السبت، 9 أبريل 2022

ابتسامة

 ابتسامة^_^:


نحن معشر النساء تأسرنا الكلمة الرقيقة، وإن الأنثى لتؤتى من قبل أذنها أما الرجل فيؤتى من قبل بصره.

ويهمل الأزواج والرجال غالبا هذا الأمر، فالزوجة يمكنها تحمل مسؤوليات وهموم بحجم الجبال فتبدو  ضئيلة بخفة ريشة إذا تلقت كلمة رقيقة..وبعكس ذلك تبدو أمورها مرهقة إذا لم تجد التقدير والكلمة الحلوة.

حين كان شقيقي الأصغر بالمتوسط، تعرض لظلم من طرف أستاذته، تلاها استدعاء والدي، وشقيقي هذا كان آخر العنقود، وكان والدي يحبه حبا كبيرا، إضافة لسمته المؤدب وكذا نجابته..

لذلك انزعج والدي من سلوك الأستاذة، فما فعلته كان ظلما بينا لايرضاه الله..

لكن والدي مع ذلك، تكلم مع الأستاذة بأدب، وأنصفها في بعض الأمور، ثم وضح لها سوء الفهم يومها فخجلت من نفسها..واعتذرت لوالدي عما بدر منها..

يقول شقيقي أنها تغيرت جذريا مع التلاميذ، منذ ذلك اليوم..وصارت تعاملهم بطريقة أفضل لمدة أربع سنوات درسها شقيقي بتلك الإكمالية..

ربما كانت كلمات قليلة تلك التي تحدث بها والدي، لكنها نتاج خبرة طويلة في المجال، لخصها في كليمات لأستاذة شابة لا تزال في أول الطريق..

وحين كانت شقيقتي بالمتوسط، تعرضت وزملاءها لعقاب جماعي بسبب مشكلة ما.(لست أذكرها).

وقامت المستشارة التربوية باستدعاء أولياء الأمور، كان والدي أحد المدعوين.

كان الزمان رمضان، وعليه شق على والدي التغيب عن عمله للقاءها..

لكنه ذهب متثاقلا رغم ذلك..

والدي شخص وسيم وأنيق جدا، ذو هيبة وجاذبية..(ولأني ابنته وكل فتاة بأبيها معجبة، أراه أوسم الرجال، وكذا أغار عليه أكثر من والدتي).

حين تحدث مع المستشارة وكان اسمها ”رحمة“، كان حديثه ابتداء عن مشكلات القطاع(كونه أحد عامليه)، وأثنى على مجهودات الإدارة، وذكر العقبات، وقال أنه يتفهم المشكلات..

ثم قال لها ممازحا: ” يا رحمة لا تكوني نقمة على التلاميذ في الشهر الكريم“

وأنشدها بيتين رقيقين من الشعر العربي الجميل( لست أذكرهما).

تقول شقيقتي أن المستشارة التربوية وكانت صبية جميلة لكن قاسية، تحولت بعد تاريخ ذلك اليوم واستحالت امرأة أخرى رقيقة ولطيفة.

إلى هنا الأمر تمام..وجميل..والسماء زرقاء..والعصافير تزقزق..

فمن يومها وقعت رحمة بحب شخصية والدي، وقالت انها ذابت في أدبه الجم.

"رحمة" تلك صارت تسأل شقيقتي يوميا صباح مساء عن الوالد-حفظه الله-لدرجة أزعجت أختي بكثرة أسئلتها..

بعدها صرنا نصادفها في المراكز التجارية، والمسجد..والشارع..وكذا حفلات الزفاف بالمدينة..فتأتي لتسألنا عن الوالد"كيراه الوالد؟"، كيراه "الحاج" وتنسى في خضم ذلك أن تسألنا عن أحوالنا رغم أن كل أشقائي درسوا بنفس المتوسطة، وكانوا من النجباء، ولم يتلقوا يوما ذلك التقدير، أو كلمة ثناء منها..نسيتنا جميعا..وطيلة خمس سنوات كانت لا تنفك تسألنا عن والدي فقط. وتكيل له جميل الدعوات بأن يحفظه الله ويصونه.

وكنا نحن نتجنب لقاءها مخافة أن تقول لنا يوما "أرغب ان أكون في حياة أبيكم، ولا بأس بالتعدد وأن أكون الزوجة الثانية"😄

فعيناها ونظراتها حين كانت تتكلم عن والدي قالتا الكثير ههه.

وإلى يوم الناس هذا لازالت رحمة، لا تنفك تسألنا عن احوال والدي..

وإلى يوم الناس هذا لم نقم بإبلاغ والدي سلامات رحمة المهداة.

" رحمة" يهديك ربي ابتعدي عن والدي 😅

أصلا أبي على سبة حاب يعدد..😑

ملاحظة:

ما أردت قوله أن الكلمة الطيبة لها تأثير السحر، ويمكننا بها تغيير سلوكات الأشخاص.


#شمس_الهمة



خطوات فك التعلق

 خطوات فك التعلق:


غالب الفتيات إذا حدث الفراق لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأمر، فيخطؤون أكثر وتتأزم حياتهم..يفكرون كثيرا، لا ينامون، لا يتعاملون جيدا مع الناس والأشخاص المحيطين بهم..حياتهم تقلب رأسا على عقب.


1- اللجوء إلى الله:

العشق والتعلق من أصعب الابتلاءات التي قد يتعرض لها المرء، لذا لن ينفعك شيء للنسيان، سوى التوبة الصادقة، والانطراح بين يدي الله..استغفارا، وذكرا، وصوما وقيام ليل، وتلاوة القرآن والتدبر..

قلوب العاشقين هي من أرق القلوب، ويرق القلب حينما يحب، ويرى الدنيا كلها بقلب خاشع لذلك ينبغي استغلال هذا الامر في الطاعات والعبادات والتقرب إلى الله..


2- ثاني حاجة بعد الفراق تلزم الناس هي مراجعة أخطاءنا.

أتفكر في سبب فشل العلاقة..هذه العلاقة رسمت لها توقعات كنت أعتقد أن هذا الشخص هو فارس أحلامي.

نبحث سبب المشكل الذي أدى إلى الفراق..

إذا كان السبب الاهتمام الكبير، كثرة اللوم، العتاب، الشك.. فيلزم أن أتوقف عن هذه الأشياء وأتغير.

لن أعطي اهتماما كبيرا لأحد..


3- إذا أعطيت قيمة كبيرة للشخص أكثر مما يستحق..وهو لم يقدم لي شيئا..لم يجعل لي قيمة أتوقف فورا..هذا الغلط لن أكرره.

غالب العلاقات التي عاد أصحابها من جديد لإحياء العلاقة...أن كل طرف عمل على تطوير شخصيته وتثقيف نفسه والاعتناء بها..لذلك الطرف الآخر قام بإعادة تفكير وجعله ذلك يعود من جديد..


4- يجب أن تكون سعيدا..لا تتصنع ذلك..إنما حاول أن تكون سعيدا بالفعل..الطاقة الايجابية التي تبثها وأنت سعيد هي من تجذب الناس إليك وليس الشكوى والهم والحزن..

أقنع نفسك بأسباب الفراق..مكتوب..يمكن ليس خيرا لي..يمكن لو تزوجته كنت سأتطلق ...

وعليه أستعيد هواياتي وشخصيتي القديمة وأقوم ببناء نفسي من جديد..أما إذا استسلمت لمشاعر الشوق والحزن والاكتئاب فسأدمر نفسي..

هل تنتظر شفقته؟ أم شفقة الناس؟ لا أحد سيشفق عليك..

أنت مبتستاهلش شفقة الناس ونظراتهم إليك..

يلزم أن تفرض كيانك ووجودك..

حين تكون سعادتك حقيقية سيفرز لديك هرمون الدوبامين..الذي سيجعلك تبتسم أخيرا وتشعر بالسعادة..وهنا تعرف أنك في بداية فك التعلق..


5- كثرة التفكير، قلة النوم، الانعزال عن الناس...كلها ستتسبب بآثار وخيمة على الصحة النفسية والجسدية، ولا يمكن التخلص من ذلك سوى بانتشال نفسك..والعودة إلى حياتك ولقاء الناس،وتعرف أشخاص آخرين ...وكذا الانشغال بالنافع من الأمور ممارسة الرياضة التي تساعد في إفراز هرمون الدوبامين وتمنحك الشعور بالسعادة..

عبادة الذكر 

قراءتك للأذكار ...او لنقل عددا محددا كل يوم...مثلا استغفار 100 مرة يوميا، يعود دماغك على الصبر...إذ انك تردد اللفظ نفسه "أستغفر الله" 100 مرة..

تعمل تلك الثواني والدقائق المعدودة، كمفلتر من كل شحنات زائدة في دماغك.. تود لو تفكر في شيء آخر

تهذبها وترتب مجراها إلى أن تختفي تلك الأفكار الزائدة من الأساس...إذ أن الأفكار الناتجة عن التفكير المفرط، تكون قد سئمت من الانتظار، حتى يحين وقتها..فيصرف النظر عنها تلقائيا...من قبل ماكينة الدماغ التي لا تضيع الوقت..

وكذا كل الاوراد ..في حال جعلت لك وردا من كل ذكر..

وكذا ألف صلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم التي بها يكفيك الله ما أهمك، لو حافظت عليها يوميا..

وأقول استعملوا السبحة فهذا أنفع..


6- الكثير من الفتيات يفرطن في فرص كثيرة بسبب التعلق..أملا في عودة العلاقة الاولى والشخص غير المناسب...وحين يأتي الشخص المناسب..يكونون هم عادة غير مناسبين.(أصبحوا سلبيين، أصابوا بالاكتئاب، ملامحهم بهتت..جمالهم ولى..الشعر بدأ يتساقط...بسبب..كثرة التفكير..قلة النوم والأرق..

لأن الحياة لا تتوقف على علاقة أو شخص ما..

ستتعذب شهر شهرين ثم تقف على رجليك..لا تبقى جالسا في مكانك..تعرف على أناس جدد..ادخل علاقات جديدة..

حين تفعل كل هذا وتستعيد نفسك وشخصيتك وتنجح في التجاوز...غالبا يعود إليك الطرف الآخر وتكون وقتها قد نسيته تماما..وتراه غير مناسب، هنالك سترفضه وسيعض هو أصابع الندم ربما..


كيف تفسرن عودة شخص بعد مدة أربع أو خمس سنوات...تتصرف أنت فيها بعاطفتك وتسمح له بالعودة في حياتك من جديد...(مثلما تخلى عنك في المرة الأولى سيتخلى عنك في المرة الثانية) 

هذا التفكير العاطفي الذي يجعلك تعود له فورا ...لا للعاطفة...العاطفة ستجعلك مغيبا...لا تفكر بشكل منطقي...لا تعرف أين عقلك...هذه العاطفة مدمرة لك..

إذا لم تنتشل نفسك في بداية الحزن، وأغلقت على نفسك فذلك الحزن سيصبح اكتئاب والاكتئاب سيتطور حتى يتحول إلى اكتئاب حاد من الدرجة الأولى ...حتى الطبيب النفسي وقتها لن ينفع..وسيمدك بالأدوية وستعيش بقية حياتك تنام بالمهدئات...لعل وعسى.

....يتبع


عندما تبدئين انت بنسيانه، يبدأ هو بحبك

(القاعدة التي لا تتغير في فن العلاقات)


ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻔﺰﻙ ﻣﻦ ﺗﺤﺐ ﺑﻔﻌﻠﻪِ ..

ﻓﺎﺳﻜُـﺖْ .. ﻛﺄﻧﻚ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻭ ﻣﺎ ﺩﺭﻳﺖ !


ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺩﺍﺩ ﻧﺼﻮﻧﻪ ﺑﺴُﻜﻮﺗﻨﺎ ..

ﻣﻦ ﺫﺍ ﻳﻄﻴﻘﻚ ﺇﻥ ﺷﻜﻮﺕ ﻭ ﺇﻥ ﺣﻜﻴﺖ !


ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﺍﻙ ﺗﺒﻜﻲ ﻻ ﻳﺮﻯ !

ﻗﻞ ﻟﻲ ﺑﺮﺑﻚ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺪﺕ ﺇﺫﺍ ﺑﻜﻴﺖ ؟


ﻣﻦ ﻻﻥ ﻻﻥ ﺑﻨﻔﺴﻪِ ﻭ ﻟﻮﺣﺪﻩِ ..

ﺩﻉ ﻋﻨﻚ ﻗﻮﻟﻚَ : ﻗﺪ ﻳﻠﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺣﻨﻮﺕْ !


ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﺗﺮﻛﺾ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭ ﻷﺟﻠﻬﻢ ..

ﻓﺴﻴﺮﻛﻀﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻏﻴﺮﻙ ﻟﻮ ﻭَﻋﻴْﺖ !


ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺑﻴّﻨﺖ ﺣُﺒّﻚ ﺃﺭﺧﺼﻮﺍ ..

ﻭ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﻤﺠﻲﺀ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻔﻴﺖ !


ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺒﻚ ﻟﻦ ﻳﺤﺒﻚ ﻗﻠﺒﻪُ ..

ﻟﻮ ﻃﺮﺕ ﻓﻲ ﺟﻮّ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻘﻴﺖ !


ﻗﻞ ﻟﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗُﺮﻳﺤُـﻚ ﻣﻨﻬﻢُ ..

ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﻤﻴﺖ ؟ !


ﻗﻞ ﻟﻲ ﺃﻟﻢ ﺗﺘﻌﺐ ﺃﻟﺴﺖ ﺑﻤﻮﺟَﻊٍ ..

ﺣﺘﻰ ﻣﺘﻰ ﺗﺮﺿﻰ ﺍﻟﻤﺬﻟﺔَ ، ﻣﺎ ﺍﻛﺘﻮﻳﺖ ؟ !


ﻗﻞ ﻟﻠﺬﻱ ﻳﺮﺿﻰ ﻭ ﻳﻐﻀﺐ ﻭﺣﺪﻩُ ..

ﺇﻧﻲ ﺑﺮﻏﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻨﻚ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﻔﻴﺖ !


ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺩﻣﻴﺘﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻬﻮ ﺑﻬﺎ ..

ﺗﻨﺄﻯ ﻭ ﺗﺮﺟﻊ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥٍ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻬﻴﺖ !


ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﺿﻠﻮﻋﻬﻢ ﻗﻠﺐٌ ﻓﻼ ..

ﺗﻌﺒﺚ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺭﻱ ﺇﻥ ﻗﺴﻮﺕ !


ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻗﻠﺒًﺎ ﻗﺪ ﻛﺴﺮﺕ ﻭ ﺗﻨﺘﺸﻲ ..

ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ ﻣﻨﻚ ﻟﻪ ﻓﻮﻳﻠﻚ ﺇﻥ ﺧﻠﻮﺕ !


ﺳﻴﺴﻠﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﺑﺼﺪﺭ ﻣﻦ ..

ﻳُﺒﻜﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ .. ﻓﻼ ﻳﺮﺍﻙ ﻭ ﻗﺪ ﺟﻔﻮﺕ !


ﻳﺎ ﻣﻦ ﺧُﺬﻟﺖ ﻭ ﻗﺪ ﺻﺪﻗﺖ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ..

ﺗﺒﻜﻲ .. ﻓﺪﺍﻙ ﺍﻟﻜﻮﻥ .. ﺗﻜﻤﻞُ ﺇﻥ ﻋﻔﻮﺕْ ..


ﺳﺎﻣﺢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻌﺪ ﻟﻤﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ ..

ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴّﺔِ ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻟﻌﺰّ ﺍﻛﺘﺴﻴﺖ !


ﺍﻣﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻚ ﻭﻝّ ﻭﺟﻬﻚ ﺣﻴﺜﻤﺎ ..

ﺗﺮﺗﺎﺡُ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺪ ﺍﺗﻘﻴﺖ ..


ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﻚ ﺳﺎﺋﺮٌ ..

ﻓﻲ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﻥ ﺧﻴﺮًﺍ ﻧﻮﻳﺖ ..~🌹


أمل الشيخ

الفرق بين التعلق والحب:

 الفرق بين التعلق والحب:


طبعا الحب العفيف والطاهر شيء نادر، ندرة المياه على كوكب المريخ، وغالب الحالات التي يعتقد أصحابها اليوم أنها علاقة حب، هي تعلق واعتياد فقط، وليست حبا..


ولأضرب لكم مثالا قصة حقيقية لفتاة بريئة طاهرة، صديقاتها كن ذوات علاقات مع الشباب، ماعدا تلك الفتاة التي رفضت الدخول في علاقات مع الشباب..رغم إلحاح صديقاتها، وتزيين الأمر لها..

وحدث أن وصلها طلب صداقة من فتاة فقبلته، تلك الصديقة الإلكترونية الجديدة عملت على توطيد علاقتها بالفتاة (بطلة قصتنا)، ويوما بعد يوم أصبحت صداقتهما متينة، ويتشاركن نفس الاهتمامات..

ثم وفي أحد الأيام صرحت لها الصديقة الالكترونية أنها رجل يتستر بحساب بنت لأنه علم من صديقاتها أنها لا تقبل إضافة الرجال..الفتاة تعرضت لصدمة كبيرة، وقامت بحظر هذا الشاب بعد أن أسمعته موشحا من السباب قالت فيه أنه ليس برجل، وأنه لا يشرفها الارتباط بمثله..

بعد يومين شعرت بغيابه، وحنت إليه، وندمت على الكلام الذي قالته بحقه، وعزمت على الاعتذار

وحين فكت الحظر، وجدت أن الحساب اختفى إلى الأبد..وهنا انتابتها نوبة من الحزن الشديد، ودخلت في دوامة تفكير حتى كادت تجن..وعليه قررت استنطاق صديقاتها عن اسم الشاب، فلم تعترف ولا واحدة منهن..

وبعد أسابيع من الاكتئاب قررت صديقاتها إطلاعها على الحقيقة المرة، حقيقة أن ذلك الحساب لا يعود لشاب، إنما كن يشتركن فيه جميعهن ويتناوبن على الحديث معها...وهنا كانت صدمة أخرى للفتاة.


وعليه يمكننا الآن أن نستنتج أن احدى طرق التلاعب بالفتاة هي تعويدها عليك، ومن ثم الاختفاء..

والاعتياد هنا يتسبب بالتعلق..فإذن هذا ليس حبا حقيقيا..بل مجرد تعلق بسبب الاعتياد.


وهاهنا بعض الأسباب كي تفرق بين الحب والتعلق:


يقول الناس غالبا وقعنا في الحب رغما عنا، ليس باختيارنا..ولكنهم يغفلون عن الأسباب التي توقعهم في ذلك..من انعدام لتقدير النفس، انعدام للثقة، الفراغ..

إذا أردت أن تعرف أنك تعيش حالة حب أو تعلق، فراقب نفسك، لا تراقب الطرف الآخر..

إذا شعرت بالألم في حال غياب الطرف فأنت لا تحب، أنت متعلق.

إذا كان هنالك تنازل من طرفك عن حقوقك واحتياجاتك، ورغباتك، بغية إرضاء الطرف الآخر فأنت لا تحب، أنت متعلق..لأن الحب شعور بالأمان..والحب لا يدعوك أبدا لتتنازل عن حقوقك.

إذا كنت لا ترى نفسك جميلا إلا إذا صرح لك الطرف الآخر ذلك، وفي حال لم يقل لك الطرف الآخر ذلك، أو توقف عن قوله فستشعر بالنقص، وتتدنى قيمتك في عين نفسك وتفقد الثقة بنفسك، فبالتأكيد أنت لا تحب، أنت متعلق..

هل هنالك أنانية شديدة ورغبة مفرطة أن تتملك من تحب؟ الحب لا يدعو لتقييد الحريات، هذا ليس حبا...هذا تعلق.

إذا كنت تخفي شخصيتك وتلقائيتك وعفويتك في وجود الطرف الآخر فقط لتفوز باعجابه بك، هذا ليس حبا، هذا تعلق.

هل تكون محترما إذا كان موجودا، فإذا غاب عنك تتغير تصرفاتك؟ أنت متعلق، لست محب.

وإذا افترقتما وانفصلتما لأي سبب، وارتبط الشخص المعني بآخر وكرهت ذلك، فأنت لا تحب لأن المحب يتمنى الخير للطرف الآخر.

والطامة الكبرى، إذا كنت تتألم من هذه العلاقة والطرف الآخر يهملك ويؤذيك، فأنت والله لا تحب، أنت متعلق فقط.



أسباب التعلق العاطفي

 أسباب التعلق العاطفي:


طبعا أسباب التعلق كثيرة، منها ما كتب فيه المتقدمون، وتوسعوا مثل كتاب الداء والدواء لابن القيم...ولعلي أذكر أهمها وهي: 


أول هذه الأسباب هي الذنوب: قال الله تعالى في محكم تنزيله:”وما من مصيبة أصابتكم فبما كسبت أيديكم“

فالذنوب تستدرج العبد حتى يقع في الابتلاء..


هشاشة التدين، الفراغ، الجوع العاطفي والاحتياج والكبت..وكذا تعقيدات وهموم المشكلات الأسرية والمجتمعية التي تدفع بأبناءها للبحث عن مصدر تخدير (بديل للمخدرات)، لنسيان المشكلات..

إضافة إلى أسباب أخرى كثيرة، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أحد أهم هذه الأسباب وأخطرها..ذلك أنه قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كان سهلا على الأولياء مراقبة الأبناء وإيصاد الأبواب والمنافذ..لكن الحرام اليوم أصبح سهلا ويتسلل إلينا عبر كبسة زر...


تقول احدى الكاتبات في هذا الصدد: ”نسي أبي أن يغلق باب قلبي ويحتفظ بالمفتاح ليسلمه لأول رجل يطرق الباب من أجلي، لا يعلم أبي أن اللصوص والمجرمين ليسوا في الشوارع فقط، إنهم بيننا يظهرون بهيئة الملائكة والفرسان والنبلاء، يستهدفون قلوب الجميلات.

لا يعلم أبي أن الحب لم يعد يتسلل من شقوق النوافذ والأبواب، كل شيء صار يقدم جاهزا بضغطة زر.“


أحد أسباب التعلق المعاصرة أيضا انعدام الأخلاق، والمروءة في الرجال، فمن زمن غير يسير لم نكن نسمع مثلا أن الفتاة الملتزمة قد تعاني من التعلق، ذلك أنها لا تقبل على نفسها من البداية المقدمات التي تؤدي للتعلق..لكن ظهر مؤخرا ذئاب على هيئة بشر يتسورون محاريب القلوب، بطرق كثيرة وملتوية، وقد روت لي أكثر من فتاة أن الشاب أظهر لها نيته في الخطبة والزواج، وكلم أخاها، أو والدتها ثم استفرد بها بعد ذلك تحت غطاء (تعارف الشخصيات)، وأغدق عليها كلمات الغزل والحب كي ينال مبتغاه، وحين تمنعت الفتاة أو استسلمت..غادرها بعد حصوله على مايريد، أو إياسه من الأمر...وترك الفتاة بعد أن علق قلبها..في صدمة!!

ولا تستغربون حين أقول لكم أن من هؤلاء من يعد من ذوي الديانة والإلتزام!!


أحد الامور التي قد يغفل عنها العبد، والتي قد يصاب جراءها بهذا الابتلاء(التعلق)، هو الضحك أو الاستعلاء على المبتلين..فلا تظنن نفسك بمأمن فتعتقد في نفسك القوة والعفة، وكل الحقيقة أن الله يعصمك فلا تغتر..وعن هذا كتبت الأديبة الجميلة (@om  قصة رااائعة..


لماذا نتعلق؟!

كلام الحب الذي تسمعه الفتاة في البدايات يرفع عندها هرمون السعادة”الدوبامين"، وعليه حين يتوقف فجأة، تحس الفتاة بالحزن، والنقص، كالمدمن تماما..وتعمل على تسول الاهتمام وكلام الحب بأي ثمن، وعليه تصبح أسيرة للتعلق.

وحين ترخص نفسها، وتكثر الاهتمام، يتركها الحبيب ويمضي..


أما الأمر الآخر الذي يستغرب، فهو تعلق الفتاة بمعذبها، علاقة سامة مؤذية، والفتاة رغم أنها ترى العذاب والدمار والإهمال والمشاكل في العلاقة، إلا انها لا تقدر على التفكير المنطقي..لا تستطيع منطقة الأشياء، ويختفي دور العقل تماما ويغيب التفكير العقلي..لا تستطيع أن تحكم على الشخص أنه مناسب أم لا...المهم عندها أنها تحبه، وأي حب هذا؟


الأمر الآخر الذي يستغرب أيضا، تعلق الفتاة بمن رفضها وفارقها لسبب أو لآخر..

نعم، قد تستغربون ذلك، لكن سيكولوجية الفتاة تتعلق بمن يرفضها، لأن غالب الفتيات يخفن من الرفض، أن لا يكن مرغوبات..

لذلك حين يتم رفض استمرار العلاقة من الطرف الآخر..تصدم الفتاة، وترفض تقبل الأمر، وتهيم بحبه وتتعلق به أكثر..

في مقابل أنها تزهد فيمن يحبها، ولا تراه من الأساس..


نستنتج هنا أن سبب تعلق الرجال قديما، هو تعرضهم للرفض من قبل الفتاة أو وليها..

وسبب تعلق النساء (بكثرة) في يومنا هذا هو تعرضهم للرفض من قبل الرجل..

(الله غالب نحبوا التجرجير)


......يتبع

التعلق العاطفي

 


التعلق العاطفي:


الكثير من قصص البنات التي وصلتني في الصراحة مؤلمة جدا، ولم أملك وقتها طريقة أخفف بها ألمهن، ولكن في عزلتي مؤخرا ساق الله إلي قنوات يوتيوب تجيب عن كل تساؤلاتكن..وترشدكن خطوة خطوة للتعامل الصحيح، وأعتبر أن اكتشافي هاته القنوات فتحا وفضلا من الله..فلولاه ماعرفت هذه القنوات..

غالب مشكلات البنات كانت عن التعلق العاطفي، ويقال ان نسبة 90٪ من المشكلات، تطرحها الإناث فقط، أما الرجال غالبا، فلا يعانون من مشكلات العلاقات بقدر البنات..


قصص حقيقية وصلتني، لفتيات في عمر الزهور يعانين بسبب خيانة الشريك.

قصص واقعية مأساوية كثيرة، لفتيات لاقين نفس المصير ألا وهو انتهاء قصة حب طويلة أو قصيرة، خلفت ضحايا يردن شنقن أنفسهن، أو بقايا نساء انطفأت حياتهن وكل مباهجهن، وأصبحن أسيرات للحزن والدموع، وسجينات في سجن ذاكرة لا ترحم.

”بضع دقائق من جرعة حب"أقصد الحب المزعوم" دمرتّ الأسر ، أغرقت العالم كلهّ في جنون دائم، شيعتّ جنائز القلوب بين الشباب، و قضت على مستقبل العديد ، التهمتْ أحلاما ، فتحتْ أبواب الإدمان و القتل والمكر ، دفنتْ في مقبرتها آلاف البنات ، امتصت دماء المراهقات و بهذا تقضي على المجتمعات بأسرها.“


قال أحد الكتاب عن مآسي الحب:

”منذ متى أصبح الحب مقدسا لهذه الدرجة التي تجعلنا منعزلين عن الواقع و نغض الطرف عن مخططات الغرب على منطقتنا، اليهود عملوا على مشروعين متوازيين لإفساد البشر هما إفراغ القلب من روحانيته ثم شحنه بالشهوات، وكذا إفراغ العقل من المبادئ وملؤه بالمغالطات، فإن شعر الإنسان بالقرف من عوالم الجنس الحيوانية، دفعوه إلى عوالم الحب المخدرة. الذي قلب مبادئ الشاب من الصراع بين الخير و الشر إلى قصص الحب الهائمة .... يا ترى ما مصير هكذا جيل يبقى طوال سنوات حياته راكضا وراء من يحبه. إذن هي حرب كبيرة يجب على المجتمع كله إدراكها وفهمها الفهم الصحيح لدرء مفاسدها ومخاطرها.“


لا أدري حقا كيف انقلب الأمر ؟! ففي الزمن الماضي، كان الرجال أكثر من يعاني، فوصلتنا أشعارهم وبكائياتهم على محبوباتهم...ولم تصلنا أشعار النساء وقصص عذاباتهن إلا فيما ندر..

ربما مرد ذلك إلى كون الرجل كما قال الجاحظ:

” تحب المرأة اربعين سنة، وتقوى على كتمان ذلك، وتبغض يوما واحدا فيظهر ذلك بوجهها ولسانها..

والرجل يبغض أربعين سنة، فيقوى على كتمان ذلك، وإن أحب يوما واحدا شهدت جوارحه“.


أو أن الأمر يعود كون المرأة العربية الحرة، كانت عزيزة صعبة المنال، في زمن الأسلاف، في مقابل سهولة الفتيات وهشاشتهن في زماننا المعاصر؟“


فكل القصص التي وصلتنا عن محبوبات هؤلاء أنهن كن عفيفات حييات متمنعات..ومتى ما كانت المرأة متمنعة أذلت الرجل وأخضعته وجعلته يطاردها، ويهيم بها في قصائده، ذلك أنه لم ينل منها كلمة ولا لمسة...فالرجل في الأصل مطارد..ويعشق لعبة الصيد والمطاردة..والصياد لا تغريه الفريسة السهلة..فمتى ما حصل على فربسة سهلة ازدراها...وذهب يطارد غيرها..فكل التحدي عند الرجل في المطاردة، وعلى مر التاريخ كان طبع الرجل ولا يزال ..أنه يعشق المطاردة ويعشق التحديات...وعذابه في سبيل أنثى صعبة محبب إليه..لذلك يشتهر تعبير  أن( الرجل يعشق معذبته)، يعشق الرجل من لا ترد على رسائله، من لا تظهر له حبها، من لا تتنازل وتتساهل..


أما عن التعلق فيقول علماء النفس أن الفتاة تتعلق في مدة قصيرة لا تتجاوز (15 يوما)، بينما لا يتعلق الرجل ولا يحب بسهولة...

أما الكلام المعسول، وقصائد الغزل في البدايات فليست -في الغالب- حبا كما تتوهم الأنثى، إنما استدراجا لها، ليحصل على مبتغاه.

فالحب أفعال لا أقوال..وإلا كنا لنصدق مذيع النشرة حين يقول لنا دوما أنه يحبنا!!


ولأن الأمر في غاية الخطورة ألفت أحلام مستغانمي كتابها(نسيان com)؛ وأقرت أن الحب في الوطن العربي تسبب بكوارث كثيرة. وقالت: لم يعلمونا كيف نحصن أنفسنا وقلوبنا من الحب، وقد كذبت في هذه، فديننا وشرعنا علمنا كيف نحصن أنفسنا، لكن أحلام ومثيلات أحلام، ومسلسلات التلفزيون، روجت وأججت لمشاعر الحب عند الشباب، وغرست مفاهيم شوهاء عن كون "الهوى سلطان"، وأن  القلب ليس عليه سلطان، وأن الوقوع في الحب ليس اختيار، وأننا لا نملك شيئا أمام سطوة الحب ووو..الكثير من هذا الكلام.


لا تكمن الكوارث هنا في حالات تضييع الشرف، الانتحار، والجنون والأمراض النفسية التي قد تصيب الفتاة جراء صدمة الحب فقط..إنما تتعداه لمشكلات أخطر وهي انطفاء الفتاة وانعدام الفاعلية وتضييع الفرص الحقيقية، وتضييع الحاضر والمستقبل..ذلك أن التعلق يتسبب بحالة وهاء نفسي يفقد المرء معها ثقته بنفسه، وقوته وعزمه، ويستسلم للحزن والاكتئاب..


أمام هذا الوضع الخطير ظهر مدونون كثر ومشاهير يحذرون اليوم من الحب، والعلاقات عموما، وينادون بما أمر به الشرع (خطبة وزواج وفقط)، قد تستغربون لو قلت لكم أن غالب هؤلاء (غير ملتزمين)، أشخاص عانوا خيبات الحب ومرارة التعلق، فكرسوا أنفسهم للتوعية بشأن الأمر، ولعلي أذكر اسمين بارزين في المجال(رضوى الشربيني، وسعد الرفاعي) وأسماء أخرى كثيرة جدا، جداا

اكتشف هؤلاء أخيرا أن تلك الحالات ليست حبا، بل مجرد تعلق فقط..

واكتشفوا أيضا أن الحب وحده لا يكفي، وسردوا قصصا كثيرة لأشخاص كثر عاشوا قصة حب جميلة، وانتهى بهم الأمر إلى الطلاق، ذلك ان الحب وحده لا يكفي، والزواج والحياة السعيدة، معادلة يلزم تحقق وتوفر كل شروطها كي تنجح، والحب أحد أركان هذه المعادلة وليس كلها، وبه أو بدونه تنجح مؤسسة الزواج إن توفرت على الشروط الأخرى..


ما تقوم به رضوى الشربيني وسعد الرفاعي وغيرهما مهم جدا وضروري، وقد أسهموا بشكل فعال في توعية الشباب، وانتشالهم من دوامة التعلق..ولعل هذا يحيلنا لسنن التدرج الكونية، فمن عاش الجاهلية، وتاب منها..كان خطابه أقرب للشباب من غيره وأكثر تأثيرا..


لكن الخطورة في تصدر هؤلاء لهذا الملف، أن هؤلاء حين يتفهمون مشكلات الفتيات، ومشكلات هذا الجيل، يصبحون هم البوصلة.

 ‏ورغم أني اخترت نموذجين معتدلين يميلان قليلا نحو التدين، ويستشهدان بالآيات، ويدعوان الفتيات إلى العودة إلى الله، والإيمان، لأن مرض العشق من أسوأ وأخطر أنواع الابتلاءات، ويدرك هؤلاء جيدا أن كل نصائحهم، محض محاولات، وأن اللجوء إلى الله هو المخرج الوحيد والمنقذ من هذا الابتلاء.


فرضوى وإن كانت نموذجا مؤمنا جدا وغير معادية لأحكام الدين، قد يصدر منها الخطأ وإن كنت أراه ليس بتلك الخطورة-مقارنة بآخرين- حين تتبنى ردة فعل عكسية، فتقوم بتحريض البنات على العلم والتعلم والشغل، وهذا جيد في حال لم نجعله الأصل في الأمور كما تفعل رضوى..نعم هنالك ضرورة ملحة أن تتسلح الفتاة بالدين والعلم والمهارات، على أن لا تكون عائقا لها في مستقبل أيامها ومع أسرتها..

أما الأستاذ سعد الرفاعي فشخص مؤمن أيضا، لكن يخشى على متابعيه من قضية خطيرة، غالبا لا يتفطن لها المتابع، لأنه يتكلم في تخصصه (فن العلاقات)، فلا يتعداه..لكن رغم ذلك استنتجت منه أنه قرآني، فقد كان يكرر كل مرة أنه يعتمد على القرآن وحده، ولا يعتمد على أقوال الرجال..


والخطر الأكبر في متصدرين آخرين، يخلطون الغث بالسمين، فيمزجون فن العلاقات، بخزعبلات قانون الجذب والبرمجة العصبية وغيرها من الأمور الشركية..

ليس هذا فحسب بل رأيت ممن تكلم في هذا المجال، نساء *عاهرات* معروفات بالفسق والمجون والخلاعة..

وإذ يتكلم جميع هؤلاء نفس الكلام في فن العلاقات، ويطرحون الحيل النفسية، والأساليب الذكية للتعامل مع الجنس الآخر، وكيفية تقوية الفتاة، وأن لا تصبح سهلة المنال..

فإن هذا المزج وهذا التخليط وهذا التصدر من هؤلاء في غياب المرشدين النفسيين والتربويين الحقيقيين...لهو أخطر على الأجيال إن لم ننتبه للأمر ونوليه العناية اللازمة، فنحتوي الشباب بدل عبارات التشفي واللوم والعتاب وخطاب المعجمة الفوقية..

فإن نحن لم ننجح في كسب فتياتنا، واحتواءهن، لجأن إلى متصدري الخطوط الأخرى..


.......يتبع



ظلم الزوجة الثانية:(ملف منسي تماما)

 


ظلم الزوجة الثانية:(ملف منسي تماما)


كثيرون يعتقدون أن الزوجة الأولى أكثر تضررا من الزوج المعدد، وأن الزوجة الثانية شيطان، و*خطافة رجال*..وهي التي تحرض الرجل وتنسيه في زوجه وأولاده...نعم هكذا صور لنا الإعلام والمسلسلات الزوجة الثانية..

ولأنك يا ابن آدم فقير العلم، ضعيف الرأي، فإن هنالك أشياء تخفى عنك، بينما تأخذ أنت حكمك ضدها، ذلك أنك لم تحط بالأمر خبرا.

قررت البحث في هذا الملف، فصدمت لكثرة الحالات التي تعاني من الظلم..

كثيرا ما نسمع عن ظلم الزوجة الأولى، التي عدد عليها زوجها.

لكن نادرا ما نتكلم عن ظلم الزوج للزوجة الثانية، مع أن هنالك نماذج كثيرة تتألم بصمت.

والسبب أن الناس غالبا ما يتوجهون بأصابع الاتهام للزوجة الثانية، وأنها لو تكلمت فلن ينصفها أحد، وسيلقون باللائمة عليها، لأنها اختارت ذلك الوضع وارتضته لنفسها..لذلك غالبا ما تلجأ هؤلاء النسوة للصمت..

صديقتي السلفية من مدينة سعيدة، مطلقة ولها ابن، والدها متوفي، وتعيش تحت رحمة زوجة الأخ، وخادمة ذليلة عندها..بعد أن كانت مدللة في حياة والدها...ولكن الأيام جارت عليها، وأصبح هذا هو حالها بعد طلاقها ووفاة والدها...خطبها شاب سلفي متزوج، ترددت كثيرا كي لا تبني سعادتها على تعاسة غيرها، لكن الظروف أجبرتها على قبول العرض..لكن تقول لي وعدني بأن يعدل بيننا، ووعدته أن لا أحرضه على زوجته الأولى، فلست أريد المشكلات..لكن الذي حدث أني صرت أنا الضحية، فهو يمكث مع زوجته الأولى وأبناءه، ولا يزورني إلا لماما، مرة كل أربعة أشهر....العيد أقضيه وحدي ويقضيه هو مع زوجته الأولى وأولاده..أنفق على نفسي، وأشتري حاجياتي..وإذا مرضت ليلا لا أجده معي..لكني لا أستطيع الشكوى، فكلما هممت بذلك لامتني النساء، أني من جلب ذلك لنفسي بينما لا يعرفون ظروفي..

امرأة أخرى قالت: " تغير علي زوجي، بعد أن تصالح مع زوجته الأولى وأولاده لأنهم عارضوا زواجه بي...لم يعد يهتم بي كالسابق، ولا يقول كلمة حلوة، يسكت ولا يريدني أن أتكلم، وعندما أناقشه يقول: راعيني، لم أصدق أن عادوا لي عيالي، أشعر بالقهر والحزن من إهماله لي".

أخرى قالت: "حرمني من كل حقوقي الزوجية منها المبيت والمعاشرة الزوجية، لقوله إن زوجته تغار عليه كثيرا"

متصلة اتصلت بالدكتورة هالة سمير، قالت فيها أنها الزوجة الثانية ولها مع زوجها ولدان، ورغم ذلك يهملها وأطفالها إهمالا تاما، ولا يقوم على شؤونهم، على عكس الزوجة الأولى التي يدللها ويحرص على راحتها، مع أنه إمام وخطيب!!

كتبتُ من قبل ملفا حول التعدد ذكرت فيه بعض الحالات التي شرع لأجلها التعدد، وسيظل الرجال يعددون، وستظل النساء تضطر للقبول برجل متزوج.

فالتعدد لم يشرع أصلا لصالح الرجل؛ لأن التعدد بالنسبة له مسئولية وتبعات، وإنما شرع لمصلحة مجتمع النساء. 

فالتعدد لم يوجد فقط لإشباع نزوة عابرة، وإنما شرع لتحقيق العدل في ميزان الحياة للفقيرات واليتيمات، والعوانس، والأرامل والمطلقات، ولا يخفى على أحد وضع الفتيات الفقيرات، ومن حرمتهن الظروف من الجمال والمال والحسب والنسب.‏

- مراعاة الظروف الصحية التي تمر بها الزوجة:

فقد تضعف عن القيام بوظيفتها المنزلية أو الزوجية كإصابتها بأمراض مزمنة أو عجز مرهق أو عقم دائم، فتتعرض هذه المسكينة البائسة إلى خطر هجر الزوج لها أو طلاقها، ومصلحتها تقتضي أن تظل في بيتها وتحت رعاية زوجها.

– علاج بعض المشاكل الإنسانية:

كإتاحة الفرصة أمام العوانس والأرامل والمطلقات بأن يحظين بأزواج يجدن معهم العفة، وذلك خير للمجتمع من الوقوع في مستنقعات الرذيلة.

والأم الأرملة المتوفي عنها زوجها تاركًا لها أطفالًا، فالتعدد يفيد في تلك الحالة في إعفافها أولًا، ثم رعاية وكفالة أطفالها الأيتام.

- الحب والتعلق: فكثيرا ما جمعت بيئة العمل أو الدراسة بين رجل متزوج وصبية حسناء، وحصل بينهما مشاعر الحب التي لا يملكان معها شيئا سوى النكاح..

- المرأة النابغة، العالمة، المفكرة، القائدة، الطبيبة، أو الداعية أو...أو.... والتي يحتاجها المجتمع بشدة:

 لن تستطيع القيام بواجبها الكامل مع الزوج نتيجة انشغالاتها الكثيرة، فهل تبقى مع زوجها مقصرة بحقه، أو تقوم بحقه كاملا وتهمل دورها في المجتمع، أم تبقى وحيدة، أم من الأفضل أن تحظى بزوج تقاسمها أخرى اياه.

فليس كل النساء تستطعن القيام بحق الزوج، فإذا بقيت هكذا امرأة وحيدة، تعبت وتألمت، وإذا بقيت مع الزوج أضحت مقصرة بحقه، والحل هنا إما مفارقته، أو السماح له بالتعدد.

- الرجل الكفء(كالعالم، الشيخ، الداعية وووو): تحتاج النساء الارتباط بقيم حقيقي، رجل تام الرجولة، ذو مروءة وسعة علم ونبل وأخلاق، تحس معه بالأمان، وهذه النماذج قليلة ونادرة في مجتمعاتنا، لذلك لا تمانع المرأة الارتباط برجل كهذا ولو كان متزوجا،  لكنها غير مستعدة للارتباط بشبه رجل، وان لم تشاركها احداهن عليه، وفي هذا أسوق عديد الشواهد:

يذكر الفيلسوف ويل ديورانت عن الملك شارلمان بأنه قد جرى على سنة أسلافه، "فاتخذ له أربع أزواج واحدة بعد الأخرى، وأربع عشيقات أو حظايا، وكانت نساؤه يؤثرن أن يكون للواحدة منهن نصيب منه على أن يكون لها رجل آخر بمفردها.

وقالت "أستاذة ألمانية في الجامعة" : "إن حل مشكلة المرأة الألمانية هو في إباحة الزوجات. إني أفضل أن أكون زوجة مع عشر نساء لرجل ناجح على أن أكون الزوجة الوحيدة لرجل فاشل تافه. إن هذا ليس رأيي وحدي بل هو رأي نساء كل ألمانيا".

أما الدكتورة عائشة الرحمن فقالت في كتاب نساء النبي:

“وفي مسألة التعدد، جانب دقيق غفل عنه كثير ممن أنكروه، ذلك هو أن الرجال ليسوا سواء، وقد تؤثر أنثى -راضية- أن يكون لها حظ النصف من رجل، على أن يكون لها غيره كاملا.”

لماذا تتعرض الزوجة الثانية للظلم أكثر من الأولى؟!

الشائع عند الناس أن الزوجة الأولى تتعرض للظلم من طرف الزوج أكثر من الثانية، وذلك لعدة أسباب منها الفرق في السن والجمال بين الأولى والثانية..والذي يجعل الرجل يميل حتما للأصغر والأجمل.

لكن الإحصائيات تقول أن الزوجة الثانية عادة ما تكون ضحية في معظم الأوقات، خاصة إذا كان الرجل قد تزوج قبلها بفترة طويلة وله أولاد كُثر وكانت الزيجة الثانية قد جاءت في ظروف غير طبيعية، وعادة ما ينظر الزوج إلى الزوجة الثانية على أنه لا حق لها، وبذلك يهملها غالباً، وهذا ظلم بيِّن ؛ لأنه يخالف شرع الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن الرجل الذي يتزوج امرأتين ولا يعدل بينهما يجيء يوم القيامة وشقه مائل.

لذلك يغفل الناس عن سبب مهم يجعل من الزوجة الثانية أكثر عرضة للظلم من الأولى، ألا وهو تأثير الألفة، وطول العشرة والأولاد..

فالرجل الذي يريد أن يعدد وإن كان مظلوما ومتعبا من زواجه، وأنه منقوص من الحب والحنان..فإنكِ كزوجة ثانية ستكملين نقصه، ويصبح سعيدا وراضيا عن نفسه بنسبة 100٪

لكن أنت كأنثى من سيكمل نقصك واحتياجك؟

فالرجل لديه 70٪ احتياجات مشبعة داخل بيته، ومع زوجته وأولاده،  وينقصه نسبة30٪ فقط.

أنت ستكملين نسبة ال30٪ التي تنقصه..لكن في المقابل أنت ماذا ستأخذين؟ لا شيء.

ليس لأنه لا يحبك...ولا نفترض هنا سوء النية..

غير أنكِ يجب أن تعلمي أن حب الأولاد وتأثيرهم، أكبر من أي حب في الدنيا..

أولاده.. علاقته بأولاده..هي من أمتن العلاقات وأقواها..وهو حب أقوى بكتير من حبه لزوجته، أو حبه لك أنت شخصيا..

محور حياته وتفكيره..قبل أن يعدد أو بعد أن يفعل ذلك، هو حرصه على المحافظة على بيته من الانهيار، وأبناءه من أن يضيعوا أو يتشردوا..

كذلك بيئته وأهله وخلانه وجيرانه...لن يتخلى عن هذا كله لأجلك..

وجودك في حياته سيكون مسكنا  لآلامه مع زوجته فقط..

لذلك اذا تقدم لك زوج متزوج فكري مليووون مرة قبل الإقدام على هذه الخطوة..

ليس فقط لأجل مشاعر زوجته الأولى...لكن لأجلك أنت أيضا...أنت ضعيفة ورقيقة ومرهفة الحس، ستخسرين خسارة كبيرة..وستضحين ربما وحيدة ومهملة..

الرجل المتزوج له جاذبية عند الفتيات لأنه أنضج..فاهم الدنيا..ولأن امرأة أخرى موجودة بحياته، فنحن البشر نميل لمطاردة الشيء الذي تكون عليه "زحمة".

ويزيده إغراء للفتاة، إذا كان ناجحا وذا مركز مرموق..أو ذو مكانة علمية أو أدبية..ولا يعني هذا بالضرورة حب المال والماديات...إنما نجاح الرجل ونضجه يمنح الفتاة شعورا بالأمان..وكذا تميل الفتيات للرحل الجاهز..فالشاب اليوم وبسبب الظروف الاقتصادية المزرية..لا يحصل وظيفة ولا مالا ولا سكنا بسهولة.

النقطة الثانية التي تتسبب في وقوع الظلم أكثر على الزوجة الثانية، هي شخصيتها وشخصية الزوجة الأولى، فإذا كنتِ ضعيفة الشخصية، وطيبة لأبعد حد، او شكاءة بكاءة، فتوقعي الإهمال، ذلك أن الرجل ملول ويكره النكد والشكوى، ومتى ما وجد راحته وأنسه مع من تبهجه وتسعده صار ميالا إليها أكثر، فلا تمارسي وظيفة النكد و" الدراما كوين" وتتوقعي أنه سيعطف عليك، ويهتم بك، واعتبريها معركتك واستخدمي ذكائك، وأنوثتك وكيد النساء، لأخذ حقوقك، وحماية بيتك وزوجك دون الإضرار بالأخرى سواء كنتِ الأولى أم الثانية، فإشراقتك واعتناؤك بنفسك، هو من يجذب الزوج إليك، وليس البكاء والنكد والشكوى..

ولتكن الزوجةُ الثانيةُ وأهلُها على بصيرةٍ، فيحسنوا الاختيارَ، ويحذروا مِن الخديعة؛ فالزواجُ الثاني مباحٌ مِن غير قيْدٍ، ولكن لا بُدَّ أن تَتَوَفَّرَ في الرجل الذي يُريد التعدُّدَ عدة شروط؛ مِنْهَا: القدرةُ البدنيَّة، والماليَّة، وأَلا يَخَافَ على نَفْسِه مِنَ المَيْلِ، وعَدْمِ العَدْلِ؛ قال تعالى:﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ﴾ [النساء: 3]، فإذا آنَسَ الرَّجُلُ مِنْ نَفْسِه القُدْرَةَ البَدَنِيَّةَ والماليَّة، والقُدْرَةَ على العَدْلِ، أُبِيحَ له الزَّوَاجُ والتعدُّد. 

فإن لم يكن هناك غرضٌ صحيحٌ غير شهوات الدنيا؛ والتي أكثرها شهوة النساء، فهنا مَكْمَنُ الخطر؛ لأنَّ الزوج إذا شَعَرَ بعدما حقق مأربه أنه سيخسرَ بيته الأول؛ أبناءه، وزوجته، صار يتعللُ بالموازَنة بين المفسَدة، والمصلحة، وغالبًا يضَحِّي بالزوجة الثانية، ولا يعلم مِقدار الضرر العام والخاص الذي يُسببه.

هذا: أنه - سبحانه - أحلَّ تعدُّد الزوجات، ورخَّص فيه؛ لمواجَهة ضرورات الفطرة الإنسانية، وواقعيات الحياة؛ حماية للمجتمع مِن الانحراف، تحت ضغط الضرورات الفطرية والواقعية، لبعض الرجال والنساء التي يتعذر عليها الزواج كزوجة أولى، وقيد الله تلك الرخصة بما يحمي الحياةَ الأسرية مِن الفَوْضى والظلم، ويحمي كرامة الزوجة، ولم يترك ذلك لنَزَقِ الزوج وهواه.

والرجل الذي لا يتحمل تبعات الزوجة الثانية، لا يدخلها في عدم مرجلته.

الذي يريد أن يتزوج الثانية يجب أن يكون رجلا.. 

يتزوج، ويبني بها، ثم تضغط عليه الزوجة الأولى مع أولادها..فيقوم بإهمالها أو يطلقها..هذا ليس برجل..

لذلك أنا ضد الزواج من ثانية زوجا اشبه بالمتعة من دون معرفة الالتزامات وكذا تبعات هذا الزواج والمسؤوليات المترتبة عليه..

يتزوج الثانية ليقضي منها وطرا ثم يقول لها ”الله معك“هذا ليس برجل..

واعلمي أن حقك في الزواج من رجل يساوي حق الأولى منه بلا نقصان. إلا في أعرافنا الفاسدة.

فلا تجعلك نظرة المجتمع الشوهاء ”للزوجة الثانية“، تتكتمين على الظلم الذي يطالك، وأن تطالبي بكل قوة بحقوقك..

ختاما:

نستنتج من كل هذا أن التعدد لا يقدر عليه إلا رجل تام الرجولة، وأن الملتزمين عادة لايعددون، ذلك أنهم يخافون الله..لكن غيرهم يفعل..وهذا ما أساء لهذه الشرعة الربانية للأسف(سوء تطبيق أفرادها).

#شمس_الهمة



مذهبي في التعدد:

 مذهبي في التعدد:


حين توقفت عن الدراسة، عزمتني زوجة خالي إلى منزلهم..وقضيت معها أياما فكانت تسألني أسئلة غريبة..تمتحنني بها وتحاول معرفة طريقة تفكيري، فقد كانت عروسا جديدة تتعرفنا أول مرة..

وبسبب غبائي وقتها خمنت أنه مجرد تعارف بنات حواء..لكن اكتشفت متأخرا أنه كان لها من وراء ذلك مأرب آخر..

فقد كان لها شقيق معجب، يريد خطبتي..حتى أنه ذهب لمعرض الكتاب وجلب كراتين كبيرة ممتلئة عن آخرها..تركها مؤقتا في منزل شقيقته...وطلب منها أن تسمح لي بالقراءة أو استعارة ما يعجبني..اشترى الكتب فقط لعلمه أني محبة لها..وإلا فهو لم يكن من ذلك النوع الذي يصبر على فتح كتاب..

والممل في الأمر، أن غالب العناوبن التي اقتناها كنت قد طالعتها مرارا، لأنها موجودة في مكتبة الوالد(البداية والنهاية، إحياء علوم الدين، كتب الشيخ الغزالي "المعاصر"...)


سألتني عن كل شيء وقتها..ورحت أثرثر بلا توقف...ثم جاءت نقطة التعدد...ولا أدري كيف قادنا النقاش يومها لتلك النقطة بالتحديد...المهم أنني كنت ساذجة وقتها وأعبر عن آرائي ولا أخفيها، قلت لها يومها أن التعدد جميل..ويتيح للمرأة بعضا من الراحة والحرية والفسحة لتكتشف مواهبها وتنمي قدراتها بدل الدوران في فلك الزوج والمشكلات..

لتنتفض زوحة خالي على كلامي يومها، وتنعتني بأبشع النعوت..(يا لك من بلهاء، غبية، ساذجة لا تعرف من أمور الدنيا شيئا يذكر..)

دافعت وقتها عن وجهة نظري بصلابة..وحاولَتْ هي أن تجعلني أتراجع عن رأيي بشراسة منقطعة النظير..

وحين عجَزت عن اختراق رأسي اليابس وقتها..أصيبت بحالة أشبه بالجنون، هستيريا..ضحك..ثم بكاء..

لم أفهم وقتها سبب كل ذلك..وفهمته متأخرة جدا حين رفضت رفضا تاما أن أكون زوجة لشقيقها..وحين توقفت منذ ذلك اليوم عن استضافتي في بيتها...وأدركت بعد وقت طويل أنها كانت تخاف مني ومن أفكاري..تخاف على بيتها وزوجها وأخيها من السموم التي أبثها، والتي لو انتشرت فستقضي على الجميع....لقد كانت تعتبرني تهديدا مباشرا، وخطرا يمشي على رجلين!!

بعد تلك الحادثة قررت أن أخفي أفكاري، وأن لا أبوح بمعتقدي، خصوصا لمعشر النساء..فقد فوت علي عريسا بسبب غبائي..وسذاجتي المفرطة..

توجهت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، صرت أكتب في المجموعات المختلطة بلا خوف ولا تبرير ولا أضطر لإخفاء آرائي، أو اقتصاصها.. والظهور بشخصية غير شخصيتي..

قررت أن أكتب عن جمالية التعدد، وإيجابياته التي تغفل عنها النساء..وكنت شبه موقنة أن فتيات الفيسبوك المثقفات سيشكرنني على هذا الاكتشاف العبقري..

وفعلتها ذات يوم..وإذ بهجومات شرسة من النساء، واتهامات قبيحة بأنني أسعى لاصطياد عريس..وسب وشتائم بالجملة، وتبليغات على الحساب..حساب بات يشكل تهديدا للأمن القومي *النسوي*..وانتهت الضجة والبلبلة بفقداني لذلك الحساب إلى الأبد.

تعلمت وقتها أن ألزم الصمت في المجموعات المختلطة..وأن لا أجهر بآرائي كلها، حتى لا أفقد حسابي مرة أخرى..


اعتزلت المجموعات، وقررت أن انشر في حسابي الخاص فقط، بدون أن يظهر ذلك للعامة..يمكنني التنفيس عن مكنونات قلبي، وتساؤلاتي وخواطري، دون وصاية أو خوف من أحد..وحدث أن نشرت (في حسابي العائلي) يوما، قصة تقول أن عمر بن الخطاب كان ماشيا، فلقيه شخص يدعى ابن حنظلة، وسأله ان يخطب له "فلانة" ، فوعده سيدنا عمر بن الخطاب خيرا ومضى في طريقه، فلقيه مروان بن الحكم فطلب منه أن يخطب له "فلانة" نفس الفتاة التي سأله عنها الشخص الأول، فوعده خيرا ومضى، ثم لقي ابنه عبد الله، فطلب منه أن يخطب له "فلانة" وصادف أنها نفس الفتاة أيضا.

حينها توجه سيدنا عمر بن الخطاب إلى بيت الفتاة، ولما رآها أعجبته، فقال لها: خطبك اليوم مني فلان وفلان وابني عبد الله وأنا...فقالت مستغربة: أجاد أنت أم هازل يا أمير المؤمنين؟!

فقال لها: ليس في هذا الأمر هزل.

فأجابته قائلة: لقد اخترتك.

كتبت القصة وعلقت عليها وقتها ببراءة: "انظروا جمالية الدين، جمالية المجتمع وانفتاحه في عهد الصحابة الأخيار، لا يوجد تشنج، ولا عقد، ولا كلاكيع، ولا اتهامات ولا ظنون ولا تنمر..يحق للشيخ والكهل أن يحب ويعجب ويتزوج، ويحق ذلك للمرأة أيضا، ولو حصل هذا لواحد من الناس في زماننا لرأيت الألسنة الحداد، تعيره، وتتهمه في عقله ودينه ومروءته"


في الليل..جمعتنا جلسة سمر مع والدي ووالدتي واخوتي..وفوجئت به يطلب مني أن أحكي له القصة التي نشرتها بحسابي..

-أي قصة يا أبي؟أتسائل مستغربة تماما.

-‏قصة الفتاة التي خطبها الأب والابن معا...أجاب والدي

ورحت أنا أسرد القصة بحماسة البلهاء التي لا تعلم شيئا..أسردها وأقوم بتطويلها كي أنال استحسان والدي، وأمي تغمزني بكلتا عينيها، ترجوني فيها أن أتوقف..وأنا غافلة عنها تماما..

وحين أنهيت القصة، نظرت إلى والدي الذي كان مغتبطا جدا، ووجهه يكاد ينطق من السعادة، ونظرت إلى أمي واخوتي فوجدتهم متبرمين ساخطين من قصتي تلك، ونظراتهم تقول"ليتك تسكتين إلى الأبد"

بعدها قال والدي أفهمي أمك هذا الكلام..أفهميها أن التعدد شرعة الله..

حينها فقط أدركت المصيبة التي أوقعت فيها نفسي..والحرب التي ستشتعل في البيت بسببي..

والمهم أن والدتي خاصمتني لمدة شهر نتاج فلسفتي الزائدة.

ولم أتمكن من مراضاتها إلا بشق الأنفس، ووعد مني بأن لا أفتح فمي إطلاقا في جلساتنا العائلية..


وبسبب ذلك كله، وقصص أخرى كثيرة، أصبحت أكتم مذهبي على طريقة الزمخشري حين قال:


إذا سألوني عن مذهبي لم أبح به ***و أكتمه، كتمانه لي أسلم..



#شمس_الهمة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...