السبت، 4 مايو 2019

الموت القادم إلى الشرق:


الآن سأكون في الصفوف الأولى:
كلنا شاهد ربما المسلسل السوري (الموت القادم إلى الشرق)، وبعد الربيع العربي في المنطقة، تناقشت وأخي حول المسلسل، وقال أنه لم يكن عبثا، وأنه كان لحاجة في نفس يعقوب من أصحابه، لتهيئة المنطقة العربية للربيع العربي.
وقال أيضا أن التسمية(الموت القادم إلى الشرق)، مشبوهة ومشؤومة ومنذرة بالموت لشعوب الشرق الأوسط.
وإلا هل انقرضت العناوين حتى يختاروا عنوانا يحمل الموت، لماذا لم يتسمى مثلا الربيع القادم إلى الشرق، أو الفتح القادم أو غيرها من العناوين التفاؤلية؟!
تناقشنا كثيرا حوله، ووافقته حينها في شؤم العنوان وكونه مبهما.
وبحثت حول الموضوع، فوجدت بعضهم يحمل نفس وجهة نظر أخي، ونفس تحليله، ووجدت اتهامات للمخرج نجدة آنزور بأنه ماسوني، حتى أنني راجعت جميع مسلسلاته، فوجدتها تحمل رسائل إلى العرب، الكثير منها يدعو إلى الثورات.
وبعيدا عن نظريات المؤامرة، وعن نوايا أصحاب المسلسل، بدا لي المسلسل رائعا، عدا نقطة العنوان.
وما أريد التركيز عليه في هذا المقال، هو مسألة أن يكون لكل ثورة قيادة أو زعامة أو أطراف محركة ومستفيدة.
الثورة في المسلسل قام بها كما أذكر القائد المتمرد والفار قصي(فرد شريف من الجيش)، وكذا الأميرة شمس (فرد شريف من الدولة)، ولا طرف منهما كان يعلم بالآخر فالقائد قصي كان يقوم بحرب العصابات واختطاف الجنود وقتلهم، والأميرة شمس كانت تقوم بالتنكر هي وخادمتها، وتقوم بعملية التحريض للشعب.
الأميرة علمت فيما بعد من يقود حرب العصابات، وتحالفت معه.
ومن ثم يظهر عنصر آخر الشاب الذي قتل والده (سيف بن الصافي)، والذي تدرب لسنوات على يد أمهر وأشجع الفرسان في غابات (وادي الذئاب)، ألا وهو أبو الركاب.ليتولى عملية اغتيالات منظمة لأفراد العصابة.
ورغم أن جبلة (شاب معروف بالجبن) حين رأى ثورة الشعب، وتمرده على السلطة، وكسره حاجز الخوف الذي كتم أنفاسه لسنوات طويلة، سأل صديقه أبا الركاب كيف حدث هذا للناس فجأة؟!
ليرد عليه أبو الركاب بإجابة لا أنساها لأن والدي يكررها دوما مذ شاهد المسلسل، ويتمنى حدوثها أيضا، ألا وهي عبارة ((إنه التراكم يا جبلة))
ما أود قوله أن ثورة الشعب في المسلسل لم تكن بسبب التراكم وحده، ولم تكن من تلقاء الشعب وحده، ولكن الأميرة شمس والقائد قصي استغلا *استعداد* الشعب ووصوله لمرحلة الحنق، وقامو بتحريكه من خلف الكواليس، ونجحت الثورة لأن القيادة واضحة فالشعب كان يعلم من فرد الى آخر أن شمس تؤيد التمرد.
أذكر جملة قبل بداية الحراك للمدون مصطفى عثمان يقول فيها:(لاتخرج إلى الشارع بدعاوى مجهولة، لا تخرج إلى الشارع بدعاوى أشخاص لا يعول عليهم).
وقال أيضا: ومن النذالة الدعوة إلى التظاهر والمزايدة على من هم داخل الوطن وأنت خارجه.
شخصيا كنت أرى أن ثورتنا تحرك بأيادي مجهولة وتفتقد لزعيم يقودها، وليس لنا نخبة عرفت بنضالها ومواقفها، وتحظى بشبه إجماع من الشعب، نعول عيها فيما بعد اذا تم اسقاط النظام، ونطمئن لحسن تسييرها.
فالتوانسة مثلا كان لهم شخصيات ذات وزن على اختلاف مشاربهم، إلا أنهم شرفاء ومناضلون ويحظون بثقة الشعب.(منصف المرزوقي، راشد الغنوشي وغيرهم كثير).
والمصريون كان لديهم مرسي والاخوان وشخصيات أخرى.
ولكن كي تنجح الثورة هل تكفي أن تكون القيادة واضحة وشريفة فقط؟!
- لا
فنحن نعلم ما حدث للمصريين والتوانسة بعد ذلك.
الزعيم أو القائد الذي يقود الثورة لا يكفي أن يكون من الشرفاء والطيبين، فلا بد أن تتوفر فيه شروط أخرى كالدهاء والحنكة، وينبغي أن يكون قد أسس أو ضمن دعم بعض مؤسسات الإعلام، وأرباب المال، أو أن يكون قد ضمن وقوف الجيش، فالقوة ضرورية أيضا.
اليوم و هنالك أنباء تتحدث عن ثورة الشرفاء في الجيش، وأنهم هم من قام بإخراج الشعب، وتحريكه من خلف الكواليس.
وأن النقيب شوشان يؤيد خطوة الجيش، ويصف من يعارض توجهاته في هاته الفترة بالعميل.
ولاحظنا كيف انقلب بنو علمان على الجيش، وشخصيا أي طرف يؤيده أبناء فرنسا، فيجب أن نحاربه.
وأي طرف يعارضونه فلابد أن فيه خيرا كثيرا.
وتبقى هذه فقط تكنهات وسيناريوهات، فلا أحد يملك الصورة الكاملة.
فهل هي ثورة الشرفاء في الجيش حقا؟!
ولقد قلت سابقا، اذا اتضح زعيم كفء للثورة فسأكون في الصفوف الأولى.
هذا المنشور كان منذ أيام وحذف بسبب العنوان(قيل أنه مستفز).
#شموسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...