الثلاثاء، 4 يناير 2022

مراجعة الفيلم الوثائقي (the true cost):2

 

مراجعة الفيلم الوثائقي (the true cost):

 

حين تشاهد الفيلم كاملا ستبكي كثيرا على نفسك, على الأمة وعلى الإنسانية جمعاء.

قطعة الملابس التي نشتريها, وراءها سواد حقيقي..

أين تصنع, ومن أين تستخرج المواد الخام, من يقوم بخياطتها وتحويلها لقطعة أنيقة, وكم يكسب أولئك من المال, حتى ننعم نحن بشراء ثوب بثمن بخس؟

كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها هذا الفيلم, من خلال رحلة بحث واستقصاء في المصانع المنتجة للملابس.

الملابس يتم إنتاجها في مصانع الدول الفقيرة مثل الهند و بنجلادش وغيرها بأسعار زهيدة جدا, العمال الذين يعملون في هذه المصانع هم أناس فقراء بسطاء من ذوي الدخل المحدود جدا, نساء, أطفال, شباب وعجائز أيضا.

المصانع والظروف التي يعملون بها لا تتوفر على أدنى شروط العمل المتعارف عليها دوليا...المصنع مظلم, مهترئ, الكهرباء والإنارة فيه غير ثابتة أو منعدمة..

الرطوبة, انعدام التدفئة, ساعات العمل اللامحدودة, الأجر الزهيد في مقابل تعب يوم كامل...انعدام الراحة والتأمين ووو

الكثير الكثير من الظروف المزرية..

الحوادث في المصانع كثيرة جدا, الانهيارات فوق رؤوس العمال, جثث وضحايا, أسر تفقد بعضا من أفرادها, نساء تترمل, أزواج يفقدون زوجاتهم...

مآسي كثيرة وحقيقية وموثقة عرضها الفيلم, يندى لها الضمير الإنساني الحي..

ولكن مات الضمير والإنسانية للأسف..

صناعة الأزياء هي السبب الثاني في تلوث الأرض:

صناعة الموضة, وعاداتنا الشرائية, تؤذيان كوكب الأرض وتفاقمان أزمة المناخ.

 

وتسهم صناعة الأزياء بنحو 10 في المئة من الإجمالي العالمي لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتنتج نحو 20 في المئة من مياه الصرف عالميا، وتستهلك كمية من الطاقة تفوق ما يستهلكه قطاعا الطيران والنقل البحري معا.

لا شك أن معظم السلع الاستهلاكية تؤثر سلبا على البيئة، لكن صناعة الأزياء تسبب أضرارا بيئية عديدة بسبب الوتيرة المتسارعة التي تتغير بها الموضة من موسم لآخر، والتي تغري المستهلك على الشراء لمواكبتها.

فظهور الfast fashion يلعب دورا كبيرا في كم الدمار البيئي الذي سيطال كوكب الأرض, فبدل وجود قطع ملابس مستدامة, أصبح لدينا ملابس ترمى بشكل متسارع لأن الموضة تتطلب الأحدث دوما..

عندما ينتهي الأمر بالملابس في مكبات النفايات، يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في الملابس، مثل الصبغة، أن تتسبب في أضرار بيئية من خلال ارتشاح المواد الكيميائية...وكمثال على ذلك تحولت صحراء أتاكاما شمال تشيلي إلى مقبرة مليئة بأكوام من الملابس غير المرغوب فيها وهي تستخدم كمكب نفايات للملابس المستعملة.

فحسب وسائل الإعلام فإن حوالي 39000 طن من الملابس المهملة تراكمت في صحراء أتاكاما.

لكن ولا أحد مهتم بالأمراض التي ستصيب سكان هذه المناطق على أي حال.

 تأثير صناعة الأزياء على نفسية الإنسان:

وسائل الإعلام والشركات تروجان للاستهلاك وتمارس على المشاهد حيلا بصرية, عن طريق إيهامه أن شراء الملابس يجلب السعادة ويحل المشكلات.

اليوتيوبرز ومشاهير السوشل ميديا أسهموا بشكل كبير في نشر ثقافة استهلاكية, والترغيب في حمى الاستهلاك.

جوهر عمليات التسويق هو التلاعب بنفسية الإنسان الذي يملك مجموعة من الاحتياجات الثابتة مثل احتياجنا للحب والتميز واحتياجنا لأن نشعر بأننا بشر مقبولون اجتماعيا..

يستخدمون فكرة تعريض المشاهد بشكل مكثف لقوالب معينة من البشر المثاليين الجذابين...وضغط الصورة اليومي الذي نتعرض له كفيل بإحداث شتى الأزمات النفسية لدى البشر بغية الكمال..

وأسوق هنا اقتباسا دقيقا لبثينة العيسى تقول فيه:

"وهذه الشاشة الكريهة تمارس كل يوم عبر روتانا وميلودي وستار أكاديمي إرهابا جسديا علي..فأنا لا أستطيع أن أواكب أجسادا كهذه..."

لا يمكننا الفرار اليوم من ضغط الصورة والإرهاب التي تمارسه على عقولنا, لأننا محاطون تماماً بكل زاوية بحياتنا على الانستغرام والفيسبوك والمؤثرين والمروجين وواجهات المحلات التجارية، وتطبيقات التسوق أون لاين والإعلام والقنوات التلفزيونية.

وقد تكون الطريقة المثلى للحد من تأثير الاستهلاك المجنون على البيئة هو شراء الملابس التي نحتاجها وننوي الاحتفاظ بها فقط.

ونحاول الابتعاد عن الأماكن المليئة بمغريات الشراء، مثل مراكز التسوق وكذا متابعة المشاهير..

وإذا شعرت أنك لم تعد تحتاج لبعض الملابس، فمن الأفضل أن تعطيها لأصدقائك أو ترسلها إلى المؤسسات الخيرية، لكن لا تحاول إخلاء مساحة في خزانة ملابسك لشراء ملابس جديدة.

وقد يتطلب الحد من الأثر البيئي للأزياء إحداث الكثير من التغييرات على مستوى الشركات والصناع والمستهلكين, والقرارات الواعية التي نتخذها كمستهلكين قد تسهم في الحفاظ على البيئة، ليس هذا فحسب، بل أيضا في تغيير قطاع الأزياء برمته.

ختاما:

انقلبت فكرة أن السوق موجود لخدمة البشر إلى النقيض من ذلك, لأننا فعليا نحن من يتم استغلاله لخدمة السوق.

فهدف الشركات الرأسمالية الجشعة ليس سعادة الإنسان ولا راحته هي موجودة فقط لزيادة رؤوس أموال شركات معينة لأشخاص لا يهتمون إلا بزيادة أموالهم على حساب الأيدي العاملة والمستهلكين والبيئة والكوكب !

ولنتعلم كيف نتقبل أشكالنا, ونتصالح مع ذواتنا, ونعي أننا نستحق الحب والانتباه بدون استخدام هذه السلع, فليست الملابس من تحدد قيمة الإنسان لأنّ قيمته محفوظة.

 

 

السبت، 1 يناير 2022

عرائس الماريونيت:

 عرائس الماريونيت:


يعرفون كيف يقومون بتجييش الشعب عاطفيا، يعرفون كيف يقومون يتهييجه إن لزم الأمر، يعرفون كيف يقومون بتوجيهه أيضا..

طعن إمام غدرا وهو راكع أو ساجد، وما صعد هذا الخبر لمرتبة"الترند"، وما نال استعطاف الجمهور..

أحرق إمام آخر كما أحرق جمال حرمه الله، لكن لا أحد انتفض لدمه..


يعرفون أيضا كيف يسكتون الجمهور، كيف يعملون ببراعة على إطفاء لهيب غضبه..

قضية جمال والمطالبات بالقصاص خرست إلى الأبد..

قبلها قضية الطالب أصيل..وشيماء...وغيرهما كثييير


واليوم نجحوا في امتصاص غضب الشعب، نعم خبر تأسيس مدرسة قرآنية، وتعيين الأستاذ المظلوم مديرا لها..

خبر كفيل بتخدير الشعب، ودغدغة العواطف، فإسكات الشعب وإخراسه إلى الأبد..

والمفروض هو إقالة المدير، ومعاقبته لإهانته للأستاذ...وكذا سن قوانين تحمي الأستاذ، وقوانين تضبط اللباس في المدراس...

لكنه زمن العلمنة الناعمة..

سنبني لكم المساجد..والمدارس القرآنية...صلوا واعبدوا ربكم فرادى ...وكمموا أفواهكم إلى الأبد..


هكذا تنسج قصص الترندات، وهكذا تنتهي...واللاعب يتقن جيدا تحريك عرائس الماريونيت من بعيد..


#شمس_الهمة

المرأة بين العمل المشروع والطموح:2

  المرأة بين العمل المشروع والطموح:


لنفرق هنا بين العمل المتوازن المشروع والطموح المعتدل المقبول، وبين الطموح المرتفع والشغف بالارتقاء:


تعمل المرأة إذا احتاجت للعمل أو احتاج العمل إليها.


1) عمل المرأة المتزوجة(النابغة في مجال معين، والتي يحتاجها المجتمع بشدة)، وقضائها كل تلك الأوقات بعيدا عن زوجها وأطفالها هو مأساة كبرى ولاشك.

لكن الحل لا يكمن أبدا في ابعادها، وحبسها أو ثنيها عما تقوم به، بل الواجب توفير الجو المناسب لعملها، وتوفير من يقوم بالعناية بأطفالها تعليما وتأديبا.

حتى في الجاهلية كانت النسوة يدفعن بفلذات أكبادهن إلى البادية لينشأوا على الفصاحة والأدب، وبعد النظر، والمروءة والنبل والشجاعة.

فهل قال قائل منهم آنذاك لنساء تلك الحقبة أنكن تضيعن الأطفال وتهملنهم؟

ثم لدينا في موروثنا الإسلامي زمن الأمويين والعباسيين ثقافة المؤدب للأطفال، بحيث يعنى بتثقيفهم وتأديبهم بدل الأمهات.

ولعله ظل متعارفا حتى أنك حين تقرأ سيرة الشيخ عبد الحميد بن باديس ستجد أن الأسر يومها كانت تبعث بأبنائها للمؤدب.

فلماذا نستخسر نحن على المسلمات المؤثرات والقائدات ذلك، علما أن مقام المؤدب تقوم به حضانات أطفال معاصرة وراقية جداا وبعضها اسلامي؟!

وأرى أن من واجبنا تجاههن أن نوفر لهن ذلك وندعمهن في مسيرتهن، لا أن نثنيهن عن ذلك.

والأولى النضال من أجل تغيير القوانين الوضعية كي تناسب المرأة والأسرة، لا أن نحارب عمل المرأة كلية.

وفي هذا تقول(آن ماري سلوتر):


في نهاية المطاف، يتعين على المجتمع أن يتغير، وأن يقدّر الخيارات التي تُقدِّم الأسرة على العمل بقدر ما يُقدّر الخيارات التي تُقدِّم العمل على الأسرة، إذا قدّرنا تلك الخيارات بالفعل، فإننا سنُقدّر الناس الذين يتخذونها؛ وإذا قدّرنا الناس الذين يتخذونها، فإننا سنبذل كل ما في وسعنا لتوظيفهم وحمايتهم؛ وإذا فعلنا كل ما في وسعنا للسماح لهم بالجمع بين العمل، والأسرة بالتساوي مع مرور الوقت، فإن الخيارات سوف تصبح أكثر سهولة.


2) الطموح المرتفع والشغف القوي:


هنا هذا الأمر لا يناسب الجنسين، وإذا ناسب الرجل فإنه لا يناسب المرأة بتاتا إلا إذا لم يكن هنالك من يسد ثغرة نقصها.

وقد عرفنا قصصا لدعاة رجال ضيعوا أسرهم وقصروا بحق زوجاتهم.

لكن الضابط هنا هو خوف الله، فالذي لا يستطيع أداء الحقوق يستقيل من مؤسسة الزواج، ويعترف بتقصيره على الأقل.

وكلنا قرأ سير العلماء العزاب كابن تيمية الذي لم يتزوج بسبب شغفه الكبير بالعلم وخوفه من تضييع من يعول.

وشيخنا عبد الحميد بن باديس الذي كان متزوجا، لكنه سرح زوجته سراحا جميلا وتفرغ للدعوة التي أفنى فيها حياته.

ووو....نماذج كثيرة تروي قصص عظماء رفضوا التقصير وتضييع أهلهم، وخوفهم من عدم قدرتهم على أداء حق الزوجة كاملا.

فأيما امرأة كان لها طموح كبير، أو أعباء جسام عرفت من نفسها أنها قد لا تقيم حق الزوج، وقد تضيع الأطفال، فالأفضل لها أن توازن خياراتها فإن كان عملها للإسلام والمسلمين فإن عليها البحث عن زوج متفهم جدا، أو زوج منشغل مثلها ذو همة ورسالة، وإذا انتفت الخيارات فلتقبل بزوج معدد، أو تسمح لزوجها بالتعدد.

المرأة النابغة، العالمة، المفكرة، القائدة، أو الداعية أو...أو.... والتي يحتاجها المجتمع بشدة:

 لن تستطيع القيام بواجبها الكامل مع الزوج نتيجة انشغالاتها الكثيرة، فهل تبقى مع زوجها مقصرة بحقه، أو تقوم بحقه كاملا وتهمل دورها في المجتمع، أم تبقى وحيدة، أم من الأفضل أن تحظى بزوج تقاسمها أخرى اياه.

فعن عباس أن امرأة من خثعم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإني امرأة أيم فإن استطعت وإلا جلست أيما؟ فلما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم بحقوق الزوج عليها، قالت: لا جرم لا أتزوج أبدا.

فهنا لفتة مهمة جداا، ليس كل النساء تستطيع القيام بحق الزوج، فإذا بقيت هكذا امرأة وحيدة، تعبت وتألمت، وإذا بقيت مع الزوج أضحت مقصرة بحقه، والحل هنا إما مفارقته، أو السماح له بالتعدد.


3) ومع ذلك نقول ليس هنالك إطار محدد تؤطر فيه العلاقة الزوجية، فكل زوج هما كيان مختلف عن غيره بكل شيء..وكتاب الزوجان العالمان فيه نماذج كثيرة لثنائيات نجحوا في مؤسسة الزواج(رضوى عاشور ومريد البرغوثي، الدكتور ذاكر نايك وزوجته وابنه، ووو نماذج كثيرة جدا 

والشيخ عبد الكريم الدخين قال:((هناك طالبات علم أزواجهن أعانوهن جدا ، ولنذكر مثلا د. فوز كردي المهتمة بنقد الفلسفات الشرقية ، والتي تذكر أن زوجها خير معين وغيرها ..

 وبرأيي طالبات العلم اللواتي عندهن همة وطموح يتزوجن من يقدرهن أو يفكرن جديًا بخيار الزوجة الثانية حتى تتخف من أعباء ‍الزواج وتناله ولا تحرم من الأبناء))



اقتباسات من مقال ”لماذا لا تستطيع النساء الجمع بين الأشياء؟“:


- إنني أخطو هنا على أرض وعرة، ملغومة بالقوالب النمطية، لكن بعد أعوام من النقاشات والملاحظات، أصبحتُ أؤمن بأن الرجال والنساء يستجيبون بشكل مختلف تماماً، لا أعتقد أن الآباء يحبون أطفالهم بقدر أقل من الأمهات، لكن يبدو أن الرجال أكثر ميلاً إلى اختيار وظيفتهم على حساب عائلاتهم، في حين يبدو أن النساء أكثر ميلاً إلى اختيار عائلاتهن على حساب وظائفهن.


- ‏لا يزال الرجال ملتزمين اجتماعياً باعتقاد أن واجبهم العائلي الأساسي هو أن يكونوا المعيلين؛ بينما تلتزم النساء باعتقاد أن واجبهن العائلي الأساسي هو أن يكن مقدمات الرعاية.


- ‏إذا شعرت النساء بعمق، بأن رفض الترقية التي تنطوي على مزيد من السفر، على سبيل المثال، هو التصرف الصحيح الذي ينبغي القيام به، فإنهنّ سيواصلن القيام بذلك.


- في نهاية المطاف، يتعين على المجتمع أن يتغير، وأن يقدّر الخيارات التي تُقدِّم الأسرة على العمل بقدر ما يُقدّر الخيارات التي تُقدِّم العمل على الأسرة، إذا قدّرنا تلك الخيارات بالفعل، فإننا سنُقدّر الناس الذين يتخذونها؛ وإذا قدّرنا الناس الذين يتخذونها، فإننا سنبذل كل ما في وسعنا لتوظيفهم وحمايتهم؛ وإذا فعلنا كل ما في وسعنا للسماح لهم بالجمع بين العمل، والأسرة بالتساوي مع مرور الوقت، فإن الخيارات سوف تصبح أكثر سهولة.


 - في كتابها Midlife Crisis at 30، تستذكر ماري مالين الأيام التي كانت تعمل فيها كمساعد للرئيس بوش ومستشار نائب الرئيس تشيني:

“حتى عندما كانت الضغوط هائلة ـ في تلك الأيام التي كنت أبكي فيها في السيارة وأنا في طريقي إلى العمل أسأل نفسي “لماذا أقوم بهذا العمل؟” ـ كنت أعرف دوماً إجابة ذاك السؤال: أنا أؤمن بهذا الرئيس”.

لكن ماتالين تتابع لتصف خيارها بالاستقالة بكلمات تشبه إلى حدٍّ غير عادي، التوضيح الذي أخبرتُه للعديد من الناس منذ مغادرتي وزارة الخارجية:

“سألت نفسي أخيراً: “من الذي يحتاجني أكثر؟” وعندها أدركت أنه قد حان الوقت ليقوم أحد ما غيري بهذا العمل. فأنا لا غنى عني بالنسبة إلى أطفالي، ولكنني لا أقارب حتى أن أكون أمرًا لا غنى عنه بالنسبة إلى البيت الأبيض”.


- وجود شريك داعم قد يكون شرطاً ضرورياً إذا كانت النساء سيتمكنّ من الجمع بين الأشياء كلها، ولكنه ليس كافياً، إذا شعرت النساء بعمق، بأن رفض الترقية التي تنطوي على مزيد من السفر، على سبيل المثال، هو التصرف الصحيح الذي ينبغي القيام به، فإنهنّ سيواصلن القيام بذلك.


 - على النساء اليافعات أن يتوخين الحذر من العبارة التي تؤكد أنه “بوسعك أن تجمعي بين كل شيء؛ ولكن ليس دفعة واحدة


- أهم مسألة تتعلق بالتسلسل هي وقت إنجاب الأطفال، كانت العديد من القيادات النسائية العليا في الجيل الذي سبقني ـ مادلين أولبرايت، وهيلاري كلينتون، وروث بدر جينسبرج، وساندرا داي أوكونور، وباتريشيا وولد، ونانيرل كوهان ـ قد أنجبن أطفالهن في العشرينات وأوائل الثلاثينات من أعمارهن، كما كانت العادة في الخمسينيات، وحتى السبعينيات من القرن العشرين.


الطفل الذي يولد عندما تكون أمّه في الخامسة والعشرين من العمر، سوف ينهي المدرسة الثانوية عندما تكون أمّهُ في الثالثة والأربعين، وهي لا يزال لديها الوقت الكافي والطاقة للتقدم، مع الانغماس بدوام كامل في مهنتها.


- أنجبت طفلي الأول في سن 38 (وعددتُ نفسي محظوظة) والثاني في سن الـ 40، وهذا يعني أنني سأكون في الـ 58 عندما سيغادر ولداي المنزل علاوة على ذلك، يعني هذا أن العديد من أفضل فرص العمل ستتزامن مع سنوات مراهقة الأولاد على وجه التحديد، عندما يكون وجود الآباء إلى جانب أطفالهم على نفس القدر، من أهمية تواجدهم معهم في سنين طفولتهم الأولى، كما ينصح آباء متمرسون.


- لقد أسهمت النساء في تكوين صنم الحياة أحادية البعد، ولو بحكم الضرورة. إن الجيل الرائد من الحركات النسوية كن يحجبن حياتهن الشخصية عن شخصياتهن المهنية ليضمنّ عدم تعرضهن للتمييز أبداً بسبب افتقارهن إلى الالتزام بعملهن.


-بيد أن في يومنا هذا، يمكن للنساء في السلطة، بل وينبغي عليهن، أن يغيرن هذه البيئة، رغم أن التغيير ليس سهلاً. عندما أصبحت عميداً لكلية وودرو ويلسون في عام 2002، قررتُ أن إحدى مزايا العمل كامرأة في السلطة، هي أنني أستطيع أن أساعد في تغيير الأعراف من خلال التحدث عمداً عن أطفالي، ورغبتي في الحياة المتوازنة. وهكذا..


-بعد بضعة أشهر من ذلك، أتت عدة أستاذات مساعدات إلى مكتبي، وكن منزعجات إلى حد كبير. فقالت إحداهن: “يتعين عليك أن تتوقفي عن التحدث عن أطفالك.” “أنت لا تظهرين الوقار الذي يتوقعه الناس من عميد الكلية، مما يلحق بك ضررا، لأنك أول عميد امرأة للكلية”. قلت لهم إنني أقوم بذلك عمداً وواصلت فعل ذلك، ولكن من المثير للاهتمام ألا تبدو الوالدية والوقار على أنهما ينسجمان معاً.


- إن السعي إلى تحقيق حياة أكثر توازناً ليست قضية خاصة بالمرأة؛ بل إن التوازن سيكون أفضل بالنسبة لنا جميعاً. 


-----------------------


كاتبة المقال: آن ماري سلوتر هي رئيس مؤسسة أمريكا الجديدة، وتشغل كرسي برت ج. كيرستيتر ’66 كأستاذ السياسة، والشؤون الدولية، بجامعة برينستون. شغلت سابقاً منصب مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية، وعميد كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية في برنستون.


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

#شمس_الهمة

#مقال_من_الأرشيف


كنت من قبل أعادي الروايات

 

كنت من قبل أعادي الروايات وأحذر منها بشدة، ذلك أن الهادفة منها نفعها قليل..والبقية تحمل مفاهيم وسموم وأفكار وايديولوجيات تتسلل بهدوء إلى عقولنا فتدمرها.
كنت أعادي الكتابات الرومنسية أيضا، وأدعو للتطرق لقضايا أهم، لم أعتقد أنه يمكن توظيفها في الكتابات الملتزمة.
وكنت أعادي قنوات الطبخ، وكتب الطبخ بسبب كثرتها، وأدعو النساء لفتح قنوات خاصة بمراجعات الكتب وتثقيف الفتاة.
لكن اكتشفت بعد ذلك، أني كنت مخطئة..
محاربة الروايات، أو محاربة قراءتها غير مجدية للأسف، حتى لو كتبنا المئات من المقالات..
الطريقة الناجعة كما قال الشيخ عبد الله العجيري(الذي قال أنه كان يحذر منها ثم تراجع عن ذلك)
الطريقة الناجعة هي التوجيه، توجيه القارئ للروايات العالمية النافعة، بدل محاربتها بالكلية.
نوجه القارئ للروايات النافعة، الادب الروسي مثلا ...عالمي..نهضوي...نظيف وهادف.
أما الطريقة الأنجع فهي تقحم هذا الفن من قبل الأقلام الملتزمة، وهذا ماصرنا نراه مؤخرا
(وداوها بالتي كانت هي الداء).
فللروايات أسلوب جذاب، ومسل، ويمكنك تضمين الرواية الإسلامية بمفاهيم تتغلغل في العقول، وتؤثر بالقلوب أكثر من المواعظ المباشرة.
تضمين الرومنسية في الأعمال الملتزمة نجح فيه كثيرون فاستمالو الكثير من الشباب(كتابات دعاء عبد الرحمن، رقية طه، حنان لاشين) وغيرهن كثيرات..ولم أكن أتخيل من قبل أن توظيف الرومنسية سيعمل كل هذا التأثير والنجاح.
اليوم وككل مرة أصور فيها طبخات وأضعها بالستوري، تنهال علي الكثير من الرسائل( المئات)، لدرجة أني أندم على وضعي تلك الصور بسبب الكم الهائل من الرسائل.
وعكس ذلك لا أتلقى مشاهدات وتفاعلات، لو وضعت اقتباسات من الكتب، أو شيئا من هذا القبيل.
حينها اكتشفت مهما أنه مهما بلغت درجة العلم و التعلم عند الجنسين (الرجل و المرأة)تبقى الأدوار الفطرية هي أدوارهما في الحياة..
أنا أؤمن أن القراءة والتثقيف للفتاة، هو أهم ألف مرة من تعلمها للجلي والطبخ وكيف تدقّ الثوم بطريقة عصرية حسب قناة فتافيت، لكن المرأة المثقفة تدرك مع الوقت، أن جزءا من كونها أنثى كاملة هو العناية بأهل بيتها لأنه تعبير عن حبها لهم.
لذلك من أرادت فتح قناة يوتيوب نافعة، فلتلجأ إلى الطبخ والحلويات، وتضمن الفيديو نصائح عن كتاب أو مراجعة له، أو أفكار للصدقات، أو خواطر دعوية.وأضمن لها ان نسب المشاهدة ستكون أعلى مما لو فتحت فقط قناة خاصة بالكتب، وهكذا تتمكن من التأثير والتغيير باذن الله.
لكي تؤثر في هذا الجيل، استخدم أدوات العصر التي يفهمها، بدل محاربتها.
لبنات هبلتوني بالرسائل على الستوري 😂😂
كل التحية كل الحب❤🌸
#شمس_الهمة

فكرة الترند

 كتبت سابقا أن فكرة

 الترند عندي= فكرة للإلهاء

فكرة الترند أنك تستفز الجمهور بفضيحة غير أخلاقية، أو أمر شاذ أو غريب أو أمر يمس الدين والقيم.

وللأسف الجمهور وبكل سذاجة يقع فريسة للترند.

وغالبا لا أثق بقصة الترند تلك، فكثير منها مفتعل.

ولا أثق بأطرافها أيضا..

فالضحية إما تكون طرفا في المؤامرة، وممثلا بارعا فيه، بينما نعتقد نحن أنه ضحية مسكين.

أو تكون فعلا ضحية في عمل أكبر منه، ويراد من وراءه أهداف بعيدة أو قصيرة الأمد.

(إكرام الجزائرية أنموذجا)...(بشرى عقبي أنموذجا)..

قصة الأستاذ( المعسكري) الذي طرده المدير من منصبه..لم أكن مرتاحة لها منذ البداية وعرفت أنها ستكون ترندا لمدة أسبوع أو يزيد..

 القصة كامل فيها اللوش..

سلوك المدير مرفوض تماما طبعا..

لكن تجنبت الخوض في تزكيات للأستاذ، واعتباره بطلا قوميا، مع أني أتعاطف مع حقه، وأقف في صفه... 

لأننا تعودنا وساخة المخابرات، وافتعالهم لهكذا قصص بحيث تكون اليد الطولى لهم في الأمر..

ثم بعد أسابيع، ربما أشهر...تظهر قضية ضد الأستاذ المتحدث باسم الدين، ويقال هاكم من كنتم تدافعون عنه، ماذا فعل؟

والإسقاط هنا (قصة إكرام أنموذجا).

إشغالنا كل مرة بجدل الثنائيات(وطنيين_زواف)،(عرب،قبايل)،(علمانيين_إسلاميين)...هو لأجل تشتيت عقولنا وإلهائنا عن قضايا أكبر أهمها الديكتاتورية والظلم..

اليوم تم تبرئة عبد المالك سلال، ونحن في خضم معركة الترند بين المدير والأستاذ.

وبالأمس القريب تمت تبرئة الهامل من إحدى التهم، وكنا وقتها منشغلين بجدل (حرب المغرب الشقيق)

 

#شمس_الهمة

ما سبب ضعف الرواية الإسلامية؟!

 ما سبب ضعف الرواية الإسلامية؟


كما هو معروف أننا ابتعدنا كثيرا عن قواعد لغتنا الأم، ونقاط القوة والجمال فيها، فصرنا لا نتذوق كلام الأولين لأننا ببساطة لا نفهمه، ولا نتقنه.

فصار الكتاب العرب المعاصرون يكتبون بدون إلمام ولا اتقان، ولمس هذا جميع الفنون من نثر و شعر

فاختل الوزن والنظام، وفسد الذوق العام.


لدرجة أن شيخ العربية أبو فهر محمد محمود شاكر قال:((فمنذ وقت طويل، لم نعد نملك في أذواقنا عبقرية اللغة العربية، يمكننا أن نستبنط من موازنة أدبية نتيجة عادلة حكيمة.))


ويقول الطنطاوي ذات الشيء تقريبا عن شعر الحداثة وكتابات الكتاب المعاصرين.


لكن كمبتدئين في هذا المجال، قرأنا للرافعي والمنفلوطي وغيرهما

وقرأنا لأدهم الشرقاوي والعتوم وأحلام مستغانمي ومي زيادة وغسان كنفاني وبثينة العيسى وغيرهم.

لكن الجميع حين يقرأ للرافعي يحس بالصعوبة والإرهاق فيلتفت لكتابات أحلام مستغانمي وغسان فيجد السهولة والبساطة والجمال وانسياب الحرف متزامنا مع دفق الشعور ودقة الوصف.


لكنك إن أثنيت على فنيات وأسلوب هؤلاء المعاصرين تقابلك وجهات نظر معاكسة وعدم اعتراف بأي جمالية في طريقة كتابة هؤلاء بينما يتم الثناء فقط على الرافعي والمنفلوطي وووو


شخصيا حين قرأت للرافعي ستة مؤلفات لم ترقني سوى ثلاثيته(وحي القلم) لقد كانت العمل الخالد المجمع عليه من جميع القراء بالجمال، في حين لم ترقني كتبه الأخرى التي قرأت، وأصابتني بالارهاق والملل.


لم أكن أعرف لماذا، ولم أكن أجرؤ على قول أنها لم ترقني مثل سلسلة وحي القلم، حتى وقعت على مقال للشيخ الطنطاوي قال فيه أنه كان منبهرا لفترة بالرافعي ثم زال ذلك الانبهار بعد أن وقع على كتب المنفلوطي لأنه وجد في كتب الأخير بساطة الكلمة ودفق الاحساس في مقابل التكلف الذي كان متبعا في كتابات الرافعي. فقال عنه:((وعلى رأيي أن الرافعي قد بدلته الأيام، فلم أعد أستحسن من الأساليب إلا ما قارب الطبع وبعد عن الصنعة)).

ثم قال أنه مالبث أن زال انبهاره بالمنفلوطي حين قرأ رفائيل للزيات فوجده كنزا من كنوز النثر.


لأعترف أن كلام الطنطاوي أراحني قليلا، فأن تحس أنك بعيد جدا عن لغتك الأم ولا تحسن تذوق ما يجمع عليه الناس، يشعرك وكأن اللسان استعجم، وأن ذوقك كاسد فاسد.


غير أن القراءة لبعض الكتاب المعاصرين(الروائيين بالتحديد)، الذين ذكرت أسماء بعضهم وأتحفظ عن ذكر أسماء البعض الآخرين بسبب فساد مضامين ما يكتبون، لطالما أبهرني وسحرني واجتذبني بقوة، ذلك أن الكتابة شاعرية، وطريقة السرد والوصف رائعة، إضافة إلى رصد الأحاسيس والمشاعر والانفعلات البشرية بدقة لامتناهية.


ولم أكن أعرف السبب، سبب أني أنجذب لكتابات الروائيين-غير الملتزمين- بينما أنفر وأستثقل روايات الملتزمين(أستثني هنا الروائي أيمن العتوم)، حتى وقعت على اعتراف من الشيخ سلمان العودة قال فيه:((قراءة تلك الروايات على مافيها من مجون صارخ، عودني سهولة التعبير، وتجنب الضغط على الحروف أوالتفاصح، والتنطع في المخارج كما كان يوصي به أئمة اللغة كأبي عمرو بن العلاء والأصمعي)).


ثم عثرت على مقولة لقاسم أمين يقول فيها:((الكاتب الحقيقي يتجنب استعمال المترادفات فلا يأتي باسمين مختلفين لمعنى واحد في مكان واحد، لأن ذلك يكون حشوا في الكلام مستهجنا، ودليلا على فقر في الفكر والخيال، ولكن إذا كان المقال يستدعي ذكر عدة معان متقاربة يجمعها معنى واحد، فاستعمال المترادفات الموضوع لها حسن، وقد يكون مطلوبا إذا كان لازما لتسهيل فهمها أو إظهار الفروق التي بينها، كذلك الكاتب المجيد لا يضع صفة بجانب الاسم إلا إذا اقتضى الحال أن يميزه بصفة مطابقة للواقع، على أن الاعتماد على ذكر الصفات والمبالغة فيها بقصد التأثير هو أقل درجات فن الكتابة، ويفضلها بكثير طريقة الغربيين الذين يعولون في الوصف على ذكر الوقائع وشرح ظروفها وتحليلها تحليلا دقيقا، أو تشريح الإنسان وفتح جوفه وكشف ما خفي من أعصابه، وسبر غور أحشائه، والتسمع على نفسه لإدراك ما يدب فيها من النزعات والخواطر والأميال والحركات، ويوصف منظر الشي بهيلكه التام بأجزائه كلها ليحدث في نفس القارئ والسامع صورة كاملة وشعورا تاما، وأثرا باقيا.))


ويجيب الأديب الكبير فايز محمد عن هذا الإشكال بقوله:((الكتابة الروائية هي كتابة فنية...والكاتب الروائي لابد أن يكون فنانا.

هنالك نوعان من الكتاب، الكاتب الفنان والكاتب الباحث الدارس المفكر العالم...هذا الأخير أعني الكاتب المفكر الدارس الباحث لا بصلح للكتابة الروائية...لأنه لا يمتلك الملكة الفنية...

الكتابة الروائية فن....يتطلب ملكة فنية...وليس كل من كتب رواية فنانا...كما أنه ليس كل من كتب قصيدة أو ديوانا شاعرا...الفن نقل للأحاسيس والانفعالات...وليس نقلا للمعاني والأفكار مجردة من الإحساس والانفعال...

و الأمر يشمل الكتاب الإسلاميين بشكل خاص.

غالبيتهم يستعمل المواد التاريخية والرسالة الوعظية بطريقة مباشرة تقتل الرواية.

لا بد من التنبيه إلى أن الرواية ينحط مستواها الفني....إذا ما دخلها التعليم والوعظ...اللهم إلا إذا كانا غير مباشرين وغير مكثفين...

وهذا ما يغيب عن ذهن الكثير من الكتاب الملتزمين حين يكتبون فن الرواية...

فتأتي أعمالهم إما تعليمية أو وعظية بحتة وجافة.

مكتظة بالتعليم والوعظ المباشرين الصريحين..))


أنتم ما رأيكم؟


#شمس_الهمة







وظيفة الكاتب

 


وظيفة الكاتب


بعض الأصدقاء والمتابعين، يريدون حصرك في زاوية معينة؛ أو الوصاية على عقلك وأفكارك؛


اكتبي عن التبرج..وفساد البنات..

 لماذا لم توضحي موقفك من هذه القضية، أو هذا الترند؟

 ‏ تجنبي حديث السياسة فستتضررين جراء ذلك..

 ‏لا تكتبي عن حقوق النساء سيحقد عليك الرجال..

 ‏إحداهن قالت لي لماذا لا تكتبين عن سوريا؟

 ‏أخرى طلبت مني الكتابة عن ليبيا...

 ‏

حقيقة أشكر كل هؤلاء على اقتراحاتهم، وأفكارهم، وأثمن نصائح من يراسلني رسالة محب مشفق..


لكن مع ذلك أقول نحن لا نختار المواضيع التي نكتبها...في الغالب هي من تختارنا.


أتنفس حرفا، ومع ذلك أقمع نفسي من التفكير، أقوم بوأد أفكاري في مهدها دوما، ولا أسمح لها بأن ترى النور...

أمارس عليها عمليات إعدام كل يوم، وأتفرج بمرآها تلفظ آخر أنفاسها..

أما تلك الحروف التي تتفلت من بين يدي، وتتمرد علي، وتناضل للبقاء، أنشرها هنا وهناك على صفحات الفبس بوك، فإن كانت أهلا للبقاء ستبقى وتفيد

وإن لم تكن أهلا لذلك فالأحسن أن تختفي وتباد.


أما بالنسبة للضرر الذي قد يطالنا من وراء الحروف، فهو موجود، وأيما شخص تصدر لخدمة العامة فلا  ريب سينال الناس من عرضه...

نحن نتعرض للتصنيف تارة والاتهام تارة أخرى..نتعرض للتبديع والتجريح..

والكاتب يدرك ذلك الضرر ويعيشه، يتألم منه تارة، ويتعذب تارة، وتارة أخرى يستمتع بذلك العذاب حين يحتسب كل ذلك عند الله...ويكتب الحق ولا يخاف فيه لومة لائم..

ولسان حاله يقول ما قاله الصحابي عثمان بن مضعون حين فُقِئَتْ عينه في سبيل الله، فضحك منه المشركون، فقال: (إنّ عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله) ... 


هنالك قوة داخلية تدفعنا للكتابة حتى لو حصل الضرر من وراءها..

يقول أحد الكتاب«من أحكم الأشياء التي يدور عليها تقدم النوع الإنساني ويؤكد حسن مستقبله هذه القوة الغريبة التي تدفع الإنسان إلى نشر كل فكرة علمية أو أدبية متى وصلت إلى غاية نموها الطبيعي في عقله، وأعتقد أنها تساعد على تقدم أبناء جنسه، ولو تيقن حصول الضرر لشخصه من نشرها، تلك قوة يدرك سلطانها من وجد في نفسه شيئاً منها، يشعر أنه إن لم يسابقها إلى ما تندفع إليه ولم يستنجد بقية قواه لمعاونتها  على استكمال ما تهيأت له غالبته إن غالبها وقاومته إن قاومها وقهرته إن عمل في قهرها، وظهرت في غير ما يحب من مظاهرها، كأنها الغاز المحبوس لا يكتم بالضغط، ولكن الضغط يحدث فيه فرقعة قد تأتي على هلاك ما حواه.»


الكتابة لا تخضع للضغوط، أو إملاءات الجماهير، و القلم قد لايطاوع صاحبه حين يود أن يكتب تحت الطلب..

ومن يرزقه الله قلما، لا ينبغي أن يكون عبدا لما يفرضه الجمهور..

الكاتب لا يكتب لتصفقوا له، ولا لينال الإعجاب على حساب دينه وقضاياه وما يؤمن أنه الحق.

الكاتب لا يهدهد القراء، ولا يجاملهم ليرضى عنه الذكوري والفيمينست، والمتشدد والكيوت ووو

وظيفة الكاتب لا تتمثل في الكتابة عما يوده القراء ويرغبون في سماعه، وظيفة الكاتب أن يكتب ما يحتاجه الناس لا ما يحبونه.


#شمس_الهمة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...