور والقلائد الذهبية..وتكسو وجوههن لوحات فنية من مكياج فاقع وألوان كثيرة..قصات شعر جريئة...وصبغات بألوان فاقعة...وطيلة الحفل لا يمكثن ببدلة واحدة..بل تعمد الواحدة منهن إلى عرض أزياء تنافس فيه العروس نفسها..وكأنها تقول"انظروني ها هنا"..
والمحير في الأمر..أنهن يدمن حفلات الأعراس وكافة المناسبات..دون أن يحصل لهن تشبع أو كفاية..
تماما كمن يشرب من ماء البحر فيزيده ذلك عطشا.
أمر آخر ملاحظ بكثرة على رجال الزمن الغابر...من الرجال الشيب...هو العين الزايغة..والتحرش بفتيات في عمر بناتهن..ولا يقف الأمر هنا عند الدهماء..وقليلي الحظ من التعليم والمروءة أو الدين..بل الطامة الكبرى حين يشيع هذا ويصدر عن كثير من الرجال*المحترمين* في عيون المجتمع والناس؛ دكاترة الجامعة..أساتذة الثانويات..الكتاب والأدباء والصحفيين...وهلم جرا..
فعلى الفيس بوك تلاحظ أن كثيرا من هؤلاء يتخلى عن وقاره في صفحات البنات وفي التعليقات..تعليقات لا تراعي حياء ولا عرفا ولا دينا..ولا يصدر مثلها عن شاب له صبوة.
وفي الحياة الواقعية اليوم يحذرك الناس مثلا... من رجل أشيب..حين تود أخذ سيارة أجرة ..فيقولون لك اركبي مع شاب رزين..ولا تثقي برجل أشيب مهما بدا لك من وقاره..
وكثيرون يقرون أن التعفف والاحترام مقرون بالشباب وفيهم خير كثير...لكن أولئك الشيب لهم "بلاوي سودة"
أما عن الصندوق الأسود وأسرار البيوتات التي تطفح بها مواقع الاستشارات الأسرية، فتؤكد ذات الأمر أيضا..فحضرة الأب والزوج المحترم الذي كان يصدر لأبناءه الصورة المعيارية للأب المثالي *القدوة* والزوج والإنسان *الشريف والنزيه*...حضرة الأب والزوج الحصين المنيع، الذي يكتشف أبناءه صدفة، وفي لحظة ما هفواته وأخطاءه وعثراته..بل ونزواته وفجراته..*المستورة*
فتقول احداهن عن والدها: "صدمت حين رأيت صدفة تاريخ التصفح (history) الخاص بوالدي الرجل *المحترم* وبعدها سحبني الفضول ناحية الرسائل والمحادثات، واكتشفت حقيقة عالمه السري، وحياته المزدوجة"
ما سبب هذا الأمر يا ترى؟!
في استشارة قدمت لأحد المتخصصين قال فيها أحدهم أن والده * الدكتور المحترم* أصيب بمرض الزهايمر ففقد اتزانه وتخلى عن وقاره..وصارت تصدر منه أفعال وسلوكات تحت خط الحياء..فهو يتلفظ بالأقوال الماجنة..يتحرش بالنساء...ويقوم بتصرفات خادشة للحياء..
وكانت إجابة الدكتور وقتها أن الكثير من الاستشارات التي تصله من هذا النوع..وقال أنها كانت تؤرقه كثيرا بسبب كثرتها..
وحينما بحث السبب وجد أن مرد ذلك يعود إلى أن ذلك الجيل لم يعش حياة طبيعية بكل مراحلها وتجلياتها...بل كان جيلا مكبوتا، محروما...لم يستمتع بالحياة ولا الزواج ولا الشريك..فكان الشباب يحرمون من الزواج بمحبوباتهم..والنساء يرغمن على الزواج بأي كان..
والزوجة كانت مهملة لنفسها بسبب طبيعة العيش مع الأسرة المشتركة..فلم تكن تتزين أو تهتم بنفسها.وتلقت بعد زواجها ضروباً من أنواع القهر، جعلت زوجها يهملها طويلاً ولم يلحظ أي تغيير يطرأ عليها، ولم يكن بالتالي يغازلها أو يثني على أنوثتها.
وانعكاس ذلك السلبي كان معاناة الزوج أيضا، فقد كان هو الآخر يتألم من ذلك الوضع..
وكان الزوجان يعيشان برتابة مملة..طلاق عاطفي..ملل زوجي..صمت مطبق..
ثم تعرض ذلك الجيل لهزة عنيفة...حينما اكتسحت حمى الحداثة حياتنا المعاصرة..وخاصة مع الضخ الإعلامي والإعلاني وضغط الصورة اليومي..الذي يمارس إرهابا بصريا على أجسادنا..ونفسياتنا..
وصار كل شيء معروضا أمام الملأ ، وفي القنوات والفضائيات ووسائل التواصل..
نساء جميلات..فاتنات..أجساد عارية...أجسام رشيقة...ملابس باهضة لأحدث الماركات العالميات ...وهلم جرا.
وكنتيجة حتمية لهذا الواقع الجديد، طفحت أكثر وبشكل مستغرب ظاهرة التصابي لدى ذلك الجيل..
وكل تلك الأحلام والرغبات المدفونة التي تخزنت باللاوعي..ظهرت بعدها كعرض ملازم لهؤلاء بعد إصابتهم بمرض الزهايمر..أو هذيان بذيء بعد الإفاقة من جرعة مخدر حين إجراء عملية جراحية ما..
ويعرف التصابي بأنه العودة إلى مرحلة الصبا، وذلك من خلال «تصرفات وسلوكيات غالباً ما تكون مَرضية وموجودة عند الجنسين، وهي تكاد تكون عند الرجال أكثر خطورة وشذوذاً». هذه التصرفات تأتي في بعض الأحيان كتعويض «في غير مكانه عما فات»، أي تعويض لمراحل لم تشهد إشباع الرغبات والحاجات الجسدية والنفسية والاجتماعية.
تلك التربية التقليدية *المحافظة* حسب زعمهم..قتلت طاقة هؤلاء ووأدت سني شبابهم..وجعلهم كل ذلك يحسون بأن أيامهم سرقت منهم..وأعمارهم ذهبت في مهب الريح..
لذلك أجدني أؤكد على ضرورة العيش باعتدال وتوازن، وأخذ حظك من الحياة الدنيا، واللهو المباح
وأستنكر بشدة تلك الخطابات الوعظية الجوفاء..التي تبالغ في الجدية والدعوة إلى الزهد، وكذا قتل الطاقة لدى الشباب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومثال ذلك من تلجأ وهي صغيرة للنقاب والحجاب بشكله الخليجي أو السعودي ظنا منها أنه الشكل الحصري فقط للحجاب..ويكون أسودا وبدون ألوان ..وبعد فترة من الزمن تندم على ذلك...وتأخذ في التنازل وفي تغيير شكل الحجاب شيئا فشيئا..حتى لا يبقى من هيئة الحجاب شيء يذكر.
ومثال ذلك أيضا مانلاحظه عن الكاتبة والمثقفة الملتزمة، وثقافتها العالية، وكتاباتها التي تنم عن عقل راجح ونضج كبير..ثم تراها تتخلى عن وقارها..وتضع صورها بوضعيات مختلفة(لا اتكلم هنا عن الصور بشكلها المحترم، ولا اتكلم عن حكم وضع الصور بمواقع التواصل)..وكذا قد تضع فيديو لنفسها تتمايل رفقة مقاطع موسيقية..بشكل يستغربه الناس..وهذا كله مرده لتربية صارمة قتلت الجزء العفوي وبالغت في قتل الأنوثة لدى الفتاة..لذا حين تكبر وتشب عن الطوق..تتخذ تصرفاتها منحى غريبا..تكافح الفتاة لمجاهدة نفسها عن ذلك، ولكنه لا يلبث يطفو على السطح كل مرة...
ومثال ذلك أيضا الشيخ او الأب او المربي الذي يضغط على من هو تحت سلطته بكثرة البرامج العلمية والدينية بدون أن يصحب ذلك برامج ترفيهية..
ويكون غالبا شخصا ذا همة كبيرة..لكن لا يراعي الفروقات الفردية وأن العقول والمدارك تتفاوت في الطلب..فمنهم من يجد في ذلك لذة كبرى وهؤلاء المتميزون دوما يشكلون نسبة 2٪ فقط..
ومنهم من يجاهد جهادا كبيرا...ومنهم من يمل بسرعة وهكذا..
وبذا يتسبب في نفور هؤلاء من العلم..وقد ينتج عن ذلك آثار سلبية وخيمة..

بيت لا صخب فيه ولا نصب

 بيت لا صخب فيه ولا نصب:

من أكثر الأخطاء التي ترتكبها المرأة، وتتسبب في قتل الزواج، أمور قد تبدو تافهة، لكن تكرارها بتسبب بمأساة...كالغيرة المفرطة والشك، النكد والشكوى، المقارنة مع الآخرين وعدم الرضا والتطلع الدائم للأفضل..ومحاولة تغيير شخصية الزوج..
أما الغيرة المفرطة فسلوك بغيض خانق، والرجل بطبعه حر ويكره القيود..فإذا وجد امرأة هذا هو سلوكها نفر منها إلى مجالسه وأصحابه، وربما تطور الأمر فاتخذ عشيقة أو زوجة ثانية..
أما النكد والشكوى، فيقول «بسي همبرغر» الذي قضى إحدى عشرة سنة في محكمة العلاقات المدنية في مدينة نيويورك، وراجع الآلاف من قضايا الطلاق، أن أحد الأسباب الرئيسية لترك الزوج منزله هو شكوى زوجته المستمرة..
فكثير من الزوجات حفرن قبرهن الزوجي بواسطة سلسلة من الحفر الصغيرة..وهكذا..
إن أردت المحافظة على سعادتك الزوجية؛ ”لا تختلقي النكد“.
أما المقارنة مع الآخرين وعدم الرضا والقناعة، ومحاولة تغيير شخصية الزوج..فإنها تقضي على السعادة الزوجية..فما من أحد كامل..وهذا النوع من النساء الذي ينشد الكمال متعب..
عرفت مؤخرا فتاة ملتزمة ارتبطت بمن تحب، وعاشت معه سنة كاملة من السعادة..ثم التقيتها بعد سنة ونصف ترغب في الطلاق..وحين سألتها عن السبب قالت أنها كانت تحلم بشخص له همة في العبادات..لكي يشجعها..فهو لا يتطوع كثيرا بالصيام..وليس له جلد على القيام..بالكاد يحافظ على ورده من القرآن..وصلواته في المسجد.
وأخرى زهدت أيضا في زوجها لأنه لا يكافؤها فكريا..وثقافته متوسطة!!
ومثل هاته النماذج التي تنظر فقط للنصف الفارغ من الكأس..غالبا لن تعرف طعم السعادة أبدا..
فتولستوي العظيم مثلا..عاش مع زوجته قصة حب عظيمة في السنوات الأولى لزواجه، ثم مال هو إلى الزهد..والبساطة حين اشتهر وبسطت أمامه الدنيا، ومسراتها، لكنه زهد فيها لأنه أدرك حقيقة الأشياء..بينما كان وضع زوجته على العكس من ذلك..فصارت تتطلع للمال والجاه..وتطمح لجمع المال والثروة..
كان هو يؤلف الكتب مجانا دون مقابل...وكانت هي تحثه على طلب العوض والاستزادة من الأموال..
لقد كانت تعشق الرفاهية، بينما كان هو يبغضها..وكانت تلتمس الشهرة والمظاهر الاجتماعية، لكن هذه الأشياء التافهة لم تكن تعني له شيئا.
فنكدت عليه عيشه..وكانت تكثر من التذمر والشكوى..لدرجة لم يعد تولستوي يقوى على التطلع إلى زوجته..واختفى الحب الذي دام أكثر من عشرين عاما بينهما..فكانت تجلس أمام ركبتيه وترجوه أن يقرأ لها القصائد التي كتبها لها في السابق ...وتتوسل منه كلمة حب..ولكن أيام الحب والسعادة كانت قد ولت..
وحين بلغ الثانية والثمانين من العمر..لم يعد تولستوي يقدر على تحمل الشقاء المأساوي الذي يخيم على منزله، ففر من زوجته في ليلة من الليالي..في الظلام..دون أن تعرف وجهة سيره، وقد وجد ميتا بعد أحد عشر يوما، وقد أوصى بألا تراه زوجته بعد موته..
أما العظيم لنكولن فقد كان عظيما في أعين كل الناس إلا زوجته، فمأساة ابراهام لنكولن كانت في زواجه الفاشل..
إذ قضت السيدة لنكولن ربع قرن وهي تشكو باستمرار، وتنكد عليه حياته..
لقد كانت دائمة التذمر والانتقاد، ولم تكن تجد حتى في مظهره ما يرضيها، فكتفاه محدودبتان، ومشيته تعوزها الرشاقة، فهو يحرك قدميه إلى الأعلى وإلى الأسفل مثل الهندي تماما..ولم تكن تحب الطريقة التي تقف بها أذنيه، كالزوايا القائمة، حتى أنها قالت أنه معوج وشفته العليا متدلية، وأنه يبدو كالمسلول..وأن أطرافه ضخمة جدا، ورأسه صغير..
وكان صوتها المرتفع الحاد يصل إلى الشارع، فيسمعه كل من يسكن بالقرب من منزلها..
وكان لنكولن يتجنب حضورها ما استطاع..
حتى أنه كان مرة يعمل مع مجموعة من القضاة بعيدا عن الديار، فيعود الجميع إلى منازلهم متلهفين، ماعدا لنكولن الذي كان يخشى العودة إلى منزله..إذ بقي ثلاثة أشهر فصل الربيع، ومن بعدها ثلاثة أشهر فصل الخريف..بعيدا عن بلدته..
حتى أن شروط الحياة في فندق الريف الذي كان يقيم فيه...كانت رثة..إلا أنه كان يفضلها على منزله، وعلى شكوى زوجته وثورات غضبها المستمرة..
على العكس تماما كان زواج المفكر مالك بن نبي؛ فحين كتب مالك بن نبي عن زوجته الفرنسية المسلمة.
وصفها بهدوء الشخصية وأناقة الروح، ورقي فني رفيع، وأشار يومها أنها كانت تشبه واحة الأمان.
أو ربما المساحة الرائقة التي يحتاجها عقل صاخب مثل عقل مالك .
ويحضرني هنا كلام أحد الدعاة قال فيه متأملا الحديث الذي حمل البشرى للسيدة خديجة- أم المؤمنين- رضي الله عنها وأرضاها..
فعن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بَشَّرَ خَدِيجَةَ -رضي الله عنها- ”بِبَيتٍ فِي الجنَّة مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ، ولاَ نَصَبٍ“.
هل تساءلنا مرة، لماذا اتصف القصر بهاتين الصفتين(لا صخب فيه، ولا نصب).
يقول الداعية أنه تأمل الأمر، فوجد أن الجزاء دائما يكون من جنس العمل..فالسيدة خديجة رضي الله عنها وفرت السكن والهدوء لأعظم رجل في العالم..تقف على عاتقه أحمال من الهم، وجبال من الأعباء والمسؤوليات..وكان لزاما أن يكون لهذا العظيم شخص داعم يوفر له البيئة الراعية، والسكن والهدوء اللازمين.
وكان صلى الله عليه وسلم يسمع ما يكره من أعداء الدعوة الذين كذبوا به وسخروا منه وأعرضوا عنه وتطاولوا عليه، فكان يحزنه ذلك ويضيق به صدره، فإذا رجع إلى بيته وجد زوجته خديجة في استقباله تُسَرِّي عنه وتهوِّنُ عليه، وتقدم له الزادَ الحِسِّيَّ ممتزجاً بالزاد الرُّوحي، فينشرح صدرُه، وتقر عينُه، ويطمئن قلبُه، وتأنس روحُه.
وقال السهيلي : - أنه - صلى الله عليه وسلم - لما دعا إلى الإسلام أجابت خديجة طوعا فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك ، بل أزالت عنه كل نصب ، وآنسته من كل وحشة ، وهونت عليه كل عسير ، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها .

خاطرة عالماشي

 خاطرة عالماشي:

هنالك أنماط عجيبة من البشر..أقف دوما حائرة أمام هذا النوع..
نموذج آخر العنقود في البيت..
نموذج الناجح والمتفوق سواء في دراسته..أو المتفوق أكاديميا أو في عمله..
كالطبيب، والمهندس..والأديب وغيرهم كثير..وهذا ينطبق على الجنسين..
كثير من هؤلاء يتميز في شيء ما وينبغ فيه..فيعامله الناس معاملة خاصة، ومميزة..
ويكيلون له المدائح، والثناء، ويشعرونه بدوام تميزه وتفوقه..
هذا الصنف من الناس مرات يفشل في العلاقات الاجتماعية، كعلاقة الصداقة، أو الزمالة، أو العلاقة الزوجية..
لأنه دوما يكون متوقعا أن يعامله الشريك والناس معاملة خاصة..
في طفولتي كانت لدينا تلك الصديقة المدللة من قبل والديها لأنها آخر العنقود..وكانت تتوقع منا نحن الأطفال معاملة خاصة كالتي يعاملها بها أهلها..ونحن لم نكن نرى فيها شيئا مميزا يدعونا لذلك...فقد كانت عادية في نظرنا...بل أقل من العادية جدا....وفيها من الصفات ما يجعلنا ننفر منها..بدل أن نحبها..
تلك الشاعرة أو الأديبة أو الكاتبة التي تتلقى الجمجمات(اللايكات) الكثيرة على الفيس بوك..والتي تتوقع أن يخصها زوجها بالمديح وبمعاملة خاصة كونها شاعرة أو أو أديبة...في حين أن نجاحها وتميزها ذاك هو لنفسها وحسب..ولا ينال العلاقة الزوجية منها شيء..ولو تأملنا حياتها لوجدنا أنها هي المقصرة...بينما تحس داخلها أنهم لا يعرفون قيمتها ولا يقدرونها...هي لم تقدم شيئا لهذه العلاقة...وتتوقع أن تحصد الثناء على شيء لم تقم به...ومؤسسة الزواج تحتاج منها هي أن تبذل وتجتهد فتعطي وتأخذ..
نفس الأمر ينطبق على الطبيب والمهندس والكاتب والأديب ووو..
هؤلاء متخمون بنرجسية...غذتها نجاحاتهم وكذا وسائل التواصل الاجتماعي فتضخم عندهم الأنا..
بينما هم في حقيقتهم وواقعهم لاشيء..
وصاروا يخلطون بين الحياة العلمية..والحياة العملية والأسرية..
يا هذا افصل رعاك الله بين عملك، ونبوغك، وعلاقتك مع الناس..

  • ملاحظة: طبعا هذا المنشور قد يخيل للبعض انه يتعارض مع المنشور السابق(بيت لا صخب فيه ولا نصب) وكيف عاش عظماء حياة تعيسة مع زوجات لم تقدرهن...وكما يعيش علماءنا وادباؤنا في الجزائر دون تقدير(فالقرب حجاب) ولا نبي في قومه..
    وكما هنالك نماذج في المنشور أعلاه تعتقد انها محور الكون..فإن هنالك على النقيض تماما من لا يقدر النوابغ والعقول..ولا يمنح هؤلاء قدرهم..فالناس مقامات..
    لكن هنالك شعرة صغيرة بين المفهومين..
    وانا تكلمت عن فئة تعتقد أنها محور الكون..وبالتالي ترى بوجوب الاستحقاق في مقابل احتقار المقابل..
    وهذا ضمن العلاقات الانسانية التي تجمعها روابط مختلفة..
    فأنت مثلا لن تنال الاستحقاق في المؤسسة الزوجية لمجرد نبوغك في مجال عملك..انما تنالها لما بذلت وقدمت لهذه العلاقة..
    كما انك لن تنال الاستحقاق وحب الوالدين لمجرد نبوغك..وانما لنسبة البر التي بذلتها..
    كما لن تنال الاستحقاق والحب كأب ..إلا إذا بذلت وقدمت
    وهكذا الجيرة والزمالة والصداقة أيضا.


لماذا أكره مسلك الانتقاد؟

 لماذا أكره مسلك الانتقاد؟!

قيل؛ ومن أسباب الشقاق عدم زيارة العالم وترك مذاكرته فيما وقع فيه من الخطأ.
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله:
”وكم من عالم أخطأ في مسألة فلم يهتم إخوانه من العلماء بأن يزوروه ويذاكروه فيها، أو يكاتبوه في شأنها، بل غاية ما يصنع أحدهم أن ينشر اعتراضه في مجلة أو رسالة يُشنِّع على ذلك العالم ويُجَهّله، أو يبدّعه ويكفّره، فتكون النتيجة عكس المطلوب.
وعلماء الدين أحوج الناس إلى التواصل والتعاون خصوصًا في العصر الذي تفشّى فيه وباء الإلحاد، وقلَّت الرغبة في العلوم الدينية، بل كادت تعم النُّفْرة عنها، واستغنى كلّ أحد برأيه.
فأمّا الدواء المعروف الآن، وهو التكفير والتضليل، فإنه لا يزيد الداء إلا إعضالاً، ومثله مثل رجل ظهر ببعض أصابعه برص فقطعه! فظهر البرص بأخرى فقطعها!! فقيل له: حنانيك قبل أن تقطع جميع أعضائك!
اثار المعلمي ج15 ص 422
إن الانتقاد لا جدوى منه، لأنه يضع الإنسان في موضع الدفاع عن النفس، ويدفعه إلى بذل جهده من أجل تبرير تصرفاته، كما ان الانتقاد هو في غاية الخطورة، لأنه يجرح كبرياء الفرد ويؤذي إحساسه بالأهمية ويثير استياءه.
وهذا ما وقفت عليه مؤخرا، فحين تم مهاجمة "فلانة" لدفاعها عن قضايا المرأة كل مرة، اتهمت بالنسوية، وكانت الهجومات ضدها لا ترحم..وكل الآراء كانت متطرفة وحدية..ومع الوقت أصبحت آراء الأخيرة متطرفة وأكثر حدية هي الأخرى...بل صارت نسوية ولم تكن كذلك من قبل.
والمفكر الأديب الذي لم يرحمه الوسط الدعوي أيضا بسبب خلاف علمي..فظهرت لديه دواعي المعاندة أكثر..وسخر قلمه وصفحته للسخرية والاستهزاء والميمز...وتغيرت أخلاقه إلى الأسوء..وكل هذا بسبب الحدية في النقاشات..والانتقاد المباشر...وتجييش الأتباع ضده..مما جرح كبرياءه..ودفعه هذا الأمر لبذل جهده من أجل تبرير تصرفاته.
لنكولن الذي قال فيه وزير الحربية«ستانتون» حين قتل: « هنا يرقد أكثر الرؤساء كمالا في العالم»
فما هو سر عظمة لنكولن؟ ونجاحه في التعامل مع الناس وكسب القلوب؟!
كان لنكولن في شبابه كثير الانتقاد للناس، بل لم يكن ينتقد فقط بل كان يبعث برسائل وأسعار تسخر من الناس، وكان يرمي بها في الطرقات العامة حيث يسهل الحصول عليها..
وحتى بعد ان أصبح محاميا متدرجا، كان لينكولن يهاجم مناوئيه بشكل صريح، وفي رسائل كانت تنشر في الصحف، وكا يقدم على ذلك العمل باستمرار..-(تذكرت في هذا بعض المتصدرين الذين يقدمون مواد مرئية لنقد هذا وذاك، وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعا).
ولم يتوقف عن هذا المسلك حتى حدثت له حادثة مهينة، فقد انتقد رجل سياسة ايرلندي، لدرجة جعلت المدينة كلها تعج بالضحك عليه، فتوعده الأخير ودعاه إلى مبارزة علنية أمام الناس، وقد كانت هذه العادة منتشرة يومها..
لنكولن لم يكن يريد القتال، ولم يكن مهيأ له..لكنه حضر الموعد لأن تخلفه كان سيعني أنه خاف وجَبُن..
لكن شهود المبارزة أوقفوا القتال، وتلك كانت أفضع حادثة في حياة لنكولن، وقد علمته درسا في التعامل مع الناس لا يقدر بثمن.
فهو لم يعد يكتب رسائل مهينة، كما لم يعد إلى انتقاد أحد مهما يكن الدافع لذلك.
وصار بعد ذلك أرحم بالناس..وكان يردد قوله المأثور« لا تدينوا لئلا تدانوا»
وحين كانت زوجته وغيرها بتحدثون بفظاظة عن الجنوبيين، كان لنكولن يجيب« لا تنتقدوهم، فنحن كنا سنفعل مثلهم لو عشنا في ظروفهم».
يقول كارليل:« الرجل العظيم يظهر عظمته في الطريقة التي يعامل بها الرجال الوضيعين».
فبدلا من أن نتهم الناس، لنحاول أن نفهمهم..
ذلك أوفر ربحا وإثارة من الانتقاد، كما أن ذلك يولد التعاطف والرحمة.
يقول أحدهم:« إن الله حكم على نفسه لا يحاكم الإنسان إلا في نهاية أيامه» فلم نحاكمه أنا وأنت؟
ويقول آخر: أعتبر أن مقدرتي على إثارة الحماس بين الناس هي أعز ما أملك، وأن أفضل وسيلة لتنمية أجود ما في داخل الانسان هي التشجيع والتقدير.
الرجل الحكيم يجب أن يكون ماهرا في نزع أشواك العصبية والانغلاق والتحزب.
وأسلافنا كانوا بارعين في نبذ الفرقة ، فإذا قلبت نظرك في صفحات التاريخ, ستجد أن العظماء كانوا دائما بارعين في بناء الجسور التي توصلهم لغيرهم.

كلما كانت المرأة عقلانية

 كلما ازدادت المرأة عقلانية...بعدت عن الانوثة ونفر منها الرجل...إن الأنوثة لا عقلانية..وهذا ما يجتذب الرجل إلى الأنثى...لا عقلانيتها ولا منطقيتها...ولو صارت المرأة عقلانية لترجلت وتذكرت( من الذكورة أي صارت ذكرا أو كادت).... إن الرجل يحكم الدنيا بمنطقيته وعقلانيته ... والمرأة تحكمه وما يحكم.. بلا عقلانيتها ولا منطقيتها!

الرجال ينفرون بطبعهم من الذكيات والمنطقيات ... لأن الذكاء والمنطق ينقصان من أنوثة المرأة!
لكن يتسائل أحدهم:
قفز إلى ذهني حديث" كمل من الرجال كثير ولم تكمل من النساء إلا أربعة"
فهل كمال عقل أولئك النساء الطاهرات..نفر عنهم الرجال أو جعل منهن أكثر ذكورة؟
هذا لا يستقيم عندي..
فهن كملن عقلا..ومن تمام الأنوثة كمال العقل.
الجواب:
القواعد في علم الاجتماع أغلبية .. وليست كلية صارمة كقواعد المنطق والرباضيات .. الغالب على الرجال انهم ينفرون من المرأة التي يطغى عندها العقل والمنطق على العاطفة.
الغالب على المرأة أنها عندما يقوى عقلها تقل أنوثتها .. وهذا ما ينفر الرجال منها.. الرجال يبحثون عمن يكمل نقصهم العاطفي ... وليس عمن يشبههم عقلا ومنطقا.
ومع قولنا (الغالب) ... يزول الإشكال الذي ذكرته .. أي .. قد يحدث أن تكمل المرأة .. ومع ذلك تظل كاملة الانوثة .. وهذا ما يفهم من الكمال المذكور في الحديث ... فكمال الشخصية.. هو استيفاء جميع صفات الكمال من عقل وعاطفة .. وفق ما يتطلبه الجنس.. ذكرا أو أنثى.
سبب خراب البيوت:
الأمر الذي كثيرا ما يهدم البيوت .. عدم فهم كل من الطرفين طبيعة الآخر وتكوينه النفسي ..
وكذا ذهاب الأخلاق .. وعدم مسؤولية الرجل .. وعدم خضوع وطاعة المرأة.
منقول عن صفحة الأديب الكبير محمد فايز.

الثلاثاء، 7 يونيو 2022

عن الغش في المدارس

 


عن الغش في المدارس:

كان يعمل مدرسا بإحدى الثانويات في إحدى المدن، وكان غريبا عن هذه المدينة..لكنه استقر بها بحكم العمل..
استيقظ باكرا، أخذ حماما خفيفا..تناول فطور الصباح رفقة زوجته..داعب طفله الصغير قليلا.
ثم توجه نحو محفظته ورتب أوراقه..فاليوم يتوجه لحراسة طلاب البكالوريا في أول يوم لهم..وعليه أن لا يتأخر.
ساعدته زوجته في تسوية ربطة العنق..
فتح التلفزيون على الأخبار وهو واقف يستعجل الخروج..
بعدها توجه للحمام لإلقاء النظرة الأخيرة قبل المغادرة..ورش بعض العطر..
ثم تغيرت ملامحه فجأة وبدا عليه الذهول..
- ماذا حدث لوجهي؟!
أنكر الأمر..هز رأسه وأغمض عينيه..ثم أعاد النظر إلى المرآة من جديد..
- لا يمكن..منذ قليل فقط كنت في أفضل حال..
نادى زوجته وطلب منها أن تنظر لصفحة وجهه..كان يتأمل ان تكون المرآة كاذبة..أو حدث شيء ما عطلها..لكن ملامح زوجته ومنظر شفتيها التي انيحب منها الدم فأصبحت بيضاء..قال الكثير.
لقد تعرض لشلل نصفي في وجهه..عين مائلة تكاد لا تبصر..حنك معوج..وشفة مائلة..
اضطر للذهاب إلى المؤسسة قبل الوقت..قدم عذر الغياب..وغادر.
وبدأت رحلته مع الأطباء..
لكنهم لم يجدوا علاجا لحالته...وكان حزينا لأجل ذلك..ويسكنه خوف أنه سيبقى هكذا طيلة حياته..وزاره وسواس من الشيطان يجزعه.."لماذا أنا فقط من دون الناس؟"
كان وسيما جدا..وأجزعه ما ثار عليه شكل وجهه..لدرجة أنه اصبح يخفي وجهه عن الناس..لتجنب نظراتهم..وأسئلتهم في كل مرة..

بعد فترة ظهرت نتائج البكالوريا..وظهرت معها كارثة عرفتها تلك المؤسسة..إذ تواطأ مراقبوها وأساتذتها على تغشيش (مساعدة)"أبناء مدينتهم"..وكانت العلامات مضخمة بشكل كارثي جدا..وتسرب الخبر..وانتشر انتشار النار في الهشيم..وتعرضت تلك المؤسسة ومراقبوها للمساءلة والعقاب الجماعي..وتم نفي كل الأساتذة المشاركين إلى مدن بعيدة للعمل هناك..
ونجى "هو" من كل ذلك..ولم يتعرض للعقاب..ولم يشارك بالجريمة...وشفي من مرضه بعدها..
وعلم أن ذلك المرض رحمة مهداة..وأن الله أراد به خيرا، وجنبه السوء..

{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ}

********
أستحضر هذه القصة في ذهني كلما قرأت موضوعا عن الغش..وهذه أول مرة أكتب عنها.

https://www.facebook.com/100022246957832/posts/pfbid02yacSU6KWzdKPsYKC7Z44VcXBw1yrRqs2yXeYbwkk5ab4EDySnUuYVuTcTbtUk5kpl/?app=fbl

#شمس_الهمة

أتذكر ان أخي الصغير سأل والدي يوما..لماذا لست مثل بقية جيراننا الذين يدرسون بعيدا في مدن مختلفة..بعضهم يغيب اسبوعا عن أهله لانه لا يملك سيارة..بعضهم يغيب طول اليوم وحين يعود يستقبله أطفاله بحب..(وكأن تفرد والدي عن بقية الآباء يومها بالتدريس بالمؤسسة القريبة جدا لبيتنا..لم يرق اخي الصغير..فقد كان يتوق لبعض الحرية في غياب والدي..ويريد تجربة الشعور بالاشتياق واستقبال والدي بعد غياب مثل اولاد الجيران)
وكان أبي يبتسم لذلك السؤال، ويكتم الأمر، ويترقرق الدمع بعينه..ويقول (احمدوا الله)

حين كبرنا قليلا..أخبرتنا والدتي بالقصة بعد استغرابنا الأمر(أن كل الأساتذة يعملون في مؤسسات بعيدة ماعدا والدي)..كنا وقتها في سن المراهقة، لذا كان الأمر بمثابة الصدمة لنا..هل "عمو فلان" غشاش؟ والآخر الذي يدرس العلوم الشرعية..والآخر الذي كنا نظنه به خيرا..ووو
أسئلة كثيرة هجمنا بها على والدي..لكن والدي كان متحفظا جدا..ويعذر هذا وذاك..ولم يغتب منهم أحدا..ولم تتغير نظرته تجاههم..قال أن منهم من ضعف..منهم من خاف...منهم من تواطأ..ومنهم من سكت..لكن العقاب لم يميز بين هذا وذاك..

أتذكر أيضا أننا انتقلنا لمدينتنا معسكر...لكن والدي اختار مدينة أخرى للتدريس..وكان يستقيظ من آذان الفجر ولا يعود حتى الساعة السادسة مساء..رغم ان العروض كانت تأتيه تباعا للعمل بمدينته وولايته..لكنه آثر التعب والبعد...وكانت حجته دوما " هنا الناس تعرفني..هذا سيتوسل نقطة لابنه..وذاك سيتودد لأجل ان أساعد ابنته، والمدير سيضغط علي لأجل معارفه ووو"
كان يفضل الابتعاد مخافة الوقوع في الغش والظلم.

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...