ماذا حدث للمجتمع الجزائري؟!
قبل سنوات، بالتحديد في مكة المكرمة كانت والدتي تؤدي مناسك العمرة، فالتقت هنالك بشابة مصرية تبدو عليها سيماء الثقافة والنضج، وتبادلتا حديثا جميلا كان من ضمنه سؤال والدتي عن أحوالهم وأحوال بلادهم، ثم سألتها سؤالا مباشرا؟!
- من الأفضل برأيك لرئاسة مصر، مرسي أم السيسي أم مرشح آخر؟!
فأجابت الفتاة حينها:
المشكلة ليست فيمن يتولى حكم مصر، المشكلة في الشعب، ثم استطردت:
- الشعب المصري منقسم نصين، ومش متفقين على رئيس معين، لذلك اضطر الجيش للتدخل وحسم الخلاف.
تناقشت بعدها وأخي فقال أن النظام المصري عمل طيلة عقود على علمنة الشعب المصري (السينما، الروايات، الكتب، المجلات، وحتى المسلسلات).
الإخوان ظنوا أنهم سيكسبون أصوات ورضى غالبية الشعب مثل حركة الفيس بالجزائر، ومثل اخوان تركيا، لكنهم أغفلوا أن النظام عمل على تقسيم المجتمع وتقوية الشق العلماني منه.
في تونس عمل النظام ذات الشيء بتونس، فبورقيبة قام بالدور على أقذر وجه.
قال أخي يومها، الجزائر استثناء، لا تزال الرجولة، النيف، النخوة، والغيرة على الاسلام والمبادئ والقيم.
لا أحد يرضى بأفكار بنو علمان، والفيمنيزم وووو
لكن الحراك الحالي واللافتات المرفوعة، وشت بالكثير.( التبرج والسفور، الرقص في الشارع على أنغام الراي، التحرش، الفيمينيزم، المثلية، وووو)
فجيل اليوم الذي انتفض بلا وعي ثوري، وحراكه الذي تغيب فيه الايديولوجيا أو الفكرة التي تمثل الفعل الثوري، هو جيل مائع.
وقد ساهم النظام في إنشاء هذا الجيل غير المؤدلج عبر استئصال القيم الإسلامية، للقضاء على أي محاولة تحاكي تجربة حركة الانقاذ، لضمان استقرار مستقبله السياسي.
وهذا بنزع أنياب الحركات الإسلامية، وتقليم أظافرها، والحجر على نشاطاتها.
وعمل على تقزيم دور الأئمة والمصلحين والتضييق عليهم باستعمال قانون الطوارئ.
وقد استعمل المنظومة التربوية في هاته العملية، وكذا سلاح الإعلام الموجه.
ولا ننسى استعماله للمداخلة، وتقويته للتيار المدخلي في حرب المسلم ضد أخيه أيضا.
فأكثر من أساء للاسلاميين والدعاة والعلماء بالجزائر هم المداخلة للأسف، عبر الطعن من الخلف، وموقف المداخلة من الحركات الإسلامية(وإن أخطأت) ليس أسوء من موقف الملاحدة وأعداء الدين ان لم يكن أشد لأنهم اذ يتهمون هذه الحركات يتهمونها تحت مسمى الغيرة على الدين وهذا يلبس على العوام ويخلط الكثيييير.فقد مزقوا الأمة شر ممزق، وأفقدوها الثقة في الكثير من العلماء والمصلحين وتجرؤوا عليهم وجرأوا الناس أيضا.
ولا أدافع هنا عن الاخوان أو غيرهم، فهم مسلمون اجتهدوا وأخطأوا، وكان لديهم من الاندفاع والحماس مقرونا بالغباء السياسي وعدم النضوج الكثير.
ويقول البشير عصام المراكشي في هذا الصدد:
هل اختلاف الجماعات الإسلامية العاملة لاسترداد عز الأمة، دليل على أن العمل الإسلامي باطل كله، وأن الواجب الركون والانطواء على النفس.
ويتكلم عنهم الشيخ ابراهيم السكران في كتابه ماجريات التالي:
حيث تكلم الكاتب عن الحركات الاسلامية، وبين أنها انحرفت قليلا عن المسار الحقيقي ألا وهو التصفية والتربية.
وذكر أمثلة مؤيدة لموقفه لا حصر لها، استشهد مثلا بموقف الشيخ البشير الابراهيمي الذي قسم السياسة إلى لباب وقشور.
كما استشهد بموقف مالك بن نبي الذي سمى الانشغال بالمطالبة بالحقوق، دروشة سياسية.
وذكر الكاتب أمثلة أخرى لا حصر لها عن الندوي وفريد الأنصاري وعبد الوهاب المسيري، وكلهم كانت لهم نظرة متشابهة.
والخلاصة من الأمر أن الكاتب يريد منا ومن الحركات الاسلامية تصحيح المسار فقد أهمل الجميع أهم وأقوى عنصر في عملية التغيير ألا وهي بناء تدين المجتمع.
وذات الشيء يقول به الشيخ محمد عيسى في مقاله المعنون(من يمثل الأمة؟!):
((من يمثل الأمة لا يمكن أن يولد كبيرا ..ولا هو ممن يصلحه الله في ليلة.
في سنة 1926 كتب الشيخ العربي التبسي رحمه الله مقالا بعنوان " أزفت ساعة الجماعة وتصرم عصر الفرد".....
ونتيجة لذلك العمل يستطرد فيقول : ولما جاءت أوقات الحاجة بعدها وجدت الأمة الألسن الناطقة باسمها..)))
لهذا قلت سابقا ولا زلت أظن أننا لسنا مؤهلين بعد، علينا أولا بناء تدين المجتمع لينصهر في بوتقة واحدة وروح واحدة، أو يكون لنا ممثل كفء يقوم بعملية الإصلاح تلك، لكننا في المرحلة الحالية نفتقد الاثنين للأسف.
#شموسة
- من الأفضل برأيك لرئاسة مصر، مرسي أم السيسي أم مرشح آخر؟!
فأجابت الفتاة حينها:
المشكلة ليست فيمن يتولى حكم مصر، المشكلة في الشعب، ثم استطردت:
- الشعب المصري منقسم نصين، ومش متفقين على رئيس معين، لذلك اضطر الجيش للتدخل وحسم الخلاف.
تناقشت بعدها وأخي فقال أن النظام المصري عمل طيلة عقود على علمنة الشعب المصري (السينما، الروايات، الكتب، المجلات، وحتى المسلسلات).
الإخوان ظنوا أنهم سيكسبون أصوات ورضى غالبية الشعب مثل حركة الفيس بالجزائر، ومثل اخوان تركيا، لكنهم أغفلوا أن النظام عمل على تقسيم المجتمع وتقوية الشق العلماني منه.
في تونس عمل النظام ذات الشيء بتونس، فبورقيبة قام بالدور على أقذر وجه.
قال أخي يومها، الجزائر استثناء، لا تزال الرجولة، النيف، النخوة، والغيرة على الاسلام والمبادئ والقيم.
لا أحد يرضى بأفكار بنو علمان، والفيمنيزم وووو
لكن الحراك الحالي واللافتات المرفوعة، وشت بالكثير.( التبرج والسفور، الرقص في الشارع على أنغام الراي، التحرش، الفيمينيزم، المثلية، وووو)
فجيل اليوم الذي انتفض بلا وعي ثوري، وحراكه الذي تغيب فيه الايديولوجيا أو الفكرة التي تمثل الفعل الثوري، هو جيل مائع.
وقد ساهم النظام في إنشاء هذا الجيل غير المؤدلج عبر استئصال القيم الإسلامية، للقضاء على أي محاولة تحاكي تجربة حركة الانقاذ، لضمان استقرار مستقبله السياسي.
وهذا بنزع أنياب الحركات الإسلامية، وتقليم أظافرها، والحجر على نشاطاتها.
وعمل على تقزيم دور الأئمة والمصلحين والتضييق عليهم باستعمال قانون الطوارئ.
وقد استعمل المنظومة التربوية في هاته العملية، وكذا سلاح الإعلام الموجه.
ولا ننسى استعماله للمداخلة، وتقويته للتيار المدخلي في حرب المسلم ضد أخيه أيضا.
فأكثر من أساء للاسلاميين والدعاة والعلماء بالجزائر هم المداخلة للأسف، عبر الطعن من الخلف، وموقف المداخلة من الحركات الإسلامية(وإن أخطأت) ليس أسوء من موقف الملاحدة وأعداء الدين ان لم يكن أشد لأنهم اذ يتهمون هذه الحركات يتهمونها تحت مسمى الغيرة على الدين وهذا يلبس على العوام ويخلط الكثيييير.فقد مزقوا الأمة شر ممزق، وأفقدوها الثقة في الكثير من العلماء والمصلحين وتجرؤوا عليهم وجرأوا الناس أيضا.
ولا أدافع هنا عن الاخوان أو غيرهم، فهم مسلمون اجتهدوا وأخطأوا، وكان لديهم من الاندفاع والحماس مقرونا بالغباء السياسي وعدم النضوج الكثير.
ويقول البشير عصام المراكشي في هذا الصدد:
هل اختلاف الجماعات الإسلامية العاملة لاسترداد عز الأمة، دليل على أن العمل الإسلامي باطل كله، وأن الواجب الركون والانطواء على النفس.
ويتكلم عنهم الشيخ ابراهيم السكران في كتابه ماجريات التالي:
حيث تكلم الكاتب عن الحركات الاسلامية، وبين أنها انحرفت قليلا عن المسار الحقيقي ألا وهو التصفية والتربية.
وذكر أمثلة مؤيدة لموقفه لا حصر لها، استشهد مثلا بموقف الشيخ البشير الابراهيمي الذي قسم السياسة إلى لباب وقشور.
كما استشهد بموقف مالك بن نبي الذي سمى الانشغال بالمطالبة بالحقوق، دروشة سياسية.
وذكر الكاتب أمثلة أخرى لا حصر لها عن الندوي وفريد الأنصاري وعبد الوهاب المسيري، وكلهم كانت لهم نظرة متشابهة.
والخلاصة من الأمر أن الكاتب يريد منا ومن الحركات الاسلامية تصحيح المسار فقد أهمل الجميع أهم وأقوى عنصر في عملية التغيير ألا وهي بناء تدين المجتمع.
وذات الشيء يقول به الشيخ محمد عيسى في مقاله المعنون(من يمثل الأمة؟!):
((من يمثل الأمة لا يمكن أن يولد كبيرا ..ولا هو ممن يصلحه الله في ليلة.
في سنة 1926 كتب الشيخ العربي التبسي رحمه الله مقالا بعنوان " أزفت ساعة الجماعة وتصرم عصر الفرد".....
ونتيجة لذلك العمل يستطرد فيقول : ولما جاءت أوقات الحاجة بعدها وجدت الأمة الألسن الناطقة باسمها..)))
لهذا قلت سابقا ولا زلت أظن أننا لسنا مؤهلين بعد، علينا أولا بناء تدين المجتمع لينصهر في بوتقة واحدة وروح واحدة، أو يكون لنا ممثل كفء يقوم بعملية الإصلاح تلك، لكننا في المرحلة الحالية نفتقد الاثنين للأسف.
#شموسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق