السبت، 4 مايو 2019

فاتح روميا

الى ابني المستقبلي:

أي بني (فاتح روميا) الذي لم يأت بعد، اعلم أن أمك الحالمة، لم تدخر جهدا ولا وقتا في سبيل أن تراك فاتحا.
وأن هذا الحلم استولى على لبها وفكرها ويقظتها وأحلامها وسكناتها وحركاتها فاستوطنها حتى النخاع.
وأنها في سبيل ذلك باعت الدنيا وزينتها، وكرست وقتها وشبابها لذلك.
وأنها كانت تضن على رفيقاتها وكل المحيطين بهذا الحلم، فلم تبح به لأحد قط، مخافة أن يحوز السبق ويسبقها في الظفر والأجر.
وأنها لأجلك حاولت تعلم الايطالية ، ودرست جغرافية روما وأحوال سكانها.
قرأت عنها الروايات والكتب والمقالات، وقرأت في مقابل ذلك كتب تربية الأبناء.
قرأت كيفية إعداد القادة، وسير وصفات العظماء.
وقرأت عن المعلوماتية والقرصنة وأرادتك فاتحا لا بالسلاح ولكن بالأنترنت.
أرادت منك التغلغل والتمكن لتؤسس موقعا توصل به اليهم رسالة الإسلام.
وقرأت من أجلك التاريخ، والعلوم الشرعية وأحوال الأمم، وأسباب النصر و كيف تكون السنن.
ثم بدا لها آخر عمرها أن تقرأ في السياسة، فلا فتح ولا رياسة بلا سياسة.
بني فلتنظر اليها الآن، وقد أصابها الساسة وتحليلاتهم بالغثيان.
وزادها البحث والتعمق والاطلاع حيرة فوق حيرتها، وضبابية فوق ضبابية كانت تعيق رؤيتها.
أي بني وإنها اكتشفت بعد هذا كله أن القراءة لهؤلاء ستجعل منها كتلة غباء ولاريب.
فهم لا يثبتون على موقف أو رأي، ولا يستطيعون استشراف مستقبل ولا شيء بسبب كثرة العي.
#شموسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...