الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

القصة الرابعة(الامتحان):

 القصة الرابعة(الامتحان):


كانت شابة جميلة ملتزمة، وقد جربت خيبات كثيرة في فترة الخطوبة..

فغالب الخطاب كان ظاهرهم التدين، لكن أخلاقهم كانت بعيدة عنه.

وكذا كانت متابعتها لوسائل التواصل قد أعطتها نظرة شائهة عن الحموات وأخوات الزوج.

كانت أخوف ما تخافه حماة متسلطة، وشقيقة زوج حقودة وغيورة.

ومشكلة أخرى كانت تعانيها حين تجد الخاطب المناسب، أن والدها كان يرفضه..

لقد كان الرفض مرة تلو الأخرى بأسباب واهية، فقد كان يغالي في مهرها ليمنع عنها الخطاب..

وكان إلى ذلك يشترط عليهم السكنى بنفس مدينته، فهو متعلق جدا بابنته الوحيدة..

في البداية كانت الفتاة تحسن الظن بوالدها، ثم دق ناقوس الخطر بقلبها حين تكررت خيباتها..

لقد كان والدها يعضلها(يمنعها من الزواج)، وذلك بسبب حبه الشديد لها وتعلقه بها كونها ابنته الوحيدة.

لم يكن يعرف أنه بذلك يظلمها من دون أن يدري، فكثيرا ما كان الظلم بدافع الحب أيضا.

بعدها زارها شاب متدين وسيم، رفقة شقيقته ووالدته، فارتاحت للشاب، لكنها كانت متخوفة من شقيقته ووالدته وسبب ذلك قصص الحموات التي كانت تقرأ عنها في وسائل التواصل.

منح الخاطبان نفسيهما أسبوعا للاستخارة والاستشارة والتفكير..

ثم تم القبول، وجاءت جلسة المهر، وكانت هي خائفة تتوجس من والدها..

والدها أقام مزادا علنيا وكأنه يريد بيع بقرة أو سيارة...كان يطلب مهرا خياليا إضافة إلى الذهب وكبشين أقرنين..

والشاب كان موظفا بسيطا، اشترى سكنا ولازالت عليه ديون وأقساط يجب أن يدفعها...

عاد الشاب وأهله من جلسة المزاد تلك محطمون..يائسون..

وأخذوا يفكرون ماذا سيعملون...فالفتاة نالت استحسان الشاب وأسرته ولا يريدون التفريط بها...

لكن من أين لهم تدبير مثل ذلك المبلغ وهم يعانون الديون؟!

فلو كان الشاب يملك المبلغ لدفعه كاملا لأنه رأى أنها فعلا تستحق كل خير...ولكن ما باليد حيلة

فالعين بصيرة واليد قصيرة..

ثم اهتدوا لفكرة قد ترضي والدها، أن يدفعوا المهر كاملا أما الذهب فيكتب ضمن العقد ويبقى دينا في رقبة الزوج إلى الممات، يسدده حالما يفتح الله عليه.

وفعلا تمت مهاتفة والد الفتاة وإطلاعه على هذا الخيار فرفض رفضا قاطعا..

كان أسبوعا ثقيلا على الجميع(الفتاة...الخاطب ...وأسرته أيضا).

أسقط في يد الفتاة، ولم تعرف ماذا تفعل، وخشيت أن يغادرها الخطاب كسابقيهم من دون رجعة، وشق عليها ذلك كثيرا، كونها تعلقت بهم أكثر من غيرهم..

ناقشت والدها وترجته كثيرا، لكن بدون جدوى..

ثم خطرت ببالها فكرة، فهاتفت شقيقة الخاطب تخبرها ما يلي:

قالت ادفعوا المهر كاملا، واجلبوا معكم الذهب الخاص بشقيقة الخاطب أو والدته، فقط أمام والدي

وحين ينصرف الرجال أعيد لكم الذهب كاملا، فلست أريد شيئا..

تململت أخت الخاطب، وقالت لها أن هذا حل جيد ، لكن فيه شبهة أنه قد يكون غير جائز.

قالت لها انتظري حتى أسأل أخي ووالدي ثم أخبرك بردهما..

وفعلا في المساء هاتفتها تقول أن والدها قال أن هذا تغرير وخداع للأب، وفعل غير جائز..

ولا يمكنهم القبول بهذا الحل..فالمسلمون على شروطهم..وأنهم إذا اتفقوا على شيء فسيكون كلام رجال، ومن المعيب الرجوع عن الكلمة والاتفاق والعهد.


لكنها قالت أن إحدى الأخوات في المدرسة القرآنية فعلت ذات الشيء، وقد استفت في ذلك الشيخ فركوس حسبما تذكر.

واتفقت مع شقيقة الخاطب أن يبحثوا في الأمر ويستفتوا العلماء.

أذكر يومها أنها اتصلت بي (أنا شمس)، وسألتني أن أبحث لها عن فتوى..

وقمت يومها بالسؤال في مجموعات الفتاوى، ووجدت أن المشايخ لا يجيزون ذلك.

وحين نقلت لها الفتاوى، أسقط في يدها وقالت: لماذا يحدث معي كل هذا؟!

فطيبت خاطرها، وقلت لها عسى أن يكون خيرا، وإن كان لك نصيب فسيتم الله الأمر، وإن لم يكن خيرا لك فسيصرفهم الله عنك.

فقالت كيف يكون خيرا ووالدي يصعب الأمر؟

فسألتها كيف كان شعورك حين رفضوا اقتراحك؟

فقالت أنهم كبروا بعينها أكثر، وأنها تعتقد أنهم أمناء.

فقلت لها: أرأيت؟ لقد كان امتحانا بسيطا وقد فزت أنت به وقد فازوا هم أيضا في الامتحان

فسألتني كيف ذلك؟

فقلت: أما هم فقد تأكدوا أنك فتاة طيبة لا يهمها المال، إنما كل همها الدين والأخلاق.

وأنت عرفت بعد هذا الاختبار صدق تدينهم، وورعهم، وأمانتهم، فلو كان غيرهم لربما كان قد قبل بعرضك.

فاستفاقت من دوامة الحزن التي منعتها من رؤية حكمة الله، وارتسمت ابتسامة على وجهها، ثم عادت للعبوس والحزن مجددا، لكن أبي عنيد ومصمم، ما الحل الآن؟

فقلت لها قفي بباب الله، فوالله لن يردك.

مضى ذلك الأسبوع ثقيلا على الجميع، وانقطع الاتصال بين والد الشاب ووالد الفتاة..

فخمن الأخير أنهم لن يرجعوا ربما لأنه أثقل عليهم بالطلبات، فنادى ابنته وسألها إن كانت لا تزال راغبة بهؤلاء القوم، فأجابته أن نعم، وأنهم كبروا في عينها أكثر سيما وأنها عرضت عليهم كيت وكيت ولم يقبلوا بخداعه (تقصد الأب).

حينها شعر والدها بالخجل من نفسه، وأكبر موقفهم ذاك، وعلم أنه إذ يسلم ابنته لهؤلاء القوم، لن يخاف عليها، فستكون بالحفظ والصون، فمن حفظوا هيبته وكلمته بظهر الغيب، سيحفظون ابنته كذلك.

وبخ ابنته ممازحا كونه متمسكا بها وهي تريد الابتعاد عنه، ثم حمل الهاتف واتصل بوالد الشاب وقال له تعال خذ الفتاة بملابسها إن شئت...أما المهر فليدفع حبيبي ما يقدر عليه، الربع أو النصف...ولن نختلف باذن الله أبدا..

وفعلا تم الزواج في ظرف شهر.


#شمس_الهمة


ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟

 

ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟

في صفحة قطوف من الآسك، سائلة تقول: ماذا تفعل من خافت أذى شاب؟
وقبل فترة طلبت مني إحدى صديقاتي الجميلات أن أكتب عن هذا الموضوع، وكيف السبيل إلى إيقاف المتحرش عند حده، سيما وأن المتحرش كما تقول تبدو عليه أمارات الاختلال والإدمان وأنه يلاحقها بشاحنته من مكان إلى مكان.
صديقة أخرى جميلة باحت لي بمخاوفها من شاب يراقبها من بعيد، وأنها تصادفه في كل مكان تذهب إليه.وأنها تحس بالرعب من نظراته وحركاته، فهو غريب الأطوار في طريقة مشيه، ودائما بمفرده، ولا يملك أصدقاء.

وفي منشور الآسك ذاك استوقفني سؤال أحدهم يقول فيه، لم لا تخبر الفتاة أهلها إذا كان هنالك من يلاحقها؟

وكان جوابي عليه كالآتي مع إضافات كتبتها الآن:

الجواب من شقين:

الأول أن بعض الأهل غير أهل للثقة، فإذا أخبرتهم الفتاة عن شاب يلاحقها ويحاول أذيتها، غالبا يتهمونها بأنها هي من أوحت له بأن يلاحقها...عندنا في الوطن العربي دائما تتهم الفتاة، ويقال لولا إشارة منها لما تجرأ عليها أحد، فيقولون إما طريقة كلامها خاضعة، أو لبسها أو مشيتها..
ولذلك أول قرار يتخذ من طرف الأهل إيقافها عن الدراسة أو العمل ومنعها من الخروج.
وإن لم يكن كذلك فغالبا يخافون عليها، والحل الأسهل هو منعها من الدراسة أيضا
(هذا الغالب الذي نسمعه ونشاهده من تجارب في محيطنا، ونتوهم على إثره أن عائلاتنا قد يفعلون الأمر ذاته، من منطلق قتلت يوم قتل الثور الأبيض)
*********
وفي هذا الصدد أتذكر قصة شخصية حدثت معي، حين كنت بالثانوية، خرجت يومها على الثانية ظهرا، ولم تكن يومها صديقتي برفقتي، وكنت نادرا ما أذهب إلى الثانوية البعيدة بمفردي..
كان الجو حارا، والناس يلزمون منازلهم، والشوارع خالية من المارة، فتبعني أحد الزعران البيدوفيليين وقد كانت سمعته سيئة جدا، خريج سجون بسبب تهم التعدي على الأطفال وكذا السرقات وغيرها..
وأنا فتاة مسكونة بالخوف، لدرجة أني من ذلك النوع الذي لو ركبت باصا وذهب بي الباص من معسكر إلى تمنراست وأنا أريد وجهة أخرى، لما تكلمت، ولما نبست بحرف، وذلك بسبب خجلي الشديد وتعودي الحماية من الأهل(وهذا الأمر خطأ جسيم).
المهم كنت قد مررت بمنزل خالتي، وفكرت لثانية أن أطرق الباب، ثم جال في خاطري سيناريو مرعب(ماذا لو لم تكن خالتي موجودة بالبيت، وطرقت الباب بدون جدوى، وهجم علي ذلك الذئب؟!)
صرفت خاطري عن الفكرة ورحت أهرول مسرعة، ثم مررت ببيوت أعمامي وكان هؤلاء يعارضون تدريس البنات، ويحرضون والدي كي يمنعنا من الدراسة، فقلت لنفسي: والله لأن يذبحني هذا الثعلب أهون من اللجوء ٱلى هؤلاء..
ثم واصلت المسير بخطى مسرعة، وتبعني ذلك الأزعر حتى عرف باب البيت، فزاد ذلك من هواجسي ومخاوفي، ورسمت في مخيلتي أنه سيقوم بخطفي وقتل أهلي وإحراق منزلي(قلب دجاجة، وخيال سقيم😌)
ثم هرولت إلى حضن والدتي، بكيت وبكيت ثم أخبرتها الخبر، فهدأت من روعي، وقالت أنها ستخبر والدي وإخوتي، وأنا كالعادة تخيلت أنهم سوف يقومون بلومي وحبسي وربما منعي من الدراسة..
فتوسلتها أن لا تفعل، لكنها فعلت والغريب أنهم تضامنوا معي وهدأوا من روعي.
وفي الصباح ذهب أخي الكبير معي إلى الثانوية، وهو يحمل هراوة في يده وخنجرا في جيبه.
وحدث أن صادفته ينتظرني بباب الثانوية، وحين رأى أخي رفقتي كاد يهرول من شدة الخوف..
وهدده أخي أن يدفنه بأرضه إن حاول الاقتراب مني، فأجاب الأزعر أنه حين علم ابنة من أكون صرف نظره احتراما لهيبة والدي..وتعهد بأنه لن يقترب ناحيتي، وبالفعل لم يرى له أثر بعد ذلك.

🌾🌾🌾🌾🌾🌾

الثاني: تخاف الفتاة على أبيها وأخيها من ذلك الشاب...تخاف أن يتهور أخوها فيتلقى طعنة غادرة من ذلك الشاب ، وغالبا مظهر الشاب يوحي بالصياعة والغدر لذلك تخاف الفتاة منه على أبيها أو أخيها.
بينما الحقيقة عكس ذلك، فغالب المتحرشين جبناء...وقد جربت ذلك وكنت من قبل أخفي ذلك الأمر عن أخي، وحين أخبرته أن شخصا ما يلاحقني أينما ذهبت، ذهب إليه وأخذ بتلابيبه،  وخنقه من رقبته فاصفر الشاب وازرق واحمر من الخوف وذهب مهرولا بلا رجعة ولم يكرر فعلته.  
كان جبانا وأنا كنت أعتقد أنه خريج سجون، ومدمن مخدرات.

أنتن ما رأيكن؟

#شمس_الهمة

تولستوي

 ذكر تولستوي ذات مرة أن كلماته لا تؤثر ولا تغير في الناس والمحيطين به، كان يود تغيير العالم، والتأثير فيمن حوله، لكن عبثا كان يحاول.

خاض رحلة بحث وتأمل، وذات يوم زار امرأة فقيرة عمياء، فقدمت له الأكل.

ثم قالت لابنتها ناوليني المنشفة، فأعطتها الطفلة منشفة متسخة.

كان تولستوي يراقب المشهد من على أريكته، فقال أنها كانت تمسح الطاولة، فتتسخ، وكلما قامت بمسحها أكثر اتسخت أكثر..

هنا انقدح في عقله جواب لسؤاله السابق.

واستنتج أن مدار الأمر على تلك المضغة..القلب

إن كان داخلك متسخا، عبثا ستحاول تغيير من حولك..

تعهد ذلك القلب..

فكلما كانت العلاقة بينك وبين خالقك ضعيفة كان التأثير على من حولك منعدما، أو حتى عكسيا

فقد تتسبب كلماتك في التضليل..

في الزمان الصخب، لا بد للقلب من حراء(قالت الجميلة هاجر)


أول حساب فيس بوك لي كان يضم العائلة والأقارب

 أول حساب فيس بوك لي كان يضم العائلة والأقارب، ضقت بهم ذرعا فغادرته بدون رجعة.

ثاني حساب كان فيه أكثر من ألفي صديقة، ولي معهم قصص وحكايا، ثم تركته مهجوار إلى يوم الناس هذا..

دخلت مجموعات فيسبوك كثيرة، وحالما يعرفني الناس أغادر بلا رجعة، وأنتقل لمجموعة أخرى وأبدأ حروبي من جديد..

مشكلتي أن كل ما قلبي على لساني، قيل لي مرة أني بت مرسومة، وأنهم يعرفون كل شيء عني..

غالبا أنا أثرثر كثيرا، وأقول أكثر مما ينبغي أن يقال..

ولم أتخلص بعد من عملية كشف الأنا في الكتابة..

تعلمون كل شيء عني..وهذا لا يريحني..إنما يهدد مستقبلي الغامض بالضياع..😀

لا تعرف أسرتي أني أكتب..

ولا يعرف والدي أني كتبت عنه أنه كان محبا للاخوان، وأنه دفن كتب الشيخ الغزالي بمكان سري في حديقة المنزل يوم كانت الدولة تقوم بمحاكم التفتيش..

على الأرجح لو كان يعلم ماكتبت، كان سيعلق مشنقتي، ويدفنني بحديقة المنزل الخلفية..

لا يعلم إخوتي أن شقيقتهم التي لا تفرق بين الكسور أيها أكبر الربع أم الثلث، تكتب هنا بتبجح في السياسة والدين والفن...

على الأغلب أني شخص لا يحب الشهرة والأضواء..

شخص جرب كثيرا الظلمة فصار يهاب النور الساطع وتتأذى منه عيناه..

وعلى الأغلب أن حسابي هذا قد عمر طويلا، وآن له الأوان أن يهجر إلى الأبد..

قد أفتح حسابا آخر، وقد أصادق فتيات أخريات...وقد أسمي نفسي (فتاة الظلام، أو زهرة الأحزان، أو مقلشة باباها...لا أعرف...لم أختر اسما بعد، اخترن لي واحدا😌).

الإحساس أنك بت مكشوفا للجميع، ماضيك، مستقبلك، أحلامك...هو إحساس غير مريح.

أنتم تهددون حياتي الآمنة ياقوم..😅

أنتم تهددون سري الكبير..

ربما لن أعود هذه المرة إلا إذا احتجت مواضيع من هذا الحساب..

حين ترفعون رؤوسكم إلى السماء، تذكروا شمس، ولا تبخلوا عليها بالدعاء..




الكتابات التي يكون فيها الأنا حاضرا

 

الكتابات التي يكون فيها الأنا حاضرا بقوة أو بصفة مستمرة، غالبا له رائحة منفرة، ومذاق سمج.
يستشعره القارئ وهو يقول في نفسه (ما هذا الغرور؟ أو ما الذي انتفعته أنا من حديثك عن نفسك؟!)
والكاتب الحقيقي هو من يستطيع إخفاء الأنا جيدا في كتاباته.
شخصيا أنفر جدا ممن يتكلمون على أنفسهم في المقالات أو المنشورات..
لكني لا أنتبه لنفسي حينما أفعل ذلك..😅
أمر آخر كثرة التهديد بالغياب أمر منفر ومؤذ أيضا..وهو يجعل الناس تنفض من حولك بسبب ذلك..😄
في آخر منشور حاولت التبرير لنفسي لعلي أعذر إذا غبت يوما من دون رجعة..
ولعل تبريري ذاك يشفع لي عندكن فتتذكروني بدعوات صادقات..
لكن المنشور كان مؤذيا لمشاعر البنات، وجلب علي الملامة والعتاب..
لذلك لن أحاول التبرير بعد اليوم...
الجمهور ضروري للكاتب...لا تحسبوا أن الأمر هين علي أنا الأخرى..فهذا حسابي المفضل..
وحين كنت أتعامل مع دور النشر، كانوا يشترطون علي تكوين قاعدة جماهيرية قبل التفكير في النشر
وذلك لضمان ترويج أعمالي وأتمكن بموجب ذلك من تسويقها...وكذا تستفيد دار النشر أيضا..
لا يوجد كاتب بدون جمهور، ليس من أجل عملية البيع والتسويق التي أمقتها والتي باتت دور النشر تفرضها على الكاتب...لكن الجمهور ضروري لأجل عملية الكتابة، فلا يكتب الكاتب لنفسه...إنما يكتب للناس..
والتفاعل مع الكتابات بالنقد والتحليل، أفضل ما يمكن للكاتب أن يحظى به لتطوير نفسه.
يزورني خاطر كل مرة أعزم فيها على الرحيل بلا رجعة، وتتمثل لي الآية الكريمة التي يقول فيها الله عز وجل:{ ونقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا}، والتي ذكرها الله عز وجل في سياق الذم.. فأحزن على نفسي، وأشعر بالضياع..
ويتمثل لي مرة أخرى الحديث الذي يقول:« إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر» يقول ابن باز في شرح الحديث:((فيه دلالة على أنَّ الحقَّ قد يُؤيَّد برجلٍ فاجرٍ لأسبابٍ: إما لريائه، أو لينصر قومه، أو لينصر وطنه، أو لغير هذا، لم يقصد الدين، وقد يقصد الدين، ويُؤيد الدين، لكن لغرضٍ آخر غير الإخلاص لله وطلب الثواب من الله، بل لأسبابٍ أخرى، فكم من مُقاتلٍ، وكم من مجاهدٍ، وكم من يرائي نفع الله به في الإسلام، وهو ليس من أهل الخير))
فيرتعد قلبي ويضطرب فؤادي...وأتسائل أنا المضيعة لحق ربي وحق نفسي، فأقول ما ينفعني وهم يستفيدون مني، بينما قد أهلك أنا يوم لا ينفع مال ولا بنون...
كتبت سابقا أنني أرتاح فقط مع جمهور لا يعرفني...لكن حين تصبح هنالك مشاعر، وينبت الود...يكون التصفيق، وتكثر المجاملة، وينعدم النقد..أشعر أن ثمة أمرا غير مريح..غير مريح لتطوير الكتابة والتجرد لطلب الحق، وغير مريح للقلب الذي اعتاد واستمرأ الثناء..
هذا إضافة لطبيعة شخصيتي الانطوائية التي لا تحتمل (العجأة)، الاتساع كثير علي..لا أطيق الأضواء ولا الأصوات الكثيرة...(اقرأوا عن الموضوع فضلا).
الانطوائيون اجتماعيون حينما يريدون فقط، لكنهم يتألمون حين يحاول الناس إلزامهم  بالحضور والمشاركة والديمومة...يصبح ذلك الإلزام عبئا ثقيلا جدا..
وقد لاحظت مؤخرا أنني أكثر الكتابة، لأقول كل مالدي، وأختفي بسرعة..لأنني بت لا أشعر بالارتياح، ولا أشعر بالأمان أيضا...
تصفني الجميلة ميريام فتقول أني:(شخص لا يرى الشمس إلا من مربع صغير ؛ يحفظ تفاصيل الكبار والصغار ، يجوب الأمصار من كتاب ؛ قلب يصنع سعادته بيده ويطحن قمح صبره بدموعه ؛ يدفع الدموع والألم بعيدا وهو يضحك مع الفتيات ؛ يحضر معهن طقوس الأفراح وهو غائب عن أفراحه ؛ يكتب عن الحب وهو يفقده ويريده ؛ يريد الأصدقاء بينما قلبه مثقوب بالفقد والبعد)
ما أود قوله، أنني لن أحاول التبرير بعد اليوم، لأن أحدا لن يفهم ما أحس به، ولأنني لا أفهم نفسي أيضا، ولا أجيد الإبانة عن مشاعري، أو توضيح وجهة نظري..
هل سأرحل أم أبقى، سأستخير الله في ذلك..ولا أعرف بعد ماذا يقدر الله...
غير أن الحياة قاسية ومتقلبة، وظروف الدهر لا يمكن التكهن بها، والفراق حاصل يوما ما.. لا محالة...
ولو كنت سأتمنى شيئا، كنت لأتمنى أن أجعل تعلقكم بالله..لا بالأشخاص، فكلنا راحلون زائلون..
والصداقة الحقيقية والأخوة في الله لا تقاس بالحضور والغياب، فما فائدة الحضور الباهت؟
قد كُتِبَ علي أن أعيش بمفردي، ربما لأن الله يعرف أني كثيرة التعلق.وربما اختار لي ذلك كي لا يتعلق قلبي بغير سواه...ربما ذلك الأنسب لمن اختير لأداء رسالة ما في الحياة وبعدها يمضي إلى ربه...
ما يهم حقا هو الأثر الذي تركته بقلوبكم وعقولكم، إن كنت قد نجحت في شيء واحد فقط..فلا شيء يهم بعد ذلك..
في حسابي السابق، أعود فأعلق وأكتب من دون أن يكترث أحد..
الزمان مسح كل شيء من ذاكرة من عرفت..
وسيتكفل شيء ما بمحو ذاكراتكن أيضا..
ثم تنسى كأنك ما كنت موجودا يوما...
ثم تنسى كأنك ديوان شعر غير مطبوع..

#شمس_الهمة

أخبار الحمقى والمغفلين: وأخبار الساذجين وحفظ الله رب العالمين:

 فسحة:

أخبار الحمقى والمغفلين:

وأخبار الساذجين وحفظ الله رب العالمين:


كنا نتسامر ذات ليلة، وتطرق أشقائي للحديث عن العشرية السوداء، وسردوا قصصا تقشعر منها جلود الذين آمنوا...

ثم تذكر أخي طرفة في الموضوع، رواها أصدقاءه حين كان طالبا بالمدرسة القرآنية برويبة(أبي زيد القيرواني).

تقول القصة الأولى:

أن الإرهاب كانوا ينصبون حاجزا أمنيا في الطريق، وغالبا لم يكن يسلم منهم أحد، فقد كانوا يقومون بعمليات ذبح وتقتيل من دون سبب...فقط لمجرد إرهاب الناس..

مر بذلك الحاجز فلاح بسيط(على باب الله)، يحمل شاحنة محملة بالبطاطا..

تم توقيفه، وتفتيشه، ثم أمروه بالانصراف..

لقد نجا من الموت...

مشى مسافة أمتار، ثم عاد أدراجه فسألوه: ما الخطب؟ ما سبب عودتك؟

فأجابهم قائلا: بغيت نسقسيكم، مالكم نتوما والدولة؟

الترجمة: ما الذي بينكم وبين الحكومة؟!

فقالوا له: روح روح خير لك😅


القصة الثانية:

حدث في مدينة بومرداس، أنه كان هنالك شخص (نية) بمعنى ساذج، أي على نياتو كما يقول المشارقة.

وكانت الحكومة الجزائرية آنذاك تلاحق فلول آخر الإرهابيين، وتعد بجائزة مالية، لمن يقتل إرهابيا ويأتي بجثته.

أحدهم كان معدما ففكر أن يستدرج صديقه(الساذج) إلى الغابة، ويسلمه مع غنيماته، للإرهاب في مقابل أن يقتلوه، ويسلموه جثته..فقد كان جبانا على أن يقتل بنفسه..

استدرجه لمرتين، لكن في كل كانت مساعيه تبوء بالفشل..

بعدها بأشهر أو أعوام لا أدري، ندم على تفكيره الإجرامي ذاك، وقرر مصارحة صديقه.

وبالفعل أخبره بكل شيء وطلب منه أن يسامحه.

فقال له الأخير: على هاد الهدرة ارواح نديروا فيها قهوة.😄

هكذا ببساطة😅


تذكرت في هذا الصدد، سؤال أحد الآباء للشيخ عمر عبد الكافي عن ولده حين قال للشيخ:

ولدي ياشيخ بعمر 17 لكن على نياتو، وأنا خايف عليه من الدنيا والمجتمع.

فأجابه الشيخ عمر عبد الكافي قائلا بأن الدنيا ستربيه، وبأنه سيتعلم من أخطاءه.

فقال الأب: ياشيخ ماذا يتعلم؟ أقولك والله درويش..

فقال له الشيخ: إذن لن يضيعه الله.

الله يحفظ عباده الطيبين.


#شمس_الهمة

لماذا لا يستجيب الله دعائي؟!

 لماذا لا يستجيب الله دعائي؟!


في مرحلة المتوسط، كانت تدرسني أستاذة لغة إنجليزية جميلة وملتزمة، وتدرس المادة بإتقان وحب.

وكان من أثر ذلك على كل تلاميذها، أنهم أتقنوا المادة وتفوقوا بها وأحبوا اللغة الانجليزية بسببها..

وكان زوجها يدرس أخي اللغة العربية، والتربية الإسلامية، وكان شخصا دينا ملتحيا ومتخلقا..

وكان يقول أخي؛ يحب الأدب ويستعذب الشعر، ويحبب اللغة العربية للتلاميذ..وكان حين تأتي حصة التربية الإسلامية، ينتهز الفرصة ليهرب من المقرر الجاف، ليحكي لهم قصصا من السيرة العطرة، والصحابة الأطهار، وكذا أخبار المعارك وبطولات المجاهدين الأبرار.

وكنا نحن الذكور ننسجم مع قصص المجاهدين، وبطولات الشهداء..

بينما كانت الإناث تذرف الدموع مع الأستاذ شوقا للرسول صلى الله عليه وسلم، أو حزنا على خبر مقتل هذا الصحابي أو ذاك...وكان الأستاذ إذ يرى مدامعهن، يرق حاله ويذرف الدمع أيضا، فلا نصبر نحن، ويجهش الفصل كله بالبكاء.

تلك الأستاذة كانت تخبرنا أن زوجها يحلم أن يصير محاميا، وكانت تقول بحسرة أنه يدعو الله كثيرا ويقوم الليل من أجل تحقيق هذا الحلم...وكثيرا ما طلبت من الدعاء لزوجها وأب أولادها..

وكان هو حين يتذكر أنه يفشل فء مسابقات المحاماة لمدة تزيد عن خمسة عشر عاما، تخنقه العبرات، على تلك الغصة بقلبه..

لقد كانت المحاماة شغفه وحلمه..

وكان الجميع من بعيد أو قريب يعرف ذلك..

في أواخر دراستي بالطور المتوسط...سمعت أنه نجح أخيرا...

فرحت وقتها من قلبي لأجله...

بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ...قال لي أخي مرة هل تذكرين الأستاذ فلان وزوجته؟

فأجبته أن نعم...فمثلهما لا ينسى..

فقال لي أن الأستاذ حين أصبح محاميا طلق زوجته وشتت أطفاله الخمسة، وقضى على بيته السعيد

وهو الآن يعربد في الليل ويأخذ الرشاوى على القضايا الفاسدة في النهار..

نعم، هكذا أصبح ذلك الأستاذ النبيل...

نسأل الله العافية..

كلما تذكر أخي أستاذه وقدوته ذاك، فاضت مآقيه بالدموع..

ليته ما ربح...ليته ما صار محاميا...ليته ما دعا


#شمس_الهمة


العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...