السرقات الأدبية في الفيس:
على الفيس أغار على حروف صديقاتي، أشمئز من السرقات الأدبية، وأشعر بغضب عارم حين أرى نصا لصديقتي الأديبة الأريبة، منشورا بصفحة احداهن تنسبه لنفسها، أو غَيْرَ مُوَقَعٍ باسم صاحبتها.
لا أدري وقتها كمية الحنق التي تصيبني، فأرغب بفضح السارقة في التعليقات، أو شتمها في الخاص
ثم أهدئ من روعي وأتغافل عن الأمر.
كنت أعتقد أن هذا سيكون شعوري حين أجد فتاة ما تسرق حروفي.
خاصة وأن إحدى صديقاتي حذرتني مغبة ذلك، وقالت أن حروفك ستتخلى عنك إذا تخليت عنها.
لم أتحمل وقتها فكرة أن تتخلى عني الحروف، فهي متنفسي الوحيد.
لكن رغم ذلك بقيت أكتب ولا أبالي، أنشرها هكذا وفقط
لأتخفف من صخبها الذي تحدثه بعقلي..
ومنهجي في ذلك أنها إن كانت تستحق النشر فستبقى وتفيد..
وإن لم تكن أهلا لذلك فالأفضل أن تفنى وتباد...
مكثت على ذلك لفترة..
بعدها صرت أرى بعض مواضيعي منشورة دون توقيعي...
حينها توقعت أنني سأغار على حرفي...
وستنتابني نوبة غضب كالتي تحصل معي غيرة على حروف صديقاتي..
لكن الذي حدث أنني ابتسمت وفرحت، أن وجدت منشورا لي يحلق في صفحات الفيس..
لكن منشورات أخرى لي وجدتها مكرورة على الفيس، انتابني شعور الهلع بشأنها، وخفت من أثر تلك الكلمات...وتخيلت يوم الحساب...وأحسست بثقل غريب...ثقل تلك الكلمات على عاتقي ورقبتي...ثقل حقيقي وليس مجازا...والله وتالله أن للكلمات حملا أحس به على أكتافي...ثقل لا أتمنى أن يجرب شعوره أحد...
أكثر من مرة طلبت مني الصديقات جمع كتاباتي في كتاب...
لكن كنت دوما أرى هزال حرفي، وقلة علمي، وأن هنالك كفاءات حق لهم النشر ولم يفعلوا...فكيف تجرؤ قليلة علم وضعيفة رأي مثلي!!
لطالما آمنت بالنشر الٱلكتروني، وبأن المرء يكتب فقط، والحرف يثبت نفسه، فيقبل عليه القراء، ويتهافتون، وتقبل عليه دور النشر.
لا لشيء، سوى لأن الحرف والفكرة يستحقان.
وهنالك أكثر من كاتبة راجت أعمالها بهذه الطريقة(حنان لاشين، دعاء عبد الرحمن، رانيا الطنوبي...وغيرهن كثير)
ولطالما كان هكذا حلم يدغدغني أحيانا، وأتمنى أن ترقى أعمالي وحروفي للنشر..
بعدها تلقيت عرضا من إحدى دور النشر لأجل ذلك...
دار النشر تطلب أعمالي...هل أنا أحلم؟!
تحمست في البداية...راقني ثناء صاحب دار النشر تلك على كتاباتي..
عزمت أمري على فعل ذلك أخيرا..
ثم نظرت إلى كتاباتي، فكرهتها، ونفرت منها...ولم أطق إعادة النظر إليها..
حينها تذكرت كلام الدكتور عبد الكريم بكار وهو من هو، حين قال لو تم سجني في زنزانة وحملت إلي كتبي لما استطعت النظر إليها، ولقمت بإحراقها...
أنا وصديقتي ميريام الجميلة، نكتب، ثم نحذف كتاباتنا...
نبوح ببضع حروف، ثم نغلق حساباتنا...
نرى منشوراتنا بأسماء غيرنا فنبتسم ونمضي...
لم يعد أي شيء يهمنا..
لا نملك تقديرا لذواتنا ربما...(أتحدث عن نفسي)
لا نريد مجدا دنيويا...
يكفي أن يقرأ شخص واحد رسالة نتمناها أن تصل...وتؤثر
بعدها لا شيء يهم حقيقة...
ذات مرة ولجت لمجموعة فلسطينية..
فإذا بي أجد فتاة تقوم بنشر كل منشوراتي هنالك باسمها...
والتعليقات تمدحها، وتمدح أبا رباها..وبطنا حواها....وتمدح الجزائر وأهلها هههه
فاغتبطت وسررت لذلك ههههه...
وأشفقت على الفتاة، وفرحت لأجلها أيضا...
لا أدري حقا ما الذي حدث؟!
ربما هو التبلد.
لا شيء من ذلك صار يثيرني، لا شيء يبهجني..
لم يعد هنالك شيء يهم حقا..
سوى النجاة.
#شمس_الهمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق