الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

هل تتمنى العيش في الزمن الغابر؟!

 

هل تتمنى العيش في الزمن الغابر؟!

هل تتمنى أن تعيش في زمن الأمويين، أو قصور العباسيين، أو تتمنى لو يرجع بك الماضي لزمان الأندلس؟
اطمئن، لست الوحيد، فعدد كبير إن لم أقل الغالبية من المسلمين يحلمون بهذا.
طيب لماذا؟!
ببساطة لأننا علّمناه أن المجد والعزة والسعادة كانت فقط في الماضي!
شخصيا لست ممن يتمنون العيش في الماضي، ولن أكون من هؤلاء، أقرأ الماضي وأحن إلى سلفنا الأولين، لكنني لا أتمنى البتة العودة إلى الماضي، ولم يراودني حلم العيش في حقب زمنية غابرة.
حقيقة لا يروقني البتة طائفتان في مجتمعاتنا العربية، واللذان يتعاملان مع الماضي بطريقة الإنكار أو الانبهار.
فطائفة منهم يصيحون غاضبين ولسان حالهم يقول بأنهم خدعوا وأنه لا يوجد شيء اسمه الحضارة الاسلامية.(التاريخ المثالي المزيف، الأبطال الوهميون طلعوا ماسونيين... وووو. وعادة يتكلم هؤلاء بلكنة منفعلة تصلك ذبذباتها السلبية من وراء الشاشات والصفحات.
وهذا الكلام الذي يرددونه خيانة للموروث الاسلامي، وتنكر لحضارة شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء.
أما الفريق الثاني فهو مبهور يعيش في الماضي يتكلم بالفخر وأمجاد الماضي قرير العين، يردد القصائد، والمعلقات، والمرثيات، ويبكي على الأطلال، ويحلم بتقلد السيف، والرمح، وامتطاء الحصان، وخوض الحروب، وللأسف هذه الأحلام اللذيذة تفعل فعل المخدر وتقعد بنا عن العطاء والتقدم.
وللأسف السواد الأعظم من كتاب البلاد العربية أو الناطقة بالعربية ينقسمون لهذين الفريقين !
يقول أحد الكتاب: "نحن العرب أمة «ماضوية» تنظر قليلاً أمامها وتنظر طويلاً وراءها.
نحن شعوب ماضوية للأسف، نتعامل مع التاريخ كما يتعامل المدمن مع إبرة الكوكايين، نحن لا نقرأ التاريخ لنفهم الواقع ونستلهم التجارب للمستقبل.

هذا التعلق المرضي بالماضي يؤدي بطبيعة الحال إلى الانكفاء على الذات ونبذ العالم والانكماش في التعاطي والتعامل معه وكذلك يؤدي لكره كل مختلف لا ينتمي لذات المنظومة وذات الثقافة ونفس الماضي الذي انتمى إليه.
سنظل نعيش في الماضي وحلم العودة إلى الماضي، تاركين الحاضر وذاهلين عن المستقبل وغائبين عن الوعي فى حالة أشبه ما تكون بحالة المتعاطي للمخدر بكثافة فصلته عن الواقع وغرّبته عن الحاضر المحيط.
نعيد الماضي ونستعيده، ونعيش فيه عيشاً تاماً، ولا نغادره البتة
ذلك الماضي الذي يحجب عنا الحاضر ويغيب عنا الواقع ويغرقنا في أحلام وذكريات لن نفيق منها إلا ونحن مفارقون للحياة وراحلين عن الحياة، بدون بصمة المسلم في الوجود.

أتعلمون بم يجب أن نحلم؟!
وماذا يلزم أن نتمنى؟!

أنا لا أفتأ أقلب النظر في واقعنا وآمل أن أفهمه، حتى أتمكن من التغيير فيه بإيجابية.
ولا أفتأ أعيش مخيالا يحلق بي في عالم المستقبل، فأراني تارة أكتب رواية خالدة تعالج قضية إنسانية أو وجودية، وتحمل للعالم رسالة الإسلام التي تخلصه من الشقاء الذي جلبته حضارة المادة.

كما لا يروقني حقيقة منظر أم تعلم ابنها طرائق الزهد وبغض المال، بقدر ما أتمنى أن أرى أما تفتح آفاقا من الفكر لأطفالها فتعلمهم أن المال قوة وبإمكاننا التغيير في العالم إذا كنا نملك المال، فنشتري الملاعب ودور الأزياء، ومؤسسات الصحافة والإعلام. وما تجارب اليهود منا ببعيدة، ولعلي أذكر مثالا قريبا عن دول الخليج التي يتساقط عليها المال كما تتساقط الأمطار، وإذ أساء هؤلاء القوم استعمال المال فلن نعدم أجيالا تخرج من أصلابهم تغير واقع الحال، ورغم ذلك تأبى السنن إلا أن تفعل فعلها، أتذكر قصة مدير لأحد أشهر الأندية الرياضية الذي أسلم عقب زيارته لإحدى دول الخليج وذلك بعد أن أصبحت ملكية النادي لدولة خليجية. وقال أنها أول معرفة له بالإسلام والمسلمين.
متفائلة أيضا باستضافة قطر لكأس العالم، والتي ستجلب هؤلاء القوم من أقاصي الأرض، إلى دولتنا العربية المسلمة، وكم من الفعاليات التي ستكون موجودة للتعريف بالإسلام.
أحلم بمخرجين عرب وصانعي أفلام يؤثرون في العالم وينقلون له رسالة الإسلام.
بقدر ما أخاف التكنولوجيا والتقنية الحديثة، بقدر ما يدفعني هذا لا لإلغاءها من حياتي والانزواء في عالم ما قبل التكنولوجيا، إنما أحلم أن يبدع المسلمون في هذا المجال فيتفوقون على شركتي غوغل وفيس بوك، وحتى اليوتيوب، ثم تقنينها لتناسب الأخلاق الإسلامية وفرض قوانين أخلاقية ليصبح هذا العالم آمنا لكافة الإنسانية.
باختصار أحلم بأن نملك المال والإعلام والقوة، ونطور العلوم الفكرية والإنسانية.

ختاما:

كثيرون يمقتون هذا الزمان، ويتشائمون منه، ولا يستشفون منه سوى سواده، لكنني صدقا أعتبرني محظوظة لأن الله اختارني لأعيش في هذا الزمن، ولمعرفة السبب ينبغي معرفة كيف تكون دورة الحضارة(نشوء فازدهار فأفول)، ولا أجمل من أن تعيش زمان النشوء لأي حضارة خصوصا إذا كانت حضارة أمتك، (والأولون الأولون أولئك السابقون)، ولا جرم أن الجيل الذي يعايش فترة النشوء هو الجيل المكلف بالتغيير والجهاد والثورة والنضال، وتحمل الآلام والمتاعب والمصاعب على غرار خطى الأنبياء والمصلحين.ذلك الجيل الذي يشكل الانعطافة الحقيقية وحجر الزاوية الذي يغير مسار الأمم والتاريخ، و هو الجيل المبشر بأفضل الثواب والأجر.
لا أجمل من أختم خواطري المبعثرة بمقولة سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه حين قال:
(( لا تربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم ،، فقد خُلقوا لزمان غير زمانكم))
ولهؤلاء المخدرين بمخيال الماضي أقول ما قال الشاعر العربي:
ليس الفتى من يقول كان أبي*** إنما الفتى من يقول ها أنذا

#شمس_الهمة

عدم الزواج ليس نهاية العالم، ولماذا قد تتوقف حياة الفتاة إذا لم تتزوج؟

 عدم الزواج ليس نهاية العالم، ولماذا قد تتوقف حياة الفتاة إذا لم تتزوج؟


هذا الخطاب الذي يقلل من شأن الزواج هو ردة فعل عكسية على الخطاب التقليدي والنظرة العتيقة المبالغة في اللهاث خلف الزواج، من دون تهيئة مسبقة.

وكلاهما مضر.

أما الترغيب في الزواج والحث عليه فسنة مستحبة.

والضرر الأكبر لمن يوهم المرأة أو الرجل بسهولة الاستغناء عن الطرف الآخر.

وغالبا أصحاب هذا الخطاب إما متزوجون، إما عزاب وعازبات عابثون، لديهم طرق أخرى للاشباع الجنسي والعاطفي والنفسي.

إما صنف نسويات يكرهن الرجال، أو ذكوريون يكرهون المرأة.

إما أشخاص لم يجربوا ولم يعرفوا العزوبية والعنوسة بكل آلامها وتداعياتها.

 لا يستطيع الرجل العيش من دون زواج، ولا تستطيع المرأة ذلك

صحيح هنالك نماذج نادرة من السلف ماتوا عزابا ، وهنالك قصة امرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، سألته حقوق الزوج وحين عدد لها ذلك، قالت لن أتزوج، وذلك لأنها لا تستطيع القيام بتلك الحقوق.

لكن هذه نماذج نادرة وشاذة والشاذ لا يقاس عليه.

الله تعالى خلق فينا هذا النقص الذي لا يكمله إلا الطرف الآخر، وقلقا واضطرابا ووحشة لا تسكن إلا بالزواج.

فكيف يملك هؤلاء القول أن الشاب أو الفتاة يمكنه العيش من دون زواج؟

لا أدعي عدم وجود من يستطيع العيش من دون الزواج، لكن الله هيأ لهؤلاء، الظروف والأسباب التي تعينهم على العزوبية، لحكمة هو يعلمها سبحانه لاستخدامهم في خدمة أعظم تملأ عليهم حياتهم، لكن الغالبية لا يمكنها العيش من دون شريك، فلماذا نستخف بآلامهم، ورغبتهم؟!

مارلين مونرو، داليدا وغيرهما فنانات وممثلات قتلن أنفسهن بسبب الوحدة.

فعقب مسيرة حافلة وصاخبة، من رعود التصفيق وبروق المصورين التي كانت ترسم لهم عالما من السراب، انقشع بعد فترة قصيرة وتركهم في ظلمات المنفى والوحدة والسكون.

الفنانة داليدا وبالرغم من أنها كانت تغير العشاق كما تغير الأحذية، إلا أنها صرحت قبل وفاتها أنها كانت تحتاج إلى الحب، وإلى زوج تسكن إليه، وأن الوحدة قاتلة.


فهل بعد هذا نجرؤ على القول أن الانسان يمكنه أن يحيا وحيدا، وندفعه لذلك دفعا؟!


#شمس_الهمة

لماذا تحب البنات ال (bad boys)، ولماذا يحب الرجال ال(bad girls)؟

 لماذا تحب البنات ال (bad boys)، ولماذا يحب الرجال ال(bad girls

 

الجزء الأول:

صديقتي طبيبة، تروي لي يومياتها دوما، وصادف أن أخبرتني مرة أن زميلا لها خطبها لكن والديها رفضاه، لكنه رغم ذلك لم يقطع الأمل، وكان متمسكا بها، ويتحدث عنها دوما.

مرت سنوات على ذلك الأمر، لكنها كانت تنفر منه، وعلى العكس من ذلك مال قلبها لطبيب سيء ومغرور ذي فكر ذكوري متسلط، خصوصا في قضايا المرأة، وهو يجهر بأفكاره تلك، ولا يخفيها فيقول(زوجتي وان كانت طبيبة فسأمنعها العمل، المرأة مكانها المطبخ، زوجتي يلزم أن تكون مثل أمي و...)

استغربت كثيرا بيني وبين نفسي سلوك صديقتي، وذلك لعلمي بأنها تكره هذا الفكر، واستغربت كيف نفر قلبها ممن يحمل لها الكثير من الود، في مقابل شخص ينظر لها من فوق أنفه.

وحين سألتها عن السبب، قالت أن فلانا الخاطب الأول، طيب زيادة عن اللزوم، أحسه مثل أختي، ولا أجد فيه عنفوان الرجل وقوته.

والمحصلة تزوجت الفتاة بنموذج آخر من ال (bad boy)، رغم أنه عذبها وسبب لها الأسى في فترة الخطوبة.

صديقة أخرى خطبها فتى مجتهد، من نموذج الفتيان المثاليين، فرفضته وقالت لي إنه فتى غير رياضي، ولا أتخيل نفسي زوجة لفتى لا يصرخ مع كل مباراة كرة قدم كما يفعل الشباب، فهذا المنظر يحببني بالرجل، فما الفرق بين شاب لا يتابع مباريات كرة القدم والفتيات؟

في كتاب حيونة الإنسان ص (61) قال الكاتب :"وقد جاء في كتاب "تاريخ الشيطان" لوليام وودز," وفي كل مرحلة من مراحل التاريخ كان الرجل الشرير يجذب النساء أكثر بكثير مما يجذبهن الرجل الطيب"

وانتشر مؤخرا نماذج كثيرة لشباب قالوا أن البنات يحببن الرجل السيء، وأصبح هذا الأمر ظاهرة، طيب لماذا؟!

لأن ال(bad boy) يتميز بعدة صفات تجذب النساء، هي الجرأة، الغرور، القوة، الثقة الزائدة بالنفس، الحماس الرجولي ...

فالباد بوي هو شخص واثق من نفسه، لا يهمه رأي الناس في أفعاله أو شكله أو ما يقوله، للوهلة الأولى ومع أول حديث بينكما تستطيع الفتاة ملاحظة نبرة الثقة في كلامه، ورؤيتها في أفعاله إذا كانا يعملان في المكان نفسه, وستجده يعامل العاملين في المكان بثقة قد يختلط بها بعض الغرور وكأنه مالك المكان.

وطبيعة وفطرة المرأة أن تحتاج لرجل تعتمد عليه، فهي لا ترضى بالحنون والطيب والخجول، لاعتقادها أنه شخص غير قوي، ولا يعتمد عليه، فلا تحس بالأمان.

قد تنفرالمرأة ممن يراها ويرغبها لاشعوريا, فنفسيا ذلك الرجل الذي يحبها إن لم يملك الكاريزما وقوة الشخصية فلن تراه.

البطل الشرير الذي تنجذب له النسوة لا يعطي للمرأة اختيارات بل يفرض عليها حبه- يهتم بها بشكل كبير- يعطيها شعور الخصوصية والتملك وهذا يغذي أنوثتها بشكل لا يتصور.

الرجل في الحب صياد, فالفارس والصياد لا يرتاح حتى يمتلك ما يريد.

أعتقد أن المرأة تحتاج الشعور بمن يقاتل لأجلها ويسعى لها, من يشعرها بتميزها وفي نفس الوقت يحافظ على قوة شخصيته ولا تشعر قط أنه تذلل لها..

وأحد أسباب أن الشاب الجيد، ينشأ انطوائيا، أو خجولا، أو ضعيفا مرده إلى التربية التقليدية المحافظة، التي تنشئ أطفالها في جو معقم، يفقدهم قليلا من القوة و الشجاعة, وكذا الجرأة والإقدام.

وفي هذا الصدد صادفت وصفا لأحمد حسن الزيات يتحدث عن أثر التربية التقليدية شديدة المحافظة فيقول في وصفه للأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي:

((المنفلوطي صحيح الفهم في بطء، سليم الفكر في جهد، دقيق الحس في سكون، هيوب اللسان في تحفظ , وهذه الخلال تظهر صاحبها للناس في مظهر الغبي الجاهل، فهو لذلك كان يتقي المجالس ويتجنب الجدل، ويكره الخطابة؛ ومرجع ذلك فيه إلى احتشام التربية التقليدية في الأسرة، ونظام التعليم الصامت في الأزهر، وفرط الشعور المرهف بكرامة النفس)).

ولعلي عزت بيجوفيتش مقال بعنوان( هل نربي مسلمين أم جبناء؟) يتناول فيه أثر تلك التربية التقليدية التي تقتل الطاقة في الشباب.

لكن التجارب تقول أن ال(bad boys)، ماهرون فقط بالعلاقات قصيرة المدى، لكن لا ينجحون في العلاقات طويلة الأمد.

لهذا على الرجل أن يجمع بين صفات ال(bad boys)، وصفات الرجل الطيب، فالرتابة والمثالية والطيبة الزائدة قد تنفر المرأة منه.

والمحصلة أن المرأة تريد رجلا تام الرجولة, رجلا قويا يحمل كل عنفوان الرجولة.

الجزء الثاني:

تشتكي الفتيات غالبا من أن غالبية الرجال يحبون المرأة السيئة فقط، ويعزون الأمر إلى التبرج والجمال.

لكن الملاحظ لواقع الحال، يقول أن كثيرا من الرجال ينفرون من فتاة طيبة وعاقلة ولو كانت ملكة جمال، فيما يرتبطون مع بنات سيئات، شكلا ومضمونا، ولا يملكن ذرة جمال، ولا اعتدال قوام.

ما الذي يشد الشباب لفتاة سيئة، مع أنها لا تتمتع بذرة جمال، ويتركون الفتيات الهادئات العاقلات؟

وإذ تكلمنا في الجزء الأول عن الشباب تكلمنا عن سلوكيات ظاهرة، لكن الفتاة غير مطالبة بإظهار سلوكياتها من تغنج وميوعة فهذا محظور ومنهي عنه في الشرع، لكن هل عدم إظهار هذا هو السبب الوحيد في نفور الرجل من الفتاة؟ لا، ليس السبب الوحيد ، فأحد الأسباب التي سنتناولها هنا هو الصورة النمطية الشائعة.

فالصورة النمطية الشائعة عن الفتيات المتفوقات بالدراسة والفتيات الملتزمات، أنهن بعيدات عن الحياة، لا يعرفن كيفية التزين، ولا يمارسن الرياضة، ولا يجدن الرقص، جديات أكثر من اللازم، ولسن مرحات.

وهذه النظرة كانت صحيحة إلى حد ما في كثير من المجتمعات، حتى الأوروبية، فمعروف دائما أن الفتاة المجتهدة في الدراسة لا تمتلك مهارات كالرقص والذكاء الاجتماعي والمرح و...

لكن مع تجارب كثيرة لي مع البنات، وجدت فعلا أن الكثير من الملتزمات والمتفوقات دراسيا، لا زلن لا يفقهن شيئا في فنون الحياة، فكثيرات اعترفن لي أنهن لا يتقن كيفية وضع الآيلاينر، ولا المكياج، ولا يمارسن الرياضة، وأخبرتني أكثر من واحدة أنها لا تجيد الرقص ولم ترقص في حياتها ولا مرة!

فهل تعلم هؤلاء البنات وصايا السلف لبناتهن بالاكتحال(فأزين الزينة الكحل)، ويقوم مقامه في وقتنا الآيلاينر الذي يرسم جمالا للعين فيكبرها أو يجعلها صغيرة أو مستطيلة أو ....

الشغف بأمور أخرى غير الأسرة: يحب كثير من الرجال المرأة التي يشغل بالها أمور أخرى إلى جانب أسرتها، حتى وإن بدا من بعضهم عكس ذلك، المرأة المحبة للقراءة، المرأة المتفوقة في عملها، المرأة التي تمارس الرياضة وتهتم بنفسها قد تثير الرجل كثيرًا.

أحد أكثر الأمور التي تجذب أي رجل إليكِ هي ثقتك بنفسك، اعرفي أن زوجك ما كان يتزوجك إلا وقد رآكِ جميلة، لذلك لا تفقدي ثقتك بنفسك بسبب مشكلة الزيادة في الوزن، أو الإرهاق الظاهر على وجهك، كوني واثقة من جمالك.

فالفتيات السيئات غالبا، واثقات، نشيطات، ويملكن قدرا كبيرا من الذكاء الاجتماعي، مدهشات لأنهن بعيدات عن الرتابة.

لذا مما بلغت المرأة من مراتب التدين والعلم والثقافة, غير أن الرجل ينجذب لأنثى حقيقية.

ولا أجمل أن أضع لكم اقتباسات لتتضح الصورة أكثر:

"ولعله ما حسنهاً في عينك إلا أن طبعا من الجِّد فيك استملح طبعا من الهزل فيها، كما ترى معنًىً مكدودا في إنسان يستروح إلى نقيضه في إنسان آخر".(الرافعي)

" إن المرأة ظاهرة متحولة.

فهي في تحولها كالشمس تفاجئك دائما بغروبها، مع أنك منذ عقلت تشاهدها تشرق وتغرب، لكنها لا تفقد خاصية المفاجأة.

وكذلك المرأة، تصحبها وقتا طويلا حتى تظن واهما أنك عرفتها، فتفاجئك كل يوم بطبع جديد وأخلاق جديدة، ومراوغات جديدة وصبيانية وتفاهات جديدة، فلحظة التحول وعدم الاستقرار التي تطبعها تجعلها فاتنة وساحرة، فمن ذا الذي يحب امرأة مستقرة المزاج؟!

ذاك أتعس ما في المرأة، أجمل النساء هي تلك التي يشبه مزاجها جو بعض المدن الساحلية، حيث تمر بك الفصول الأربعة وأنت جالس تحتسي قهوتك.

ما أسمج الرتابة؟!"

(رواية الحدقي لأحمد ولد الفال)


المرأة السوبر

 المرأة السوبر!!

 

وأنا أشاهد اليوتيوبرز الجزائريات، وقنوات الطبخ، لم أجد نموذجا يستحق الإشادة،

(ج.س) يوتيوبر أمازيغية غير محجبة من نوع المرأة العصرية، وجدتها يوما وقد تناولت روتين التنظيف قبل العيد، حيث قامت بالتعاون مع زوجها في تنظيف المنزل كاملا وتنظيف نوافذ عملاقة.

في البداية راقني جدا أنها أشركت زوجها، وقلت هذا نموذج (المرأة الأمازيغية الواعية)، لكن تلاشى ذلك بسرعة حين ختمت الفيديو بمدائح لزوجها على مساعدته لم يتلقها السلطان محمد الفاتح من رعيته، وكأنه متفضل عليها، وليس واجبا من واجباته.

ثم ما لبثت أن قالت أنها تود تكريمه على فعله، وكأن الأخير قام بتحرير الأقصى!!

 وتحضير وجبة عشاء مميزة و(مرهقة*) لأجل عيونه، فنهضت بعد تعبها، وقامت بتحضير المحاجب!

يوتيوبر أخرى اسمها (ف.ح)، أستاذة مثقفة، ومتجلببة، قالت أنها ستعرض فيديو تصور فيه، ذهابها للاستجمام عند البحر، فتحت الفيديو بغية المشاهدة، ففوجئت بها تقول بالحرف(زوجي اشتهى أكل السفنج في قلب البحر)، وعوضا عن الاستجمام والاستمتاع قامت بتحضير (السفنج) على الشاطئ، وهي فرحة بفعلها ذاك.

يوتيوبر أخرى قامت بطلاء المطبخ بمفردها، وأخرى قامت بتركيب السرير الخشبي والدولاب بنفسها ...وهلم جرا

للأسف هذه النماذج تسيء للمرأة، ولدورها الحقيقي، وتسيء قبل ذلك لنفسها، وغالبية هذه النماذج تتعرض للطلاق أو الخيانة، أو الاستبدال، والمتابع لشكاوى النساء على صفحات التواصل, ومواقع الاستشارات يدرك ذلك جيدا.

وفي هذا الصدد تذكرت قصة من التراث تقول:

تحكي قصة قديمة من التراث عن رجل كانت له زوجة جميلة، خدومة ومطيعة ومع هذا تزوج عليها الأخير زوجة ثانية، عاش معهن فترة من الزمن فبدأ النكد والمشكلات، وكلما ذهب إلى واحدة تشير عليه بأن يطلق الأخرى لأنها سبب المشاكل.

فكر الرجل وقرر، وذهب لشراء كبشين أقرنين، كبش لكل زوجة، وقام بذبح الكبش لكليهما، وتركه بدون إنهاء، لظروف مستعجلة، على أمل العودة من جديد، فلا هو سلخه ولا قام بتقطيعه.

غاب سويعات طويلة ثم عاد إلى الزوجة الأولى فوجدها قد أنهت المهمة بدلا عنه، حيث قامت بسلخ الكبش وتقطيعه وتنظيف المكان وإعداد الفطور.

ثم غادرها وذهب إلى الزوجة الثانية فوجدها حائرة في مكانها، والدم والقذارة في الفناء، والكبش على حاله، وحين سألها: قالت له كنت بانتظارك!

هنا قام بتطليق الزوجة الأولى، وأبقى على الثانية!

فاستغرب الناس وقاموا بسؤاله (لماذا تركت الزوجة الجميلة الخدومة، وأبقيت على تلك الزوجة الخاملة  الكسولة؟!)

فأجاب يقول: أن الزوجة الأولى يمكنها الاستغناء عني، فهي قادرة على الاعتماد على نفسها والعيش من دوني، أما الثانية فمسكينة لا يمكنها العيش بدوني!

ويقول جون غراي في كتابه الرجال من المريخ والنساء من الزهرة, أن دوافع هذا السلوك يعزى إلى سيكولوجية الرجل، الذي إذا وجد امرأة قوية مستغنية، لن يحس برجولته معها ولن يكون معطاء.

أما إذا أحس بضعفها واحتياجها فسيبذل لها الغالي والنفيس.

يقول جون غراي أيضا: ((عندما تعطي المرأة بلا حدود فإن عليها أن لا تلوم شريكها، فاللوم هنا لا ينفع

عندما تنضج المرأة تتعلم أن لا تعطي بلا حدود، وأن تضع حدودا وتطالب بما تريد)).

المرأة مجبولة فطريا على العطاء, سواء للزوج أو الأولاد, لكن فكرة العطاء، هي أن تظل تعطي من أمامك أكثر من حقه حتى يعتقد في النهاية أن هذا العطاء حق له وواجب عليك، وعندما تتعب في وسط هذا العطاء وتعطيه حقه فقط أو أزيد قليلاً، لكن أقل من المستوى الذي اعتاد عليه، حينها تكون في نظره مُقصراً في واجباتك وفي حقوقه.

 يقال: الرغبة والمبالغة في إرضاء الآخرين علامة على الإفراط في التعويض عن عيوب شخصية.

الناس (والرجال خصوصاً) لا يعرفون كيف يُقدرون أمراً امتلكوه بالساهل، ولم يتعبوا في الوصول إليه… بالعكس مع الوقت يرونه حقاً مكتسباً ويشعرون بالغضب عندما يحرمون منه.

 

 

 


#شمس_الهمة

الخميس، 15 أكتوبر 2020

عن مشكلات الزواج في الجزائر(من وجهة نظر البنات):

 

عن مشكلات الزواج في الجزائر(من وجهة نظر البنات):

الكلام الذي سأكتبه، ليس قاعدة ولا نظرية، ولا قانونا، هو مجرد رأي شخصي، انبثق عن تجارب شخصية، وملاحظات ومشاهدات من الواقع والبيئة المحيطة، إضافة لوسائل التواصل الاجتماعي ونقاشات الفيس بوك المختلفة من مواضيع الخطبة والزواج وأبجديات الحياة، وألفباء العيش الطبيعي المشترك.

جميل أن نحلم، ونتمنى، ولكن الأجمل منه أن نفهم محيطنا، حتى لا تصطدم أمنياتنا على صخور الواقع المر الأليم.

موقع المجتمع الجزائري مع نظراءه العرب:

كنت ولا زلت أردد مقولة قد يغضب البعض لدى سماعها ألا وهي( الجزائر متخلفة بسنوات ضوئية ليس فقط عن الغرب، إنما عن أشقائنا العرب)، طيب لماذا؟! وما هي الأسباب؟!
وهل هذا التخلف بأيدينا؟
الجواب: قطعا لا، لسنا المتسببين عن هذا الوضع.
فالجزائر ليست مثل بقية الدول العربية فقد عانت البلدان العربية انتدابا وحماية، بينما عانت الجزائر أسوء احتلال عرفته شعوب العالم، دام لقرن ونيف، عمد فيه المستعمر لمحو هوية الشعب، وطمسها، وقام بتجهيل أهله، ومنع كل وسائل لنهضته.
ثم تحررت الجزائر، وحاولت النهوض من جديد، فإذ بمأساة أخرى تضرب هذا البلد المنهك، ألا وهي العشرية السوداء، التي تسببت بعودتنا لنقطة الصفر أو ماتحت الصفر، فأيامها تدهور التعليم والحركة الثقافية، ومنع الدعاة والعلماء، وضيق عليهم.

الحركة الدينية والثقافية في المجتمع الجزائري:
أثناء حقبة العشرية السوداء عمدت الحكومة للتضييق على التجمعات الثقافية و الدينية ومنعت الحريات، وضيقت على الدعاة والعلماء، وكذا فعلت مع دور النشر والكتاب والمؤلفين والأدباء، فأقفرت الساحة من النخب الموجهة للعوام، ومن الدعاة والعلماء المربين، وتقهقر المستوى وانحدرت الأخلاق وعم الجهل.
وحين انقشعت تلك الغمامة السوداء، عمدت الحكومة لمخطط خبيث آخر ألا وهو نشر مذهب مرجئة العصر وغلاة الطاعة وتقديس الحاكم(المدخلية)، لضمان بقاء المسؤولين في كراسيهم دون رقابة أو محاسبة، وكان من آثار نشر المدخلية والسماح لها دون غيرها من الحركات الدينية متعمدا للأسباب المذكورة، بينما تم التضييق على الآخرين.
وجلب هذا المذهب التشدد والتنطع وأخلاق البداوة الخاصة بالمجتمع السعودي، فأصبحنا نرى نماذج تدين شوهاء.
ولأن المجتمع كان متعطشا لسماع الدروس والمحاضرات وكلام العلماء الذي حرم منه لعقود، فإن أول معرفة له بالمدخلية ظن معها أنها هي الإسلام الحقيقي، وكان أشد لصوقا واعتقادا، وتمسكا بها، وتمكن الفكر المدخلي من الشاب الجزائري وتغلغل في مساماته.
والسبب كما يقول الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى **** فصادف قلبا خاليا فتمكنا

وأكثر ميزة للفكر المدخلي هي بث الفرقة بين أبناء المسلمين، التعصب، وعدم إعمال العقول، أو فتح القلوب، وانعدام المرونة، وسوء الأدب والأخلاق مع المخالفين والمذاهب الأخرى وكذا العلماء.
لذلك هو فكر هادم تعطيلي ولا يعول عليه لنبني فردا ولا مجتمعا ولا أمة.
‏إضافة لتضييقه على المرأة، وممارسة التسلط، وتغليب الهوى، وتحريم الدراسة والعمل والاختلاط.

ونظرة عامة في البيئة والمحيط ووسائل التواصل الاجتماعي ستقودك أن نصف الجزائريين يعتنقون هذا الفكر، والنصف الآخر يعتنقون الفكر الغربي، وإذا بحثنا عن نموذج المسلم المعتدل الحق فسنكون كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، قد يستغرب البعض هاته النسبة لكن الكثير من الشواهد تؤكدها منها أنك إذا أردت أن تسأل جزائريا أن يذكر لك مرجعية دينية واحدة في الجزائر فسيتلعثم، وربما ذكر لك أنه يأخذ دينه عن الشيخ رسلان أو ربيع المدخلي وفي أحسن الأحوال سيقول لك الشيخ فركوس، ومع احترامي للشيخ لكنه يمثل تيار المدخلية بالجزائر، وكون الشعب لا يعرف شيخا غيره فإن هذا مؤشر على غياب المرجعيات الدينية المعتدلة في الجزائر، ولحد الساعة لا يعرف الناس أسماء علماء الجزائر من غير الشيخ فركوس.
وهذا الفكر تلبس الجزائريين كتلبس الجن دون غيرهم وهذا بشهادة نخب وأفاضل من السعودية ومصر وغيرها، وقالوا أنه لم يعشش في بلداننا لأننا نملك دعاة وعلماء ومشايخ مؤثرين عكس الجزائريين.
لذلك أحد المشاكل التي تواجه الفتاة الجزائرية إن حلمت بزوج دين ملتزم أنها ستصطدم مع شخص  يأخذ دينه عن ربيع ورسلان وستقابلها عند الخطبة أو بعد الزواج هذه الأشياء وعليها أن تستعد لها وتتوقعها( ممنوع الدراسة لأن الاختلاط حرام، الجامعة حرام، العمل حرام، الذهاب إلى المسجد سيقول لها صلاتها في بيتها خير، الفيس بوك حرام وووو).

  لذلك من لها أحلام وردية بإنجاب الفاتح ونصرة الإسلام ووووو فأبشرها أن هذه الأمور تتحقق لامرأة حرة، لا جارية أو محضية كل حظها من الحياة الانعزال والأكل والشرب والنوم.

كيف للمرأة أن تربي جيلا وهي حبيسة المنزل لا تعلم شيئا عن معارك الحياة؟!

كيف تربي جيلا قويا وهي لا تعرف كيف هي أحوال الدنيا وتقلباتها؟!

الوظيفة و العلم والدراسة وغيرها من أي دور تأخذه المرأة خارج بيتها، برأيي واجب شرعي في زمن أصبح فيه لزاما أن ننهض بأمتنا، وحتى نفعل ذلك يجب أن نفعل دور المرأة في المجتمع


دراسة لطبيعة وعقلية وتركيبة المجتمع الجزائري:

المجتمع الجزائري مجتمع يغلب عليه الأمية والجهل، للأسباب المذكورة آنفا في المنشور السابق.
لذلك أي مقارنة بين عائلة جزائرية وعائلة عربية أخرى ستكون غير متكافئة، ذلك أن المجتمعات العربية الأخرى تجاوزت الجهل والأمية بمرااااحل، ويظهر ذلك من خلال أسلوب الحياة (life style).
فالمتأمل للمسلسلات العربية وكذا الأدبيات والكتابات الروائية المعاصرة يلمس هذا الشيء، وأبسط شيء يتفوق فيه علينا الأشقاء العرب قضية السكن الشرعي المستقل، اتمام المرأة المتزوجة لتعليمها الجامعي ووو.
هذه الأمور تقريبا تجاوزها الأشقاء العرب، لأنهم ببساطة ناضلوا قبلنا، النضال أكيد لا يزال مستمرا في بعض مناطق الظل، لكن نتكلم بشكل عام هم سبقونا في هذا الأمر، بينما لانزال نحن نخوض معارك السكن المستقل(داري وحدي) مثلا. بينما تجد العائلة المصرية أو السورية قد تجاوزت الأمر ويسمح للزوجين الشابين بالاستقلال بمنزل منفرد.
وأكثر ما يميز أسلوب حياة العائلات الجزائرية هو عقلية (الحوانة أو العائلة الكبيرة)، ليس بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة فقط، فهي عامل مهم، لكن السبب الأكبر هو الجهل، وانعدام الثقافة الدينية فلا علماء قاموا بتربية الشعب، ولا نخب كتبت عن الأمر ولا مسلسلات سلطت الضوء على هذا المشكل العويص.
لذلك فالآباء والأمهات يتمسكون بالأبناء ولا يسمحون لهم بالاستقلال، ويغضبون أشد الغضب لمجرد فتح الموضوع.
أما الشباب فيعتقد للأسف أن هذا من البر والدين، وأن الاستقلال ببيت مستقل هو عقوق وذنب عظيم.
ولا يخفى على عاقل ما تجلبه العائلة الكبيرة من مشاكل وانعدام للخصوصية والهناء والعيش في كنف الهم والغم وبالتالي انكماش الأحلام، وتبخر الإبداع، وتراجع مستوى الزوجين الفكري والثقافي، وبالتالي تردي مستوى الأبناء كنتيجة حتمية.
والأنكى أن الكثير من الشباب المتعلم والمتدين-للأسف-يرفض الاستقلال ببيت منفصل، ويعتبر الأمر منكرا من القول وزورا.
حقيقة لم أكن أستغرب ردود الشباب من العوام حتى صعقت حين وجدت بعض الشباب من المتدينين يسخر ممن تقول (داري وحدي).

واستغربت أكثر من تجارب شخصية عاينتها، فهذا طبيب يشترط على الزوجة العيش مع أهله، ويرفض قطع الحبل السري عن أمه، وهذا شرطي لا يعرف من الدين غير اسمه اشترط على خطيبته ارتداء الجلباب في البيت لأنه يسكن رفقة أخيه الوحيد، وكونها تعلم أن لهما طابقين طلبت أن يخصص لها طابق فيه مطبخ وحمام ولأخيه الطابق الآخر، فرفضت والدته الأمر وقالت هذه الحرباء تود التفريق بين أطفالي* عفوا أبنائي.

وهذا شاب آخر ذو مستوى أكاديمي مرموق فهو (بروفيسور) بالجامعة، طالت فترة عزوبيته، واستغرب الجميع أنه لم يجد فتاة تلائمه، فهو شاب طيب ذو أخلاق، وكل زميلاته والفتيات المحيطات به يتمنينه زوجا، ثم وأخيرا تزوج بمن اختارتها والدته، فتاة من الريف، لا تملك مؤهلا دراسيا، ولا تعلم عن الحياة والتكنولوجيا شيئا، وحين سأل عن ذلك، وكونه لم يختر من تليق به ثقافة وفكرا، قال بالحرف( أعجبت بأكثر من فتاة لأدبها وأخلاقها وثقافتها)، لكنهن لا يناسبن عقلية أمي التقليدية، ولا يقبلن العيش ضمن العائلة الكبيرة وأنا لا أود اغضاب والدتي.

شاب آخر كان يميل إلى زميلته في العمل، وكانت هي تلحظ ذلك، وتتمناه زوجا، وبعدها تزوج بأخرى انتقتها والدته، وفي يوم زفافه هاتف زميلته في العمل وترك زوجته لوحدها في يوم فرحها، والسبب أهله لا يريدون فتاة تعمل.
وهكذا للأسف يضطر الشاب الجزائري إلى الزواج بمن تختارها أمه، عوضا عن تلك التي يختارها قلبه وعقله.

حجج يستعملها هؤلاء لهضم الحق الشرعي للزوجة المتمثل في المسكن الشرعي:
كثير من الشباب يثور ويرغي ويزبد إذا أثير موضوع السكن المستقل، وبعضهم يتفهم بأنه حق ولكنه يعطي تبريرات واهية، يحاول بها إرغام الزوجة، ووضعها أمام خياربن أحلاهما مر، وأن الزوجة الصالحة بنظرهم هي من تضحي وتتنازل وتقبل بالعيش في كنف العائلة الكبيرة لقلة ذات اليد وأزمة السكن وغيرها من الأسباب التي تكون في غالبها واهية.
وذلك لأن هؤلاء يخادعون الفتاة، فأغلب هؤلاء الشباب لا يفكر بالمنزل المستقل بينما يبذر أموالا طائلة تفوق المائة مليون سنتيم لإقامة حفل الزفاف التي يدعو لها ثلاثة مائة صديق!!
ولم يفكر بضيق ذات اليد حين أقام كورتاجا يضم أسطولا من السيارات.!!
ولم يفكر بضيق ذات اليد حين أقام مهرناجا ليليا من المفرقعات والدي جي والفرقة الموسيقية!!
ولم يفكر بضيق ذات اليد حين أقام حفلة زواجه بصالة الأفراح المكلفة!!

سأجيبكم لماذا لم يكتف بحفلة عائلية صغيرة، ووليمة بسيطة؟
سأخبركم لماذا لم يخطر السكن المستقل بباله؟!

ببساطة الجهل بالدين والأحكام هو السبب الأول، فلو كان عالما بالشرع ملتزما به لكان المنزل أولوية تسبق الأمور الأخرى.

طبعا أنا لا أدعو للتمرد، والعصيان وعدم تقدير الأحوال والظروف، والأسر النووية لها ايجابيتها وسلبياتها، كما لبيت العائلة الكبير ايجابيات وسلبيات، لكن لنتفق ونناضل من أجل ترسيخ مفهوم أن المسكن المستقل والخصوصية حق شرعي للزوجة، حين نحقق هذا يمكن للمرأة أن تضحي أو تتنازل عن طيب خاطر.

عن مشكلات الزواج في الجزائر(من وجهة نظر البنات):

الزواج والخطوبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

يتكلم الشباب غالبا أنهم لا يجدون الزوجة الصالحة، المصلحة، المثقفة وووو بينما هي أمامهم ومن حواليهم طول الوقت، سواء زمالة الدراسة أو العمل، أو فتيات الفيس بوك.
ولأن الخطبة مسؤولية الرجل، فإن الكثير منهم لا يفعل، ولو كان الأمر بيد الفتاة لانتقت من يعجبها بسهولة ويسر.
طيب لماذا؟!
لأنهم ببساطة يرغبون بمواصفات نعجة وليس زوجة صالحة أو مصلحة كما كانوا يتغنون، وحين تفاجئهم باستقلالية فكرها، ورفضها العيش في قمقم الطاعة الذي رسموه انطلاقا من عادات بالية يصرفون عنها النظر.

فالصالحات موجودات في كل زمان ومكان وكذا الصالحين، وإن كانت توجهات المجتمعات مؤخرا نحو الفردانية التي قطعت سبل التواصل وقزمت العلاقات الاجتماعية، وهذا انعكس سلبا على الشباب والبنات وصعب على كل طرف الإلتقاء بالشبيه، غير أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وفرت هذا التعارف والالتقاء بسهولة ويسر، ولا أقصد هنا التعارف من خلال علب الدردشة والرسائل والشات المحرم، إنما من خلال إلتقاء العقول وتعارفها التي وفرتها صفحات ومجموعات التواصل الاجتماعي اليوم، من خلال مجموعات القراءة والنقاشات الفكرية والأدبية الراقية.

فمجموعات التخصص الواحد لطلبة الجامعات وموظفي أي قطاع، توفر لهم معرفة ببعضهم البعض من خلال مختلف المواضيع المتناقش حولها، فقد يرى الطالب على أرض الواقع الفتاة من نفس تخصصه الجامعي فتعجبه، لكن لا يعرف طريقة تفكيرها ورغباتها وميولاتها، وآراءها في مختلف القضايا الفكرية والدينية، على عكس لو عرفها في مجموعة الاختصاص على الفيس بوك، و الذي بطول العشرة والاحتكاك في مجموعة واحدة يمكن لكل طرف معرفة الشبيه، فهنا مكان التقاء العقول والأفكار، وأي زواج يكون بهذه الطريقة فسيكون ناجحا وهذا بشهادة خبراء، فالشاب لم يختر جسدا، والفتاة لم تختر بنكا، إنما التقت عقولهما على نفس الأرضية الفكرية المشتركة وبالتالي ائتلفت أرواحهما.

لكن حتى مع هذا يحجم الجزائري فلا يختار الشبيه، ويعمد إلى الزواج بطريقة تقليدية.
طيب ما هي الأسباب؟!
هناك أسباب كثيرة، ولعل أبرزها انعدام النضج العقلي والعاطفي في هذا الباب، وذلك لانعدام المستشارين والمتخصصين والحصص والبرامج التوعوية وكذا الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج في الجزائر، عكس الدول العربية الشقيقة الذين سبقونا في هذا الباب.

جانب آخر تتسبب به الفتاة الملتزمة الناضجة، وهي رفضها الزواج عن طريق الفيس خوفا من الأهل، أو استخفافا بهكذا نوع من الزيجات، واعتباره مغامرة ومقامرة غير محسوبة.
بينما في الحقيقة هي تضيع على نفسها الفرصة الأمثل للفوز بالشبيه، الشبيه الذي يفهم طريقة تفكيرها، ويشاركها نفس الأرضية الفكرية والدينية المشتركة.

ربما ما يحكمنا في هذه المسألة وغيرها تمثلات تسربت إلى أذهاننا من تجارب الآخرين، وأصبحت توجهنا إقداما وإحجاما، وكأننا نريد الشيء المأمونة نتائجه، فلا نلتفت إلى أننا بذلك نحرم أنفسنا من نعمة الاختيار واتخاذ القرار.
ففي أرض الواقع لا أحد يعرف الآخر حقيقة المعرفة مثلما يعرفه على الفيس.
وفي الواقع قد تكون الفتاة في بيئة معزولة كمدينة صغيرة أو قرية أو ماشابه، بحيث تتضاءل أو تنعدم فرصة عثورها على الشخص الكفء المناسب وذلك لانعدام وجود هكذا نماذج في البيئات المنغلقة التي يعشش فيها الجهل والتخلف وتحكمها العادات البالية.

والزواج صحيح بيد الله، لكنه رزق أيضا، والرزق لا ينزل هكذا من السماء، وقد ورد في كتب السلف عن الصحابيات جملة( التعرض للخطاب للتزوج يبتغين رزق الله).

والزواج عبر مواقع التواصل أصبح واقعا وضرورة في ظل الفردانية، وقطع صلة الأرحام، وانعدام علاقات اجتماعية سوية.وهذا الزواج ينطبق عليه ما ينطبق على الواقع من شروط وضوابط شرعية من ضرورة وجود وسيط (أنثى) تكلم الفتاة، لا أن يكلمها بنفسه كي لا يستدرجمها الشيطان إلى ما لا يحمد عقباه.
فعلى أرض الواقع قد يلتقي الشاب فتاة في السوق، أو إحدى المحلات فتعجبه من خلال انضباطها وسمتها وحياءها، فيعمد فورا إليها لطلب عنوانها(وهذا خطأ* فسيكولوجية الأنثى ترفضه بسبب الخجل)، أو يقوم بمراقبتها عن كثب حتى يعرف منزلها، ثم يتقدم لها.
ووسائل التوصل الاجتماعي اليوم لا تختلف عن الواقع ففيها شوارع ومجمعات، وملتقيات تكفل للشباب المعرفة الأولية.

سلبيات الزواج عبر مواقع التواصل:
لكل أمر سلبياته وإيجابياته، ووسائل التواصل الاجتماعي مما استحدث مؤخرا، لذلك لا يملك الناس المعرفة اللازمة عنها، وفقه التعامل معها.
لهذا ينبغي القراءة والبحث مطولا في الأمر ومعرفة خباياه ومزاياه.
وأكثر شيء يواجه الطرفان اللذان عرفا بعضهما عبر الفيس هو مدى تطابق الحقيقة مع الخيال.
فيضع كل طرف صورة متخيلة عن الطرف الآخر، فيتخيل حركاته وسكانته، صوته وسماته الخارجية
وحين يلتقيان في الواقع عند الرؤية الشرعية، قد تحدث المفاجأة والصدمة لكلا الطرفين وخصوصا الرجل، كونه بصريا ويركز في اختياره على الشكل والظاهر كأولوية.
وكثيرة هي القصص التي حدثت أثبتت أن المرأة في الغالب لا تصدم كثيرا حال الرؤية، لأن المرأة تعشق سماعا عن طريق الأذن فيؤثر فيها الكلام الحسن، أو الكتابة بينما يعشق الرجل الصورة الظاهرة.

ولكن لجهل البنات بسيكولوجية الرجل، فإنهن يعتبرن هذا السلوك عيبا كبيرا بالرجال، وسطحية، لدرجة أنهن ينعتنه بأنه تفكير غرائزي حيواني.

إلا أن الحقيقة والعلم والشرع تقول أن هذا ليس معيبا، والزواج ليس شفقة ولا طبطبة على مشاعر أحد، إنما هو حياة كاملة، لا ينفع معها مداراة الحقائق وكتمانها.
والرسول صلى الله عليه وسلم قال للصحابي (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما).

لذلك من حق الرجل أن يرفض الاستمرار بالأمر إن لم تعجبه الفتاة، فقد يصدم بشكلها، أو قوامها، أو صوتها حتى.
كما يحق للمرأة أيضا الرفض بالاستمرار حالما يثبت لها أن الصورة الحقيقية لم تتوافق مع مرغوبها.

وقد قيل أن هذا يؤذي الفتاة ومشاعرها لأنها كائن رقيق، ومع أني أوافق هذا الكلام غير أني أقول ءنه لا يختلف عن الرؤية الشرعية حال الخطبة التقليدية، فالخاطب في كلتا الحالين قد يقبل وقد يرفض.

وأي فتاة لم يتعلق قلبها بالطرف الآخر، لأنها لم تحادثه، ولم تراسله، لذلك سيكون الرفض بردا وسلاما عليها، دون غيرها من فتيات الشات والمراسلات اللواتي شكل لهن الأمر صدمة حياتهن بسبب التعلق الحرام.
وهنا أذكر تجربة شخصية حدثت معي، فتاة هي صديقة معي على الفيس بوك، كانت تحبني جدا، وتتواصل معي بشكل يومي، ذات مرة بعثت لي بصورتها في الرسائل، فكرهت ذلك بشدة، ذلك أن أحاديثها اليومية معي ومنشوراتها أوحت لي بصورة وهمية فتخيلتها فتاة ناعمة شقراء، وحين رأيت الصورة قابلني أنفها المدبب من نوعية أنوف الأشخاص الأشرار والعصبيين.
فتاة أخرى بعثت لي رسالة صوتية، وقد كنت من قبل أعتقد أنها فتاة قوية الشخصية، إلا أن صوتها كان موسيقى حقيقية، يتدفق عذوبة ورقة وجمال.

الأحد، 27 سبتمبر 2020

الملتزمون الجدد:(رجولة وشهامة، أم جهل وتنطع؟!)

 

الملتزمون الجدد:(رجولة وشهامة، أم جهل وتنطع؟!)

قبل زمن ليس ببعيد، الصدمة بعد الزواج كانت تحدث للعوام فقط، أو الناس المختلفين ايديولوجيا بمعنى فتاة متحررة مع متدين أو العكس.
ذلك أن العوام يرسمون أحلاما خيالية، ويرفعون سقف الأحلام والأماني، ويجهلون الحقوق والواجبات.
أما المختلفين ايديولوجيا فالمسألة واضحة، الرجل اختار جسدا، والفتاة اختارت بنكا.

لكن أوساط المتدينين لم تعرف هذا إلا لماما، ذلك أن الجميع كان يعرف الحقوق والواجبات(ماله وماعليه)، والشرع يرسم لهما تلك الحدود، وبذا كان زواج الملتزمين هو الزواج السعيد الموفق.

لكن في وقتنا هذا، مع حديثي العهد بالتدين وكثرة التدين المغشوش في أيامنا هاته.
الصدمة أضحت صدمااات.
فالفتاة تتزوج وفي ذهنها أن الشاب المتدين يقف عند حدود الله، ولا يضيع ولا يهضم الحقوق الشرعية، فتفاجأ به يفعل ذلك وأكثر ، والمصيبة أنه يشرعن ما يفعل.
والشاب يتزوج وفي ذهنه فتاة قوامة صوامة، فيفاجأ فقط بالقشور المتمثلة بالجلباب والنقاب.

طيب نطرح السؤال، لماذا يحدث هذا؟!
الانحلال والتفلت والتمرد الذي نشاهده اليوم، جاء نتيجة الظلم والكبت والحبس الذي عاشته المرأة في الماضي، فكل فعل عنيف تقابله بالضرورة ردة فعل أعنف...
تزمت الرجل وظلمه للمرأة في الفترات السابقة،أدى إلى خروجها غير المبرر وتفلتها..

‏وكردة فعل على تفلت النساء، جنح الشباب المتدين مرة أخرى إلى أسلوب التشدد والتزمت الذي مارسه الأجداد عن *جهل* من قبل، فهل سنبقى ندور في رحى هذه الدائرة زمنا طويلا؟!
دائرة الفعل العنيف، ورد الفعل له؟!

ألا يوجد ميزان يضبط الأمور ويعدلها؟!
- بلى.
إنه ميزان الشريعة الحقة الذي ابتعدنا عنه للأسف الشديد وقمنا بتحكيم أهواءنا، ولم نكتف بذلك، بل قمنا بلي أعناق النصوص لتناسب تلك الأهواء.
وهذا كله لأن الشاب نشأ ودرج على رؤية المنكرات والمحرمات والانحلال، وقرأ منشورات يذم فيها شباب الفيس الأولياء ويتهمونهم بالدياثة.
فقرر بطلنا التصرف بالخشونة والرجولة والفحولة، والغيرة *المرضية* التي أملتها عليه الأعراف والتقاليد،
لذا أول ما يتزوج يشترط على زوجه النقاب والجلباب، والتوقف عن العمل والمكوث بالبيت، فإذا وافقت على شروطه وقبلت الزواج منه، تمادى في سلوكاته، ورسم لها سجنا لا تخرج عن حدوده، فهي ممنوعة من زيارة الجارات والصديقات، والأعمام والأخوال، ويحق لها مرة كل شهرين زيارة الوالدين.
فقطعها من جذورها، ورحمها، ومنعها صلة الأرحام.وكل ذلك بداعي الغيرة والرجولة.

تطيع الزوجة أمر زوجها في تلك الأمور، ثم تضيق عليها نفسها، ويغرقها الروتين وينسيها الروحانيات والإيمانيات والثقافة، وربما أنسيت الأبجدية العربية، فتسأله الذهاب إلى المساجد فيمنعها ويجتزئ أحكام الشرع، فيقول أن صلاتها في بيتها خير، فيحرمها بذلك الخير كله، والإصلاح في الأرض مع أخواتها، والإيمان الذي يتجدد بالتلاقي والتنافس ولقاء الأخوات.

لذلك غالبا ما تشتكي الفتيات من الخطاب الصادقين (من حديثي العهد بالتدين)، على الأقل في المرحلة الأولى من مسيرتهم في البحث عن زوجة، فيحمل الشاب عريضة(محظورات) على الفتاة توقيعها،( تبدأ بممنوع...وتنتهي بممنوع).
لذلك ذكرت أن تلك هي المرحلة الأولى، لأن ولا فتاة عاقلة تقبل بتلك الشروط المجحفة.
وهنا تبدأ المرحلة الثانية بالنسبة للشاب المتدين الذي تعرض للرفض أكثر من مرة، وهذه المرحلة يتصرف فيها الشاب بذكاء، فيستعمل التقية، ويخفي قائمة شروطه التعجيزية حتى يتزوج (ومبعد ساهل).

لا يبرر أبدا للشباب ما نراه من مظاهر انحلال وتفلت، وليس مسوغا لهم ليتطرفوا، ويعبثوا بأحكام الدين، فيقوموا بحبس المرأة والتضييق عليها بمنعها من أبسط حقوقها الشرعية.

يا اخوان لأننا منعنا النساء بيوت الله، لجأن للأضرحة.
ولأننا منعناهم من دروس العلم لدى المشايخ، لجأن لدروس الفنانات والمسلسلات.
ولأننا منعناهم من الفسحة المشروعة، لجأن للأسواق والتسكع في الطرقات..
ولأننا منعناهم التلاقي، غاب التناصح ، وكثر الفساد.
أمتنا ضاعت بين افراط وتفريط

(( ولا حل إلا بالفهم الصحيح للإسلام، فلا إفراط ولا تفريط))
أما واقع المجتمع الجزائري، فمنقسم إلى قسمين لا وسط بينهما، دياثة حد الخنا، وتشدد وغيرة حد الاختناق.
وقد قال بهذا الواقع، وقرره الكثير من العلماء والمفكرين، واقرأوا إن شئتم لمالك بن نبي وعلي عزت بيجوفيتش وعبد الكريم بكار ووو... فقد شخصوا المشكلة بدقة.

ختاما:

الزواج سفينة كي تُبحر تحتاج ربانا يفهم جيدا جدا القوامة الرشيدة، و يعطي مساحة للمرأة كي تمارس شخصيتها.
و مساعد قبطان يطيع أوامر القائد المعقولة.
و حين تأتي الأمواج العاتية، مرة يتسامح القبطان و يتغاضى، لكي تسير السفينة، و مرة المساعد.
كل ذلك في كنف من الاحترام و المودة و مراعاة شخصية كل منهما.

#خواطر_سريعة_مرتجلة
#شمس_الهمة

كيف للمرأة أن تربي جيلا وهي حبيسة المنزل لا تعلم شيئا عن معارك الحياة
كيف تربي جيلا قويا وهي لا تعرف كيف هي أحوال الدنيا وتقلباتها
الوظيفة وغيرها من أي دور تأخذه المرأة خارج بيتها، برأيي واجب شرعي في زمن أصبح فيه لزاما أن ننهض بأمتنا، وحتى نفعل ذلك يجب أن نفعل دور المرأة في المجتمع

ربما ما يحكمنا في هذه المسألة وغيرها تمثلات تسربت إلى أذهاننا من تجارب الآخرين، وأصبحت توجهنا إقداما وإحجاما، وكأننا نريد الشيء المأمونة نتائجه، فلا نلتفت إلى أننا بذلك نحرم أنفسنا من نعمة الاختيار واتخاذ القرار

الأدب والطب طه حسين

 

الأدب والطب طه حسين

وكنا نعجب فيما مضى بطائفة من الكتاب المجودين في الغرب لم يتهيئوا للأدب عن عمير ولم يجعلوه الحياتهم غاية ، وإنما أنفقوا جهدهم كله في درس الطب والتخصص فيه ، وفرض الأدب نفسه عليهم فرضا ، فبرزوا فيه أي تبريز ، ثم رأينا هذه الظاهرة نفسها تمس بعض أطبائنا فينشأ منهم شاعر بارع كالدكتور إبراهيم ناجي رحمه الله ، وينشأ منهم الكاتب المتفوق الذي يتاح له من صفاء الذوق ونفاذ البصيرة وسعة العلم والفقه بأسرار الحياة ، فيخرج في اللغة العربية كتبا أقل ما توصف به أنها تجمع بين الروعة والمتعة، وتغني حاجتنا إلى القراءة التي تلذ القلب والذوق والعقل جميعا كالدكتور محمد كامل حسين.

وكاتبنا هذا يمضي في هذه الطريق ثابت الخطو،وما أشك في أنه سيبلغ من الأصالة والرصانة والتفوق ما بلغ الذين سبقوه.


وهذه ظاهرة جديدة في أدبنا العربي الحديث، إن دلت على شيء فإنما تدل على أن سلطان الأدب العربي ما زال قويًّا، وقدرته على الاستئثار بالقلوب والنفوس ما زالت نافذة، وعلى أن جذوة الأدب يذكيها ويقويها أن تجاور العلم في بعض القلوب والعقول فتستمد منه قوة وأيدًا ومضاءً قلما يظفر بها الذين يفرغون لتنميق الكلام ويُصرفون عن حقائق العلم صرفًا. وأي فنون العلم أجدر أن يفقه الناس بالحياة ومشكلاتها وما تكلف الأحياء من ألوان العناء من الطب؛ فالطبيب يخالط الإنسان مخالطة لا تُتاح لغيره من أصحاب العلم، يخالطه صحيحًا ويخالطه عليلًا، ويبلو ألم جسمه وآلام نفسه أصدق البلاء وأعمقه، ويفتح له ذلك أبوابًا من التفكير تنتهي به أحيانًا إلى الفلسفة العليا، وتنتهي به أحيانًا أخرى إلى الأدب الرفيع الذي يحسن فيه الانسجام بين الحس الدقيق والشعور الرقيق والذوق المرهف والعقل المفكر، وتتيح له ذلك كله قدرة على التصوير الفني لحياة الناس وما يزدحم فيها من الألم والأمل، ومن السخط والرضى، ومن الحزن والسرور، قلما يُتاح لغيره من الناس.


وربما منحه قدرة أخرى على فهم الملكات الإنسانية، وردِّ أعماله وما يختلف عليه من الأحداث وما يكون لهذه الأحداث من تأثير فيه إلى أصولها ومصادرها التي أنشأتها وصوَّرتها تصويرًا لا يُحسن فهمه إلا من يعرف دقائق النفس والجسم جميعًا، وما يكون بينهما من توافق أحيانًا ومن تخالف أحيانًا أخرى، وإذا أُتيح الفن الأدبي للطبيب امتاز أدبه بالدقة والصدق وتجنب الألفاظ العامة المبهمة، والعبارات التي تبهر الأسماع ولكنها لا تصل إلى القلوب ولا تُحصل في العقول شيئًا.


وقد أُتيح لكاتبنا من هذا كله الشيء الكثير؛ فهو لا يحب التزيُّد في القول ولا يألف تبهرج الكلام، ولن تجد عنده كلمةً قلقةً عن موضعها أو عبارة إلا وهي تؤدي بالضبط ما أرادها على تأديته من المعاني.


هو طبيب حين يكتب يضع يده على معناه كما يضع يده على ما يُشخِّص من العلل حين يفحص مرضاه، وينقل إلينا خواطره كما يصوِّر أوصاف العلل وكما يصف لها ما ينبغي من الدواء.


وله بعد ذلك خصلة تميزه من غيره من كُتَّاب الشباب؛ فالميل إلى تصوير الحياة الاجتماعية ظاهر عند أدبائنا من الشباب تختلف حظوظهم منه ويختلف توفيقهم فيه. ولكن كاتبنا لا يميل إلى تصوير الحياة الاجتماعية وما فيها من الآمال والآلام فحسب، ولكنه يُحسن تصوير الجماعات ويعرض عليك صورها كأنك تراها.


فلم أرَ تصويرًا لشارع أو ميدان تختلط فيه جماعات الناس على تبايُن أشكالهم وأعمالهم وألوان نشاطهم كما أرى عند هذا الكاتب الشاب.


ثُمَّ لا يمنعه ذلك من أن يفرُغ للفرد فيُحسن فهمه وتصويره في دقة نادرة، كل هذه الخصال تبشِّر بأن كاتبنا جدير أن يبلغ من فنه ما يريد، ولكني أتمنى عليه شيئين؛ أحدهما: ألا ينقاد للأدب ولا يمكِّنه من أن يشغله عن الطب أو يستأثر بحياته كلها؛ فالأدب يجود ويرقى ويمتاز بقدر ما يجد عند الأديب من مقاومة له وامتناع على مغرياته وانصراف عنه بين حين وحين.


وما أشك في أن عنايته بالطب حين تتصل وتَقْوَى ستمنح أدبه غزارة إلى غزارته وثروة إلى ثروته، وستزيد جذوته ذكاءً وقوةً ومضاءً.


والثاني: أن يرفُق باللغة العربية الفصحى ويبسُط سلطانها شيئًا ما على أشخاصه حين يقص كما يبسُط سلطانها على نفسه؛ فهو مفصح إذا تحدث، فإذا أَنطَق أشخاصه أنطقهم بالعامية كما يتحدث بعضهم إلى بعض في واقع الأمر حين يلتقون ويديرون بينهم ألوان الحوار.


وما أكثر ما يخطئ الشباب من أدبائنا حين يظنون أن تصوير الواقع من الحياة يفرض عليهم أن يُنْطِقوا الناس في الكتب بما تجري به ألسنتهم في أحاديث الشوارع والأندية، فأخَصُّ ما يمتاز به الفن الرفيع هو أنه يرقى بالواقع من الحياة درجات دون أن يقصر في أدائه وتصويره.


والأديب الحق ليس مسجِّلًا لكلام الناس على علَّاته كما يسجله الفونغراف، كما أن المصور الحق ليس مسجِّلًا لواقع الأشياء على علَّاتها كما يصورها الفوتغراف، وإنما الفرق بين الأديب والمصور وبين هاتَيْن الأداتَيْن من أدوات التسجيل أنهما يصوران الحقائق ويضيفان إليها شيئًا من ذات نفسَيْهما هو الذي يبلغ بها أعماق الضمائر والقلوب، ويتيح لها أن تبلغ الأديب والمصور من نفوس الناس ما يريدان، وإلا فما يمنع الكاتب من أن يصطنع أداة من هذه الأدوات التي تسجل ألفاظ الناس، ثُمَّ يُضيف إلى أصواتهم صوته بلغتهم التي يتكلم بها هو حين يتحدث إليهم، ثُمَّ يعرض عليهم ذلك كما يعرض تسجيل الأصوات لا يتهيأ له ولا يتألق فيه.


ليصدقني الشباب من أدبائنا أن من الحق عليهم لمواهبهم وأدبهم أن يتمعَّنوا فهم المذاهب الأدبية أكثر مما يفعلون، وألَّا يخدعوا أنفسهم بظواهر الأشياء فيُفسدوا مواهبهم ويُفسدوا أدبهم أيضًا.


أمَّا بعدُ، فإني أهنئ كاتبنا الأديب بجهده هذا الخصب، وأتمنى أن أقرأ له بعد قليل كتبًا أخرى ممتعة إمتاع هذَيْن الكتابَيْن وتمتاز عنهما مع ذلك بصفاء اللغة وإشراقها وجمالها الذي لم تبلغه العامية، وما أرى أنها ستبلغه في وقتٍ قريبٍ أو بعيد.

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...